العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتديـــــــــــــات الحوارية > الــــحــــــــــــوار مع الاثني عشرية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
قديم 07-01-09, 05:30 PM   رقم المشاركة : 1
أبو العلا
مشرف سابق








أبو العلا غير متصل

أبو العلا is on a distinguished road


Exclamation الحسين والهاتفون باسمه

!




!




!

الحسين والهاتفون باسمه

صباح الموسوي

(المصريون) : بتاريخ 6 - 1 - 2009
في التاريخ البشري هناك العديد من البطولات والمواقف الإنسانية البارزة التي تستحق أن يتم تخليدها ‘ كما أن لجميع الأمم رموزا يعظمونها ويخلدون ذكراها إكراما للمواقف النبيلة والتضحيات الجسام التي قدمتها في سبيل الدفاع عن المبادئ والقيم الإنسانية
ونصرت المظلوم على الظالم .

و في تاريخنا العربي الإسلامي هناك أيضا الكثير من الشخصيات التي تستحق أن يخلّد ذكرها إكراما وعرفانا منا لشهامتها وتضحياتها الغالية التي قدمتها لهذه الأمة . ومن بين تلك الشخصيات التي استحقت أن تنال هذا التكريم ‘كان سيدنا الإمام الحسين بن علي صاحب وقعة كربلاء ‘ فهو لم ينل ذلك لكونه سبط الرسول الأكرم
( صلى الله عليه واله وسلم )‘ ولا لكونه ابن علي المرتضى الذي تغنى جبرائيل باسمه " لا فتى إلا علي لا سيف إلا ذو الفقار" ولا لكونه ابن السيدة فاطمة الزهراء بضعة المصطفى ‘
ليس لهذا كله أصبح الحسين رمزا خالدا في ضمير المسلمين ‘ و إنما صلابة إيمانه و جرأة موقفه الإنساني وتضحيته العظيمة ‘ هي التي كانت وراء جعل الحسين يصبح رمزا في حياة الأمة‘ والحياة موقف كما يقال . فالحسين لم يكن يبغي هدفا سوى تطبيق القيم والمعاني الإنسانية السامية التي حملتها عقيدته ‘ فهو القائل" أني لم أخرج أشرا ولا بطرا وإنما خرجت من أجل الإصلاح في أمة جدي رسول الله " ‘ فهذا هو الهدف والغاية التي خرج من أجلها الحسين وقتل في سبيلها‘
أذن خرج من أجل إصلاح الاعوجاج الذي ظهر في مسيرة أمته و خشي عليها أن تنحرف عن مبادئها التي أرساها سيد المرسلين‘ ولذلك عز على الحسين أن يرى هذه المسيرة‘ التي هي ثروة حضارية قيمة لما تحمله من مبادئ إنسانية و تحققت بفضل جهاد وتضحيات عزيزة ‘ يعبث بها أناس غلبت عليهم الأهواء والمصالح الدنيوية وراحوا يعيثون فسادا في الملك و يمارسون ظلما على العباد مشوهين الصورة الحقيقة لهذه المسيرة الحضارية ‘ ولهذا وجد أن لا خيار له سوى النهوض وإن كان في ذلك تضحية كبيرة ‘ فهو القارئ والمتدبر للقرآن الكريم الذي ينادي‘ ( والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا و إن الله لمع المحسنين : العنكبوت 69 ) ‘

و قد أراد أن يكون مثالا لقول الشاعر " والجودُ بالنفس أقصى غاية الجود ِ" وهل هناك أحب على الإنسان من روحه ‘ فلتكن إذن هي الثمن لبلوغ هدفه السامي . و بهذا أصبح الحسين رمزا للتضحية من أجل الحفاظ على هذه المسيرة و الدفاع عن المبادئ السامية التي حملتها والتي أراد المتعطشون للسلطة والمنحرفون عن جادة الصواب تحريفها .
ولكن لماذا عمل البعض على إفراغ الحركة الحسينية من مضمونها
وحولوا هذه الذكرى العطرة إلى مجرد قصة حزينة ومناسبة لجلد الذات وتأنيب الضمير والخنوع و زرع الضغائن وإشعال الفتن الطائفية العمياء ‘ أليس هذا هو الانحراف الذي حاربه الحسين؟.

لماذا لا تكون ذكرى واقعة كربلاء مناسبة لوحدة الصف الإسلامي إن كانوا حريصون على ذلك كما يزعمون والعمل على نشر المعاني الراقية التي حملتها الحركة الحسينية بدل أن تبقى هذه المناسبة وسيلة بيد الحاقدين والمتآمرين يستغلونها لتحقيق مآربهم الخبيثة.

لقد أجمع المسلمون على أن حب الحسين واجب ‘ و أن مقتله فاجعة وأن قاتله ( يزيد ) حاكم غشوم و طاغية ظلوم‘ فإذن لماذا تبقى حناجر الطائفيين تحرض على خلق الفتن بترديدها صيحات "يال ثارات الحسين " وكأن في الأمة اليوم من شارك في قتل الحسين قبل ألف وأربعة مائة عام وأصحاب هذه الشعارات يريدون الثأر منه ؟!. ثم طالما أنهم يتكلمون بمنطق الثأر فلماذا لا يثأرون للخلفاء الراشدين عمر وعثمان وعلي ‘ فهؤلاء أيضا قتلوا ظلما وعدوانا؟ ثم لماذا لا يجري الحديث عن المجازر العديدة التي ارتكبتها الفرق الباطنية ‘ و لماذا لا يتم الحديث عن أخذ الثأر من الذين تعاونوا مع الغزاة والمحتلين منذ غزو المغول لبغداد وإلى اليوم.

ثم ما الفائدة التي تجنيها الأمة من كل هذه الصيحات وهذه النعرات ونحن نشاهد الأعداء وطواغيت العصر يحتلون أرضنا ويدنسون مقدساتنا و يهتكون كرامتنا ويصنعون لنا في كل يوم كربلاء جديدة يذبحون فيها عشرات الأطفال والنساء والشيوخ من أهلنا ‘ أهذه هي الدروس التي أراد لنا الحسين أن نتعلمها من حركته ‘ مجرد لطم
وعويل وشج للرؤوس وتأجيج نار الخلافات والأحقاد الطائفية باسم التباكي على الحسين؟‘ فأي درس يتعلمه الإنسان من هذا الاستعراض العاطفي والشحن الطائفي الذي يخلو من أبسط معاني الحركة الحسينية التي هي أنموذج لحركة التصحيح الفكري والعقائدي ‘ وحركة من أجل الدفاع عن الكرامة والحرية الإنسانية التي أراد سلطان الجور إلغاءها .
فمن يهتف باسم الحسين عليه أن يطبق المنهج الحسيني في الإيمان والعمل لا أن يختلق له شعارات زائفة ومناهج مضللة وينسبها للحسين . ثم إن قيمة الدرس الذي نتعلمه من الحركة الحسينية تكمن في العمل به على ظهر الواقع و ليس بترديده على أعواد المنابر .


كاتب أحوازي
http://www.almesryoon.com/ShowDetailsC.asp?NewID=58453&Page=1&Part=11






من مواضيعي في المنتدى
»» النظام التونسي يشن حملة جديدة ضد الحجاب
»» رفقاً أهل السنة بأهل السنة / لفضيلة الشيخ عبد المحسن العباد
»» أغزوت الروم
»» شكرا لمؤتمر دوربان2 الذي عرى نظام إيران
»» المالكي المعصوم وإيران المنزّهة والعراق الخاطئ
 
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:07 AM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "