*****************************
نورالتوحيد
وظلمات الشرك
في ضوء الكتاب والسنة
http://islamhouse.com/ar/books/1941/
*****************************
النوع الثاني:
شرك أصغر لا يخرج من الملة
ومنه يسير الرياء،
قال تعالى:
{ فَمَن كَانَ يَرْجُواْ لِقَاءَ رَبِّهِ
فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحًا
وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا } ([1])،
ومنه الحلف بغير الله؛
لقوله صلّى الله عليه وسلّم:
“ من حلف بغير الله
فقد كفر أو أشرك ”([2])،
ومنه قول الرجل:
لولا الله وأنت،
أو ما شاء الله؛ وشئت.
ومن أنواع الشرك: شرك خفي:
“الشرك في هذه الأمة
أخفى من دبيب النملة السوداء
على صفاة سوداء في ظلمة الليل ”([3])،
وكفارته هي أن يقول العبد:
“اللهم إني أعوذ بك
أن أشرك بك شيئًا وأنا أعلم،
وأستغفرك من الذنب الذي لا أعلم ”([4])،
قال ابن عباس رضي الله عنهما
في قوله تعالى:
{ فَلاَ تَجْعَلُواْ لِلّهِ أَندَادًا
وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ }([5])،
قال:
الأنداد هو الشرك أخفى من دبيب النمل
على صفاة سوداء في ظلمة الليل
وهو أن يقول:
والله وحياتِك يا فلان، وحياتي،
ويقول: لولا كلبة هذا لأتانا اللصوص البارحة،
ولولا البط في الدار لأتى اللصوص
وقول الرجل لصاحبه: ما شاء الله وشئت،
وقول الرجل: لولا الله وفلان ([6]).
وقول النبي صلّى الله عليه وسلّم:
“ من حلف بغير الله
فقد كفر أو أشرك ” ([7])،
قال الترمذي
فُسِّرَ عند بعض أهل العلم أن قوله:
فقد كفر أو أشرك على التغليظ
والحجة في ذلك حديث ابن عمر
أن النبي صلّى الله عليه وسلّم:
سمع عمر يقول: وأبي وأبي،
فقال صلّى الله عليه وسلّم:
“ ألا إن الله ينهاكم
أن تحلفوا بآبائكم ”([8]).
وحديث أبي هريرة رضي الله عنه
عن النبي صلّى الله عليه وسلّم أنه قال:
“ من قال في حلفه باللات والعزى
فليقل
لا إله إلا الله ”([9]).
ولعل الشرك الخفي يدخل في الشرك الأصغر
فيكون الشرك شركان:
شرك أكبر وشرك أصغر،
وهذا الذي أشار إليه ابن القيم
رحمه الله ([10]).
************************
([1]) سورة الكهف، الآية: 110.
([2]) رواه الترمذي وحسنه عن ابن عمر رضي الله عنهما، في كتاب النذور والأيمان،
باب: ما جاء في كراهية الحلف بغير الله، 4/110،
وصححه الألباني في صحيح سنن الترمذي 2/99.
([3]) أخرجه الحكيم الترمذي، انظر: صحيح الجامع 3/233،
وتخريج الطحاوية للأرنؤوط ص83.
([4]) أخرجه الحكيم الترمذي، وانظر: صحيح الجامع 3/233،
ومجموعة التوحيد لمحمد بن عبد الوهاب، وابن تيمية ص6.
([5]) سورة البقرة، الآية: 22.
([6]) ذكره ابن كثير في تفسيره، 1/56، وعزاه إلى ابن أبي حاتم.
([7]) رواه الترمذي عن ابن عمر 4/110، وتقدم تخريجه ص76.
([8]) رواه الترمذي عن ابن عمر رضي الله عنهما، في كتاب النذور والأيمان،
باب: ما جاء في كراهية الحلف بغير الله، 4/110، وانظر: صحيح الترمذي 2/92.
([9]) رواه الترمذي عن أبي هريرة في الكتاب والباب المشار إليهما آنفًا 4/110،
وانظر: صحيح الترمذي 2/92.
([10]) انظر: الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي ص233 .