يا شآم أتعبت الكثيرين وستتعبين من بعدك
2012/01/07
سقط ويسقط وسيسقط الكثيرون يا شآم فذاك قدرك الذي منحك الله إياه، سيسقط الكثيرون على أيديك من المدَعين الدين والوطنية و القومية والممانعة والمقاومة الذين تاجروا بقضايا الإسلام والمسلمين، والعروبة والوطنية و القومية والممانعة، أتعبت يا عاصمة بني أمية وستتعبين من بعدك .. عشرة أشهر في أعين الدهر ولا يزال جرحك نازف، ويتسابق كل منافق ودجال وخبيث وساذج لتقديم مزيد من القرابين على مذبح الحرية التي اخترتيه لنفسك، بالأمس مهلة من قبل بني العثمان ثم مهلة من بني العرب، ثم مهلة من أبناء جلدتنا وإخواننا الذين نكن كل احترام وتقدير لهم ولكن رصيدهم قارب على النفاد، صمتوا عشرة أشهر لينتظروا منحهم وساطة من الآخرين وكأنهم يا أخت بني أمية بحاجة إلى وساطة يقبضون ثمنها من أجل وقف نزيفك …
ستظلين كبيرة وكبرك ليس لقامتهم وليس بحجمهم فأنت أول مدينة مأهولة بالتاريخ، وأنت دوخت العالم لأكثر من قرن حيث حكمت أعظم امبراطورية في التاريخ، ستظلين عظيمة يا أخت معاوية ويا أخت عبد الملك بن مروان، وستظلين كبيرة يا أخت خالد بن الوليد وأبي عبيدة بن الجراح، ستتكسر النصال على أبوابك وستتحطم رؤوسهم على صخرتك ، فكم طاغية جندلته، وكم مجرم راح وزال، وبقيت أنت على العهد، عهد الحرية وعهد العظمة وعهد النور، سقوطهم يا أخت خالد وأبي عبيدة سقوط لمشاريع وذاك ما يفسر إصرارهم وحقدهم الدفين عليك، فأنت ستحررين الكثيرين في العالم الإسلامي ..
يا أخت الإسلام خطبت الحرية والمجد والعلياء وخطبت إسقاط مشاريع العلوج ومشاريع الصفويين والمجوس، ومن يخطب الحسناء لم يغله المهر..
طارق الحميد : الأسد مرعوب.. والجامعة فاشلة
2012/01/07
طارق الحميد
أن تستعين الجامعة العربية، وأمينها العام نبيل العربي، بحركة حماس الإخوانية لإيصال رسالة مع خالد مشعل إلى بشار الأسد من أجل إقناعه بضرورة وقف العنف ضد السوريين العزل، فإن ذلك يعني، وبكل بساطة، أمرين اثنين؛ الأول أن نظام بشار الأسد بات مرعوبا فعلا من اقتراب لحظة سقوطه، والأمر الثاني هو فشل الجامعة العربية، وأمينها نفسه، وبشكل واضح.
فعندما نقول إن الأسد بات مرعوبا من مآل الثورة السورية، التي أصبح من الواضح أنها تؤدي إلى تصدع كيانه الداخلي، فلذلك أسباب يعرفها جل المعنيين بالملف السوري من المسؤولين العرب، وخصوصا من زاروا دمشق أول أيام الثورة، ففي ذلك الوقت تبرعت قيادة حماس بعرض إمكانية توسطها بين الإخوان المسلمين في سوريا والنظام الأسدي الذي، وقتها، جُن جنونه من «تجرؤ»، و«تطاول» قيادة حماس على تقديم مثل ذلك العرض، بل إن ردة فعل النظام الأسدي بلغت حينها حد المرارة، وكانت القيادة الأسدية تروي قصة عرض حماس لزوارها، من باب «هل تصدقون هذه الوقاحة؟!»، لكن ما حدث اليوم هو أن النظام الأسدي نفسه قَبِل بتلك الوساطة، وهذا يعني أن نظام بشار الأسد بات في ورطة وضعف، ورعب كذلك، مما جعله يقبل بوساطة شخص مثل خالد مشعل الذي كان، وإلى العام الماضي، ورقة من ضمن أوراق اللعب بيد بشار الأسد نفسه!
وهذا ما يختص بنظام الأسد، وقبوله وساطة مشعل، أما بالنسبة للجامعة العربية، وأمينها العام، بعد الإعلان عن وساطة حماس، فإن ذلك يعني، وبكل وضوح، فشل الجامعة العربية، وأمينها العام، كما أن تلك الوساطة تعد بمثابة خيبة أمل حقيقية لكل من اعتقد، مخطئا، بأن الجامعة العربية باتت تحاول العمل وفق مفهوم الدول والمؤسسات، وليس مفهوم الاستعانة بخالد مشعل الذي تموَّل حركته من قبل إيران، مما يجعل حماس مثلها مثل العميل الإيراني الآخر حزب الله، حيث يعدان حليفين لطهران، التي تعلن دعمها للنظام الأسدي، بل إن إيران تقول بأن دعمها للأسد أمر لا يقبل المساومة.. فكيف بعد كل ذلك تستعين الجامعة العربية بحماس، أو خالد مشعل، من أجل إقناع الأسد بوقف العنف؟
أمر لا يصدق بالطبع، ودليل واضح، وفاضح، على فشل الجامعة العربية، وأمينها العام. فهل يعقل، وبعد كل التصريحات الصادرة من الجامعة، وأمينها، ورئيس اللجنة الوزارية المعنية بسوريا، الشيخ حمد بن جاسم، أن ينتهي الأمر بأن تلجأ الجامعة العربية لخالد مشعل من أجل إقناع الأسد بوقف العنف؟ وعليه، وطالما أن هذا هو مستوى الجامعة العربية، وهذه هي العقلية التي تدار بها، فعلينا ألا نفاجأ غدا في حال استعانت الجامعة العربية بزعيم حزب الله حسن نصر الله من أجل إقناع إيران بعدم إغلاق مضيق هرمز! حقا إنه أمر محزن، ومعيب والله.
داود البصري : النظام السوري وتفجير الشرق الأوسط
2012/01/07
داود البصري
لقد بات واضحا, وبشكل لا لبس فيه أن أيام النظام الإرهابي السوري باتت معدودة, وبأن كل محاولات الإنقاذ والتعويم وإعادة “السمكرة” والطلاء له قد فشلت بالكامل, فوفود المراقبين العرب لم تستطع أبدا, وهي لا تستطيع أصلا, إيقاف الآلة العسكرية والإرهابية لنظام أدمن القتل والإرهاب والذي يشكل هوية شخصية له لايمكن أن يتنازل عن حيثياتها وأساليبها, والمعركة اليوم في سورية باتت مفتوحة بالكامل وواضحة المعالم, والنهايات بين نظام دموي مفلس يسير ويصعد بامتياز وجدارة نحو الهاوية, وبين جموع الشعب الهاتفة بالحرية والكرامة, وهو ما ستحققه بكل تأكيد امتثالا لحقائق التاريخ ولحتميته أيضا.
النظام السوري لم يعد يمتلك اليوم سوى ذلك الخزين الهائل من المخططات الإرهابية, وإشهار الملفات الفضائحية واللجوء الى ماكينته الاستخبارية التي لن توفر له أي حصانة حقيقية ضد السقوط المدوي الذي اقتربت محطته الفاصلة واقترب معها بالتالي حلم الحرية السوري الذي ناضلت جماهير سورية الحرة طويلا من اجل تحقيقه, وها هو اليوم ينتصب كمارد من نور في الشرق القديم ليعيد أمجاد وصفحات التألق الحضاري للشعب السوري العظيم الذي أثبت على الطبيعة, وأمام عيون العالم أجمع, عظمته وعطاءه وتضحياته اللامحدودة التي تطرز خارطة الحرية في العالم المعاصر.
النظام السوري اليوم بصدد تفعيل آلته الاستخبارية لإحداث تفجيرات إرهابية مروعة في المدن السورية, وهو يتصور واهما بأنها ستفت عضد وعزيمة ثوار الحرية, فإشاعة الخوف بين الجماهير إضافة الى إيقاع أكبر أذى بين صفوف الجماهير هو هدف النظام المباشر وخياره الرئيسي خلال المرحلة الزمنية الفاصلة بين الاحتضار والسقوط النهائي, وسيناريوهات تعميم الخراب ونشر الفوضى هي الستراتيجية الدائمة للإرهابيين والقمعيين الذين مارسوا طويلا حلقات الابتزاز والإرهاب بحق أنظمة وشعوب المنطقة, والذين يمتلكون تراثا وخزينا إرهابيا متأصلا جربوه في مراحل سابقة في دول الجوار, وهم اليوم بصدد نقله الى الداخل لردع السوريين أولا, وكرسالة مباشرة لدول العالم والجوار بأن مخابرات النظام السوري قادرة على إيقاع الأذى بخصوم النظام! وهي رسالة ابتزاز بائسة ومرفوضة تعبر عن يأس مطلق وسقوط معمق في أوكار الأوهام والرؤى الكاذبة.
لقد استعان النظام السوري بكل احتياطياته الإرهابية سواء من خلال حزب الشيطان في لبنان, أو غلمان الولي الفقيه في العراق, أو عصابات الحرس الثوري الإيراني, وجميعها لم تستطع انتشاله من خيبته الثقيلة بل ان مصيرها الحتمي قادم لا محالة بعد سقوط عصابة دمشق وهو ماسيحصل بكل تأكيد, وهو اليوم بصدد العمل المباشر في تفجير الساحة الداخلية السورية وافتعال مخططات إرهابية ونسبها للمعارضة, والتوغل بعيدا في محاولة تخريب الوضع الداخلي لإيهام الآخرين بأنه وحده من يستطيع فرض الأمن والنظام, وجميعها حركات معروفة وقديمة مارستها الأنظمة الفاشية في لحظات تداعيات السقوط.
الأمر الذي لم يلتفت اليه النظام طويلا لغروره وجهله وصلفه وتجبره هو بأن مع كل محاولة لإيقاع الأذى بالشعب السوري تزداد الفواتير الباهظة التي ينبغي على قادة النظام دفعها للشعب, وأهمها محاكمة القتلة والمجرمين وعدم إفلاتهم من قبضة العدالة الشعبية, فطهران أو بغداد أو بيروت لن توفر أبدا ملجأ وملاذا للقتلة الذين سيتخلى عنهم الجميع في لحظات الحقيقة, والنظام وعصاباته لن يفلتوا من العقاب الصارم وسيدفعون حساب زمنهم ونظامهم وزمن السلف الإرهابي الطالح الذي ورثوه, وهو حساب عسير وصعب للغاية, وستكون نهاية الإرهابيين في دمشق نهاية مروعة تعكس المصير الحقيقي للطغاة في كل مكان. لن يفلت القتلة وهم يخططون اليوم لسلخ الشعب السوري وإيذاءه, ولن يجدوا أبدا من يحتمون به من لعنة الله والشعب والتاريخ, نعلم أن للنظام السوري ملفات استخبارية حساسة وأدوات فاعلة وسيناريوهات إرهابية رهيبة, ولكننا نعلم أيضا أن كيد الكائدين سيرتد الى صدورهم ونحورهم وإن من يجعل الضرغام وهو الشعب بازا لصيده سيتصيده الضرغام فيما تصيدا, سنرى سيارات مفخخة في حلب وإدلب ودمشق ودرعا والسويداء, وسترتفع الكلفة البشرية لشهداء الثورة السورية, ولكن المشهد الختامي سيتوج بدحرجة رؤوس الطغاة… وياله من مشهد رهيب في فضاء الشرق القديم الحافل بالمصائب, فالمكر السيئ لن يحيق إلا بأهله في النهاية, ونصر الثورة السورية المجيد سيهزم كل مخططات القتلة التدميرية, وسيفرح المؤمنون بنصره.