عرض مشاركة واحدة
قديم 02-02-09, 05:48 PM   رقم المشاركة : 6
أبو العلا
مشرف سابق








أبو العلا غير متصل

أبو العلا is on a distinguished road


Smile أردوغان .. على نهج عبد الحميد الثاني

أردوغان .. على نهج عبد الحميد الثاني


يطرح الرجل الذي عرف بمخابرات الظل لقربه من وكالة المخابرات الأمريكية فريدمان في كتابه بعنوان ( تفرسات في القرن العشرين ) تصورات مستقبليه يزعم فيها أن الحرب الكبرى التي ستندلع ستكون بين التحالف التركي الياباني ضد الولايات المتحدة وأنها لن تكون حربا تقليدية بأسلحة معتادة بل ستكون حربا على النحو الذي نراه اليوم في أفلام الخيال العلمي ...انتهى

والملاحظ أن تركيا اليوم قد سلكت طريق معركة استرداد الهوية الأصلية بعد الاختطاف الذي عاشته قرون عندما خُدع العالم الإسلامي بعد أزمير بذلك القائد مصطفى كمال أتاتورك ومن ثم بدأت جرائمه في امة الإسلام .

وسبب هذا الاختطاف هو موقف السلطان عبد الحميد الثاني عندما اتصل هرتزل به مرارا ليسمح لليهود بالانتقال إلى فلسطين ولكن السلطان كان يرفض ذلك وقدمت له الإغراءات المتمثلة في إقراض الخزينة العثمانية أموالا طائلة مع تقديم هدية للسلطان مقدارها خمسة ملايين ليرة ذهبية وتحالف سياسي ولكن السلطان رفض هذا وبشده وطردهم من مجلسه وقال إنكم لو دفعتم ملء الدنيا ذهبا فلن أقبل، إن ارض فلسطين ليست ملكي إنما هي ملك الأمة الإسلامية وما حصل عليه المسلمون بدمائهم لا يمكن أن يباع ، وربما إذا تفتت إمبراطوريتي يوما يمكنكم أن تحصلوا على فلسطين دون مقابل .


نعم فقد حصلوا على فلسطين دون مقابل عندما تم اصطناع مصطفى كمال أتاتورك على يد المخابرات البريطانية الذي كان احد أقطاب عزل السلطان عبد الحميد الثاني ومن هذا يتضح الدور الحقيقي للعلمانية في المشرق بأنهم مجرد أدوات لمآرب الغرب ومدى جرائمهم ضد قيم دينهم مهما ادعوا الالتزام بها .

إن المارد العثماني قد بدأ بالانتفاض في شخص رجب اردوغان في هذا القرن ليخلط الأوراق ويختار المكان المناسب لتتربع تركيا عليه والتاريخ يذكر انه في زمن السلطان عبد العزيز دعا ملك فرنسا السفير كاجاجي محمد باشا إلى حفل رسمي لكن كان مكانه في الصف الخلفي فما كان من هذا الباشا إلا أن جلس على الكرسي المخصص لملك فرنسا وقال لهم : المكان الوحيد الذي يليق بمقام دولتي هذا ولم يقبل بأقل من الجلوس على يمين الملك . بعكس السيد عمرو موسى أمين الجامعة العربية أثناء خروج اردوغان من منتدى دافوس قام عمرو من مكانه لعله همّ بالخروج أيضا وبإشارة من الأمين العام للأمم المتحدة أن اجلس فما كان منه إلا الإذعان والطاعة .

إن هذا التحول للدور التركي قد بدأ وظهرت علاماته الصادقة ولكن الخشية من دور عربي متصف بالضعف أو مشابه لنفس الدور العربي إبان الحرب العالمية الأولى التي كان احد أسباب اندلاعها هو القضاء على الخلافة العثمانية التي رفضت التفريط بشبر من فلسطين فكان دور العرب بعد الاتفاق مع التحالف إحداث أكبر قدر من الاضطرابات في المنطقة العربية مما يجبر تركيا على حجز جزء من قواتها العسكرية في البلاد العربية بعيدا عن جبهات القنال الرئيسية بعد الوعد للعرب بقيام خلافة عربية ولكن كان في الخفاء اتفاقية سايكس بيكو فدخل المشرق العربي في مرحلة الاستعمار وقامت إسرائيل في ارض فلسطين .

إن عودة تركيا إلى المشرق والى القضايا الإسلامية وفى مقدمتها فلسطين عودة حقيقية وصادقة ولكن يحسن بالعرب أن يكونوا شركاء معها ولسوف تخلط أوراق طهران ،وكذلك لا ننسى دعاة الليبرالية الذين جلبوا لنا ثقافة تركية من مخالفات أتاتورك عبر القنوات الفضائية بمهند ولميس وسنوات ضياع لمن تأثر بها. ولكن الوجه الحقيقي هي تلك الثقافة النابعة من الجذور التاريخية لتركيا الذي غُيّب قرون بسبب عدم التفريط بفلسطين ولكنه اطل بصورة اردوغان .فكم هو الفارق والبون بين من يسير على نهج ممثل العلمانية أتاتورك وبين من يسير على نهج عبد الحميد الثاني اليوم .


مجزع المبلع
كاتب سعودي

http://www.sabq.org/?action=showAuthorMaqal&id=174






من مواضيعي في المنتدى
»» ميمونة بنت الشيخ الوهيبي يفاجئها الموت قبل أن تختم كتابة وصيتها
»» أطفال السنة يتعرضون للاغتصاب
»» بيان علماء الأمة في مظاهرة اليهود على المسلمين في غزة
»» الحلف الصليبي الصفوي من غزل التقية إلى المجون المعلن د. ناصر العمر
»» راعي البنات المغازلجي