هل يجوز قتل "النواصب" ؟
كتابات - عبد الله الفقير
في جميع عوالم الكائنات الحية التي خلقها رب العالمين قلما تجد تلك الرغبة في القتل بين ابناء تلك الاحياء مثلما تجدها بين بني البشر!,وقد اثبتت الدراسات ان حتى الحيوانات المفترسة لا تفترس رغبة في الافتراس وانما لسد حاجتها من الطعام ,فان انتفت تلك الحاجة لم تتعد ذلك بقطرة دم.فمنظر الدم مروع وقبيح ومقزز حتى لاشد حيوانات العالم وحشية.ومفارقة اخرى ,انك لا تجد ذلك النوع من التوحش والقتل بين ابناء الطبقة الواحدة من الحيوانات,فالاسد مفترس لغير بني طبقته,والنمر مفترس على غيره من ابناء جلدته,وكذلك الافعى و الذئب وحتى الدبوروالنملة,اما الانسان فانك لا تجده مفترسا على بني بشرته!!!,فالانسان وحشي فقط في الفتك ببني طبقته من الكائنات الانسانية,بل هو انساني وعطوف ورقيق منتهى الرقة امام الاسد وامام الذئب وامام الخروف,الم تسمع جمعيات الرفق بالحيوان الغربية التي حرمت على المسلمين ذبح الخرفان لان ذبح الخرفان ليس من اعمال الانسانية!!! ,لكنك رغم ذلك قلما تجد من بني البشر من يستهجن القتل الوحشي الذي يتعرض له بني البشر من ابناء جلدتهم خصوصا من تلك الجمعيات التي تخشى على الحيوانات اكثر من خشيتها على البشر,بل انك لا تجد من يستنكر قتل المسلمين بالالوف او بالملايين,وقلما تجد من يستهجن قصف الصواريخ وهدم البيوت على الابرياء,الا اذا كان المستهدف هم ابناءالغرب وبعض رعاياه,ربما تبرير ذلك يقول ان الغرب قد صنف بني البشر الى طبقات,فاصبحت طبقات ابناء الغرب طبقة مختلفة عن طبقات باقي بني البشر وبالتالي اصبح من حق طبقة بني الغرب التوحش على باقي طبقات بني البشر الفقيرة وهي تستهجن ما تتعرض له طبقتها فقط ,رغم اننا قد نسال:لماذا يتوحشون على غيرهم من طبقات البشرية ولا يتوحشون على الحيوانات؟.هل يعدّون الحيوانات طبقة فوق طبقة بني البشر من الطبقة الدونية التي يصنفوننا تحتها؟,ليتهم عاملوا بني البشر من غير طبقتهم مثلما يعاملون طبقة الحيوانات التي شكلوا لها جمعيات الرفق وشكلوا لنا جمعية للرفق بنا ,فكل الاحصاءات تشير الى ان ما يتعرض اليه الانسان من الطبقات الدونية(طبقتنا) من وحشية وعدم"الرفق" اضعاف ما يتعرض له غيره من الكائنات الحية,ولا نعرف بالضبط السر الذي جعل بني الغرب يعشقون دم بني البشر الدونيين اكثر من عشقهم لدماء الحيوانات؟.
قد لا يقتصر الامر على الغرب في عشق دماء بني البشر,فالطبقات الدونية من البشر (وفق التصنيف الغربي) تحمل في طياتها ايضا حب الايغال في دماء طبقتها,فماذا يعني ان تسمع وانت في القرن الحادي والعشرين من يحل دماء"النواصب"؟ ماذا يعني ان يحل قتل الانسان لانه يكره "عليا"؟ ماذا يعني ان تجيز دولة العملاء في العراق قتل"النواصب" ولا تجيز قتل الكفار؟؟.
نسمع بين الفينة والاخرى من عملاء الحتل الايراني او الامريكي(ولا فرق بين الاثنين) نسمع بين الحين والاخر من يتهدد "النواصب" بالقتل والتدمير والتهجير,وآخر تلك التهديديا كان ما اطلقه الفار"مقتدة",حيث توعد "النواصب" بالقتل ,وهنا نسال دولة القانون التي يزعم المالكي وعصابة العمامة السوداء انهم اقاموها:
هل في دولة قانونكم الحق في قتل كل من يخالف عليا او يقول بعدم شرعيته في الخلافة؟
هل قانونكم لا يحاسب من قتل من لا يعترف بعليا وصيا او خليفة اول للمسلمين؟
هل من قانون دولتكم ان يسمح بالتمثيل بجثث النواصب لانهم لا يقولون بالهية علي ونبوته الغير شرعية؟
ثم من هم النواصب الذين تحلّون قتلهم وتعتبرونهم جنس من البشر غير جنسكم يحل لكم ان تستبيحوا حرماتهم وتشوهوا اجسادهم بالتيزاب والدريل؟
هل هم من ناصب العداء لعلي؟ ان كان عليا واهله قد ماتوا منذ مئات السنين فعن اي نواصب تبحثون؟هل عن اهل السنة؟ هل احللتم طبقة اهل السنة واعتبرتموهم من غير طبقة ابناء"الخاصة" لذلك اطلقتم عليهم لقب "ابناء العامة" في تمييز علني وواضح وصريح؟ اهل السنة يعتبرون عليا من الخلفاء الراشدين وهم بالتالي لا يبغضونه ولم نسمع لحد الساعة من يلعنه مثلما نسمع لحد الساعة من يلعن ابن الخطاب جهارا نهارا ومن فوق هذا الموقع تحديدا,رغم ذلك اقول,لو كان هنالك من يبغض عليا فعلا ويلعنه فهل يجوز للحكومة العميلة قتله او حتى محاسبته؟ اذا لماذا لا تجيز قتل من يعلن ابن الخطاب او تحاسبه ان كانت حكومة للعراقيين جميعا؟؟.
لم نسمع لحد الساعة من يحاسب الفار مقتدة على تهديداته الصريحة والموثقة بحق"النواصب" الذين هم اهل السنة ,ولم نسمع من يحمله تبعة ما يقول وهو وعصابته ممن ينشرون تلك التهديدات ويرددونها بكرة واصيلا,والامر بالتاكيد ليس مقصورا على الفار مقتدة,فعمار الزنيم ووالده وزبانيته كلهم يرددون نفس العبارات باسليب مختلفة, فبينما صنف مقتدة العراقيين بين نواصب ومؤمنيين,صنفت عصابة الحكيم العراقيين بين انصار اهل البيت واعدائهم,وهم بذلك احلوا قتل اعداء اهل البيت جهارا نهارا دون ان تقول لهم دولة القانون انكم بقولكم ذلك حرضتم على القتل تحريضا صريحا يكفي لاي جاهل شيعي ان يقراء في احد فتاوي المجوسي السيستاني حديث الشيعة عن احقية قتل اعداء اهل البيت حتى يجد السكين في يده قد تمرغت بدماء احد ابناء السنة المساكين.
قد يظن الشيعة ان حصولهم على عرش العراق بمعونة الامريكان سوف ينجيهم من لعنات التاريخ وغضبة اهل السنة الذين يفوق عددهم المليار من الذين نا عادوا يرون غير الشيعة عدوا ,مثلما لا يرى الشيعة عدوا غير اهل السنة,ولقد حذرنا قبل سنين من ان المشروع الشيعي لاحتلال المنطقة قد فشل بسبب انكشاف خطته السرية قبل ان تتم جميع مراحله مما عرضه للانتقاد بل وللمجابهة من قبل اهل السنة قبل ان يستمكن منهم,وها نحن اليوم نشهد انحسار المشروع الشيعي بطريقة لم يسبق لها مثيل بل اننا نبشر بانهيار المشروع الشيعي بالتزامن مع المشروع الامريكي لانهم ببساطة جعلوا من المشروع الامريكي دالة لمشروعهم,وبالتالي فبمجرد سقوط المشروع الامريكي الذي يحمي الشيعة سوف ينهار المشروع الشيعي مباشرة بعد ان يعجز عن صد المد السني الجارف والذي يفوقه عددا وعدا وخبرة.
ما حصل مؤخرا من توقيع معاهدة بين بعض السلفيين في لبنان وبين حزب الله الشيعي ثم خروج الشارع السني اللبناني ضد هذه المعاهدة كشف لاول مرة ان الشارع السني لم تعد تنطلي عليه الاعيب الشيعة التي يتسترون خلفها بكلمات الاخاء والتسامح والتوافق ,وتلك احد اكبر المؤشرات على انهيار المشروع الشيعي الذي استطاع من خلال مصطلحات الاخوة تلك التغلغل كل ذلك العمق في جسد الامة الاسلامية,ولهذا ايضا نجد اليوم من يتصدى للمشروع الشيعي في كل العالم,حتى في دول الغرب تجد اليوم من يحذر من المشروع الشيعي ويصرح علانة بان الشيعة ليسوا مسلمين لذلك لا يؤخذ بقولهم,وذلك بالضبط ما جعل الشيعة في العالم الغربي ينظر اليهم كاتباع دين لا يمت الى الاسلام بصلة مما جنب المسلمين الكثير من التهم التي كانت لتنهال عليهم لو اعتبروا الشيعة منهم وخصوصا ما يظهر من الشيعة من ممارسات التطبير واللطم وتقديس الاموات التي هي عماد الانتشار الاسلامي في الغرب .
اني اعتقد جازما ان ليس هنالك في هذا العالم من يناصب العداء لسيدنا علي رضي الله عنه ممن آمن بمحمد رسولا من عند الله,لكني رغم ذلك اقول جدلا لو وجد هنالك من يمقت عليا فهل يجوز قتله؟ اذا كان من حق صدام وستالين وهتلر ان يقتلوا كل من لا يحبهم او لا ينتمي لاحزابهم ومعتقداتهم.وتلك دول همجية العقيدة رغم تطورها الحضاري فكيف بنا بدولة متخلفة عقديا وحضاريا؟؟ كان الله في عون "النواصب".
http://www.kitabat.com/i42931.htm