المختصر/ نشرت صحيفة" جمهوري إسلامي" الإيرانية المحافظة السبت 19 مارس 2011م مقالا بعنوان (السعودية واللعب بالنار) لوزير الخارجية الإيراني السابق منو جهر متكي دعا فيها الحكومة السعودية إلى سحب قواتها من البحرين قبل فوات الأوان ، مشيراً إلى أن الأحداث في البحرين شهدت تطورين على الصعيدين السياسي والأمني أولهما زيارة وزير الدفاع الأمريكي روبرت غيتس إلى البحرين ولقائه مع العاهل البحريني والتطور الثاني إرسال ألف من القوات السعودية إلى البحرين.
وقال:"إن أمريكا وبعد زيارة غيتس بدأت لعبة مزدوجة حيث نصحت بتجنب العنف وأيدت إرسال قوات سعودية إلى البحرين وعلى الأقل توجد عشر دول عربية من بينها السعودية تواجه هذه التحولات فالتوقع الرئيسي للشعب هو أن تسمع مطالبه والعمل على تلبيتها ،ولم يذكر أي تقرير أن الشعب بادر إلى ممارسة الاعتداء والعنف فقد طرح المواطنون بشكل سلمي،وقد تنبه المسئولون البحرينيون بسرعة في الأيام الأولى للاحتجاجات الشعبية إلى خطأ استخدام القوات العسكرية في مواجهة الشعب وأعادوا الدبابات والآليات العسكرية إلى المعسكرات ومع ذلك وللأسف من خلال تحريض وتحكم الأمريكيين والإصرار المستمر للحكومة السعودية فقد تمهدت الأرضية لتواجد قوات أجنبية في هذا البلد".
وتابع:"وفي الواقع ما هو استدلال السعودية لإرسال قوات عسكرية إلى البحرين ؟ وبالنيابة عن أي دولة أو دول تقوم السعودية بهذا الإجراء ؟ من هي الجهة المسئولة عن مقتل العديد وإصابة المئات من البحرينيين في عدوان القوات العسكرية السعودية على البحرين ؟".
وتساءل متكي:"ما هي الأهداف التي تتوخاها السعودية من هذا التدخل السافر ؟ وما هو وضع السعودية في التطورات الأخيرة ؟".
وأضاف:"إن السعودية دخلت العام الماضي في حرب محدودة لصالح الحكومة اليمنية وضد شعب هذا البلد ويبدو أن أداء العسكريين السعوديين في الحدود الشمالية لليمن يوحي بفشل مهمتهم وبالرغم من جر عاهل السعودية إلى المنطقة لرؤية استعراض القوات السعودية فإن ملف التدخل السعودي غير الصائب في شؤون اليمن الداخلية قد أغلق بدون أي توضيح".
وأشار إلى أن السعودية وباعتراف صريح للمسئولين العراقيين كان لها الدور الأكبر في التدخلات المزعزعة للأمن في شؤون العراق الداخلية خلال السنوات الست الماضية فمعظم الأفراد الذين يقومون بعمليات إرهابية ويتم تصديرهم من الدول العربية إلى العراق هم من الوهابيين والسلفيين والقاعدة التابعين للسعودية طبعا فان ليبيا والقذافي تحتل المرتبة الثانية في هذا المجال ، فاغلب التفجيرات والمجازر الوحشية التي نفذت في العراق كانت من قبل هذه العناصر والسؤال ما هي نتيجة هذه الأعمال بالنسبة للسعودية؟.
وأفاد بان السعودية فشلت في تقديم أداء مقبول في التحولات الأخيرة ، "فالحكومة السعودية منحت اللجوء لدكتاتور تونس الهارب الذي امتنع أسياده الغربيون السماح له بالطيران والإقامة في بلدانهم ،وهو ما يذكر شعوب المنطقة بالإجراء الذي قام به النظام المصري السابق فيما يتعلق بشاه إيران".
وتساءل وزير الخارجية الإيراني السابق:"هل مليارات الدولارات من سبائك الذهب ومجوهرات الشعب التونسي التي أخرجتها عائلة زين العابدين بن علي من البلاد موجودة حاليا في السعودية ؟ يجب على الحكومة السعودية أن تعطي توضيحا لماذا أكدت مع الكيان الصهيوني والإدارة الأمريكية على دعم وحماية دكتاتور مصر حسني مبارك ؟ وإصرارها على بقاء هذا النظام الخائن بالرغم من إرادة الشعب المصري على إسقاطه وتشجيعها حسني مبارك في اتصالات هاتفية متعددة على مقاومة الشعب أمام أنظار ثوار مصر ؟".
وزعم متكي "إن الحكومة السعودية تواجه حاليا مطالبات العديد من فئات شعبها فالملك عبد الله عاهل السعودية وبعد تسلمه الحكم بعد فترة طويلة من ولاية العهد أوحى انه يريد أن يكون عهده مختلفا عن أسلافه وإعطاء دور اكبر للشعب في إدارة شؤون البلاد وإبداء مزيد من الاهتمام بقضايا العالم الإسلامي واتخذ إجراءات رمزية من اجل وحدة الفصائل الفلسطينية وجعل المبادرة العربية في جدول أعمال الجامعة العربية كأرضية لتحقيق قسم من مطالبات الفلسطينيين وكانت برامج التلفزيون السعودي أيضا مليئة بعرض الزيارات التفقدية الأبوية للشعب السعودي".
ورأى أنه يجب الالتفات إلى أن طبيعة القادة والحكام تتضح أثناء الأحداث الصعبة والأزمات فعندما تطلب حكومة ما مساعدة من قوات خارجية لقمع شعبها فهي في الحقيقة قد فقدت شرعيتها،ومن جهة أخرى وبنظرة إلى مصير المحتلين في مناطق مختلفة بالإمكان استشراف مستقبل الجنود السعوديين في البحرين.
واستطرد متكي:"نوجه نصيحة ودية إلى حكام السعودية بان يقوموا بإخراج قواتهم العسكرية من البحرين قبل فوات الأوان وكذلك بدلا من القمع تلبية مطالب الشعب السعودي واجعلوا الغرب بقيادة أمريكا وكذلك الكيان الصهيوني الآيل إلى السقوط المتهمين الأوائل في إيجاد ودعم الأنظمة الدكتاتورية في المنطقة يدفعون ثمن ثورات الشعوب المسلمة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا".
واختتم مقاله بأن الخيار الوحيد للحكومة السعودية وباقي الحكومات في المنطقة هو القبول بالحقائق الجديدة ومواكبتها في إيجاد أنظمة قائمة على مطلب ومشاركة الشعب في تقرير مصيره وأي خيار آخر هو اللعب بالنار.