بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ولا عدوان إلا على الظالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين وعلى اله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين , أما بعد :
هذه شبهة يتداولها الرافضة في مواقعهم , ثم وقع على هذه النجاسة قوم عرفوا بتتبعهم لشبهات الرافضة وحالهم كما قال االقائل :
ومن يكن الغراب له دليلا * يمر به على جيف الكلاب
فهذه هي الشبهة والرد عليها :
قال الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله كما في سؤال طرح عليه :" في حديث السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله ، فهل يوصف الله تعالى بأن له ظلاً؟
نعم كما جاء في الحديث، وفي بعض الروايات: ((في ظل عرشه)) لكن الصحيحين ((في ظله))، فهو له ظل يليق به سبحانه لا نعلم كيفيته مثل سائر الصفات، الباب واحد عند أهل السنة والجماعة. والله ولي التوفيق. " اهـ
http://www.binbaz.org.sa/mat/4234
قال الشيخ العثيمين رحمه الله في شرح رياض الصالحين :" والمراد بالظل هنا : ظل يخلقه الله عز وجل يوم القيامة يظلل فيه من شاء من عباده , وليس المراد ظل نفسه جل وعلا لأن الله نور السماوات والأرض ولا يمكن أن يكون لله ظل من الشمس فتكون الشمس فوقه وهو بينها وبين الخلق , ومن فهم هذا الفهم فهو بليد أبلد من الحمار , لأنه لا يمكن أن يكون الله عز وجل تحت شي من مخلوقاته فهو العلي الأعلى ثم هو نور السماوات والأرض . " اهـ المراد .
وموضع الشبهة والإشكال عند هؤلاء السفهاء هو : أن الشيخ ابن باز رحمه الله أثبت صفة الظل لله تعالى , والشيخ العثيمين رحمه الله نفى أن يكون لله ظل وإنما هو ظل عرشه , ثم يقولون أن الشيخ ابن عثيمين رحمه الله يقول من فهم هذا الفهم فهو بليد أبلد من الحمار , فتكون النتيجة والعياذ بالله طعن في الشيخ ابن باز رحمه الله .
والجواب عن ذلك :
من وجوه :
الأول : أن الشيخ العثيمين رحمه الله لاشك أنه يعرف للشيخ ابن باز قدره ومكانته وله احترامه وتوقيره , فمن المحال أن يتعمد الشيخ الكلام في الشيخ ابن باز رحمه الله ويطعن فيه .
الثاني : أن علماء أهل السنة والجماعة متفقون على إثبات صفات الله جل وعلا على قاعدة [ ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ] وأن صفات الله عز وجل لا تكيف ولا تمثل ولا تعطل ولا تحرف , إنما تثبت على ظاهرها مع تفويض الكيفية وإثبات المعنى ..
الثالث : أن مقصود الشيخ العثيمين رحمه الله وقوله في البلادة , إنما هو في من قال أن الله عز وجل يكون تحت الشمس وتكون فوقه فينتج عن ذلك ظلاً لله جل وعلا يقول الشيخ :" ولا يمكن أن يكون لله ظل من الشمس فتكون الشمس فوقه وهو بينها وبين الخلق , ومن فهم هذا الفهم فهو بليد أبلد من الحمار , لأنه لا يمكن أن يكون الله عز وجل تحت شي من مخلوقاته فهو العلي الأعلى .. " فمن يفهم هذا الفهم " فتكون الشمس فوقه وهو بينها وبين الخلق "
فنقول نعم لا شك أنه بليد أبلد من الحمار , أما الشيخ ابن باز رحمه الله حينما أثبت صفة الظل لله تعالى فقد قال [ فهو له ظل يليق به سبحانه لا نعلم كيفيته مثل سائر الصفات ] وهذا نص واضح بأن الشيخ ابن باز رحمه الله لا يقصد من كلامه أن تكون الشمس فوق الله والله بين الشمس والخلق فينتج عن ذلك وجود الظل لله , فقوله واضح [ لا نعلم كيفيته مثل سائر الصفات ] فانظر رعاك الله إلى حماقة هؤلاء المبتدعة وكيف فهموا الكلام على غير وجهه الصحيح إما عمدًا وإما جهلا , ونسأل الله أن ينتشل الخوارج الإباضية من جيف الكلاب التي يتتبعونها بدلالة الغربان .
الرابع : الصحيح الراجح في مسألة صفة الظل هو أن المقصود بالظل هو ظل العرش كما جاء مصرحًا في بعض الروايات عند سعيد بن منصور بلفظ " سبعة يظلهم الله في ظل عرشه " , وهو حديث حسن , وأما كلام الشيخ ابن باز رحمه الله [ وفي بعض الروايات: ((في ظل عرشه)) لكن الصحيحين ((في ظله)) ] اهـ , فهو يشعر بأن رواية ( في ظل عرشه ) فيها نظر عنده فلا تثبت , وهذا واضح لمن تأمل الكلام بعين الإنصاف لا الإجحاف فلذا مراد الشيخ ابن باز أن الظل إن أثبتناها لله تعالى فهي كغيرها من الصفات إثبات من غير تمثيل ولا تكييف ولا تعطيل ولا تحريف , فنفوض الكيفية ونثبت المعنى على ظاهر الروايات في الصفات , ومن صحح الحديث الأخر قال بأن المقصود بالظل هو ظل العرش فالأحاديث المطلقة تقيدها الأحاديث المقيدة .
وخلاصة الجواب : أن مقصود الشيخ العثيمين رحمه الله تعالى في البلادة هو من فهم أن الظل يعني أن تكون الشمس فوق الله والله بين الشمس والخلق , وأقرب مثال على هذه البلادة هو ما ظنه هؤلاء البلداء مِن الإباضية ومن قبلهم الرافضة , فاستنكروا إثبات هذه الصفة بناءً على هذا الفهم السقيم , ويحاولون الطعن في علماء أهل السنة بإظهار أقوالهم بمظهر التناقض , وأما الشيخ ابن باز رحمه الله فلا يقصد ما تبادر إلى أذهان هؤلاء السفهاء , شاء من شاء وأبى من أبى .. هذا ما لزم بيانه والله الموفق .
كتبه أبو عائشة أحمد العنزي
23 من جمادي الاخر 1435 هـ