العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتديات الخاصة > منتدى مقالات الشيخ سليمان بن صالح الخراشي رحمه الله

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 04-12-16, 01:00 PM   رقم المشاركة : 1
سليمان الخراشي
حفظه الله







سليمان الخراشي غير متصل

سليمان الخراشي is on a distinguished road


مقتطفات من بحث الدكتور عبدالوهاب أبوسليمان عن منهج الشيخ محمد بن عبدالوهاب الفقهي

بسم الله الرحمن الرحيم


للدكتور / عبدالوهاب أبوسليمان - وفقه الله - بحثٌ رصين ومختصر عنوانه ( خصائص التفكير الفقهي عند الشيخ محمد بن عبد الوهاب ) - مطبوع ضمن بحوث ندوة دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب، الجزء الأول - .
أجاد فيه الدكتور - بحكم تخصصه - في تلخيص منهج الشيخ محمد بن عبدالوهاب الفقهي المعتدل - كما يأتي - .


فحبذا لو قام الدكتور بطبعه مستقلاً ؛ لمسيس الحاجة إليه في هذا الباب الذي تتنازع فيه الآراء ، مابين جامدٍ متمذهب ، وجريء غير متمذهب .


وإليكم مقتطفات من البحث :



( إن أهمية الدعوة السلفية التي نهض بها شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب، والتي تركت آثارا فكرية واضحة في كثير من المجتمعات الإسلامية في الوقت الحاضر، استقطبت الباحثين ووجهت أنظار المفكرين، فاستقلت بدراسات موسعة وبحوث علمية مختلفة، والجانب العقدي منها والمتمثل في حياة الشيخ نفسه وإنتاجه العلمي فيها كان له منها النصيب الأوفى، وهذا عائد إلى طبيعة دعوته والأولوية التي تصدى لها وركز عليها في دعوته، وهو تصحيح العقيدة الإسلامية لدى المسلمين. فبسلامتها يسلم للمرء كل شيء، وبفسادها يضيع كل شيء.
وإذا كان هذا هو الجانب الأهم في دعوته، فالجانب الثاني المهم هو تصحيح المسار الفقهي التشريعي بين المسلمين، والجوانب الإصلاحية التي نادى بها في هذا المجال! وخصائص تفكيره تجاه مسائله، وهذا لم يتجه إليه أكثر الباحثين، وهذه الدراسة تهتم بصورة خاصة بالخصائص الفكرية في اتجاهه الفقهي للتعرف على طبيعة دعوته واتجاهاته ) .




( إن الشيخ محمد بن عبد الوهاب لم يدّع الاجتهاد، ولكنه يدعو إليه عندما تختلف الآراء وتتعارض الأقوال، فحينئذ يتوجب الرجوع إلى الكتاب والسنة يستخلص منها الحكم الذي تطمئن إليه نفسه ) .



( والشيخ محمد بن عبد الوهاب وإن لم يؤثر عنه اجتهادات لم يسبق إليها إلا أن منحاه منحى اجتهادي، بمعنى أنه يسلم بالرأي إذا كان يعتمد على استدلال قوي مبني على فهم سليم. وهذا هو الموقف الذي أعلنه ونثره في مؤلفاته ومراسلاته إلى كل من يرغب الوقوف على حقيقة أمره ) .



( والحقيقة المسلّمة أن الشيخ محمد بن عبد الوهاب ينتمي إلى أسرة عريقة في المذهب الحنبلي؛ إذ غالب أفرادها من الفقهاء والقضاة الحنابلة، ولكنه يتميز عنها بأنه أضاف إلى حنبليته عنصراً جديداً: هو ما اكتسبه من دراسته وعكوفه على التراث العلمي لشيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم، فأمدته بخصائص فكرية وفقهية خاصة برزت بنتائجها وآثارها على مواقفه من كثير من القضايا الفقهية ) .



وقال بعد أن استعرض رسالة " رفع الملام " لشيخ الإسلام ابن تيمية :


( ولقد جاء موقف الشيخ محمد بن عبد الوهاب متطابقا مع موقف شيخه ابن تيمية في هذه القضية، مقدرا لجهود الأئمة الفقهاء، ومعتزا بانتسابه إليهم وانتمائه إلى جمهورهم. هذا ما أعلنه صراحة وأعرض هنا له بعض هذه المواقف التي تكشف عن هذا الجانب في تفكيره ) .



( أما في مجال التأليف فإن السمة البارزة لنشاطاته في هذا المجال أنه عمد إلى مؤلفات هامة في موضوعها ذات اهتمامات خاصة في فروع علمية متعددة، لخصها وبسطها للقارئ لتكون سهلة التناول قريبة الفهم، ويهمنا هنا من هذه المؤلفات ما يقع في إطار الدراسات الفقهية.
وقع اختياره على تلخيص كتابين من أهم كتب المذهب الحنبلي هما كتاب "الشرح الكبير " من تأليف شمس الدين، أبي الفرج، عبد الرحمن ابن أبي عمر بن قدامة المقدسي، المتوفى سنة 682، وكتاب "الإنصاف في معرفة الراجح من الخلاف" الأول منها مدونة واسعة في الفقه الحنبلي، يعني مؤلفه إلى ذكر اختلاف الآراء مع سرد الدليل لكل قول، والآخر يعرض لآراء الفقهاء الحنابلة عموما في المسائل التي بحثها ) .




( وتبدو مظاهر المرونة الفقهية واضحة عند الشيخ محمد بن عبد الوهاب في جانبين رئيسيين:

الأول: موقفه من آراء مخالفيه في الفروع.

الثاني: مسائل الأحكام والفتاوى ) .



وكل هذه الحقائق تثبت أن (الحنبلية الفقهية) عنوان المرونة ومظهر مشرف على اتساع الأفق الفقهي وتطوره. هذه جملة من أبرز خصائص التفكير لمدرسة شيخ الإسلام أحمد بن عبد الحليم ابن تيمية الفقهية، وهي تبدو منسجمة متوافقة، ففيها المذهبية المعتدلة وفيها الإنصاف والتقدير الكامل لتراث السلف في غير ما إفراط أو تفريط وهي المدرسة التي أعجب بها شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب وانصهر في بوتقتها، وكان لها أكبر الأثر على أعماله الفكرية، وهو ما نحاول تبيينه في الدراسة التالية ) .




وختم الدكتور بقوله :

( من خلال الدراسات السابقة للتراث الفكري الفقهي لشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب، تجلت لنا خصائصه الفكرية في هذا الجانب متميزة بتقدير التراث الفقهي، تعطيه حقه من التقدير في غير مبالغة أو مغالاة تؤدي إلى الجمود وذوبان الشخصية، فهو متمذهب وهو حنبلي ولكنه بعيد عن الجمود، فالواجب في نظره اتباع العلماء في إجماعهم، فإذا اختلفوا فالمرجع والمرجح هو الكتاب والسنة مع مرونة فقهية في تطبيق أحكامها، فالأحكام على العفو والإباحة ما لم يرد دليل صريح بالتحريم، ولا اعتراض على المخالف في مسائل الاجتهاد.

إنها صورة مثالية تأخذ من التراث وتستفيد منه وتعتمد عليه في اعتدال لا جمود، واجتهاد يتمشى وروح الشريعة الإسلامية، ومرونة لا يغير ملامحها الشريعية بواقعية تعيش ظروف عصرها.

إن هذه النوعية من الفقه والفقهاء هي ضالة العصر المنشودة، وهي أيضا المثل الوسط الذي لا يجمد على القديم لدرجة العبادة والتقديس، ولا يتمرد عليه لحد الإنكار والجمود.

إن الأمة الإسلامية لو اهتدت إلى إيجاد جيل من الفقهاء يحمل هذه الخصائص والصفات، فإنها ستعيد للفقه الإسلامي إشراقه وحيويته ودوره في حياتنا الحاضرة ولم يعدم الإسلام عبر قرونه تقديم نماذج متجددة من هذه الأمثلة لإبقائه حيا متجددا، مهما تقادم الزمن، والله يقضي بالحق وهو الهادي إلى سواء السبيل ) .




البحث كاملاً :

http://shamela.ws/browse.php/book-11173#page-1






  رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:17 PM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "