سلمان العودة يدعو حزب الله لتغيير اسمه

[اخت المسلمين]

حذر الداعية السعودي الشيخ سلمان بن فهد العودة، المشرف العام على مؤسسة "الإسلام اليوم"، من اشتعال حرب تسلح في لبنان بين فريقي الموالاة والمعارضة ربما تعيد البلاد إلى أجواء الحرب الأهلية، معتبرا الحل في إيجاد "توافق سياسي وطائفي".
وكجزء مما يراه حلا للأزمة اللبنانية دعا الشيخ العودة حزب الله إلى تغيير اسمه، وإعادة ترتيب أوراقه سياسيا وعسكريا لتجنب تكرار أخطاء الماضي، منتقدا تمسكه بالسلاح بعيدا عن الدولة.
ورفض حسين رحال مسئول الإعلام في حزب الله التعليق على تصريحات الشيخ العودة قائلا لشبكة "إسلام أون لاين.نت" اليوم الثلاثاء: "لا تعليق رسميًّا على تصريحات العودة"، ولكنه تساءل بخصوص المطالبة بتغيير اسم الجماعة: "وهل خادم الحرمين هو وحده خادم الحرمين في العالم".

سباق تسلح

وكان الشيخ العودة حذر في برنامجه "حجر الزاوية" على قناة "إم بي سي" الفضائية مساء أمس، من انطلاق سباق تسلح في لبنان، تحت أي ذريعة، مثلما يتذرع حزب الله بحمل السلاح لمواجهة إسرائيل.

وقال إن حزب الله يردد أن السلاح هو فقط لمواجهة إسرائيل، لكنه خلال أحداث بيروت الأخيرة "تسرّع في استخدام السلاح لحماية السلاح، ونقض قراراته المؤكدة بأن السلاح فقط لمواجهة العدو".

وتساءل مستنكرا: "ما الذي يمنع الدوائر والجهات الأخرى (الموالاة) أن تحاول امتلاك السلاح أيضا، ولو بحجة الدفاع عن نفسها، أو تحرير البلد في مواجهة عدو محتل؟!"، مشيرا في هذا الصدد إلى أن "مسئولا كبيرا بالأمم المتحدة حذر قبل أسبوع من تهريب كميات كبيرة من الأسلحة إلى لبنان".

واعتبر أن سباق التسلح يعيد شبح الحرب الأهلية، قائلا: "ما الذي يحول دون أن تكون لبنان مستعدة لدخول مرحلة جديدة بعد سنة أو سنوات يكون فيها الفرقاء كل واحد منهم متذرعا بكميات كبيرة من الأسلحة، والثقة المفرطة بالناس... بينما الآخرون عملاء لهذا الطرف أو ذاك، بحيث تعود أجواء الحرب اللبنانية؟!".

وأكد وجود "حاجة لتوافق سياسي وطائفي"، محذرا من أن "إسرائيل ربما تحقق من خلال الخلاف الذي يعصف بالفرقاء (اللبنانيين) ما لم تستطع آلتها العسكرية تحقيقه".

اسم قرآني

كذلك دعا الشيخ العودة حزب الله إلى تغير اسمه؛ لأن "حزب الله اسم قرآني" ينطبق على مليار وخمسمائة مليون مسلم، وليس على فصيل معين.

وذكر بقول الله تعالى: "أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ" (المجادلة:22)، (فَإِنَّ حِزْبَ اللّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ).[المائدة: 56].

ورأى أنه "لا يجوز أن يكون هناك احتكار لهذا الاسم لفصيل معين كائنًا ما كان أداؤه أو دوره أو مهمته".

وهون من دعوته لتغيير الاسم، معتبرا أن الأمر ليس صعبا طالما غير الحزب سياساته، مضيفا أن "حزب الله نشأ على خلفية الثورة الإسلامية في إيران (1979)، وكان أحد أذرع هذه الثورة، وبدأ حزبا راديكاليًا نفذ تفجيرات داخل لبنان وخارجه، ولكنه بعدها غير سياساته ليتحول إلى حزب وطني وسياسي".

وأعرب عن اعتقاده بأن حزب الله بعد أن غير سياساته الراديكالية إلى سياسة وطنية في مرحلة من المراحل أصبح بحاجة إلى إعادة ترتيب أوراقه واتخاذ قرارات سليمة، سواء فيما يتعلق بالاسم، أو فيما يتعلق بالسياسة.

واعتبر أن "هناك أخطاء وقعت على الصعيد السياسي والعسكري يجب تلافيها"، وحمل حزب الله ضمنا مسئولية توريط لبنان في حرب يوليو 2006 مع إسرائيل، وإن اعترف بانتصاره في هذه الحرب، فإنه رأى أن هذا الانتصار لا ينسب للحزب وحده، بل للمسلمين جميعا.

الحوار الوطني

وتجيء تصريحات الشيخ العودة بعد نحو أسبوع من انتهاء الجلسة الأولى من مؤتمر الحوار الوطني اللبناني، التي اتفق الفرقاء خلالها على الخامس من نوفمبر المقبل موعدا للجلسة الثانية التي ستركز على الإستراتيجية الدفاعية.

وتتمسك المعارضة والموالاة بمواقفهم حيال الإستراتيجية الدفاعية، إذ تعتبر الموالاة أنه لا مناص من تحكم الدولة في قرار الحرب والسلم، الذي ترى أن حزب الله بات يحتكره، بينما تقول المعارضة إنه لا مجال للتضييق على المقاومة اللبنانية لحين استعادة الأراضي المحتلة.

وكان مؤتمر الحوار انطلق بتأكيد رئيس الجمهورية ميشال سليمان على السعي للتوافق على إستراتيجية دفاعية في مواجهة الأخطار، تعتمد على الجيش والدبلوماسية وطاقات المقاومة التي يمثلها حزب الله.


موقع الاسلام اليوم


http://www.islamtoday.net/pen/show_a...95&artid=14135