عرض مشاركة واحدة
قديم 12-12-11, 09:40 AM   رقم المشاركة : 22
جاسمكو
عضو ماسي






جاسمكو غير متصل

جاسمكو is on a distinguished road


الضحك


وقوله صلى الله عليه وسلم:" يضحك الله إلى رجلين يقتل إحداهما الآخر كلاهما يدخل الجنة" متفق عليه (1)............................................... ............
(1) هذا الحديث في إثبات الضحك ، وهو قوله صلى الله عليه وسلم :" يضحك الله إلى رجلين ؛ يقتل إحداهما الآخر؛ كلاهما يدخل الجنة"[163].
وفي بعض النسخ:" يدخلان" ، وهي صحيحة ؛ لأن ( كلا) يجوز في خبرها – سواء كان فعلاً أو اسماً – مراعاة اللفظ ومراعاة المعنى، وقد اجتمعا في قول الشاعر يصف فرسين:
كلاهما حين جد الجري بينهما قد أقلعا وكلا أنفيهما رابي
الحديث يخبر فيه النبي عليه الصلاة والسلام أن الله يضحك إلى رجلين؛ عند ملاقاتهما يقتل أحدهما الآخر؛ كلاهما يدخل الجنة بعد ذلك، فتزول تلك العداوة؛ لأن إحداهما كان مسلماً ، والآخر كان كافراً، فتله الكافر، فيكون هذا المسلم شهيداً، فيدخل الجنة، ثم من الله على هذا الكافر، فأسلم ، ثم قتل شهيداً، أو مات بدون قتل؛ فإنه يدخل الجنة، فيكون هذا القاتل والمقتول كلاهما يدخل الجنة، فيضحك الله إليهما.
ففي هذا إثبات الضحك لله عز وجل، وهو ضحك حقيقة، لكنه لا يماثل ضحك المخلوقين؛ ضحك يليق بجلاله وعظمته، ولا يمكن أن نمثله، لأننا لا يجوز أن نقول : إن لله فماً أو أسناناً أو ما أشبه ذلك ، لكن نثبت الضحك لله على وجه يليق به سبحانه وتعالى.
· فإذا قال قائل: يلزم من إثبات الضحك أن يكون الله مماثلاً للمخلوق.
فالجواب: لا يلزم أن يكون مماثلاً للمخلوق؛ لأن الذي قال " يضحك": هو الذي أنزل عليه قوله تعالى: ( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ)(الشورى: من الآية11).
ومن جهة أخرى؛ فالنبي عليه الصلاة والسلام لا يتكلم في مثل هذا إلا عن وحي؛ لأنه من أمور الغيب، ليس من الأمور الاجتهادية التي قد يجتهد فيها الرسول عليه الصلاة والسلام، ثم يقره الله على ذلك أو لا يقره، ولكنه من الأمور الغيبية التي يتلقاها الرسول عليه الصلاة والسلام عن طريق الوحي.
· لو قال قائل: المراد بالضحك الرضى؛ لأن الإنسان إذا رضي عن الشيء؛ سر به وضحك، والمراد بالرضى الثواب أو إرادة الثواب؛ كما قال ذلك أهل التعطيل.
فالجواب أن نقول: هذا تحريق للكلم عن مواضعه؛ فما الذي أدراكم أن المراد بالرضى الثواب؟!
فأنتم الآن قلتم على الله ما لا تعلمون من وجهين:
الوجه الأول: صرفتم النص عن ظاهره بلا علم.
الوجه الثاني: أثبتم له معنى خلاف الظاهر بلا علم.
ثم نقول لهم : الإرادة؛ إذا قلتم : إنها ثابتة لله عز وجل ؛ فإنه تنتقض قاعدتكم ؛ لأن للإنسان إرادة؛ كما قال تعالى : (َ مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الْآخِرَة)(آل عمران: من الآية152) ، فللإنسان إرادة، بل للجدار إرادة؛ كما قال تعالى : ( فَوَجَدَا فِيهَا جِدَاراً يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضّ)(الكهف: من الآية77)؛ فأنتم إما أن تنفوا الإرادة عن الله عز وجل كما نفيتم ما نفيتم من الصفات، وإما أن تثبتوا لله عز وجل ما أثبته لنفسه، وإن كان للمخلوق نظيره في الأسم لا في الحقيقة.
والفائدة المسلكية من هذا الحديث:
هو أننا إذا علمنا أن الله عز وجل يضحك؛ فإننا نرجو منه كل خير. ولهذا قال رجل للنبي صلى الله عليه وسلم : يا رسول الله ! أو يضحك ربنا؟ قال : "نعم" قال: لن نعدم من رب يضحك خيراً[164]
إذا علمنا ذلك ؛ انفتح لن الأمل في كل خير ؛ لأن هناك فرقاً بين إنسان عبوس لا يكاد يُرى ضاحكاً، وبين إنسان يضحك.
وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم دائم البشر كثير التبسم عليه الصلاة والسلام.
* * *
وقوله صلى الله عليه وسلم :" عجب ربنا من قنوط عباده وقرب غيره؛ ينظر إليكم أزلين قنطين، فيظل يضحك ؛ يعلم أن فرجكم قريب" (1) حديث حسن............................................... ...............
(1)هذا الحديث [165] في إثبات العجب وصفات أخرى.
· العجب : هو استغراب الشيء، ويكون ذلك لسببين:
السبب الأول: خفاء الأسباب على هذا المستغرب للشيء المتعجب منه؛ بحيث يأتيه بغتة بدون توقع، وهذا مستحيل على الله تعالى ؛ لأن الله بكل شيء عليم ، لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء.
والثاني: أن يكون السبب فيه خروج هذا الشيء عن نظائره وعما ينبغي أن يكون عليه بدون قصور من المتعجب؛ بحيث يعمل عملاً مستغرباً لا ينبغي أن يقع من مثله.
وهذا ثابت لله عز وجل ؛ لأنه ليس عن نقص من المتعجب، ولكنه عجب بالنظر إلى حال المتعجب منه.
قوله:" عجب ربنا من قنوط عباده": القنوط: أشد اليأس.
يعجب الرب عز وجل من دخول اليأس الشديد على قلوب العباد.
" وقرب غيره": الواو بمعنى (مع) ؛ يعني : مع قرب غيره.
و(الغير) أسم جمع غيرة؛ كطير : أسم جمع طيرة، وهي اسم بمعنى التغيير، يغير الحال إلى حال أخرى بكلمة واحدة، وهي : كن .فيكون.
وقوله: ينظر إليكم أزلين" أي : ينظر الله إلينا بعينه.
" أزلين قنطين": الأزل: الواقع في الشدة: و"قنطين": جمع قانط، والقانط اليائس من الفرج وزوال الشدة.
فذكر النبي صلى الله عليه وسلم حال الإنسان وحال قلبه؛ حاله أنه واقع في شدة، وقلبه قانط يائس مستبعد للفرج.
"فيظل يضحك" : يظل يضحك من هذه الحال العجيبة الغريبة؛ كيف تقنط من رحمة أرحك الراحمين الذي يقول للشيء: كن . فيكون؟!
" يعلم أن فرجكم قريب"؛ أي : زوال شدتكم قريب.
في هذا الحديث عدة صفات:
-أولاً: العجب ؛ لقوله :" عجب ربنا من قنوط عباده".
وقد دل على هذا الصفة القرآن الكريم ؛ قال الله تعالى: (بَلْ عَجِبْتَ وَيَسْخَرُونَ)(الصافات:12)على قراءة ضم التاء.
ثانياً: وفيه أيضاً بيان قدرة الله عز وجل؛ لقوله :" وقرب غيره"، وأنه عز وجل تام القدرة، إذا أراد غير الحال من حال إلى ضدها في وقت قريب.
ثالثاً: وفيه أيضاً من إثبات النظر؛ لقوله:" ينظر إليكم".
رابعأً: وفيه إثبات الضحك؛ لقوله :" فيظل يضحك".
خامساً: وكذلك العلم ؛ " يعلم أن فرجكم قريب".
سادساً: والرحمة، لأن الفرج من الله دليل على رحمة الله بعبادة.
وكل هذه الصفات التي دل عليها الحديث يجب علينا أن نثبتها لله عز وجل حقاً على حقيقتها ، ولا نتأول فيها .
والفائدة المسلكية في هذا : أن الإنسان إذا علم ذلك من الله سبحانه وتعالى ؛ حذر من هذا الأمر، وهو القنوط من رحمة الله ، ولهذا كان القنوط من رحمة الله من الكبائر:
قال الله تعالى : (قَالَ وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ) (الحجر:56)
وقال تعالى وَلا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ)(يوسف: 88).
فالقنوط من رحمة الله ، واستبعاد الرحمة: من كبائر الذنوب، والواجب على الإنسان أن يحسن الظن بربه؛ إن دعاه أحسن الظن به بأنه سيجيبه، وإن تعبد له بمقتضى شرعه؛ فليحسن الظن بأن الله سوف يقبل منه، وإن وقعت به شدة؛ فليحسن الظن بأن الله سوف يزيلها؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم :" واعلم أن النصر مع الصبر، وأن الفرج مع الكرب، وأن مع العسر يسرا"[166]
بل قد قال الله تعالى : (فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً) (5) (إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً) (الشرح:5،6) ، ولن يغلب عسر يسرين؛ كما يروى عن ابن عباس رضي الله عنهما.
* * *
وقوله صلى الله عليه وسلم :" لا تزال جهنم يُلقى فيها ، وهي تقول: هل من مزيد ؛ حتى يضع رب العزة فيها رجله( وفي رواية : عليها قدمه) فينزوي بعضها إلى بعض، فتقول : قط قط" (1) متفق عليه ..............





(1)هذا الحديث [167]في إثبات الرجل أو القدم:


*قوله:" لا تزال جهنم يلقى فيها": هذا يوم القيامة؛ يعني : يلقى فيها الناس والحجارة؛ لأن الله تعالى يقول: ( فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ )(البقرة: من الآية24)، وقد يقال: يلقى فيها لاناس فقط، وأن الحجارة لم تزل موجودة فيها، والعلم عند الله.
*" يلقى فيها" : في هذا دليل على أن أهلها- والعياذ بالله- يلقون فيها إلقاء لا يدخلون مكرمين، بل يدعون إلى نار جهنم دعاً؛ ( كُلَّمَا أُلْقِيَ فِيهَا فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ)(الملك: من الآية8) .
*قوله:" لا وهي تقول: هل من مزيد؟" : (هل) للطلب؛ يعني: زيدوا. وأبعد النجعة من قال: إن الاستفهام هنا للنفي، والمعنى على زعمه: لا مزيد على ما في، والدليل على بطلان هذا التأويل:
*قوله:" حتى يضع رب العزة فيها رجله" وفي رواية :" عليها قدمه": لأن هذا يدل على أنها تطلب زيادة، وإلا لما وضع الله عليها رجله حتى ينزوي بعضها إلى بعض؛ فكأنها تطلب بشوق إلى من يلقى فيها زيادة على ما فيها.
*قوله:" حتى يضع رب العزة": عبرَ برب العزة؛ لأن المقام مقام عزة وغلبة وقهر.
وهنا (رب) ؛ بمعنى : صاحب، وليست بمعنى خالق؛ لأن العزة صفة من صفات الله، وصفات الله تعالى غير مخلوقة.
*وقوله:" فيها رجله" ، وفي رواية :" عليها قدمه": (في) و (على) : معناهما واحد هنا، والطاهر أن (في) بمعنى (على)؛ كقوله: ( وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ )(طـه: من الآية71)؛ أي : عليها.
أما الرجل والقدم؛ فمعناهما واحد، وسميت رجل الإنسان قدماً؛ لأنها تتقدم في المشي؛ فإن الإنسان لا يستطيع أن يمشي برجله إلا إذا قدمها.
*قوله :" فينزوي بعضها إلى بعض"؛ يعني : ينضم بعضها على بعض من عظمة قدم الباري عز وجل.
*قوله: " وتقول : قط قط"؛ بمعنى : حسبي حسبي؛ يعني : لا أريد أحداً.
في هذا الحديث من الصفات:
أولاً: إثبات القول من الجماد؛ لقوله:" وهي تقول" ،وكذلك : " فتقول : قط قط" ، وهو دليل على قدرة الله الذي أنطق كل شيء.
ثانياً: التحذير من النار ؛ لقوله:" لا تزال جهنم يلقى فيها ، وهي تقول: هل من مزيد؟"
ثالثاً: إثبات فضل الله عز وجل؛ فإن الله تعالى تكفل للنار بأن يملأها كما قال : ( لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ)(هود: من الآية119)؛ فإذا دخلها أهلها ، وبقي فيها فضل، وقالت : هل من مزيد؟ وضع الله عليها رجله، فانزوى بعضها إلى بعض، وامتلأت بهذا الانزواء.
وهذا من فضل الله عز وجل؛ وإلا فإن الله قادر على أن يخلق أقواماً ويكمل ملأها بهم، ولكنه عز وجل لا يعذب أحداً بغير ذنب؛ بخلاف الجنة، فيبقى فيها فضل عمن دخلها من أهل الدنيا، فيخلق الله أقواماً يوم القيامة ويدخلهم الجنة بفضله ورحمته.
رابعاً:أن لله تعالى رجلاً وقدماً حقيقية ، لا تماثل أرجل المخلوقين ويسمي أه السنة هذه الصفة: الصفة الذاتية الخبرية؛ لأنها لم تعلم إلا بالخبر، ولأن مسماها أبعاض لنا وأجزاء ، لكن لا نقول بالنسبة لله: إنها أبعاض وأجزاء ؛ لأن هذا ممتنع على الله عز وجل.
وخالف الأشاعرة وأهل التحريف في ذلك ، فقالوا:" يضع عليها رجله"يعني : طائفة من عباده مستحقين للدخول ، والرجل تأتي بمعنى الطائفة؛ كما في حديث أيوب عليه الصلاة والسلام[168] أرسل الله إليه رجل جرد من ذهب؛ يعني : طائفة من جراد.
وهذا تحريف باطل؛ لأن قوله :" عليها": يمنع ذلك.
وأيضاً ؛ لا يمكن أن يضيف الله عز وجل أهل النار إلى نفسه؛ لأن إضافة الشيء إلى الله تكريم وتشريف.
وقالوا في القدم: قدم ؛ بمعنى : مقدم ؛ أي: يضع الله تعالى عليها مقدمه؛ أي: من يقدمهم إلى النار.
وهذا باطل أيضاً؛ فإن أهل النار لا يقدمهم الباري عز وجل، ولكنهم (يَوْمَ يُدَعُّونَ إِلَى نَارِ جَهَنَّمَ دَعّاً)(الطور:13) ، ويلقون فيها إلقاء؛ فهؤلاء المحرفون فروا من شيء ووقعوا في شر منه؛ فروا من تنزيه الله عن القدم والرجل، لكنهم وقعوا في السفه ومجانبة الحكمة في أفعال الله عز وجل.
والحاصل أنه يجب علينا أن نؤمن بأن لله تعالى قدماً، وإن شئنا ؛ قلنا : رجلاً؛ على سبيل الحقيقة؛ مع عدم المماثلة، ولا نكيف الرجل؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم أخبرنا بأن لله تعالى رجلاً أو قدماً، ولم يخبرنا كيف هذه الرجل أو القدم ، وقد قال الله تعالى : (قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْأِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ) (لأعراف:33).
والفائدة المسلكية من هذا الحديث : هو الحذر الشديد من عمل أهل النار؛ خشية أن يلقى الإنسان فيها كما يلقى غيره.
وقوله صلى الله عليه وسلم :" يقول الله تعالى : يا آدم! فيقول : لبيك وسعديك. فينادي بصوت: إن الله يأمرك أن تخرج من ذريتك بعثاً إلى النار....(1) متفق عليه


الكلام و الصوت


(1)هذا الحديث[169] : في إثبات الكلام والصوت:

* يخبر النبي عليه الصلاة والسلام عن ربه أنه يقول: يا آدم "! وهذا يوم القيامة، فيجب آدم: لبيك وسعديك".
* " لبيك ، بمعنى: إجابة مع إجابة، وهو مثنى لفظاً ، ومعناه: الجمع، ولهذا يعرب على أنه ملحق بالمثنى.
* " وسعديك"؛ يعني: إسعاداً بعد إسعاد؛ فأنا ألبي قولك وأسألك أن نسعدني وتعينني.
* قال :" فينادي"؛ أي : الله ؛ فالفاعل هو الله عز وجل.
* وقوله : " بصوت":هذا من باب التأكيد؛ لأن النداء لا يكون إلا بصوت مرتفع؛ فهو كقوله تعالى ( وَلا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ )(الأنعام: من الآية38)؛ فالطائر الذي يطير؛ إنما يطير بجناحيه، وهذا من باب التأكيد.
* وقوله:" إن الله يأمرك أن تخرج من ذريتك بعثاً إلى النار": ولم يقل: إني آمرك! وهذا من باب الكبرياء والعظمة؛ حيث كنى عن نفسه تعالى بكنية الغائب: فقال:" إن الله يأمرك"؛ كما يقول الملك لجنوده: إن الملك يأمركم بكذا وكذا؛ تفاخراً وتعاظماً ، والله سبحانه هو المتكبر وهو العظيم.
وجاء في القرآن مثل هذا: )إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا )[النساء: 58]، ولم يقل: إني آمركم.