العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتـــــــــديات العـــــــــــامـــة > الــــحــــــــــــوار العــــــــــــــــــام

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 12-04-11, 04:28 PM   رقم المشاركة : 1
قصف الرعود
موقوف






قصف الرعود غير متصل

قصف الرعود is on a distinguished road


نقش شبهة لا جهاد إلا بإمام

الصواعق النارية
الرد على من قال لا جهاد إلا مع سلطان
الحمد لله مظهر الحق بفضله ومزهق كيد الباطل وأهله والصلاة والسلام على خير الأنام باتباعه نال الناس عزهم وبالاقتداء به رجع للعرب مجدهم وبعد:
فإن دين الإسلام أتى واضحاً كوضوح الشمس في ساعة الظهر وكالقمر ليلة البدر وصدق الحبيب غذ قال: (تركتكم على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك.) رواه ابن ماجة وأحمد وغيرهم . إلا أن أناس عن الحق زاغوا وعن الطريق الصحيح أبعدوا أرادوا تسخير دين الله ليماشي أهواءهم وعلى ما تبتغيه شهواتهم فأولوا كلام الله على غير معناه وفسروا حديث رسول الله بغير مقتضاه ووصلت بهم الحال أن فسروا أقوال علماء الأمة بما يزيد على الناس العتمة والظلمة وجعلوها تأكيداً لأفعالهم وتغطية على أخطائهم إلا أن الله جل وعلا كشف كذبهم وأزال عتمتهم بنور كتابه وهدي نبيه عليه أفضل الصلاة والسلام , ومن تلك الظلمة التي غموا فيها على أعين الناس قولهم بأن لا جهاد إلا بإمام إما حباً منهم في الحياة وخوفاً من الموت في سبيل الله أو إرضاء لطاغوت ظالم استعان بهم لإسكات أهل الإيمان عن تعطيله أوامر الله جل وعلا وتكريساً لدوام حكمه في رعاية أسياده من عباد الصليب والتلمود فهو لن يجاهد وأبناء الأمة المغمى عليهم لن يجاهدوا إلا بجهاده فتنجح خطط أهل الكفر في إخماد جهاد أمة الإسلام ضد عدوانهم واحتلالهم لأرضهم بحجة أننا لا نقاتل حتى ينزل الله علينا الأمير الذي يقودنا للقتال كما يقول حزب التحرير أو حتى يأمر الأمير وإن كان خائن لدينه مسالم لأعداء الإسلام فلا يجوز القتال دونه , فعجباً والله لقولهم من أي دين جلبوه للأمة ! , ومع ذلك فيأبى الله إلا أن يتم نوره رغم أنوفهم أرادوا أم لم يريدوا ذلك شاءوا أو رفضوا فالحق أبلج والباطل لجلج والشمس لا تغطى بغربال وإن غيمة المرجفين مصيرها للزوال, ومما جاء في دحر قولهم هذا فهو مما يلي :
أولاً : جاء في قوله تعالى ( فقاتل في سبيل الله لا تكلف إلا نفسك) يقول البغوي رحمه الله : أي : لا تدع جهاد العدو والانتصار للمستضعفين من المؤمنين ولو وحدك ، فإن الله قد وعدك النصرة وعاتبهم على ترك القتال .
وقال القرطبي رحمه الله في تفسير هذه الآية (فالمعنى والله أعلم أنه خطاب له في اللفظ ، وهو مثال ما يقال لكل واحد في خاصة نفسه ؛ أي أنت يا محمد وكل واحد من أمتك القول له ؛ فقاتل في سبيل الله لا تكلف إلا نفسك . ولهذا ينبغي لكل مؤمن أن يجاهد ولو وحده ؛ ومن ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم : والله لأقاتلنهم حتى تنفرد سالفتي . وقولأبي بكر وقت الردة : ولو خالفتني يميني لجاهدتها بشمالي . ) قال ابن حزم في (المحلى 7 / 351):" قال _تعالى_: "فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لا تُكَلَّفُ إِلَّا نَفْسَكَ" (النساء: من الآية84)، وهذا خطاب متوجه إلى كل مسلم، فكل أحد مأمور بالجهاد وإن لم يكن معه أحد" انتهى كلامه _رحمه الله_.
وقال ابن قدامة في (المغني 10 / 364) : " الجهاد فرض على الكفاية.... الخطاب في ابتدائه يتناول الجميع كفرض الأعيان، ثم يختلفان أن فرض الكفاية يسقط بفعل بعض الناس له، وفرض الأعيان لا يسقط عن أحد بفعل غيره )
وقال العلامة عبد الرحمن بن حسن بن الشيخ محمد بن عبد الوهاب : "ولا ريب أن فرض الجهاد باق إلى يوم القيامة، والمخاطب به المؤمنون، فإذا كانت هناك طائفة مجتمعة لها منعة وجب عليها أن تجاهد في سبيل الله بما تقدر عليه، لا يسقط عنها فرضه بحال ولا عن جميع الطوائف " ( الدرر السنية 7 / 98) فهاهم أئمة أهل السنة والجماعة أكدوا على أن هذه الآية الكريمة نصها يؤكد جهاد الفرد لوحده ضد أعداء الله فما بال ألائك القوم يقولون أن ذلك ليس من هدي السلف في اتباعه عليه الصلاة والسلام أولم يتطلعوا على هذه الآثار أم إنهم بها يجحدون؟
ثانياً : أن اشتراط وجود الإمام في الجهاد لم يأتي به نص من الكتاب والنسة ولا من اقوال أهل العلم من السلف الصالح خاصة الذين كتبوا في فقه الجهاد وقد ثبت في الحديث الصحيح " ما بال أقوام يشترطون شروطاً ليست في كتاب الله، من اشترط شرطاً ليس في كتاب الله فهو باطل" ، و قد قال العلامة عبد الرحمن بن حسن بن محمد بن عبد الوهاب في بيان بطلان هذا الشرط : " بأي كتاب أم بأي حجة أن الجهاد لا يجب إلا مع إمام متبع ؟ هذا من الفرية في الدين والعدول عن سبيل المؤمنين، والأدلة على بطلان هذا القول أشهر من أن تذكر، من ذلك عموم الأمر بالجهاد والترغيب فيه والوعيد في تركه " (الدرر السنية 7/ 97) فلما ياترى وضع ألائك المخذلون أن الجهاد بالإمام شرط لصحة الجهاد ومن أي فقه أخذوه ؟ ومن الأدلة على عدم اشتراط الإمام حديث : (غشيتكم الفتن كقطع الليل المظلم ، أنجى الناس فيها رجل صاحب شاهقة ، يأكل من رسل غنمه ، أو رجل آخذ بعنان فرسه من وراء الدروب ، يأكل من سيفه ) [روه الحاكم من حديث ابي هريرة رضي الله عنه).
كما إن الأحاديث التي تنص على الجهاد في الدفع عامة لا يوجد بها تخصيص لإمام وقد ورد عنه عليه السلام أنه قال : ( من قاتل دون ماله فهو شهيد، ومن قاتل دون دينه فهو شهيد، ومن قاتل دون أهله فهو شهيد) " ومعلوم أن هذا الحديث عام في كل أحد، بل هو في حق الأفراد بلا خلاف، وأن للمسلم أن يدفع عن ماله وعرضه ودينه ولو كان وحده، ولو كان الصائل عليه مسلم مثله فإن مات فهو شهيد.
قال الشيخ حاكم المطيري : فمن اشترط وجود الإمام أو إذنه فقد أبطل دلالة هذه الأحاديث، بل ثبت في صحيح مسلم أن عبد الله بن عمرو _رضي الله عنه_، استدل بهذا الحديث على جواز أن يدفع المسلم عن ماله ونفسه وعرضه، حتى لو كان الصائل عليه هو الإمام نفسه، وقد استعد عبد الله بن عمرو _رضي الله عنه_ لقتال السلطان لما أراد أخذ أرضه منه واستدل بهذا الحديث.
فإذا كان لا يشترط في مثل هذا القتال إذن إمام ولا وجود راية، فكيف بدفع العدو الكافر عن النفس والدين والأرض والمال والعرض ؟! فهو أحق بهذا الحكم بقياس الأولى بل شك. .
ثالثا: أن أئمة أهل السنة والجماعة أجمعوا على أن الجهاد ماض إلى يوم القيامة فرداً وجماعات قال صديق خان: ( الأدلة على وجوب الجهاد من الكتاب والسنة وردت غير مقيدة بكون السلطان أو أمير الجيش عادلاً بل هذه فريضة من فرائض الدين أوجبها الله على عباده المسلمين من غير تقيد بزمان أو مكان أو شخص أو عدل أو جور ) [الروضة/333)

وقال العلامة عبدالرحمن بن حسن: ( بأي كتاب أم بأي حجة أن الجهاد لا يجب إلا مع إمام متبع، هذا من الفرية في الدين، والعدول عن سبيل المؤمنين، والأدلة على بطلان هذا القول أشهر من أن تذكر من ذلك عموم الأمر بالجهاد والترغيب فيه والوعيد في تركه ) .

وقال أيضاً: ( وكل من قام بالجهاد في سبيل الله فقد أطاع الله وأدى ما فرضه الله ولا يكون الإمام إلا بالجهاد لا أنه لا يكون جهاد إلا بالإمام ) [الدرر السنية 7/97].

وقال ابن حزم: ( يغزى أهل الكفر مع كل فاسق من الأمراء وغير فاسق ومع المتغلب والمحارب كما يغزى مع الإمام ويغزوهم المرءُ وحده إن قدر أيضاً ) [المحلى 10/99(.
وقال الشيخ عبد الله عزام رحمه الله في ذلك : ( الذي خرجت به من خلال النصوص, وما طالعت كتابا خالف هذا النص, وقد وافقنى عليه كل العلماء الذين قابلتهم وأخذت امضاءاتهم عليه, وافقني عليه فضيلة الشيخ عبد العزيز بن باز وفضيلة الشيخ محمد صالح بن عثيمين, والشيخ سعيد حوى والشيخ محمد نجيب المطيعي -رحمه الله- وهو من أفقه الناس في هذا القرن وقد توفاه الله , ووافقني عليه عبد الله علوان- رحمه الله- وكذلك هو من العلماء المطلعين, ووافقنى عليه الكثيرون على أنه: إذا وطىء الكفار شبرا من أراضي المسلمين أصبح الجهاد فرض عين على كل مسلم في تلك البقعة حتى تخرج المرأة- بمحرم- دون إذن زوجها, والعبد دون إذن سيده, والمدين دون إذن دائنه, والولد دون إذن والده, فإن لم يكفوا, أو قصروا, أو تكاسلوا, أو قعدوا توسع فرض العين على من يليهم, وثم.. إلى أن يعم فرض العين الأرض كلها, فرضا لا يسعهم تركه كالصلاة والصوم. ولذلك منذ أن سقطت الأندلس, وإلى يومنا هذا ; الجهاد فرض عين على الأمة المسلمة ) .
يقول ابن تيمية في الفتاوى الكبرى (607/4): ( فأما إذا هجم العدو فلا يبقى للخلاف وجه فإن دفع ضررهم عن الدين والنفس والحرمة واجب إجماعا فلا حاجة لإذن أمير المؤمنين ) إنتهى كلام ابن تيمية.
فلا حاجة لإذن أمير المؤمنين ولو كان موجودا قائما حاضرا .
قال الإمام الشافعي في (الأم 4 / )178) : " ولا أرى ضيقاً على الرجل أن يحمل على الجماعة حاسراً أو يبادر الرجل، وإن كان الأغلب أنه مقتول ) " اهـ. وهذا في جهاد الطلب فمن باب أولى جهاد الدفع.

رابعاً : إن ألائك المخذلون لما أرادوا تعطيل تلك الفريضة لم يكتفوا بتحريمها دون إمام على أهل بلدهم بل راحوا ينقمون على من قام للجهاد في فلسطين ضد اليهود بأنهم يسيرون من غير حاكم ولما أحضر اليهود ياسر عرفات ليحكم المسلمين بفلسطين نقم ألائك القوم على المجاهدين جهادهم ضد اليهود لأنهم خالفوا أمر حاكمهم وولي أمرهم بائع الأرض والعرض فعجباً لهؤلاء أما يستحون من تدليسهم وكذبهم على شرع الله وقد صدق من قال إن لم تستح فاصنع ما تشاء يقول الشيخ حامد العلي نصره الله وثبته على الحق (أما إن عُدم الإمام، أو ترك الجهاد، كأن يكون قد عاهد الكفار على ترك الجهاد أبدا ، وهو عهد باطل باتفاق العلماء، أو كان الحاكم لا دينيا علمانيا لا يؤمن بالتحاكم إلى الشريعة ، أو خُشي المسلمون فوات مصلحة إن انتظروا إذن الإمام الشرعي ، أو وقوع مفسدة، أو تعين على طائفة منهم قتال عدو حضر ، فلا يشترط إذن الحاكم ، بل يقيم المجاهدون أميراً منهم ويجاهدون معه) .وذلك ما فعله أهل الجهاد في فلسطين وغيرها من أرض الإسلام المحتلة , وقال الماوردي: ( فرض الجهاد على الكفاية يتولاه الإمام ما لم يتعين ) [الإقناع ص/175)
يعني إن تعين لم يشترط له إذن الإمام ، ومعلوم أن أكثر جهاد المسلمين اليوم هو جهاد الدفع الذي هو فرض عين على أهل البلد ومن يمكنه نصرهم فلا يشترط له إذن حاكم .
ولو كان كلام هؤلاء المرجفين صحيحاً في عدم صحة الجهاد دون إذن الحاكم ووصفهم للمجاهدين في فلسطين والشيشان والعراق وأرض الأفغان بالخوارج لكان شيخ الإسلام بن تيمية أحد ألائك الخوارج لأن قازان ولي أمره من التتار ادعى الإسلام إلا أن شيخ الإسلام جاهد التتار وطردهم من أرض الإسلام في معركة شقحب فهل يجرؤ القوم على وصف شيخ الإسلام بالخارجي أم يخشون نقمة أهل الدين المعتم عليهم من أتباعهم فسكتوا عن جهاد شيخ الإسلام ونضاله حتى لا يفضح أمرهم و تدليسهم على الناس ولقد برر بعضهم لأبي بصير رضي الله عنه جهاده دون إذن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان تحت ولاية الكافرين ولم يكن تحت ولاية النبي صلى الله عليه وسلم إذا فلماذا تنقمون على من يجاهد في العراق وفلسطين والشيشان جهادهم وأنتم قلتم أن أبو بصير قاتل كفار قريش وهو في غير ولايته عليه السلام فحماس في فلسطين ليست تحت ولاية أمير مؤمن ولا المجاهدين في الشيشان والأفغان وولاية عرفات وعباس والمالكي وكرزاي على أهل الإيمان باطلة لأن من وضعهم هم أهل الكفر أنفسهم.
خامساً : يحتج ألائك القوم أنه لم يحدث في عهد الصحابة جهاد دون إذن ولي الأمر أو تول لقيادة دون تعيين ولي الأمر فيرد عليهم بأن خالد بن الوليد رضي الله عنه في مؤتة بعد ما استشهد الصحابة الثلاثة سلِّم الراية دون أن يستأذن ولي الأمر بذلك وأن سلمة بن الأكوع رضي الله عنه حينما سرقت الإبل من المدينة وقتل راعيها لحق المجرمين وقتلهم دون أن يأخذ إذن نبي الله صلى الله عليه وسلم ولم يعتب رسول الله صلى الله عليه وسلم فعله وقد كان من قبيل هذا عدة مواطن جاهد فيها الصحابة دون أن ياخذوا إذن الأمير لأن جهادهم تعين في ذلك الموطن .
سادسا: إن الأمر بترك الجهاد معصية خاصة أن الجهاد فرض كفاية في الطلب وفرض عين في الدفاع ولا طاعة لمخلوق في معصية الخالق
سئل الشيح عبد الله عزام متى لا يُستأذن الإمام ؟ فأجاب :
* في الحديث الصحيح: (لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق) [صحيح الجامع الصغير رقم 7520)
يقول ابن رشد: ( وطاعة الإمام واجبة ولو كان غير عدل- ولو كان فاسقا- إلا إذا أمر بمعصية, ومن المعصية منعه الجهاد المتعين ). يعني: الذي أصبح فرض عين- وابن رشد قرطبي مالكي- يعني لا يطاع أحد; إنما الطاعة في المعروف.

* يقول ابن تيمية في الفتاوى الكبرى (607/4): ( فأما إذا هجم العدو فلا يبقى للخلاف وجه فإن دفع ضررهم عن الدين والنفس والحرمة واجب إجماعا فلا حاجة لإذن أمير المؤمنين ) إنتهى كلام ابن تيمية.
فلا حاجة لإذن أمير المؤمنين ولو كان موجودا قائما حاضرا .
* فالمهم; لا استئذان من الوالدين في فروض الأعيان, فروض الأعيان ليس فيها استئذان أبدا , حتى أمير المؤمنين; خليفة من الخلفاء العباسيين أو الأمويين, يكره أو يحرم الغزو بدون استئذانه إلا في ثلاث حالات:ـ
الأولى: إذا عطل الإمام الجهاد.. لا يريد أن يجاهد.. هذا لا يستأذن.
ثانيا : إذا فوت الإستئذان المقصود, كما في المثال الذي ضربناه, لأنه لو استأذن أبو طلحة وسلمة لذهب سرح المدينة.
ثالثا : إذا علمنا أن الإمام لا يقبل ولا يأذن.
لا حاكم, ولا خليفة, ولا أحد في الدنيا له حق أن يتدخل في الفرض الذي فُرض علينا, ولا أن يوقفه, ولا أن يمنعه.
وقال الشيخ حامد العلي : هذا وقد علم أنه لاطاعة لمخلوق في معصية الخالق ، وأن الحاكم لايطاع إن أمر بالمعصية ، فكيف إذا أمر بما هو من أشد المعاصي ضررا على المسلمين ، وإفسادا لدينهم ، وهو ترك الجهاد ، فلايقول بوجوب طاعته في ذلك إلا جاهل مطموس على بصيرته عافانا الله
قال ابن حزم في (المحلى 7 / 300) : " ولا إثم بعد الكفر أعظم من إثم من نهى عن جهاد الكفار، وأمر بإسلام حريم المسلمين إليهم )". كما لا شيء أوجب بعد الإيمان بالله من دفع العدو عن أرض الإسلام، كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية _رحمه الله تعالى_ . .
سابعاً : إن دين الله جاء بالخروج على الحاكم الكافر وقتاله كما جاء في حديث البخاري بسنده عن ‏جنادة بن أبي أمية ‏: ‏قال : دخلنا على ‏‏عبادة بن الصامت ‏‏وهو مريض ، قلنا ؛ أصلحك الله حدث بحديث ينفعك الله به سمعته من النبي ‏صلى الله عليه وسلم ، ‏قال : ( دعانا النبي ‏صلى الله عليه وسلم ‏‏فبايعناه ، فقال فيما أخذ علينا ‏ ‏أن بايعنا على السمع والطاعة في منشطنا ومكرهنا وعسرنا ويسرنا وأثرة علينا وأن لا ننازع الأمر أهله ، إلا أن تروا كفرا بواحا عندكم من الله فيه برهان ( وهذا الحديث واضع لقول القائل لا جهاد إلا بإمام لأنه إن تعين كفره وجب جهاده هو فكيف سيكون جهاد الإمام ولا جهاد إلا به , يقول الشيخ حامد العلي : وهو يدل على وجوب الخروج على الحاكم إن اقترف كفرا بواحا ، ومعلوم أنه في هذا الجهاد يكون الحاكم هو الذي يجب جهاده لخلعه بالقتال ، فكيف يشترط ليت شعري الإمام للجهاد ؟!!

ثامناً : إن الغرض الأساسي من إقامة الجهاد هو حماية الدين وإعلاء رايته وجهاد الآن جهاد دفع إن لم تقم به الأمة ضاع دين المسلمين وضاعت معه دنياهم فأصبحت أراضي المسلمين وأموالهم وأعراضهم لعبة للكافرين يتحكمون بها كيف شاءوا ومتى أرادوا فكان جهاد الدفع فرضاً على جميع المسلمين وفي القاعدة الفقهية : أن مصلحة الدين مقدمة على مصلحة النفس, حفظ الدين مقدم على حفظ النفس, فهنا يجب على المسلمين أن يقوموا بالجهاد حتى وإن لم يكونوا من أهل الحرب حفاظاً على دين الإسلام من الضياع ولما ترك الناس الجهاد في الأندلس منتظرين أن يأتي أهل الحرب من المسلمين لينصروهم ضاعت أرض الأندلس وضاع إسلام أهلها وكذلك كاد أن يحصل بفلسطين لولا أن الله سخر طائفة من المؤمنين تدافع عن أرض الإسلام ودينها جاء في حاشية البيجوري الشافعي (2 / 491) قال في جهاد الدفع: " أن يدخل الكفار بلدة من بلاد المسلمين أو ينزل قريباً منها، فالجهاد حينئذ فرض عين عليهم، فيلزم أهل ذلك البلد حتى الصبيان والنساء والعبيد والمدين ولو بلا إذن من الأولياء والأزواج، والسادة ورب المال، الدفع للكفار بما يمكن منهم ولو بضرب بأحجار ونحوها " انتهى.
ولا يشترط كذلك تأهيل لقتال أو توافر إمكانات أو ظن تحقيق نصر.
قال الخطيب الشربيني الشافعي في (الإقناع 2 / 510) : " الحال الثاني من حال الكفار أن يدخلوا بلدة لنا فيلزم أهلها الدفع بالممكن منهم، ويكون الجهاد حينئذ فرض عين سواء أمكن تأهيلهم لقتال أم لم يمكن، ومن هو دون مسافة القصر من البلدة التي دخلها الكفار حكمه كأهلها، وإن كان في أهلها كفاية؛ لأنه كالحاضر معهم، فيجب على كل من ذكر حتى على فقير وولد ومدين ورقيق بلا إذن، ويلزم الذين على مسافة القصر المضي إليهم عند الحاجة بقدر الكفاية دفعا لهم، فيصير فرض عين في حق من قرب وفرض كفاية في حق من بعد " انتهى.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية كما في (الفتاوى المصرية 4 / 509) : " وقتال الدفع مثل أن يكون العدو كثيراً ولا طاقة للمسلمين به، لكن يخافون إن انصرفوا عن عدوهم عطف العدو على من يخلفون من المسلمين، فهنا صرَّح أصحابنا بأنه يجب أن يبذلوا مهجهم ومهج من يخاف عليهم في الدفع حتى يسلموا، ونظيره أن يهجم العدو على بلاد المسلمين وتكون المقاتلة أقل من النصف، فإن انصرفوا استولوا على الحريم، فهذا وأمثاله قتال دفع لا قتال طلب لا يجوز الانصراف فيه بحال " انتهى، وهذا كله محل اتفاق بين الأئمة وعلماء الأمة، فلا يلتفت في جهاد الدفع إلى طاقة المسلمين ولا إلى إمكانياتهم، ولا إلى ترجُّح تحقق النصر، بل عليهم بذل مهجهم في الدفع عن حرماتهم، حتى مع تيقن هلاكهم.
قال الإمام الشافعي في (الأم 4 / 178) : " ولا أرى ضيقاً على الرجل أن يحمل على الجماعة حاسراً أو يبادر الرجل، وإن كان الأغلب أنه مقتول ) " اهـ. وهذا في جهاد الطلب فمن باب أولى جهاد الدفع.
يقول الشيخ حاكم المطيري : هذا ولا يشترط في صحة جهاد الدفع أن يكون من أجل إعلاء كلمة الله، نعم أشرف أنواع الجهاد وأعظمه من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله ، وأوضح ما يكون ذلك في جهاد الطلب والفتح، ولا ينافي ذلك مشروعية جهاد الدفع، وأن من قتل فيه دون ماله وعرضه ونفسه شهيد أيضاً، كما ثبت في الصحيح؛ لأن جهاد الدفع مشروع للدفع عن الأرض والعرض والنفس والمال والدين، بشكل فردي أو جماعي، ويكون أيضاً بتعاون المسلمين على اختلاف طوائفهم، أو مع غير المسلمين كأهل الذمة للدفع عن وطنهم جميعاً، وكذا تسوغ الاستعانة بغير المسلمين من الشعوب والدول الأخرى لدفع العدو الكافر عن المسلمين وأرضهم وحرماتهم، وقد عاهد النبي _صلى الله عليه وسلم_ يهود في المدينة على الدفع عنها إذا دهمها عدو، كما استعان الصحابة _رضي الله عنهم_ بنصارى العرب في الشام والعراق في قتال عدوهم، وقد قاتل شيخ الإسلام ابن تيمية التتار في الشام بمن خرج معه من أهلها، مع شيوع أنواع البدع فيهم آنذاك، وخلص أسارى أهل الذمة من اليهود والنصارى من أيدي التتار حين تفاوض معهم، ولم يرض بإطلاق أسرى المسلمين فقط ، حتى أطلقوا أسرى أهل الذمة معهم.
والمقصود أنه لا يشترط لصحة جهاد الدفع أي شرط ، لا وجود إمام، ولا وجود راية، ولا قصد إعلاء كلمة الله ، ولا فتوى عالم، ولا وحدة الصف، ولا وجود القوة، ولا ترجح النصر، وهذا لا ينافي وجوب أن يقاتل المجاهدون صفاً واحداً تحت قيادة واحدة، فإن تعذر ذلك لم يبطل الجهاد ولم يتعطل، والله _تعالى_ أعلم أحكم.

خامة : في الختم تأكدنا من صحة قول الجهاد ماض على يوم القيامة سواء كان بإمام أم دونه وإن أهل الطائفة المنصورة أكسبوا الميزة على الأمة أنهم يجاهدون وحدهم دون أن تكون غالبية الأمة واقفة معهم ودل ذلك على أنه قال طائفة ولو كانت الأمة مجمعة على جهادهم لما كانوا طائفة , فهم منصورون بنصرهم دين الله وحمايتهم لأعراض المسلمين ومهما حاول أهل الإرجاف تشويه صورتهم وإدلاء التهم عليه وطعنهم من خلف ظهورهم فقد وعدهم الله بنصره وبشرهم النبي صلى الله عليه وسلم بأنه لن يضرهم خذلان ألائك المرجفين ولا من حذا حذوهم فهنيئاً لهم تلك البشرى من النبي عليه الصلاة والسلام , وقد وفقني الله عز وجل في كتابة ذلك رداً على أهل التخذيل فما أصبت فمن الله عز وجل وبتوفيقه وفضله وما أخطأت فمن نفسي والشيطان والله أعلم بما أردت والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد .
كتبه : أبو عبد الله اللداوي .







 
قديم 12-04-11, 06:03 PM   رقم المشاركة : 2
محب المهاجرين و الأنصار
عضو نشيط








محب المهاجرين و الأنصار غير متصل

محب المهاجرين و الأنصار is on a distinguished road


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، ولا عدوان إلا على الظالمين، والصلاة و السّلام على رسولنا محمد وعلى آله و أصحابه أجمعين .

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.

بارك الله فيك أخي الفاضل.

جاري الاطلاع

حفظك المولى

في أمان الله.







التوقيع :
اللهُمَّ من شنَّ على المُجاهدينَ حرباً ، اللهُمَّ فأبطِل بأسه.ونكِّس رأسَه. واجعل الذُلَّ لِبَاسَه. وشرِّد بالخوفِ نُعاسَه. اللهُمَّ مَن كانَ عليهم عينا ًفافقأ عينيه. ومن كانَ عليهِم أُذُناً فصُمَّ أُذُنيه. ومن كانَ عليهِم يداً فشُلَّ يَديْه. ومن كانَ عليهِم رِجلاً فاقطع رِجليْه.ومن كانَ عليهم كُلاًّ فخُذهُ أخذَ عزيزٍ مُقتدرٍ يا ربَّ العالمين.
من مواضيعي في المنتدى
»» حملة دعوية لمحاربة الأسماء الأجنبية من المُنتديات السلفية.. الدعوة عامة
»» السلفية الجديدة وتجارة التوحيد
»» اصنع من الليمون شراباً حلواً
»» عندما تكون الفتوى سلاحاً
»» الأسئلة السُّنيَّة للشيعة الإثنا عشرية بخصوص الفتوحات الإسلامية
 
قديم 12-04-11, 07:27 PM   رقم المشاركة : 3
غزاوي قسامي
موقوف






غزاوي قسامي غير متصل

غزاوي قسامي is on a distinguished road


بارك الله فيك اخي







 
قديم 12-04-11, 11:43 PM   رقم المشاركة : 4
ريم الشاطي
عضو ماسي






ريم الشاطي غير متصل

ريم الشاطي is on a distinguished road


الله يجزاك خير







 
قديم 12-04-11, 11:57 PM   رقم المشاركة : 5
قصف الرعود
موقوف






قصف الرعود غير متصل

قصف الرعود is on a distinguished road


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محب المهاجرين و الأنصار مشاهدة المشاركة
   بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، ولا عدوان إلا على الظالمين، والصلاة و السّلام على رسولنا محمد وعلى آله و أصحابه أجمعين .

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.

بارك الله فيك أخي الفاضل.

جاري الاطلاع

حفظك المولى

في أمان الله.

حفظك الله أخي وأثابك وبورك فيك

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة غزاوي قسامي مشاهدة المشاركة
   بارك الله فيك اخي

وفيك بارك الله اخي
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ريم الشاطي مشاهدة المشاركة
   الله يجزاك خير

وجزاكم خيرا وبارك فيكم






 
قديم 13-04-11, 04:24 PM   رقم المشاركة : 6
قصف الرعود
موقوف






قصف الرعود غير متصل

قصف الرعود is on a distinguished road


رد القول في شبهة العمليات الاستشهادية

شبهة العمليات الإستشهادية
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول العالمين , ربي اشرح لي صدري ويسر لي أمر وحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي وبعد :
فإن أمتنا الإسلامية قد مرت بمصاعب وأهوال في مواجهة أهل الكفر إلا أن الله عز وجل سخر في كل زمن رجال يردون كيد أعداء الأمة في نحورهم ويعدون لهم ما يرعبهم في ديارهم ومن ذلك ما قام به المجاهدين في ارض بيت المقدس ومثلها في ارض العراق وأفغانستان من إقدامهم على الموت في سبيل الله فترى الرجل فيهم يحمل ذلك الحزام على كتفه وينطلق لينسف به أعداء الإسلام فيشتت شملهم ويفرق جمعهم , وبينما المسلمين فرحين بهذه العمليات التي أرعبت أعداء الله حتى وهم في عقر دارهم خرج علينا رجال يقولون بحرمة تلك العمليات ووصفوها بأنها انتحار وقتل للنفس فما أنصفوا الجهاد وأهله بل شبهوهم بالمنتحرين والعياذ بالله فتلك إذا قسمة ضيزى فكيف يشبه رجل خرج لا يبتغي إلا نصرة دينه برجل يئس من رحمة الله فقتل نفسه وشتان مابين هذا وذاك كما شتان بين النور والظلمات , فهلم أيها القارئ الكريم لنعلم حكم هذه العملية والأدلة على حكمها وأقوال علماء أهل السنة في ذلك والفرق بينها وبين الانتحار ونبدأ بالأخير متكلين على رب العالمين :
الانتحار : الانتحار هي الحالة اللي يوصل فيها الإنسان إلى مرحلة اليأس من رحمة ربه فيقتل نفسه متعمدا غير مكترثاً بالعواقب المعدة للمنتحر في الآخرة , وقد أوله النفسيون أنه نوع من العقاب الذاتي و الانتقام من الذات، و إلحاق الأذى للذات.
إذا فالمنتحر يقتل نفسه لأنه يئس من حياته وقنط من رحمة ربه فبعمله ينال سخط الله وعقابه قال المنفلوطي: "الانتحار منتهى ما تصل إليه النفس من الجبن والخور، وما يصل إليه العقل من الاضطراب والخبل، وأحسب أن الإنسان لا يقدم على الانتحار، وفي رأسه ذرة من العقل والشعور".

الاستشهادي : هو الذي يقدم نفسه لله ابتغاء مرضاته وطلبا لرحمته ومغفرته وجنته فيقتل نفسه لتبقى كلمة الله هي العليا وكلمة الذين كفروا السفلى ويقتل نفسه دفاعاً عن مقدسات الإسلام ومحرماته فيزهد في الدنيا لينال الآخرة ويترك عيش الذل لعيش السعادة .
فمن تعريف الانتحاري والاستشهادي تعرف الفرق الجلي الذي يفرق به بين من يقتل نفسه انتقاما منها ويأساً من الحياة وبين من يقدم نفسه لربه انتقاما لدينه ووطنه وأرضه المسلوبة والرسول عليه الصلاة والسلام يقول : (من مات دون أرضه فهو شهيد، ومن مات دون عرضه فهو شهيد، ومن مات دون ماله فهو شهيد )" رواه الترمذي .كما إن الاستشهادي لم يقتل نفسه لنفسه بل قتلها لغيره ألا وهو دينه وأهله وماله وعرضه وقد جاء في الحديث السابق أن الذي يموت في سبيل الدفاع عن تلك الأمور فهو شهيد .

الأدلة التي نصت على الانتحار:1- روى الشيخان من حديث جندب البجلي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (كان ممن كان قبلكم رجل به جرح فجزع، فأخذ سكينا فحز بها يده، فما رقأ الدم حتى مات، قال الله تعالى: بادرني عبدي بنفسه حرمت عليه الجنة)
2- روى الشيخان من حديث أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من قتل نفسه بحديدة فحديدته في يده يتوجأ بها في بطنه في نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا ومن قتل نفسه بسم فسمه في يده يتحساه في نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا ومن تردى من جبل فقتل نفسه فهو مترد في نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا).
وفي هذين الحديثن دلالة على أن هؤلاء قتلوا أنفسهم تسخطاً وعدم رضاً بما أعطاهم الله وكان المقصود من عملهم قتل أنفسهم والتخلص فالرجل هنا لم يرضى بما كتب الله له وبما أصابه فقتل نفسه جزعاً وأما الاستشهادي فلا يقتل نفسه جزعاً أو لعدم صبره بل يقتلها وهو راغب في ما عند الله عز وجل من ثواب ومغفرة وحتى يغيظ أعداءه .
يقول الشيخ محمد حسان حفظه الله : أي مقارنة بينه هذا الذي قتل نفسه يائساً من ربه ومن الحياة و ساخطِ على قضاء الله وبين من يقدم نفسه وهو يريد رضاء سيده ومولاه فأي مقارنة ؟! ا.هـ
والعجب حينما تسمع من بعض من ينسبون نفسهم للسلف حينما يتكلموا بهذه العمليات فيقول أحدهم هذا ارهاب وقتل للمدنيين من اليهود في فلسطين ..... ومن هذا القبيل من أقوال المرجفين من أهل الإرجاء فعجباً لهم أين هذا الكلام حينما تقتل رجال فلسطين والعراق وتذبح أطفالهم وترمل نساءهم وتنتهك أعراضهن ولم يكن عند صاحب هذه المأساة إلا هذا الرد ويقول لك احذر أن تنفذ عملية استشهادية ولو لم يكن معك غيرها من السلاح .
خابوا والله وخاب سعيهم , فالعمليات الاستشهادية والاستشهاديون في الإسلام وجدوا من عهده عليه الصلاة والسلام ولقد ضرب بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم الأمثال ومنهم وقصة الغلام التي ذكرها عليه الصلاة والسلام خير شاهد وفيها رد على من قال أن من يقدم نفسه للقتل ولو كان في سبيل الله فهو ملق بيده للتهلكة ويخشى عليه من الانتحار ومن ذلك أولاً : قصة الغلام مع الملك الطاغية وقال له : إنك لست بقاتلي حتى تفعل ما آمرك به، قال: وما هو؟ قال: تجمع الناس في صعيد واحد .. وتصلبني على جذع ثم خذ سهماً من كنانتي ثم ضع السهم في كبد القوس ثم قل باسم الله رب الغلام ثم ارمني فإنك إذا فعلت ذلك قتلتني فجمع الناس في صعيد واحد وصلبه على جذع ثم أخذ سهماً من كنانته ثم وضع السهم في كبد القوس ثم قال باسم الله رب الغلام ثم رماه فوقع السهم في صُدْغه، فوضع يده في صُدْغه في موضع السهم فمات، فقال الناس: آمنا رب الغلام، آمنا برب الغلام، آمنا برب الغلام).
فأتي الملك فقيل له أرأيت ما كنت تحذر؟ قد والله نزل بك حذرُك، قد آمن الناس.
فأمر بالأخدود في أفواه السكك فخدّت وأضرم النيران وقال من لم يرجع عن دينه فأقحموه فيها أو قيل له اقتحم ففعلوا حتى جاءت امرأة ومعها صبي لها فتقاعست أن تقع فيها فقال لها الغلام: يا أمه اصبري فإنك على الحق.
وفي هذه القصة أمران دلا على جواز العمليات الاستشهادية الأول : لما دل الغلام الملك على طريقة قتله لم يكن ألقى بنفسه للتهلكة لأن في عمله مصلحة لدين الله فبقتله يؤمن الناس أن دين الغلام صحيح وذلك ما فعله حينما قال الملك باسم الله رب الغلام فقتله فآمن الناس ومات الغلام شهيداً , والأمر الآخر أن الناس لما خيروا بأن يكفروا بدين الغلام أو أن يلقوا بأنفسهم في النار ويقتلوا أنفسهم لم يعدوا ملقين بأيديهم للتهلكة بل ضرب بهم المثل في كتاب الله لمن يقدم الموت على أن يكفر بالله ولقد أثبت الله جواز فعلهم هذا بإنطاق الطفل أن الأم على حق فهذا دليل قاطع على من قال بانتحار من يقتل نفسه لنصرة دين الله أو أعراض المسلمات أو رداً لكيد أهل الكفر .
يقول الشيخ سليمان العلوان فرج الله عنه : ففي هذا دليل على صحة هذه العمليات الاستشهادية التي يقوم بها المجاهدون في سبيل الله القائمون على حرب اليهود والنصارى والمفسدين في الأرض.
فإن الغلام قد دل الملك على كيفية قتله حين عجز الملك عن ذلك بعد المحاولات والاستعانة بالجنود والأعوان.
ففعلُ الغلام فيه تسبب في قتل النفس والمشاركة في ذلك والجامع بين عمل الغلام والعمليات الاستشهادية واضح فإن التسبب في قتل النفس والمشاركة في ذلك حكمه حكم المباشرة لقتلها.
والغاية من الأمرين ظهور الحق ونصرته والنكاية باليهود والنصارى والمشركين وأعوانهم وإضعاف قوتهم وزرع الخوف في نفوسهم.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-: "وَقَدْ رَوَى مُسْلِمٌ فِي صَحِيحِهِ: عَنْ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قِصَّةَ أَصْحَابِ الأُخْدُودِ وَفِيهَا أَنَّ الْغُلامَ أَمَرَ بِقَتْلِ نَفْسِهِ لأَجْلِ مَصْلَحَةِ ظُهُورِ الدِّينِ، وَلِهَذَا جَوَّزَ الأَئِمَّةُ الأَرْبَعَةُ أَنْ يَنْغَمِسَ الْمُسْلِمُ فِي صَفِّ الْكُفَّارِ وَإِنْ غَلَبَ عَلَى ظَنِّهِ أَنَّهُمْ يَقْتُلُونَهُ إذَا كَانَ فِي ذَلِكَ مَصْلَحَةٌ لِلْمُسْلِمِينَ, فَإِذَا كَانَ الرَّجُلُ يَفْعَلُ مَا يَعْتَقِدُ أَنَّهُ يُقْتَلُ بِهِ لأَجْلِ مَصْلَحَةِ الْجِهَادِ مَعَ أَنَّ قَتْلَهُ نَفْسَهُ أَعْظَمُ مِنْ قَتْلِهِ لِغَيْرِهِ كَانَ مَا يُفْضِي إلَى قَتْلِ غَيْرِهِ لأَجْلِ مَصْلَحَةِ الدِّينِ الَّتِي لا تَحْصُلُ إلا بِذَلِكَ وَدَفْعِ ضَرَرِ الْعَدُوِّ الْمُفْسِدِ لِلدِّينِ وَالدُّنْيَا، الَّذِي لا يَنْدَفِعُ إلا بِذَلِكَ أَوْلَى".

ثانياً : مع البراء بن مالك رضي الله عنه أمير الاستشهاديين قصتين فالأولى في أرض اليمامة حينما قام المجاهدون بمحاصرة المرتدين داخل الحديقة فخرج البراء رضي الله عنه طالبا من المسلمين أن يضعوه في ما يشبه المنجنيق فيقذفون به على أهل الكفر داخل الحديقة حتى يفتح الباب للمسلمين وتم للصحابي الاستشهادي ما طلب وألقي داخل الحديقة فانكسرت رجله وكاد أن يلقى الموت لولا أن الله من عليه بان يسر أمره لفتح الباب ودخول المسلمين فتم لهم النصر .
والثانية : في فتوح فارس وفي حصار أحد حصون الفرس ألقى حراس الحصن كلاليب محمأة بالزيت فإذا رام أحد جنود المسلمين تسلق السور أو الإقتراب منه, أنشبوها فيه و جذبوه إليهم, فيحترق جسده, و يتساقط لحمه , و يقضى عليه وقدر الله أن يتعلق احدها بأنس رضي الله فقام البراء ليشد تلك السلسلة ويبعدها عن أخيه مما جعلها تلتصق بيديه وتزيح جلده عن عظمه , وفي هذه القصة أيضاً لم يعد البراء أحد الذين ألقوا بأيديهم للتهلكة لأنه قدم نفسه على أن يقتل أخاه في تلك السلاسل المحمأة بالزيت ومع ذلك فقد قدر الله له الحياة بعدها واستشهد في إحدى معارك الفرس .
ثالثاً : كان أيضاً في معركة تستر التي ألقيت بها الكلاليب على المسلمين لما ضاق بالمسلمين الأمر أتى رجل من المدينة فطلب من المسلمين الأمان مقابل أن يدلهم على طريق يدخلون به الحصن وكان الطريق وعراً ضيقا يخشى على من مربه الهلاك إلا أن المسلمين لما رأوا أنه لايمكنهم فتح المدينة إلا بهذه الطريقة أمر أبو موسى رضي الله عنه ثلاث مئة من رجاله أن يعبروه وبالفعل عبروه وابتلعت المياه منهم قرابة المئتي رجل ودخل البقية الحصن وفتحوا أبوابه وتم النصر بفضل الله .
وهذه القصة ايضاً فيها دلالة على أن فعل الأمر الذي قد يؤدي لموت فاعله في سبيل انتصار المسلمين وهزيمة عدوهم جائز وهذا ما فعله الصحابة رضوان الله عليهم بهذه المعركة .
رابعاً : ما حصل من عامر ابن الأكوع رضي الله عنه في خيبر حيث كان يعد سلاحه فرجع عليه فقتله
وَذَهَبَ عَامِرٌ يَسْفُلُ لَهُ فَرَجَعَ سَيْفُهُ عَلَى نَفْسِهِ فَقَطَع أَكْحَلَهُ فَكَانَتْ فِيهَا نَفْسُهُ، قَالَ سَلَمَةُ فَخَرَجْتُ فَإِذَا نَفَرٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُونَ بَطَلَ عَمَلُ عَامِرٍ قَتَلَ نَفْسَهُ قَالَ فَأَتَيْتُ النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم- وَأَنَا أَبْكِى فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ بَطَلَ عَمَلُ عَامِرٍ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: (مَنْ قَالَ ذَلِكَ؟قَالَ قُلْتُ: نَاسٌ مِنْ أَصْحَابِكَ، قَالَ( كَذَبَ مَنْ قَالَ ذَلِكَ بَلْ لَهُ أَجْرُهُ مَرَّتَيْنِ).
قال النووي -رحمه الله- في شرح مسلم (5/418) في شرحه لحديث سلمة بن الأكوع من باب غزوة ذي قرد وغيرها: "وفيه اتباع سلمة وحده للمشركين، وفيه مقتل عامر بن الأكوع في غزوة خيبر بسيف نفسه، ومنها إلقاء النفس في غمرات القتال، وقد اتفقوا على جواز التغرير بالنفس في الجهاد في المبارزة ونحوها، ومنها أن من مات في حرب الكفار بسبب القتال يكون شهيدًا سواء مات بسلاحهم أو رمته دابة أو غيرها أو عاد عليه سلاحه كما جرى لعامر".
قال الشيخ ياسر برهامي حفظه الله : فلما كان قصد عامر قتل (مرحب) اليهودي الكافر، ولكنه أصابه سيف نفسه؛ كان شهيدًا، ومن قام بهذه العمليات لا يقصد قتل نفسه، بل قصد قتل الكفار، وإن كان يُقتل بسلاح نفسه، ولقد أكذب النبي -صلى الله عليه وسلم- من التفت إلى صفة القتل دون قصد المقاتل، ولم يجعله قاتلاً لنفسه، بل جعله شهيدًا، فالعبرة بقصد المقاتل ونيته، وإن كانت الصورة أنه قتل نفسه؛ لأنه لم يعاجل ربه بنفسه، ولم يضجر، ولم يسخط على قضائه، بل غرضه فداء دينه وأمته بنفسه، وقد سبق النقل عن النووي في فوائد هذا الحديث أنه شهيد ولو عاد عليه سلاحه.
ومن هذه الأدلة والآثار نستنتج أن هذه العمليات جائزة بعدة شروط :
أولها : أن تكون نية هذه العملية لله ولإعلاء كلمته ونصرة دينه وأهل الإسلام .
ثانيها : أن يكون في عمله نكاية في أعداء الإسلام من الإثخان فيهم ومما يكون فيه انتصاراً للمسلمين .
والشرط الثالث مختلف فيه : أن يكون يعتقد نجاته و الأصح في هذا الشرط أنه ليس بضروري إن كان في فعله نكاية للعدو .
قال محمد بن الحسن في السير الكبير (1/163): ( "لو حمل رجل واحد على ألف رجل من المشركين وهو وحده؛ لم يكن بذلك بأس إذا كان يطمع في نجاة أو نكاية في العدو، فإن لم يكن كذلك فهو مكروه؛ لأنه عرض نفسه للتلف في غير منفعة للمسلمين، فإن كان قصده تجرئة المسلمين عليهم حتى يصنعوا مثل صنيعه فلا يبعد جوازه، ولأن فيه منفعة للمسلمين على بعض الوجوه، وإن كان قصده إرهاب العدو وليعلم صلابة المسلمين في الدين فلا يبعد جوازه، وإذا كان فيه نفع للمسلمين فتلفت نفسه لإعزاز دين الله وتوهين الكفر فهو المقام الشريف الذي مدح الله به المؤمنين في قوله: (إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ)(التوبة: 111) الآية".
قال الغزالي في الإحياء (7/26): ("لا خلاف في أن المسلم الواحد له أن يهجم على صف الكفار ويقاتل وإن علم أنه يقتل، وإذا جاز أن يقاتل الكفار حتى يقتل جاز أيضًا له ذلك في الحسبة".(

وقال القرطبي في تفسيره (5 /363)( "اختلف العلماء في اقتحام الرجل في الحرب وحمله على العدو وحده، فقال القاسم ابن مخيمرة والقاسم بن محمد وعبد الملك من علمائنا: لا بأس أن يحمل الرجل وحده على الجيش العظيم إذا كان فيه قوة، وكان لله بنية خالصة، فإن لم تكن فيه قوة فذلك من التهلكة، وقيل: إذا طلب الشهادة وخلصت النية فليحمل؛ لأن مقصوده واحد منهم.)
فالأغلب أنه يقدم على فعله إن رأى في ذلك نكاية للعدو وغالب العمليات الاستشهادية الآن وخاصة تلك التي في فلسطين فيها نكاية للعدو من إخافتهم وإرعابهم غير الذي ينتج عنها من خسائر لهم في الأنفس والأموال
يقول الشيخ سليمان العلوان : والمصلحة تقتضي: تضحية المسلمين المجاهدين برجل منهم أو رجالات في سبيل النكاية في الكفار وإرهابهم وإضعاف قوتهم قال تعالى "وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم وآخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم ..." (60 الأنفال).
وقد رخص أكثر أهل العلم أن ينغمس المسلم في صفوف الكفار ولو تيقن أنهم يقتلونه .
خاتمة : فمهما اختلفت طريقة هجوم المجاهد على أهل الكفر والاثخان فيهم وارهابهم يبقى كله إن وجدت به الشروط تحت مسمى العمليات الإستشهادية سواء كان المجاهد هاجما بسيفه أو ألقى بنفسه من فوق سور على أهل الكفر أو فجر نفسه في وسطهم بحزام ناسف فتبقى باسم العملية الاستشهادية ونحسب منفذها شهيداً في سبيل الله إن قتل بإذن الله هذا والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
أعده : أبو عبد الله اللداوي







 
قديم 13-04-11, 05:12 PM   رقم المشاركة : 7
بلاعنوان
موقوف







بلاعنوان غير متصل

بلاعنوان is on a distinguished road


جزاك الله خيراً على الايضاح وبارك الله فيك






 
قديم 13-04-11, 05:36 PM   رقم المشاركة : 8
محب المهاجرين و الأنصار
عضو نشيط








محب المهاجرين و الأنصار غير متصل

محب المهاجرين و الأنصار is on a distinguished road


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، ولا عدوان إلا على الظالمين، والصلاة و السّلام على رسولنا محمد وعلى آله و أصحابه أجمعين .

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.







بارك الله فيك أخي الفاضل على هذا البوح الطيب .

أحسن الله إليك .

و نفع الله بك.

في أمان الله.







التوقيع :
اللهُمَّ من شنَّ على المُجاهدينَ حرباً ، اللهُمَّ فأبطِل بأسه.ونكِّس رأسَه. واجعل الذُلَّ لِبَاسَه. وشرِّد بالخوفِ نُعاسَه. اللهُمَّ مَن كانَ عليهم عينا ًفافقأ عينيه. ومن كانَ عليهِم أُذُناً فصُمَّ أُذُنيه. ومن كانَ عليهِم يداً فشُلَّ يَديْه. ومن كانَ عليهِم رِجلاً فاقطع رِجليْه.ومن كانَ عليهم كُلاًّ فخُذهُ أخذَ عزيزٍ مُقتدرٍ يا ربَّ العالمين.
من مواضيعي في المنتدى
»» تحميل صفحة ((بحوث علمية )) من موقع صيد الفوائد و تصفحها بعد ذلك دون اتصال بالانترنت
»» لماذا أعدموني..................تقبّله الله في الشهداء
»» هذا الأخ الفاضل ..أساء إلىّ وشتمنى.. كيف أعامله؟
»» لماذا ندم شيخ الإسلام في آخر حياته؟
»» حوار مع الشيخ محمد بن شاكر الشريف حفظه الله
 
قديم 13-04-11, 06:05 PM   رقم المشاركة : 9
قصف الرعود
موقوف






قصف الرعود غير متصل

قصف الرعود is on a distinguished road


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بلاعنوان مشاهدة المشاركة
  
جزاك الله خيراً على الايضاح وبارك الله فيك

وجزاك الله خيرا كذلك

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محب المهاجرين و الأنصار مشاهدة المشاركة
   بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، ولا عدوان إلا على الظالمين، والصلاة و السّلام على رسولنا محمد وعلى آله و أصحابه أجمعين .

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.







بارك الله فيك أخي الفاضل على هذا البوح الطيب .

أحسن الله إليك .

و نفع الله بك.

في أمان الله.

جزاك الله خيرا اخي الحبيب واثابك
بحفظ الله






 
قديم 15-04-11, 03:39 PM   رقم المشاركة : 10
غزاوي قسامي
موقوف






غزاوي قسامي غير متصل

غزاوي قسامي is on a distinguished road


الله أكبر
نتمنى أن يكون الرد علميا
كل هذه الاثار عن السلف من اين احضرتم آثاركم







 
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:56 PM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "