العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتـــــــــديات العـــــــــــامـــة > الــــحــــــــــــوار العــــــــــــــــــام

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 18-01-13, 04:29 AM   رقم المشاركة : 1
امـ حمد
عضو ذهبي







امـ حمد غير متصل

امـ حمد is on a distinguished road


ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

فإن الغاية التي نسعى إليها هي إرضاء رب العالمين،والله جل وعلا،قد أمرنا بترك الحزن،كما قال تعالى(ولا تهنوا ولا تحزنوا



وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين)آل عمران،الحزن،هو ألم القلب لوقوع مكروه أو فوات محبوب،ولا يغير شيئاً من قضاء الله جل


وعلا،ومنه ما نهانا الله عن هذا الحزن الذي يزيد غمنا غماً،ولا يبعد عنا شيئاً من المصائب،كما أنه قال تعالى(ولا تهنوا)أي،لا


تضعفوا،وذلك لأن المؤمن يعلم بأن القوة لله وحده،وأنه هو سبحانه وتعالى المتصرف في الكون، لا راد لما قضاه، ولا مانع لما أعطاه،


وإذا أراد شيئاً فإنما يقول له كن فيكون،قصة النبي،صلى الله عليه وسلم،لما دخل الغار ومعه أبو بكر،وورد إلى قلب الصديق،رضي


الله عنه،خوف على النبي،صلى الله عليه وسلم،بسبب قرب الكفار منهم، فقال له النبي،صلى الله عليه وسلم،لا تحزن إن الله معنا،ومن


كان الله معه كيف يحزن،والله جل وعلا أخبر أنه مع المؤمنين،والمصدقين،والمحسنين، ومن كان الله معه فلن يحزن،

إذا كان الشيطان يحرص على وقع الحزن في قلوب المؤمنين،من أجل أن يبعدهم عن العمل الصالح،ويوقع عليهم الغم،كما قال


النبي،صلى الله عليه وسلم(إذا فاتك شيء فلا تقل،لو أني فعلت كذا لكان كذا،فإن لو تفتح عمل الشيطان)وقد قال سبحانه(إنما النجوى


من الشيطان ليحزن الذين آمنوا وليس بضارهم شيئاً إلَّا بإذن اللَه وعلى اللَه فليتوكل المؤمنون)المجادلة،وإذا وقع الحزن على العبد


بدون اختيار منه،فإن ذلك تكون مكفرة لذنوبه،كما قال النبي،صلى الله عليه وسلم(لا يصيب المؤمن من هم ولا نصب ولا حزن حتى


الشوكة يشاكها إلا كان ذلك كفارة لذنوبه)الراوي،أبو هريرة،المصدر،صحيح البخاري،خلاصة حكم المحدث،صحيح،وقد


كان النبي،صلى الله ليه وسلم،يستعيذ بالله من الحزن،وذلك لأنه يؤلم القلب، وتصده عن طاعة الله، ويفرح عدوه عليه،ويجعل الشيطان


يلقي في قلبه من الوساوس،ويزيد حزنه إلى حزن آخر،ولذلك لما ذكر الله جل وعلا،عن عبده الصالح يعقوب،عليه السلام،ما ورد


عليه من حزن بسبب فقده لأبنائه قال(قال إنما أشكو بثي وحزني إلى اللّه وأعلم من الله ما لا تعلمون)يوسف،وعد الله جل وعلا أولياءه


المؤمنين بأن يبعد عنهم الأحزان خصوصاً في الآخرة،قال تعالى (ألا إن أولياء اللّه لا خوف عليهم ولا هم يحزنون)يونس،فهذه الآية


الكريمة فيها بيان حال أولياء الله،وأنهم لا خوف ولا حزن عليهم لإيمانهم وتقواهم،فأولياء الله هم أهل الإيمان والتقوى،هم الذين


أخلصوا لله العبادة،واستقاموا على دينه واتقوه،ووقفوا عند حدوده، هؤلاء هم أولياء الله،أهل الإيمان والتقوى،أهل البصيرة،أهل


الصدق،الذين أخلصوا لله العبادة,ولم يشركوا به شيئاً،ثم أدوا فرائضه، وابتعدوا عن محارمه,ووقفوا عند حدوده، هؤلاء هم أولياء


الله،ليس عليهم خوف ولا حزن،بل لهم الجنة والكرامة والسعادة،لا خوف عليهم في المستقبل ولا يحزنون على ما خلفوا في


الدنيا،ووصفهم بقوله(الذين آمنوا وكانوا يتقون،لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة لا تبديل لكلمات اللّه ذلك هو الفوز العظيم)


يونس،فالإيمان والتقوى من أسباب إبعاد الأحزان عن القلوب،وقال جل وعلا،في وصف حال أهل الجنة(وقالوا الحمد للَه الذي أذهب


عنا الحزن إن ربنا لغفور شكور)فاطر،وقال سبحانه(إن الَّذين قالوا ربنا اللَّه ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة أَلَا تخافوا ولا تحزنوا


وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون)فصلت،إن المؤمن عندما يدعوا إلى الله ولا يستجيب له،ينبغي له أن لا يحزن،قال الإمام ابن القيم


رحمه الله تعالى،أن هناك أحوالاً وآداباً و أحكاماّ يجب توفرها في الدعاء وفي الداعي،وأن هناك موانع وحواجب تحجب وصول


الدعاء واستجابته،ومن الأسباب المعينة للداعي على تحقيق الإجابة،الإخلاص في الدعاء،وهو أهم الآداب وأعظمها،فقال


سبحانه( وادعوه مخلصين له الدين )والإخلاص في الدعاء هو الاعتقاد الجازم بأن المدعو وهو الله عز وجل،هو القادر وحده


على قضاء حاجته والبعد عن مراءاة الخلق بذلك، والتوبة والرجوع إلى الله تعالى،فإن المعاصي من الأسباب الرئيسة


لحجب الدعاء فينبغي للداعي أن يبادر للتوبة والاستغفار قبل دعائه،التضرع والخشوع والتذلل والرغبة والرهبة،وهذا هو روح


الدعاء و مقصوده،قال الله عز وجل(ادعوا ربكم تضرعاً وخيفة إنه لا يحب المعتدين)والإلحاح والتكرار وعدم الضجر والملل،والدعاء


حال الرخاء والإكثار منه في وقت اليسر والسعة،قال النبي صلى الله عليه و سلم( تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة ) رواه


أحمد،أما موانع إجابة الدعاء فمنها،أن يكون الدعاء ضعيفاً في نفسه،لما فيه من الاعتداء أو سوء الأدب مع الله عز و جل


،ولضعف قلبه في إقباله على الله تعالى،مثل المال الحرام،مأكلاً ومشربا وملبساً ومسكناً ومركباً و دخل الوظائف المحرمة،وراين


المعاصي على القلوب ،وهو من أكبر موانع استجابة الدعاء،وتعليق الدعاء،مثل أن يقول،اللهم اغفر لي إن شئت،بل


على الداعي أن يعزم،ويجد ويجتهد ويلح في دعائه،فإما أن يستجيب له الله عز وجل،فيحقق مرغوبه من الدعاء ،أو أن يدفع


عنه به شراً،أو أن ييسر له ما هو خير منه،أو أن يدخره له عنده يوم القيامة حيث يكون العبد إليه أحوج،إذا علم العبد ان القوة بيد


الله جل وعلا،وأنه المتصرف في الكون فإنه حينئذ سيكون قلبه قوياً بالله،وسعيداً بأقدار الله حينئذ لن يتمكن عدوه منه،ولن تصل الأحزان
إلى قلبه لأن الأمور بيد الله جل وعلا،




أسأل الله جل وعلا أن يجعلنا فرحين بأمر الله، مستبشرين بكتاب الله، سائرين على هدي نبي الله،محمد صلى الله عليه وسلم.







 
قديم 18-01-13, 03:31 PM   رقم المشاركة : 2
احمد فاروق احمد
موقوف








احمد فاروق احمد غير متصل

احمد فاروق احمد is on a distinguished road


جزاك الله خيرا على موضوعك القيم






 
قديم 30-07-20, 05:35 PM   رقم المشاركة : 3
محمد السباعى
عضو ماسي






محمد السباعى غير متصل

محمد السباعى is on a distinguished road


جزاك الله خيرا







 
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:28 PM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "