عرض مشاركة واحدة
قديم 16-02-12, 09:37 PM   رقم المشاركة : 9
أبو العلا
مشرف سابق








أبو العلا غير متصل

أبو العلا is on a distinguished road


وبين كل ما قاله ابن عربي، سيتم التركيز على أمور دون غيرها،

ربما كانت أساسية في تكفيره بالنسبة إلى مناهضيه،

لكن هذه المرة ليس لتكفيره،

بل باعتباره النموذج الذي يجب ترويجه.


وهكذا سنرى أبيات ابن عربي التي كثيراً ما عُدت سبباً لكفره،

تتحول لتصير مُعلَّقة من معلقات الليبراليين الجدد..


لقد صار قلبي قابلاً كل صورة *** فمرعى لغزلان وديرٌ لرهبان


وبيت لأوثان وكعبة طائف*** ألواح توراة ومصحف قرآن


أدين بدين الحب أنى توجهت *** ركائبه فالحب ديني وإيماني


هذه الأبيات يحتفي بها الليبراليون لأنها ببساطة


«تؤدي إلى تحويل الاعتقاد القرآني إلى اعتقاد نسبي

عن طريق إعطاء الصدقية لجميع الأديان والاعتقادات الأخرى

بما فيها الاعتقاد الوثني»

(هاشم صالح، الانسداد التاريخي، ص 171)،



« وهو يؤدي إلى المصالحة مع فلسفة التنوير

على طريقة سبينوزا وفولتير وروسو»،

بل الأكثر من هذا يهلل هؤلاء إلى أن هذا ما دفع

«المسلمين المستنيرين! لى تقبل الرسالة الماسونية! »

(هاشم صالح، ص 171).



إذن فالهدف من كل هذا الاحتفاء معلن وصريح:


تحويل الاعتقاد القرآني إلى اعتقاد نسبي يضع كل المعتقدات،


حتى الوثنية، وأسهل منها الليبرالية، في سلة مقبولة واحدة!.




لكن هذا الانفتاح غير المشروط على كل العقائد الذي نظَّر له ابن عربي،

سيكون له فيما كتبه شخصياً شواهد «عملية» مناقضة،

فحينما تكون هناك مواجهة عسكرية بين المسلمين وغيرهم

تنتهي بهزيمة المسلمين نجد أن ابن عربي

(لا يحتمل رؤية الزور وأهله يعزون والدين القويم ذليل،

ويحلم بأن يقام دين محمد، ودين المبطلين يزول)،

وهو موقف إنساني وطبيعي تماما،

لكن الليبراليين هنا يعتذرون لنا، بالنيابة عن الشيخ الأكبر

«عن هذا التناقض الذي حول التسامح إلى تعصب»

(أبو زيد، ص 71)



فمجرد الرغبة بانتصار الإسلام يصبح تعصباً يستحق الاعتذار بالنسبة إلى هؤلاء!

ولعل هؤلاء كانوا يفضلون لو أن ابن عربي خرج لاستقبال الغزاة بالورود،

بالضبط كما روّجوا للغزاة الجدد

ولطريقة استقبال مثلى تحقق عمليا قراءتهم المعاصرة لنظرية ابن عربي في التسامح!.






من مواضيعي في المنتدى
»» تسجيلات إسلامية سعودية تضم 43 لغة عالمية تسببت في هداية الكثير إلى الإسلام
»» الوسائل المفيدة للحياة السعيدة / للشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله تعالى
»» السلام عليك يا أسد الله الغالب
»» قتلوا الحسين وما يزالون يلطمون ويطبرون وينوحون
»» ثمرات التوحيد