صبحي ال"سايكوباثي"
عمر الغريب
يحاول الدكتور صبحي هنا اثبات (تناقض اساس علم الجرح و التعديل مع مبادئ القرآن الكريم), و كعادته ينجح فقط في اثبات ان منكري السنة (و هو على رأسهم) هم أجهل الناس في الاستدلال بآيات القرآن الكريم و في فهمها و استنباط الاحكام منها ! يقول صبحي – بعد ايراده الآيات التي تحرم تزكية النفس و ذم الغير - : (فكيف بأولئك يتكلمون عن خفايا قلوب معاصريهم بل وسرائر رواة ماتوا من قبل ولم يروهم ؛ يقولون هذا ثقة وذاك مجروح مطعون فيه) .. و هو هنا يقصد أهل الجرح و التعديل من علماء الحديث!!
و هذا الاسقاط باطل علميا , فعلم (الجرح و التعديل) ليس فيه تزكية مطلقة للذات و لا جرحا مطلقا للآخر و لا هو مدح للمُعدّلين من الرجال و لا ذم أو سخرية من المجروحين ! قضية الجرح و التعديل هي باختصار (هل يجوز أخذ الحديث من هذا الشخص أم لا..؟) . و هنا يجوز – و بمنطوق القرآن الكريم نفسه – تناول الاشخاص المعنيين (الرواة) بالجرح أو بالتعديل أو تزكية النفس لتوثيق الحديث دون مخالفة مبادئ القرآن الكريم , لانه – اي الجرح و التعديل – مجرد وسيلة و أداة لتوثيق الأحاديث و ليس وحيا من الله تعالى و لهذا فمن الطبيعي أن يعتمد على جهود البشر و خبراتهم ببعضهم البعض مثله مثل أي علم آخر !
فعندما يتعلق الامر بالمصلحة العامة فلا بأس – مثلا - من تزكية المرء لنفسه كما ورد في قوله تعالى -على لسان يوسف عليه السلام-:
(قَالَ ٱجْعَلْنِى عَلَىٰ خَزَآئِنِ ٱلأَرْضِ إِنِّى حَفِيظٌ عَلِيمٌ). يوسف:55
فهنا وصف يوسف عليه السلام نفسه بصفات الأمانة و العلم و لم ينكر الله تعالى عليه ذلك , و لا يمكن الاحتجاج هنا بالقول إن يوسف عليه السلام كان نبيا , و ذلك لانه زكى نفسه في أمر دنيوي بحت و هو (ادارة مخازن القمح) لا في شأن ذي علاقة بالدين , بالاضافة الى انه لم يكن نبيا في عين الملك المصري الذي لم يكن يؤمن بنبوته .
اما التزكية التي نهى الله تعالى عنها فهي ادعاء الانسان أنه (من المهتدين) أو الصالحين أو من الناجين أو انه من اولياء الله تعالى ..الخ . فهذه الامور الحكم فيها لله تعالى فقط .
أما في ما يخص الطعن أو الجرح في راو ما لتبرير ترك روايته فلا يدخل كذلك في السب و اللمز و السخرية التي نهى الله عنها (كما يدعي صبحي), فالله تعالى يقول :
(وَٱلَّذِينَ يَرْمُونَ ٱلْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُواْ بِأَرْبَعَةِ شُهَدَآءَ فَٱجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلاَ تَقْبَلُواْ لَهُمْ شَهَادَةً أَبَداً وَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْفَاسِقُونَ). النور :4
فإذا كانت شهادة المرء في قضية صغيرة (كجريمة سرقة أو ما شابه) لا تقبل لمجرد أنه لم (يأت بأربعة شهداء) على جريمة زنا (قد تكون وقعت فعلا) , أفليس من باب أولى اتباع نفس المبدأ في قضية أكثر خطورة و أدوم أثرا كمسألة توثيق حديث الرسول صلى الله عليه و سلم ؟ قد يقول قائل : المتحدث في الآية هو الله تعالى أما اهل الجرح و التعديل فهم بشر فلا وجه للمقارنة و الاستدلال ! صحيح أن صاحب الحكم في الآية هو الله تبارك و تعالى و لكن الآية لم تحدد اشخاصا بعينهم لنحصرها فيهم , بل وضعت مبدأ واضحا يجيز الطعن في شهادة شخص (لا في الشخص نفسه) اذا توفرت سابقة معينة لهذا الشخص , و هذا دليل على أن الطعن في شهادة شخص ما (الجرح) لا يتناقض مع القرآن الكريم إذا كان فيه مصلحة عامة للمسلمين أو كان يدفع ضررا, فكما أن شهادة القاذف بلا اربعة شهود لا تقبل , فكذلك رواية من عرف عنه الكذب أو الخداع أو غيره لا تقبل . و هنا أسال الدكتور صبحي , إذا أتاك صديق لك يثق بك و سألك عن شخص معين يريد هذا الصديق أن يشاركه في التجارة , و كنت تعرف عن ذلك الشخص أنه مخادع و نصاب , فهل ستنصح صديقك بمشاركته رغم علمك أنه نصاب , أم ستنصحه بعدم مشاركته و تبين له ما تعرفه عن سوابق ذلك الشخص النصاب ؟
و الآن إلى مقتطفات من مقال سابق لصبحي تبين للقارئ الواعي تناقض هذا الشخص مع القرآن الكريم و مع نفسه شخصيا , فهو هنا يريد نسف الحديث الشريف بدعوى أنه (قائم على علم الجرح و التعديل الذي يتناقض مع القرآن) و لقد بينت كذب هذا الادعاء و أن الجرح و التعديل موجود في القرآن الكريم . بينما ستوضح المقتطفات التي ساسوقها أن أساليب صبحي في تشويه سمعة مناوئيه (حتى الأموات منهم) و الطعن في دينهم و اخلاقهم هي التي تتناقض مع القرآن الكريم , بل و مع الفطرة الانسانية السلمية .
ففي مقاله الكيدي الحقير (الشعراوى .. من تانى ..وحكاية الاشرطة الجنسية )=< (http://www.arabtimes.com/portal/arti...&ArticleID=811)
1- كتب صبحي : (فى نفس الوقت كان رئيس الجامعة وقتها ( الدكتور محمد السعدى فرهود ) تتهمه جريدة الوفد باختلاس ملايين مما كان يعرف بالمركز الهندسى ، وكان شيخ الأزهر وقتها ( جاد الحق ) تتهمه جريدة الوفد بأنه استولى على قصر فخم فى المعادى كان لبعض الأميرات ثم صودر وتحول الى معهد ازهرى للبنات ثم استولى عليه فضيلته لنفسه..)
و هنا يقوم صبحي بترديد اتهامات "وردت في صحف" ضد اشخاص ( قد تكون بينهم و بين تلك الصحف حساسيات او خلافات لا يهم) , و يتلو صبحي تلك الاتهامات و كأنها حقائق في مخالفة صريحة لقوله تعالى :
(يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُوۤاْ إِن جَآءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوۤاْ أَن تُصِيببُواْ قَوْمَا ً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُواْ عَلَىٰ مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ).الحجرات:6
ما الفرق هنا بين صبحي و بين بعض العاطلين من رواد المقاهي الذين يرددون ما تكتبه الصحف من تهم و خلافه بحق اشخاص و كأنه قرآن ؟ هل هذه اساليب علماء أو أخلاق مسلمين ؟ ثم يأتي صبحي لينسف سنة المصطفي صلى الله عليه و سلم برمي علماء الحديث بالباطل و ينسى نفسه !!
2- كتب صبحي ايضا في نفس المقال الشائن : (اتهام الشيخ الشعراوى بالشذوذ الجنسى كان شائعا فى حياته . وقد أشير الى اعترافه جزئيا بها فى التليفزيون حين علّق ضاحكا عن اتهامه (بمحبة الحلوين ) ودفاعه بالأحاديث التى تتكلم عن ( حسان الوجوه) ) !!!
و هنا سؤال : ما الذي يحمل شخصا كصبحي الى توجيه مثل هذه التهمة الباطلة و الخطيرة بحق الشيخ الشعراوي (و الرجل بات بين يدي خالقه ) ؟
الجواب : لا شيء سوى طبعه الميال لتشويه الكبار و رغبته في ان يكون هو مركز الكون , و لهذا حاول عبثا أن يجرد النبي صلى الله عليه و سلم من كونه اسوة المسلمين الذي جسد الاسلام و مبادئ القرآن , و لهذا لم يسلم علماء الاسلام و رواة الاحاديث من قلم صبحي الذي طالت سمومه الجميع ! إذا ً حلال على صبحي أن ينال من سمعة الشعراوي و غيره من العلماء (ناهيك عن الصحابة) و يردد عنه ما يقر هو نفسه بأنها شائعات (اتهام الشيخ الشعراوى بالشذوذ الجنسى كان شائعا) فيشوه الاعراض لخدمة دعوته,و في المقابل حرام على علماء الحديث أن يحكموا على راو ما بأنه (ثقة أو غير ثقة) من اجل توثيق الحديث الشريف و تنقية السنة المطهرة دون الطعن في عرض فلان أو في شرف علان كما يفعل صبحي, يا له من منطق !!!
اختم بهذا السطر من نفس المقال السابق لأنه يلقي الضوء على نفاق صبحي و منطقه الحرباوي الذي يحل له ما يحرم على غيره : يكتب صبحي و يقول :
(حين أكتب عن الشخصيات التاريخية و السياسية يكون التركيز على السيئات لإحداث إصلاح) !
من هذا السطر الاخير و من كل ما سبق يتضح للعاقل تلون صبحي و نفاقه . فهو عندما يشرع في ما يسميه "اصلاحا" يجيز لنفسه (جرح و تعديل) الأولين (الشخصيات التاريخية)و المعاصرين و الحكم على اقوالهم و افكارهم بناء على "سيئاتهم و حسناتهم " من وجهة نظره , لكنه عندما يريد الطعن في اصل الاحاديث الشريفة يعود و يدعي أن الجرح و التعديل (يناقض القرآن الكريم) , و هذا نمط وصولي معروف عند المرضى (السايكوباثيين) من سياسيين و غيرهم و الذين يتمسحون بالفضيلة عند نقد خصومهم لكنهم يدوسون على كل فضيلة في طريقهم لاهدافهم المشبوهة ,و لا يعرف المرء لهم لونا واحدا لأنهم يميلون مع مصالحهم و اهدافهم المشبوهة و لا يثبتون لذلك على مبدأ واحد !