اعلم أرشدك الله لطاعته أن الحنيفية ملة إبراهيم،
أن تعبدالله وحده مخلصاً له الدين،
وبذلك أمر الله جميع الناس وخلقهم لها،
كما قال تعالى:
{ وَمَا خَلَقتُ الجِنَّ وَالإِنسَ إِلّا لِيَعْبُدُوِن }
[الذاريات:56]،
ومعنىِ يَعْبُدُوِن يوحدون،
وأعظم ما أمر الله به:
التوحيد
وهو إفراد الله بالعبادة
وأعظم ما نهى عنه:
الشرك،
وهو دعوة غيره معه.
والدليل قوله تعالى:
{ وَاعْبُدُوا اللَّه وَلاَ تُشرِكُوا بِهِ شَيئاً }
[النساء:36].
فإذا قيل لك:
ما الأصول الثلاثة التي يجب على الإنسان معرفتها؟
فقل: معرفة العبد ربه، ودينه، ونبيه محمد.
الأصل الأول: معرفة الرب:
فإذا قيل لك:من ربك؟
فقل: ربي الله الذي رباني وربى جميع العالمين بنعمه،
وهو معبودي ليس لي معبود سواه.
والدليل قوله تعالى:
{ الحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِيْن }
[الفاتحة:2]
وكل من سوى الله عالم، وأنا واحد من ذلك العالم.
فإذا قيل لك: بم عرفت ربك؟
فقل بآياته ومخلوقاته،
ومن آياته الليل والنهار والشمس والقمر،
ومن مخلوقاته السموات السبع، والأرضون السبع،
ومن فيهن وما بينهما.
والدليل قوله تعالى:
{ وَمِنْ آيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ
لَا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلَا لِلْقَمَرِ
وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ
إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ }
[فصلت:37]،
وقوله تعالى:
{ إِنَّ رَبَّكُمُ اللّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ
ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ
يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثاً
وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ
أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ }
[الأعراف:54].