العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتديات العلمية > منتدى عقيدة أهل السنة والجماعة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 28-12-15, 10:02 PM   رقم المشاركة : 501
أبو فراس السليماني
عضو ماسي








أبو فراس السليماني غير متصل

أبو فراس السليماني is on a distinguished road


*****************************
نورالتوحيد
وظلمات الشرك

في ضوء الكتاب والسنة
http://islamhouse.com/ar/books/1941/

*****************************

2 ـ الإفراط في المدح والتجاوز فيه،
والغلو في الدين:

حذَّر رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عن الإطراء
فقال:

لا تطروني
كما أطرت النصارى ابن مريم،

فإنما أنا عبده ،
فقولوا:
عبدُ الله ورسوله([1])،

وقال صلّى الله عليه وسلّم:
إياكم والغلو في الدين،
فإنما أهلك من كان قبلكم
الغلو في الدين([2]).

3 ـ بناء المساجد على القبور،
وتصوير الصور فيها:

حذَّر صلّى الله عليه وسلّم عن اتخاذ المساجد على القبور،
وعن اتخاذها مساجد؛
لأن عبادة الله عند قبور الصالحين
وسيلة إلى عبادتهم ؛

ولهذا لَمَا ذكرت أم حبيبة وأم سلمة رضي الله عنهما
لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم
كنيسة في الحبشة فيها تصاوير

قال:
إن أولئك إذا كان فيهم الرجل الصالح فمات
بنوا على قبره مسجدًا
وصوروا فيه تلك الصور،
أولئك
شرار الخلق
عند الله يوم القيامة([3]).

ومن حرص النبي صلّى الله عليه وسلّم على أمته
أنه عندما نزل به الموت قال:
لَعْنَةُ الله على اليهود والنصارى،
اتخذوا قبور
أنبيائهم
مساجد
”.

قالت عائشة رضي الله عنها:
يُحذِّر ما صنعوا
([4]).

وقال قبل أن يموت بخمس:
ألا وإن من كان قبلكم
كانوا يتخذون قبور أنبيائهم وصالحيهم مساجد،
ألا فلا تتخذوا القبور مساجد،
فإني أنهاكم عن ذلك([5]).

************************
([1]) البخاري مع الفتح بلفظه، كتاب الأنبياء،
باب قوله تعالى: {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ...}، 6/478، 12/144،
وانظر: شرحه في الفتح 12/149.

([2]) النسائي، كتاب مناسك الحج، باب التقاط الحصى 5/260،
وابن ماجه، كتاب المناسك، باب قدر حصى الرمي 2/1008، وأحمد 1/347.

([3]) البخاري مع الفتح،
كتاب هل تنبش قبور مشركي الجاهلية ويتخذ مكانها مساجد 1/523، 3/208، 7/187،
وأخرجه مسلم، كتاب المساجد ومواضع الصلاة،
باب النهي عن بناء المساجد على القبور 1/375.

([4]) البخاري مع الفتح، كتاب الصلاة، باب:
حدثنا أبو اليمان 1/532، 3/200، 6/494، 7/186، 8/140، 10/277،
ومسلم، كتاب المساجد ومواضع الصلاة،
باب النهي عن بناء المساجد على القبور واتخاذ الصور فيها 1/337.

([5]) مسلم، كتاب المساجد ومواضع الصلاة،
باب النهي عن بناء المساجد على القبور 1/377.






من مواضيعي في المنتدى
»» الذلة وأسبابها
»» مُدارسة الــتـوحــيـد - الشيخ أ.د. عبد القادر صــوفـــي
»» الجامع الكبير لمقالات فضيلة الشيخ لُطف الله بن مُلا عبد العظيم خوجه
»» الحذر من الجدال المراء
»» كتب عن الإباضية هداهم الله تعالى
 
قديم 28-12-15, 10:04 PM   رقم المشاركة : 502
أبو فراس السليماني
عضو ماسي








أبو فراس السليماني غير متصل

أبو فراس السليماني is on a distinguished road


*****************************
نورالتوحيد
وظلمات الشرك

في ضوء الكتاب والسنة
http://islamhouse.com/ar/books/1941/

*****************************

4 ـ اتخاذ القبور مساجد:

حذَّر صلّى الله عليه وسلَّم أمته
عن اتخاذ قبره وثنًا يُعبد من دون الله،

ومن باب أولى غيره من الخلق،

فقال:

اللهم لا تجعل قبري
وثنًا يُعبد،
اشتدَّ غضب الله على قوم
اتخذوا
قبور أنبيائهم مساجد ([1]).

5 ـ إسراج القبور وزيارة النساء لها:

حذِّر صلّى الله عليه وسلّم عن إسراج القبور؛
لأن البناء عليها، وإسراجها،
وتجصيصها والكتابة عليها،
واتخاذ المساجد عليها
من وسائل الشرك،

فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال:

لعن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم زائرات القبور
والمتخذين عليها المساجد والسرج ([2]).

6 ـ الجلوس على القبور والصلاة إليها:

لم يترك صلّى الله عليه وسلّم بابًا من أبواب الشرك
التي تُوصِّل إليه إلا سدَّه ([3])،

ومن ذلك قوله صلّى الله عليه وسلّم:
لا تجلسوا على القبور،
ولا تصلوا إليها([4]).


************************
([1]) الموطأ للإمام مالك، كتاب قصر الصلاة في السفر،
باب جامع الصلاة 1/172، وهو عنده مرسل،
ولفظ أحمد 2/246:
"
اللهم لا تجعل قبري وثنًا،
ولعن الله قومًا اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد

وأبو نعيم في الحلية 7/317، وانظر: فتح المجيد ص150.

([2]) النسائي، كتاب الجنائز، باب التغليظ في اتخاذ السرج على القبور 4/94،
وأبو داود، كتاب الجنائز، باب في زيارة النساء القبور 3/218،
والترمذي، كتاب الصلاة، باب كراهية أن يتخذ على القبر مسجدًا 2/136،
وابن ماجه في الجنائز، باب النهي عن زيارة النساء للقبور 1/502،
وأحمد 1/229، 287، 324، 2/337، 3/442، 443، والحاكم 1/374،
وانظر ما نقله صاحب فتح المجيد في تصحيح الحديث عن ابن تيمية ص276.

([3]) انظر: فتح المجيد ص281.

([4]) مسلم، كتاب الجنائز، باب النهي عن الجلوس على القبر والصلاة عليه 2/668.








من مواضيعي في المنتدى
»» وَدَعُـوني أَجُرُّ ذَيلَ فــخَـارٍ *** عِندَما تُـخْـجِـلُ الجـبـانَ العُـيُـوبُ
»» الأقطاب والأبدال في الفكر الصوفي
»» ابن عربي - عقيدته وموقف علماء المسلمين منه
»» بيان حال ابن عطاء الله السكندري وكتابه الحكَم الإلهية
»» أسئلة متنوعة عن التصوف والصوفية / أجاب عليها الشيخان ابن باز وابن عثيمين رحمهما الله
 
قديم 28-12-15, 10:08 PM   رقم المشاركة : 503
أبو فراس السليماني
عضو ماسي








أبو فراس السليماني غير متصل

أبو فراس السليماني is on a distinguished road


*****************************
نورالتوحيد
وظلمات الشرك

في ضوء الكتاب والسنة
http://islamhouse.com/ar/books/1941/

*****************************

7 ـ اتخاذ القبور عيدًا، وهجر الصلاة في البيوت،

بيَّن صلّى الله عليه وسلّم
أن القبور ليست مواضع للصلاة،


وأن من صلى عليه وسلم
فستبلغه صلاته سواء
كان بعيدًا عن قبره أو قريبًا،

فلا حاجة لاتخاذ قبره عيدًا:

لا تجعلوا بيوتكم قبورًا،
ولا تجعلوا قبري عيدًا،
وصلوا عليّ
فإن صلاتكم تبلغني حيث كنتم
([1]).


وقال صلّى الله عليه وسلّم:

إن لله ملائكة سياحين يبلغوني من أمتي السلام([2]).

فإذا كان قبر النبي صلّى الله عليه وسلّم
أفضل قبر على وجه الأرض
وقد نهى عن اتخاذه عيدًا،
فغيره أولى بالنهي
كائنًا من كان
([3]).

8 ـ الصور وبناء القباب على القبور:

كان صلّى الله عليه وسلّم يطِّهر الأرض من وسائل الشرك،
فيبعث بعض أصحابه
إلى هدم
القباب المشرفة على القبور،
وطمس الصور،

فعن أبي الهياج الأسدي قال:
قال لي علي بن أبي طالب:

ألا أبعثك على ما بعثني عليه
رسول الله
صلّى الله عليه وسلّم ؟

ألا تدع تمثالاً
إلا طمسته،
ولا قبرًا مشرفًا
إلا سويته([4]).

************************
([1]) أبو داود، كتاب المناسك، باب زيارة القبور، 2/218 بإسناد حسن،
وأحمد 2/357،
وانظر: صحيح سنن أبي داود 1/383.
([2]) النسائي في السهو، باب السلام على النبي صلّى الله عليه وسلّم 3/43،
وأحمد 1/452،
وإسماعيل القاضي في فضل الصلاة على النبي صلّى الله عليه وسلّم برقم 21، ص24،
وسنده صحيح.
([3]) انظر: الدرر السنية في الأجوبة النجدية لعبد الرحمن بن قاسم 6/165-174.
([4]) مسلم، كتاب الجنائز، باب الأمر بتسوية القبر 2/666.







من مواضيعي في المنتدى
»» ابن عربي - عقيدته وموقف علماء المسلمين منه
»» أسئلة عن التوحيد والشرك الأكبر والتمائم / أجاب عليها الشيخان ابن باز وابن عثيمين
»» فهم الصوفية واستشراف أثرها في السياسة الأمريكية
»» معنى { والذين لا يدعون مع الله إلهاً آخر }/ سماحة الإمام عبد العزيز بن باز
»» الجامع الكبير لمقالات فضيلة الشيخ لُطف الله بن مُلا عبد العظيم خوجه
 
قديم 28-12-15, 10:12 PM   رقم المشاركة : 504
أبو فراس السليماني
عضو ماسي








أبو فراس السليماني غير متصل

أبو فراس السليماني is on a distinguished road


*****************************
نورالتوحيد
وظلمات الشرك
في ضوء الكتاب والسنة
http://islamhouse.com/ar/books/1941/
*****************************


9 ـ شدّ الرّحال إلى غير المساجد الثلاثة:

وكما سدَّ صلّى الله عليه وسلّم
كل باب يوصّل إلى
الشرك
فقد حمى
التوحيد عما يقرب منه ويخالطه
من
الشرك وأسبابه،

فقال صلّى الله عليه وسلّم:
لا تشدوا الرحال
إلا إلى ثلاثة مساجد:
مسجدي هذا،
والمسجد الحرام،
والمسجد الأقصى
([1]).

فدخل في هذا النهي
شدّ الرحال
لزيارة القبور والمشاهد،

وهو الذي فهمه الصحابة رضي الله عنهم
من قول النبي صلّى الله عليه وسلّم،

ولهذا عندما ذهب أبو هريرة رضي الله عنه إلى الطور،
فلقيه بصرة بن أبي بصرة الغفاري:

فقال: من أين جئت؟
قال: من الطور.
فقال:
لو أدركتك قبل أن تخرج إليه ما خرجت إليه،

سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول:
لا تعمل المطي إلا إلى ثلاثة مساجد…”([2]).

ولهذا قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:

" وقد اتفق الأئمة
على أنه لو نذر أن يسافر إلى قبره
صلّى الله عليه وسلّم
أو غيره من الأنبياء والصالحين
لم يكن عليه أن يوفي بنذره،
بل يُنهى عن ذلك " ([3]).


************************
([1]) البخاري مع الفتح، كتاب فضل الصلاة في مسجد مكة والمدينة 3/63،
ومسلم بلفظه، كتاب الحج، باب سفر المرأة مع محرم إلى حج وغيره 2/976.

([2]) النسائي، كتاب الجمعة، باب الساعة التي يستجاب فيها الدعاء يوم الجمعة 3/114،
ومالك في الموطأ، كتاب الجمعة، باب الساعة التي في يوم الجمعة 1/109،
وأحمد في المسند 6/7، 397، وانظر: فتح المجيد ص289، وصحيح النسائي 1/309.

([3]) انظر: فتاوى ابن تيمية 1/234.






من مواضيعي في المنتدى
»» مجدد ملة عمرو بن لُحي وداعية الشرك في هذا الزمان / محمد علوي مالكي
»» بيان حال ابن عطاء الله السكندري وكتابه الحكَم الإلهية
»» خمسة أشياء ينبغي أن يفرح العاقل بها
»» قصيدة سيدنا حسان بن ثابت رضي الله عنه يمدح المصطفى عليه السلام
»» سأل سائل: كيف صورة التوكل وتوضيحه ؟
 
قديم 28-12-15, 10:16 PM   رقم المشاركة : 505
أبو فراس السليماني
عضو ماسي








أبو فراس السليماني غير متصل

أبو فراس السليماني is on a distinguished road


*****************************
نورالتوحيد
وظلمات الشرك

في ضوء الكتاب والسنة
http://islamhouse.com/ar/books/1941/

*****************************

10 ـ الزيارة البدعية للقبور من وسائل الشرك؛

لأن زيارة القبور نوعان:

النوع الأول:

زيارة شرعية
يقصد بها السلام عليهم
والدعاء لهم،

كما يقصد الصلاة على أحدهم
إذا مات صلاة الجنازة،

ولتذكر الموت
بشرط عدم شدِّ الرِّحال

ولاتباع سنة النبي صلّى الله عليه وسلّم.

النوع الثاني:

زيارة شركية وبدعية ([1])،

وهذا النوع ثلاثة أنواع:

أ ـ من يسأل الميت حاجته،
وهؤلاء من جنس
عُبَّاد الأصنام.
ب ـ من يسأل الله تعالى بالميت،
كمن يقول:
أتوسل إليك بنبيك،
أو
بحق الشيخ فلان،
وهذا من البدع المحدثة في الإسلام،

ولا يصل إلى الشرك الأكبر،
فهو لا يُخرج عن الإسلام
كما يُخرِج الأول
.

ج ـ من يظنّ أن الدعاء عند القبور مُستجاب،
أو أنه أفضل من الدعاء في المسجد،
وهذا من المنكرات بالإجماع ([2]).

************************
([1]) انظر: فتاوى ابن تيمية 1/233، والبداية والنهاية 14/123.
([2]) انظر: الدرر السنية في الأجوبة النجدية 6/165-174.







من مواضيعي في المنتدى
»» ثمرات التوحيد
»» إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُّبِينًا
»» ما الحكم لو صادف العيد يوم الجمعة ؟
»» من الأخلاق المذمومة : الحسد
»» مُدارسة الــتـوحــيـد - الشيخ أ.د. عبد القادر صــوفـــي
 
قديم 28-12-15, 10:20 PM   رقم المشاركة : 506
أبو فراس السليماني
عضو ماسي








أبو فراس السليماني غير متصل

أبو فراس السليماني is on a distinguished road


*****************************
نورالتوحيد
وظلمات الشرك

في ضوء الكتاب والسنة
http://islamhouse.com/ar/books/1941/

*****************************

11 ـ الصلاة عند طلوع الشمس وعند غروبها
من وسائل الشرك؛

لِمَا في ذلك من التشبه
بالذين يسجدون لها في هذين الوقتين،

قال صلّى الله عليه وسلّم:


لا تحروا بصلاتكم طلوع الشمس ولا غروبها

فإنها تطلع بين قرني شيطان([1]).

والخلاصة:

أن وسائل الشرك التي توصل إليه:
هي كل وسيلة وذريعة
تكون طريقًا إلى الشرك الأكبر،

ومن الوسائل التي لم تذكر هنا:

تصوير ذوات الأرواح،
والوفاء بالنذر في مكان يُعبد فيه صنم
أو يقام فيه عيد من أعياد الجاهلية،
وغير ذلك من الوسائل ([2]).

************************
([1]) صحيح مسلم، كتاب صلاة المسافرين،
باب الأوقات التي نهي عن الصلاة فيها، 1/568، برقم 828.

([2]) انظر: الإرشاد إلى صحيح الاعتقاد،
للعلامة الدكتور صالح الفوزان، ص54-70، 113-152.







من مواضيعي في المنتدى
»» الاحتفاء الشيعي بضريح أبو لؤلؤة المجوسي
»» شرح حديث: يأتي على الناس زمان القابض على دينه كالقابض على الجمر
»» وَدَعُـوني أَجُرُّ ذَيلَ فــخَـارٍ *** عِندَما تُـخْـجِـلُ الجـبـانَ العُـيُـوبُ
»» إشكالية الغلو في الجهاد المعاصر / للشيخ علوي السقاف
»» جهود شيخ الإسلام ابن تيمية في توضيح توحيد العبادة
 
قديم 28-12-15, 10:23 PM   رقم المشاركة : 507
أبو فراس السليماني
عضو ماسي








أبو فراس السليماني غير متصل

أبو فراس السليماني is on a distinguished road


*****************************
نورالتوحيد
وظلمات الشرك

في ضوء الكتاب والسنة
http://islamhouse.com/ar/books/1941/

*****************************

المطلب السادس:

أنواع الشرك وأقسامه:

أولاً: الشرك أنواع، منها:

النوع الأول: شرك أكبر يخرج من الملة؛

لقوله تعالى:
{ إِنَّ اللَّهَ
لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ

وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاءُ
وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ
فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً بَعِيدًا } ([1])،


وهو أربعة أقسام:

1 ـ شرك الدعوة:

لقوله تعالى:


{ فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ
دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ
فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ
إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ }([2]).

2 ـ شرك النية والإرادة والقصد:

لقوله تعالى:
{ مَن كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا
نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا
وَهُمْ فِيهَا لاَ يُبْخَسُونَ،
أُوْلَـئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ إِلاَّ النَّارُ
وَحَبِطَ مَا صَنَعُواْ فِيهَا
وَبَاطِلٌ مَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ } ([3]).

3 ـ شرك الطاعة:

وهي طاعة الأحبار والرهبان وغيرهم
في معصية الله تعالى،


قال سبحانه:
{ اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ
أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللَّهِ
وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ

وَمَا أُمِرُواْ إِلاَّ
لِيَعْبُدُواْ إِلَـهًا وَاحِدًا
لاَّ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ
سُبْحَانَهُ
عَمَّا يُشْرِكُونَ
} ([4]).

4 ـ شرك المحبة:

لقوله تعالى:
{ وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللَّهِ
أَندَادًا يُحِبُّونَهُمْ
كَحُبِّ اللَّهِ
} ([5]).

والخلاصة:

أن الشرك الأكبر
هو صرف شيء من أنواع العبادة لغير الله عز وجل:

كأن
يدعو غير الله،
أو
يذبح لغير الله،
أو
ينذر لغير الله،
أو
يتقرَّب لأصحاب القبور،
أو الجن والشياطين
بشيء من أنواع العبادة ،
أو
يخاف الموتى أن يضروه،
أو
يرجو غير الله فيما لا يقدر عليه إلا الله
من
قضاء الحاجات
وتفريج الكربات
،

وغير ذلك من أنواع العبادة
التي لا تُصرف
إلا لله عز وجل ([6]).

************************
([1]) سورة النساء، الآية: 116.

([2]) سورة العنكبوت، الآية: 65،
وانظر: الجواب الكافي لابن القيم ص230-244،
ومدارج السالكين، لابن القيم 1/339-346.

([3]) سورة هود، الآيتان: 15، 16، وانظر: سورة الإسراء، الآية: 8،
وسورة الشورى، الآية: 20.

([4]) سورة التوبة، الآية: 31.
([5]) سورة البقرة، الآية: 165.

([6]) انظر: كتاب التوحيد للعلامة الفوزان ص11.







من مواضيعي في المنتدى
»» أصول الإسماعيلية - للدكتور سليمان السلومي
»» الأحباش : فرقة ضالة ، فاحذرها - د.عبدالله بن عبدالرحمن الشامي
»» الأقطاب والأبدال في الفكر الصوفي
»» ظاهرة التوسّع في إطلاق أوصاف التّفسيق والتّضليل
»» { قَالُوا سُبْحَانَكَ مَا كَانَ يَنْبَغِي لَنَا أَنْ نَتَّخِذَ مِنْ دُونِكَ مِنْ أَوْ
 
قديم 28-12-15, 10:27 PM   رقم المشاركة : 508
أبو فراس السليماني
عضو ماسي








أبو فراس السليماني غير متصل

أبو فراس السليماني is on a distinguished road


*****************************
نورالتوحيد
وظلمات الشرك

في ضوء الكتاب والسنة
http://islamhouse.com/ar/books/1941/

*****************************

النوع الثاني:

شرك أصغر لا يخرج من الملة
ومنه يسير الرياء،

قال تعالى:
{ فَمَن كَانَ يَرْجُواْ لِقَاءَ رَبِّهِ
فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحًا
وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا } ([1])،

ومنه الحلف بغير الله؛

لقوله صلّى الله عليه وسلّم:
من حلف بغير الله
فقد
كفر أو أشرك([2])،

ومنه قول الرجل:
لولا الله وأنت،
أو ما شاء الله؛
وشئت.

ومن أنواع الشرك: شرك خفي:
الشرك في هذه الأمة
أخفى من دبيب النملة السوداء
على صفاة سوداء في ظلمة الليل
([3])،

وكفارته هي أن يقول العبد:
اللهم إني أعوذ بك
أن أشرك بك شيئًا وأنا أعلم،
وأستغفرك من الذنب الذي لا أعلم
([4])،

قال ابن عباس رضي الله عنهما

في قوله تعالى:
{ فَلاَ تَجْعَلُواْ لِلّهِ أَندَادًا
وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ }([5])،

قال:
الأنداد هو الشرك أخفى من دبيب النمل
على صفاة سوداء في ظلمة الليل

وهو أن يقول:
والله وحياتِك يا فلان، وحياتي،

ويقول: لولا كلبة هذا لأتانا اللصوص البارحة،

ولولا البط في الدار لأتى اللصوص

وقول الرجل لصاحبه: ما شاء الله وشئت،

وقول الرجل: لولا الله وفلان ([6]).

وقول النبي صلّى الله عليه وسلّم:
من حلف بغير الله
فقد
كفر أو أشرك ([7])،

قال الترمذي
فُسِّرَ عند بعض أهل العلم أن قوله:
فقد كفر أو أشرك على التغليظ

والحجة في ذلك حديث ابن عمر
أن النبي صلّى الله عليه وسلّم:

سمع عمر يقول: وأبي وأبي،

فقال صلّى الله عليه وسلّم:
ألا إن الله ينهاكم
أن تحلفوا بآبائكم([8]).

وحديث أبي هريرة رضي الله عنه
عن النبي صلّى الله عليه وسلّم أنه قال:
من قال في حلفه باللات والعزى
فليقل
لا إله إلا الله([9]).

ولعل الشرك الخفي يدخل في الشرك الأصغر
فيكون الشرك شركان:

شرك أكبر وشرك أصغر،

وهذا الذي أشار إليه ابن القيم
رحمه الله
(
[10]
).

************************
([1]) سورة الكهف، الآية: 110.

([2]) رواه الترمذي وحسنه عن ابن عمر رضي الله عنهما، في كتاب النذور والأيمان،
باب: ما جاء في كراهية الحلف بغير الله، 4/110،
وصححه الألباني في صحيح سنن الترمذي 2/99.

([3]) أخرجه الحكيم الترمذي، انظر: صحيح الجامع 3/233،
وتخريج الطحاوية للأرنؤوط ص83.

([4]) أخرجه الحكيم الترمذي، وانظر: صحيح الجامع 3/233،
ومجموعة التوحيد لمحمد بن عبد الوهاب، وابن تيمية ص6.

([5]) سورة البقرة، الآية: 22.

([6]) ذكره ابن كثير في تفسيره، 1/56، وعزاه إلى ابن أبي حاتم.

([7]) رواه الترمذي عن ابن عمر 4/110، وتقدم تخريجه ص76.

([8]) رواه الترمذي عن ابن عمر رضي الله عنهما، في كتاب النذور والأيمان،
باب: ما جاء في كراهية الحلف بغير الله، 4/110، وانظر: صحيح الترمذي 2/92.

([9]) رواه الترمذي عن أبي هريرة في الكتاب والباب المشار إليهما آنفًا 4/110،
وانظر: صحيح الترمذي 2/92.

([10]) انظر: الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي ص233 .






من مواضيعي في المنتدى
»» محرك بحث متخصص للبحث عن الفتاوى في مواقع علماء أهل السنة والجماعة
»» الحب الحقيقي للحسن بن علي رضي الله عنهما ؟
»» ابن عربي ضالٌّ كما يؤكد أكابر أئمة الإسلام
»» حكم وفوائد وأمثال وشوارد
»» ثلاث قصص للعلامة عبد الرحمن الوكيل مع ثلاثة صوفية / حول ورد ابن بشيش
 
قديم 28-12-15, 10:31 PM   رقم المشاركة : 509
أبو فراس السليماني
عضو ماسي








أبو فراس السليماني غير متصل

أبو فراس السليماني is on a distinguished road


*****************************
نورالتوحيد
وظلمات الشرك

في ضوء الكتاب والسنة
http://islamhouse.com/ar/books/1941/

*****************************

والخلاصة:

أن الشرك الأصغر قسمان:

القسم الأول: شرك ظاهر،

وهو: ألفاظ وأفعال:

فالألفاظ:
كالحلف بغير الله،
وقول: ما شاء الله
وشئت،

أو لولا الله وأنت،
أو هذا من الله
ومنك،

أو هذا من بركات الله وبركاتك
ونحو ذلك.


والصواب أن يقول:
ما شاء الله وحده
أو ما شاء الله
ثم شئت،

ولولا الله وحده،
أو لولا الله
ثم أنت،

وهذا من الله وحده،
أو هذا من الله
ثم منك.

والأفعال:
مثل:
لبس الحلقة والخيط لرفع البلاء أو دفعه،

وتعليق التمائم خوفًا من العين أو الجن،

فمن فعل ذلك يعتقد
أن هذه الأشياء ترفع البلاء بعد نزوله،

أو تدفعه قبل نزوله فقد
أشرك شركًا أكبر،


وهو شرك في الربوبية

حيث اعتقد شريكًا مع الله في الخلق والتدبير،

وشرك في العبودية

حيث تألف لذلك وعلق به قلبه طمعًا ورجاء لنفعه،

وإن اعتقد أن الله عز وجل
الدافع للبلاء والرافع له وحده،

ولكن اعتقدها سببًا يستدفع بها البلاء،

فقد جعل ما ليس سببًا شرعيًا ولا قدريًا سببًا
وهذا محرم وكذب على الشرع وعلى القدر:

أما الشرع فإنه نهى عن ذلك أشد النهي،
وما نهى عنه فليس من الأسباب النافعة،

وأما القدر: فليس هذا من الأسباب المعهودة
ولا غير المعهودة التي يحصل بها المقصود،
ولا من الأدوية المباحة النافعة،

وهو من جملة وسائل الشرك؛
فإنه لابد أن يتعلق قلب متعلقها بها،
وذلك نوع شرك ووسيلة إليه.










من مواضيعي في المنتدى
»» تلاوة من سورة الحجرات للشيخ محمود خليل القارئ / مسجد القبلتين
»» أبيات جميلة من نونية الإمام القحطاني الأندلسي
»» حـمايةُ النبي صلى الله عليه وسلم جَنَابَ التوحيد وتجفيف منابِع الشرك
»» فهارس ومراجع كتاب هذه هي الصوفية للشيخ عبدالرحمن الوكيل
»» أعظم الفساد في البلاد الجهر بالإلحاد! / الشيخ عبد الرحمن البراك
 
قديم 28-12-15, 10:35 PM   رقم المشاركة : 510
أبو فراس السليماني
عضو ماسي








أبو فراس السليماني غير متصل

أبو فراس السليماني is on a distinguished road


*****************************
نورالتوحيد
وظلمات الشرك

في ضوء الكتاب والسنة
http://islamhouse.com/ar/books/1941/

*****************************

القسم الثاني من الشرك الأصغر:

شرك خفي
وهو الشرك في الإرادات، والنيات، والمقاصد،

وهو نوعان:

النوع الأول: الرياء، والسمعة،

والرياء: إظهار العبادة لقصد رؤية الناس لها، فيحمدوه عليها،

والفرق بين الرياء والسمعة:

أن الرياء لِمَا يُرى من العمل:
كالصلاة، والصدقة، والحج، والجهاد،

والسمعة لِمَا يُسمع:
كقراءة القرآن، والوعظ، والذكر،

ويدخل في ذلك
تحدث الإنسان عن أعماله وإخباره بها.


النوع الثاني: إرادة الإنسان بعمله الدنيا:

وهو إرادته بالعمل الذي يُبتغى به وجه الله
عرضًا من مطامع الدنيا،
وهو
شرك في النيات والمقاصد
وينافي كمال التوحيد
ويحبط العمل الذي قارنه ([1]).

نسأل الله العفو والعافية
في الدنيا والآخرة.


************************
([1]) انظر: القول السديد في مقاصد التوحيد، للسعدي، ص43،
والجواب الكافي لمن سأل عند الدواء الشافي، لابن القيم، ص240،
وكتاب التوحيد للعلامة الدكتور صالح بن فوزان الفوزان، ص11-12،
والإرشاد إلى صحيح الاعتقاد له، ص134-143.








من مواضيعي في المنتدى
»» أبيات جميلة من نونية الإمام القحطاني الأندلسي
»» وَدَعُـوني أَجُرُّ ذَيلَ فــخَـارٍ *** عِندَما تُـخْـجِـلُ الجـبـانَ العُـيُـوبُ
»» كتاب العبادة - للعلامة عبد الرحمن المعلمي اليماني رحمه الله تعالى
»» الدولة الصفوية قديمًا و حديثًا
»» أصل التوحيد - بقلم الشيخ لطف الله خوجه
 
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:33 PM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "