عرض مشاركة واحدة
قديم 06-11-09, 07:51 AM   رقم المشاركة : 4
أبو العلا
مشرف سابق








أبو العلا غير متصل

أبو العلا is on a distinguished road


2- فتح باب التأويل الباطني لنصوص القرآن والحديث:

وللأسف فإن المنهج الباطني لتأويل القرآن والحديث قد درج عليه من سار على هديهم لليوم. ولقد أصبح منهاجاً وأسلوباً لمن أبتلي بالتصديق بهذه الخرافات الصوفية،




وإطلاعك مثلاً على كتاب



( القرآن محاولة لتفسير عصري.


لمؤلفه مصطفى محمود )




أو الكتب التي ألفها محمود محمد طه السوداني



صاحب ما يسمى بالحزب الجمهوري السوداني



يطلعك على هذه النماذج العجيبة التي تأثرت بالفكر الصوفي



وخرجت على المسلمين بتأويلات باطنية للقرآن والحديث…



واليك بعض النماذج في ذلك:






* المحاولة العصرية لتفسير القرآن التي كتبها الدكتور مصطفى محمود على صفحات صباح الخير المصرية، ثم جمعها في رسالة لعنوان "القرآن محاولة لفهم عصري للقرآن" كانت محاولة صوفية حديثة لتفسير القرآن وهي محاولة فجة في إطار الفكر الصوفي




كما سماها بذلك محمود محمد طه الأستاذ الذي نقل عنه الدكتور في كتابه فقد قال مادحا له ناقلاً عنه:




"وأعجبني في كتاب للمفكر الإسلامي محمود طه بعنوان "رسالة الصلاة" تعبير جميل يقول فيه:




إن الله استل آدم استلالاً من الماء والطين.




"ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين"




إنه الانبثاق من الطينة درجة درجة، وخطوة خطوة، من الاميبا إلى الإسفنج إلى الحيوانات الرخوية إلى الحيوانات القشرية إلى الفقريات إلى الأسماك إلى الزواحف إلى الطيور إلى الثدييات إلى أعلى رتبة آدمية بفضل الله وهديه وإرشاده"



(ص53 المحاولة).






وهذا المفكر الإسلامي على حد تعبير الدكتور مصطفى محمود مهندس زراعي سوداني درس التصوف ووصل إلي القول بسقوط التكاليف عنه لأنه وصل إلى مرحلة اليقين وله كتاب الصلاة الذي نقل عنه الدكتور مصطفى محمود وكتب أخرى،




وله كتاب في الرد على المحاولة العصرية بتفسير القرآن.





ومما أعجب الدكتور في كتاب الصلاة لمحمود محمد طه ما نقلناه بنصه آنفاً، وهو إقحام عجيب لخلق آدم عليه السلام في نظرية دارون التي انحسر الإيمان بها إلا من عقول أولئك الذي يجمعون من كل فكر غث يفسرون به كلام الله عز وجل زاعمين انهم وصلوا إلى هذا بالكشف والمجاهدة،



وما هو إلا نقل لثقافات الكفرة والملحدين ثم حمل آيات الكتاب الكريم عليها.





وأما الدليل على أن المحاولة العصرية لتفسير القرآن وتأويله ينطلق من إطار الفكر الصوفي



فهي هذه النقول من كتاب الدكتور مصطفى محمود عن القرآن:






أ- كتب الدكتور مصطفى محمود فصلاً كاملاً بعنوان "أسماء الله" جعل المعرفة الصحيحة السليمة لمعاني الرب والإله هي التي توصل إليها المتصوفة قال:





"والمتصوفة يقولون انه يبعد عن إدراكنا لفرط قربه ويخفى علينا لفرط ظهوره" ص99.






ثم يسترسل في مدح الفكر الصوفي:




"وهم يطلبون القرب من الله حباً، وليس خوفاً من النار، أو طلباً لجنة، ويقولون إنه في هجرة دائمة إلى الله من الأكوان إلى المكون" ص101.





ثم يقول:




"والمتصوفة أهل أطوار وأحوال ولهم آراء طريفة لها عمقها، ودلالتها، فهم يقولون إن المعصية تكون افضل أحيانا من الطاعة،




فرب معصية تؤدي إلى الرهبة من الله والى الذل والانكسار، وطاعة تؤدي إلى الخيلاء والاغترار

وهكذا يصبح العاصي أكثر قرباً وأدباً مع الله من المطيع" ص101.





ثم يقول:




"والمتصوف واليوجي والراهب كلهم على درب واحد، وأصحاب منطق واحد وأسلوب واحد في الحياة هو الزهد" ص101.






ثم يقول أيضاً:





"واليوجي والراهب والصوفي المسلم يطلبون القرب والوصل بنفس الأسلوب بالتسابيح فيدعون الله بأسمائه




"ولله الأسماء الحسنى يدعوه بها"




وهناك يوجا خاصة بالتسابيح اسمها "المانترايوجا" من كلمة "منترام" الهندية أي تسبيحة، ومن التسابيح السنكريتية أن يتلو اليوجي في خشوع كلمة "رهيم، رهام" آلاف المرات وهي كلمات تقابل رحيم.. رحمن عندنا وهي من اسماء الله بالسنسكريتية ويضع اليوجي في عنقه مسابح طويلة من ألف حبة"!!






ثم يسترسل الدكتور مصطفى محمود في الإشادة بمنهج التصوف وفهم المتصوفة للإسلام فيقول:





"والتصوف إدراك عن طريق المدارك العالية، والمتصوف عارف" ص103.





ثم يجري خلف المتصوفة في تطويع الآيات القرآنية إلى تفسيرهم الباطني فيقول:




"وفي بعض أخبار داود أنه قال:



"يا رب أين أجدك؟



فقال: "اترك نفسك وتعال..



غب عني تجدني".






وفي هذا يفسر بعض المتصوفة كلام الله لموسى في القرآن":




(فاخلع نعليك انك بالوادي المقدس طوى )




أن المقصود بالنعلين هي النفس والجسد، أو النفس وملذات الجسد، فلا لقاء بالله إلا بعد أن يخلع الإنسان النعلين:


نفسه وجسده بالموت أو بالزهد" ص104.






ثم يسترسل الدكتور فيقول:



" والمتصوف لا يسأل..



وهو يمرض فلا يسأل الله الشفاء



ويقول في أدب..



كيف أجعل لنفسي إرادة إلى جانب إرادة الله



فأسأله ما لم يفعل"



ص105.






ثم يفسر قوله تعالى:




(وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون)



إن معناها ما خلقت الجن والإنس إلا ليعرفون.






ثم يقول في ختام هذا الفصل الصوفي:



"هؤلاء هم أهل السر القرب والشهود الأولياء الصالحون حقاً" ص109.






فما أثر هذا المنهج الصوفي الذي اختطه الدكتور لنفسه،



وكيف كان نتاج هذا الفكر عند الدكتور؟







لقد تصدى الدكتور مصطفى محمود لتأويل القرآن وتفسيره



فبماذا طلع على الناس،



وما الفهم العصري لكتاب رب العالمين عز وجل ؟






هناك نماذج مما وصل إليه فهم الدكتور المفسر:





أ- اجتهد الدكتور على حد تعبيره في معرفة الشجرة التي أكل منها آدم فعصى الله تبارك وتعالى وأوصله (اجتهاده) إلى ما يأتي بالنص:





"كان التلاقح الجنسي والشجرة المحرمة التي أكلت منها الحياة فهوت إلى العدم " …





"وكان الشيطان يعلم أن شجرة النسل هي إيذان ببدء الموت والطرد من جنة الخالدين فكذب على آدم فسول له أنها شجرة الخلود بعينها،



وأغراه بأن يخالط زوجه بالجسد" ص62.




ثم لا يكتفي الدكتور بذلك بل يجزم أن حواء أيضاً حملت في أثناء هذا اللقاء حيث يقول:




"ثم نرى القرآن يخاطبها بعد تذوق الشجرة على أنهما جمع فيقول




( اهبطوا بعضكم لبعض عدو)



بينما كان الخطاب في نفس الآيات قبل الخطيئة إلى مثنى،




ومعنى هذا أن الأكل من الشجرة أدى إلى التكاثر" ص62.






ثم يقول الدكتور بعد كل هذا الهذيان




"ولا يمكننا القطع في هذه المسائل،



ويجب أن نقول أن الشجرة ما زالت لغزاً،



وأن قصة الخلق ما زالت من أمر الغيب



لا نستطيع أن نقول فيها أكثر من الاجتهاد،



والله أعلم بكتابه وهو وحده الذي يعلم تأويل ما فيه".






قلت:



كيف وقد قطعت وفسرت بما يحلو لك آنفاً



وتقولت على الله وعلى كتابه بغير علم ولا هدى..



وزعمت كل الذي زعمت



في معاني القرآن بما يوافق هواك ورأيك..







والعجيب حقاً أن مصطفى محمود نفسه يهاجم البهائية الذين يعمدون إلى التأويل الباطني للقرآن فيقول:




"وهو أمر يكشف خطورة التفسير الباطني للقرآن،



وخطورة إغفال ظاهر الحروف، ومقتضى الكلمات والعبارات،



وكيف يمكن أن يؤدي أمثال هذه التفاسير إلى اقتلاع الدين من أساسه،



وهو ما كانت تلجأ إليه بالفعل فرق الخوارج والأثنا عشرية والباطنية والبابية



لتطويع القرآن لأغراضها في هدم بعضها البعض".





ثم يستطرد قائلاً:





"وهذا ينتهي بنا إلى موقف في التفسير لا بد من التزامه،




وهو الارتباط بحرفية العبارة، ومدلول الكلمات الظاهر،




لا تنتقل إلى تأويل باطني إلا بإشارة وإلهام من الكلمات القرآنية ذاتها



فنفسر القرآن بالقرآن ظاهراً وباطناً على أن لا يتعارض تفسيرنا الباطن



مع مدلول الظاهر أو يكون نافياً له" أهـ



(محاولة تفسير عصري ص122-123)







والعجيب حقاً أن مصطفى محمود بالرغم من كل ما قاله عن خطورة التأويل الباطني قد فتح لنفسه هو المجال ليقول حسب هواه،




فقد جعل الجنة والنار كليهما عذاباً ونعيماً معنوياً وليس شيئاً حقيقياً حسياً





وقال أنا أكره العسل،



ومنذ سمعت أن في الجنة أنهار عسل



تقززت نفسي!!.






وجعل يأجوج ومأجوج هم شعب الصين،



وجعل الدجال المذكور في الحديث هو العلم العصري



لأنه ينظر بعين واحدة إلى الدنيا فقط..



وجعل لباس البحر للنساء لباساً أوجدته الضرورة والتفكر في خلق الله…



وهذه فقط بعض تأويلاته…






وأما أستاذه الذي نقل عنه وهو محمد محمود طه السوداني



فهذا الذي وصلت به التأويلات إلى




إسقاط الشريعة عن نفسه



فهو لا يصلي لأنه وصل منزلة الله!!





وقد وجـد بتأويلاته أن الاشتراكيـة في القــرآن بأن الله


يقول



(ويسألونك ماذا ينفقون قل العفو)





والعفو هي الزيادة في زعمه عن الحاجة الضرورية وهذا يعني عنده أنه لا يجوز الإدخار ويجب إنفاق كل الكسب الزائد…






وبالرغم من كل هذه الخزعبلات والخرافات فقد وجد مثل هذا الفكر رواجاً وقد ناقشت بنفسي أعداداً كبيرة من هذا الذي يسمونه بالحزب الجمهوري في السودان…




ويعجب القارئ إذا علم أن مثل هذا الفكر الباطني قد انتحله أساتذة جامعات ومحامون ومدرسون وطلاب…




وأنهم يدافعون عن هذا الفكر باستماتة عجيبة.





فأي خطورة أعظم من مثل هذا؟!







من مواضيعي في المنتدى
»» بُرْدَةُ اَلتَّوْحِيْد
»» أبناء إيران ياأبناء الأزهر
»» برلماني شيعي إيران تدير حكومتنا بالريموت كونترول
»» القرآن الكريم في رأي أحد المستشرقين
»» الصفار والتطفيف في الميزان