ولذلك فليكن أول ما تسأل الصوفي عنه:
كيف تثبتون الدين؟
ومن أين تتلقون عقيدتكم؟
فإذا قال لك الصوفي:
من الكتاب والسنة.
فقل له:
الكتاب والسنة يشهدان أن إبليس كافر
وأنه وأتباعه في النار
كما قال تعالى:
(وقال الشيطان لما قضي الأمر إن الله وعدكم وعد الحق
ووعدتكم فأخلفتكم وما كان لي عليكم من سلطان
إلا دعوتكم فاستجبتم لي
فلا تلوموني ولوموا أنفسكم
ما أنا بمصرخكم وما أنتم بمصرخي
إني كفرت بما أشركتمون من قبل
إن الظالمين لهم عذاب اليم).
والشيطان هنا هو إبليس
بإجماع المفسرين من السلف،
ومعنى (وما أنتم بمصرخي)
ما أنتم بمستطيعين تخليصي وانجائي.
ومعنى ذلك أنه معهم في النار.
فهل تعتقدون أنتم أيها الصوفية ذلك؟
فإن قال لك الصوفي
نعم نعتقد أن إبليس وأتباعه في النار.
فقد كذب عليك،
وإن قال لك لا نعتقد أنه في النار
ونعتقد أنه تائب مما كان منه،
أو أنه موحد مؤمن كما قال أستاذهم الحلاج.
فقل له قد كفرتم
لأنكم خالفتكم كتاب الله وأحاديث الرسول وإجماع الأمة
أن إبليس كافر من أهل النار.
وقل له:
قد حكم شيخكم الأكبر ابن عربي أن إبليس في الجنة وفرعون في الجنة
(كما في الفصوص)
وقد حكم أستاذكم الأعظم الحلاج أن إبليس هو قدوته
وشيخه هو فرعون
كما جاء في الطواسين (ص52)
فما قولك في ذلك؟
فإن أنكره فهو مكابر جاحد.
أو جاهل لا يدري.
وإن أقر بذلك وتابع الحلاج وابن عربي
فقد كفر كما كفروا
وكان من إخوان إبليس وفرعون
فحسبه بذلك صحبة في النار.
وإن أراد التلبيس عليك وقال:
إن كلامهم هذا شطح قالوه في غلبة حال وسكر،
فقل له:
كذبت فهذا الكلام في كتب مؤلفة
وقد صدر ابن عربي كتابه الفصوص بقوله:
(إني رأيت رسول الله في مبشرة (رؤيا) في محروسة دمشق
وأعطاني هذا الكتاب وقال لي أخرج به على الناس).
وهذا الكتاب هو الذي ذكر فيه أن إبليس وفرعون
هم من العارفين الناجين،
وأن فرعون كان أعلم من موسى بالله.
وأن كل من عبد شيئاً فما عبد إلا الله،
والحلاج كذلك كتب كل كفرياته في كتاب
ولم يكن شطحاً أو غلبة حال كما يقولون،
فإن قال لك الصوفي:
لقد تكلم هؤلاء بلغة لا نعلمها
فقل له:
لقد كتبوا كلامهم بالعربية وشرحه تلاميذهم وقد نصوا على ذلك.
فإن قال:
إن هذه لغة خاصة بأهل التصوف لا يعرفها غيرهم،
فقل له:
إن لغتهم هذه هي العربية
وهم قد نشروها في الناس ولم يجعلوها خاصة بهم
وقد حكم علماء المسلمين على الحلاج بكفره
وصلب على جسر بغداد عام 309 بسبب مقالاته
وكذلك حكم علماء المسلمين بكفر ابن عربي وزندقته،
فإن قال لك الصوفي:
لا أعترف بحكم علماء الشريعة
لأنهم علماء ظاهر لا يعرفون الحقيقة.
فقل له:
هذا الظاهر هو الكتاب والسنة
وكل حقيقة تخالف هذا الظاهر فهي باطلة
وما الحقيقة الصوفية التي تدعونها؟
فإن قال لك
هي شيء من الأسرار لا ننشره ولا نذيعه.
فقل:
فقد نشرتموه وأذعتموه
وهو أن كل موجود في زعمكم هو الله
وأن الجنة والنار شيء واحد
وأن إبليس ومحمد شيء واحد
وأن الله هو المخلوق والمخلوق هو الله
كما قال إمامكم وشيخكم الأكبر:
العبد رب والرب عبد*** يا ليت شعري من المكلف؟
إن قلت عبد فذاك رب*** وإن قلت رب أنى يكلف؟
فإن أقر بذلك وتابع هؤلاء الزنادقة
فهو كافر مثلهم
وإن قال:
لا أدري ما هذا الكلام ولا أعلمه
ولكني أعتقد إيمان قائليه ونزاهتهم وولايتهم.
فقل له:
إن هذا كلام عربي واضح لا غموض فيه.
وهو ينبئ عن عقيدة معروفة هي وحدة الوجود
وهي عقيدة الهنادك والزنادقة
نقلتموها إلى الإسلام
وألبستموها بالآيات القرآنية والأحاديث النبوية.