العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتـــــــــديات العـــــــــــامـــة > الــــحــــــــــــوار العــــــــــــــــــام

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 30-10-14, 07:06 AM   رقم المشاركة : 1
ابويزن القصيمي
عضو ذهبي






ابويزن القصيمي غير متصل

ابويزن القصيمي is on a distinguished road


منذ لحظة الاقتحام وحتى تنفيذ القصاص.. الرواية الكاملة لحصار الحرم المكي في 15 يومًا

منذ لحظة الاقتحام وحتى تنفيذ القصاص..



الرواية الكاملة لحصار الحرم المكي في 15 يومًا


عمل جهيمان بن محمد بن سيف العتيبي (قائد المجموعة التي اقتحمت الحرم) موظفًا بالحرس الوطني السعودي عدة سنوات، وقبلها درس الفلسفة الدينية في جامعة مكة المكرمة والجامعة الإسلامية في المدينة المنورة، وهناك التقى محمدَ بن عبد الله القحطاني، أحد تلامذة الشيخ عبد العزيز بن باز، وتوطدت العلاقة بين الرجلين، بعدما تَوَافَقَا فكريًّا في العديد من الرؤى، قبل أن يُقررا معًا اعتزال المجتمع ورفضه باعتبار أنه "مجتمع كافر".

بدأ "جهيمان" و"القحطاني" نشر أفكارهما بين عدد من الشبان، وهي الأفكار التي لاقت صدى كبيرًا لدى البعض، خاصةً في المساجد الصغيرة بالمدينة المنورة، حتى تحول أتباعه إلى جماعة ما لبثت أن تنامت وكبرت، وبات أفرادها يُعدون بالآلاف، وخلال تلك الفترة، تزوج "القحطاني" من شقيقة "جهيمان" مما زاد من أواصر التقارب بينهما.

ومن خلال الرسائل التي كان يكتبها "جهيمان" لأتباعه، يتضح أنهم يأخذون بتكفير المجتمع، لأنه لا يحكم بشرع الله، داعين إلى هجر المجتمع ووسائله المدنية، مثل: الصحافة، والتلفاز، والانعزال عنه، تجنبًا لتفشي الفساد والرذيلة، رافعين شعار "عدم موالاة الأنظمة" التي لا تحكم بشرع الله ولا تنتهي بنواهيه.

في أواخر عام 1399هـ، أخبر "القحطاني" صهره "جهيمان" بأنه رأى في منامه أنه هو المهدي المنتظر، وأنه سوف يُحرر الجزيرةَ العربية والعالم كله من الظالمين، فآمن "جهيمان" بكلام صهره دون تردد أو تشكيك، وبدأ يُفكر في الطريقة التي سيُعلن من خلالها للعالم أجمع ظهور المهدي الذي ينتظره المسلمون، ووجد في بداية القرن الهجري الجديد موعدًا مناسبًا لتنفيذ خطته التي ستبدأ باحتلال بيت الله الحرام، لكي يتلقى "المهدي" البيعةَ بين الركن والمقام، كما جاء في الأحاديث النبوية الشريفة.

(1 محرم 1400هـ)

قبل انطلاق أذان فجر غرة القرن الهجري الجديد 1400، وعبر منافذ مخصصة لدخول الشاحنات؛ تمكن بعض رجال جهيمان من إدخال شاحنتين محملتين بالتمر والماء والذخيرة إلى الحرم المكي. وعقب انطلاق أذان الفجر بصوت الشيخ عبد الحفيظ خوج، ووسط مئات المصلين الذين تدفقوا إلى صحن الحرم ومياه الوضوء تَقْطُرُ من أطرافهم ومن لحاهم - تمكن قرابة مائتي شخص من الدخول إلى الحرم الشريف، حاملين عددًا من النعوش للصلاة على أصحابها، بيد أنها كانت نعوشًا من نوع آخر، لا تحمل جثامين موتى، وإنما تحمل أسلحة وذخيرة بهدف احتلال الحرم المكي الشريف، وفي مقدمتهم "جهيمان العتيبي".

بعد أقل من ثلث ساعة من رفع الأذان، ووسط عشرات الآلاف من المصلين -غالبيتهم من الحجاج الذين قضوا مناسكهم وآخرون قدموا لأداء العمرة- أعلن الشيخ خوج عن إقامة الصلاة، فتقدم الشيخ محمد بن عبد الله السبيل ليؤم المصلين الذين التفوا في خشوع حول بيت الله الحرام.

بعد أن فرغ الشيخ السبيل من الصلاة التي قرأ في ركعتيها الأولى والثانية بعض آيات من سورة "التوبة"؛ علت أصوات بعض المصلين، وبدت حركةٌ مريبة في كافة أنحاء المسجد، قبل أن يتقدم شاب ذو ملامح حادة متجهمة، ليستولي على "الميكروفون" المخصص للإمام.

وجه الشخص الذي استولى على "الميكروفون" نداءً إلى جموع المصلين، طالبهم فيه بالجلوس، والاستماع لبيان هام، وسط حالة من الاضطراب التي سادت أرجاء البيت الحرام، فيما تدافع بعض المصلين نحو صحن الطواف لاستجلاء ما يحدث.

في تلك الأثناء، تسرب بعض أتباع "جهيمان" حاملين أسلحة "قناصة" إلى مآذن الحرم، فيما تكتل آخرون أمام الأبواب لمنع خروج المصلين، وإجبار الجميع على الاستماع للخطبة المرتقبة.

حاول أحد أفراد الجماعة المسلحة إغلاق باب للحرم يقع في الجهة الجنوبية، فاشتبك مع أحد حراس المكان الذي حاول منعه، فانطلقت رصاصة من سلاحه صوب حلقة معدنية في الباب، فارتدت على الرجل المسلح وأردته قتيلا، فدب الرعب في نفوس الجميع، وتتابعت الرصاصات المرتبكة المذعورة تعوي في أرجاء الحرم الشريف، وسط صرخات المصلين الذين كان بينهم أطفال ونساء، وعلى وقع هذه المأساة، بدأ أحد أفراد الجماعة خطبته.

تحدث أحد رجال الجماعة ويدعى "خالد اليامي" بصوت غريب على آذان زوار البيت العتيق، عن "المهدي المنتظر" وعلاماته وأهدافه وكيفية مبايعته، ساردًا بعض الأحاديث التي تصف "المهدي" وتتحدث عن علامات ظهوره، قبل أن يصل في خطبته إلى مراده قائلا: "فاعلموا أيها المسلمون، أنه انطبقت هذه الصفات كلها على هذا المهدي الذي سوف تبايعون بعد لحظات بين الركن والمقام"، معلنًا أن "المهدي" موجود الآن داخل صحن الحرم لتلقي البيعة!

فور انتهاء الخطبة التي صدمت الجميع، بدأ "جهيمان" وأتباعه في إجبار المصلين على التقدم نحو الكعبة بين الركن والمقام، ومبايعة زوج أخته "محمد بن عبد الله القحطاني" بصفته "المهدي المنتظر".

أمام منظر الأسلحة التي لم تشاهد داخل صحن الحرم من قبل، وجد بعض المصلين أنفسهم مجبرين على التقدم لمبايعة "المهدي المزعوم"، إلا أن آخرين رفضوا الانصياع، وحاولوا التحدث إلى رجال "جهيمان" ومناقشتهم في دعواهم، فعلت الأصوات وعمت الفوضى.

ووسط حالة الارتباك، تمكن الشيخ عبد الله السبيل من السير وسط الزحام، حتى وصل إلى غرفة له في الحرم، وقام بالاتصال مباشرة بالشيخ ناصر بن حمد الراشد رئيس شؤون الحرم آنذاك، وأخبره بالأمر وأسمعه طلقات الرصاص.

خلال دقائق، وفور أن اكتشفت السلطات أن ما يحدث بالحرم هو حدث جلل غير اعتيادي، وجه وزير الداخلية الأمير نايف بن عبد العزيز -رحمه الله- بمحاصرة الحرم المكي مع التزام الهدوء وعدم مواجهة المسلحين منعًا لإراقة الدماء، فنفذت القوات توجيه الأمير بمشاركة رجال الجيش السعودي، وفرضوا سيطرتهم على المكان تمهيدًا لبدء التفاوض مع "جهيمان" ورجاله حقنًا للدماء في بيت الله الحرام.

عندما شاهدت جماعة "جهيمان" القوات السعودية وهي تحاصر الحرم، بادرتهم بإطلاق الرصاص من مآذن الحرم الشريف، معتقدة أنهم يمنعون الحجاج من التوافد لمبايعة "المهدي"، لتبدأ المواجهة المسلحة بين أروقة البيت العتيق في مشهد توقف أمامه التاريخ طويلا.

بدأ الخبر ينتشر خارج أروقة الحرم، ودب القلق إلى النفوس خوفا على بيت الله الحرام، وبدأت وكالات الأنباء تتناقل معلومات مرتبكة وغير دقيقة عما يجري في الحرم المكي، فيما أعلنت بعض الإذاعات وفاة إمام الحرم الشيخ السبيل برصاص جماعة مسلحة.

وصل الأمير نايف إلى مكة المكرمة ليشرف بنفسه على العملية وعلى الخطط المتعلقة بتحرير الحرم، فيما أسرعت القوات السعودية إلى إبعاد زوار الحرم عن المكان تجنبًا للرصاص العشوائي الذي كانت تطلقه جماعة "جهيمان".

بعد 4 ساعات من المواجهات، خلع الشيخ السبيل المشلح والشماغ، ونزل إلى باب أحد الأقبية، وسار بين المسلحين خافض الرأس متخفيًا بين بعض الحجاج الذين كان أغلبهم من إندونيسيا، حتى تمكن من الخروج.

بعدما اتضحت الصورة كاملة أمام الملك خالد بن عبد العزيز -رحمه الله- وجه دعوة عاجلة لعدد من كبار علماء المملكة، وأطلعهم على الموقف، واستفتاهم في شأن تلك الفئة الضالة، فأفتوه بأن الواجب دعوتهم إلى الاستسلام ووضع السلاح، فإن فعلوا قبل منهم وسجنوا حتى ينظر في أمرهم شرعًا، وإن امتنعوا وجب اتخاذ كل الوسائل للقبض عليهم ولو أدى إلى قتالهم وقتل من لم يحصل القبض عليه منهم.

وصلت قوات الحرس الوطني إلى الحرم المكي قادمة من جدة والطائف واتخذت أماكنها بجوار قوات الجيش استعدادًا لتنفيذ الاقتحام وتحرير البيت العتيق، مستخدمة في ذلك مصفحات من نوع m113 مزودة برشاش عيار 30، وقبل التنفيذ بدقائق، وصلت توجيهات الملك خالد بالحرص على سلامة المحتجزين داخل الحرم وسلامة مبنى الحرم، وإعطاء المسلحين فرصة للاستسلام، فوجهت القوات السعودية عبر مكبرات الصوت، نداء إلى "جهيمان" ورجاله، طالبتهم فيه بالخروج من الحرم، وإطلاق سراح الرهائن المحتجزين، ووقف احتلال أطهر بقعة على وجه الأرض احترامًا لقدسية المكان، إلا أن "جهيمان" رفض الطلب، وعاود إطلاق الرصاص.

(2 محرم 1400هـ)

في صبيحة اليوم الثاني، بدأت القوات السعودية خطة الهجوم، التي تمثلت في إحداث ثغرات في أبواب وجدران الحرم للسماح للمدرعات بالدخول، ووقع اختيارهم على ناحية المسعى للتنفيذ، لأن المسعى مغطى، وهو ما يمنع رصاص القناصة المتمركزين في المآذن من الوصول إلى القوات السعودية.

كان أول من أشارت أصابع الاتهام بوقوفهما وراء هذا الحادث على طرفي نقيض، أولهما شيعة إيران، وثانيهما الولايات المتحدة الأمريكية، وهو ما دفع الجانبان للنفي رسميًّا أي علاقة لهما بالواقعة.

أصدر وزير الداخلية الأمير نايف بن عبد العزيز -رحمه الله- أول بيان رسمي بشأن الواقعة، معلنًا اتخاذ كافة التدابير للسيطرة على الموقف، وحماية أرواح المسلمين المتواجدين بالمسجد الحرام.

وجدت القوات السعودية صعوبة في تحرير الحرم مع الحفاظ في الوقت ذاته على أرواح الرهائن داخله، خاصة أن جماعة "جهيمان" كانت تجبر الرهائن على التجمع داخل صحن الحرم ليكونوا في مرمى القناصة، فحاولت القوات السعودية تنظيم عملية "إسقاط مظلي" لعدد من الجنود، إلا أن التجربة لم تنجح في فك الحصار، حيث تمكنت جماعة "جهيمان" من قنص المظليين وقتل عدد كبير منهم، فيما عمدت بعض وكالات الأنباء إلى إذاعة شائعة مفادها أنهم تمكنوا من إسقاط مروحية تابعة للقوات السعودية فوق صحن الحرم.

(3 محرم 1400هـ)

في اليوم الثالث للحصار، شعر "جهيمان" بأن الأطفال والنساء سيشكلون عبئًا عليه، خاصة مع محدودية الطعام الذي تمكنوا من تهريبه إلى الحرم، فقرر إطلاق سراحهم، مع الاحتفاظ بجميع الرجال حتى كبار السن منهم.

في اليوم ذاته، كان محمد بن عبد الله القحطاني بين رجاله، يحاول إقناعهم بأنه "مخلد" ولن تتمكن القوات السعودية من قتله، فكان يعيد إلقاء القنابل التي تسقط عليهم باتجاه القوات وهو ينادي "أنا المهدي يا أعداء الله"، وفي إحدى المرات انفجرت قنبلة بين يديه، ولم يتمكن الرجال من إنقاذه، فتركوه وفروا هاربين دون أن يستوثقوا مما إذا كان توفي أم أصيب على إثرها فقط، لتسحب القوات جثمان "القحطاني" خارج الحرم، دون أن تدري أنه "المهدي المزعوم".

شكل مقتل عبد الله القحطاني صدمة كبيرة لكل من شاهده يُقتل، وسرى الخبر بين المسلحين، وعندما علم "جهيمان" بالواقعة غضب واتهم كل من يروج لمقتل "المهدي" بـ"عدم اليقين" وأنه يسعى إلى إثارة الفتنة بين صفوف رجاله، مؤكدًا أن "القحطاني" لا يمكن أن يُقتل لأنه "المهدي المنتظر" وإنما حُصر في مكان ما من الحرم، وسيخرج منه عقب انتهاء الأزمة لتلقي البيعة.

واصلت القوات السعودية تنفيذ خطتها لتضييق الخناق على المجموعة المسلحة التي تم دفعها للنزول إلى الدور السفلي للحرم، وهو المسمى بالخلوات، وهو دور محفور تحت مستوى أرض الحرم الشريف، فتحصنوا فيه وفي حجراته وأقبيته.

(4 محرم 1400هـ)

في ظهيرة يوم الجمعة 4 محرم، انتقل راديو الرياض إلى إذاعة خارجية لبث شعائر صلاة الجمعة من المسجد النبوي بدلا من المسجد الحرام كما هو معتاد، وهو ما اعتبرته بعض وكالات الأنباء دليلا على استمرار الأزمة وتحصن المسلحين داخل الحرم المكي، وفي خطبة الجمعة، أعلن خطيب المسجد النبوي أن الحكومة السعودية تواجه بحكمة هذه المجموعة من "الكفار" شاكرًا الله تعالى لأن الحكومة استطاعت السيطرة على الموقف، وكادت أن تسحق المجموعة المسلحة.

في محاولة منه لرفع الروح المعنوية لرجاله، بعدما اهتزت بشدة عقب مقتل "القحطاني"؛ ادعى "جهيمان" أن جيشًا تابعًا للقوات السعودية كان قادمًا من تبوك لمؤازرة الجنود المتحلقين حول الحرم، فخُسفت به الأرض أثناء مروره بالصحراء، مؤكدًا أن تلك الواقعة إحدى العلامات المرتبطة بظهور المهدي، وأن أحد رجاله سمعه من راديو القوات المحاصرة لهم في موقعه المتقدم للحراسة.

(5 محرم 1400هـ)

يوم 5 محرم؛ قرر أحد رجال "جهيمان" السابقين ويُدعى عبد الله الحربي، التوجه إلى الحرم النبوي، في محاولة منه لاقتحامه بهدف التخفيف عن زملائه في الحرم المكي، وقبل تنفيذ الاقتحام سافر إلى "ساجر" بحثًا عن أعوان بين قبيلة "جهيمان" فاصطدم في طريقه بنقطة تفتيش طلبوا منه التوقف، فعصى الأوامر والإنذارات المتكررة وهرب منهم، كما حاول مقاومتهم بإطلاق النار عليهم من سلاح بحوزته، قبل أن يسقط قتيلا برصاص جنود نقطة التفتيش.

(6 محرم 1400هـ)

يوم 6 محرم، وصل إلى الرياض كلٌّ من الشيخ جابر الأحمد أمير الكويت، والشيخ عيسى بن سلمان أمير البحرين، للاطلاع على الموقف، وإجراء محادثات مع الملك خالد بن عبد العزيز.

في اليوم السابع للحصار، أدى المسلمون في كافة مناطق المملكة صلاة "استغاثة" داعين المولى عز وجل أن يحفظ بيته الحرام، ويديم استقرار وأمن المملكة.

(9 محرم 1400هـ)

يوم 9 محرم، تمكنت القوات السعودية من احتلال الطرق المؤدية إلى الأقبية، وطاردت رجال "جهيمان" من قبو إلى آخر، وتمكنت من إلقاء القبض على عدد كبير منهم، واستسلم آخرون بعدما دب اليأس في نفوسهم بعد تأكدهم من مقتل "القحطاني"، بينما ضيقت الخناق على الباقين.

بدأت السلطات السعودية التحقيق مع الذين تم القبض عليهم، وتمحور التحقيق حول معرفة مصادر السلاح، وكيفية تهريبه إلى داخل الحرم المكي، ومن خلال التحقيق، توصلت السلطات إلى معرفة العديد من خيوط الجريمة، وهو ما ساعد بعد ذلك في القضاء على المجموعة المتبقية في الأقبية.

(13 محرم 1400هـ)

في اليوم الثالث عشر، نفذت القوات السعودية العملية النهائية التي استمرت يومين متواصلين، بعد أن حاصرت المجموعة المسلحة في أضيق نطاق وأصغر مساحة ممكنة بعيدًا عن الكعبة الشريفة داخل الأقبية.

عقد مجلس الوزراء جلسة طارئة برئاسة الملك خالد بن عبد العزيز خُصصت لمناقشة الاعتداء على المسجد الحرام، عرض خلالها الملك جميع الإجراءات التي اتُّخذت بناء على الفتوى الشرعية لعلماء المملكة، معلنًا تطويق الفتنة، وتطهير المسجد الحرام من العصابة التي احتلته، وأنه لم يتبقَّ إلا مجموعة ما زالت تختبئ في أقبية الجزء السفلي للمسجد.

(15 محرم 1400هـ)

تمكنت القوات السعودية من تضييق الخناق على كل المسلحين المتبقين على قيد الحياة، وأجبرتهم على الاستسلام فجر يوم 15 محرم 1400هـ، وآخر من ألقي القبض عليه كان "جهيمان" الذي ظل مختبئًا في أحد الأقبية.

في اليوم ذاته، أصدر وزير الداخلية البيان الثاني، معلنًا تطهير قبو المسجد الحرام من أفراد "الطغمة الفاسدة".

(16 محرم 1400هـ)

عقب صلاة ظهر يوم 16 من محرم، توصلت القوات السعودية إلى المكان الذي يختبئ فيه قائد المجموعة "جهيمان العتيبي" حيث عثر عليه في موقع منعزل كان يتخذه مع مساعديه كمقر لإدارة عملية الحصار.

(17 محرم 1400هـ)

في يوم الخميس 17 محرم 1400هـ، تم إعادة فتح المسجد الحرام للمصلين، وأدى جلالة الملك خالد بن عبد العزيز صلاة المغرب بالحرم المكي، وهي أول صلاة جماعة تُقام به بعدما عطلت الصلاة والمناسك في بيت الله الحرام لـ15 يومًا متواصلة، وطاف الملك ومرافقوه حول الكعبة المشرفة، شاكرين الله تعالى على انتهاء الغمة.

عقب الصلاة، أصدر الملك خالد توجيهاته لوزارة المالية والاقتصاد الوطني بسرعة البت في اتخاذ الأعمال الفورية لإصلاح وصيانة الحرم المكي الشريف من الأضرار التي تعرض لها، كما وجه باستبدال أرضيات المسجد بأرقى أنواع الرخام "المرمر" في العالم على نفقته الخاصة.

(18 محرم 1400هـ)

في ظهيرة اليوم التالي الجمعة 18 محرم، توجه أكثر من 150 ألف مصلي إلى المسجد الحرام لحضور خطبة الجمعة التي ألقاها الشيخ عبد الله خياط، والتي استنكر خلالها ما قامت به جماعة "جهيمان" التي وصفها بالفئة الضالة الخارجة عن الدين، وكانت خطبة مشهودة نقلها العديد من إذاعات وتلفزيونات العالم.

(19 صفر 1400هـ)

وفي صبيحة يوم الأربعاء 19 صفر، تم تنفيذ حكم الإعدام حدًّا بالسيف على رؤوس من تمت إدانته في هذه الواقعة التي لم يشهد لها التاريخ مثيلا، حسب أحكام القضاء الشرعي، حيث تم إعدام 61 مدانًا وسجن 19 آخرين.






 
قديم 31-10-14, 10:45 PM   رقم المشاركة : 2
بو عمر العنزي
محب أهل الحديث







بو عمر العنزي غير متصل

بو عمر العنزي is on a distinguished road


نسأل الله السلامة والعافية , هذه نتيجة الانحراف والاستغناء عن أهل العلم الربانيين والاعتماد على النفس ..
كثير من طلبة العلم منذ أن يحصل قليلًا من العلم يظن أنه أصبح العلاّمة الذي يشار إليه بالبنان !

وهذا أول هلاكه وضلاله , فعلينا بأهل العلم الراسخين الثابتين على المنهج السلفي الصحيح , من غير إفراط ولا تفريط , والحذر من الأئمة المضلين أصحاب الفكر التكفيري وما أكثرهم لا كثرهم الله






التوقيع :
أهل الحديث هم اهل النبي وإن .......لم يصحبوا نفسه أنفاسه صحبوا
سلامي على أهل الحديث فإنني ....نشأت على حب الأحاديث من مهد
أهلا وسهلا بالذين أحبهم .... وأجلهم في الله ذي الآلاء .
أهلا بقوم صالحين ذوي تقى .... غر الوجوه وزين كل ملاء
يا طالبي علم النبي محمد ... ما أنتم وسواكمُ بسواء.


قال الإمام الشافعي رحمه الله :-
( عليكم بأصحاب الحديث فإنهم أكثر الناس صوابا )
السير 10/ 70

*****

منتدى العلوم الشرعية
من مواضيعي في المنتدى
»» الأنتصار لحديث النزول ..
»» الرد القوي على الخليلي الغوي
»» الرد المختصر على ما جرى مع المقبالي ..
»» مختصر الأدلة على المسائل الأربع / بحثي وجمعي
»» حديث صفة التردد
 
قديم 01-11-14, 05:50 AM   رقم المشاركة : 3
abdulaziz1
عضو ذهبي







abdulaziz1 غير متصل

abdulaziz1 is on a distinguished road


السلام عليكم ..

الحمد لله أنّ الخوارج كلّما ظهر منهم قرن قُطع ..

نسأل الله أن يكفينا شرّ هذه الكلاب الضالّة المارقة ..

والحمد لله الذي أعان حكومتنا بقيادة الملك خالد رحمه الله بردع أولئك السفهاء المجرمين المارقين ..

بارك الله فيك أخي الكريم على الموضوع المميّز الذي إخترته .. إستفدنا منه كثيراً ..






 
قديم 01-11-14, 02:06 PM   رقم المشاركة : 4
حربية
عضو ذهبي






حربية غير متصل

حربية is on a distinguished road


موضوع جميل والله يحمي وطنا وفيادتنا من كل شر







التوقيع :
قال ابــن القيم
(اذا اردت ان ترى ظلمة المعصيه فأنظر في وجوه الرافضه))
من مواضيعي في المنتدى
»» فضيحة من العيار الثقيل : فقــراء الشيـعـة الذيــن يطالبــون بااســـقاط النظــام
»» ساعدوني بطريقة الابلاغ
»» حلقة ليلة البارحة من الحوار المفتوح
»» الرشود يسكت نجلاء حريري
»» سعاد الشمري تأجيل حملة يوم 17 يونيو درءاَ للفتنه
 
قديم 02-11-14, 06:05 AM   رقم المشاركة : 5
ابويزن القصيمي
عضو ذهبي






ابويزن القصيمي غير متصل

ابويزن القصيمي is on a distinguished road


بوعمر العنزي ، abdulaziz1 ، حربية

بارك الله فيكم







 
قديم 02-11-14, 06:08 AM   رقم المشاركة : 6
ابويزن القصيمي
عضو ذهبي






ابويزن القصيمي غير متصل

ابويزن القصيمي is on a distinguished road


ناصر الحزيمي:هذه قصتي مع المهدي المنتظر



يعرف أسرار ما كان يجري في اجتماعاتها السرية وكيف صعد جهيمان إلي قيادتها لذلك فإن ما يقوله الحزيمي قد لا يعرفه الكثيرون حول بداية الجماعة وتأسيسها والفكر الخلاصي عند جهيمان وبعده عن الجماعات الأخرى مثل الإخوان المسلمين والتبليغ ، وعلاقته بالشيخين ابن باز والألباني , وتحوله من العمل العلني إلى السري ، وكيف بدأت فكرة اقتحام الحرم


المجلة : كيف ترى الوضع الاجتماعي الذي ظهر فيه جهيمان خاصة أن هناك من يرى تأثير للبعد الاقتصادي علي ظهوره ؟


– هذه الفرضية لم تعززها الدراسات الاجتماعية، لكن حسب ما نلاحظ أن جهيمان العتيبي نشأ في منطقة تعتبر بادية متحضرة، وهي «ساجر» ، التي كانت إحدى هجر «الإخوان » التي تأسست في عهد الملك عبد العزيز لتوطين البادية وبالتالي تعليم الأمور الدينية في البادية المتوطنة في ساجر, كان يغلب عليها ، فهي التي حاربت فيما بعد الملك عبد العزيز في «السبلة »، ونشأ جهيمان في هذه المنطقة وهي من المناطق التي تعتبر نفسها متضررة من هذا الوضع ، و «جهيمان » نشأ في هذه المنطقة التي تعد بادية متحضرة «نوعًا ما »، لأن التحضر لم يكن فيها كاملا وقد هاجر إلى ساجر من البادية والد جهيمان محمد بن سيف ، وعليه فجهيمان يمثل الجيل الأول من أبناء هؤلاء الذين استوطنوا هذه الحاضرة . يعني لم يكن هناك انفصال في الولاء للقبيلة ، بل ما زالت القبيلة في داخل جهيمان وفي صميمه ، وكانت «ساجر » مجرد سكن فلم ينس أنه ينتمي إلى البادية، والرجل يكاد يكون كما هو، بل تكاد تكون نشأته نشأة بادية أكثر منها نشأة حاضرة.


المجلة: البادية المتحضرة التي انتمى لها جهيمان في ساجر هل كان لها ارتباط بالإخوان؟


أنا أدركت هذه البادية وعرّفنِي جهيمان في فترة معينة من السبعينيات، على كثير من الإخوان الذين شاركوا في عمليات السلب وكانوا كبارًا في السن طبعًا ولم يكونوا صغارًا وكانوا يحكون، لنا في الجلسات حكايات الإخوان وحكايات الجهاد والكرامات التي رأوها في الجهاد كمرحلة ثانية من حكايات السلف من فتوحات الصحابة والغزوات وما شابه، كانت حاضرة في ثقافتهم و في ذهنيتهم وكثير منهم يحفظ هذه الحكايات .


المجلة: هل كان لها تأثير في العقل الباطن؟




- نعم، بكل تأكيد كان لها تأثير مباشر، حتى في مواقف جهيمان فيما بعد ، اتكأ على مواقف حصلت مع «الإخوان » قديمًا مث عندما أصبح جهيمان شخصًا مطلوبًا للأمن بعد سنة 1398 ه ، أو قبلها قلي كان يفسر هروبه وعدم تسليم نفسه بأنه يخاف أن يحصل له مثل ما حصل للإخوان القدماء أمثال سلطان بن بجاد وغيره. جهيمان التحق بالعمل الحكومي في الحرس الوطني ، ودرس في الجامعة الإسلامية.


المجلة: متى بدأ التفكير في تأسيس «الجماعة السلفية المحتسبة » التي أسسها ؟


– أسسها قبل سنة 1965 م ، وكان متذبذبًا بين جماعة التبليغ وجماعات تكاد تكون شبه بدوية من أواخر «الإخوان » القدماء، فبداياته كانت قبل سنة 1965 م؛ وبعدها اجتمع ستة أشخاص أبرزهم: ناصر بن حسين ،سليمان بن شتيوي ؛ سعد التميمي ،جهيمان العتيبي ؛ واتفقوا على تأسيس الجماعة السلفية وكان اثنان منهم ينتمون تقريبًا لجماعة التبليغ، أحدهما كان سلفيًا من تلاميذ الشيخ ناصر الدين الألباني وهو سليمان بن شتيوي والثاني هو جهيمان ، وكان في تلك الفترة متذبذبًا بين التبليغيين والسلفيين، مع ملاحظة أن جماعة التبليغ لا تدعو إلى التوحيد؛ وإنما تقوم دعوتها على الزهد والأخلاق والموعظة الحسنة وعدم التصادم مع السلطة، فاتفق هؤلاء الستة، أنت ذكرت منهم أربعة فقط لأن هناك اثنين لا أحفظ اسميهما، لكن الأرجح أحدهما توفي قبل أن انضم للجماعة ،والثاني فصل لأنه كان من «الإخوان المسلمين » , وكان يريد أن ينحرف بمنهج دعوة الجماعة من السلفية إلى منهج جماعة الإخوان المسلمين، الخلاصة أن هذه المجموعة ذهبت إلى الشيخ عبد العزيز بن باز وكان وقتها في المدينة المنورة، والتقوا به وقالوا له نحن نريد أن نؤسس جماعة ونقوم بالدعوة وهذه الجماعة تهتم بمنهج السلف وتحارب البدع وتكون على الكتاب والسنة وتحكّم القرآن والسنة. فسألهم الشيخ عبد العزيز بن باز عن اسم هذه الجماعة؟ فقالوا إنها الجماعة السلفية. فقال لهم بما أنكم تدعون الحسبة إلى اللـه، سموها «الجماعة السلفية المحتسبة », فأصبح اسم الجماعة من هذا الوقت ) الجماعة السلفية المحتسبة(، على أساس أنها تحتسب الأجر من الله وهكذا انطلقت الجماعة بصفتها العلنية الدعوية ، وكان أول بيت للجماعة أجره الشيخ ابن باز في الحرة الشرقية، وكان بيتًا كبيرًا يضم مكانًا )حوش( للمحاضرات والدروس، وغرفًا كثيرة، وكان الشيخ عبد العزيز بن باز, وبعض مشايخ المدينة المنورة يحضرون هذه الدروس مثل الشيخ أبو بكر الجزائري، وهكذا صارت الجماعة محتسبة سلفية ولا تحتج إلا بالحديث الصحيح ولا تأخذ إلا بمنهج السلف وتدعو إلى التوحيد الصحيح وتحارب البدع وتحارب القبوريين وما شابه ذلك وكان للجماعة مجلس شورى يجتمع ويناقش الأمور سرًا دون معرفة بن باز وغيره من المشائخ .


المجلة: وكيف كان تأثير الشيخ محمد ناصر الدين الألباني على مسار الجماعة هل كان له دور في اختيار المسار ؟


- السلفية التي طرحها الشيخ الألباني أصبحت ضمن نسيج مفهوم السلفية عند الجماعة، بمعنى أن تقوم على نبذ التمذهب، والأخذ بالأحاديث الصحيحة، وتنقية السنة الصحيحة من الأحايث الضعيفة ، وأصبح المقابل هو المعادل الموضوعي الذي كان يقوم على الأخذ بالعقيدة السلفية الصحيحة وطريقة السلف في فهم التوحيد فأخذوا من علماء الدعوة السلفية خاصة كتب الشيخ محمد بن عبد الوهاب وكتب الشيخ بن تيمية، وكتب الشيخ ابن القيم, وتلاميذ الشيخ محمد بن عبد الوهاب، في جوانب التوحيد والعقيدة، ونبذ التمذهب والأخذ بالأحاديث الصحيحة والسنة الصحيحة , هذه غالباً ماخوذة عن كتابات الشيخ محمد ناصر الدين الألباني، وتلاميذه المحدثين وعليه فمفهوم السلفية عندهم أصبح هذه التوليفة من مفهوم الفكرين.


المجلة: طالما أن الجماعة في البداية عملت في العلن فمتي انتقلت إلى العمل السري وحشد الأتباع ؟


– الجماعة نشأت كجماعة علنية لأن تركيبة الجماعة تقوم على التذكير، وكان وقتها لا يوجد حظر أو منع لأي تيارات إسلامية طالما أنها لا تمس قضايا التوحيد المهمة ,ولا تمس الأمن الوطني، فكانت الجماعات بشكل عام موجودة وكان هناك خطباء معروف أنهم ينتمون لجماعة الإخوان المسلمين، وخطباء معروف أنهم ينتمون للجماعة السلفية، وكان العمل السري في نطاق محدود جدًا، مثل اجتماعات مجلس شوري الجماعة.


المجلة: هذه الاجتماعات السرية كيف تطورت في مرحلة حشد الأتباع، خاصة في نهاية السبعينيات ووجود مجموعات كبيرة من الشباب من شتى أنحاء المملكة ؟


– الجماعة بدأت بأعداد معينة أغلبهم كانوا طلابًا في الجامعة الإسلامية و تلاميذ المعاهد العلمية، لكن الجماعة بدأت تتنامى ، وبعد أن كان لها بيت واحد في الحرة الشرقية صار لها بيت ثانٍ هو بيت الإخوان في مكة المكرمة ، وكان يضم مجموعة من الإخوان، وكانوا غالبًا تلاميذ في معهد الحرم المكي، بعد ذلك تأسس بيت الإخوان في الرياض. و أذكر أن مبرر تأسيس البيوت كان أن الجماعة أصبح لها تمدد وهذا كان قبل سنة 1398 ه ، وتأسس بيت الإخوان الأول في الرياض، ثم تأسس بيت ثانٍ في منفوحة عند مسجد الرويل, ثم ثالث في شارع الغنم، فأصبح للإخوان في الرياض ثلاثة بيوت، وفي جدة أصبح لهم بيت وفي الطائف بيت، وهذا هو ما أعرفه لكن الجماعة تمددت وأصبح لها أنصار منهم من يعتبرون أنفسهم أنهم ينتمون للجماعة السلفية ومنهم المحبون لهم خصوصًا أن الجماعة استقطبت » ناس كثير » من الجماعات التبليغية من جماعة التبليغ وأصبح مع الإخوان في تلك الفترة يعني قبل سنة 1398 ه 1979 م.


المجلة: لكن متى بدأ انضمام مجموعات كثيرة من الجنوب للجماعة؟


– حدث هذا بعد سنة 1398 ه 1979 » م » عقب واقعة الاعتقال الأول للجماعة بسبب تقرير كيدي زعم أن الجماعة لديها مستودعات سلاح ثم تأكدت الدولة أن هذا التقرير كان كيديًا وغير صادق .


المجلة: هل كان الانضمام لهذه الجماعة سهلا لا يتطلب أي قيود؟


- الجماعة لا يوجد فيها ما عند التنظيمات الأخرى، فلا يوجد فيها التنظيم العنقودي إنما يؤهلك في هذه الجماعة أن تكون عالمًا أو طالب علم ثم ومواقفك في الطاعة للقائد، وهو جهيمان في تلك الفترة، هذه غالبًا هي مؤهلات الانضمام ، لكن بعد أن أصبح جهيمان مطلوبًا أمنيًا ، أصبحت الجماعة متحفظة تجاه العناصر التي تنضم لها فكان من الممكن أن ينضم لها واحد من الخارج، لكن لا يمكن أن يطلع على كثير من أسرار الجماعة، مثل المنشورات التي كانت تطبع في الكويت، لم يكن كثير من أفراد الجماعة يعرفون كيف كانت تطبع؟ وكيف كانت تروح وتيجي؟ وكيفية الاتصال بجهيمان؟ كثير منهم ما كان يعرف كيف كان يتم الاتصال بجهيمان، ومن هم حلقات الوصل بينهم وبين جهيمان وهكذا.


المجلة: ذكرت أربعة من المؤسسين كيف آلت وضعية الجماعة من بدايتها إلى زعامة جهيمان؟ وما الصفات التي كانت تميزه؟


– الجماعة من بدايتها لم تكن تحت قيادة جهيمان ،هذه المسألة مرت بمراحل، جهيمان كان متفقًا مع هؤلاء الأربعة ومجلس شورى الجماعة، مثل أحمد حسن المعلم والشيخ عادل المزروعي على أمور معينة، وما حدث هو أن جهيمان كان بيده مفتاح الجماعة لأنه كان الرجل الذي كان يروح وييجي ويعمل المخيمات ويحج بالجماعة وهو الرجل اللي يطلع ويأخذ سيارته الجمس ويروح يذكر، هذه أعطت جهيمان سمعة بحيث أن الكل أصبح يسأل عن جهيمان إذا جاء المدينة يسألون عن جهيمان، يعني لا يوجد أحد منهم كان يسأل عن سليمان الشتيوي مث أو يسأل عن سعد التميمي أو ناصر بن حسين لكن كانوا يسألون عن جهيمان وبعد فترة أصبح جهيمان يستبد بالسلطة بمعنى أنه أصبح يدخل الجماعة في مآزق تؤدي نوعًا ما إلى التوبيخ أو الملاحظات على الدعاة.


المجلة: هل يمكن أن نقول إن جهيمان كانت لديه نزعة قيادية من البداية لزعامة هذه الجماعة؟


- نعم، طبعًا يكاد يكون جهيمان القائد وهو الذي سعى، وهو الذي سمى نفسه كقائد لهذه الجماعة وأخذ قيادة الجماعة، وهذا كان عن جدارة لأن جهيمان كان يتحلى بروح المبادرة ويستطيع أن يذهب ويروح وييجي فكان وقته كله للجماعة بعكس الثلاثة الباقين مث الذين ذكرتهم من المؤسسين فهؤلاء كانوا يعملون في التدريس وأوقات الدعوة عندهم كانت محدودة فوقتها لم يكن يوم الخميس عطلة دائمًا كانت الجمعة فقط أو كانت في العطل الصيفية فهنا يبرز الفرق ما بين رجل مفرغ نفسه للدعوة السنة كلها وما بين مجموعة مشغولة بوظائفها.


المجلة: أول صدام حصل ما بين الجماعة السلفية المحتسبة والجهات الأمنية عام 1398 ما طبيعة هذا الصدام وكيف حدث؟


– حقيقة لم يكن هناك صدام، وإنما كانت مجموعة اعتقالات شملت رموز الجماعة في جميع أنحاء وبعدها هرب جهيمان. ولماذا الاعتقالات؟ – بسبب تقرير كيدي وصاحبه اللي كتبه حتى – كما سمعنا في وقتها- تم توبيخه لأنه ذكر أن هذه الجماعة عندها مستودعات سلاح


المجلة: دعنا ننتقل إلى الفكرة الرئيسية التي اعتمد عليها جهيمان في حركته وهي قضية الاستيلاء على الحرم المكي.من مصدر هذه الفكرة في البداية ؟


– قضية دخول الحرم المكي أص مرتبطة نصيًا بقضية المهدي المنتظر، والسبب في دخولهم للحرم أنه يوجد لديهم سيناريو لخط سير الجماعة، بعد مبايعة محمد عبد الله المهدي ) محمد عبد اللـه القحطاني(، فقد اعتمدوا السيناريو من خلال كتب الفتن وأشراط الساعة، يقول هذا السيناريو «يبابيع الرجل بين الركن والمقام ويعتصم هذا الرجل في الحرم ثم يأتي جيش من تبوك ويخسف بهذا الجيش ثم يخرج هذا الرجل من الحرم ويذهب إلى المدينة ويحارب المسيح الدجال ثم يخرج من المدينة ويذهب إلى فلسطين ويحارب هناك اليهود ويقتلهم ثم يأتي عيسى بن مريم فيكسر الصليب ويقتل الخنزيرويذهبون إلى الشام فيصلون في مسجد بني أمية وبعد ذلك تقوم القيامة الكبرى » هذا خط سيناريو الجماعة كما جاء في كتب الفتن وأشراط الساعة وكانوا يعتقدون أنهم سيمكثون في الحرم ثم يخسف بالجيش ثم يخرجون وهكذا الذي حصل أن بعد 3 أيام اتضح أن المهدي قتل في الحرم , ، واتضح أن جهيمان رفض تصديق قتل المهدي، ورفض القول بأن المهدي قتل وأرغم المجموعة وقاطع وغضب على من يقول المهدي قتل، وقال إن المهدي لا يمكن أن يقتل، المهدي حُصر في الحرم في مكان الآن محصور وأنه سوف يخرج، لا يمكن أن يقتل وهذه طبعا كانت رؤية خلاصية ، وتكاد تكون جاءتهم بسبب الهوس بفكرة الخلاص من خلال المهدي.


المجلة: هل نستطيع أن نقول إن الجماعة المسيطر عليها والمحرك لها والدافع لها بالدرجة الأولى هو فكرة خلاص غيبية؟


– هذا هو تشخيص دقيق ، وهذا الكلام هو الصحيح فهذه الجماعة أصلا لم تكن تملك مشروع دولة إسلامية ، كما هو موجود عند جماعات الإخوان المسلمين أو حزب التحرير، هذه الجماعة لم يكن في داخلها إلا قضية المهدي وعقيدتها أن خلاص الأمة يكون من خلال المهدي، لا من خلال إقامة دولة ولا غيره.


المجلة: رغم أنك كنت مع الجماعة السلفية المحتسبة لكنك لم تكن ضمن الذين دخلوا الحرم المكي ؟


- قبل حادثة دخول الحرم ومبايعة المهدي بنحو 6 أشهر انشقت الجماعة على نفسها مجموعة لم تقتنع بأن محمد عبد اللـه القحطاني هو المهدي ولم يقتنعوا أيضًا بحمل السلاح داخل الحرم وكنت أنا من ضمن هذه المجموعة التي لم تقتنع بدخول الحرم.


المجلة: معنى ذلك أن الفكرة كانت موجودة وقبل 6 أشهر يعني تداول الفكرة كانت في فترة مبكرة؟


– تداول فكرة محمد عبد اللـه القحطاني قبل اقتحام الحرم بنحو سنة وطرحت على أساس أنه هناك من يرى أن محمد عبد اللـه القحطاني هو المهدي المنتظر وبما أن محمد عبد الله القحطاني اسمه محمد عبد اللـه فهو تنطبق عليه الصفات التي جاءت في النصوص الشرعية أنه يوافق اسمه اسمي واسم أبيه اسم أبي أقنى الأنف أقنى الجبهة من أهل بيته وعليه قيل إن محمد عبد اللـه القحطاني هو المهدي وهكذا استمر الحال وقبل 6 شهور من دخولهم للحرم حصل انشقاق ووقتها أعلنا أننا غير مقتنعين بقضية المهدي.


المجلة: ذكرت في بداية حديثك أنه كان هناك شخص من الإخوان وانسحب من تأسيس هذه الجماعة ما علاقة الجماعة السلفية بالحركات الإسلامية الأخرى؟


– حاول جهيمان في رسالته «رفع الالتباس » أن يشخِّص موقفه من هذه الجماعات وحقيقة حينما نقرأ هذا الموقف نجد أنه لا يخلو من السذاجة، فهو يعترض على جماعة الإخوان المسلمين بسبب اهتمامهم بالسياسة ، ويأخذ على جماعة التبيلغ بسبب عدم اهتمامهم بالتوحيد، وهكذا فرؤيته للجماعات الأخرى فهم يعيبون الإخوان المسلمين السرية والحقيقة أن السرية الموجودة عند الإخوان المسلمين تكاد تكون هي نفسها الموجودة عند الجماعة السلفية .


المجلة: من وجهة نظركم الآن بعد هذا التحليل هل كانت شخصية جهيمان ثورية أم كانت شخصية طوباوية متعلقة بالغيبيات أم كانت الاثنتين معًا ؟


- جهيمان يكاد يكون عنده الصفتان ، الشخصية الثائرة والشخصية الطوباوية، جهيمان كان يتصرف في كثير من سلوكه برؤية ثأرية، خصوصًا ما حدث للإخوان في السبلة وعلى فكرة جهيمان كثيرًا ما ردد وقال بأن الإخوان الذين كانوا في السبلة ظلموا وقتلوا واعتبرهم شهداء ,هذه رؤيته وكثيرًا ما كان يرددها فأتوقع أن جهيمان كان عنده الحس الثوري الثأري مبكرًا ولكن كان يحتاج إلى مبرر شرعي لكي تقبل من الجماعة هذا الثأر.


المجلة: لكن كيف كان موقف جهيمان من المجتمع الذي يعيش فيه موقفه من الدولة هل كان مكفرًا؟ أم كان عائشًا؟ أم منعز ؟ً


- جهيمان طبعًا لم يكن متصالحًا مع مجتمعه لعدة أسباب : هو تركيبته البدوية أصلا فالمجتمع بشكل عام كان يتجه للحضارة بينما كانت تركيبة جهيمان البدوية متمردة على هذا الجانب، أضف إلى ذلك أن جهيمان كان يرى أن هذا المجتمع أصبح تظهر عليه علامات قرب قيام الساعة يعني مثل الفتن التي لا تترك بيتًا إلا دخلته، وجهيمان حدد أنواع الفتن في رسالة الفتن وأشراط الساعة وهي الأوراق النقدية التي هي الصور والتليفزيون وما شابه فكانت منتشرة وكان له موقف من هذه المسألة على مستوى المجتمع، أوعلى مستوى الدولة يضاف إلى هذا أن جهيمان كان ضد العمل في الوظائف الحكومية ويرى العمل في الوظيفة الحكومية يمنع من قول كلمة الحق وما دام أنك تأخذ من الدولة راتبًا فلا يمكن أن تجاهرها بقول كلمة الحق على حد وصفه.


المجلة: هل يمكن أن نقول إن جهيمان هو امتداد فكري لإخوان من طاع اللـه؟ أم أنه أخذ منحى مختلفًا عنهم؟


– جهيمان يكاد يكون امتدادًا فكريًا للإخوان القدماء مع تطوير معين، فلو قرأت أدبيات الإخوان في قضايا التوحيد والعقيدة تجدها نفس أدبيات إخوان من طاع اللـه لكن يضاف لها بعض القضايا الجديدة. مثل قضية السنة والعمل على تصحيح وتضعيف الأحاديث والأخذ بالأحاديث الصحيحة والضعيفة ونبذ التمذهب هي البعض يرى أن هناك علاقة بين الجماعات التكفيرية الحديثة التي ظهرت أخيرًا والتيارات الجهادية وبين حركة جهيمان ويقولون إن هؤلاء هم أحفاد جهيمان – بشكل عام لا نستطيع أن نقول إن الجماعات الموجود الآن هي امتداد لفكر جهيمان لأسباب عدة من أهمها، أن فكر جهيمان هو فكر خلاصي ولا يملك مشروع إقامة أو تأسيس دولة فلو اطلعت على رسائل جهيمان ستجده يتحدث عن أن المهدي سيقيم دولة العدل، ولكن أين التفاصيل ؟ لايوجد ، بعكس الجماعات الموجودة الآن مثل القاعدة فهم يتحدثون عن تأسيس دولة ، والمراحل التي يقطعونها لتأسيس هذه الدولة هي إثارة الفوضى وإرغام الآخر على الاعتراف به لإقامة دولة ، لكن أيضًا لا يوجد عندهم مشروع لهذه الدولة، فأنا لا أظن أن الجماعات الموجودة الآن بشكل عام وخصوصًا الجماعات الجهادية أو الجماعات التكفيرية تلتقي مع جماعة جهيمان بشكل كامل وأنا دائما أقول إن جهيمان تأثيره على الجماعات التي تلته هو تأثير مرحلة .


المجلة: بعد القبض على جهيمان وقتله هل بقي أشخاص يؤمنون بالفكرة الخلاصية . أم أن هذا الفكر انتهى بنهاية جهيمان؟


- ميزة الفكرة الخلاصية بشكل عام، أنها تنتهي حال اغتيال المهدي، لكن البعض يوجد عندهم حالة من التطرف بالإيمان بهذا المهدي وكان معنا اثنان وإلى الآن نحن نذكراسميهما ونتندر عليهما لانهما كانا يؤمنان أن المهدي لم يقتل وأنه واستطاع أن يهرب وموجود في جبال اليمن، لكن هذا الكلام أصبح من قبيل السذاجة خاصة بعد حادث الحرم. – كيف ترى أنت حادثة الحرم؟ – هذا الحادث كان هناك إجماع عالمي على رفضه لأنها حدثت في مكان كان مساسه من المحرمات الكبرى فالحادث وقع في محرم وهو شهر حرام في مكة وهو بلد حرام وضد مسلمين وهو دم حرام فشناعة الحادثة جعلت الجميع يرفضونه حتى التيارات الإسلامية كثيرون منهم رفضوا هذا الحديث فلم يوجد بيان أصدرته جماعة إسلامية لتأييد حادثة الحرم .






 
قديم 02-11-14, 12:58 PM   رقم المشاركة : 7
البتووووول
عضو ماسي






البتووووول غير متصل

البتووووول is on a distinguished road


اذكرها مثل الحلم واذكر ابوي الله يجعل الفردوس مقامه ويجمعنا به

تحزم بالرصاص والفرد وتطوع اثر الحادث على كل السعوديين والمسلمين







التوقيع :
قال الحسن رضي الله عنه ما ضربت ببصري ولا نطقت بلساني ولا بطشت بيدي ولا نهضت على قدمي حتى أنظر أعلى طاعة أو على معصية فإن كانت طاعته تقدمت وإن كانت معصية تأخرت‏

من مواضيعي في المنتدى
»» عاجل خادم الحرمين يدخل مدينة الملك عبدالعزيز الطبية لإجراء بعض الفحوص
»» o.O علماء الأمه قمم ساندوا وسددوا الهمم فتعالت ورقت بالأمم o.O
»» شاهد زلزال نيبال وقوة إهتزاز الأرض والأشجار / فيديو
»» اليمن إعلان دولة إمامية مستقلة في صعدة
»» صواريخ رياح الشرق لأول مرة تثلج صدور / فيديو وصور
 
قديم 03-11-14, 11:14 PM   رقم المشاركة : 8
ابويزن القصيمي
عضو ذهبي






ابويزن القصيمي غير متصل

ابويزن القصيمي is on a distinguished road


الله يرحم ابوتس وابوي ويغفر لهم وجميع موتى المسلمين

بارك الله فيكم







 
قديم 03-11-14, 11:18 PM   رقم المشاركة : 9
ابويزن القصيمي
عضو ذهبي






ابويزن القصيمي غير متصل

ابويزن القصيمي is on a distinguished road


كشف تفاصيل "المهدي المنتظر" وعملية اقتحام الحرم المكي والتعذيب في سجون المباحث
الحزيمي لـ"سبق": ندمت لعدم إبلاغ السلطات عن موعد اقتحام "جهيمان" للحرم المكي



- جهيمان صاحب فكرة احتلال الحرم وهو قائد العملية وشخصيته مؤثرة على أتباعه



- أفراد الجماعة باعوا مزارعهم وعقاراتهم وأراضيهم واشتروا بأموالها الأسلحة المهربة من اليمن


- اختيار فجر يوم 1 / 1/ 1400هـ هـ للاقتحام يعود للهوس الكبير بقرب يوم الساعة


- الشيخ ابن باز و"المهدي المنتظر" جعلاني أنسحب قبل اقتحام الحرم بأشهر


- في سجون المباحث بـ"عليشة" لم نتعرض للضرب أو نعذَّب كما يتردد


- وصف الأمير سعود الفيصل لهم بأنهم حركة مهووسة.. أدق تعبير


- الأمير نايف وجَّه بتزويدنا بأجهزة راديو وكتب ومعاملتنا باحترام في السجون


- جهيمان كان مهرباً للسجائر من الكويت للسعودية قبل تدينه


- اقتحام الحرم وتفجيرات 11 سبتمبر يعبِّران عن أزمة "الهوس الفكري" وطموح الإسلام السياسي لدى الأمة


- المساجد والمدارس السعودية كانت حلبة صراع بين جماعة التبليغ والإخوان المسلمين و"السلفية" في السبعينيات


- محمد المسعري يذكرني بجهيمان فهو مأزوم والكآبة "ضاربته" وقريباً سيعلن المهدي المنتظر


- الفقر لا يولد العنف فأسامة بن لادن ملياردير والظواهري ابن أسرة عريقة


- لا بد من حملة وطنية جادة ومخلصة لتوجيه دفة خطابنا الإسلامي إلى الوسطية

أجري الحوار: شقران الرشيدي - سبق- الرياض:


يقول ناصر الحزيمي، أحد أفراد الجماعة السلفية المحتسبة سابقاً، التي أقدمت على اقتحام الحرم المكي عام 1400هـ، وهو الباحث والكاتب الحالي في التراث والصحفي في صحيفة الرياض، إن صاحب فكرة اقتحام الحرم المكي كان جهيمان العتيبي، وهو من خطط لها، وقادها بنفسه ميدانياً، وحدد تاريخها إيماناً منه بأن يوم القيامة قريب. ويشير الحزيمي في حواره مع "سبق" إلى أن الهدف الرئيسي من اقتحام الحرم المكي هو تحقيق ما جاء في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم عن "أشراط الساعة"، وأن الجماعة كانوا مهووسين بقرب يوم الساعة، وآخر الزمان، وتجديد الدين. ويؤكد أنه اعتُقل وسُجن في سجن المباحث بـ"عليشة" لمدة 6 سنوات، لم يتعرض خلالها للتعذيب أو الضرب كما يتردد، بل وجّه الأمير نايف بن عبد العزيز – رحمه الله- بتزويدهم بأجهزة الراديو والكتب رغم أن القضايا كبيرة، ومختلطة. ويتناول الحوار العديد من الموضوعات حول اقتحام الحرم المكي، والجماعة السلفية المحتسبة، وأسباب انسحابه منها، وندمه على عدم التبليغ، ومعلومات شخصية عن جهيمان العتيبي، وأزمة الهوس الفكري، وخطاب الأمة الديني، وربط الفقر بالعنف، والجماعات الإسلامية المتشددة، والتراشق اللفظي بين المختلفين، وتفجيرات 11 سبتمبر، وواقع المساجد والمدارس السعودية في السبعينيات الميلادية.. فإلى تفاصيل الحوار:



*بعد 35 سنة من اقتحام "الجماعة السلفية المحتسبة" بقيادة جهيمان العتيبي للحرم المكي، هل قلت كل شيء في كتابك "أيام مع جهيمان.. كنت مع الجماعة السلفية المحتسبة" أم لا يزال في الذاكرة بقايا لا ترغب في البوح بها؟
في الحقيقة حاولت أن أقول كل ما يهم القارئ عن تلك الفترة، وتسجيل موقف من أحداث الساعة، وبعدما صدر الكتاب اكتشفت أنني نسيت بعض الأمور لم أذكرها.

* مثل ماذا؟
قضايا لم أتطرق لها بتعمق، كالخلاف الكبير بين جهيمان العتيبي وسليمان الشتيوي ومجموعة الشيخ أبو بكر جابر الجزائري داخل الجماعة.. وتذكرت أن من ضمن الأمور التي كانت تحدث أن جهيمان كان "يتصدد" من الاجتماعات، ولا يريدها، وكان يتعمد الخروج في "سفرات" دعوية عديدة؛ كي لا يحضر اجتماعات مجلس إدارة "الجماعة السلفية المحتسبة"؛ والسبب أنه يحمل للشيخ أبو بكر جابر الجزائري مواقف سلبية، ولأن الجزائري كان يخاف من سحب جنسيته السعودية التي حصل عليها. وغير ذلك من القضايا الأخرى.

* من كان صاحب فكرة اقتحام الحرم المكي عام 1979م؟ هل هو جهيمان أم صهره محمد القحطاني "المهدي المنتظر" أم طرف آخر؟
جهيمان هو صاحب الفكرة، وهو مخططها، وقائد العملية، وكان يملك "الكاريزما" القيادية القوية في الجماعة. أما محمد القحطاني فعلى الرغم من دراسته الجامعية حتى السنة الأخيرة في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية إلا أنه يفتقر للصفة القيادية.

* هل اقتحام الحرم المكي من الجماعة المحتسبة كان بهدف إثبات موقف تجاه أحداث معينة أم البحث عن السلطة.. أم ماذا كانوا يهدفون له؟
الهدف الرئيسي من اقتحام الحرم المكي هو تحقيق ما جاء في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم من "أشراط الساعة"، واعتقادهم الشديد بقرب يوم القيامة، وكانوا ينتظرون هذه "الأشراط"، ويؤمنون بها.. وأتذكر عندما قال – آنذاك- الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية تعليقاً على اقتحام الحرم المكي: "إنها حركة مهووسة".. بالفعل كانوا مهووسين بقرب يوم الساعة، وهذا أدق تعبير.



* ما سبب اختيار "الجماعة" فجر يوم 1 / 1/ 1400هـ لاقتحام الحرم المكي؟



السبب الرئيسي استنادهم للحديث الذي رواه أبو داود في سننه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن الله يبعث لهذه الأمة على رأْس كل مائة سنة من يجدد لها دِينها". وهو حديث صحيح؛ لذا تم اختيار فجر هذا اليوم ليخرجوا على الأمة، ويجددوا لها دينها.. وهذه القضية ومفاهيمها المختلفة لا يمكن استيعابها إلا بقراءة حديث "أشراط الساعة" وتفسيراتها المتعددة حتى تُفهم مسارات الأمور. وفي ذلك التاريخ كانت عوامل التجديد للأمة متكاملة في نظر جهيمان، فاليوم بداية القرن الهجري الجديد، وصهره ورفيقه محمد بن عبد الله القحطاني "المهدي المنتظر".

* انسحبت قبل عملية الاقتحام بـ6 أشهر تقريباً.. لماذا الانسحاب؟ وعلى ماذا اختلفتم؟
اختلفت أنا ومجموعة معي مع مجموعة جهيمان على نقطتين: الأولى رفض جهيمان أن ندرس على يد الشيخ ابن باز- رحمه الله. وثانياً اختياره لمحمد عبدالله القحطاني أن يكون "المهدي المنتظر". ورفضت فكرة "المهدي المنتظر" لتأثري برأي شيخي علي المزروعي الذي رفضها رفضاً تاماً؛ وانسحبنا، ولم نقتحم الحرم مع الجماعة.

* يقال إن السلاح الذي ضُبط مع الجماعة التي قامت بعملية اقتحام الحرم المكي كان كثيفاً ومتنوعاً.. من أين كانوا يأتون بالأسلحة؟
الأسلحة كانت تهرَّب من اليمن عن طريق مجموعة سعيد القحطاني أخ محمد القحطاني.

* من أين كانوا يأتون بالمال اللازم لتمويل العملية؟ وهل كان هناك من يمولهم خارجياً كما تردد؟
جميعها أموال ومبالغ من داخل الجماعة، فمنهم من باع مزرعته، وآخر تصرف في عقاراته، وهكذا لأنهم يتصورون أنهم في آخر الزمان.. أما التمويل الخارجي فأؤكد لك أنه غير موجود نهائياً، ولا علاقة لأي من رجال أعمال السعوديين بتمويل العملية.

* هل فعلاً أن الجماعة السلفية المحتسبة كانت تؤمن بشدة بقرب قيام الساعة في بداية القرن الهجري، وكانوا يستعدون لهذه اللحظة، ويعتمدون على الرؤى والأحلام في ممارساتهم وتصرفاتهم؟
نعم، كانت المجموعة التي اقتحمت الحرم المكي مؤمنة بقرب قيام الساعة، وبقضية "المهدي المنتظر"، وهي تعمل ضمن هذا الإطار، وبخطاب آخر الزمان، وأن الساعة قادمة لا ريب، ومن العلامات المهمة التي يجب أن يتبعها المسلمون هي المهدي المنتظر.. وفي مفهومهم وقناعتهم أن الجماعة السلفية المحتسبة هي أكثر تقية، وأكثر حظوة من غيرها في اتباع السنة النبوية والقرآن الكريم؛ وعليه لا بد أن يكون المهدي المنتظر من أفرادها.. فـ"أشراط الساعة" متلازمة لفكرة "المهدي المنتظر"؛ لذا كانوا يعتمدون كثيراً على الرؤى والأحلام في توجهاتهم.

* بعد فشل عملية اقتحام الحرم المكي قُبض عليك؛ وسُجنت 6 سنوات.. ماذا كانت تهمتك؟ وبأي سجن اعتُقلت؟ ومن هم زملاؤك؟ وهل تعرضت في السجن للتعذيب والضرب؟
تهمتي كانت توزيع منشورات لصالح الجماعة السلفية المحتسبة المتهمة باقتحام الحرم؛ وحُكم عليّ بالسجن 6 سنوات قضيتها في سجن المباحث بـ"عليشة"، وكانت هناك قضايا كبيرة، ومختلطة. ومن زملائي في السجن في تلك الفترة أتذكر خالد الشريمي وحمد العسكري، وكنا جميعنا من جماعة "جهيمان". وللأمانة التاريخية، وهذه معلومة أقولها للتاريخ، إنه بعد التحقيق معنا تم سجننا، ولكننا لم نتعرض للضرب أو نعذَّب كما يتردد.. نعم، السجن هو السجن، وتقييد الحرية.. لكننا لم نتعرض للمضايقات التي كنا نسمعها ونقرأ عنها في السبعينيات الميلادية في مذكرات مساجين سياسيين عن التعذيب، والضرب في سجون عبدالناصر، وسوريا، والعراق، وإسرائيل التي تدعي حقوق الإنسان.

* كيف كنت تقضي يومك في السجن؟
نصبح الصبح، ونصلي، ثم نفطر. وفي الضحى ندرس لزملائنا الأميين دروس محو أمية. وسجننا كان عبارة عن "زنزانتين" متجاورتين، وكان الأمير نايف – رحمه الله- قد وجه بمعاملتنا باحترام، وبتوفير أجهزة راديو للجميع، والكتب لمن يريد أن يقرأ. وأؤكد أنه لم تحصل مضايقات، ولو أخطأ عليك أحد من السجانين نجد من يأخذ حقنا منه.

* وبعد أن خرجتَ من السجن نشرت مذكراتك في صحيفة "الرياض" السعودية.. لماذا اخترت الرياض تحديداً؟
لأنها الصحيفة التي أعمل بها.

* رافقت "جهيمان" في رحلاته وتنقلاته لتنظيم خلايا الجماعة وأثناء المطاردات الأمنية.. كيف تصف لنا شخصيته وأفكاره؟
جهيمان شخصية قيادية ذات كاريزما مؤثرة.. وكان في تلك الفترة داعية، وتأثيره كبيراً على مجموعته.. لكنه ليس صاحب فكر بل ضمن نسيج التفكير السلفي السائد، وهو طالب علم، وأعتبره لا يزال في المرحلة الأولى أو الثانية، وتميز بأنه يحفظ جيداً، ويفهم، لكن مشكلته أنه حصر نفسه، وعزلها، وأصبح يبحث عن نفسه بالخلاص من خلال "أشراط الساعة" و"المهدي المنتظر".. وأشبهه بحسين المسعري حالياً.

* بماذا يتشابهان؟
المسعري يشبه "جهيمان" في أنه يمر حالياً بأزمة نفسية "مأزوم"، و"الكآبة ضاربته"، وحالته النفسية سيئة، ومعزول، ومنبوذ، ويغني في وادٍ ليس فيه أحد، وأفكاره غير مقبولة، فيطرح الآن فكرة الخلاص كأشراط الساعة والمهدي المنتظر ليستقطب الناس من حوله.. ولا تستغرب أن المسعري في يوم ما سيرجح أن فلاناً أو علاناً هو المهدي المنتظر، وهذا متنبَّأ به. ومن المفارقة الغريبة أن المسعري أصدر قبل سنوات عدة كتاباً عن أشراط الساعة، وكتاباً عن "المهدي المنتظر"، وغالباً يمر بهذه الأزمة النفسية أهل الشام الذين يتقاتلون بينهم، حتى أن جماعة "داعش" أخرجوا المهدي المنتظر من جماعتهم، وكذلك جماعة الشيشان أخرجوا مهديهم.



* هل كان جهيمان مهرباً للسجائر من الكويت للسعودية قبل تدينه، كما يقال؟
نعم، كان مهرب سجائر من الكويت، وهذه معلومة باح بها لي شخصياً.

* ما أوجه الشبه بين حادثة اقتحام الحرم المكي عام 1979م وتفجيرات 11 سبتمبر 2001م؟.. وما أبرز آثارهما على المجتمع السعودي؟
كلتا الحادثتين تنمُّ عن أزمة فكرية عند من قام بهما. فجهيمان أزمته "الهوس الفكري"، والقاعدة أزمتهم هوس فكري مع حالة طموح إسلام سياسي، ورغبة في تحقيق هدف سياسي.

* قلت: "تعرفت على جماعة الإخوان المسلمين في الرياض عام 1976م". فكيف رأيت تنظيمهم؟ وما الذي أبعدك عن الانتماء لهم؟
في تلك الفترة كنت أعتبر نفسي بوصفي سلفياً أنتمي للسلفية العلمية، سلفية الألباني، وهي أهم بكثير من جماعة الإخوان المسلمين؛ لأنه وحسب علمنا أن الإخوان المسلمين محدودو المعرفة في التوحيد والفقه، وهم بالفعل بشكل عام من النواحي الشرعية محدودو المعرفة، وما زالوا، وهم يركزون في الفقه على كتاب السيد سابق "فقه السنة"، وفي التاريخ يعتمدون على "فقه السيرة" لمحمد الغزالي، في التنظيم الحركي تركيزهم أكثر على كتاب "معالم الطريق" لسيد قطب، وإن كان هناك ما يذكر عن تلك الفترة فيجب التفريق بين صراعات الأجنحة داخل جماعة الإخوان وخارجها حول قضايا "الحاكمية". وبعض الإخوان المسلمين يكفرون ولي الأمر بعكس أجنحة أخرى يميلون لكتابات حسن البنا، وهم أكثر اعتدالاً من غيرهم. وفي تلك الفترة كنا ضد قضايا التكفير وغيرها، ولم يكونوا الأفضل في العمل الإسلامي.

* المجتمع السعودي من المجتمعات المتنوعة فكرياً، وحراكها الثقافي مستمر.. فهل لهذا التنوع والحراك انعكاسات سلبية على الوحدة الوطنية؟
لا.. الحراك والتنوع في المجتمع السعودي يجب أن يستمر.. لكن هذا الحراك يعتمد على موقف الشخص، فإذا كان متعصباً سيفهمه حراكاً تعصبياً وتضاداً، وإن كان حريصاً على الوحدة وعلى أبناء البلد سيطرح طرحاً إيجابياً نحوهم، ويقرؤهم كتنوع إيجابي. فكثير من الأحيان التنوع جيد ومفيد. فعلى سبيل المثال، أمريكا تفتخر بأنها أكثر من عرق، ومذهب، وطائفة، في حين أن بعضنا يرفض التسامح.

* لكن هناك تصادماً فكرياً وتراشقاً لفظياً مخيفاً..
يحصل ذلك غالباً بين الفئات التي لا تفهم بعضها، وهم الآن لا يفهمون بعضاً؛ لأن هناك استدعاءات تاريخية للخصومات، ويجب أن تتوقف.

* هل صحيح أن الظروف الاقتصادية والاجتماعية المتردية هي التي تسهم في ظهور الجماعات الإسلامية المتشددة؟
لا.. لم تعد ذريعة علماء الاجتماع صحيحة بأن الفقر يولد العنف، وأن الأسباب الاقتصادية السيئة هي المحرك.. فعلى سبيل المثال أسامة بن لادن كان مليارديراً كبيراً، وأيمن الظواهري طبيب وابن أسرة عريقة.. ورغم ذلك الكثير لا يزال يحاول ربط التطرف بالفقر وبالأسباب الاقتصادية. لكن - في رأيي - غياب "المشروع النهضوي الوسطي"، والتأكيد عليه في الخطاب الديني والكتابات الإسلامية، هو السبب المباشر. فعلى سبيل المثال، في السبعينيات الميلادية كانت نوعية الكتب السائدة تتحدث عن الاستشهاد في سبيل الله، والجهاد، ولا تجد كتاباً عن التصالح، ومقاصد الشريعة، والوسطية. والآن انظر لتأثير ومخرجات تلك الكتب. ظهرت لنا جماعات لم تفهم الإسلام الوسطي الصحيح، ولا يعنيها مصالح الناس والمستقبل. وما أزال أتساءل: لماذا الإخوان المسلمون ليس لديهم مشروع للمستقبل منذ بداية نشأتهم حتى الآن؟ لماذا لا تجد عندهم وسائل لتحديث الأفكار الديمقراطية والحريات.. إلخ؟

* لكنهم في الانتخابات الأخيرة في مصر طرحوا عدداً من الأفكار الحديثة في برنامجهم الانتخابي، كمشروع النهضة وغيره؟
تأخروا كثيراً.. أين هم قبل ذلك؟ الإخوان في مصر - على سبيل المثال - لم يمارسوا داخل الجماعة الديمقراطية التي يقولون الآن إنهم من أنصارها.. هذه الشعارات يعتبرونها "ركوبة" لأمور أخرى للوصول لأهدافهم. والإسلام السياسي يؤدي لإحدى النتيجتين، أو يجمعهما معاً: أولاً: إسلام عنف، ثانياً: إسلام غير نهضوي. وغالباً يؤدي للعنف، والسلطة هي ما تبحث عنه أغلب الجماعات الإسلامية رغم ما لديهم من مشكلة كبيرة في فهم الواقع؛ لأن في عقولهم أشياء غير واقعية؛ من المستحيل تحقيقها.

* التغرير بشبابنا، والدفع بهم في حروب وصراعات ليست لنا.. كيف يمكن فَهم ذلك؟ وما السبيل لمواجهته؟
يجب أن يكون هناك حملة وطنية جادة ومخلصة لتوجيه دفة خطابنا الإسلامي إلى الوسطية ولمقاصد الشريعة ضمن خطاب مستقبلي للشباب. فأي دولة لا تستطيع العيش في معزل عن العالم. فأي واقعية كانت عندما كان أسامة بن لادن ليصنع التطرف في أفغانستان، ويعزلها، ويريد إنشاء دولة إسلامية في حين كانت الطائرات الأمريكية تقصف أفغانستان والقاعدة؟ أي دولة كانوا يريدون أن يصنعوا هناك؟.. هذه المشاكل الفكرية تجعلنا نقف أمام جدران كبيرة لا مخرج منها. ما نريده الآن التقليل من الخطاب الديني المتشدد، وتقنين الخطاب الصحوي، والحد من فكر الإسلام السياسي، وألا يكون طرحنا منافقاً في هذه القضية. فالإسلام السياسي هو السبب في العنف الذي يحصل الآن.. فعلى سبيل المثال جماعة الإخوان المسلمين في كل أنحاء العالم أصبحوا شراً عندما دخلوا في السياسة. علماً بأنها كانت جماعة دعوة، ونصح، وإرشاد. فلماذا يلوَّث العمل الدعوى بالسياسة؟

* إلى أي مدى كانت المساجد والمدارس السعودية في السبعينيات الميلادية حلبة صراع للتيارات الإسلامية من أجل "تجييش" الأتباع، واستقطاب الأعضاء الجدد؟
نعم.. مثل هذا الأمر كان موجوداً بين جماعة التبليغ وجماعة الإخوان المسلمين وجماعة السلفيين المحتسبة.

* تزايد قضايا "المهداوية" وادعاء بعض الناس أنهم "المهدي المنتظر".. كيف تفسرها؟
ظاهرة تدل على أن الأمة الإسلامية في أزمة بشكل عام، وأنها دخلت في مأزق، وتريد أن تبحث لها عن مخرج.. وقد يكون مخرجها الادعاء بالمهدي المنتظر أو عن طريق الكشف في الأبراج الفلكية، وعلم التنجيم، أو عن طريق مؤوِّلي ومفسِّري الأحلام وغيرها.. وهذه كلها مخارج تعبّر عن وجود أزمة حقيقة لدى الأمة الإسلامية.



* أي نوع من الأزمات: هل هي فكرية أم اجتماعية أم أزمة فقدان هوية أم أخلاقية؟



أزمتها فكرية مع خطابها الثقافي السائد الذي لم تستطع تجاوزه، ولا المجموعة الفكرية الحالية تحاول تجاوزه. فالأمة الآن تشبه إلى حد بعيد خطاب الدولة العباسية قبل انهيارها، وقبل غزو التتار.. حين انتشر قبل انهيارها قراء الطالع ومفسرو الأحلام في الطرقات والشوارع حتى صدر مرسوم بمنعهم. فما الذي جعل من هذه الدولة الإسلامية الكبيرة والعريقة ذات التاريخ تصل لهذا المستوى الفكري المتردي، والتتار يحتشدون عند حدودها؟ السبب أن العباسيين كانوا في حالة أزمة فكرية، لم يستطيعوا تجاوزها، والفساد مستشرٍ في أطرافها. ومن المفارقات التي تروى أن الخليفة العباسي في ذلك الوقت أرسل مرسولاً لوالي الموصل، يطلب منه إرسال مغنيات ومعازف لقصره في بغداد. فاستغرب ولي الموصل، وعرض خطاب الخليفة العباسي على مستشاريه قائلاً: "انظروا الخليفة يطلب مني معازف ومغنيات وهولاكو يراسلني طالباً منجنيقات وأسلحة حرب"!! إذن، هذه الحالة تعبّر عن وجود مشكلة كبيرة، وأزمة ضعف لدى الأمة الإسلامية. وسؤالي هو: كم كتاباً صدر في هذا الزمن عن "أشراط الساعة"؟ الجواب: كتب كثيرة. أليس كذلك؟! فماذا نتوقع أن يخرج لنا من إصدارات جديدة بعد كل هذه الكتب والأفكار؟ أعتقد أنها ستكون كتباً عن الموت وشباب ينتظرون الموت، ويدعون المهداوية، وشباب اتكاليين لا يعملون لمستقبلهم، ولا لأمتهم. وهذه أزمتنا الحقيقية.

* هل ندمت على قرارات معينة اتخذتها؟
نعم، ندمت بعد السجن كثيراً.. أما الآن فاعتبرتها جزءاً من تاريخي، وهويتي، وشخصيتي، وأعتبرها هفوة كبيرة في حياتي. وأكثر ما ندمت عليه هو أنني علمت بتاريخ اقتحام جماعة جهيمان للحرم المكي ولم أبلغ السلطات؛ لأنني لو بلغت لحُقنت دماء كثيرة. وبالفعل ندمت بشكل كبير.

* بين زبير "العراق"، والكويت، والرياض.. أين تشكلت ملامحك الفكرية؟


ملامحي تشكلت في الرياض بالفكر الديني، والتعمق فيه، والبحث، والقراءة. ففي السبعينيات الميلادية، ومع صعود المد الديني بشكل عام، وكثرة المؤلفات والخطب، حرصت على أن أكون ضمن هذا النسيج تأثراً، وتقليداً، وكنت في تلك الفترة منسجماً مع نفسي في اختياراتي. فهبوط كل مد فكري منافس أدى إلى التوجه العام نحو التدين بين الشباب.

* "سوق الخضرة" في الزبير.. لماذا كنت تعتبره – في صغرك- جنتك وعالمك الخاص؟
تفكير الطفولة العبثية في تلك الفترة، وهي دون سن دخول المدرسة، عندما أجد في السوق "الدلال" ينادي على بضاعته، والخضار يفاوض، وبياع الحبحب يصرخ.. يتشكل حب الاكتشاف، والتعرف على الأشياء من حولي. وفي تلك المرحلة كان "سوق الخضرة" مكان إثراء بالنسبة لي بوصفي أحد أفراد هذا العالم الغرائبي. وهو بالتأكيد أثر على تحصيلي المعرفي، والتنوع والتعدد مستقبلاً.

* غموض "تكية الدراويش" أمام جامع الزبير.. هل غموضها الذي كتبت عنه بسبب كثرة فقرائها وعواجيزها أم لما يدور فيها من تناقضات إنسانية؟
في تلك السن الصغيرة.. ينظر الطفل للأشياء كعالم غرائبي جديد، لا يستطيع وعيه فهمه، وكانت أمنيتي آنذاك أن أدخل إلى تلك "التكية" لمعرفة ما في داخلها، وماذا تعمل الفقيرات والفقراء هناك؟.. كثيراً ما كنت أتساءل عما بداخلها. وبعد أن كبرت دخلتها، ورأيت أنها مأوى للفقراء والمحتاجين.

* في مؤلفك "حرق الكتب في التراث العربي".. هل تريد أن تقول إن العرب يخافون الكتب، وما تمثله من أفكار، وآراء، وتجارب مختلفة؟
نعم، العرب يخافون من الكتب، ويحقرون من شأن الكتابة، وهذا كان واضحاً. فعندما تقرأ مقدمة كتاب "جامع بيان العلم وفضله" لابن عبد البر تجد مثل هذه "النفسية" التي تحط من شأن الكتابة، والرفع من شأن الحفظ.. فالعرب بشكل عام ليسوا بأهل كتاب، وإنما هم أهل ذاكرة وحفظ.

*ما أهم مرحلة في حياتك؟
كل مراحل حياتي مهمة.






 
قديم 05-11-14, 06:46 PM   رقم المشاركة : 10
بعيد المسافات
عضو ماسي






بعيد المسافات غير متصل

بعيد المسافات is on a distinguished road


كل الشكر اخوي ابو يزن ع التغطية والتقرير الكامل عن حادثت الحرم المكي الشريف و خفظ الله البلاد والعباد







التوقيع :
بسم الله توكلت على الله
الواحد الاحد الفرد الصمد ..

http://www.youtube.com/watch?v=HodzzrTyoAY
من مواضيعي في المنتدى
»» مفتي ليبيا الشيخ الصادق الغرياني يضع النقاط على الحروف فيما يجري بليبيا
»» زيارة أوباما للسعودية.. ملفات ساخنة في ربيع "خريم"
»» حكاية الطالب الفلسطيني الذي صرخ في وجه أوباما
»» أم زياد.. قصة سعودية لعلها من أهل الجنة
»» لماذا يكره الشباب تنظيم داعش التكفيري
 
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:38 PM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "