عرض مشاركة واحدة
قديم 28-07-09, 02:56 AM   رقم المشاركة : 4
محب الإمام علي
عضو ذهبي







محب الإمام علي غير متصل

محب الإمام علي is on a distinguished road


الفصل الثاني

الخلافات الفقهية بين فقهاء (المذهب)




توجد خلافات فقهية لا تحصى كثرة بين فقهاء (المذهب الجعفري) أو فقهاء الشيعة قديماً وحديثاً، وقد وصل بهم الخلاف إلى حد التفسيق بل التكفير!



وهذا دليل عدم وحدة المصدر. فلو كان ما موجود بأيدي الشيعة من فقه هو فقه جعفر لما حصل فيه هذا الكم الهائل من الاختلاف الذي لا يقارن به اختلاف المذاهب الأخرى مجتمعة! بل لما حصل فيه اختلاف أصلاً، لا سيما وأن الإمامية يعتقدون في (الإمام) العصمة!



ولم يقتصر الخلاف على المسائل الفقهية الجزئية،
بل تعداه إلى مسائل كلية تنبني عليها مسائل جزئية كثيرة. بل الخلاف عندهم بلغ أصول الفقه!


الإخباريون والأصوليون

من هذه المسائل الكلية: انقسام الشيعة - طبقاً لاختلافهم في ركني (الإمامة): الاجتهاد والحكم - إلى شيعة إخبارية وشيعة أصولية.


فالإخباريون حرموا الاجتهاد على الفقيه لأنه غير معصوم، وحصروا القول في المستجدات في شخص المعصوم فقط. وهؤلاء أكثر إخلاصاً للنظرية. لكن ضغط الواقع أثبت لهم قصور نظريتهم فخرج على الأصل قسم منهم –وهم جمهور الشيعة اليوم- وأجاز لغير المعصوم أن يجتهد. ومنحوه صلاحيات المعصوم بحيث جعلوا الرد عليه كالرد على المعصوم[1]!

_____________________________________

1_ يقول محمد رضا المظفر في كتابه (عقائد الإمامية) المقرر للتدريس في مدارس الحوزة في النجف تحت عنوان: عقيدتنا في المجتهد ص34/ ط. قم 2002 : (وعقيدتنا في المجتهد الجامع للشروط أنه نائب للإمام عليه السلام في حال غيبته، وهو الحاكم والرئيس المطلق، له ما للإمام في الفصل في القضايا



لقد حصل بين الإخباريين والأصوليين من الخلافات والطعن إلى حد التكفير المتبادل، والتفرق والتناحر إلى حد الاقتتال ما الله وحده به عليم!



يقول محمد سعيد الحكيم:
(إن اصطلاح الإخباري والأصولي قد أضر بوحدة الطائفة الحقة، وجر عليها من محنة التفرق والانشقاق والتهريج والتشنيع المتبادل بنحو قد يصل حد الإغراق المأساوي، خصوصاً في المناطق التي تجمع بين الفئتين وتتعرض للاحتكاك بينهما)[2].


هذا وقد جرى بين هاتين الفرقتين ردود ومنازعات وتكفير وتشنيع،حتى إن بعضهم يفتي بتحريم الصلاة خلف الآخر3.



وكان من شيوخ الطائفة الإخبارية من لا يلمس مؤلفات الأصوليين بيده تحاشياً من نجاستها، وإنما يقبضها من وراء ملابسه[3]…
لدرجة أنه كان من الممكن أن يتعرض أي إنسان يسير في الطريق وتحت إبطه كتاب للأصوليين إلى الضرب المبرح[4].

__________________________________


والحكومة بين الناس، والراد عليه راد على الله تعالى، وهو على حد الشرك بالله).
2 الأصولية والإخبارية بين الأسماء والواقع – محمد سعيد الحكيم ص11.
3 مع علماء النجف – محمد جواد مغنية ص74.

الشيخية نشأتها وتطورها ومصادر دراستها – محمد الطالقاني ص9.
الطائفية والسياسة في العالم العربي – الدكتور فرهاد إبراهيم ص57.





قال يوسف البحراني:
إن التقسيم إلى إخباري ومجتهد فإن كلاً منهما يجري على الآخر لسان التشنيع والسب حتى كأنهما لم يكونا على دين واحد وملة واحدة[5].




وقال محمد الطالقاني:
وكان كل فريق يرى وجوب قتل الفريق الآخر. وتطورت القضايا إلى أمور شخصية بحتة تقريباً فكان كل من الخصمين يهدف إلى الانتقام من خصمه والتطويح به[6].


اختلاف الأصوليين على ولاية الفقيه



ثم انقسم الأصوليون – طبقاً إلى الاختلاف في الركن الثاني والأخير من ركني الإمامة وهو عدم جواز تولي الحكم من قبل غير المعصوم بعد أن تهاوى الركن الأول عند جمهورهم- إلى قسمين:



أ- قسم يقول بـ(ولاية الفقيه) يجيز لغير المعصوم وهو الفقيه أن يتولى مقاليد الحكم، ومنحوه كذلك صلاحيات المعصوم! ليتهاوى الركن الثاني بعد أن تهاوى الركن الأول عندهم.



ب- وقسم لا يقول بها.

ونحن لا ندري ما قول جعفر الصادق وسط هذه المعمعة؟!
ولا موقفه الفقهي من هذه المسائل الخطيرة التي تنبني عليها جزئيات لا


تحصى من الاختلافات الفقهية!


ثم لا ندري مَن مِن هؤلاء المختلفين أصاب مذهب جعفر؟ وكلٌ يدَّعي وصلاً بجعفرْ وجعفرُ لا يُقرُّ لهم بذاكا


_____________________________

[1] لؤلؤة البحرين – يوسف البحراني 2/387.
[1] الشيخية – محمد حسن آل الطالقاني ص42 .



فلم يكن جعفر إمامياً ولا إخبارياً ولا أصولياً ولا خمينياً أو نراقياً يقول بـ(ولاية الفقيه) ولا خوئياً على النقيض. بل ولا حتى (جعفرياً)! ويستحيل على من ادعى عليه ذلك فنسب إليه أحد هذه الاتجاهات المختلفة أن يثبت دعواه بدليل معتبر غير الدعوى!



كل فقيه مذهب قائم بذاته

إن حقيقة الفقه الشيعي أو ما يسمى بـ(المذهب الجعفري)
لا تتعدى أقوال وفتاوى الفقهاء والمجتهدين! فليس (فقه جعفر) في الواقع هو أقوال أو فتاوى الإمام جعفر الصادق أو أي (إمام) من (أئمة) أهل البيت الاثني عشر الذين ألصق بهم هذا الفقه إلصاقا!!


والفقيه لا ينقل قول (الإمام)، إنما لكل فقيه رسالة عملية وفتاوى تمثل رأيه هو، وليس رأي (الإمام) أو قوله. ولكل فقيه مجموعة من المقلدين لا يجوز لأحدهم تقليد غيره!


ولو كانت أقوال الفقهاء تمثل قول (الإمام) أو هي قول (الإمام) نفسه لكانت واحدة فلم تختلف. ولما حرموا على المقلِّد تقليد غير مقلَّده.



إن هذه أدلة واضحة واقعية وملموسة على أن الشيعة الإمامية يتبعون فتاوى الفقهاء لا أقوال الأئمة. وهذا يجعل دعواهم باتباع جعفر أو أخذهم بـ(الفقه الجعفري) فارغاً لا معنى له، وينقضه من الأساس.

وإذا كان الإمامية في واقعهم العملي يأخذون بأقوال المجتهدين فما فضلهم على بقية المذاهب الفقهية الإسلامية الذين يأخذون بأقوال المجتهدين أيضاً؟!


فإن قيل: إن فقهاءنا يجتهدون في ضوء قول (الإمام) قلنا:
وفقهاء بقية المذاهب يجتهدون في ضوء قول النبي r . ولا شك أن قول النبي r أكثر إشعاعاً وإشراقاً من قول (الإمام). وهذه مزية وفضيلة لبقية المذاهب تفتقدها المذاهب الفقهية الإمامية جميعاً!


هذا على افتراض صحة الرواية عن (الإمام)،
فكيف إذا كان غالب ما يروى ينبغي أن يطوى ولا يحكى؟!


والأدهى أنهم جعلوا لفتاوى الفقهاء من القدسية ما لأقوال الأئمة– حسب اعتقادهم - إذ يحرم الرد على الفقيه حرمة تساوي حرمة الرد على (الإمام) عندهم! وقد مر بنا قبل قليل نقل شاهد على ذلك.


إن كل فقيه من فقهاء الإمامية – في الواقع -
مذهب قائم بذاته، له أتباعه ومقلدوه الذين لا يحل لهم أن يقلدوا مجتهداً آخر سواه. وهذا ما اعترف به علماؤهم صراحة!


يقول محمد حسين فضل الله:
(إن المشكلة التي نواجهها في تعدد المرجعيات هي المشكلة التي نواجهها في تعدد المذاهب الفقهية لأن المرجعيات هي مذاهب فقهية متعددة من خلال طبيعة تنوع الفتاوى، وتنوع النظريات في هذا المجال[7].


وهؤلاء الفقهاء مختلفون فيما بينهم اختلافاً كبيراً، و(رسائلهم العلمية)[8]



تشهد على هذا الاختلاف بوضوح.


والاختلاف بين مقلديهم إلى حد أنهم لا يصلون خلف من يقلد غير مرجعهم. والمراجع مختلفون إلى حد أن كل واحد منهم يدعي أنه الأعلم، وأنه لا يجوز تقليد سواه.


________________________________


المعالم الجديدة للمرجعية الشيعية ص117.
(7) الرسالة العلمية: هي الكتاب الفقهي الذي يصدره الفقيه، حين يرى في نفسه أنه قد صار أهلاً لأن يكون مجتهداً. أي.. مذهباً قائماً بنفسه.




--------------------------------------------------------------------------------

[1] يقول محمد رضا المظفر في كتابه (عقائد الإمامية) المقرر للتدريس في مدارس الحوزة في النجف تحت عنوان: عقيدتنا في المجتهد ص34/ ط.


قم 2002 : (وعقيدتنا في المجتهد الجامع للشروط أنه نائب للإمام عليه السلام في حال غيبته، وهو الحاكم والرئيس المطلق، له ما للإمام في الفصل في القضايا والحكومة بين الناس، والراد عليه راد على الله تعالى، وهو على حد الشرك بالله).


2_ الأصولية والإخبارية بين الأسماء والواقع – محمد سعيد الحكيم ص11.



3_ مع علماء النجف – محمد جواد مغنية ص74.



[3] الشيخية نشأتها وتطورها ومصادر دراستها – محمد الطالقاني ص9.



[4] الطائفية والسياسة في العالم العربي – الدكتور فرهاد إبراهيم ص57.



[5] لؤلؤة البحرين – يوسف البحراني 2/387.


[6] الشيخية – محمد حسن آل الطالقاني ص42 .



[7] المعالم الجديدة للمرجعية الشيعية ص117.



([8]) الرسالة العلمية: هي الكتاب الفقهي الذي يصدره الفقيه، حين يرى في نفسه أنه قد صار أهلاً لأن يكون مجتهداً. أي.. مذهباً قائماً بنفسه.

__________________
قول علي رضي الله عنه : لا أوتى برجل يفضلني على أبي بكر وعمر الا جلدته حد المفتري




شهد علي رضي الله عنه: "إن خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر وعمر"