اغتصاب طفلة برئية ( مرة أخرى ) على يد شياطين جيش الدجال بمدينةالبصرة.! على ( مها ) السلام وعلينا النواح! - قصة موثقة ترويها والدة الضحية
2008-09-15 :: بقلم: هناء إبراهيم* ::
عدد القراء 1537
التنويه الأول:
نستميح القارئ عذرا ونحن نخرج من ذواتنا سعيالتوثيق ( حادث مؤسف ) مرّ علينا كما مرت آلاف مؤلفة من ( الحوادث المؤسفة ) على مدىخمس سنوات ونيف من عمر عراقنا الذي يعيش تحت الاغتصاب جهرا , وعلنا , وأمام مرأىمنظمات حقوق الإنسان ومؤسسات هيئة الأمم العطوف , والمنظمات النسوية التي هجمتبالآلاف على العراق رافعة راية الاتفاقية الدولية لرفض كل أشكال التمييز ضد المرأةوالطفلة ( سيداو), وبينما يتحدث مسوقي الاحتلال عن المبادرة الأمريكية في الذهاببالديمقراطية الى العراق ويبشرون " بدولة " القانون ,و بينما اعتلى المالكي عرشرئاسة الحكومة الرشيدة , نجد أنفسنا نخوض في وحل الأعراس الوحشية ودماء الطاهراتوالعرائس بناتنا الغضات الصغيرات البريئات , مغتصبات في أحضان بيوتهن وأمهاتهن .
مهمة التوثيق التي تخرجك من الذات لتقف إزاءها كمجرد ناقل اخرس للحدث , تجعلنا نفقد السيطرة على تقنية المهمة أو النقل , لا لسنا أدوات تسجيل , أو مجردمكبرات صوت, إننا نحمل في العب دماء ضحايانا وفي أحضاننا أنات المسبيات تتدفق عليناالدماء والأنات , وجعا نبثه بأصواتنا كأدوات تسجيل ولا من مجيب , أشلاؤنا المضرجةبالوجع مرمية في واد سحيق خلف لوائح حقوق الإنسان , ومظاهرات النسوة الأنيقاتاللواتي ينادين بالجندر , وإقامة مراكز إيواء للمعنفات من قبل الأسرة والرجل , يبذلن آلاف الدولارات الممنوحة من " مانحين " على ندوات تعقد في الفنادق الفاخرةللتوعية بمفهوم " النوع الجنسي " يطالبن برفع التحفظ عن اتفاقية " سيداو "و بمنحالمرأة حريتها .......!
وحين نتحدث عن الطفلة مها والطفلة عبير والطفل محمد .. وطفلات أخريات .. وأطفال آخرين .. يدرن وجوههن بلا مبالاة , فليس لقصصنا حصة فيأجندة الدورة ولا في أجندة جهة التمويل .. نحن الموثقون لسنا شياطين خرساء , ولاأحبارا غامقة فوق الورق الأبيض لا لسنا ألآت مسجلة فأية " دولة قانون " تعيد لناذواتنا التي تستنزف مع نزيف ضحايانا.. ودماء بناتنا المهدورة اغتصابا.. هل نقودمظاهرات احتجاج للمطالبة بحقوقنا ؟؟التي تتركز في شعار : كفى قتلا.. كفى اغتصابا ..نريد أن نكتب عن الحب لا الاغتصاب , عن الحياة وليس عن القتل والتهجير, عن وطن حرمحرر لا عن وطن مستباح بالاحتلال.
التنويه الثاني :
سمعنا كثيرا أنالتحول الى الديمقراطية بالمبادرة الأمريكية التي اتخذت شكل الغزو والاحتلال ... تستحق مليون ضحية أو مليونين بل سمعنا ترديد ما ردده هتلر من قبل ( أن قتل الثلثينيصح لبقاء الثلث )
من منح مبادرة وبوش في حمل " الديمقراطية " الى العراق حقاغتصاب مها !
فكيف بـ( ثلثي الشعب في العراق )؟
من يمنح والديّ مها حقمحاكمة بوش وإدارته بين البيت الأبيض في أمريكا وبين المنطقة الخضراء في العراق ؟
بل من يطالبنا بالسكوت عن الغضب مقابل المسامحة والتطبيع وتقبيل الأيادي ..فهلعلى مها التي لم تعد الى أهلها بعد .. " السلام " !! وعليناالعواء؟؟
التنويه الثالث :
إن التأخر في توثيق حادث اغتصاب الطفلة مهاعن موعد حدوثه جاء بسبب صعوبة الوصول الى أسرتها , وأمها تحديدا لتقص علينا ما جرىبالتفصيل الموجع حتى الانهيار..
فاقرؤوا معنا قصة اغتصاب مها كما روتها والدتها :
في ظل " دولة " القانون والخطة الأمنية!!
نروي الحادث على لسان أم مها ( و. ع . ا ) ونعتذر عن ذكر الأسماء احتراما لطلب ذويها , وهي محفوظة لدينا بكامل الهوية .
تتكون أسرة مها من الأم (و.ع.ا) مواليد\ 1967 وهي ربة بيت والأب ( ر.ن ) مواليد 1967 كان صاحب محل صياغة قبل أن ينهب , وقبل الحادث المؤسف الذي أصاب كبرىبناته الذي أحاله الى رجل غير متوازن غيبه عن صحوته , يرفض مقابلة أي إنسان , يمتنععن ممارسة دوره كأب أسرة وزوج ما لم تعد مها حتى لو بكفن ممزق ليدفنها ويهدأ شيء فينفسه .
للزوجين سبعة بنات وصبيان الكبرى مها الشهيدة المخطوفة وهي منمواليد (1991 ) , و ( س ) أنثى من مواليد ( 1993 ) و ( ن ) أنثى من مواليد ( 1995 ) . و ( ي ) ذكر من مواليد ( 1998 ) , و ( س ) أنثى من مواليد ( 2000) , و ( ن ) ذكرمن مواليد ( 2002 ) , و( ا ) أنثى من مواليد ( 2007 ) . كانت أسرة مها قد انتقلت منالبصرة الى ديالى عام 2000 بحثا عن الرزق حسب كلام أم مها , استقرت الأسرة في مقرسكناها الجديد حتى أوائل عام 2007 إذ أصابتها الفاجعة في وجودها فارتحلت نحو الضياع .
السرقة أولا..
تتحدث أم مها , نمتنع عن وصفها وهي تروي لنا مأساةأسرتها , تنقط لنا الحروف أسى ودم ولوعة وحسرة وانكسار.
تقول :ـ يوم 16ـ 12 ـ 2006 , تأخر زوجي عن عودته الى البيت , فقد كان مشغولا بمصيبته , فقد دخلت عصابةالى محله ظهر ذلك اليوم , هددته بالقتل , ثم شد رجال قساة عينيه ويديه , وانهالواعليه ضربا , واخذوا منه مفاتيح الخزنة ( القاصة ) سرقوا كل ( الحلال ) الذهب والمال , وعندما رجع الى البيت , عاد بحالة مزرية , واخذ مثل المجنون يتنقل هنا وهناك يسألعن العصابة علها ترد إليه " حلاله " كنت حينها حاملا بأصغر بناتي , وكنا نعيش قلقالوضع الأمني , وشعرنا إننا فقدنا كل شيء , المال والحلال ومصدر الرزق .
صمتوبكاء وعويل :
تماسكت أم مها وعادت تلقمنا الكلمات لنروي الحدث أمام الضميرالعالمي , ولكن ليس للذين يختزلونه بكلمة واحدة: انه صراع مسلح !! ثم ليسوغوا بعدهاألاف قصص الاغتصاب التي تلخص عملية اغتصاب العراق حتى اللحظة السوداء :
تتابعأم مها : بعد أسبوع , يوم 25 كانون الأول من عام 2006 تحديدا, وقرب الساعة الخامسةمساء ( اندفر الباب ) وتقصد ( اندفع بركلات ) دخل علينا شباب بعضهم بلباس اسودوملتحون ، وبعضهم بلباس عادي غير ملثمين , وعند الباب وقفت سيارة سوداء كبيرة ( لاتعرف نوعها ) داخلها مسلحون , وحول البيت مسلحون , أربع أو خمس مسلحين هم من هجمواالى داخل البيت , لم يكن زوجي موجودا , وكان يبحث عن حلاله , ليتنا اكتفينا بضياعالحلال وهربنا مباشرة..
بكاء وعويل ..
وتتابع أم مها :ـ قالوا لنا انهمجرد تفتيش عن الأسلحة وبعض الاستفسارات , عزلوني مع مها داخل الديوانية ( غرفةالضيوف ) وتركوا الأطفال البقية في غرفة أخرى , سألونا عن مذهبنا , قلنا لهم إننالسنا سنة ولا شيعة .
قال احدهم :ـ انتم حلال لنا مالا وعرضا وحياة !!...
صمت ..ونحيب..
تتماسك أم مها والدموع تغسل وجهها وهي تمسحها بفوطتها وتأخذ نفساطويلا ثم تتابع :ـ سحبوا البنت من خلف ظهري .. يريدون فضحنا , حاولت حماية طفلتي , ناشدتهم أن يقتلوني , أن يبعجوا بطني على أن لا يمسوا الصغيرة , يا ناس أنها طفلة , بنت 15 عاما , طفلة ما زالت تلعب , أي رعب الذي عاشته , أي رعب واجهته.. ضربوني , وضعوا السلاح فوق رأسي ..المشهد أمامي.. ابنتي مغطاة بدمائها وهم يتناوبون عليها ياللعار
أغمي عليّ, لم اعد اسمع صراخ صراخ طفلتي ولا صراخ أطفالي في الغرفة الأخرى ..عندما صحوت, كانت الطفلة فاقدة الوعي , حملوها بدمائها . وأخذوهامعهم..!
تتوقف أم مها عن الكلام , ثم تعلق :ـ لا جار فتح الباب .. لا احد حاولإنقاذنا ..أين حق الجار ؟
غرقت بدمائي , كنت أنزف بشدة , ربك يكتب لي أنأعيش ( بهاي ) بهذه الدنيا اللئيمة ويكتب لغيري الموت ..تفاجأ زوجي عندما وجد البابمفتوحا على مصراعيه , ليس من عادة باب بيتنا أن يشرع على العراء , أغمي على زوجي , فقد صوابه , اخذ يضحك ويبكي (منين يجيبها) من حلاله أو من عرضه ! كانوا هددونا أنلا نبلغ الشرطة , لكنه توجه الى مركز الشرطة ببعقوبة يشكو أمرنا , سألوه بكل برود :ـ هل تملك دليلا !! صرخ في وجوههم اسألوا الناس , الجيران .. الكل سيحدثكم عماأصابنا , قالوا له :ـ (روح بابا روح).!
الطفلة مها ذات الخمسة عشرة عامااختفت بمجرد أن انتهى عرس اغتصابها الوحشي , لا اثر لها ولا خبر , أعطتنا الأمصورتها , وهي بحوزتنا وليتنا لم نرها, يا لجرح الموَثِق .. والأب اليوم يقبع في ركنمن البيت , فارغ من الأثاث , يأويه وأسرته , لا يتكلم مع احد , لا يقترب من زوجته ,يضرب أبناءه بدون سبب لاسيما البنات . يصرخ بين الحين والآخر , أريد مها .. أينمها .
ملاحظة :
الأسرة تعيش على الصدقات وبعض المساعدات , غارقة بمشاعرالذل, والفاقة والحاجة والرغبة في الموت.