أشرقت شمس الأمة

[غريبة_48]

أشرقت شمس الأمة ..

بسم الله ، والحمد لله .. بسم الله خير الأسماء ، باسمه رب الأرض والسماء .. باسم الله بدءا وانتهاء ، الحمد لله لا اله لنا غيره ، الحمد لله كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه ، والحمد لله ملء السموات السبع والأراضين كلما ذكره الذاكرون عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا و حبيبنا و قدوتنا و قائدنا محمد بن عبد الله وعلى آله وصحابته أجمعين .
وبعد :
{شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ} [البقرة: 185]

سَلامٌ عَلَـى شَهْرِنَـا الْمُنْتَظَـرْ ** حَبِيْبِ الْقُلُوْبِ سَمِيْرِ السَّهَـرْ
سَلامٌ عَلَـى لَيْلِـهِ مُـذْ بَـدَا ** مُحَيَّاهُ يَزْهُوْ كَضَـوْءِ الْقَمَـرْ
فَأَهْلا وَسَهْلا بِشَهْـرِ الصِّيَـامِ ** وَشَهْرِ التَّرَاوِيْحِ شَهْـرِ الْعِبَـرْ

ها قد أشرقت شمس الأمة ، ليملأ الفرح بيوتها الإسلامية ، بحلول شهر الرحمة والمغفرة ..
ها هي أبواب الجنة تفتح ، وتغلق أبواب جهنم ، وها هي الشياطين قد سلسلت ، وجاءت فرصة التغيير ..
فرصة الفوز بالجنة .. فرصة التوبة الحقيقية .. فرصة تهدئة النفوس وصلة الأرحام
وتآلف القلوب والمسامحة والمبادرة للصلح مع من ابتعدنا عنهم من اخوتنا .

ها هي فرصة العتق من النار تنادي أصحاب الإيمان والتقوى و العقول النيرة والقلوب المليئة بحب الله المجبولة على الفطرة .
فلتتسابق هذه الأنفس لعمل الخير والتقرب إلى خالقها بالطاعات

أخي المسلم ، أختي المسلمة :
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)
وقال صلى الله عليه وسلم : ( من قام رمضان ايمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه ) .

تَهَنَّ بهذا الصوم يا خير صائر ** ومن صام عن كل الفواحش عمره

إلى كل ما يهوى ويا خير صائم ** فأهون شيءٍ هجره للمطاعم

هيا لنستغل هذا الشهر بالطاعات والعبادات ونجعله نقطة بداية لحياتنا
دعونا لا نتسابق لملئ ثلاجاتنا بالأطعمة ، كما وأننا سندخل حربًا للجياع ! فحشو البطن بالأكل يؤدي للخمول ويؤدي لإنامة الفكر ، نعم قال تعالى :
: ( يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم واشكروا الله ) .

ودعونا ايضاً نذكر بما قاله صلى الله عليه وسلم : ( بحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه فإن كان ولا بد فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه ) .
دعونا نكتظ ليس في محلات البقالة
بل نكتظ حول الأعمال التي نضاعف فيها الحسنات ، نرجع لنعلِّم هذه النفس الصبر ونهذبها ، ونلزم أنفسنا كتاب الله والصلاة التي هي عامود دينه سبحانه ، مبتعدين عن التلفاز والسهرات التي هي لا تليق بكل من يسعى للجنة خاصة في هذا الشهر المبارك .
هيا لنخزي أعداء الإسلام ، ممن يجندون المحطات التلفازية والأموال الطائلة للسهرات الخبيثة بأن نبتعد عنها ، ونجعلها مهجورة ، ونعمر بيوت الله وليالي هذا الضيف العزيز المبارك .
هذا الشهر يعود النفس على الصبر وكسب الحسنات ..
ادخار يومي بكل مثابرة من الأعمال الصالحة والطاعات ، التي هي سبيلنا للفوز برضا الرحمن
هو للأتقياء فينا !
فلنستغله للعودة والتوبة إلى الله ولنتسابق ونتنافس فيه على الطاعات
أيام ستمضي كلمح البصر ..
كل لحظة عطش ارويها بالتسبيح والتهليل
كل لحظة حديث مع النفس إلجمها بالاستغفار والتكبير
كل لحظة غضب أطفئ نارها بالتوكل على الله ، والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم

اسأل الله تعالى أن يتقبل منّا أعمالنا ويغفر لنا ذنوبنا ويرزقنا واياكم الصدق والإخلاص

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كتبته :نازك

المصدر: شبكة الصّدّيقة أُم المؤمنين رضوان الله عليها