طرحت موضوعا عن القلم
ثم ان العضو المكرم "عقائدي" هداني الله وإياه عارضني في ذلك حين قلت انا اننا لا نعرف في امر القلم إلا شيء قليل جدا مما جاء عن الله او عن رسوله فقط ،،، فزعم ان العيب فينا زاعما ان كتاب الله جاء تبيانا لكل شيء
ودار بيني وبينه نقاش حول ماهية "كل شيء" الواردة في قوله تعالى : وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ
فهو يرى ان كل شيء تعني العموم في حين انني اقول انها تعني كل شيء نحتاج نحن إليه من امور الحلال والحرام والشريعة والأحكام وما في حكم ذلك
وطلبته بأدلة تثبت مزاعمه بعد ان اتيته بدليل ورد في القرآن انه من الممكن ان كل شيء تعني كل شيء في نطاق محدود مع وجود إستثناء حتى في هذا النطاق المحدود ،،، واما استدلالي فكان بقوله تعالى : تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ بِأَمْرِ رَبِّهَا فَأَصْبَحُوا لَا يُرَى إِلَّا مَسَاكِنُهُمْ كَذَلِكَ نَجْزِي الْقَوْمَ الْمُجْرِمِينَ
في تلك الآية نجد ان كل شيء تعني كل شيء في نطاق محدد وايضا فلم تشمل كل شيء داخل هذا النطاق بدليل انها لم تدمر مساكنهم وفق نص الآية ،،، فهذا يثبت ان كل شيء لا يمكن حملها على المعنى الحرفي لكلمة "كل شيء"
وبالتالي فإستشهاد العضو "عقائدي" ضدي بقوله تعالى (وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ) هو إستشهاد لا يصح
وبينت له انني اريد ادلة فإن لم يجد فليأتي بقرائن او شواهد
وبإنتظار ان يأتي بأدلة او قرائن وشواهد احب ان اطرح ما لدي من قرائن وشواهد تؤكد قولي في انها تعني كل شيء في امور الدين فقط او ربما يضاف إليها شيء قليل من امور الدنيا
الشــــواهـــد
الشاهد الأول : سياق الآية
وَإِذَا رَأَى الَّذِينَ ظَلَمُوا الْعَذَابَ فَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ وَلَا هُمْ يُنْظَرُونَ (85) وَإِذَا رَأَى الَّذِينَ أَشْرَكُوا شُرَكَاءَهُمْ قَالُوا رَبَّنَا هَؤُلَاءِ شُرَكَاؤُنَا الَّذِينَ كُنَّا نَدْعُوا مِنْ دُونِكَ فَأَلْقَوْا إِلَيْهِمُ الْقَوْلَ إِنَّكُمْ لَكَاذِبُونَ (86) وَأَلْقَوْا إِلَى اللَّهِ يَوْمَئِذٍ السَّلَمَ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ (87) الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ زِدْنَاهُمْ عَذَابًا فَوْقَ الْعَذَابِ بِمَا كَانُوا يُفْسِدُونَ (88) وَيَوْمَ نَبْعَثُ فِي كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيدًا عَلَيْهِمْ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَجِئْنَا بِكَ شَهِيدًا عَلَى هَؤُلَاءِ وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ (89)
فالآية جاءت بعد إخبار من الله للمشركين ما سيحل بهم يوم القيامة وفيه تقريع لهم وتبيان ما سيؤل إليه امرهم من تبرؤ شركاءهم منهم وبيان محاسبتهم وعذابهم بما كانوا يفسدون ،،، فجاءت الآية لتبين لهؤلاء المشركين انه جاءهم كتاب - في حياتهم الدنيا - فيه تبيان كل شيء - من اسباب الهداية - فلا عذر لهم بعد ذلك الكتاب ،، فلا يأتي احدا يوم القيامة فيزعم انه كان يجهل او كان لا يعرف ،،، فهذا دلالة تبين المقصود بتبيان كل شيء
الشاهد الثاني : ثبوت ان هناك اشياء لم يتم ذكرها في القرآن ،،،ومن ذلك مثلا :
- لم يذكر القرآن عدد ركعات كل صلاة
- لم يذكر الله حكم الجمع بين البنت وعمّتها او البنت وخالتها لا بالحل ولا بالحرمة
- لم يذكر القرآن موعد قيام الساعة
- لم يذكر القرآن المكان الذي رفع الله فيه عيسى بن مريم
- لم يذكر القرآن بعض الرسل وقد اشار القرآن إلى ذلك كما في قوله تعالى : وَرُسُلًا قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِنْ قَبْلُ وَرُسُلًا لَمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا
- لم يذكر القرآن اسماء وقصص الذي جعلهم الله ينذرون اقوامهم ،، ومعلوم انه ما من امة إلا وخلا فيها نذير كما في قوله جلّ شأنه (إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلَا فِيهَا نَذِيرٌ) ،،، فهل اخبر الله خبر كل نذير ،، وحين ننظر إلى الرسل والأنبياء نجد انهم جهة فلسطين وجزيرة العرب ،،، والعالم كبير فأين الرسل والانبياء الذين جعلهم الله للامم التي لم يذكر الله رسلهم وانبياءهم
- لم يذكر القرآن ما حدث لأم يوسف حين رماه إخوته في الجب وغاب عنهم تلك الغيبة الطويلة ولم يذكر القرآن اسمها
الشاهد الثالث : لماذا امرنا الله ان نرد ما نتنازع فيه إلى الله والرسول
يقول الله تعالى : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ
فلو كان القرآن فيه كل شيء لإكتفى ان يأمرنا الله بالرد إليه فقط
الشاهد الرابع : لم يرد في القرآن ان علي بن ابي طالب يموت مقتولا ولم يذكر اسم قاتله ولا وقت قتله
لم يذكر الله ان علي بن ابي طالب يموت مقتولا وان من سيقتله هو عبدالرحمن بن ملجم ،،، وذكرت علي بن ابي طالب تحديدا لسبب مهم ،،، فلو كان هناك كل شيء مذكور في القرآن والقوم يرون ان علي يعلمه لكان علمه علي بن ابي طالب لو صح زعمهم ،،، فكيف لعلي بن ابي طالب ان يجهل هذا الشيء ،، فإن جهله علي والقوم يزعمون انه هو الذي يعلم ،،، فهذا دلالة على ان التبيان في القرآن هو تبيان ما تحتاج إليه الأمة وليس كما يزعم الإسماعيلية
24-04-12, 10:37 AM
العرض الشجري