العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتديـــــــــــــات الحوارية > الــــحــــــــــــوار مع الاثني عشرية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 31-08-17, 11:43 PM   رقم المشاركة : 1
طالب علام
عضو ماسي







طالب علام غير متصل

طالب علام is on a distinguished road


الإثناعشرية يحرفون دينهم حسب ظروفهم السياسية

الإثناعشرية يحرفون دينهم حسب ظروفهم السياسية

مقدمة :-
التشيّع فكرة سياسية .. لا علاقة لها بالدين ..
ظهر التشيع .. ليس بسبب الصلاة و الصوم .. أو الحلال والحرام ..
وإنما لتحديد هوية الخليفة والحاكم .. ولأي عشيرة ينتسب !
ويمكن تقسيم الشيعة الى قسمين رئيسيين :- شيعة صادقين .. وشيعة كذابين !!
-----------------------------------------------------------------
الشيعة الصادقون :-
هم الذين شايعوا علياً وأولاده قولاً وفعلاً .. وجاهروا بمبادئهم .. ولم يغيّروها ..
ولا يؤمنون بأسلوب الحيلة والكذب والمخادعة .. ولو بإسم الضرورة والتقية ..
وأفضل مثال لهم .. هم الشيعة الزيدية ..
وهم يعترفون من البداية بأن هدفهم سياسي بحت .. وهو أن يكون الحاكم علوياً .. من ولد علي و فاطمة ..
فهم يؤمنون بأفضلية علي على باقي الصحابة من دون وجود وصية ، ويؤمنون بخلافة أي رجل من ولد فاطمة يمتلك الشروط المطلوبة ويجاهد في سبيل الله ، ولا يجلس في بيته ويُرخي ستره متخاذلاً ( بحار الأنوار للمجلسي ج47 ص128 ) ، ولا وجود عندهم لوصية أو نص إلهي ، أو تسلسل إثناعشري ، أو عصمة للأئمة ، و بالتالي لا يكفّرون الصحابة .
وهذا كان مذهب أولاد وأحفاد الإمام الحسن أيضاً ( نفس المصدر ص 156 الهامش ) .
-----------------------------------------------------------------
سئل الحسن المثنى بن الحسن السبط بن علي (رضي الله عنهم) عن معنى حديث الغدير ، فقال :-
" والله لو يعني بذلك رسول الله الإمارة والسلطان لأفصح لهم بذلك ،، كما أفصح لهم بالصلاة والزكاة والصيام والحج ،، فإن رسول الله كان أنصح للمسلمين ، لقال: (أيها الناس هذا ولي أمركم والقائم عليكم من بعدي) ،، ولئن كان الله ورسوله إختار علياً ، ثم ترك علي أمرهما ، لكان أعظم الناس خطيئة وجرماً " .
ثم أكد حفيد الإمام علي أن أباه وجده لم يخبراه بوجود وصية ، فقال :-
" لقد أساء آباؤنا وأمهاتنا إن كان ما تقولون (في الوصية) حقاً ثم لم يخبرونا به ولم يطلعونا عليه ولم يرغبونا فيه " ( تاريخ مدينة دمشق لإبن عساكر 13/69 ) .
-------------------------------------------------------------------
وفقه الزيدية أقرب إلى الفقه الحنفي السني منه إلى الفقه الشيعي ( الشيعة في الميزان لجواد مغنية (إثناعشري) ص 36 ) .
وهم أصحاب الثورات الشيعية الحقيقية في التاريخ .. مثل ثورة زيد بن علي .. ولهذا سموا بالزيدية .. وكذلك ثورة محمد النفس الزكية وأخوته ..
وكانوا جميعاً يُنكرون ما يردده الروافض (الشيعة الكذابون) من غلو في آل البيت . فيقولون :- " إتقوا الله ، ما عندنا إلا ما عند الناس " ( ص34 ) .
" لا، والله، ما ترك علي بن أبي طالب كتاباً " ( ص270 ) .
" ما لنا في هذا الأمر ما ليس لغيرنا " ( ص271 ) .
" بأي شيء كان الحسين أحق بها من الحسن ؟ إن الحسين كان ينبغي له إذا عدل أن يجعلها في الأسن (الأكبر) من ولد الحسن " ( ص281 ) .
وكانوا يؤكدون عدم وجود إمام مفترض الطاعة ( منصوص عليه من الله ورسوله ) ، حتى جدهم علي بن أبي طالب لم يكن في نظرهم إماماً منصوصاً عليه ( ص272 ) .
ويستهزأون من الروافض ، ويقولون لهم :- أهذا في جفركم الذي تدّعون ؟ ( ص272 ) .
وأنكروا أن هناك إمامة منصوص عليها لجدهم علي بن أبي طالب ( ص 271 ، 272 ) .

--------------------------------------------------------------
الشيعة الكذابون :-
وهم الذين شايعوا علياً وأولاده بالقول فقط .. ثم خذلوهم في ساحات المعارك ..
وقد سماهم زيد بن علي بن الحسين بالروافض .. لأنهم شجعوه في البداية .. ثم رفضوه عندما أعلن ثورته ، وترضى عن أبي بكر وعمر (تاريخ الطبري 5/ 498 ، عمدة الطالب لإبن عنبه ص 256 ) ..
وهم يجيزون لأنفسهم الإستخدام المفرط للكذب والخداع .. بإسم التقية ..
يقول أحد شيوخهم/ عباس القمي :-
" التقية فريضة واجبة علينا في دولة الظالمين ، فمن تركها فقد خالف دين الإمامية وفارقه . والروايات في التقية أكثر من أن تذكر . فروي ان التقية ترس المؤمن ولا ايمان لمن لا تقية له وان تسعة أعشار الدين في التقية ولا دين لمن لا تقية له . وقال الصادق (ع) : عليكم بالتقية فإنه ليس منا من لم يجعلها شعاره ودثاره مع من يأمنه ليكون سجيته مع من يحذره ، وعنه " ع " لو قلت إن تارك التقية كتارك الصلاة لكنت صادقا ، والتقية في كل شئ حتى يبلغ الدم ، فإذا بلغ الدم فلا تقية ، وعنه " ع " قال : كلما تقارب هذا الامر كان أشد للتقية ، وقال لنعمان ابن سعيد : من استعمل التقية في دين الله فقد تسنم الذروة العليا من العز ، وان عز المؤمن في حفظ لسانه ، ومن لم يملك لسانه ندم . قال الرضا " ع " : لا دين لمن لا ورع له ، ولا ايمان لمن لا تقية له ، ان أكرمكم عند الله أعملكم بالتقية قبل خروج قائمنا ، فمن تركها قبل خروج قائمنا فليس منا " ( الكنى والألقاب لعباس القمي 1/ 141 – 142 ) .

ولا يخجلون من ذكر ذلك في كتبهم .. لقناعتهم بأن العامة (أهل السنة) مغفلون ولا يقرأون إلا قليلاً (!!) ..
فبما إنهم تنظيم سياسي هدفه الإستيلاء على الأرض .. وبما إن الكذب جائز لديهم للوصول الى هذا الهدف ..
تراهم يغيّرون أفكارهم .. مع تغيّر الظروف السياسية .. كما سنرى ..
&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&
الإمامة السياسية
والمقصود بها : الخلافة والحُكم والسلطان ..
بالنسبة للشيعة الصادقين .. لم يغيّروا مبدأهم في ذلك .. كانوا ومازالوا يصرّون على أن يكون الخليفة علوياً .. من ولد فاطمة .. من دون وصية أو نص من الله ورسوله ..
أما الشيعة الكذابين .. فقد زعموا إن لكل نبي وصي .. وإن الله ورسوله قد أوصيا بالخلافة لعلي بن أبي طالب .. وبالتالي من أنكر ذلك (99،99 % من المسلمين) هو كافر فاسق مغتصب !!
وأول من دعا الى ذلك .. عبد الله بن سبأ .. فكان يهيج الناس على الخليفة عثمان بن عفان ، ويُعين عليه ، وكان يقول : " لكل نبي وصي ، وكان علي وصي الرسول " . ثم قال: " محمد خاتم الأنبياء ، وعلي خاتم الأوصياء ، ومن أظلم ممن لم يُجز وصية رسول الله " . وقال: " إن عثمان أخذها بغير حق ، فانهضوا في هذا الأمر وحرّكوه وابدؤوا بالطعن على أمرائكم " . ( تحف العقول للحراني ( شيعي إمامي ) ص 118 ) .
وبهذا يعتبر السبئية هم أصل الروافض ورؤسائهم (فتح الباري لإبن حجر 9/ 144 ، نيل الأوطار للشوكاني 8/ 6) .
----------------------------------------------------------------------------
ولكنهم في نفس الوقت .. لا يريدون خليفة علوياً فعلاً .. بل يريدون السلطة لأنفسهم .. وأن يكون الواجهة العلوية مجرد صورة تخدع العوام !!
وسوف نرى إن هذا السيناريو الشيطاني (المطالبة بحاكم علوي ليكون مجرد شماعة لهم) .. يفسّر العديد من تصرفاتهم العجيبة الغريبة المتناقضة ..
فهم الذين شجعوا علياً لقتال معاوية .. ثم خذلوه لاحقاً .. حتى شتمهم وسماهم (أشباه الرجال) .. راجع نهج البلاغة ..
وعندما قُتِل .. أنكروا موته .. وزعموا إنه غائب .. وسيعود !!
وهل هناك أفضل من فكرة (الإمام الغائب) .. لتكون (واجهة) لممارسات الكذابين ؟!
فقال إبن سبأ لما بلغه قتل علي :
" والله لو جئتمونا بدماغه في سبعين صرة ، لعلمنا أنه لم يمت ، ولا يموت حتى يسوق العرب بعصاه " .
فلما بلغ ابن عباس ذلك قال : " لو علمنا أنه يرجع لما تزوجنا نساءه ، ولا قسمنا ميراثه " (شرح نهج البلاغة لإبن أبي الحديد ج5 ص7) ..
-------------------------------------------------------------------------------
وهم الذين بايعوا الحسن بن علي .. ثم إنقلبوا عليه .. عندما أراد الصلح مع معاوية ..
وهم الذين شجعوا الحسين على الثورة .. ثم إنضموا الى جيش إبن زياد .. وقتلوا الحسين وقطعوا رأسه !!
وهم الذين شجعوا زيد بن علي .. ثم رفضوه .. لأنه مدح أبا بكر وعمر .. فسماهم : الروافض ..
وهم الذين رفضوا الإنضمام الى ثورة محمد النفس الزكية (من أحفاد الحسن) ..
وهكذا نرى .. كلما أراد أهل البيت وشيعتهم الصادقين القيام بثورة .. خذلهم الشيعة الكذابون !!
-------------------------------------------------------------------------------
ولهذا نجد العداوة شديدة جداً بين الزيدية والرافضة ..
من سيرة زعماء الزيدية :-
الحسن المثنى بن الحسن بن علي بن أبي طالب :-
يروى أن الحسن المثنى قال لرجل من الرافضة : إن قتلك قربة إلى الله ، فقال : إنك تمزح ، فقال : والله ما هو مني بمزاح .
وقال الحسن المثنى أيضاً لرجل من الرافضة : أحبونا في الله ، فإن عصينا الله فأبغضونا ، فلو كان الله نافعاً أحدا بقرابته من رسول الله بغير طاعة لنفع أباه وأمه.
وقال الحسن المثنى : دخل عليّ المغيرة بن سعيد – المتهم بالزندقة - فذكر من قرابتي وشبهي برسول الله (صلى الله عليه وسلم) - ثم لعن أبا بكر وعمر ، فقلت : يا عدو الله ، أعندي ! ثم خنقتُه - والله - حتى دلع لسانه . وكانت شيعة العراق يمنّون الحسن المثنى بالإمارة والخلافة، مع أنه كان يبغضهم ديانة!! ( راجع / سير أعلام النبلاء للذهبي (سني) 4/ 486 – 487 ) .
والمقصود بشيعة العراق هنا هم الكذابون الروافض ، وهذه عادتهم : يشجعون أهل البيت على الثورة ثم يخذلونهم .
وقال الحسن المثنى بن الحسن السبط بن علي بن أبي طالب لرجل من الرافضة: " والله لئن أمكننا الله منكم لنقطعن أيديكم وأرجلكم، ثم لا نقبل منكم توبة ".
فقال رجل: " لم لا يقبل منهم توبة؟ "
قال: " إن هؤلاء إن شاؤوا صدقوكم، وإن شاؤوا كذبوكم ! وزعموا أن ذلك يستقيم لهم في التقية. ويلك، إن التقية إنما هي باب رخصة للمسلم، إذا اضطر إليها وخاف من ذي سلطان أعطاه غير ما في نفسه يدرأ عن ذمة الله عز وجل، وليس بباب فضل!! إنما الفضل في القيام بأمر الله وقول الحق. وأيم الله، ما بلغ من التقية أن يجعل بها لعبد من عباد الله أن يضل عباد الله !! " (تاريخ مدينة دمشق لإبن عساكر 13/ 69 ) ..
فالشيعة الصادقون لا يستخدمون التقية إلا نادراً ، ويفضّلون قولة الحق . أما الكذابون فإن التقية عندهم تسعة أعشار الدين !
----------------------------------------------------------------------
من سيرة عبد الله بن الحسن المثنى :- سئل عبد الله بن الحسن عن أبي بكر وعمر ، فقال: صلى الله عليهما ، ولا صلى على من لم يصل عليهما . وقال : ما أرى أن رجلاً يسب أبا بكر وعمر تتيسر له توبة أبداً .
وقال : والله ، لا يقبل الله توبة عبد تبرأ من أبي بكر وعمر ، وإنهما ليعرضان على قلبي فأدعو الله لهما ، أتقرب به إلى الله عز وجل .
شوهد عبد الله بن حسن توضأ ومسح على خفيه ، فقيل له: تمسح ؟ فقال : نعم ، قد مسح عمر بن الخطاب ، ومن جعل عمر بينه وبين الله فقد استوثق .
سئل عبد الله بن الحسن عن المسح على الخفين ، فقال: إمسح ، فقد مسح عمر بن الخطاب . فقيل له: إنما أسألك أنت تمسح ؟ قال : ذاك أعجز لك ! حين أخبرك عن عمر وتسألني عن رأيي ! فعمر كان خير مني وملء الأرض مثلي . قيل : يا أبا محمد ، إن ناساً يقولون إن هذا منكم تقية . فقال : ونحن بين القبر والمنبر ، اللهم إن هذا قولي في السر والعلانية فلا تسمعن قول أحد بعدي .
قال : من هذا الذي يزعم أن علياً كان مقهوراً ؟ وأن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) أمره بأمور لم ينفذها ؟! فكفى إزراءاً على علي ومنقصة بأن يزعم قوم أن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) أمره بأمر فلم ينفذه !
شوهد عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي ذكر قتل عثمان ، فبكى حتى بلّ لحيته وثوبه .
قيل لعبد الله بن الحسن: هل في أهل قبلتنا كفار ؟ قال : نعم ، الرافضة .
شوهد عبد الله بن الحسن بن الحسن يقول لرجل من الرافضة : والله ، إن قتلك لقربة ، لولا حق الجوار .
راجع ( تاريخ مدينة دمشق لإبن عساكر 27/ 373 – 377 ) .
و سئل عبدالله بن الحسن عن المسح على الخفين ؟ فقال : قد مسح قوم صالحون ، ونحن أهل البيت لا نمسح .. وعن أكل الجري أحلال هو أم حرام ؟ فقال : حلال ، إلا أنا أهل البيت نعافه .. وعن شرب النبيذ ؟ فقال : حلال ، إلا أنا أهل البيت لا نشربه (الكافي للكليني 1/ 349 ) .
------------------------------------------------------------------------
ومن أساليب الكذابين الشيطانية .. أنهم يلتفون حول أهل البيت .. وينشرون حولهم الشائعات .. كما حصل مع جعفر الصادق رحمه الله ..
فقد إلتف حوله رافضة الكوفة .. وزعموا إنه إمامهم المعصوم ، والجدير بالخلافة .. مما أثار ضغينة الخليفة ضده .. فقد إستدعاه أكثر من مرة الى القصر .. ليجيبه على تقارير أمنية موجهة ضده .. وكان جعفر في كل مرة يُقسم بالله العظيم إنه بريء من كل ما يقوله الرافضة الكذابون حوله ( راجع البحار للمجلسي ج47 ص168 ص174 ص196 ص201 ) ..
ومن رؤساء الرافضة آنذاك .. رجل يدعى أبو الخطاب !
أبو الخطاب محمد بن مقلاص ( نفس المصدر السابق ج47 ) :-
كان في البداية تلميذاً محضياً عند جعفر الصادق ، فقد كان يحمل مسائل شيعة الكوفة إليه ويعود بجواباته ( ص346 ) .
وعندما إشتكى منه الناس لشتمه الصحابة ، لم يصدّق جعفر الصادق ذلك ودافع عنه! ( ص111 ) .
ثم إزداد أبو الخطاب غلواً ، فتبرأ الصادق منه ولعنه ( ص336 ، 338 ).
ولكن بعد فوات الأوان ، فقد إستطاع أبو الخطاب أن يؤثر هو وأتباعه في أهل الكوفة ، حتى قال بعضهملا:- لبيك جعفر ، لبيك معراج ( ص378 ).
وقد أفسد أبو الخطاب أهل الكوفة ، فصاروا لا يُصلون المغرب حتى يغيب الشفق . فقد سئل الصادق :- أأؤخر المغرب حتى تستبين النجوم ؟ فقال :- خطابية ( يعني أنها بدعة من أبي الخطاب ) ، إن جبرئيل نزل بها ( صلاة المغرب ) على محمد (ص) حين سقط القرص ( قرص الشمس، وهو ما يفعله السنة ) (الإستبصار للطوسي 1/ 262 ، التهذيب للطوسي 2/ 28 ، البحار للمجلسي 80/ 65 ، رجال الكشي 2/ 577 ، البحار 53/ 39 الهامش ) .
وبقي تأثيره حتى ما بعد وفاة الإمام الحسن العسكري ( ص334 ) .
والعجيب أن الإثناعشرية يقولون أن الإمام يستطيع تمييز المؤمن من المنافق بمجرد النظر إليه !! ( ص118 ) ، فكيف إنخدع الصادق بأبي الخطاب هذا في البداية ؟!
----------------------------------------------------------------------
وهكذا ضرب الشيعة الكذابون .. عصفورين بحجر واحد .. من جهة زرعوا شقاقاً لا يلتحم بين أهل البيت والسلطة الحاكمة .. ومن جهة أخرى .. يوهمون الناس بأنهم شيعة أهل البيت حقاً ، وأنهم وحدهم المخلصون لهم ، والمتكلمون نيابة عنهم !!
وبهذا إلتصق إسم الرافضة الكذابين بأهل البيت الكرام .. وهم منهم براء !!
وكان أئمة أهل البيت يعرفون هذه الحقيقة المرة .. ولكن .. ما باليد حيلة !!
فقد قال جعفر الصادق يوماً لأحد أصحابه :-
" إنهم (الإمامية الروافض) يتكلمون بكلام إن أنا أقررتُ به ورضيتُ به أقمتُ على الضلالةِ ، وإن برئتُ منهم شُقَّ عليَّ ، نحن قليل وعدونا كثير " (إختيار معرفة الرجال للطوسي 2/ 435 ، جامع الرواة للأردبيلي ، طرائف المقال للبروجردي 2/ 555 ، معجم رجال الحديث للخوئي 18/ 41 )
-----------------------------------------------------------------------
ونفس السيناريو تقريباً حصل مع موسى الكاظم .. فقد إلتف حوله الرافضة وأشاعوا بين الناس بأنه الإمام المعصوم الذي إختاره الله تعالى لقيادة المسلمين دينياً ودنيوياً .. وبذلك دقّوا إسفيناً بينه وبين الخليفة العباسي هارون الرشيد .. بعد أن كان من أعز أصدقائه ..
وليس هذا فحسب .. فقد تآمر البرامكة مع أولاد إسماعيل بن جعفر الصادق .. على الوشاية بعمهم موسى الكاظم عند هارون الرشيد بأنه فعلاً يجمع المال والسلاح للإستيلاء على الحُكم ..
فما كان من الرشيد إلا أن يأمر بسجن الكاظم .. حتى مات في سجنه رحمه الله .. (راجع/ الإرشاد للمفيد ج2 ص237 ) ..
ومن أشهر الشيعة الكذابين .. الذين نشروا الإشاعات حول الكاظم .. هو هشام بن الحكم .. ولهذا كان علي الرضا بن موسى الكاظم يكرهه كثيراً .. ويحمّله مسؤولية موت أبيه الكاظم في سجن الرشيد ..
وممن أثار الوشايات ضد الكاظم رجل رافضي خبيث في ذلك الزمان، يدعى هشام بن الحكم، يعتبر فيلسوف الإمامية ! حيث أنه أول من فتق الكلام في مفهوم الإمامة . وكان يردد أنه من لطف الله تعالى أن يعيّن للمسلمين إماماً معصوماً لكي لا يختلف الناس ، ويُشير إلى موسى الكاظم. وقد رجاه الكاظم أن يسكت ، فرفض هشام .
ولهذا كان علي الرضا بن موسى الكاظم يكرهه ويحمّله مسؤولية ما حصل لأبيه الكاظم ، فقال الرضا (ع) لشيعته :- " أما كان لكم في الكاظم (ع) عظة؟ ما ترى حال هشام بن الحكم ؟ فهو الذي صنع بالكاظم (ع) ما صنع، وقال لهم وأخبرهم ؟ أترى الله يغفر له ما ركب منا ؟ " (إختيار معرفة الرجال للطوسي 2/ 561 ، قرب الإسناد للحميري القمي ص 381 ، مختصر بصائر الدرجات للحلي ص 105 ، البحار 48/ 196 – 52/ 111 ، معجم رجال الحديث للخوئي 20/ 315 ، قاموس الرجال للتستري 10/ 534 ) .

-------------------------------------------------------------------------
وفي زمن الخليفة المأمون العباسي .. صنعوا له سيناريو مشابه .. حيث حرضوه على أخيه الأمين .. وإستدرجوه الى خراسان .. وفرضوا حوله حصاراً إعلامياً .. بحيث لا يسمع من أخبار الدولة .. إلا ما يريدونه أن يسمع .. وهم يتولون شؤون الدولة بدلاً عنه .. ولولا علي الرضا رحمه الله .. الذي فضح مؤامرتهم ، وأخبر المأمون بما يجري ، فأسرع عائداً الى بغداد .. لبقيت الخلافة العباسية بأيدي المجوس .. ولأصبحت إيران هي عاصمة الخلافة منذ ذلك الوقت !!! وإليكم تفاصيل القصة :-
علي الرضا يُنقذ عرش المأمون :-
كانت خطة الوزير الفضل بن سهل (المجوسي بن المجوسي) هي إبقاء المأمون في خراسان ، و(إحتواء) الخلافة العباسية ، وجعلها مُلكاً فارسياً بغلاف عباسي ..
وقد حاول أبو مسلم الخراساني ذلك سابقاُ مع أبي جعفر المنصور ، والبرامكة مع هارون الرشيد .. فلم يُفلحوا .
إن الفضل بن سهل كاد أن يُفلح هذه المرة ، عندما إستطاع (مع الفضل بن الربيع) إشعال الصراع بين الأمين والمأمون ، وإستدراج المأمون إلى خراسان .. حتى بعد القضاء على الأمين ، وتسمية المأمون خليفة للمسلمين .. فأنزل المأمون قصراً حجبه فيه عن أهل بيته وقواده ، وأخذ الفضل يستبد بالسلطة .. ولكن حصلت إنتفاضة لأهل البيت وبني هاشم عموماً على هذا النفوذ الفارسي . وكان أول من ثار هو إبن طباطبا العلوي الحسيني (مع أبي السرايا) في الكوفة (الكامل لإبن الأثير 6/ 302) .
وثار نصر بن شبث العقيلي (من أحفاد عقيل بن أبي طالب) في الجزيرة . وقد قيل له: بايع لخليفة من آل علي بن أبي طالب . فقال : أبايع لبعض أولاد السوداوات فيقول إنه هو خلقني ورزقني ؟!. قالوا: فبايع لأحد من بني أمية ، فقال: لقد ولّى أمرهم . إنما هواي مع بني العباس ، ولكنني أقاتلهم لأنهم فضلوا العجم على العرب (الكامل لإبن الأثير 6/ 308) .
وثار زيد بن موسى الكاظم في البصرة ، و إبراهيم بن موسى الكاظم في اليمن (نفس المصدر 6/ 310) ، والحسين بن الحسن الأفطس في مكة ، ومحمد الديباج بن جعفر الصادق (نفس المصدر 6/ 311) . وأخيراً إنتفض أهل بغداد (عاصمة الخلافة) وبايعوا أحد أولاد المهدي العباسي (نفس المصدر 6/ 321) .
كل هذا حصل ، والمأمون في خراسان لا يدري بذلك ، بسبب الحصار الفارسي عليه ! حتى جاء علي الرضا (الذي عيّنه المأمون ولياً للعهد) فأخبره بالثورات ضده ، وأن عرشه على وشك الإنهيار ، وأن وزيره (الفضل بن سهل) يكذب عليه ويكتم عنه الأخبار .. فقرر المأمون العودة إلى بغداد بسرعة للحفاظ على الخلافة (الكامل لإبن الأثير 6/ 346 ) .
بعدها بقليل مات الرضا .. وقيل مسموماً .. فمن دس له السم ؟!

---------------------------------------------------------------------
ولغرض إفشال هذا المخطط الرافضي .. بدا لخلفاء بني العباس لاحقاً .. أن يجعلوا أئمة أهل البيت .. يقيمون معهم داخل قصور الخلافة في سامراء .. وبذلك يمنعوا الرافضة من التحلّق حولهم ونشر الإشاعات .. ولكي لا يؤخذ أهل البيت بجريرة الكذابين .. كما حصل مع الكاظم رحمه الله ..
وهكذا عاش علي الهادي بن محمد الجواد .. وإبنه الحسن العسكري .. معززين مكرمين داخل القصور الفارهة ..
يقول أحد شيوخ الرافضة :- " ولم يتعرض الهادي لحبس أو قتل ، بل كان في عز وكرامة ساكناً في بعض دور الخلافة مع خدمه وذويه طوال حياته " ( شرح الكافي للمازندراني 7/ 307 الهامش ) .
ولكن الكذابين واسعو الحيلة ! فهم لا يريدون من أهل البيت سوى إسمهم .. لجعله شعاراً (فارغاً) يستخفوا به عقول الناس البسطاء ويستعبدونهم بهذه الطريقة ..
فإختاروا من بينهم .. نواباً ووكلاء للمعصوم !! يتصرفون بإسمه ..
وعلى رأس هؤلاء .. رجل غاية في المكر والإحتيال .. مجهول الأصل .. يسمونه : عثمان بن سعيد العمري .. ولا أظن إن هذا هو إسمه الحقيقي .. لأن الروافض .. وخلال أكثر من ألف سنة .. لم يتعرفوا الى الآن على إسم أجداده .. رغم تعظيمهم له وتخليدهم لذكراه !!!
ذلك الرجل .. كان تاجراً للزيت .. وكان متآمراً مع شيعة قم .. التي كانت معقل الشيعة الكذابين .. في وقت كان معظم سكان إيران .. إما سنة .. أو شيعة صادقون (زيدية) ..
فكان يضع أموالهم وأسئلتهم في جرار الزيت .. ثم يُدخلها سامراء .. بعدها يخرج بقصاصات فيها الأجوبة .. مع ختم يزعم إنه ختم الإمام المعصوم !
راجع سيرته في البحار للمجلسي ج51 ص344 ..
-----------------------------------------------------------------
ولكي يستغفل عقول المغفلين .. كان ذلك الرجل يخترع (معجزة) .. مفادها بأن الإمام قد علم ما في الأكياس .. قبل أن يفتحها !! وكان لهذه الحيلة (السخيفة) تأثير السحر في أتباعهم !! وإعتبروها دليلاً قوياً على عظمة الإمام ، ونائبه !!
هذا إضافة الى الختم (الشريف !) .. الذي لم يجرؤ أحد منهم على التشكيك فيه !!
ولهذا لا نستغرب اليوم .. عندما نراهم مبهورين بروايات الأساطير والخرافات وخوارق العادات .. التي يرويها شيوخهم .. والتي ينبغي ألا تنطلي على أغبى الأغبياء !!
لكنها سياسة .. وليست دين !!
فرجل الدين عندهم .. يرويها ليزيد من نفوذه .. ومن طاعة مليشياته له ..
والأتباع يصدّقونها .. لأنها تعطيهم إحساساً وهمياً .. بأنهم أقوياء .. وأنهم على حق !!
والحمد لله على ثبات العقل والدين ..
---------------------------------------------------------------
ثم مات الحسن العسكري .. دون أن يكون له ولد !
وذهب شيعة قم كالعادة الى سامراء .. قيل لهم إن العسكري قد مات .. وجلس أخوه جعفر مكانه ..
لكن .. ومن أول إجتماع بين الطرفين .. لم يقبلا به .. لأنه رفض خرافاتهم وأباطيلهم ..(راجع/ البحار ج51 سيرة الإمام الثاني عشر)
فإلى أين يذهبون ؟
هنا جاء دور شيطان الإنس .. بياع الزيت ! حيث إتفق مع رافضة قم .. بأن يشيعوا بين الشيعة بأن هناك ولد (سري) للحسن العسكري .. هو محمد المهدي .. وإنه في غيبة .. خوفاً من عمه جعفر الكذاب (هكذا صاروا يلقبونه !) الذي حرض السلطة العباسية ضد هذا المولود الجديد ..
راجع تلك الأحداث في البحار للمجلسي ج51 سيرة المهدي الغائب ..
-----------------------------------------------------------
لكن الإمام السياسي يحتاج الى وسيلة إتصال بأتباعه .. وإلا كيف يقودهم ؟؟
فقالوا بوجوب وجود (سفير) أو (نائب) للمعصوم الغائب .. يستلم أموال شيعته وأسئلتهم .. ويُخرج له (رقاع) أو (توقيعات) بخط المعصوم وختمه !!
ومن أفضل لهذه المهمة من تاجر الزيت ؟!
وبهذا أصبح عثمان بن سعيد أول (سفير) للمهدي الغائب .. ثم إبنه محمد .. ثم حسين بن روح النوبختي .. ثم علي بن محمد السيمري .. على مدى 70 سنة تقريباً ..
وقد إنتبه بعض أذكياء الشيعة الى هذه اللعبة .. فإدعى إنه النائب عن الإمام .. وحصل صراع بينهم .. مثل قصة الشلمغاني ! (نفس المصدر السابق : البحار ج51) ..
هناك كتاب عند الروافض إسمه : التكليف ، ألفه (سكرتير) النوبختي (ص 358 ) . ولكن المصيبة أن هذا السكرتير – وإسمه إبن أبي العزاقر الشلمغاني – إنقلب ضد سيده النوبختي وفضحه وقال: هذا الرجل منصوب لأمر من الأمور لا يسع العصابة العدول عنه فيه !!
وقال : ما دخلنا مع النوبختي في هذا الأمر إلا ونحن نعلم فيما دخلنا فيه ، لقد كنا نتهارش على هذا الأمر كما تتهارش الكلاب على الجيف ! ( ص 359 ) .
فإضطر النوبختي إلى تكذيبه وأصدر التوقيعات بإسم المهدي بلعنه وتكفيره (ص 376 ) وأرسل كتاب التكليف إلى علماء قم لكي يمحّصوه ويقيّموه! (ص 358 ، ص 375) .
وللعلم ، فإن خطر الشلمغاني إزداد ، لأنه – إضافة إلى كونه سكرتير النوبختي - كان من علمائهم ، وكانت كتبه ومؤلفاته تملأ بيوتهم (الغيبة الصغرى للمالكي ص 47 ) .
والشلمغاني قد تحدى النوبختي علناً قائلاً :- أجمعوا بيني وبينه حتى آخذ يده ويأخذ بيدي ، فإن لم تنزل عليه نار من السماء تحرقه ، وإلا فجميع ما قاله فيّ حق ! عندها تمت الوشاية به لدى الخليفة العباسي بأنه زنديق ومرتد ، فأمر بقتله ، وإستراح الرافضة منه ( ص 373 ) .

-----------------------------------------------------------
ومن الجدير بالذكر .. إن (سفراء) المهدي إختاروا بغداد لتكون مركزاً لعملياتهم .. وليس مدينتهم قم (التي يسمونها : عش آل محمد) !!
وهذا دأبهم في كل بلد يريدون السيطرة عليه :- يضعون لهم مقراً منعزلاً آمناً .. بينما يركزّون على العاصمة والمدن الكبرى ، ويحرصون على الهجرة إليها والسكن فيها ، ولو في بيوت من الصفيح .. فإن نجحتْ خطتهم .. كان إستيلاؤهم على العاصمة والمدن الكبرى سهلاً لطول تواجدهم فيها .. وإن فشلوا .. لجأوا الى قاعدتهم الصغيرة الآمنة البعيدة عن الأنظار .. وتجد هذا السيناريو في :-
إيران : طهران .. وقم .
العراق : بغداد .. والنجف .
الشام : دمشق وبيروت .. وجنوب لبنان .
اليمن : صنعاء .. وصعدة .
-----------------------------------------------------------------------------
ولكن المحزن أن ترى هذا السيناريو الواضح .. لم يخطر ببال العديد من المسؤولين في بلادنا ! فسمحوا للروافض أن يهاجروا الى العواصم بكميات كبيرة .. بذريعة الفقر والمظلومية والبحث عن المأوى بسلام وأمان !! ثم بعد 20 الى 50 سنة .. يزعمون إنهم من أبناء العاصمة وإنهم أصحاب الأرض الحقيقيين !! (للمزيد إقرأ أجمل كتاب في هذا الموضوع : (وجاء دور المجوس) ، بأجزائه الثلاثة .. ففيه فوائد كثيرة ، وأخبار غابت عن ذهن الكثيرين) ..
رحم الله عمر بن الخطاب .. الذي إنتبه الى ذلك .. فقد أراد أن تكون المدينة المنورة .. بمنأى عن كل أعجمي دخيل .. وإن أصبح مسلماً ..
فعندما طُعِن ، قال لإبن عباس :- " قد كنت أنت وأبوك تحبان أن تكثر العلوج بالمدينة " . وكان العباس أكثرهم رقيقا .
فقال :- " إن شئت فعلت " أي إن شئت قتلنا .
قال :- " كذبتَ (أي أخطأتَ) ، بعد ما تكلموا بلسانكم وصلوا قبلتكم وحجوا حجكم " (صحيح البخاري ج4 ص205) ..
-------------------------------------------------------------
بعد مرور حوالي 70 سنة من (الغيبة الصغرى) .. حدثتْ مفاجأة أخرى .. فقد سيطر الملوك البويهيين على إيران .. وبدأوا يدخلون العراق ..
وبنو بويه .. وإن كانوا شيعة .. إلا إنهم غير مستعدين للتنازل عن مُلكهم .. من أجل نائب للإمام .. ولا حتى للإمام نفسه !
فقد أراد أحد بني بويه أن يحول الخلافة (من العباسيين) إلى أحد العلويين .. لولا أن أحد خواصه أشار عليه بقوله " إنك اليوم مع خليفة تعتقد أنت وأصحابك أنه ليس من أهل الخلافة ، ولو أمرتهم بقتله لقتلوه مستحلين دمه ، ومتى أجلست بعض العلويين خليفة ، كان معك من تعتقد أنت وأصحابك صحة خلافته ، فلو أمرهم بقتلك لفعلوا " (الكامل لإبن الاثير ج8 ص452) ..
وبما إن الرافضة لهم سياسة بلا دين .. فلا مانع من أن يضحوا بدينهم وإمامهم وسفيره .. بل عن عقيدتهم الإمامية التي توجب وجود إمام بين ظهرانيهم يقودهم ديناً ودنيا .. فقالوا سنة 329 هجرية :- قد دخل المهدي في غيبة كبرى ، ولن يراه أحد (البحار للمجلسي ج51 ص361) ..
كل هذا من أجل إرضاء البويهيين .. في مقابل أن يسمح البويهيون للرافضة بنشر أفكار الإمامية الإثناعشرية ..
أي إن الرافضة تنازلوا عن دينهم وعقائدهم التي أثاروا الفتن بسببها .. من أجل مكسب سياسي ..
-----------------------------------------------------------
وبعد هذا التنازل .. بات واضحاً إن الشيعة الكذابين .. قد أوقعوا أنفسهم في ورطة (شرعية) !!
فلم يعد لهم قائد سياسي يتصلون به وبأخذون منه التعليمات والإرشادات !! لذلك أعلن أكثرهم إن باب الجهاد وإقامة الحدود مسدود الى حين ظهور الغائب .. وبعضهم أجاز إقامة الحدود للضرورة .. وهكذا إختلفوا في ذلك إختلافاً كبيراً .. (راجع كتاب/ تطور الفكر السياسي الشيعي من الشورى الى ولاية الفقيه .. لأحمد الكاتب) ..
----------------------------------------------------------------------------------
ووصل الإختلاف الى أشده .. عندما سيطر الصفويون على إيران !
كان مؤسس الدولة الصفوية .. الشاه إسماعيل الصفوي .. رجلاً طموحاً يعرف حقيقة الروافض .. لذلك فرض المذهب الإثناعشري على الناس .. وأجبرهم عليه بحد السيف .. وقرّب علماء الإثناعشرية ومراجعهم الدينية .. دون أن يعطيهم سلطة سياسية .. التي جمعها بيده فقط ..
ثم جاء بعده إبنه .. الشاه طهماسب .. الذي كان ساذجاً .. الى درجة إنه إستدعى أحد شيوخ الإثناعشرية من الشام .. وهو المحقق إبن عبد العال الكركي .. وسلّمه مقاليد السلطة .. الدينية والدنيوية .. بإعتباره نائب المهدي !!
فتدخّل الكركي في أمور السياسة .. حتى ضاق به الوزراء وحاشية البلاط ذرعاً .. فتآمروا ضده .. وقتلوه بالسم !!
(راجع سيرة الكركي في مقدمة كتابه/ الخراجيات) ..
---------------------------------------------------------------------------------
هنا إنتبه أحبار الروافض الى إن الشروط (المستحيلة) التي إبتدعوها في (الإمامة) .. مثل النص والعصمة .. أصبحت عائقاً لهم لإقامة دولتهم الدينية !
فمن أين يأتون .. في زماننا هذا .. برجل منصوص عليه بإسمه من الله ورسوله .. ومعصوم من الخطأ والنسيان والسهو .. لينصبوه قائداً وإماماً لهم ؟؟؟؟
----------------------------------------------------------------------------------
عندها ، جاء خميني .. وأحيا فكرة (ولاية الفقيه) .. وهي تعني أن يتولى (الإمامة السياسية والدينية) أحد رجال الدين الشيعة .. يختارونه من بينهم .. لأن فترة (الغيبة الكبرى) طالت .. والظروف السياسية تسمح بقيام دولة شيعية دينية .. فلماذا الإنتظار الى حين ظهور المعصوم ؟؟
وبهذا تخلى الرافضة عن أهم شرطين للإمام في مذهبهم .. وهما : الوصية والعصمة !
لأن هذا الولي الفقيه ليس معصوماً (بإعتراف الجميع) .. وليس هناك نصاً مقدساً بإسمه .. بل ينتخبه أحبار وشيوخ الإثناعشرية .. بطريقة أشبه بالشورى ..
وبهذا نرى إن الله تعالى .. قد أجبر الرافضة على القبول بما كانوا يرفضونه سابقاً .. وهو الإمام غير المعصوم الذي يُنتخب بالشورى ..
---------------------------------------------------------------------------------
ويشترط الإثناعشرية في (الولي الفقيه) أن يمتلك المؤهلات المطلوبة لذلك المنصب .. وهي أن يكون ضليعاً في الفقه والإجتهاد .. وكذلك ضليعاً في أمور السياسة المحلية والعالمية .. ولهذا يسمونه : (المجتهد الجامع للشرائط) .. (راجع/ الإجتهاد والتقليد للخميني/ مقدمة التحقيق ص17) ..
------------------------------------------------------------------------------
الخلاصة :-
يمكن تلخيص التغيّر الذي حصل في مفهوم (الإمامة السياسية/ الخلافة) عند الرافضة الاثناعشرية كما يلي :-
(المرحلة الأولى) (وجوب النص والعصمة) : الله هو الذي يختار إماماً سياسياً معصوماً .. ولا يجوز إنتخابه عن طريق الشورى ..
(المرحلة الثانية) (الغيبة الصغرى) : المعصوم الغائب هو الذي يختار سفيراً أو نائباً له .. ليكون همزة الوصل بين الإمام وبين شيعته ..
(المرحلة الثالثة) (الغيبة الكبرى) : الإنتظار ، والقبول بأي حاكم شيعي الى حين ظهور المهدي الغائب ..
(المرحلة الرابعة) ( التخلي عن النص والوصية والعصمة ) : يتم إنتخاب أحد رجال الدين .. لمنصب الولي الفقيه .. ويتولى قيادة الشيعة الى حين ظهور المهدي ..

يتبع ....






 
قديم 12-09-17, 07:00 PM   رقم المشاركة : 2
طالب علام
عضو ماسي







طالب علام غير متصل

طالب علام is on a distinguished road



تلاعب الاثناعشرية بالإمامة الفقهية ..

كما فعلوا بالإمامة السياسية .. تلاعبوا أيضاً بالإمامة الدينية .. أي الفقهية ..
في البداية قالوا :-
" لقد وجدنا إن آراء الفقهاء تختلف وإجتهاداتهم تتعارض فيما بينها .. مما يوقع الناس في حرج وإشكال وعدم وضوح في أمور دينهم .. وهذا لا يجوز !
و الله تعالى عادل ولطيف .. ومن عدل الله ولطفه .. أن يختار لنا إماماً .. نسأله فيجيب .. وبذلك يزول الإختلاف ..
وأنه يجب أن يكون معصوماً من الذنوب والخطأ .. حتى تكون فتاواه صحيحة قطعية لا لبس فيها !
ولهذا إختار الله أئمة معصومين .. في الفقه وفي السياسة معاً .. أي في أمور الدنيا والدين .. الواحد تلو الآخر .. الى آخر الزمان .. حتى لا تخلو الأرض يوماً من إمام .. ولو خلت لساخت !!
ولكن الناس تركوهم .. وجحدوا مكانة هؤلاء ال12 وحقهم في الإمامة .. وإتبعوا علماء آخرين غير معصومين .. مثل أبي حنيفة والشافعي ومالك وإبن حنبل .. الذين ضلوا فأضلوا !! وبذلك تفرّقت الأمة الى شافعية وحنبلية إلخ... و ضاع الدين " .. (راجع بحار الأنوار للمجلسي / إحتجاجات هشام بن الحكم ج48 ص189 وما بعدها ) ..
-----------------------------------------------------------------------------
هذه هي خلاصة عقيدتهم في الإمامة الفقهية ..
وهي عبارة عن خيال كاذب ، لأن المعصوم قد توفي منذ أكثر من 1400 سنة ، صلوات الله عليه .. وبالتالي لا بد للناس من الإعتماد على جهود علماء الدين ، وإن أخطأوا ، أو تعارضتْ إجتهاداتهم .
------------------------------------------------------
ولكنه حلم يدغدغ مشاعر الناس !!
فمن منا لم يتمنى وجود نبي أو معصوم بين ظهرانينا .. نسأله فيجيب .. بدلاً من الدخول في متاهات الإجتهادات والفتاوى المختلفة وقال فلان وقال فلان ؟
والكثير من الناس يجرون وراء الأحلام والأمنيات .. حتى لو كانت وهمية كاذبة !
فمن هذه الزاوية .. زرع الرافضة هذه الفتنة في عقول الناس .
------------------------------------------------------------------------------------
ومن نفس (المدخل) إستطاع إبليس خداع أبينا آدم عليه السلام .. حيث أعطاه حلماً وهمياً جميلاً .. بأن أكل الشجرة سيؤدي الى الخلود !!
والرافضة ليسوا أقل مكراً ودهاءاً من إبليس !!
-----------------------------------------------------------------------------------
وأولى المشاكل التي واجهت الاثناعشرية في سبيل ترويج هذه الفتنة .. هي إن علماء أهل البيت .. وبالذات هؤلاء الاثناعشر .. كان فقههم لا يختلف كثيراً عن فقه علماء الأمة الآخرين ..
فعندما تولى علي بن أبي طالب الخلافة .. قال لقضاته وعماله :- " أقضوا كما كنتم تقضون " ( الخلاف للطوسي 4/77 ، الفصول المختارة للمفيد ص 78 ).. أي إن جميع الفتاوى وأمور الحلال والحرام بقيتْ كما كانت في زمن الذين سبقوه ..

حتى في زمن جعفر الصادق .. الذي أسس مدرسة فقهية خاصة به .. لم تكن فتاويه تختلف كثيراً عن فتاوي غيره .. وقد إعترف الاثناعشرية بذلك .. حيث أشاروا إلى إن الاختلافات الفقهية لم تظهر بوضوح في حياة محمد الباقر وإبنه جعفر الصادق ( راجع تاريخ فقه أهل البيت لمحمد مهدي آصفي، ضمن مقدمة كتاب/ رياض المسائل 1/ 14، كذلك تجدها في مقدمة كتاب/ شرح اللمعة 1/ 30 ) ..

------------------------------------------------------------------------------------
فوجدوا حلاً لهذه المشكلة .. وهو القول بالتقية ..
أي إن الإمام قد إضطر الى مجاملة الآخرين خوفاً على نفسه .. فسار على نفس منهجهم وفقههم !
فيقول شيخهم محمد مهدي آصفي :- " كانوا يُجارون الفقه الرسمي الذي تتبناه السلطة ما تسعهم المجاراة ،، فإذا خلوا إلى أصحابهم بيّنوا لهم وجه الحق فيما يختلف فيه الناس ، وأمروهم بالكتمان والسر " ( تاريخ فقه أهل البيت لمحمد مهدي آصفي ، في مقدمة كتاب/ رياض المسائل 1/ 24 ، كذلك تجدها في مقدمة كتاب/ شرح اللمعة 1/ 41 ) .
ولكن هذا محال .. لأن الضعيف والجبان لا يستحق الإمامة .. لا السياسية .. ولا الدينية الفقهية .. أليس كذلك ؟
وحاشا أهل البيت الكرام أن يكونوا جبناء !
وهل رأيتم دين أو مذهب له وجهان : وجه علني ، ووجه سري عكسه تماماً ؟
هذا لا يحصل إلا في التنظيمات السياسية الإنتهازية .. التي تتلوّن وتتغيّر مثل الحرباء حسب الظروف .. وهذا هو دين الرافضة .. سياسة لا دين !!
----------------------------------------------------------------------------------------
السرية والتقية عند الإثناعشرية
كل باحث عند دراسته لأي عقيدة يشعر بالخطر والريبة عندما يكتشف فيها كمية هائلة من الأسرار ، والحث على الكتمان ، والتعامل بوجهين للحفاظ على التنظيم ، كما وجدناه في عقيدة الإثناعشرية . فكأننا أمام تنظيم سياسي سري هدفه البقاء أولاً ، وليس أمام عقيدة دينية روحية هدفها هداية الناس !! وهذه بعض رواياتهم :-
" كتمانُ سرنا جهادٌ في سبيل الله .. واتقوا إظهار أسرار الله تعالى وأسرار أزكياء عباده الأوصياء .. إن أمرنا ليس بقبوله فقط ، ولكن بصيانته وكتمانه عن غير أهله " (البحار 2/ 64 – 69 ) ..
" أُمِرَ الناس بخصلتين فضيعوهما : كثرة الصبر ، والكتمان " .. " اكتم أمرنا ولا تذعه ، فإنه من كتم أمرنا ولم يذعه أعزه الله في الدنيا ، وجعله نوراً بين عينيه في الآخرة يقوده إلى الجنة " .. " من أذاع حديثنا وأمرنا ولم يكتمها أذله الله في الدنيا ، ونزع النور من بين عينيه في الآخرة : وجعله ظلمة يقوده إلى النار " .. " إن التقية ديني ودين آبائي ، ولا دين لمن لا تقية له " .. " إن الله يحب أن يُعبد في السر كما يحب أن يعبد في العلانية " .. " إن المذيع لأمرنا كالجاحد به " (البحار 2/ 73 – 74 ) ..
“ ما سمعتَ مني (كلاماً) يشبه قول الناس فيه التقية ، وما سمعتَ مني لا يشبه قول الناس فلا تقية فيه “ ( البحار 2/ 252 ) ..
“ ولا تفش سرنا إلى من يشنع علينا عند الجاهلين بأحوالنا ،، وآمرك أن تستعمل التقية في دينك .. وإياك ثم إياك أن تترك التقية “ ( البحار 10/ 74 ) ..
“ إستعمال التقية في دار التقية واجب “ ( البحار 10/ 226 ) ..
“ ألا وإن أعظم فرائض الله عليكم بعد فرض موالاتنا ومعاداة أعدائنا استعمال التقية على أنفسكم وإخوانكم ومعارفكم “ ( البحار 71/ 229 ) ..
“ الله تعالى يحب أن يعبد سراً ولا يعبد علانية “ (معقولة ؟! ) ( مختصر بصائر الدرجات للحلي ص 105 ) .
ويقولون عن علي (ع) – رمز الشجاعة في الإسلام – أنه عندما أصبح خليفة :- " لم يتمكن من إظهار جميع ما في نفسه ، ولم ينقض أحكام القوم ، وأمر قضاته على أن يحكموا بما كانوا يحكمون " ( البحار 28/ 399 ) .

يقول شيخهم عباس القمي :- " التقية فريضة واجبة علينا في دولة الظالمين ، فمن تركها فقد خالف دين الإمامية وفارقه . والروايات في التقية أكثر من أن تذكر . فروي ان التقية ترس المؤمن ولا ايمان لمن لا تقية له وان تسعة أعشار الدين في التقية ولا دين لمن لا تقية له . وقال الصادق (ع) : عليكم بالتقية فإنه ليس منا من لم يجعلها شعاره ودثاره مع من يأمنه ليكون سجيته مع من يحذره ، وعنه " ع " لو قلت إن تارك التقية كتارك الصلاة لكنت صادقا ، والتقية في كل شئ حتى يبلغ الدم ، فإذا بلغ الدم فلا تقية ، وعنه " ع " قال : كلما تقارب هذا الامر كان أشد للتقية ، وقال لنعمان ابن سعيد : من استعمل التقية في دين الله فقد تسنم الذروة العليا من العز ، وان عز المؤمن في حفظ لسانه ، ومن لم يملك لسانه ندم . قال الرضا " ع " : لا دين لمن لا ورع له ، ولا ايمان لمن لا تقية له ، ان أكرمكم عند الله أعملكم بالتقية قبل خروج قائمنا ، فمن تركها قبل خروج قائمنا فليس منا " ( الكنى والألقاب لعباس القمي 1/ 141 – 142 ) .
لا أدري ماذا بقي من واجبات الإمامة بعد كل هذه التقية والسرية ؟!
ويبدو أن بعض الإثناعشرية شعر بالإحراج ، فطلب عدم إعتبار التقية من باب الكذب ، ولو كان كذباً مباحاً !! فيقول الخوئي :- إن ما صدرَ عن الأئمة (ع) تقيةً في بيان الأحكام – وإن جاز حَمْلُهُ على الكذب الجائز حفظاً لأنفسهم وأصحابهم عن الهلاك – ولكن المناسب لكلامهم والأليق بشأنهم حَمْلُهُ على إرادة خلاف ظاهره ! (مصباح الفقاهة للخوئي 1/ 632) .

درجات التقية :-
الدرجة الأولى : وهي رؤية الباطل والسكوت عنه ، رغم كرهك له . وهي أخف درجات التقية . وفي نفس الوقت هي أضعف درجات الإيمان ، كما جاء في الحديث الشريف :- .. فإن لم يستطع فبقلبه ، وذلك أضعف الإيمان .
الدرجة الثانية : هي رؤية الباطل وتأييدك له بالكلام فقط ، رغم كرهك له . وهذا لا يليق بعالم كبير أو إمام أو مسؤول رفيع ، لأن كلامه محسوب عليه .
الدرجة الثالثة : هي رؤية الباطل والمشاركة فيه ، ليس بالكلام فحسب ، وإنما بالعمل والفعل . وهذا أيضاً لايليق أبداً بفقيه أو إمام أو رجل شريف عالي الشأن ، لأنه قدوة للناس .
الدرجة الرابعة : هي المشاركة في قتل نفس بريئة ، حفاظاً على نفسك من باب التقية . وهذا النوع من التقية حرام شرعاً – حسب علمي – عند جميع طوائف المسلمين . ورغم ذلك نرى أن العديد يفعلونها ، بل أصبح ذلك شعاراً لأهل الكوفة ، فقد قيل للحسين (رض) حينها : قلوبهم معك وسيوفهم عليك ، وقد حصل .
السؤال هنا : هل تليق التقية برجل ذي مكانة عالية ، دينية أو دنيوية ، كأن يكون إمام أو عالم دين أو قاضي أو رئيس عشيرة أو قائد مجموعة ؟
منطقياً ، لا يجوز لمثل هؤلاء أن يروا الباطل ويسكتوا عنه أو يؤيدوه بالكلام أو الفعل، ولو وضعوا السيوف على رقابهم .. فكيف يزعم الشيعة أن أئمة أهل البيت فعلوا ذلك ؟!
لم يفعلها زعماء الشيوعية ورؤساء الهندوس والبوذيين .. أيفعلها أبطال الإسلام ؟؟!
المسألة محسومة عقلاً وشرعاً ، دينياً وأخلاقياً .

إنهم يستخدمون التقية وإن لم يكن بينهم مخالف ، وإفراطهم في إستخدام التقية أدى إلى تناقض رواياتهم :- يقول عالمهم البحراني :-
" وحث الشيعة على استشعار شعار التقية ، والتدين بما عليه تلك الفرقة الغوية ، حتى كورت شمس الدين النيرة ، وخسفت كواكبه المقمرة ، فلم يعلم من أحكام الدين على اليقين إلا القليل ، لامتزاج أخباره بأخبار التقية ، كما قد اعترف بذلك ثقة الاسلام وعلم الأعلام ( محمد بن يعقوب الكليني نور الله تعالى مرقده ) في جامعه الكافي ، حتى أنه ( قدس سره ) تخطأ العمل بالترجيحات المروية عند تعارض الأخبار ، والتجأ إلى مجرد الرد والتسليم للأئمة الأبرار .
فصاروا (الأئمة) صلوات الله عليهم - محافظة على أنفسهم وشيعتهم - يخالفون بين الأحكام وإن لم يحضرهم أحد من أولئك الأنام ، فتراهم يجيبون في المسألة الواحدة بأجوبة متعددة وإن لم يكن بها قائل من المخالفين ، كما هو ظاهر لمن تتبع قصصهم وأخبارهم وتحدى سيرهم وآثارهم (الحدائق الناضرة للمحقق البحراني ج1 ص5 ) ..
&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&

ثم ظهرتْ لهم مشكلة أخرى ! لأن حبل الكذب قصير ، كما يقولون ..
كانوا أحياناً يزوّرون نبؤات على لسان أهل البيت .. ولكن الله يخذلهم .. فلا تحصل !
فقالوا : قد بدا لله في ذلك !
---------------------------------------------------------------------------
البداء
ما الفرق بين النبي والدجال؟
النبي يبلغ الناس بأن الله تعالى أوحى له بأمور ستحصل في المستقبل. وبالفعل، تحصل كما قال، فيكون ذلك مصداقاً لنبوته.
أما الدجال، فيدعي علم الغيب والمستقبل، فإذا جاء عكس ما قال، فسيضطر للقول بأن الله قد بدا له فيه! يعني قد تبدل القرار الإلهي قبل تنفيذه!! وهذا غريب ولا منطقي!
وهذا ما حصل للإثناعشرية في كثير من الأوقات ! حيث ألّفوا على لسان أئمتهم الكثير من الروايات المستقبلية حسب أفكارهم! فإذا حصل كما قالوا فرحوا بها. أما إذا حصل العكس يقولون: قد بدا لله في ذلك الأمر!!
يفسر أحد علمائهم ذلك بقوله :- البداء هو أن يبدو لله رأي لم يكن له سابقاً ، بأن يتبدل عزمه في العمل ، وذلك جهل منه بالمصالح ، وندامة منه على ما سبق ، وهذا يستحيل على الله تعالى ،، ولكن وردت عن أئمتنا (ع) روايات توهم القول بذلك ( عقائد الإمامية للمظفر ص 80 )! فبدلاً من أن يكذبوا رواتهم، يحاولون أن يورطوا أئمتهم في ذلك!!
-----------------------------------------------------------------------------------------
أنواع البداء :-
لة راجعنا رواياتهم في البداء .. في موسوعتهم بحار الأنوار للمجلسي 4/ 92 وما بعدها .. سنجد إن البداء عندهم على 4 أنواع :-
النوع الأول (الناسخ والمنسوخ) :- بمعنى إن الله تعالى يريد أمراً .. فيأمر نبيه بفعله .. والنبي بدوره يأمر أتباعه بذلك .. ثم بعد فترة .. يبدو لله فيه .. فيأمر الله نبيه بإلغاء الأمر الأول وإتباع أمر جديد .. وهذا مقبول .. وقد حصل .. مثل تغيير القبلة ..
النوع الثاني :- بمعنى إن الله تعالى يريد أمراً .. ثم يبدو له فيه .. فيقوم بإلغائه .. قبل أن يخبر أحداً به .. أي أن ذلك كله يحدث في عالم الغيب .. وهذا أيضاً ممكن من الناحية النظرية .. ( يمحوا الله ما يشاء ويُثبت وعنده أم الكتاب ) (الرعد 39) ..
النوع الثالث :- بمعنى إن الله تعالى يريد أمراً .. ويُخبر نبيه بأن ذلك حاصل .. وبدوره يُخبر النبي أتباعه بأن ذلك حاصل .. ثم يبدو لله فيه .. فيلغي الأمر ولا يحصل !!
وهذا النوع مستحيل على الله .. لأنه يُفقد من مصداقية نبيه أمام الناس .. أليس كذلك ؟
ولكن لديهم روايات بهذا المعنى :-
- أمر الله تعالى نبياً له أن يخبر المَلِك بأنه ميت في وقت كذا ، فدعا الملك ربه أن يؤجل موته ، فبدا لله ، فأمر تعالى نبيه أن يخبر الملك بأن موته قد تأجل إلى كذا سنة !
- ما بدا لله في شيء كما بدا في إسماعيل بن جعفر الصادق ، فقد كتب الله عليه القتل مرتين ، فسأل أبوه جعفر الصادق الله تعالى أن يؤخره ، فأخره !
- و كان من المفترض أن يخلف الإمام علي الهادي إبنه البكر محمد ، فإذا به يموت محمد في حياة أبيه! فإنتقلت الإمامة إلى الحسن العسكري ! وقد قال الهادي حينها للعسكري :- " يا بني ، أحدث لله شكراً ، فقد أحدث فيك أمراً " ! ( إعلام الورى للطبرسي 2/ 134 ) .

النوع الرابع :- بمعنى أن الله تعالى يريد أمراً .. ويخبر نبيه به .. ولكن يحصل شيئاً يجعل الله يُغيّر رأيه !! وهذا أيضاً محال على الله تعالى !
ولكن لهم روايات بهذا المعنى :-
- في زمن داود (ع) ، أمر الله ملك الموت أن يقبض روح شاب بعد سبعة أيام ، فأمر داود بتزويجه رحمة به ، فرحمه الله برحمة داود له ، فزاد من عمر الشاب !
- وعد الله أحد أنبياءه بالنصر بعد خمسة عشر يوماً ، فأساء قومه الأدب ، فبدا لله ، فأخره إلى خمسة عشر سنة !
- وعد الله نبياً له بالنصر بعد خمسة عشر سنة ، فأحسن قومه العمل ، فبدا لله ، فعجل لهم النصر بعد خمسة عشر يوماً !
- تنبأ النبي (صلى الله عليه وآله) عن طريق الوحي بمقتل يهودي ، فلم يحصل ذلك ! لأن الله بدا له في ذلك اليهودي بسبب صدقة تصدق بها !

---------------------------------------------------------------------
زعماء الإثناعشرية يربّون أتباعهم بالأماني !! :-
زعموا إن علياً بن أبي طالب (ع) قد وعد الشيعة بالنصر والخير في سنة السبعين ، فلما إستشهد الحسين إشتد غضب الله ( كأن الله تعالى لم يعلم بذلك مسبقاً !) ، فأخره إلى المائة والأربعين ! فلما أذاع الشيعة هذا الخبر أخره الله إلى أجل غير مسمى ( راجع بحار الأنوار 2/ 94 وما بعدها ) !
وإحتار الإثناعشرية في تبرير ذلك، ثم أقنعوا أنفسهم أن هذا من (التربية النفسية!) .
فقالوا : إن الشيعة تُربى بالأماني (بالأوهام) ! فلو قيل لهم من البداية أن النصر بعيد جداً لأصابهم اليأس ولقست قلوبهم ( الكافي للكليني 1/ 369 ، الغيبة للنعماني ص 305 ، الغيبة للطوسي ص 341 ، البحار 4/ 132 – 52/ 102 ، الفوائد الرجالية للبهبهاني ص 41 ، معجم رجال الحديث للخوئي ) . يعني الله والنبي والإمام خدعوا الشيعة بقرب الفرج لكي لا ييأسوا !! أهذا معقول ؟!
حقيقة البداء :-
دخل البداء في عقيدتهم بسبب كثرة الكذابين والدجالين بينهم! حيث كانوا يتنبأون لهم بأشياء في المستقبل، ويدعون كذباً أنهم سمعوا هذا من أئمتهم المعصومين ! فإذا حصلت كما تنبأوا قالوا لهم إن هذه من المعجزات التي تدل على صدقهم! فإذا لم تحصل قالوا: قد بدا لله فيه!
تبرير الإثناعشرية للبداء :-
لم يستطيعوا أن يعترفوا بالحقيقة ويقولوا للملأ : إن رواتنا كذابون! لأن ذلك سيؤدي إلى الشك في أحاديثهم ، وبالتالي ينهار مذهبهم من أساسه !
فقالوا: العلم علمان : علم أوحى به الله إلى ملائكته ورسله ( ثم وصل إلى الأئمة ) ليس فيه بداء ، وإنه يكون ، ولا يمكن تغييره ، ولا يكذب نفسه ولا ملائكته ولا رسله ولا الأئمة ، وعلم عنده مخزون ، لم يُطلع عليه أحداً من خلقه ، يقدم منه مايشاء ، ويؤخر منه ما يشاء ، فيجوز أن يحصل فيه بداء ، ويمحو ويُثبت ما يشاء ( البحار 4/ 96 ) .
لكن رواياتهم التي ذكرناها تشير أن البداء حصل أحياناً بعد نزول الوحي إلى الرسل والأنبياء !! بل بعد أن أخبر النبي أتباعه بأمر الله ، فيظهر الواقع عكس ما قاله النبي!! وبالتالي سيفقد النبي (والإمام) مصداقيته أمام الناس مهما حاول تبرير ذلك بالبداء !!
لذلك وقع بعض علماء الإثناعشرية في حيرة!
فلا هم يجرأون على تكذيب رواتهم، ولا هم يستسيغون هذا الهراء! فأعربوا عن إمتعاضهم من عقيدة البداء!
فمثلاً المفيد قال: لو لم يرد به ( البداء ) سَمعٌ أعلم صحته ، ما إستجزتُ إطلاقه ( لفظ البداء ) ( أوائل المقالات للمفيد ص 80 ) .
وقال آخر: لا أظن أحداً من الإمامية يلتزم البداء من غير تأويل ، حتى أن العلامة المجلسي أوجب ظاهراً التلفظ به تأدباً ، لا الإعتقاد !! ( شرح الكافي للمازندراني 233 الهامش ) .
وما زالوا متمسكين بعقيدة البداء (دفاعاً عن رواتهم) رغم عدم إقتناع بعضهم بها !!
--------------------------------------------------------------------------
أظرف بداء !! :- دار نقاش بين إثناعشري وسني ماكر :-
الإثناعشري :- إن رسول الله (ص) قد أوصى لعلي (ع) بالخلافة في غدير خم .
السني :- إذا كان هذا ما حصل ، فقد حصل فيه بَداء بعد ذلك !!
الإثناعشري :- كيف ؟
السني :- أنتم تؤمنون بالبداء ! بمعنى أن الله يأمر بشيء ، ثم يبدو له فيه ، فيغيّره قبل أن يتم التنفيذ !! فلماذا لا تؤمنون بحدوث ذلك في وصية رسول الله !
الإثناعشري :- لا يُمكن .
السني :- سأوضحه لك . كم كان عدد المسلمين في غدير خم ؟
الإثناعشري :- يقال مئة ألف مسلم حجوا مع رسول الله حجة الوداع .
السني :- وهل فهموا وصية رسول الله ؟ أم أن رسول الله لم يبلّغ الوصية بشكل واضح وصريح (حاشاه) ؟
الإثناعشري :- كيف تقول ذلك ؟ هذه إهانة لرسول الله !! بالتأكيد كانت وصية واضحة ، ووصلت لأذهان كل السامعين .
السني :- أين ذهب هؤلاء بعد سماعهم الوصية ؟
الإثناعشري :- عادوا طبعاً إلى قراهم وأهليهم في عموم الجزيرة العربية .
السني :- هل نشروا وصية رسول الله بين أهاليهم وقراهم ؟
الإثناعشري :- بالتأكيد ! لقد كانت الوصية أهم حدث في الحجة كلها .
السني :- إذاً ، سرعان ما إنتشر خبر وصية رسول الله بالخلافة لعلي (ع) في عموم الجزيرة العربية قبل وفاة رسول الله (ص) .
الإثناعشري :- لا شك في هذا .
السني :- هل كان في الجزيرة عيون وجواسيس للروم والفرس والأحباش ؟
الإثناعشري :- ممكن جداً ، نعم .
السني :- إذاً ، أصبحت وصية النبي لعلي معروفة حتى للدول المجاورة لجزيرة العرب .
الإثناعشري :- هذا متوقع ، بالتأكيد .
السني :- إذاً ، كان هناك عدة ملايين من البشر يعلمون بوصية خلافة علي قبل وفاة النبي .
الإثناعشري ( وهو يفكر ) :- لا بد من حصول ذلك !
السني :- حسناً . بعد وفاة النبي مباشرة ، حسب رواياتكم كم رجل وقف إلى جانب علي (ع) وأراد مبايعته ؟
الإثناعشري ( بصوت خافت ) :- قلائل .. ثلاثة أو خمسة !!
السني :- فلنتساهل معك ونقول عشرين ! أين ذهب الملايين الذين علموا بالوصية ؟
الإثناعشري :- سكتوا .
السني :- من أسكتهم ؟
الإثناعشري :- أبو بكر وعمر !!
السني :- وهل يملك أبو بكر وعمر القدرة على مسح ذاكرة ملايين البشر أو إسكاتهم ؟ وفي يوم واحد ؟ وفي جزيرة العرب وخارجها من بلاد الروم والفرس وغيرهما ؟
الإثناعشري ( متلعثماً ) :- لا أظن ذلك !!
السني :- من له القدرة على فعل ذلك ؟
الإثناعشري :- الله ، كما أظن !
السني :- أحسنتَ . وهذا ينطبق عليه مفهوم البداء في مذهبكم . فكيف تلومون الصحابة على أمر قد بدا لله فيه ؟؟
الإثناعشري :- غريبة ! لم أفكر في هذا الموضوع بهذه الطريقة من قبل !!
السني :- إعلم أننا لا نؤمن بالبداء ، وإنه من إفتراءاتكم على الله سبحانه تعالى ! لكننا أردنا أن نواجهكم بنفس وسائلكم !! وأنه لا توجد وصية ! وما قاله رسول الله (ص) في علي (ع) وقتها كان مدحاً ، لا وصية بالخلافة ! وإذا تمسكتم بمفهوم الوصية ، فلا بد أن تؤمنوا بأنه قد حصل فيها بَداء من فوق سبع سماوات .
&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&
وإستمر الرافضة على هذا المنوال .. يطلقون الفتاوى الباطلة .. وينسبونها زوراً وبهتاناً الى أهل البيت .. وإن أجابهم أحد بأن أهل البيت يقولون غير ذلك .. يجيبونه بأنها تقية من الإمام !!
وإن تنبأ الرافضة بشيء لم يحصل .. يقولوا : قد حصل فيه بداء !!

-----------------------------------------------------------------------------------------

ثم توفي الحسن العسكري سنة 260 هجرية دون أن يعقّب !
فإضطر الإثناعشرية .. كما فعلوا بالإمامة السياسية .. الى نقل السلطة الدينية (المرجعية الفقهية) .. من المعصوم .. الى سفير المعصوم !!
ولكي يخدعوا عوام الشيعة .. كانوا يُخرجون لهم قصاصات ورقية .. يسمونها : رقاع ، أو توقيعات شريفة (!!) .. و يزعمون إنها بخط المعصوم وختمه !
لكن المزوّر الذي كان يكتب لهم هذه الرقاع .. وهو محمد بن عثمان العمري (السفير الثاني للغائب) .. توفي سنة 305 ! فماذا يفعلون ؟
جاء السفير الثالث .. وهو حسين بن روح النوبختي .. وأخبر شيعته إن المعصوم لن يكتب شيئاً بعد اليوم .. بل يملي عليه إملاءاً !!! وإنطلت الحيلة على عوام الشيعة الاثناعشرية .

-------------------------------------------------------------------------------------
لكن المشكلة كانت تكمن في إن (سفراء) المهدي الغائب .. كانوا قليلي العلم والفقه !!
ولهذا لم يجيبوا إلا على حوالي مائة مسألة فقهية .. على مدى سبعين سنة (فترة الغيبة الصغرى) !!
وكان جل إهتمامهم في جمع الخمس .. لإستخدامه في ترويج المذهب !!

فيذكر شيخهم المعاصر .. محمد السند البحراني .. إن عمل النواب (السفراء) الأربعة كان في الأمور التنفيذية (!) من قبض مال المهدي (!) .. ويقول ما نصه :- " حتى إن في كثير من الاسئلة الموجهة للناحية المقدسة يجيبهم عجل الله فرجه بالرجوع الى كتب الروايات " (!!) (بحوث في مباني علم الرجال لمحمد السند ص47) ..
-------------------------------------------------------------------------------
ثم جاءت الغيبة الكبرى .. عندما صعد نجم ملوك الدولة البويهية في المنطقة ..
فأصبح أولئك الملوك الشيعة .. منافسين للسلطة السياسية التي يتمتع بها (السفير) بإعتباره نائباً لصاحب الزمان !
عندها قرر أحبار الاثناعشرية أن يتنازلوا عن (السفير) .. في مقابل أن يساعدهم البويهيون في نشر أفكارهم .. وقد حصل !
وبهذا وصلت (الإمامة الفقهية) عند الاثناعشرية .. الى رجال دين غير معصومين .. يجتهدون في فتاويهم .. فيختلفون فيما بينهم .. ويتشتت الشيعة بين آراء مراجعهم وفتاويهم .. كما نراه فيهم اليوم ..
وبهذا قبلوا أخيراً .. بما كانوا يرفضونه سابقاً ويعيبون أهل السنة عليه !!!
---------------------------------------------------------------------------
بقيتْ نقطة مهمة .. وهي إن تقليد الشيعي العامي لمرجعه الديني .. يوجب عليه أيضاً أن يدفع خمس أمواله الى ذلك المرجع !
وبما إن عصر الائمة قد ولى .. وكذلك عصر سفراء الائمة .. إتفق مراجع الاثناعشرية على عدة قوانين .. لضمان عدم حصول صراع بينهم على تلك الأموال .. منها :-
- الأفضل إتباع مرجع حي .. ولا يجوز إتباع مرجع ميت إبتداءاً ، ولو كان أعلم من الأحياء (المسائل المنتخبة للسيستاني ص13 / مسألة 13 ) !
وذلك لإفساح المجال للمراجع الدينية الأحياء أن يتمتعوا بالخمس ، بعد أن تمتع به من كان قبلهم !!
- لا يجوز لأي مرجع أن ينادي علناً بأنه الأعلم والأفضل والأفقه .. لئلا يثير حفيظة المراجع الآخرين ويسحب البساط من تحت أقدامهم ويحرمهم من الخمس ! ويقال إن أحد مراجع الشيعة في العراق أراد أن يفعلها .. وهو محمد باقر الصدر .. فحاربه الآخرون .. وبالذات (آيات الله) الإيرانيين !
- لا يجوز لأي مرجع أن يزعم علناً أنه على إتصال دائم بالمهدي الغائب .. لأن ذلك سيجعله سفيراً أوحداً للمعصوم ، وعلى باقي المراجع أن يسمعوا ويطيعوا له ! وهذا ما لا يقبله الآخرون ! ويقال أيضاً إن أحد آيات الله في العراق أراد أن يفعل ذلك .. فحاربه (آيات الله) الآخرون حرباً شعواء !
نكتة :-
أثناء المناظرات .. قلنا للاثناعشرية : إن كان المهدي قائدكم اليوم .. فلا بد للقائد من طريقة للإتصال بأتباعه وجنوده .. كيف وهو في الغيبة الكبرى ؟ فيضطرون للقول بأنه يتصل ببعض المراجع .. قلنا لهم : لم نسمع تصريحاً علنياً بذلك ! فليخرج ذلك المرجع وليصرّح علناً بأنه يتصل بالمهدي ..
فلم يفعل ذلك واحد منهم !!
---------------------------------------------------------------------------------
الخلاصة :-
كما فعلوا مع الإمامة السياسية .. قام الاثناعشرية بتغيير (الإمامة الدينية الفقهية) حسب ظروفهم السياسية :-
المرحلة الأولى : قالوا : لا بد من وجود مرجع ديني معصوم مختار من الله .. لكي يتخلص المسلمون من الحاجة الى الإجتهاد والاستنباط والدخول في متاهات الفتاوى المتضاربة ..
المرحلة الثانية :- قالوا : لقد غاب المعصوم .. خوفاً من عمه (جعفر الكذاب) والجندي العباسي .. وقد نصّب لنا سفيراً .. يكون الواسطة بيننا وبينه ..
المرحلة الثالثة :- قالوا : لقد غاب المعصوم غيبة كبرى .. وعاد الفقه الى أحضان علماء الدين غير المعصومين .. وعادت الحاجة الى الاجتهاد والاستنباط والدخول في متاهات الفتاوى المتضاربة !!
والحمد لله على سلامة العقل والدين ..

(( يتبع )) ..






 
قديم 20-09-17, 10:04 PM   رقم المشاركة : 3
ام مروة
عضو







ام مروة غير متصل

ام مروة is on a distinguished road


بوركتم وجزاكم الله خيرا

مواضيع راااائعة







 
قديم 22-09-17, 10:47 PM   رقم المشاركة : 4
طالب علام
عضو ماسي







طالب علام غير متصل

طالب علام is on a distinguished road


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ام مروة مشاهدة المشاركة
   بوركتم وجزاكم الله خيرا

مواضيع راااائعة


جزاكم الله كل خير . جميع مواضيعي ومشاركاتي مباحة للجميع .. بإستطاعتكم أن تقوموا بتصحيحها أو نشرها أو نقلها أو طبعها .. دون طلب إذن مسبق .. بإسمي أو بأي إسم تشاؤون .. وتحت أي عنوان .. فإن الهدف هو فائدة المسلمين عامة






 
قديم 22-09-17, 10:55 PM   رقم المشاركة : 5
طالب علام
عضو ماسي







طالب علام غير متصل

طالب علام is on a distinguished road


تغيير الاثناعشرية لموقفهم من القرآن

مقدمة
: الإثناعشرية تنظيم سياسي .. لا ديني .. هدفه الإستيلاء على الأرض .. ومن أجل تحقيق ذلك الهدف .. لا مانع لديهم من تبديل آرائهم .. وحتى دينهم .. إذا كان ذلك يخدم هدفهم الرئيسي ..
ولنبدأ من البداية :-
--------------------------------------------------------------------------
في البداية قالوا : لدينا إمام معصوم ، نسأله فيجيب .. وبالتالي أصبح عندهم القرآن مسألة ثانوية !
فقالوا :-
( القرآن هو كتاب الله الصامت ، والإمام هو كتاب الله الناطق .. ولا يعلم تأويل القرآن إلا المعصوم ) !! (راجع بحار الأنوار للمجلسي ج25 أبواب علامات الإمام وصفاته وشرائطه)
..
ومما زاد غيظهم على القرآن وإهمالهم له .. أنهم لم يجدوا إسم علي وأولاده في القرآن .. فإتهموا الصحابة بتحريف القرآن .. وزعموا إن الصحابة أزالوا إسم علي منه !!
وكان هذا ديدنهم في القرون الهجرية الثلاث الأولى ..

فعندما كانوا تنظيماً سرياً في تلك القرون .. ملأوا كتبهم .. المسماة (الأصول الأربعمائة) بروايات تؤكد حصول تحريف .. منقولة زوراً وبهتاناً عن أئمة أهل البيت الكرام ..
ويمكنك التأكد من ذلك بمطالعة كتبهم القديمة .. مثلاً : أقدم و أهم كتاب لديهم في الروايات : الكافي للكليني .. وأقدم وأهم تفسير لديهم : تفسير القمي .. وغيرهما ..
----------------------------------------------------------------------
جاء في مقدمة أشهر كتاب تفسير عند الإثناعشرية :- ( راجع/ تفسير القمي ج 1 - ص مقدمة المصحح 22 - مقدمة المصحح 25 ) : بقي شئ يهمنا ذكره وهو إن هذا التفسير كغيره من التفاسير القديمة (عند الإثناعشرية) يشتمل على روايات مفادها إن المصحف الذي بين أيدينا لم يسلم من التحريف والتغيير ... أما النقيصة (نقصان بعض الآيات وحذفها بعد وفاة النبي (ص)) فإن ذهب جماعة من العلماء الامامية إلى عدمها أيضاً وأنكروها غاية الإنكار كالصدوق والسيد مرتضى وأبي علي الطبرسي ،، و الطوسي ،، ولكن الظاهر من كلمات غيرهم من العلماء والمحدثين - المتقدمين منهم والمتأخرين - القول بالنقيصة كالكليني والبرقي ، والعياشي والنعماني ، وفرات بن إبراهيم ، وأحمد بن أبي طالب الطبرسي صاحب الاحتجاج والمجلسي ، والسيد الجزائري ، والحر العاملي ، والعلامة الفتوني ، والسيد البحراني . وقد تمسكوا في إثبات مذهبهم بالآيات والروايات التي لا يمكن الاغماض عنها ( تفسير القمي/ المقدمة 1/ 22 إلى 25 ) .

-------------------------------------------------------------------------
جاء في كتاب الكافي للكليني / باب فيه نكت ونتف من التنزيل في الولاية 1/412 :- (( ومن يطع الله ورسوله (في ولاية علي وولاية الأئمة من بعده) فقد فاز فوزاً عظيماً )) هكذا نزلت ( الكافي 1/414) . (( ولقد عهدنا إلى آدم من قبل (كلمات في محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين والأئمة عليهم السلام من ذريتهم) فنسي )) هكذا والله نزلت على محمد (الكافي 1/416) . نزل جبرئيل (ع) بهذه الآية على محمد هكذا (( وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا (في علي) فأتوا بسورة من مثله )) ،، نزل جبرئيل على محمد بهذه الآية هكذا (( يا أيها الذين أوتوا الكتاب آمنوا بما نزلنا (في علي) نوراً مبيناً )) (الكافي 1/417) . (( كبر على المشركين (بولاية علي) ما تدعوهم إليه (يا محمد من ولاية علي) )) هكذا في الكتاب مخطوطة (الكافي 1/418) . (( سأل سائل بعذاب واقع * للكافرين (بولاية علي) ليس له دافع )) هكذا والله نزل بها جبرئيل على محمد (الكافي 1/422 ، مكاتيب الرسول للأحمدي الميانجي 2/88) . نزل جبرئيل بهذه الآية على محمد هكذا (( فبدل الذين ظلموا (آل محمد حقهم) قولاً غير الذي قيل لهم )) (الكافي 1/423) . نزل جبرئيل (ع) بهذه الآية هكذا (( إن الذين ظلموا (آل محمد حقهم) لم يكن الله ليغفر لهم )) . هكذا نزلت هذه الآية (( ولو أنهم فعلوا ما يوعظون به (في علي) لكان خيراً لهم )) (الكافي 1/424) . نزل جبرئيل بهذه الآية هكذا (( فأبى أكثر الناس (بولاية علي) إلا كفوراً )) ( الكافي 1/425) . (( إلا بلاغاً من الله ورسالاته (في علي) )) قيل : هذا تنزيل (أهكذا نزلت على النبي) ؟ قال : نعم (الكافي 1/434) .

--------------------------------------------------------------------
لكن الله تعالى أبى إلا أن يفضحهم .. فأمات الحسن العسكري سنة 260 هجرية (المعصوم رقم 11 عندهم) دون أن يكون له ولد ..
فقالوا : له ولد ، لكنه في غيبة صغرى بسبب عمه (جعفر الكذاب !) الذي حرّض الشرطة العباسية ضده !!
وبما إنه لا بد للقائد من وسيلة إتصال بأتباعه .. زعموا إن له نائب أوسفير !
وإستمروا على هذا المنوال لحوالي سبعين سنة .. يقدّمون للسفير أموالهم وأسئلتهم .. وهو يجيب عليهم من خلال قصاصات ورقية عليها ختم ، يزعم إنه ختم المهدي الغائب !! .. وفي نفس الوقت .. يستخدم أموالهم للترويج للمذهب
-------------------------------------------------------------------
نكتة :- نفس الخط ونفس الختم كان يخرج للشيعة في حياة الحسن العسكري !! (راجع بحار الأنوار للمجلسي ج51 ص 346 ، وكذلك راجع/ الغيبة الصغرى للمالكي ص51 – 52) ..
مما يدل على صدورها من نفس المزوّر ! لكن لماذا لم ينتبه الشيعة كيف كان المهدي يكتب ويختم وهو لم يولد بعد ؟؟؟؟؟؟
-----------------------------------------------------------------
ثم تفاجأ الإثناعشرية بظهور البويهيين في المنطقة في منتصف القرن الرابع الهجري !
والبويهيون ، وإن كانوا شيعة ، إلا إنهم لن يقبلوا بأن ينافسهم على سلطانهم أحد .. حتى لو كان إماماً أو نائبه !!
عندها خطرتْ فكرة جهنمية لدى أحبار الإثناعشرية .. يقف لها إبليس إحتراماً !!
فقالوا : لا سفير بعد اليوم ! لقد دخل الإمام المهدي في غيبة كبرى ! ولا همسة ، ولا لمسة ! و من إدعى مشاهدته قبل علامات الساعة فهو كذاب أشر !! (الغيبة للطوسي ص395) ..
وبهذا ضحوا بهمزة الوصل الوحيدة مع قائدهم المزعوم الغائب !!
بل إنهم ألغوا عقيدة الإمامة .. التي تستوجب وجود إمام معصوم بين ظهرانيهم يأمرهم فيطيعون !!
كل ذلك .. من أجل إستمالة البويهيين وإسترضائهم ..
وبالفعل .. نجحتْ خطتهم .. فقد سمح البويهيون للإثناعشرية .. ولأول مرة في التاريخ .. بأن ينشروا أفكارهم ، ويروّجوا لها .
أي إنهم خسروا الدين .. في سبيل الفوز بالسياسة !!
--------------------------------------------------------------------
وهكذا في زمن البويهيين .. برز الإثناعشرية الى السطح .. وجمعوا رواياتهم في كتب أربعة رئيسية علنية ..
ثم رأوا أنفسهم حينها أنهم مجرد جزيرة وسط بحر من السنة .. فاضطروا الى لبس قناع التقية .. وتبرأوا من بعض مبادئهم .. منها الإيمان بتحريف القرآن الذي قد يُخرجهم من الملة .. إضافة الى إضطرارهم للتمسك بهذا المصحف الذي بين أيدينا .. بعد أن تخلوا عن لعبة (سفير المعصوم) ..

ولهذا ترى علماءهم في ذلك الوقت .. مثل شيخ طائفتهم أبو جعفر الطوسي .. وإبن بابويه القمي الملقب عندهم بالصدوق .. وشيخهم المفيد .. يرفضون فكرة تحريف القرآن علناً .. رغم إنك ترى بعض التلميحات بالتحريف في بعض كتبهم ! هم كالثعلب ، أو أشد منه روغاناً !!
---------------------------------------------------------------------
بصراحة المرء يتعجب من قدرتهم الهائلة على الكذب والإحتيال !
مثلاً : شيخهم (الصدوق) يقول :- " إعتقادنا أن القرآن الذي أنزله الله تعالى على نبيه محمد صلى الله عليه وآله هو ما بين الدفتين ، وهو ما في أيدي الناس ، ليس بأكثر من ذلك ،، ومن نسب إلينا أنا نقول إنه أكثر من ذلك فهو كاذب " (الاعتقادات في دين الإمامية للصدوق ص84) ..
ثم يقول في كتاب آخر :- " إن سورة الأحزاب فضحت نساء قريش من العرب ، وكانت أطول من سورة البقرة ، ولكن نقصوها وحرفوها " ( ثواب الأعمال للصدوق ص 110 ) .. وفي كتاب آخر له :- (( ثم دنا (فتدانا !) فكان قاب قوسين أو أدنى )) ( علل الشرائع للصدوق 1/277 ) .. (( قل ما عند الله خير من اللهو والتجارة (للذين اتقوا !) والله خير الرازقين )) ( عيون أخبار الرضا للصدوق 1/196 ) ..
-------------------------------------------------------------------------
وكذلك شيخ طائفتهم أبو جعفر الطوسي .. حيث قال عن القرآن :- " الزيادة فيه مجمع على بطلانها ، والنقصان منه ، فالظاهر أيضاً من مذهب المسلمين خلافه ، وهو الأليق بالصحيح من مذهبنا " (التبيان للطوسي ص3) ..
ولكنه في كتاب آخر يروي عن أحد الشيعة أن الإمام الرضا (ع) بعث إليه بمصحف ، ففتحه فوقعت عيناه على سورة (( لم يكن )) فإذا هي أطول وأكثر مما يقرأها الناس (إختيار معرفة الرجال للطوسي (رجال الكشي) 2/853 ) .. ويروي أيضاً " أنزل الله في القرآن سبعة بأسمائهم ، فمحت قريش ستة ، وتركوا أبا لهب " ( نفس المصدر 2/577 ) ..
---------------------------------------------------------------
أما شيخهم المفيد .. فقد أجاب عن السؤال حول القرآن بهذا الكلام :-
" لا شك أن الذي بين الدفتين من القرآن جميعه كلام الله تعالى وتنزيله ، وليس فيه شئ من كلام البشر (يقصد لا يوجد فيه زيادة) ، وهو جمهور المنزل (أي ليس كله) . والباقي مما أنزله الله تعالى عند المستحفظ للشريعة ، المستودع للأحكام (يقصد المهدي) ، لم يضع منه شئ . وإن كان الذي جمع ما بين الدفتين الآن (يقصد الصحابة) لم يجعله في جملة ما جمع لأسباب دعته إلى ذلك ، منها : قصوره عن معرفة بعضه . ومنها : شكه فيه وعدم تيقنه . ومنها : ما تعمد إخراجه منه . " (المسائل السروية للمفيد ص78) ..
------------------------------------------------------------------------
أظنكم لاحظتم حجم الكذب والخداع والمراوغة في كلامهم !
هل هؤلاء علماء أمناء على الدين ؟
أم شياطين تنظيم سياسي خبيث ؟

----------------------------------------------------------------
وهناك أمر آخر دفعهم إلى إعادة الإعتبار للمصحف الذي بين أيدينا ..
وهو إنهم أثناء جمعهم لرواياتهم وتدوينها .. لاحظوا إنها مختلفة ومتعارضة ومتناقضة .. كما لاحظوا فيها أحاديث واضحة الضعف والكذب والتزوير !! وبالتالي هي ليست مصدراً قوياً للتشريع ، يمكن أن يكون بديلاً عن القرآن !
أضف إلى أنهم ألغوا منصب (سفير المهدي) .. فلا يستطيعون أن يطلبوا منه مساعدتهم في تصحيح الأحاديث !! فوقعوا في مشكل فقهي حقيقي .. وهذا مصير كل كذاب !
وقد أشاروا الى ذلك في كتبهم ..
فبعد أن جمع شيخهم وثقتهم الكليني الروايات في كتابه الشهير/ الكافي .. إعترف بأنه ذهل من شدة التعارض والتناقض في تلك الروايات .. كما إعترف بأنه لم يستطع حل هذه المعضلة بطرقهم .. مثل الإجماع أو مطابقة الحديث بالقرآن أو مخالفة العامة (السنة) .. فقال :-
“ فاعلم يا أخي أرشدك الله أنه لا يسع أحداً " تمييز شئ مما اختلف الرواية فيه عن العلماء عليهم السلام برأيه ، إلا على ما أطلقه العالم بقوله عليه السلام : " اعرضوها على كتاب الله فما وافى كتاب الله عز وجل فخذوه ، وما خالف كتاب الله فردوه " و قوله عليه السلام : " دعوا ما وافق القوم فإن الرشد في خلافهم " وقوله عليه السلام " خذوا بالمجمع عليه ، فإن المجمع عليه لا ريب فيه " ونحن لا نعرف من جميع ذلك إلا أقله ، ولا نجد شيئاً أحوط ولا أوسع من رد علم ذلك كله إلى العالِم (الإمام) عليه السلام وقبول ما وسع من الأمر فيه بقوله عليه السلام : " بأيما أخذتم من باب التسليم وسعكم " (الكافي للكليني 1/ 8) ..
كأنه يقول لإخوانه الإثناعشرية : إنتظروا المهدي حتى يحل لكم هذا الإشكال !!!
---------------------------------------------------------------------------------
وجاء بعده بنحو قرن ونصف .. شيخ طائفتهم بلا منازع .. أبو جعفر الطوسي .. الذي قرر أن يُهذّب المذهب .. فأصيب أيضاً بالذهول من (اللخبطة) الموجودة في رواياتهم !
فقال في مقدمة كتابه (تهذيب الأحكام) :-
" أحاديث أصحابنا ،، وقع فيها من الإختلاف ، والتباين ، والمنافاة ، والتضاد ، حتى لا يكاد يتفق خبر ، إلا وبإزائه ما يُضاده ، ولا يسلم حديث ، إلا وفي مقابله ما ينافيه " ( التهذيب للطوسي 1/ 1) .
وقال في كتاب آخر :-
" فإني وجدتُها (الطائفة الإثناعشرية ) مختلفة المذاهب في الأحكام ،، وغير ذلك في سائر أبواب الفقه ، حتى إن باباً منه لا يسلم إلا وقد وجدتُ العلماء من الطائفة مختلفة في مسائل منه أو مسألة متفاوتة الفتاوى ... حتى إنك لو تأملتَ إختلافهم في هذه الأحكام وجدتَه يزيد على إختلاف أبي حنيفة والشافعي ومالك " ( عدة الأصول للطوسي (ط.ق.) 1/ 354 وما بعدها) .
وإعترف بأن القرائن التي تدل على الصحة غير موجودة في جميع المسائل ، فقال :-
" القرائن التي تقترن بالخبر وتدل على صحته أشياء مخصوصة ، من الكتاب والسنة ، والاجماع ، والتواتر . ونحن نعلم أنه ليس في جميع المسائل التي استعملوا (علماء الإثناعشرية) فيها أخبار الآحاد ذلك ، لأنها أكثر من أن تحصى موجودة في كتبهم وتصانيفهم وفتاواهم ، لأنه ليس في جميعها يمكن الإستدلال بالقرآن ، لعدم ذكر ذلك في صريحه وفحواه ، أو دليله ومعناه ، ولا في السنة المتواترة لعدم ذلك في أكثر الاحكام ، بل لوجودها في مسائل معدودة ، ولا في الاجماع لوجود الاختلاف في ذلك . فعلم أن إدعاء القرائن في جميع هذه المسائل دعوى محالة " ( عدة الأصول للطوسي 1/ 135 ) ..

كما إعترف بأن الكثير من مؤلفيهم فاسدون !! فقال :-
" إن كثيراً من مصنفي أصحابنا وأصحاب الأصول ينتحلون المذاهب الفاسدة (!!) " ( الفهرست للطوسي ص 32 ) .
----------------------------------------------------------------------
وهكذا نرى إن الجيل الأول من علمائهم .. وهم الذين أسسوا المذهب في العهد البويهي .. إعترفوا بأن أحاديثهم قد إختلط فيها الحابل بالنابل .. وبالتالي كان أغلبهم ميالين الى التمسك بالقرآن ونفي تحريفه ..
-------------------------------------------------------------------
لكن من مساوئ تسلط الشيعة وصعود نجمهم .. أنهم يُجاهرون بشعائرهم وطعنهم بالصحابة وأمهات المؤمنين .. وهذا ما أدى الى إندلاع أولى المعارك الطائفية في بغداد بين السنة والشيعة (راجع تاريخ إبن الأثير / أحداث سنوات : 352 ، 353 ، 357 ، 359 ، 406 ، 441 )
---------------------------------------------------------------------------
عام 352 هجرية : الكامل في التاريخ - ابن الأثير - ج 8 - ص 549 :-
في هذه السنة عاشر المحرم أمر معز الدولة الناس أن يغلقوا دكاكينهم ويبطلوا الأسواق والبيع والشراء ، وأن يظهروا النياحة ويلبسوا قبابا عملوها بالمسوح ، وأن يخرج النساء منشرات الشعور مسودات الوجوه قد شققن ثيابهن ، يدرن في البلد بالنوائح ، ويلطمن وجوههن على الحسين بن علي رضي الله عنهما . ففعل الناس ذلك . ولم يكن للسنية قدرة على المنع منه ، لكثرة الشيعة ، ولأن السلطان معهم .
--------------------------------------------------------------------------------
عام 353 : إندلاع حرب طائفية : الكامل في التاريخ - ابن الأثير - ج 8 - ص 558 :-
في هذه السنة عاشر المحرم أغلقت الأسواق ببغداد يوم عاشوراء ، وفعل الناس ما تقدم ذكره . فثارت فتنة عظيمة بين الشيعة والسنية ، جرح فيها كثير ، ونهبت الأموال .
------------------------------------------------------------------------------------------
عام 357 : الكامل في التاريخ - ابن الأثير - ج 8 - ص 589 :-
وفيها عمل أهل بغداد يوم عاشوراء وغدير خم كما جرت به عادتهم من إظهار الحزن يوم عاشوراء والسرور يوم الغدير.
---------------------------------------------------------------------------
عام 359 : رد فعل السنة : الكامل في التاريخ - ابن الأثير - ج 9 - ص 155 :-
وفيها عمل أهل باب البصرة (السنة) يوم لسادس والعشرين من ذي الحجة زينة عظيمة وفرحا كثيرا وكذلك عملوا ثامن عشر المحرم مثل ما يعمل الشيعة في عاشوراء .. وسبب ذلك أن الشيعة بالكرخ كانوا ينصبون القباب وتعلق الثياب للزينة اليوم الثامن عشر من ذي الحجة وهو يوم الغدير ، وكانوا يعملون يوم عاشوراء من المأتم والنوح وإظهار الحزن ما هو مشهور .. فعمل أهل باب البصرة (السنة) في مقابل ذلك بعد يوم الغدير بثمانية أيام مثلهم ، وقالوا هو يوم دخل النبي صلى الله عليه وسلم ، وأبو بكر رضي الله عنه الغار .. وعملوا بعد عاشورا بثمانية أيام مثل ما يعملون يوم عاشوراء ، وقالوا هو يوم قتل مصعب بن الزبير .
---------------------------------------------------------------
عام 406 : فتنة طائفية ثانية : الكامل في التاريخ - ابن الأثير - ج 9 - ص 263 :-
وفيها وقعت فتنة ببغداد بين أهل الكرخ وبين أهل باب الشعير ، ونهبوا القلائين . فأنكر فخر الملك على أهل الكرخ (الشيعة) ، ومُنِعوا من النوح يوم عاشوراء ، ومن تعليق المسوح .
--------------------------------------------------------
عام 441 : جدار الفصل الطائفي : الكامل في التاريخ - ابن الأثير - ج 9 - ص 561 :-
وفيها مُنِع أهل الكرخ (الشيعة) من النوح وفعل ما جرت عادتهم بفعله يوم عاشوراء ، فلم يقبلوا ، وفعلوا ذلك .. فجرى بينهم وبين السنية (فتنة) عظيمة ، قتل فيها وجرح كثير من الناس ، ولم ينفصل الشر بينهم حتى عبر الأتراك وضربوا خيامهم عندهم ، فكفوا حينئذ .. ثم شرع أهل الكرخ (الشيعة) في بناء سور على الكرخ ، فلما رآهم السنية من القلائين ومن يجري مجراهم شرعوا في بناء سور على سوق القلائين . وأخرج الطائفتين في العمارة مالا جليلا ..وجرت بينهما فتن كثيرة ، وبطلت الأسواق ، وزاد الشر ، حتى انتقل كثير من الجانب الغربي إلى الجانب الشرقي فأقاموا به (تهجير!) . وتقدم الخليفة إلى أبي محمد بن النسوي (قائد عسكري) بالعبور ، وإصلاح الحال وكف الشر . فسمع أهل الجانب الغربي ذلك (فخافوا) .. فاجتمع السنية والشيعة على المنع منه ، وأذنوا في القلائين وغيرها (مناطق السنة) بحي على خير العمل ، وأذنوا في الكرخ (مناطق الشيعة) الصلاة خير من النوم ، وأظهروا الترحم على الصحابة ، فبطل عبوره .

-------------------------------------------------------------------
ثم إنهارت الدولة البويهية في منتصف القرن الخامس الهجري .. وإنهارت معهم قوة الإثناعشرية .. بعد أن ظهرت عورتهم أمام الناس .. بسبب إنتشار كتبهم بين الناس ..
فواجهوا مناظرات عنيفة مع علماء الأمة .. وكان أشد السهام ضدهم .. هو كلامهم في تحريف القرآن .. وتكفيرهم لمن خالفهم .. وعدم إعتنائهم بتصحيح رواياتهم ..
----------------------------------------------------------------
فإنبرى أحد علمائهم .. هو إبن المطهر الحلي .. لتصحيح رواياتهم .. ووضع كتابين في هذا الصدد .. هما : (الدر والمرجان) و (النهج الوضاح) ..
ولكن يبدو إن هذين الكتابين لم يعجبا باقي شيوخ وأحبار طائفتهم .. فأزالوها من المكتبة الشيعية تماماَ !!
------------------------------------------------------------
بعدها جاء تلميذه الشيخ حسن صاحب المعالم .. فوضع كتاب/ منتقى الجمان .. ولكن فيه أمران:-
- لم يستطع تصحيح سوى عشرة بالمائة فقط من أحاديثهم ورواياتهم !
- تحاشى الخوض في روايات العقائد و أصول الدين .. من ضمنها الإمامة والعصمة والتسلسل الإثناعشري للأئمة .. إذ يبدو إنه لم يجد فيها حديثاً واحداً يستحق الذكر !!
----------------------------------------------------------------
ولكنهم في زمن دولتهم الصفوية .. التي ظهرت في القرن العاشر الهجري .. شعروا ببعض القوة والزهو .. فخلعوا برقع التقية .. وجاهروا بعقيدتهم .. ومنها : تكفير المخالفين ، والإعلان عن تحريف القرآن .. وتجد هذا واضحاً في كتب علمائهم في تلك الفترة .. مثل المجلسي والحر العاملي والنوري الطبرسي (الذي وضع كتاباً بعنوان : فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب رب الأرباب) ونعمة الله الجزائري والمحقق البحراني وغيرهم .. بل يكاد يكون إجماعهم على ذلك .. إذ لم أجد في كتاب لأحد علمائهم في تلك الحقبة لا يُجاهر بتحريف القرآن !
يقول شيخهم الكاشاني :-
" المستفاد من مجموع هذه الأخبار وغيرها من الروايات من طريق أهل البيت (ع) أن القرآن الذي بين أظهرنا ليس بتمامه كما أنزل الله ، ومنه ما هو مغير ومحرف ، وأنه قد حذف عنه أشياء كثيرة ، منها إسم علي (ع) في كثير من المواضع ، ومنها غير ذلك ، وأنه ليس أيضاً على الترتيب المرضي عند الله وعند رسوله " ( راجع تفسير الصافي للكاشاني 1/ 52 وما بعدها ) .
ويقول شيخهم المازندراني :-
" إسقاط بعض القرآن وتحريفه ثبت من طرقنا بالتواتر معنى ، كما يظهر لمن تأمل في كتب الأحاديث من أولها إلى آخرها " ( شرح أصول الكافي للمازندراني 11/ 87 – 88 )
ويقول شيخهم الجزائري :-
" وهذا الذي جرى على الإنجيل قد جرى مثله على القرآن حذو النعل بالنعل ، وذلك أن القرآن الأول الذي جمع فيه جميع سور القرآن وآياته ما كان إلا القرآن الذي كتبه أمير المؤمنين (ع) ،، وجمعوا منها ما يوافق قرآن عثمان هذا الجاري بين الناس وأحرقوا ما عداه ، فوقع فيه من التحريف والزيادة والنقصان ما لا يحتاج إلى البيان " (نور البراهين لنعمة الله الجزائري ج2 شرح ص 453 – 461 )
ويقول شيخهم الحر العاملي :-
" الخائنين (يقصد الصحابة) الذين خانوا الله ورسوله وخانوا أماناتهم ، إنهم أئتمنوا على كتاب الله فحرفوه وبدلوه " ( وسائل الشيعة (آل البيت) للحر العاملي 27/151 ) ..

كذلك راجع/ بحار الأنوار للمجلسي الجزء 89 ، الصفحة 40 : باب ما جاء في كيفية جمع القرآن ، وما يدل على تغييره .. وكذلك صفحة 60 : باب التحريف في الآيات التي هي خلاف ما أنزل الله .. وكذلك صفحة 66 : باب تأليف القرآن وأنه على غير ما أنزل الله ..
----------------------------------------------------------------
ومن البديهي .. كلما قللوا من شأن قرآنهم .. إضطروا الى إعلاء شأن سنتهم (رواياتهم) .. فنادى بعضهم بإعتبار جميع رواياتهم صحيحة .. ورفضوا تصحيحها على أساس السند .. لأن ذلك سيطيح بمعظمها أو جميعها .. وهؤلاء يسمونهم : الإخباريين ..
منهم المحقق البحراني الذي قال :-
" والواجب إما الأخذ بهذه الأخبار ،، أو تحصيل دين غير هذا الدين " (رياض المسائل للطباطبائي 1/ 82 نقلاً عن لؤلؤة البحرين للبحراني) ..
والحر العاملي - مؤلف موسوعة: وسائل الشيعة يقول :-
" الاصطلاح الجديد (تقسيم الأحاديث وتصحيحها حسب أسانيدها) يستلزم تخطئة جميع الطائفة... يستلزم ضعف أكثر الأحاديث ... ويلزم بطلان الاجماع ... بل يستلزم ضعف الأحاديث كلها . " .. ( وسائل الشيعة (الإسلامية) للحر العاملي 20 / 101 – 104 ) .
------------------------------------------------------------------
ولم يكتفوا بذلك .. بل أهملوا المحاولات النادرة للتصحيح !
يقول شيخهم المعاصر مرتضى العسكري :-
" إن ما انتخبه العلامة (إبن المطهر) الحلي ،، وسماه " الدر والمرجان في الأحاديث الصحاح والحسان " ، وكذلك " النهج الوضاح في الأحاديث الصحاح " ،، وما إنتخبه الشيخ حسن ،، وسماه " منتقى الجمان في الأحاديث الصحاح والحسان " لم تتداول في الحوزات العلمية ، ولم يعتد بها العلماء ، وإنما اعتبروا عملهما إجتهاداً شخصياً (!!!) ... ولعل في العلماء بمدرسة أهل البيت من لم يسمع بأسماء كتبهم في صحاح الأحاديث وحسانها فضلاً عن التمسك بما ورد فيها من حديث بعنوان الصحيح والحسن " (معالم المدرستين لمرتضى العسكري 3 / 280 – 281 ) .
---------------------------------------------------------------------
علماً إن شيخهم البحراني إعترف بأنهم ضائعون ، ولا يعلمون من دينهم على اليقين إلا قليل ! فقال :-
" غير خفي - على ذوي العقول من أهل الايمان وطالبي الحق من ذوي الأذهان - ما بلي به هذا الدين من أولئك المردة المعاندين بعد موت سيد المرسلين ، وغصب الخلافة من وصيه أمير المؤمنين ، وتواثب أولئك الكفرة عليه ، وقصدهم بأنواع الأذى والضرر إليه ، وتزايد الأمر شدة بعد موته صلوات الله عليه ، وما بلغ إليه حال الأئمة صلوات الله عليهم من الجلوس في زاوية التقية ، والإغضاء على كل محنة وبلية . وحث الشيعة على إستشعار شعار التقية ، والتدين بما عليه تلك الفرقة الغوية (يقصد السنة) ، حتى كوّرت شمس الدين النيرة ، وخسفت كواكبه المقمرة ، فلم يعلم من أحكام الدين على اليقين إلا القليل ، لامتزاج أخباره بأخبار التقية " ( الحدائق الناضرة للمحقق البحراني 1/ 4 ) .

-------------------------------------------------------------
لكنهم .. عندما ذهبت دولتهم الصفوية .. وجاء الشاه الإيراني العلماني .. إضطروا مرة أخرى الى حيلة الثعلب وقناع التقية .. ولهذا ترى جميع شيوخهم ومراجعهم في القرن العشرين الميلادي .. يدعون الى الوحدة الإسلامية والتقارب بين المذاهب .. ويُنكرون تحريف القرآن إنكاراً شديداً .. بل ينعتون من يؤمن بذلك بأقذع النعوت والصفات !!
فهذا حبرهم الأعظم في زمانه .. أبو القاسم الخوئي .. يقول :-
" حديث تحريف القرآن حديث خرافة وخيال ، لا يقول به إلا من ضعف عقله (يعني أبله) ، أو من لم يتأمل في أطرافه حق التأمل (يعني جاهل) ، أو من ألجأه إليه يحب القول به ، والحب يعمي ويصم (يعني خبيث ، يبتغي الفتنة) ، وأما العاقل المنصف المتدبر ، فلا يشك في بطلانه وخرافته " (البيان في تفسير القرآن للخوئي ص 259 ) ..

وفي نفس هذا المعنى قال محمد رضا المظفر .. عميد كلية الفقه في النجف بالعراق في زمانه .. ويلقبونه بالمجتهد المجدد (مقدمة كتاب/ عقائد الإمامية للمظفر) .. حيث يقول عن القرآن :- " لا يعتريه التبديل والتغيير والتحريف ، وهذا الذي بين أيدينا نتلوه هو نفس القرآن المنزل على النبي ، ومن إدعى فيه غير ذلك فهو مخترق أو مغالط أو مشتبه ، وكلهم على غير هدى " (عقائد الإمامية للمظفر ص 59 ) ..
------------------------------------------------------------------
ومن الأدلة على قوة خداعهم وشدة روغانهم .. أن سيدهم الخوئي .. وهو ينفي بشدة تحريف القرآن .. يقول ، وفي نفس الكتاب :- " إن كثرة الروايات ( التي تؤيد التحريف ) تورث القطع بصدور بعضها عن المعصومين (ع) ، ولا أقل من الإطمئنان بذلك ، وفيها ما روي بطريق معتبر ، فلا حاجة إلى التكلم في سند كل رواية بخصوصها " ( البيان في تفسير القرآن للخوئي ص 226 ) !!!!
أظن إن الثعلب مجرد تلميذ صغير عند الإثناعشرية !!
---------------------------------------------------------------
ومن البديهي أيضاً .. إنهم كلما رفعوا شأن قرآنهم .. قللوا من شأن سنتهم (رواياتهم) ..
فظهر فيهم (الأصوليون) الذين نادوا بتصحيح رواياتهم - في مقابل (الإخباريين) الذين رفضوا ذلك - ..
حتى قال أحد الأصوليين الإثناعشرية إن الحديث الصحيح عندهم نادر جداً .. كالشعرة البيضاء في البقرة السوداء !
فقال بصريح العبارة :-
" لعل (الحديث) الصحيح المعتبر المدرج في تلك الكتب (الكتب الأربعة الرئيسية عند الإثناعشرية) كالشعرة البيضاء في البقرة السوداء " (طرائف المقال للبروجردي 2/ 308 ) .
----------------------------------------------------------------
وقال آخر :-
" بل نعلم جزماً بوجود أخبار متعارضة في هذه الكتب ، ويستلزم ذلك القطع بعدم صدور أحد المتعارضين وكذبه " (تهذيب المقال في تنقيح كتاب رجال النجاشي - السيد محمد على الأبطحي - ج 1 - شرح ص 195 ) ..
-------------------------------------------------------------------
وقال إثناعشري آخر :-
" مناط الأحكام لا تخلو من شوب ، وريب ، وتردد ، لكثرة الإختلافات ، في تعارض الأدلة ، وتدافع الإمارات " ( درة نجفية لهاشم البحراني ص 61 ) .
-------------------------------------------------------------------------
وقال آخر :-
" قلة المتواترات في الكتب ، وإنقطاع القرائن (الدلائل) القطعية المحتفة بأخبار الآحاد بتقادم الزمان " ( المحكم في أصول الفقه لمحمد سعيد الحكيم 3/260 ) .
" الفتوى في فروع ليس فيها إلا خبر واحد لا يوجب العلم " ( نفس المصدر 3/268 ) .
" إن الإخباريين منهم (الإثناعشرية) لم يعولوا في أصول الدين وفروعه إلا على أخبار الآحاد ،والأصوليون منهم كأبي جعفر الطوسي عمل بها (بالآحاد).. بل عن المجلسي:- إن عمل أصحاب الأئمة (ع) بالخبر غير العلمي (الذي لا يوجب العلم) متواتر بالمعنى .. وعن المحقق (الحلي) في (كتابه) المعتبر أنه قال في مسألة خبر الواحد :- ... ما من مصنف (مؤلف كتاب فقهي) إلا وهو يعمل بالخبر المجروح (غير الصحيح) كما يعمل بخبر العدل (!!) " ( نفس المصدر 3/270 وما بعدها ) .
-------------------------------------------------------------------
ولعل أشهر الأصوليين هو حبرهم الأكبر .. أبو القاسم الخوئي .. حيث ألّف كتاباً ضخماً .. بعنوان/ معجم رجال الحديث .. لغرض دراسة أحوال رواتهم ..
وأجمل ما في الكتاب .. هو مقدمة الطبعة الأولى .. حيث أعلن فيه إن رواياتهم ليست قطعية (يقينية) .. ولا متواترة .. وطعن في الإخباريين .. وفنّد أدلتهم .. الواحدة تلو الأخرى ..
وجدير بكل من يريد البحث في هذا المجال .. أن يقرأ ما كتبه الخوئي في مقدمة كتابه .. فقد أخرس كل من يدّعي إن كتبهم ورواياتهم قطعية ومتواترة !!
وهذه مقتطفات مما ذكره :-
" كيف يمكن دعوى القطع (اليقين) بصدور رواية رواها واحد عن واحد ؟ " ( ص 22 ) .

" ( أصحاب الأئمة ) عاشوا في طور التقية ، ولم يتمكنوا من نشر الأحاديث علناً " ( ص 22 ، 23 ) .

" فالواصل إلى المحمدين الثلاثة (الذين كتبوا الكتب الأربعة) إنما وصل إليهم من طريق الآحاد " ( ص 24 ) .

" إن في رواة الكتب الأربعة (الأربعة الرئيسية عندهم : الكافي والفقيه والتهذيب والإستبصار) من هو معروف بالكذب والوضع " ( ص 22 )

" إن أرباب الأصول والكتب لم يكونوا كلهم ثقاتاً وعدولاً ، فيُحتمل فيهم الكذب ،، ويحتمل فيه السهو والإشتباه " ( ص 23 ) ؟

" لو سلمنا أن صاحب الكتاب أو الأصل لم يكذب أو يشتبه عليه الأمر ، فمن الممكن أن من روى عنه صاحب الكتاب قد كذب عليه في روايته ، أو أنه إشتبه عليه الأمر " ( ص 24 ) .

" وأما طرقه (يقصد شيخهم محمد بن بابويه القمي ، الملقب بالصدوق ) إلى أرباب الكتب فهي مجهولة عندنا ، ولا ندري أن أياً منها كان صحيحاً ، وأياً منها غير صحيح " (ص 25) .

" ومع ذلك كيف يمكن دعوى العلم بصدور جميع هذه الروايات من المعصومين (ع) " ( ص 25 ) .
" وعلى الجملة : إن دعوى القطع بصدور جميع روايات الكتب الأربعة من المعصومين عليهم السلام واضحة البطلان .. ويؤكد ذلك إن أرباب هذه الكتب بأنفسهم لم يكونوا يعتقدون ذلك " (ص 25) ..

-----------------------------------------------------------
ثم إنقلب الحال عندما جاء خميني ..
في البداية تعاملوا بحذر .. وبثوا بين أهل السنة بأنهم مسالمون ، يدعون الى الوحدة الاسلامية ، وينكرون تحريف القرآن ..
لكن اليوم .. وبعد أن سيطروا على مناطق كثيرة في الشرق الأوسط .. بمساعدة القوى العظمى من الشرق والغرب .. وجدوا أنفسهم أقوياء الى درجة لم يعودوا يحتاجون فيه الى التقية !!
فأعلنوها حرباً شعواء على أهل السنة .. وقتلوا وهجّروا .. داعين عياناً جهاراً الى هدفهم الرئيسي من هذا المذهب .. وهو الإستيلاء على الأرض وطرد أهل السنة منها ..
------------------------------------------------------------------
كما بدأوا بإظهار موقفهم الحقيقي من المصحف الموجود بين أيدينا .. فأعلنوا ما كانوا يُخفونه من قبل .. بأن هذا المصحف الموجود بين الدفتين اليوم .. يُحتمل فيه النقيصة .. ولا يستحيل حصول الزيادة فيه .. فجعلوه مثل التوراة والإنجيل .. وأصبح الإسلام .. بفضل الإثناعشرية .. مثل المسيحية واليهودية .. سواءاً بسواء .. ولا حول ولا قوة إلا بالله !
------------------------------------------------------------------
لكن واجه الإثناعشرية معضلة جديدة !
إذا كان القرآن محرّف ! وإذا كان إمامهم غائباً !
فعلى ماذا يعتمدون في دينهم ؟
لم يبق سوى تلك الروايات والأحاديث التي جمعوها ..
ولهذا نسمع اليوم من الشيعة الإثناعشرية .. عبارات تقلل من شأن القرآن وتتهمه بالتحريف .. وفي نفس الوقت (ومن باب التعويض) يزعمون إن رواياتهم صحيحة ومتواترة !!!
لكنهم لو قرأوا ما قاله علماؤهم حول تلك الروايات .. لخجلوا من أنفسهم .. ولعلموا إن دينهم .. في أفضل الأحوال .. ظني .. لا قطعي .. ولا متواتر .. ولهذا يتغيّر حسب ظروفهم السياسية ..






 
قديم 11-10-17, 09:45 PM   رقم المشاركة : 7
طالب علام
عضو ماسي







طالب علام غير متصل

طالب علام is on a distinguished road


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مسلم 70 مشاهدة المشاركة
   لا حرمنا الله منك ولا حرم الشيعة منك فإنك تنقذ مضللى عوام الشيعة من النار


بارك الله فيك .. وجزاك كل خير ..

هل تعلم إن (أئمتهم المعصومين !) نسوا أن يخبروهم ماذا يفعلون بالخمس في فترة الغيبة الكبرى ؟؟؟

&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&& &&&&&&

( تلاعب الاثناعشرية بالخمس )
مقدمة :- كل تنظيم سياسي يحتاج الى تمويل .. والتمويل إما أن يكون خارجياً (من خارج الدولة) أو داخلياً (تمويل ذاتي) ..
وقد إبتكر رؤساء التنظيم الإثناعشري .. طريقة شيطانية للتمويل الذاتي وإدامته .. وهو دفع المال المستحق للإمام المعصوم .. وهو الخمس !!
ولكن من يتتبع روايات الخمس في كتبهم .. يجد تناقضاً واضحاً !! تارة ينادون بوجوب دفعها .. وتارة يبيحون الخمس لشيعتهم !!
لماذا ؟
لأنهم تنظيم سياسي .. لا علاقة له بالدين وثوابته .. وبالتالي هم يغيّرون رواياتهم حسب ظروفهم السياسية ..
&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&
الخمس في زمن النبي عليه الصلاة والسلام ، والخلفاء الثلاثة (رض) :-
يتفق الجمهور على إن إبتداء فرض الخمس كان بقوله تعالى : * (واعلموا أنما غنمتم من شيء فإن لله خمسه وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل ..) * (الأنفال 41) .. وكانت الغنائم تقسم الى خمسة أقسام ، فيُعزل خمس منها يُصرف فيمن ذكر في الآية .. وكان خمس هذا الخمس لرسول الله صلى الله عليه وسلم .. واختلف فيمن يستحقه بعده .. فمذهب الشافعي أنه يصرف في المصالح .. وعنه يرد على الأصناف المذكورين في الآية .. وهو قول الحنفية مع إختلافهم فيهم .. (فتح الباري لإبن حجر 6/ 135) ..
وقيل إن سهم النبي يصرفه الخليفة من بعده لمن كان النبي صلى الله عليه وسلم يصرفه له ، وما بقي منه يُصرف في المصالح .. لقول أبي بكر : " لستُ تاركاً شيئاً كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعمل به إلا عملتُ به " .. وفي رواية : " وإني والله لا أغيّر شيئاً من صدقات رسول الله عن حالها التي كانت عليه في عهد رسول الله " (نفس المصدر 6/ 141) ..
----------------------------------------------------------------------------------
ملاحظة :-
من يطالع السيرة النبوية العطرة .. يجد إن رسول الله عليه الصلاة والسلام .. لم يكن يُحابي أهل بيته .. ولم يكن يختصهم برعاية أكثر من باقي المسلمين .. لا مادياً .. ولا سياسياً ..
من الناحية المادية .. ورغم كونه يستلم خمس الغنائم .. كان يعيش مع أهل بيته عيشة الكفاف !
فقد كان يمر الهلال والهلال .. ولا يوقد في بيته نار .. بل كان طعام أهله الماء والتمر ..
وعندما إشتكت إبنته فاطمة وأرادت خادماً .. لم يعطها ..
أما من الناحية السياسية .. فالمسألة أوضح .. إذ نادراً ما إستعان برجل من بني عبد المطلب في منصب إداري أو سياسي .. مثل عامل له على إحدى المدن أو القرى .. أو نائب له عندما يغيب عن العاصمة .. أو ممثل له أمام الملوك والرؤساء ، أو عند عقد المعاهدات والمواثيق ..
وبالذات .. علي بن أبي طالب !!
ففي أثناء الدعوة السرية .. لم يتخذ داراً من دور بني هاشم .. بل إختار دار الأرقم بن أبي الأرقم المخزومي .. ليكون مركزاً للدعوة .. ربما من باب التمويه .. أو إنه (عليه الصلاة والسلام) لم يشأ أن يعطي لأهله وعشيرته هذا الشرف ، لئلا يتفاخروا به على الناس لاحقاً .. أي ربما أراد أن يعلم الناس إن كل بطون قريش قد شاركت في هذه الدعوة المباركة !
وبعد بيعة العقبة الأولى .. لم يقل لأهل يثرب :- سوف أرسل لكم أخي ووصيي وخليفتي من بعدي علي بن أبي طالب !! بل أرسل مصعب بن عمير ..
وفي الحديبية .. طلب المشركون منه أن يرسل نائباً عنه في المفاوضات .. فلم يقل لهم : سوف أرسل لكم أخي ووصيي وخليفتي من بعدي علي بن أبي طالب !! بل أراد إرسال عمر بن الخطاب العدوي .. ثم أرسل عثمان بن عفان الأموي ..
وعندما أراد إرسال الرسائل الى ملوك الدول المجاورة .. لم يقل :- سوف أرسل إليهم أخي ووصيي وخليفتي من بعدي علي بن أبي طالب !! ولا هو ذكر علياً في رسائله !
وعندما كان يخرج للغزو .. لم يقل :- سوف أترك مكاني لأخي ونائبي وخليفتي !!
أما المرة الوحيدة التي ترك علياً مكانه .. في غزوة تبوك .. فقد حزن علي نفسه بسبب ذلك ..
لماذا ؟
لأنه لم يكن يرى نفسه نائباً سياسياً .. أو خليفة ..
بل جندياً مقاتلاً ..
فقال له رسول الله عليه الصلاة والسلام .. تطييباً لخاطره :- " أنت مني بمنزلة هارون من موسى ، إلا إنه لا نبي بعدي " .
----------------------------------------------------------------------------
الخلاصة :-
يظهر من السيرة .. إن رسول الله عليه الصلاة والسلام .. قد تعمّد تهميش (الدور السياسي والإقتصادي) لأهل بيته .. لعدة أسباب .. منها :-
- لئلا يُقال إنه فعل ما فعل لغرض دنيوي يورّثه لأهله من بعده ..
- لترسيخ فكرة (عدم تقديس البشر) عند المسلمين .. مهما كان نسبهم الشريف ..
- لأنه إختار الآخرة على الدنيا .. فلم يشأ أن تكون النبوة والمُلْك معاً في بيته ونسله ..
والله أعلم ..

---------------------------------------------------------------------------
فراسة إبن عمر :-
حدثنا الشعبي قال : كان ابن عمر قدم المدينة ، فأخبر أن الحسين قد توجه إلى العراق ، فلحقه على مسيرة ليلتين ، فقال : أين تريد ؟ قال : العراق ، ومعه طوامير وكتب ، فقال : لا تأتهم . قال : هذه كتبهم وبيعتهم . فقال : إن الله خير نبيه بين الدنيا والآخرة ، فاختار الآخرة ، وإنكم بضعة منه ، لا يليها أحد منكم أبدا ، وما صرفها الله عنكم إلا للذي هو خير لكم ، فارجعوا . فأبى ، فاعتنقه ابن عمر ، وقال : أستودعك الله من قتيل . زاد فيه الحسن بن عيينة : عن يحيى بن إسماعيل ، عن الشعبي : ناشده ، وقال : إن أهل العراق قوم مناكير ، قتلوا أباك ، وضربوا أخاك ، وفعلوا وفعلوا (سير أعلام النبلاء للذهبي 3/ 292 ، كذلك راجع مثله في تهذيب التهذيب لإبن حجر 2/ 307 ، والبداية والنهاية لإبن كثير 6/ 259 ) ..
--------------------------------------------------------------------------------
(( أنت مني بمنزلة هارون من موسى ، إلا أنه لا نبي بعدي ))
أولاً :- هذا الحديث يعني أن علياً له نفس منازل هارون أيام موسى ، إلا النبوة ..
فكانت له منزلة كبيرة في الدعوة والتبليغ والخطابة والجهاد ..
أما في أمور السياسة وإدارة دفة الحكم .. فله منزلة صغيرة هامشية ..
إن هارون لم يستلم القيادة السياسية قط .. لا في زمن موسى .. ولا بعده .. اللهم إلا أربعين ليلة .. لم يستطع فيها السيطرة على الشعب !
وكذلك حصل مع علي تماماً .. مصداقاً للحديث النبوي .. فلم يُخلف علي النبي (عليه الصلاة والسلام) سوى لأيام معدودات أثناء غزوة تبوك .. ثم بعد وفاة النبي إستلم الخلافة بعد إستشهاد عثمان .. لبضع سنين فقط .. لم يستطع فيها أن يسيطر على الشعب !!
ثانياً : لقد حزن علي وبكى عندما خلّفه رسول الله في غزوة تبوك .. وهذا يدل على أن علياً نفسه لم يكن يرى نفسه خليفة أو حاكماً .. وإنما إقتصر ذهنه على القتال والجهاد فقط .. مما يدل إلى أنه لم يسمع من رسول الله أي تصريح أو تلميح بالخلافة .. فتأمل ..
ثالثاً : كما إن موسى خلفه صاحبه ورفيقه في السفر .. يوشع بن نون .. فكذلك رسول الله عليه الصلاة والسلام .. خلفه صاحبه ورفيقه في الهجرة .. أبو بكر الصديق .. ولله الأمر من قبل ومن بعد ..
النتيجة :- إن مطابقة علي بهارون تؤدي إلى نتيجة .. مفادها أن كليهما .. خُلقا للدين .. لا للسياسة !! والله أعلم ..

&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&
الخمس في زمن علي بن أبي طالب (رض) :-
سار في الخمس على سيرة الخلفاء قبله .. ولم يغيّر فيه شيئاً .. فقد قال لقضاته وعماله : " أقضوا كما كنتم تقضون " ( الخلاف للطوسي 4/77 ، الفصول المختارة للمفيد ص 78 ) .
فهذا يدل على موافقته على عموم القوانين التي سنّها الخلفاء الذين سبقوه .
وهذا متوقع لأن تلك القوانين شُرّعت أمام ناظره وفي حضرته ، بل إنه شارك في إعداد أكثرها ، وغالباً كانوا لا يفعلون شيئاً دون أخذ إستشارته .
لكن الإثناعشرية يبررون ذلك من باب التقية ! فيزعمون أنه لم يستطع في خلافته أن ينفذ ما يريد ، فلم يغيّر قوانين عمر وعثمان ، لأنه كان خائفاً من إعتراض الناس وتمردهم عليه إذا فعل ذلك ، ولهذا قال :- " اقضوا كما كنتم تقضون " (كشف الغمة للإربلي (لإثناعشري) 1/ 134 ) .
لكن هذا عذر أقبح من ذنب !! لأن الرجل الضعيف مسلوب الإرادة لا يستحق القيادة ، فكيف نقول أنه كان إمام ذلك الزمان ؟؟!!
وهل يجوز للفقيه أن يستمر على فعل (الحرام) خوفاً على نفسه ؟
في هذه الحالة ، هو لا يستحق العمامة التي يلبسها على رأسه ! أليس كذلك ؟
----------------------------------------------------------------------------------
ولم يكتف علي (رض) بذلك .. بل أنقص الرواتب العالية التي كان أهل البيت يتقاضونها في عهد عمر وعثمان !
حتى أصاب بعضهم العوز ، مثل أخيه عقيل بن أبي طالب ، فتركه وذهب إلى معاوية الذي أعطاه كذا ألف درهم (البحار للمجلسي 42/ 114) .
وكم مرة نصحه شيعته أن يبذل المال لإستمالة الناس ، بدلاً من ذهابهم إلى معاوية ، فرفض (ع) رفضاً شديداً ( البحار للمجلسي 34/ 164 ، الكافي للكليني 4/ 31 ) .
&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&
في زمن الحسن ، والحسين ، وعلي السجاد زين العابدين (رض) :-
لم نجد شيئاً يّذكر في زمانهم عن الخمس .. لعدة أسباب ، منها :-
كانت الدولة الأموية في عزها وقوتها .. وكانت دولة مركزية تراقب كل شاردة وواردة .. لذلك يصعب على الشيعة جمع وتدوير الأموال بحجة الخمس ، دون أن تكتشفهم السلطة ..
إضافة الى إن أهل البيت كان يصلهم العطاء المجزي من الخليفة الأموي .. فبأي ذريعة وبأي مظلومية يقوم الشيعة بجمع الخمس لهم ؟؟
وبالذات السجاد زين العابدين (رض) .. فقد كان قد بايع يزيد بن معاوية .. وبايع الخلفاء من بعده .. ولم يثر ضدهم ، ولم يخلع بيعتهم أبداً .. لذلك نجده محبوباً عند بني أمية ، ومشمولاً برعايتهم ..
لذلك نرى إنه عندما إقتحم جيش يزيد المدينة المنورة في واقعة الحرة ، لم يأمن سوى رجل واحد ، هو زين العابدين ، وبأمر من يزيد . إذ قال له أمير الجيش :- " وصاني أمير المؤمنين (يزيد) ببِرّك وتمييزك من غيرك " ( كشف الغمة للإربلي (إثناعشري) 2/300 ) .
ولما تولى عبد الملك بن مروان الخلافة ، كتب إلى الحجاج :-
" أما بعد ، فانظر دماء بني عبد المطلب فاحتقنها واجتنبها (تحاشاها) ، فإني رأيتُ آل أبي سفيان لما ولغوا فيها (سفكوها) لم يلبثوا (في الحكم) إلا قليلاً " ( كشف الغمة للإربلي (إثناعشري) 2/323 ) .
وكان السجاد مشغولاً بالعبادة ، وعندما كثرت الوشايات ضده وأراد عبد الملك بن مروان الأموي إحضاره إلى دمشق ، قيل له :- " يا أمير المؤمنين ، ليس علي بن الحسن حيث تظن ، إنه مشغول بربه " . فتراجع عبد الملك وقال :- " حبذا شغل مثله ، فنعم ما شُغِل به " ( كشف الغمة للإربلي 2/289 ) .
وكان السجاد يدعو لأهل الثغور ( وهم جنود الدولة الأموية المرابطين على الحدود ) ، فيقول :-
" اللهم صل على محمد وآله ، وحصّن ثغور المسلمين بعزتك ، وأيّد حماتها بقوتك ، وأسبغ عطاياهم ،، وكثّر عدتهم ، واشحذ أسلحتهم ، واحرس حوزتهم " ( الصحيفة السجادية ص142 ) .

وفي زمن الوليد بن عبد الملك ، حدثت منازعة بين السجاد زين العابدين وعمه محمد بن الحنفية حول صدقات العلويين ، فحكم الوليد لزين العابدين ضد عمه ( البحار للمجلسي 43/75 ) .
-----------------------------------------------------------------------------------
حقيقة العلاقة بين الأمويين وأهل البيت :-
تمت كتابة التاريخ الإسلامي في عهد العباسيين وبإشرافهم وتأثيرهم . إضافة إلى أن معظم الذين كتبوا في التاريخ آنذاك هم إما شيعة (اليعقوبي والمسعودي والثقفي وإبن رستم الطبري) ، أو نقلوا عن رواة شيعة (أبو مخنف وإبن السائب الكلبي والواقدي) (راجع / أصل الشيعة وأصولها لكاشف الغطاء (إثناعشري) ص 154 ) .
لذلك نجد مبالغة في تصوير العداء بين الأمويين وأهل البيت ، معتمدين على ثلاثة أحداث متفرقة ، هي : ما جرى بين علي ومعاوية ، وبين الحسين ويزيد ، وبين زيد بن علي وهشام بن عبد الملك ، متناسين فترات الوفاق والوئام بين الطرفين في باقي الفترة التي دامت حوالي 130 سنة ، وهي فترة الحكم الأموي .
فأبو سفيان كان أول (ثائر شيعي) ! أراد مبايعة علي (رض) بدلاً من أبي بكر ، وإمداده بالمال والسلاح لو إقتضى الأمر ، لكن علياً رفض (بحار الأنوار للمجلسي (إثناعشري) 28/ 328 ) .
وعندما حوصر الخليفة عثمان الأموي (رض) أرسل علي ولديه الحسن والحسين لحمايته (مروج الذهب للمسعودي (شيعي) 1/ 484 ) .
وحتى أثناء معركة صفين ، لم ينتقص معاوية من مكانة علي وأحقيته بالخلافة ، ولكن طالبه بالإقتصاص من قتلة عثمان (الغدير للأميني (إثناعشري) 9/ 157 ) .
-------------------------------------------------------------------
ثم إن تنازل الحسن عن الخلافة لمعاوية فيه شيء من التزكية لمعاوية ، لأن أهل بيت النبوة لا يسلّمون رقاب المسلمين إلى رجل سوء !! أظن أن هذا منطقي .
وكانت علاقة الخليفة معاوية مع أهل البيت جميعاً جيدة ، وكان يستقبل - بكل حفاوة وتكريم – الحسن ، والحسين ، ومحمد بن الحنفية ، وعقيل بن أبي طالب ، وعبد الله بن عباس ، وعبدالله بن جعفر بن أبي طالب الذي سمى أحد أولاده معاوية !
وعندما إستشهد الحسين (رض) بسبب غدر أهل الكوفة ، أبدى يزيد حزنه ، وقال إنه لم يأمر بقتله ، وأعاد نساء أهل البيت معززات مكرمات إلى الحجاز .
أما في زمن عمر بن عبد العزيز الأموي ، فكانت علاقته بأهل البيت ممتازة (بحار الأنوار للمجلسي (إثناعشري) 46/ 327 ) .
ولم تتعكر صفوة العلاقة بعد ذلك ، إلا عندما ثار زيد بن علي ضد هشام بن عبد الملك الأموي . وكان لأهل الكوفة وتشجيعهم ثم غدرهم – كما حصل مع الحسين – دور مهم في إثارة هذه المشكلة (مقاتل الطالبيين للأصفهاني (شيعي) ص 91 ) .
هذا ما وجدناه في كتب التاريخ (العباسية) ، وفي كتب الشيعة أيضاً كما لاحظتم من المصادر .
وما خفي كان أعظم ! فقد أمر الخليفة المأمون العباسي منادياً يقول : " برئت الذمة من كل من يذكر معاوية بخير أو يفضله على الصحابة ، ومن ذكره بخير أبيح ماله ودمه " (أعيان الشيعة للأمين (إثناعشري) 2/ 16 ، موسوعة المصطفى للشاكري 12/ 287 ، وراجع/ تاريخ الطبري 7/ 187 ، الكامل لإبن الأثير 6/ 406 ، تاريخ الإسلام للذهبي 15/ 5 ) .
تخيلوا في ظل هذا الإرهاب الفكري ضد الأمويين تمت كتابة معظم كتب التاريخ الأولى !
--------------------------------------------------------------------------------
وهكذا نرى إن العلاقة آنذاك .. لم تكن على أساس طائفي أو مذهبي .. ولا على أساس عشائري (بنو فلان ضد بني فلان) .. وإنما العلاقة تدور حول كرسي السلطة ..
فكل من بايع الخليفة ، ولم يثر ضده .. هو مواطن جيد مشمول برعاية الخليفة وحمايته .. بغض النظر عن نسبه أو مذهبه ..
وأما من خلع البيعة وثار ضد الخليفة .. فإن الخليفة يرد عليه بأقسى ما يمكن .. حتى لو كان أخاه أو إبنه ! والأمثلة في التاريخ كثيرة ..
&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&
في زمن محمد الباقر ( أبو جعفر الأول ) (رض) :-
في عهده ظهرت الروايات الشيعية بخصوص الخمس .. منسوبة إليه زوراً وبهتاناً .. لكنها مختلفة ومتعارضة .. بسبب تقلبات الوضع السياسي آنذاك ..
فقد ساد في ذلك الوقت جو من الهدوء والتسامح .. خصوصاً في خلافة عمر بن العزيز ..
والشيعة يستغلون هذا التسامح والطيبة من قبل أهل السنة .. بطريقة عجيبة !
فكلما تساهل أهل السنة معهم .. كلما زاد طغيان الشيعة .. وتجرأوا على الثورة والتمرد ..
وكلما ضغط أهل السنة عليهم وتعاملوا معهم بقسوة وحزم .. كلما خنع الشيعة وهدأوا .. وإستخدموا التقية .. وتنادوا بوحدة الوطن والأخوة في الدين والمظلومية !!
وهذا ما تجده في تاريخ الشيعة من البداية ..
إذ ، ما الذي جعل إبن سبأ ينجح في مؤامرته .. لولا تساهل الخليفة عثمان (رض) وطيبته المفرطة ؟؟؟
-------------------------------------------------------------------------
ويمكننا تقسيم روايات الشيعة حول الخمس .. والمروية عن محمد الباقر .. الى 3 أقسام :-
القسم الأول : روايات غامضة فيها تقية واضحة .. حيث تشير الى إن الخمس هو من حق الإمام .. دون توضيح من هو (الإمام) !
ويبدو إنهم أشاعوا هذه الروايات .. في بداية ترويجهم لأفكارهم .. مع الحذر الشديد .. فإذا إعترض عليهم أحد .. قالوا : إنما نقصد الخليفة !! مثال :-
" فهذا (يقصد الفيء والأنفال) لله وللرسول ، فما كان لله فهو لرسوله يضعه حيث شاء . وهو للإمام من بعد الرسول صلى الله عليه وآله " ( البحار للمجلسي 93/ 209 ) ..
" يسألونك عن الأنفال " قال : ما كان للملوك فهو للإمام " ( نفس المصدر 93/ 211 ) ..
-------------------------------------------------------------
القسم الثاني من الروايات :-
فيه إشارة واضحة الى إن الخمس من حق محمد الباقر ، لكنه حلال على الشيعة !
ويبدو إن هذه الروايات إحتاجها الشيعة الإثناعشرية .. في بداية زمن (تساهل السنة معهم) .. فكانوا بحاجة الى كسب الرجال .. لا المال ! فأخرجوا روايات تزعم إن الإمام قد أباح الخمس لكل من يصبح شيعياً ! مثال :-
" فما كان للرسول فهو لنا وشيعتنا ، حللناه لهم ، وطيبناه لهم ، يا أبا حمزة ، والله لا يضرب على شئ من الأشياء في شرق الأرض ولا غربها إلا كان حراما سحتا على من نال منه شيئا ، ما خلانا وشيعتنا ، فإنا طيبناه لكم وجعلناه لكم ، والله يا أبا حمزة لقد غصبونا ومنعونا حقنا " ( البحار للمجلسي 93/ 212 ) ..
" هلك الناس في بطونهم وفروجهم ; لأنهم لم يردوا إلينا حقنا ، ألا وإن شيعتنا من ذلك وآباءهم في حل " .
و في كتاب لأبي جعفر عليه السلام : عن رجل يسأله أن يجعله في حل من مأكله ومشربه من الخمس ، فكتب بخطه عليه السلام : " من أعوزه شئ من حقي فهو في حل " .
وعنه أيضاً : " إن لنا الخمس في كتاب الله ، ولنا الأنفال ، ولنا صفو المال ، وهما (يقصد أبا بكر وعمر) والله أول من ظلمنا حقنا - إلى أن قال في آخر دعائه - اللهم إنا قد أحللنا لشيعتنا " (راجع الثلاثة الأخيرة في/ غنائم الأيام للميرزا القمي 4/ 381) ..
----------------------------------------------------------
القسم الثالث من روايات الباقر في الخمس :-
هذه فبركوها عندما قوي ساعدهم قليلاً .. وزاد عددهم .. فأصبحوا يحتاجون الى المال أكثر من الرجال .. فأخبروا أتباعهم بأن الإمام المعصوم يأمرهم بوجوب دفع الخمس إليه .. مثال :-
" ما كان لله فهو لرسوله ، وما كان لرسوله فهو لنا " (البحار للمجلسي 93/ 191) ..
وقيل له : " ما أيسر ما يدخل به العبد النار ؟ " . قال : " من أكل من مال اليتيم درهماً ، ونحن اليتيم " ( غنائم الأيام للميرزا القمي 4/ 381 ) .
&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&
في زمن جعفر الصادق (أبي عبد الله) (رض) :-
عاصر فترة زوال الدولة الأموية وظهور الدولة العباسية .. فمن الطبيعي أن تختلف الروايات عنه مع تغيّر الأحوال السياسية .. فالتشيّع نظام سياسي بحت ، لا مذهب ديني له ثوابت ..
فعندما يحتاجون الى كسب الرجال .. يبيحون الخمس لشيعتهم !
وعندما يحتاجون للمال .. يأمرون شيعتهم بتسديد الخمس !! مثال :-
(روايات تحليل الخمس) " أتدري من أين دخل على الناس الزنا ؟ " فقلت : لا أدري ، فقال : " من قبل خمسنا أهل البيت إلا لشيعتنا الأطيبين ، فإنه محلل لهم ولميلادهم " ..
" إن أشد ما فيه الناس يوم القيامة أن يقوم صاحب الخمس فيقول يا رب خمسي ، وقد طيبنا ذلك لشيعتنا ; لتطيب ولادتهم ، ولتزكوا أولادهم "..
" الناس كلهم يعيشون في فضل مظلمتنا ، إلا أنا أحللنا شيعتنا من ذلك " ..
" أحللنا إذن لشيعتنا لتطيب ولادتهم ، وكل من والى آبائي فهو في حل مما في أيديهم من حقنا ، فليبلغ الشاهد الغائب " (راجع هذه الروايات في/ غنائم الأيام للميرزا القمي 4/ 382 ) ..
-------------------------------------------------------------------------------
(روايات وجوب دفع الخمس ، ولو من حرام !) :- " خذ مال الناصب حيث وجدت وابعث إلينا بالخمس " .. " خذ مال الناصب حيث وجدته وارفع إلينا الخمس " (البحار للمجلسي 93/ 194 ) ..
ولهذا قال حبرهم الخوئي :- " المال الذي اختلط بالحرام قطعاً يطهر بالتخميس " (مصباح الفقاهة للخوئي 1/ 764 ) ..
" إني لآخذ من أحدكم الدرهم ، وإني لمن أكثر أهل المدينة مالاً ، ما أريد بذلك إلا أن تطهروا " (البحار للمجلسي 93/ 186 ) ..
أقول : قارن بين تصوير الإثناعشرية لأهل البيت بأنهم رجال أغنياء يأخذون أموال الناس بإسم الدين .. وبين الصورة الحقيقية لأهل البيت والتي يرويها أهل السنة عن زهدهم وإيثار الناس بالمال ولو كان الآل بحاجة إليه ، كما ورد في كتب السنة إن فاطمة طلبت خادماً من أبيها (عليه الصلاة والسلام) فرفض !
هذا الأمر لوحده ينسف دين الشيعة الإثناعشرية ..
&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&
في زمن موسى الكاظم (رض) :-
عاصر الكاظم كل من الخليفة أبي جعفر المنصور وإبنه المهدي ثم الهادي ثم الرشيد .. وهي فترة تباينت فيها الظروف السياسية للشيعة ..
فمن فترة (القبضة الحديدة) لأبي جعفر المنصور بسبب ثورة محمد النفس الزكية الحسني .. الى فترة (التساهل والتشيًع الخفيف) لهارون الرشيد .. الى درجة إنه عيّن معلماً شيعياً لأولاده الأمين والمأمون .. ما أثار حفيظة البرامكة ، وخشوا من إتحاد العباسيين والعلويين .. فخططوا لمؤامرة تمزق هذا الإتحاد .. فحرضوا أولاد إسماعيل بن جعفر الصادق .. للوشاية بعمهم موسى الكاظم أمام الرشيد .. وأقسموا له إن عمهم يجمع المال والسلاح سراً ليستولي على كرسي الحكم .. فإنقلبت حالة المحبة والمؤاخاة بين الرشيد والكاظم الى عداوة .. إنتهت بسجن الكاظم وموته داخل السجن ( الإرشاد للمفيد 2/ 237 ) ..
علماً إن الكاظم كان يرفض إنحرافات الشيعة الروافض وبدعهم رفضاً شديداً ..
فقد أرسل إليه هارون الرشيد يستجوبه حول إشاعات قيلت حوله ، من جمع الأموال من شيعته ، وأنه الإمام والخليفة الحقيقي للمسلمين ، المنصوص عليه من الله ورسوله ، وأنه من لا يؤمن بذلك فهو كافر ، وإباحته للمتعة ، ولعن الصحابة ، وغيرها من مفاهيم الإثناعشرية . فأنكر الكاظم ذلك أمام هارون ، وأقسم بالله على ذلك ، فصدّقه الرشيد ( البحار للمجلسي 48 /121 ) .
ولنقرأ الرواية كما وردت بلسان موسى الكاظم نفسه :-
" دخلتُ عليه (على هارون الرشيد)، فسلمتُ، فلم يرد السلام، ورأيته مغضباً ، فرمى إلي بطومار (كتاب، تقرير أمني!) ، فقال : اقرأه.
فإذا فيه كلام ، قد علم الله عز وجل براءتي منه ، وفيه إن موسى بن جعفر يُجبى إليه خراج الآفاق من غلاة الشيعة ممن يقول بإمامته ، يدينون الله بذلك ، ويزعمون أنه فرض عليهم إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها (هذا هو مذهب الإثناعشرية اليوم) ، ويزعمون أنه من لم يذهب إليه بالعُشر (الأموال) ولم يصل بإمامتهم ، ولم يحج بإذنهم ، ويجاهد بأمرهم ، ويحمل الغنيمة إليهم ، ويفضّل الأئمة على جميع الخلق ، ويفرض طاعتهم مثل طاعة الله وطاعة رسوله ، فهو كافر حلال ماله ، ودمه (هذا بالضبط دين الإثناعشرية اليوم! ) . وفيه كلام شناعة ، مثل المتعة بلا شهود ، واستحلال الفروج بأمره ، ولو بدرهم (هذه عين المتعة عندهم اليوم) ، والبراءة من السلف (الصحابة) ، ويلعنون عليهم في صلاتهم (وهذا من أساسيات مذهبهم اليوم) " .
كل هذا تبرأ منه موسى الكاظم وأنكره أشد الإنكار ! (راجع هذه الرواية في/ البحار للمجلسي 48/ 121 ، الإختصاص للمفيد ص 54 ، موسوعة المصطفى والعترة للشاكري 11/ 394 ، وفيات الأئمة لمجموعة من علماء البحرين والقطيف الشيعة ص 251 ) .
--------------------------------------------------------------------------------------
لكن شلة الروافض كانوا قد أحكموا الحلقة حوله .. كما فعلوا مع آبائه وأجداده ..
فقد قال جعفر الصادق يوماً لأحد أصحابه :-
" إنهم (الإمامية الروافض) يتكلمون بكلام ، إن أنا أقررتُ به ورضيتُ به أقمتُ على الضلالةِ ، وإن برئتُ منهم شُقَّ عليَّ ، نحن قليل وعدونا كثير " (إختيار معرفة الرجال للطوسي (رجال الكشي) 2/ 435 ، جامع الرواة للأردبيلي ، قاموس الرجال للتستري ، طرائف المقال للبروجردي 2/ 555 ، معجم رجال الحديث للخوئي 18/ 41 ) .
فكانوا يتكلمون بإسمهم .. وينشرون الشائعات حولهم بأنهم الخلفاء الحق المعصومين الجديرين بالسلطة .. ويجمعون الأموال بإسم الخمس لأهل البيت ..
---------------------------------------------------------------------------
وكان هذا عاملاً مساعداً لمؤامرة البرامكة ضد الكاظم رحمه الله ..
فإن معظم الشائعات ضد الكاظم خرجت من رجل ، يدعى هشام بن الحكم ، يعتبر فيلسوف الشيعة الإمامية ! حيث أنه أول من فتق الكلام في مفهوم الإمامة . وكان يردد أنه من لطف الله تعالى أن يعيّن للمسلمين إماماً معصوماً لكي لا يختلف الناس ، ويُشير إلى موسى الكاظم. وقد رجاه الكاظم أن يسكت ، فرفض هشام . ولهذا كان علي الرضا بن موسى الكاظم يكرهه ويحمّله مسؤولية ما حصل لأبيه الكاظم ، فقال الرضا (ع) لشيعته :-
" أما كان لكم في الكاظم (ع) عظة؟ ما ترى حال هشام بن الحكم ؟ فهو الذي صنع بالكاظم (ع) ما صنع، وقال لهم وأخبرهم ؟ أترى الله يغفر له ما ركب منا ؟ " (إختيار معرفة الرجال للطوسي (رجال الكشي) 2/ 561 ، قرب الإسناد للحميري القمي ص 381 ، مختصر بصائر الدرجات للحلي ص 105 ، البحار 48/ 196 – 52/ 111 ، معجم رجال الحديث للخوئي 20/ 315 ، قاموس الرجال للتستري 10/ 534 ) .
-----------------------------------------------------------------------------------------------
واللطيف ، إن بعض كبار الشيعة الكذابين .. الذين أوهموا الناس بأنهم وكلاء للإمام الكاظم .. وكانوا يجمعون الأموال بإسمه زوراً وبهتاناً .. طمعوا في هذه الأموال بعد سجن الكاظم وموته !
فإحتفظوا بهذه الأموال .. وزعموا إن الكاظم لم يمت .. وإنه المهدي الغائب الذي سيظهر في آخر الزمان ..
وهؤلاء يطلق عليهم إسم (الواقفة) أو (الواقفية) .. ( راجع ما جاء في/ معجم رجال الحديث للخوئي عن وكلاء الكاظم ، مثل علي البطائني ، وزياد القندي ، وعثمان بن عيسى ) ..
لماذا فعلوا ذلك ؟
لأنهم رؤساء تنظيم سياسي منافق .. ويعلمون حقيقة (الأوهام الدينية) التي تغلّف هذا التنظيم ..
كما قال علي بن يقطين .. وزير الرشيد .. رغم إنه في الباطن من كبار رموز الرافضة : " الشيعة تربى بالأماني " - أي بالأوهام - ( الكافي للكليني 1/ 369 ، الغيبة للنعماني ص 305 ، الغيبة للطوسي ص 341 ، البحار 4/ 132 – 52/ 102 ، الفوائد الرجالية للبهبهاني ص 41 ، معجم رجال الحديث للخوئي ) ..
وكما قال الشلمغاني (في زمن الغيبة الصغرى) : " كنا نتهارش على هذا الأمر كما تتهارش الكلاب على الجيف " ( البحار للمجلسي 51/ 359 ) ..
&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&
في زمن علي الرضا (رض) :-
عاش في زمن الخليفة المأمون العباسي .. الذي كان شيعياً بإمتياز .. فتغلغل الشيعة في مفاصل الدولة .. وإستطاعوا نشر الفتن في البلاد .. بدءاً من الصراع بين الأمين والمأمون .. الى إستقرار المأمون في خراسان تحت وصايتهم .. الى فتنة خلق القرآن بعد عودته الى بغداد ..
وكما هو متوقع .. كلما زاد عددهم وزادت قوتهم .. زادت حاجتهم الى المال !
فرووا على لسانه .. روايات شيعية تشدد على وجوب دفع الخمس ..
بل نشروا بين أتباعهم إن الأرض كلها للإمام !!! مثال :-
" إن الدنيا للإمام ، يضعها حيث يشاء ، ويدفعها إلى من يشاء ، جائز له من الله ذلك " (المقنع للصدوق ص 170) ..
" إن الخمس عوننا على ديننا وعلى عيالاتنا وعلى موالينا ، وما نبذله وما نشتري من أعراضنا ممن نخاف سطوته ، فلا تزووه عنا ، ولا تحرموا أنفسكم دعاءنا " .
و قدم قوم من خراسان على أبي الحسن الرضا عليه السلام فسألوه أن يجعلهم في حل من الخمس ، فقال : " ما أمحل هذا ، تمحضونا المودة بألسنتكم وتزوون عنا حقاً جعله الله لنا وجعلنا له ، وهو الخمس ، لا نجعل ، لا نجعل ، لا نجعل لأحد منكم في حل " (راجع الروايتين في/ الكافي للكليني 1/ 548) ..
&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&
في زمن محمد الجواد (أبي جعفر الثاني) (رض) :-
إستمر في زمانه (شهر العسل) بين العباسيين والعلويين .. فإستغل الشيعة ذلك .. فإستمروا في جباية الأموال من شيعتهم بإسم الخمس .. ونسجوا روايات مفبركة على لسانه توجب ذلك ! مثال :-
عن علي بن إبراهيم عن أبيه قال : " كنت عند أبي جعفر الثاني ( عليه السلام ) إذ دخل عليه صالح ابن محمد بن سهل وكان يتولي له الوقف بقم ، فقال : يا سيدي اجعلني من عشرة آلاف في حل فإني قد أنفقتها ، فقال له : أنت في حل ، فلما خرج صالح قال أبو جعفر الثاني ( عليه السلام ) : أحدهم يثب على أموال آل محمد وأيتامهم ومساكينهم وأبناء سبيلهم فيأخذه ثم يجئ فيقول : اجعلني في حل ، أتراه ظن أني أقول : لا أفعل ، والله ليسألنهم الله يوم القيامة عن ذلك سؤالا حثيثا " ( الكافي للكليني 1/ 548) ..
&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&
في زمن علي الهادي (أبي الحسن الثالث) وإبنه الحسن العسكري (رض) :-
عاشا في قصور الخلافة في سامراء معززين مكرمين .. لكن رغم ذلك .. إستمر الشيعة في جمع الخمس بإسمهما من أتباعهم السذج .. وزوّروا على لسانه أحاديث تخدمهم في هذا .. مثال :-
عن إبراهيم بن محمد قال : كتبتُ إلى أبي الحسن الثالث عليه السلام أسأله عما يجب في الضياع فكتب : الخمس بعد المؤنة . قال : فناظرت أصحابنا فقالوا : المؤنة بعدما يأخذ السلطان وبعد مؤنة الرجل فكتبت إليه : إنك قلت : الخمس بعد المؤنة ، وإن أصحابنا اختلفوا في المؤنة فكتب : الخمس بعد ما يأخذ السلطان وبعد مؤنة الرجل وعياله ( بحار الأنوار للمجلسي 93/ 193 ) .
&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&
في زمن الغيبة الصغرى :-
عندما توفي الحسن العسكري دون أن يكون له ولد .. إضطرب أمر الشيعة الإمامية إضطراباً شديداً .. لأنهم أوهموا أتباعهم بأن الأرض يجب ألا تخلو من إمام .. فخرج الكثير من هذا المذهب (التنظيم) ..
هنا إبتكروا فكرة وجود إمام مختفٍ .. هو محمد المهدي المنتظر .. وجعلوا له سفراء أو نواباً ..
وبما إنهم كانوا في هذه الفترة بأشد الحاجة الى كسب الرجال أكثر من المال .. فقد أخرجوا (توقيعات) مزعومة عن المهدي بإباحة الخمس لشيعتهم .. مثال :-
" وأما الخمس فقد أبيح لشيعتنا ، وجعلوا منه في حل إلى أن يظهر أمرنا لتطيب به ولادتهم " (بحار الأنوار للمجلسي 3/ 184 ) ..
----------------------------------------------------------------------------------------
ولكن يبدو إن هذا لم يعجب بعض مراجعهم .. فقام بفبركة (توقيع) آخر يشدد على وجوب دفع الخمس ! :-
" بسم الله الرحمن الرحيم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين على من أكل من مالنا درهماً حراماً " ( بحار الأنوار للمجلسي 53/ 183 ) .
&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&
في زمن الغيبة الكبرى :-
بعد مجيء البويهيين .. إضطر الإثناعشرية الى التخلي عن تعيين سفير (نائب) للمهدي .. لأن ذلك سوف ينافس البويهيين على السلطة ..
وفي المقابل .. البويهيون سمحوا للإثناعشرية أن ينشروا دينهم علناً .. فلم يعودوا بحاجة الى الرجال .. بل الى المال ..
لكن ظهرت أمامهم مشكلة كبيرة !
فمع غياب الإمام .. وإلغاء منصب سفير الإمام .. من الذي سيقوم بجمع الأموال .. وكيف يصرفها ؟
عندها إختلفوا في ذلك إختلافاً شديداً ..
من ناحية شرعية .. لا يجوز التصرف بأموال الغير .. إلا بإذن مالكها ..
وهم لا يملكون أي حديث عن الإمام في كيفية التصرف بالخمس في غيبته الكبرى !!
إذ يقول شيخهم المفيد :- " وإنما اختلف أصحابنا في هذا الباب لعدم ما يلجأ إليه فيه من صريح الألفاظ " (المقنعة للمفيد ص 287 ) ..
--------------------------------------------------------------------------
في البداية .. ظن الإثناعشرية إن (الغيبة الكبرى) لمعصومهم لن تدوم طويلاً .. فإقترحوا عدة فتاوى حول الخمس :-
إما أن يدفنها صاحبها الى حين ظهور المهدي ..
أو يحفظها ويوصي بها أولاده .. وهكذا الى أحفاده .. الى أن يظهر المهدي ..
أو يصرفه على ذرية علي ، وفقراء الشيعة .. (راجع هذا الإختلاف في/ المقنعة للمفيد ص 285 ) ..
------------------------------------------------------------------------------
ولكن ! عندما مرت السنون والقرون .. دون أن يظهر المهدي .. قرر أحبار الإثناعشرية أن يتفقوا على كلمة واحدة حول الخمس .. تخدم هدفهم السياسي المنشود .. وهو الإستحواذ على أراضي أهل السنة ..
لهذا ، تراهم اليوم يجمعون على إن الخمس واجب دفعه الى المرجع الديني الإثناعشري ..
&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&
نكتة :-
لو كان لديهم معصوم .. في أي زمن من الأزمنة .. لأخبرهم كيف يتصرفون بالخمس في وقت الغيبة الكبرى !!
أليس كذلك ؟
هذه وحدها تنسف عقيدتهم ...
والحمد لله على ثبات العقل والدين ..






 
قديم 28-10-17, 05:58 PM   رقم المشاركة : 8
طالب علام
عضو ماسي







طالب علام غير متصل

طالب علام is on a distinguished road


( تلاعب الاثناعشرية بفتوى الجهاد )
مقدمة :-
بما إن الإثناعشرية تنظيم سياسي .. هدفه الاستيلاء على أراضي أهل السنة .. عن طريق إستخدام محبة أهل البيت كواجهة مزيفة للوصول الى هذا الهدف ..
وبما إنهم مرّوا بظروف سياسية مختلفة على مر الزمن .. كانت فتاوى الجهاد عندهم تختلف بإختلاف الحالة السياسية التي يمرّون بها .

-----------------------------------------------------------------------------------
(بعد وفاة رسول الله عليه الصلاة والسلام) :-
لم يقبل الشيعة بخلافة أبي بكر وعمر وعثمان (رض) .. فكانوا فرقتين ..
فرقة صريحة .. قالت : ما دام إمامنا علي قد رضي بخلافة الشيخين .. فنحن نرضى برضاه .. وهم الشيعة الزيدية ..
وفرقة كاذبة .. زعمتْ إن علياً رضي من باب الضرورة (أي تقية) .. وبالتالي فإن الخلفاء الثلاثة قد إغتصبوا حق علي في الولاية السياسية (الخلافة) .. وهؤلاء هم الشيعة الإمامية الروافض .. وعلى رأسهم الإثناعشرية ..
لذلك أفتى الروافض بحرمة الجهاد .. إلا مع الإمام المعصوم .. وبعكسه يكون الجهاد باطلاً .. والغنائم والسبي حراماً .. وبالتالي فإن كل الناس أولاد زنا .. ما خلا الشيعة !!
لذلك رووا عن أهل البيت – زوراً وبهتاناُ – أنهم قالوا :- " والله ، إن الناس كلهم أولاد بغايا ماخلا شيعتنا " (بحار الأنوار للمجلسي 24/ 311) ..
كما أصدروا فتوى غريبة مفادها : بما إن الأراضي قد فُتحتْ بدون موافقة المعصوم .. فإن جميع هذه الأراضي .. وما فيها .. هو ملك صرف للإمام المعصوم .. يتصرف بها كما يشاء !! (راجع/ كفاية الأحكام لشيخهم المحقق السبزواري 1/ 374) ..
بهذه الفتوى .. يستطيعون أن يستحوذوا على أموال وممتلكات أهل السنة .. بأية طريقة ممكنة .. قانونية أو غير قانونية .. بحجة إنها بالأصل ملك للإمام .. وبما إن الإمام غائب حالياً .. فإن ملكيتها تعود الى شيعته !!

&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&
(في زمن علي (رض)) :-
ولكي يفضحهم .. شاء الله تعالى أن يتولى علي الخلافة بعد عثمان .. لينظر كيف سيتصرف الشيعة حينها ..
الشيعة الصريحون الجريئون وقفوا مع إمامهم .. وجاهدوا معه .. ثم عاد معظمهم الى بيوتهم بعد التحكيم ..
أما الشيعة الكذابين المنافقين .. فقد كانوا كالسم الزعاف لإمامهم .. حتى تمنى الموت ومفارقتهم .. وسماهم : اشباه الرجال ، ولا رجال .. (راجع نهج البلاغة 1/ 70) ..
لماذا فعلوا ذلك ؟
لأنهم تنظيم سياسي .. يريد أن تكون الأمور بيده .. وليس بيد أهل البيت .. الذين يستخدمهم كشعار مزيف لتحقيق مآربه ..

&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&
(في زمن الحسن (رض)) :-
رغم زعمهم بأنه إمام معصوم من الخطأ .. لكنهم إنقلبوا ضده .. عندما أراد الصلح مع معاوية ..
لماذا ؟
لأنهم تنظيم سياسي .. يريد إشعال الفتنة بين المسلمين لتحقيق مصلحته الذاتية .. ولا تهمه مصلحة أهل البيت .. ولا مصلحة المسلمين ..
وإلا ، فالمتوقع منهم .. لو كانوا شيعة صادقين .. لقالوا له : سمعنا وأطعنا ..
ولكنهم قالوا له : يا مذل المؤمنين (البحار للمجلسي 44/ 24 ، 44/ 58 ، 75/ 287 ) !!!

&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&
(في زمن الحسين (رض)) :-
ظهر الروافض (من أهل الكوفة) على حقيقتهم .. حينما راسلوا الحسين .. وشجعوه على الثورة .. ضد يزيد .. ثم خذلوه وقتلوه ..
فعندما جاء خبر مقتل مسلم بن عقيل الى الحسين .. قال لمن جاء معه : " قد خذلتنا شيعتنا ، فمن أحب منكم الإنصراف فلينصرف " فتفرق الناس عنه يميناً وشمالاً ، حتى بقي في اصحابه الذين جلؤوا معه من المدينة (معالم المدرستين لمرتضى العسكري 3/ 67) ..
هذا ، بدلاً من أن يطبقوا عقيدتهم بوجوب الجهاد مع المعصوم !!
عقيدة سياسية منافقة .. لا تعرف حدوداً للكذب والخداع ..
والرافضة أنفسهم إعترفوا بذلك .. فقالوا : تسعة أعشار الدين في التقية (البحار للمجلسي 63/ 486 ، 72/394 ، 76/ 172 ، 77/ 276 ، 109/ 254 ) .. أي إن 90% من الدين عندهم عبارة عن كذب وخداع !!
------------------------------------------------------------------------------
(لماذا لم ينصر الله الحسين ؟)
الجميع يقول إنه إبتلاء من الله ، ولإعطائه درجة الشهادة ..
هذا صحيح .. لكن الله تعالى يبتلي العبد بمصيبة كهذه لثلاثة أسباب :
إما لتكفير ذنوبه .. وهذا سبب إبتلاءات عامة الناس أمثالنا .. (* وما أصابكم من مصيبة فبما كسبتْ أيديكم ويعفو عن كثير *) ..
أو لتقويته وتنقيته (كما يفعل النار بالذهب) لكي يكون أقدر وأقوى على أداء المهمة المطلوبة منه .. وهذا سبب إبتلاءات الأنبياء والرسل ..
وإما لمصلحة الإسلام والمسلمين .. بأن يخذل الله الأضعف في السياسة .. ولو كان الأفضل في الورع والتقوى والفقه .. وهذا السبب يكون عادة خافياً عن أكثر الناس .. ولا يمكن معرفته إلا بعد إستقراء الأحداث التي جرت بعدها ..
-------------------------------------------------------------------------------
الجواب (والله أعلم) :-
لقد إرتكب الحسين خطأ قاتلاً .. عندما وثق بالشيعة الكذابين من أهل الكوفة .. ولم يسمع نصيحة الناصحين بعدم الوثوق بهم ..
وهذا الخطأ لا ينتقص من مكانته الدينية ..
ولكن بالتأكيد يقلل من قابليته السياسية .. وبالتالي صلاحيته للحُكم !
فإن الفقيه .. إذا إجتهد فأخطأ .. فله أجر ..
أما القائد السياسي .. فإذا إجتهد فأخطأ .. فإنه يورد نفسه وأهله وأتباعه موارد التهلكة .. ولو كان إبن بنت رسول الله !
-------------------------------------------------------------------------
الخطأ الثاني هو إن الحسين قد قاس الأمور السياسية بمقياس ديني بحت .. ففشل !
في رسالته لأهل الكوفة لم يذكر وصية أو حديث الغدير ، بل قال :- " وإني لأحق بهذا الأمر لقرابتي من رسول الله " ( البحار للمجلسي 44/382 ) ..
وفي رسالة أخرى :- " فلعمري ما الإمام إلا العامل بالكتاب والآخذ بالقسط والدائن بالحق والحابس نفسه على ذات الله " (كلمات الحسين للشريفي (إثناعشري) ص313 ) .
وهذا حال كل فقيه يتصدى لمنصب السلطة ، مكتفياً بقدراته الفقهية ، دون أن يتسلح بالمهارات السياسية ..
وعادة تكون النتيجة كارثية .. إذ ليس الأفضل في الدين .. هو بالضرورة الأفضل بالسياسة ..
حصل هذا .. بين علي ومعاوية .. وبين الحسين ويزيد .. وبين زيد وهشام بن عبد الملك .. وبين محمد النفس الزكية وأبي جعفر المنصور .. وغيرهم كثير ..
بل تكاد تكون سنة إلهية ثابتة ! كلما تقاتل فقيه وسياسي .. كانت الغلبة للسياسي على الفقيه !
لأن وظيفة السياسي هي توفير الخبز والأمان ، لا تعليم الصوم والصلاة ! وهذه الوظيفة تحتاج الى دهاء سياسي كبير .. وخبرة بألاعيب السياسة وفنونها .. وبصيرة متيقظة دائماً لكشف المؤامرات الداخلية والخارجية ..
بمعنى آخر .. على القائد السياسي ألا يخطئ .. ولا ينخدع .. لأن الغلطة (أو الخدعة) الأولى .. هي الأخيرة !!
وبالتالي .. فإن من مصلحة الاسلام والمسلمين .. أن ينصر الله السياسي على الفقيه .. لأن السياسي هو الأقدر على تسيير أمور الدولة والحفاظ على العباد والبلاد .. حتى لو كان الفقيه يتفوق عليه في درجة الورع والتقوى وعدد الركعات وأيام الصوم !
-----------------------------------------------------------------------------
(شبهة شيعية) :
يقول الشيعة إن مقتل الحسين هي مثل مقتل بعض الأنبياء ، أو حاول الأعداء قتلهم (مثل عيسى ع ) ..
وهذا قياس فاسد وتشبيه خاطئ !
فإن جميع الأنبياء والرسل قد نجحوا في النهاية في تحقيق الهدف المطلوب منهم .. وإن واجهوا بعض الكبوات في الطريق .. مثل معركة أحد .. أو ما حصل ليونس ع إذ ذهب مغاضباً ..
لكن النتيجة النهائية هي إن الأنبياء والرسل .. وفي حياتهم .. إستطاعوا أن يُنجزوا المهمة المطلوبة منهم ..
بينما الحسين لم ينجح في النهاية في تحقيق هدفه .. وهو الوصول الى الحكم .. لا هو ولا أحد من أولاده لقرون طويلة ..
علماً بأن أغلبية الأنبياء والرسل كانت مهمتهم محددة بالدعوة والتبليغ .. دون التمكين في الأرض وإقامة الدول والكيانات السياسية .. وقد نجحوا جميعاً في ذلك .. سواءاً ماتوا أو قتلوا بعدها ..
ولا نعلم سوى أنبياء قلائل .. كانت مهمتهم مزدوجة .. أي الدعوة والتبليغ ، إضافة الى تأسيس دولة .. مثل داود وسليمان ومحمد عليهم الصلاة والسلام .. وقد نجحوا أيضاً في ذلك .. في حياتهم ..
ولو قلنا إن نبياً قد فشل في النهاية .. لإنعكس ذلك الفشل على إختيار الله له ! سبحانه وتعالى !!
------------------------------------------------------------------------------
كتبها لأتباع النبي الأمي :-
قد يقول قائل :- وماذا عن موسى ع ؟ عندما أمره ربه أن يدخل بيت المقدس ويؤسس كياناً هناك ، ففشل ، بسبب خذلان أتباعه ؟
أقول :- قد يبدو لأول وهلة إن (سيناريو) موسى مشابه ل(سيناريو) الحسين !
لكن هناك فارق كبير !!
إن طلب موسى من بني إسرائيل أن يجاهدوا الجبارين الموجودين في القدس .. كان لكشف نوايا بني إسرائيل .. وإظهار حقيقتهم ..
بينما التمكين في الأرض .. قد إنتقل من موسى الى محمد (عليه الصلاة والسلام) .. مبكراً .. منذ أن أخذتهم الرجفة !
قال الله تعالى :- (* واختار موسى قومه سبعين رجلا لميقاتنا فلما أخذتهم الرجفة قال رب لو شئت أهلكتهم من قبل وإياي أتهلكنا بما فعل السفهاء منا إن هي إلا فتنتك تضل بها من تشاء وتهدي من تشاء أنت ولينا فاغفر لنا وارحمنا وأنت خير الغافرين ( 155 ) واكتب لنا في هذه الدنيا حسنة وفي الآخرة إنا هدنا إليك قال عذابي أصيب به من أشاء ورحمتي وسعت كل شيء فسأكتبها للذين يتقون ويؤتون الزكاة والذين هم بآياتنا يؤمنون ( 156 ) الذين يتبعون الرسول النبي الأمي .... ( 157 ) *) .. (الأعراف 155 – 157) ..
أما الحسين .. فإن الله لم يأمره بإستلام السلطة .. ولو أمره بذلك .. لكان حقاً على الله أن ينصره .. (* وكان حقاً علينا نصر المؤمنين *) (الروم 47) ..
ولكنه إجتهد فأخطأ .. فله أجر .. وهو الجنة .. أما التمكين في الأرض .. فمن مصلحة الاسلام والمسلمين أن يُعطى للأفضل سياسياً .. وهي حكومة يزيد .. لا أقول يزيد نفسه .. فقد لا يكون سياسياً بارعاً .. لكن شيعته ووزراءه وولاته وعماله .. هم بالتأكيد أفضل من شيعة الحسين الكذابين المنافقين الذين خذلوه ..
تخيّلوا لو إن الحسين إنتصر .. وأصبح أهل الكوفة المنافقين الخونة .. ولاة على أمصار المسلمين !
هل تتوقعون حجم الفساد والدمار في بلاد المسلمين ؟
--------------------------------------------------------------------------------
في إحدى المناظرات .. قال الإثناعشري :- إن الحسين ع لم يخرج لتغيير نظام الحكم .. وإنما لإحياء منهج الإسلام .. ولولا ثورة الحسين وإستشهاده .. لإندرس الإسلام !!
أقول :- لو كان هذا الكلام صحيحاً .. لتصرف الحسين كعالم دين .. لا كثائر سياسي !
بمعنى أن يبايع يزيداً على شرط الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .. وأن يراقب الأحداث .. فإن رأى باطلاً نادى بإزالته .. وفي نفس الوقت يفتح (مدرسة) لتعليم الناس الفقه والتفسير ..
عندها سيربح الحسين الكثير :-
- سوف يظهر أمام الجميع بأنه يريد الإصلاح فعلاً .. لا كرسي السلطة ..
- سوف يخلّف للناس تراثاً وافراً .. من فتاوى وإجتهادات وآراء .. يحفظها الناس من بعده ..
أما اليوم .. فإن موته السريع .. حرم الناس من ذلك .. بل حتى شيعته .. لا يستطيعون اليوم أن يجمعوا عشرة أحاديث صحيحة السند عنه !!!
- وحتى لو إفترضنا إن يزيداً سيضيق به وبإنتقاداته ذرعاً .. فإنه سيقتله هو فقط .. دون أهل بيته .. المساكين الذين أخذهم الحسين معه الى معركة خاسرة !!
الخلاصة :- لو أن الحسين فعل كما فعل الإمام أحمد بن حنبل .. حيث لم يجامل الحاكم في باطل قط .. لكنه لم يخلع بيعته قط .. ولم يقوم بثورة ضده ..
لو إن الحسين فعل ذلك .. لكان الخاسر الوحيد .. هو شيعة الكوفة المنافقين .. حيث تفشل مؤامرتهم ومخططاتهم في زرع الفتنة بين المسلمين ..
والله أعلم ..
-----------------------------------------------------------------------------
يُروى إنه عندما جيء برأس الحسين الى يزيد ، قال يزيد : " يفلقن هاماً من رجال أعزة * علينا وهم كانوا أعق وأظلما * " . ثم قال :-
" أتدرون من أين أتي هذا ؟ (أي لماذا فشل) ، قال أبي علي خير من أبيه ، وأمي فاطمة خير من أمه ، وجدي رسول الله خير من جده ، وأنا خير منه وأحق بهذا الامر منه ،
فأما قوله : أبوه خير من أبي فقد حاج أبي أباه ، وعلم الناس أيهما حُكِم له ،
وأما قوله ، أمي خير من أمه ، فلعمري فاطمة ابنة رسول الله صلى الله عليه وآله خير من أمي ،
وأما قوله جدي خير من جده ، فلعمري ما أحد يؤمن بالله واليوم الآخر يرى لرسول الله فينا عدلاً ولا نداً ،
ولكنه إنما أتي من قبل فقهه ، ولم يقرأ : * قل اللهم مالك الملك تؤتى الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير انك على كل شئ قدير * . (إنتهى كلام يزيد) .. راجع/ مقتل الحسين لأبي مخنف (شيعي) ص 216 ..
&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&
(موقعة الحرة) :-
بعد مقتل الحسين .. إنتفض أهل المدينة .. وفيهم شيعة صادقون .. وخلعوا يزيداً .. فأرسل إليهم يزيد جيشاً .. فهزمهم ..
وقد حذرهم عبد الله بن عمر من مغبة الثورة .. كذلك فعل محمد بن الحنفية .. لكنهم أصروا على ذلك .. فلم يحصدوا سوى موتاً ودماراً .. ومزيداً من الفتنة الداخلية ..
&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&
(في زمن الدولة الأموية المروانية) :-
في خلافة هشام بن عبد الملك .. إستغل الشيعة المنافقون غضب زيد بن علي السجاد .. في حادثة ما .. فشجعوه على الثورة .. ثم خذلوه بعدها .. عندما رفض أن يطعن في أبي بكر وعمر ..
والظاهر إن نية الغدر بزيد كانت موجودة لديهم من البداية .. فهم لا يريدون نصرة أهل البيت .. بل يريدون نصرة تنظيمهم السياسي .. الذي لا يمكن أن يعيش إلا في مناخ من الفتن والصراعات الداخلية بين المسلمين ..
وبسبب غلاف التشيع لأهل البيت .. الذي أحاطوا تنظيمهم به .. يستطيعون أن يتلاعبوا بأهل البيت المساكين كما يشاؤون ..
في البداية يشجعونهم على الثورة .. ثم بعد إعلانها .. وبعد أن تبدأ السلطة بالرد العنيف .. يخذلونهم ويتراجعون .. تحت أي ذريعة ..
في حالة الحسين .. كانت الذريعة هي إن عبيد الله بن زياد أجبرهم على ذلك ..
علماً إن إبن زياد دخل الكوفة بدون قوات عسكرية .. ولم يكن معه سوى أهل بيته وبعض الحراس .. بل قيل دخل الكوفة وحده ( الكامل في التاريخ لإبن الأثير 4/ 24) ..
أما في حالة زيد .. فكانت الذريعة هي مدحه وموالاته للشيخين (أبي بكر وعمر) !!
----------------------------------------------------------------------------------
ويبقى السؤال الذي يفضح الرافضة :-
ما دمتم تكرهون أبا بكر وعمر الى هذا الحد .. فلماذا لم تسألوا زيداً من البداية .. لماذا حرضتموه على الثورة .. وإنتظرتم الى أن أصبحت الثورة جاهزة .. ثم سألتموه هذا السؤال ؟؟؟
&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&
(في أواخر العهد الأموي) :-
بما إن الرافضة تنظيم سياسي ، والغاية عندهم تبرر الوسيلة .. فلا مانع لديهم من إستخدام أي وسيلة .. مهما كانت دنيئة أو خبيثة .. لتحقيق مآربهم ..
لقد رأوا إن قوة الأمويين في العرب .. فلا بد من شق قبائل العرب الى فئات متناحرة !
يروي المسعودي (مؤرخ شيعي مشهور) :-
" قال عبد اللّه بن معاوية بن عبد اللّه بن جعفر بن أبي طالب للكميت الشاعر: فإني رأيتُ أن تقولَ شيئاً تغضب به (تزرع فتنة) بين الناس، لعلّ فتنةً تحدث فيخرج من بين أصابعها بعض ما نُحب..
فابتدأ الكميت، وقال قصيدته التي يذكر فيها مناقب قومه من مضر بن نزار ، ويكثر فيها من تفضيلهم، وأنهم أفضل من قَحْطَان، فزرع بها فتنة بين اليمانية والنزارية ..
وقد رد الشاعر دِعِبل الخُزَاعِي على الكميت ، وذكر مناقب اليمن وفضائلها من ملوكها وغيرها، وصَرَّح وعَرَّض بغيرهم، كما فعل الكميت .
ونمى قول الكميت في النزارية واليمإنية، وافتخرت نزار على اليمن، وافتخرت اليمن على نزار، وأدلى كل فريق بما له من المناقب، وتحزبت الناس، وثارت العصبية في البدو والحضر!!
فنتج بذلك أمر مَرْوَان (أخر خلفاء الأمويين) ، وتعصبه لقومه من نزار على اليمن، وانحراف اليمن عنه إلى الدعوة العباسية، ووصل الأمر إلى انتقال الدولة عن بني أمية " .. إنتهى كلام المسعودي (راجع/ مروج الذهب للمسعودي (شيعي) ص448 ) .
&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&
(في زمن العباسيين) :-
في البداية ، ظن الشيعة إن المُلك قد أصبح في متناول أيديهم .. خصوصاً وإن الثورة العباسية (كانت تسمى هاشمية آنذاك) بدأتْ من خراسان .. وبفضل الخراسانيين ..
ولهذا نرى إن عموم وزراء بني العباس كانوا شيعة !!
ولكن مع مرور الوقت .. بات واضحاً إن العباسيين سائرون على نهج الصحابة الكرام (مع بعض التشيّع) .. كما إن نفوذ الخراسانيين قد تناقص بعد مقتل أبي مسلم الخراساني على يد الخليفة المنصور ..
--------------------------------------------------------------------
(ثورة محمد النفس الزكية ضد المنصور) :-
هنا ظهر دور الشيعة بنوعيهم ..
الشيعة الزيدية شاركوا في الثورة بشكل حقيقي .. ودفعوا ثمن ذلك من دمائهم ..
أما الشيعة الإمامية .. فكالعادة .. خذلوا أهل البيت !
والجدير بالذكر إن الذين ثاروا في زمن العباسيين ، وقادوا الشيعة الزيدية .. هم أولاد الحسن .. وليس أولاد الحسين الذين آثروا السلامة وتركوا السياسة جملة وتفصيلاً ..
ولكن هذا لم يمنع الشيعة الكذابين من الإلتفاف حول أولاد الحسين .. وإطلاق الشائعات بأنهم معصومون .. وإنهم أجدر بالإمامة والخلافة ..
وكان أولاد الحسين يُنكرون هذه الشائعات ، ويُشهدون الله على أنهم أبرياء مما يفتري عليهم الرافضة ..
لكن (الطوق الإعلامي الرافضي) حولهم كان شديداً .. خصوصاً عندما ينضم الى الرافضة بعض من أولاد الأئمة .. مثل أولاد إسماعيل بن جعفر الصادق .. الذين لفقوا الأكاذيب حول عمهم موسى الكاظم في أيام هارون الرشيد .. مما أدى الى سجن الكاظم حتى مات ! (الارشاد للمفيد 2/ 237) ..
--------------------------------------------------------------------------------
لماذا لم يجاهد الرافضة لإخراج إمامهم من السجن ؟
لأنهم تنظيم سياسي .. لا يهتم بأحوال أهل البيت .. بقدر ما يهتم بتحقيق هدفه السياسي .. وهو الإستحواذ على أراضي السنة !
فالإمام المعصوم عندهم .. مجرد وسيلة .. لجمع الأموال .. والسيطرة على عقول عوام الشيعة السذج ..
علماً إن الرافضة يتحملون جزءاً كبيراً من الوزر .. لأنهم هم الذين أطلقوا الشائعات حول الكاظم .. وبالذات فيسلوف الرافضة آنذاك : هشام بن الحكم .. فقد قال علي الرضا بن موسى الكاظم لشيعته :- " أما كان لكم في الكاظم (ع) عظة؟ ما ترى حال هشام بن الحكم ؟ فهو الذي صنع بالكاظم (ع) ما صنع، وقال لهم وأخبرهم ؟ أترى الله يغفر له ما ركب منا ؟ " (إختيار معرفة الرجال للطوسي (رجال الكشي) 2/ 561 ، قرب الإسناد للحميري القمي ص 381 ، مختصر بصائر الدرجات للحلي ص 105 ، البحار 48/ 196 – 52/ 111 ، معجم رجال الحديث للخوئي 20/ 315 ، قاموس الرجال للتستري 10/ 534 )
-------------------------------------------------------------------------------
(في زمن الخليفة المأمون) :-
كان متشيعاً .. فزاد نفوذ الشيعة في زمانه .. ولكن موقفهم منه كان بإتجاهين مختلفين ..
الشيعة الفرس .. أخذوه الى خراسان .. وفرضوا حوله حصاراً إعلامياً .. حتى لا يسمع إلا منهم ..
أما الشيعة العرب .. فقد ثاروا عليه في العراق والجزيرة .. بسبب زيادة نفوذ الفرس في مُلكه ..
الى أن قام علي الرضا بفضح مؤامرة الفرس .. وكشف الحقيقة أمام المأمون .. فعاد مسرعاً الى بغداد .. فهدأت الأمور .. (راجع / الكامل في التاريخ لإبن الاثير 6/ 302) ..
-----------------------------------------------------------------------------------
هنا نقف عند أمرين :-
الأمر الأول : تباين موقف الشيعة العرب (الأقرب الى الزيدية) .. عن موقف الشيعة الفرس (الأقرب الى الروافض) ..
الشيعة الفرس يريدون إستعادة مجد إمبراطورية فارس عن طريق إستخدام أهل البيت كغطاء يختبئون وراءه .. بينما الشيعة العرب يريدون خليفة من بني علي وفاطمة ، أو من بني هاشم عموماً ..
يعني كلاهما مثيرون للفتن والمشاكل ..
لكن الأول محتال وكذاب .. والثاني صادق مع نفسه ولا يستخدم التقية إلا نادراً .. رغم إنه لا يقل خطراً على الأمن الداخلي من الأول .. بل إن معظم الثورات في زمن الأمويين والعباسيين جاءت من الشيعة الزيدية .. وبالذات أولاد الحسن ..
وكان الصنف الرافضي الكذاب المحتال من الشيعة يستغل ثورات (الصنف الثاني العربي) لمصلحته .. عن طريق إدعاء المظلومية ..
ونرى اليوم نفس السيناريو ! الشيعة الإيرانيون يخططون ويتآمرون .. ثم يستخدمون الشيعة العرب كأداة للقتال والحرب والتدمير .. بعدها يبكون ويلطمون ويزعمون إنهم مظلومون !!!
-----------------------------------------------------------------------------------
الأمر الثاني :- إن أسلوب التسامح والتساهل الذي إستخدمه العباسيون مع الشيعة لم ينفع في إستتباب الأمن ! بل زاد الشيعة جرأة وتمرداً ورغبة في الثورة على السلطة !!
وهذه مسألة مهمة .. يجب أن يتنبه إليها المسؤولون على الأمن في بلادنا !!
فكلما أعطينا للشيعة مساحة أكبر من الحرية .. كلما جاهروا بأفكارهم وسبّوا الصحابة وأمهات المؤمنين والمناداة بإقامة ولاية الإمام المعصوم .. الذي ينوب عنه في زمن الغيبة .. ذلك الرجل القابع في إيران !!
ونجد هذا واضحاً في كتب التاريخ .. حيث بدأت أولى الصراعات الطائفية العنيفة .. بين السنة والشيعة .. في بغداد .. بعدما سيطر البويهيون عليها .. وسمحوا للشيعة أن يجاهروا بشعائرهم في سب الصحابة وأمهات المؤمنين وغيرها .. (راجع/ الكامل في التاريخ لإبن الأثير / أحداث سنة 352 و 353 و 357 و 359 و 406 و 441 هجرية ) ..
---------------------------------------------------------------------------
(في زمن الغيبة الصغرى) :-
عندما قصم الله ظهر الشيعة الإمامية .. بإماتة إمامهم الحادي عشر (وهو منهم بريء) .. دون أن يخلف ولداً .. إضطروا الى إختراع (همزة وصل) بينهم وبين ( إمام غائب !) .. أطلقوا عليه لقب (سفير الإمام) ..
ولكن السفراء كانوا جبناء وجهلاء .. فإستخدموا التقية ومداهنة السلطة العباسية الى أبعد الحدود .. وإهتموا بجمع أموال الشيعة .. بل لم يعطوا شيعتهم كتاباً معتبراً في الفقه أو التفسير بسبب جهلهم .. (راجع أحوال سفراء المهدي في/ بحار الأنوار للمجلسي الجزء 51 ) ..
---------------------------------------------------------------------------
(في زمن الغيبة الكبرى) :-
عندما ظهر البويهيون .. بات واضحاً إن منصب (سفير الإمام) سينافسهم على المُلك .. فالشيعة يسمعون ويطيعون سفير الإمام أكثر من المَلك البويهي حتى لو كان ذلك المَلك شيعياً !!
عندها قرر أحبار الإثناعشرية الإستغناء عن منصب (سفير الإمام) .. وأعلنوا إن الإمام قد دخل في غيبة كبرى ، ولن يشاهده أحد .. وأن من يزعم إنه شاهده قبل علامات الساعة فهو كاذب (البحار للمجلسي 51/ 361) ..
وبهذا تخلوا عن مبدأ (المعصوم الذي يُسئل فيجيب) .. وهو عماد عقيدتهم الإمامية !!
أي إنهم تخلوا عن دينهم .. مقابل مكسب سياسي .. هو مصادقة البويهيون والتحالف معهم .. وبالتالي زيادة نفوذ الإثناعشرية في المجتمع ..
----------------------------------------------------------------------------------------
وبما إنهم ألغوا أي وسيلة إتصال بقائدهم المزعوم الغائب .. فأصبح الإعتماد عندهم على إجتهادات العلماء (غير المعصومين) .. بعد أن كانوا يفتخرون ويمتازون عن باقي المسلمين .. بأن لهم معصوم يسألونه فيُجيب ! إذا بهم يُصبحون مثل الآخرين .. أتباع فتاوى غير المعصوم !!
وهذا أدى بهم الى تغيير بعض عقائدهم .. كما رأينا سابقاً .. في الخمس والإمامة السياسية والإمامة الفقهية .. وكذلك في أمر الجهاد !
حيث قالوا : لا جهاد إلا بأمر المعصوم .. إلا إذا كان من باب الضرورة والدفاع عن النفس (راجع/ دراسات في ولاية الفقيه للمنتظري 1/ 117 ، صراط النجاة للتبريزي 3/ 451) ..
--------------------------------------------------------------------------------------
لكن (غيبة) إمامهم قد طالت كثيراً ! وأصبحوا الآن في قوة ومنعة !
فما الذي يمنع إمامهم من الظهور وقيادتهم لقتل السنة والاستيلاء على الأرض ؟
الجواب يعرفه كبار علماؤهم : لا وجود للمعصوم حالياً .. فهو مجرد غطاء يحتاجونه للوصول الى هدفهم السياسي .. وهو الاستيلاء على أراضي السنة ..
عندها تجرأ بعض علمائهم .. وعلى رأسهم خميني .. وأفتوا بعدم إنتظار المهدي حتى يظهر .. وقالوا يجب على الشيعة الجهاد الإبتدائي إذا توفرتْ عناصر القوة والإعداد للمسلمين (مجلة تراثنا / مؤسسة آل البيت ج28 ص12) ..
وإبتدعوا فكرة (التمهيد للمهدي) .. أي إن المهدي لن يظهر إلا إذا إمتلأت المنطقة بالحروب والقلاقل .. ولن يحصل هذا إلا إذا قام الشيعة بمقاتلة السنة !!
وهكذا إنتقلوا من مبدأ (التقية والموادعة مع السنة إلى حين ظهور المهدي) .. الى مبدأ (قتال السنة ومجاهدتهم تمهيداً لظهور المهدي) ..
وقد كتب أحد شيوخهم المعاصرين .. وهو الكوراني العاملي .. كتاباً بعنوان : الممهدون للمهدي .. فراجعه ..
-------------------------------------------------------------------------------
(التمهيد لظهور المهدي) = (التمهيد لنزول المسيح)
مع ظهور فكرة القتال للتمهيد لظهور المهدي .. هناك فكرة مماثلة .. ظهرتْ في الغرب المسيحي .. وهي :- لن ينزل المسيح .. حتى تتكون إسرائيل الكبرى .. وهذه لن تتكون .. إلا بعد تدمير البلاد المحيطة بها .. وهي بلاد المسلمين السنة ..
لهذا نرى اليوم .. إتحاد المسيحيين (الجدد) .. مع إسرائيل اليهودية .. مع إيران الشيعية .. لتنفيذ هذا المخطط ..
ولكن الله تعالى متم نوره .. ولو كره الكافرون ..






 
قديم 10-11-17, 05:50 AM   رقم المشاركة : 9
طالب علام
عضو ماسي







طالب علام غير متصل

طالب علام is on a distinguished road


(( تلاعب الإثناعشرية بالإجماع ))

مقدمة :-
الإجماع عند الإثناعشرية له قصة لطيفة .. تكشف عن ضعف أدلتهم .. وقدرتهم الكبيرة على الكذب والتحايل وخداع الناس ..

في البداية أسسوا عقيدتهم على ما يلي :-
إن من لطف الله وعدالته أن يختار هو عز وجل .. في كل زمان .. إماماً معصوماً من الذنوب والسهو والنسيان والخطأ !! له القدرة على تلقي العلم من الله تعالى بطرق إعجازية !! لكي يهدي البشر ويرشدهم إلى ما فيه الصلاح والسعادة في الدنيا والآخرة .. ولا يجوز لأحد أن يعترض عليه .. فمن يعترض عليه كأنما يعترض على النبي !! (راجع عقائد الإمامية لشيخهم محمد رضا المظفر) ..

وبناءاً على هذه العقيدة .. فإن وجود الإمام المعصوم ضروري جداً .. ولا يمكن الإستغناء عنه ..

فإعترض عليهم أهل السنة .. وقالوا :- إن العلماء هم ورثة علم الأنبياء .. فبمقدور العلماء والفقهاء أن يستنبطوا الأحكام بواسطة أدلتهم الشرعية ..

فقال الإثناعشرية :- لا يمكن الإستعاضة عن الإمام المعصوم بالعلماء والفقهاء .. لأنهم - مهما أوتوا من العلم - فقد يُخطئون ويختلفون فيما بينهم .. ولهذا قال الإثناعشرية :- " لو بقيت الأرضُ بدون إمام (معصوم) ساعة لساختْ (إنخسفتْ) " (بحار الأنوار للمجلسي 23/ 21 ) ..
--------------------------------------------------------------------------------
وبهذا أسس الرافضة الإثناعشرية .. مذهباً دينياً وهمياً .. يخفون وراءه تنظيمهم السياسي !!
حيث زعموا إن لديهم إمام معصوم بين ظهرانيهم .. يسألونه فيُجيب .. بشرط أن يدفعوا له الخمس (ناقشنا قصة الإثناعشرية مع الخمس في مشاركة سابقة فراجعها) ..
إذاً .. لا داعٍ للإجتهاد وإستنباط الأحكام والإجماع !!
لذلك .. زعموا إنه لو أجمع مئة عالم على رأي .. وقال المعصوم رأياً آخر .. فإنهم سيأخذون برأي المعصوم .. ويتركون إجماع العلماء .. حتى لو كانوا ألفاً !!
فقالوا :- " وأما الإجماع ، فعندنا حجة بإنضمام المعصوم (إليه) ، فلو خلا المائة من فقهائنا عن قوله لما كان حجة ، ولو حصل في إثنين لكان قولهما حجة " ( المعتبر للمحقق الحلي 1/ 31 ، بحار الأنوار للمجلسي 86/ 222 ) ..
---------------------------------------------------------------------------------------
ولكن .. برغم وجود إمامهم المعصوم (بزعمهم) .. رأوا إن الروايات المنقولة عنه متنافضة ومتعارضة ويكذب بعضها بعضاً !!
كيف .. وهم يقولون لدينا إمام واحد معصوم (في كل زمان) ؟؟؟؟
عندها زعموا إن إمامهم المعصوم قد تعمّد غصدار فتاوى متناقضة .. من باب التقية .. لكي يحميهم من أذى السلطان !
فقالوا :- " سئل (عليه السلام) عن إختلاف أصحابنا (الشيعة) فقال ع :- " أنا فعلتُ ذلك بكم ، لو إجتمعتم على أمر واحد لأخِذ برقابكم " (البحار للمجلسي/ باب علل إختلاف الأخبار 2/ 236 ) ..
وبهذا تحوّل إمامهم .. حسب قولهم .. من مرجع ديني يجب عليه قول الحق ولو هددوه بالقتل .. إلى رئيس تنظيم سياسي سري يفعل كل شيء من أجل البقاء .. ولو عن طريق لبس الحق بالباطل وتحريف الدين !!
------------------------------------------------------------------------------------------------
وبدلاً من أن يأمرهم إمامهم بالتقريب بين المذاهب والحفاظ على الوحدة بين طوائف المسلمين (كما يدعون في إعلامهم أحياناً) .. إذا به يأمرهم سراً بمخالفة أهل السنة على طول الخط :- " إذا ورد عليكم حديثان مختلفان فانظروا ما يخالف العامة (السنة) فخذوه ، وانظروا ما يوافق أخبارهم فدعوه (البحار للمجلسي 2/ 235) ..
وهكذا أصبحوا تنظيماً سياسياً منافقاً ذا وجهين : وجه علني يجامل أهل السنة وينادي بالوحدة الاسلامية وتقريب المذاهب .. ووجه سري يبغض أهل السنة ويُكفّرهم ويخالفهم في كل شيء تقريباً :- " خالطوهم بالبرانية ، وخالفوهم بالجوانية ، إذا كانت الإمرة صبيانية " (الكافي للكليني 20/ 220) ..
بالله عليك .. أهذا دين يرضاه الله ورسوله ؟؟؟؟
أم تنظيم سياسي منافق مبني على كراهية الصحابة وأهل السنة .. حتى النخاع ؟؟؟؟
---------------------------------------------------------------------------------------
أما دعوتهم إلى التقريب والوحدة الاسلامية .. فهذه من باب الكذب والخداع .. بإسم التقية المداراتية !
وقد قالها خميني نفسه :-
" فتارة تكون التقية خوفاً ، وأخرى تكون مداراة ،،،، والمراد بالتقية مداراةً أن يكون المطلوب فيها نفس شمل الكلمة ووحدتها بتحبيب المخالفين وجر مودتهم " (الرسائل للخميني 2/ 174) ..
وهذا أمر واضح من خميني .. بإباحة الكذب والخداع مع أهل السنة .. لكسب مودتهم !!
--------------------------------------------------------------------------------------
قد يسأل سائل :- إذا كان خميني قد كتب هذا بكل وضوح ، فلماذا إنخدع به الكثير من أهل السنة وعلمائهم وشيوخهم ؟
الجواب :- هذا بسبب غفلة أهل السنة .. وتقصير علمائهم في الإطلاع على حقيقة عقيدة الشيعة الإثناعشرية .. وجهلهم بذلك جهلاً شنيعاً .. أدى إلى تشييع العديد من السنة سابقاً .. فأصبح أبناؤهم اليوم مقاتلين في مليشيات شيعية .. يقتلون أولادنا بغسم الثأر للحسين !!
ولا أظن إن علماءنا الغافلين .. سينجون من حساب يوم القيامة .. على كل قطرة دم سنية .. يسفكها شيعي ..
&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&

ثم حلّت بالشيعة الرافضة كارثة .. عندما توفي الحسن العسكري (رحمه الله) ، سنة 260 هجرية ، دون ولد يعقبه !!
فحسب عقيدتهم .. هل تخلى الله تعالى عن البشر .. وقطع عنهم لطفه ؟؟!!!

عندها إضطروا إلى إختراع فكرة وجود إمام معصوم غائب عن الأنظار خوفاً من أعدائه .. هو المهدي المنتظر !!
ولكن لكي يستمر في مهمته كقائد ومرشد وهادٍ للناس .. لا بد من إيجاد وسيلة إتصال بينه وبين شيعته !

فزعموا إن هناك سفير أو نائب للمهدي (!!) .. هو حلقة الوصل بين الإمام المعصوم وأتباعه .. يأخذ منهم أموالهم ( بإسم الخمس ) وأسئلتهم .. ويوصل لهم أجوبة المعصوم وإرشاداته .. ولا يجوز لأحد أن يعترض على السفير .. فمن يعترض عليه كأنما يعترض على الإمام نفسه !!

وإستمروا بهذه الحيلة .. لمدة سبعين سنة تقريباً .. إلى أن ظهر البويهيون .. وإحتلوا إيران .. وتوجهوا إلى بغداد (عاصمة الخلافة العباسية) لإحتلالها ..

إن البويهيين هم من الفرس الشيعة .. ولا مانع لديهم من نشر التشيّع .. بشرط أن يبقوا محتفظين بالمُلْك والسلطان ، ولا يتنازلوا عنها .. لا لمعصوم ، ولا لسفير معصوم !!

عندها فكّر شيوخ الإثناعشرية وأحبارهم في هذا الوضع المحرج .. فوجدوا أنه من الأفضل أن يتنازلوا عن فكرة (سفير المهدي) .. في مقابل مساندة البويهيين لعقيدة الإثناعشرية وترويجها ..
------------------------------------------------------------------------------------

ولذلك أعلن الإثناعشرية .. في سنة 329 هجرية .. إن مهديهم المعصوم قد دخل في (غيبة كبرى !!) .. ولا يستطيع بعد الآن أن يراه أحد .. إلى أن يظهر في آخر الزمان ..

يبدو إن هذا هو التفسير المنطقي الوحيد لما حصل .. وإلا ، كيف تفسرون غياب الإمام في (غيبوبة) كبرى .. متزامناً مع ظهور أول دولة شيعية في المنطقة (البويهيين) ؟
ألا يُفترض العكس ؟! إذ ، مع بروز قوة الشيعة ، وضعف العباسيين .. يجب على الإمام القائد أن يظهر .. ليقود الجمع المؤمن !!!! لكنه فعل العكس !!!!

فالحقيقة ، أنه لا يوجد مهدي بن الحسن العسكري .. والإثناعشرية إخترعوا فكرة (سفير المهدي) للإستمرار في خداع الناس .. ثم تخلوا عن هذه الفكرة بسبب مجيء البويهيين الرافضين لأي منافس لهم على السلطة ..
-------------------------------------------------------------------------------------------

لكنهم وقعوا في مشكلة جديدة .. فقد غاب إمامهم المعصوم ، ومات آخر سفير له .. فإلى من يذهبون ليرشدهم إلى طريق الصلاح والسعادة في الدارين ؟؟ هل إنتهى لطف الله ؟؟

هنا ، إبتكروا كذبة جديدة .. فقالوا : إن الفقيه المجتهد هو نائب المعصوم ، ويقوم بأعماله .. وله كل سلطاته تقريباً .. ولا يجوز الإعتراض عليه .. فمن يعترض عليه كأنما يعترض على المعصوم نفسه !! (عقائد الإمامية للمظفر ص 34 ) ..

لاحظ إن الإثناعشرية إعترفوا أخيراً بما كانوا يرفضونه من قبل .. فقبلوا أخيراً بقيادة العلماء والفقهاء (رغم إنهم غير معصومين) .. بينما في السابق ، كانوا يقولون :- لا ! لا بد من إمام قائد معصوم يختاره الله تعالى بنفسه !!
----------------------------------------------------------------------------------

ثم وقعوا في مشكلة أخرى .. فعندما أراد علماؤهم وفقهاؤهم أن يفتوا لأتباعهم .. تفاجأوا بأن معظم أحاديثهم ورواياتهم متناقضة ومتعارضة وضعيفة السند !!
فعلى ماذا يستندون في فتاويهم ؟؟!!

عندها إضطروا إلى الإستعانة بوسائل أخرى لإستنباط الأحكام .. ومنها الإجماع ..
-----------------------------------------------------------------------------------------------

لكن ، كيف إستطاعوا أن يوفّقوا بين متناقضين :- عقيدة إتباع المعصومين حصراً ، والضرورة إلى إتباع غير المعصومين في زمن الغيبة ؟؟

حسب معنى عبارة (إمامية) .. فإن الإجماع لا معنى له ، إلا إذا وافق قول المعصوم !
قالوا :- " وأما الإجماع ، فعندنا حجة بإنضمام المعصوم (إليه) ، فلو خلا المائة من فقهائنا عن قوله لما كان حجة ، ولو حصل في إثنين لكان قولهما حجة " ( المعتبر للمحقق الحلي 1/ 31 ، بحار الأنوار للمجلسي 86/ 222 ) ..


إذاً ، لا يوجد معنى للإجماع .. المهم هو كلام المعصوم ..
------------------------------------------------------------------------------------------

ولكن ، كيف نعرف إن رأي (المعصوم الغائب) مع هذه المجموعة من الفقهاء أو تلك ؟؟

لقد جاؤوا بفكرة مضحكة للغاية !!
فقالوا : إذا كانت المجموعة معروفة الإسم والنسب فلا نأخذ برأيها .. بل نأخذ بالمجموعة التي فيها رجل مجهول الهوية والنسب .. فقد يكون هو الإمام المهدي ( راجع/ عدة الأصول للطوسي 2/ 628 ، معالم الدين لإبن الشهيد الثاني ص 173 ، نهاية الأصول للمنتظري ص 531 ، بحار الأنوار للمجلسي 1/ 36 ) ..
أكاد أموت من الضحك كلما قرأتُ كلامهم هذا .. والحمد لله على سلامة العقل والدين ..
لاحظوا شدة خوف وجبن إمامهم ! إنه يدخل سراً في إجتماعاتهم دون أن يُعرّفهم بنفسه !!
رجل بهذا الخوف والجبن والضعف .. هل يستحق لقب إمام الثقلين ؟؟

&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&
المهم إنهم .. بعد الغيبة الكبرى .. أصبحوا في وضع لا يُحدسون عليه !
إمامهم غائب في (غيبوبة كبرى) .. ولا يوجد له سفير .. ولا أي وسيلة تواصل بينه وبينهم !
رواياتهم ضعيفة ومتناقضة ومتعارضة .
. حتى قال شيخ طائفتهم (أبو جعفر الطوسي) :- " أحاديث أصحابنا ،، وقع فيها من الإختلاف ، والتباين ، والمنافاة ، والتضاد ، حتى لا يكاد يتفق خبر ، إلا وبإزائه ما يُضاده ، ولا يسلم حديث ، إلا وفي مقابله ما ينافيه " ( التهذيب للطوسي 1/ 1 ) ..
كما قال شيخهم البروجردي :- " لعل (الحديث) الصحيح المعتبر المدرج في تلك الكتب (الكتب الأربعة الرئيسية عند الإثناعشرية) كالشعرة البيضاء في البقرة السوداء " (طرائف المقال للبروجردي 2/ 308 ) .
ما الحل ؟
لم يجدوا حلاً سوى العودة إلى ما رفضوه من قبل .. وهو قيام غير المعصوم بإستنباط الأحكام بالطرق الفقهية المعروفة .. ومنها الإجماع ..


لكنهم أفرطوا فيه .. وجعل كل عالم عندهم ، إذا أراد أن ينتصر لرأي ما ، يقول :- وعليه الإجماع !! حتى حصل تناقض في إجماعاتهم !! مما أدى إلى أن يستهزأ بعضهم ببعض في ذلك !

يقول عالمهم يوسف البحراني مستهزئاً بالإجماع وبالذين يستعملونه :- " إن أساطين الإجماع (يقصد الإثناعشرية الذين أكثروا من إستعمال الإجماع) كالشيخ (الطوسي) والمرتضى وإبن إدريس واضرابهم ، قد كفونا مؤونة القدح فيه (يقصد الإجماع) وإبطاله ، بمناقضاتهم بعضهم بعضاً بدعواه ، بل مناقضة الواحد منهم نفسه في ذلك .. ولقد كان عندي رسالة .. في الإجماعات التي ناقض الشيخ (الطوسي) فيها نفسه " (الحدائق الناضرة للمحقق البحراني 1/ 37 ) ..
-----------------------------------------------------------------------------------------
ويقول علامتهم المجلسي منتقداً شيوخه القائلين بالإجماع :- " ثم إنهم .. لما رجعوا إلى الفروع ، كأنهم نسوا ما أسسوه في الأصول ، فادعوا الإجماع في أكثر المسائل ، سواء ظهر الاختلاف فيها أم لا ، وافق الروايات المنقولة فيها أم لا ! حتى أن السيد (الشريف المرتضى) وأضرابه كثيراً ما يدّعون الإجماع فيما يتفردون في القول به ، أو يوافقهم عليه قليل من أتباعهم . وقد يختار هذا المدّعي للاجماع قولاً آخر في كتابه الآخر !! وكثيراً ما يدعي أحدهم الاجماع على مسألة ، ويدعى غيره الإجماع على خلافه ... ولا يخفى أن في زمان الغيبة لا يمكن الإطلاع على الإجماع ... وأيضا دعوى الاجماع إنما نشأ في زمن السيد (المرتضى) والشيخ (الطوسي) ومن عاصرهما ثم تابعهما القوم ، ومعلوم عدم تحقق الإجماع في زمانهم ، فهم ناقلون عمن تقدمهم ... وما قيل من أن مثل هذا التناقض والتنافي الذي يوجد في الإجماعات يكون في الروايات أيضا ، قلنا : حجية الأخبار ووجوب العمل بها مما تواترت به الأخبار ، و إستقر عليه عمل الشيعة ، بل جميع المسلمين في جميع الأعصار ، بخلاف الإجماع الذي لا يُعلم حجيته ولا تحققه ، ولا مأخذه ولا مراد القوم منه " (بحار الأنوار للمجلسي 86/ 222 ) ..
-------------------------------------------------------------------------

وقال آخر :- " إن الناقلين لمثل هذا الإجماع كثيراً ما يخطؤون في هذا النقل ، ويختلفون فيه أكثر من إختلاف الرواة في أخبار الآحاد ، كما يظهر لمن تتبع مواضع نقلهم إياه . وقد أفرد الشهيد الثاني قريباً من أربعين مسألة نقل الشيخ الطوسي فيها الإجماع ، مع أنه بنفسه خالف في الحكم فيها بعينه ! إما في كتابه ذلك بعينه ، أو في كتابه الآخر . وذكر إن الشيخ (الطوسي) قال في (كتاب) النهاية في كتاب الحدود : إن من إستحل أكل الجري والمارماهي وجب قتله . وهذا دعوى الزيادة على الإجماع على تحريم أكلها ، مع أنه في كتاب الأطعمة من النهاية بعينه جعلهما مكروهين !! قال : وقد أفردنا هذه المسائل للتنبيه على أن لا يغتر الفقيه بدعوى الإجماع ، فقد وقع فيه الخطأ والمجازفة كثيراً من كل واحد من الفقهاء ، سيما من الشيخ (الطوسي) والمرتضى - انتهى كلامه - . وكثيراً ما يقع منهم نقل الإجماع في مسألة على حكم ، مع نقل الإجماع على خلاف ذلك الحكم بعينه في تلك المسألة بعينها ، إما في ذلك الكتاب بعينه أو في غيره " (الأصول الأصيلة للفيض القاساني ص 145 ) ..
------------------------------------------------------------------------------
وقال آخر :- " إن الاجماع المنقول في كتب الفقهاء متعارض في كثير (من) المَحال ، حتى من الشخص الواحد " (كشف الغطاء لجعفر كاشف الغطاء 1/ 33 ) " ونحن نرى إن أكثر الاحكام مستندها الاجماع " (نفس المصدر ص 34 ) ..



------------------------------------------------------------------------------------------------------------------

ثم حاولوا الإعتذار عن هذه (اللخبطة) .. فذكروا إن علماءنا يقصدون بالإجماع هو الشهرة ! (معالم الدين لإبن الشهيد الثاني ص 174) ..

أنظر – يا رعاك الله – كيف يتلاعبون بالمصطلحات ، ويحرّفون الكلم عن مواضعه ! لأن الإجماع هو إتفاق جميع العلماء على رأي واحد .. أما المشهور فمعناه وجود عدة آراء ، والرأي المشهور هو الحائز على موافقة الأغلبية من العلماء ..

وقد إنتبه بعضهم إلى ذلك فرفضه .. وإعتبره عدولاً عن معنى " المصطلح المتقرر في الأصول " ( نفس المصدر السابق ) ..

--------------------------------------------------------------------------------------------

وحاول آخر أن يتخلص من هذه الورطة .. فقام بخلط الأوراق .. ومزج الإجماع بالنص الصحيح !! فقال :- " فإذا إستدلوا (يقصد علماء الإثناعشرية) في مسألة بالإجماع ، أرادوا بذلك قول المعصوم (ع) ، ولكن لا بالسماع من شخصه ، بل بوصول نص صحيح معتبر من أحد من الأئمة الإثنى عشر إلى ناقل الإجماع " ( نهاية الأصول للمنتظري ص 535 ) ..

ما هذا الهراء ؟؟ لو كان لديهم نص صحيح معتبر في مسألة ما .. فلماذا الللجوء إلى الإجماع ؟؟؟
-------------------------------------------------------------------------------------------

وفي النهاية .. إضطر بعضهم إلى رفض الإجماع أصلاً (نهاية الأصول للمنتظري ص 530) ..
وإعترف أحدهم بأنه لا يمكن مساواة إجماع علمائهم .. مع كلام المعصوم ..
فقال :- " ألا ترى علماء المعقول – مع تعمقهم ودقة إنظارهم – كثيراً ما إتفقوا على بعض المسائل في أعصار متتالية ، ثم ظهر خلافها بالدليل والبرهان " ( نهاية الأصول للمنتظري ص 534 ) ..

وقال آخر :- " إن تحقق هذا الإجماع في زمن الغيبة متعذر " ( الحدائق الناضرة للمحقق البحراني 1/ 35) .. " وبها يظهر جواز مخالفة الفقيه المتأخر لغيره من المتقدمين في كثير من المسائل التي ادعوا فيها الاجماع ، إذا قام عنده الدليل على ما يقتضي خلافهم ، وقد اتفق لهم ذلك كثيرا " (نفس المصدر 22/ 631) ..
وقال آخر :- " وثبوت الاجماع بهذا المعنى بعد عصر الأئمة عليهم السلام في غاية الاشكال ، لتفرق العلماء وانتشارهم في البلدان واطراف أقاليم الأرض ، مع استتار البعض واختفائه ، والعادة يقتضى من العلم بمثل هذا الاتفاق متعذر أو متعسر " (ذخيرة المعاد للمحقق السبزواري - ج 1 ق 1 - ص 50 ) ..

-----------------------------------------------------------------------------------------

الخلاصة :- لقد إفترى الإثناعشرية أول كذبة .. عندما قالوا بضرورة وجود معصوم حي في كل زمان لكي يعلّم الناس أمور دينهم .. ثم وقعوا في مأزق بعدما توفي الحسن العسكري دون خلف .. فتارة يقولون : له سفير .. وتارة يلغون فكرة السفير ، وينادون بسلطة الفقيه المجتهد كنائب للمهدي !!

فإنتقلوا من ولاية المعصوم .. إلى ولاية غير المعصوم !!!
ولو أنهم تابوا من البداية ، وعادوا إلى الدين الحق .. لكان خيراً لهم ..

ولكنهم تمادوا في الغي .. فأخذوا يُطلقون الكذبة وراء الأخرى .. حتى وقعوا في دوامة عجيبة من التناقضات ..
هداهم الله إلى سواء السبيل .. آمين ..







 
قديم 25-11-17, 06:44 AM   رقم المشاركة : 10
طرابلسي سني
عضو ذهبي







طرابلسي سني غير متصل

طرابلسي سني is on a distinguished road


سلام
اريد تفصيل اكثر عن هذه النقطة مع ذكر نصوص ومصادر تشير الى تغيير الخط او ان المهدي ترك الكتابة في عهد الثالث


"لكن المزوّر الذي كان يكتب لهم هذه الرقاع .. وهو محمد بن عثمان العمري (السفير الثاني للغائب) .. توفي سنة 305 ! فماذا يفعلون ؟
جاء السفير الثالث .. وهو حسين بن روح النوبختي .. وأخبر شيعته إن المعصوم لن يكتب شيئاً بعد اليوم .. بل يملي عليه إملاءاً !!! وإنطلت الحيلة على عوام الشيعة الاثناعشرية ."







 
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:53 AM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "