أصول الخبر عند الإخباريين من الشيعة الإمامية الاثني عشرية :
قال الحر العاملي في وسائل الشيعة : (للصحيح - عند القدماء ، وساير الإخباريين - ثلاثة معان :
أحدها : ما علم وروده عن المعصوم .
وثانيها : ذلك مع قيد زائد ، وهو عدم معارض أقوى منه ، بمخالفة التقية ، ونحوها .
وثالثها : ما قطع بصحة مضمونه في الواقع ، أي : بأنه حكم الله ، ولو لم يقطع بوروده عن المعصوم .
وللضعيف - عندهم - ثلاثة معان ، مقابلة لمعنى الصحيح :
أحدها : ما لم يعلم وروده عن المعصوم ، بشيء من القرائن .
وثانيها : ما علم وروده ، وظهر له معارض أقوى منه
وثالثها: ماعلم عدم صحة مضمونه في الواقع، لمخالفته للضروريات ونحوها)( ).
2 - أصول الخبر عند الأصوليين من الشيعة الإمامية الاثني عشرية أربعة : صحيح وحسن وموثق وضعيف .
(أما الصحيح عندهم : فكل ما اتصل رواته بالمعصوم ( ) بواسطة عدل إمامي ( ) ، على هذا فلا يكون المرسل والمنقطع داخلاً في الصحيح لعدم اتصالهما وهو ظاهر ، مع أنهم يطلقون عليهما لفظ الصحيح ، كما قالوا : روى ابن أبي عمير في الصحيح كذا وكذا . ولا يعتبرون العدالة في إطلاق الصحيح ، فإنهم يقولون : رواية المجهول الحال صحيحة كالحسين بن الحسن بن أبان فإنه مجهول الحال نص عليه الأردبيلي في «مجمع الفائدة» ( ) مع أنها مأخوذة في تعريفه . وكذا لا يعتبرعندهم كون الراوي إمامياً في إطلاق الصحيح فقد أهملوا قيود التعريف كلها .
( ) تنقسم الشيعة الإمامية الاثني عشرية في منطقتنا إلى ثلاث فرق مهمة :
أ - : الأصولية : (ويسمون أيضا بالمجتهدبن) وتشكل الغالبية العظمى ، وبينها خلاف مع الشيخية والإخبارية .
ب - : الشيخية : وهي فرقة نشأت من الأصولية ومنها نشأت بعض الفرق مثل البابيه والبهائية ، وبينها خلاف مع الأصولية والإخبارية ، وتشكل نسبة قليلة بالنسبة للأصولية .
جـ : الإخباريه : وسموا بذلك لأنهم يأخذون بظاهر الأخبار ، وهم على خلاف مع الأصولية والشيخية .
انظر فرق الشيعة/للقمي ص102 وما بعدها ، وانظر أصول مذهب الشيعة/للقفاري 1/136
( ) تفصيل وسائل الشيعة إلى تحصيل مسائل الشريعة/لمُحَمَّد بن الحسن الحر العاملي 30/273 - تحقيق وطبع مؤسسة آل البيت لإحياء التراث .
( ) يقصدون بالمعصوم : الرسول محمدﷺ أو أحد الأئمة الاثني عشر أو فاطمة ! .
( ) يقول الشهيد الثاني في «شرح البداية في علم الرواية» ص77 ، الصحيح : هو ما اتصل سنده إلى المعصوم ، بنقل العدل الإمامي عن مثله في جميع الطبقات حيث تكون متعددة وإن اعتراه شذوذ .
( ) قال المحقق الأردبيلي في مجمع الفائدة 1/156 : (وفيه الحسين بن الحسن بن أبان ، وهو غير مصرح التوثيق في محله فتأمل وإن وثقه في رجال ابن داود في ذكر محمد بن اورمة .
( ) الله - جلّ ذكره وتنزّه عن مفتريات اليهود - في عقيدة اليهود جاهل ويحتاج إلى علامات وإشارات تهديه إلى بعض الأمور ، وإنه يخلق الخلق ولا يعلم إن كان خلقه حسناً أم لا ، إلا بعد أن ينظر إليه ، وبدت له أمور لم يكن يعلمها فحزن وأسف على خلقه ، فمحا الله تعالى كل قائم