عرض مشاركة واحدة
قديم 21-09-08, 09:47 PM   رقم المشاركة : 1
أبو العلا
مشرف سابق








أبو العلا غير متصل

أبو العلا is on a distinguished road


Lightbulb مقترحات سلفية للمعضلة الشيعية

!


!



!



!

"مقترحات سلفية.. للمعضلة الشيعية" / بقلم عبد الرحيم التميمي

[ .............. وقناعتي الشخصية، والتي توصلت إليها بعد القراءة والإطلاع في كتب الطائفة، ومتابعة أداء مجمل القوى والتيارات الشيعية، وتجربة شخصية دامت لسنوات في التعامل مع الشيعة، وإطلاع متواصل على ردهات مواقع ومنتديات الشيعة، أن النظام الإيراني نجح بكل اقتدار، بسبب سطوته السياسية وقوته الاقتصادية في زرع وتجنيد كافة أبنائه ومريديه من الشيعة الصفويين في أنحاء البلاد العربية، كما نجح كذلك في غفلة العرب وأهل السنة في تهميش كافة الرموز الشيعية المعتدلة، بحيث لم يصبح لديها أي ثقل شعبي أو سياسي في الشارع الشيعي، وهذا يتجلى في الدور الهامشي، سياسياً وشعبياً، للمرجع المعتدل محمد حسين فضل الله على الساحة اللبنانية، مع كونه أحد مؤسسي حزب الله اللبناني، والدور الهامشي سياسياً وشعبياً للمرجع العراقي الخالصي أو المؤيد في الساحة العراقية، وانسياق جماهير الشيعة خلف الشيعة الصفويين أو رجال طهران في لبنان والعراق.

إن التعويل والمراهنة على هذه المراجع المعتدلة شبيه إلى حد كبير بتعويل بعض النخب العربية والإسلامية على عدد من الجمعيات الأهلية في الغرب والمثقفين الغربيين المنصفين لقضايا المسلمين، لكن تأثيرهم على مراكز القرار في دولهم يكاد يكون معدوماً.

إن مشكلة الفرد الشيعي عموماً، أنه لا يعاني من قطيعة مع تاريخ الأمة وأمجادها فحسب، بل يعاني خصومة معه، كما يشير إلى ذلك المفكر الشيعي "حسن العلوي" في كتابه "عمر والتشيع"...فملاحم الأمة الكبرى، كاليرموك والقادسية وعين جالوت وحطين...ورموز الأمة العظام، كالفاروق عمر بن الخطاب والخليفة الراشد عمر بن عبدالعزيز..والقائد الفاتح صلاح الدين الأيوبي...وحضارة الإسلام التي شهدت عدل الخلفاء الراشدين ...ثم فتوحات الدولة الأموية ثم النهوض العلمي والحضاري في الدولة العباسية...لا تشكل في ذهنية الفرد الشيعي سوى نقاطاً حالكة السواد...يشيّع ذكرها باللعنات والشتائم والعزم على استئصال كل من يعد نفسه امتداداً لهذه السلسة المظلمة في نظره...فهذه النفسية المنبتة عن تاريخ الأمة المشرق وعصورها الزاهرة تثمر نفوساً ناقمة قابلة للخيانة والتحالف مع أعداء الأمة، وفي تقديري أن هذا هو الغالب على الطائفة الشيعية اليوم مع الأخذ بالاعتبار أن هذا الحكم الأغلبي قد يتخلف بسبب روابط قبلية أو قومية أو مصلحية، ومن الشواهد المعاصرة على ذلك موقف المرجع السيستاني من الاحتلال والذي نص الحاكم بول بريمر في مذكراته على دوره الجوهري في توطيد الاحتلال الأمريكي للعراق، والتاريخ حافل بالشواهد على أمثلة مشابهة.

والخريطة المحلية في بلاد الحرمين للطائفة الشيعية ليست استثناء من هذه الوضعية، فالمتراجعون عن الخط الثوري الذي ظهر في الثمانينات تحولت طائفة منهم إلى التوجه السلمي مستفيدين من حالة الانتفاش الشيعي في المنطقة، والمناخ الإعلامي المفتوح عبر الفضاء.

ولئن نجح هذا التوجه في استمالة بعض المفكرين والإعلاميين من الليبراليين والإسلاميين، إلا أنه فشل في تحقيق اختراق يذكر للمنظومة الدينية بمدارسها وتياراتها المختلفة حتى تلك التيارات والمدارس الشرعية في الحجاز والمنطقة الشرقية التي لها سجل من الخصام التاريخي مع الدعوة الإصلاحية النجدية لم تظهر أي تجاوب يعول عليه مع أصحاب التوجه السلمي، وبقيت طائفة محافظة على تشددها وتطرفها إلا أن المزاج الشعبي العام للطائفة الذي لم يعد يحبذ الصدام لم يسمح بترجمة أفكارها على الواقع.

وطائفة ثالثة من المتراجعين تلمس في نتاجها تحولات فكرية قوية باتجاه الفكرة العلمانية، إما عبر طرحها بشكل مباشر أو بلهجة تصالحية مع الإسلام من المنظور الشيعي ولكن هذه النخب كمثيلاتها في الجوار لا تحظى بأي عمق شعبي.

وإن كان ثمة مقترحات أقدمها بين يدي هذه القراءة العابرة لأحبتي من أهل العلم والدعوة والفكر الإسلامي الأصيل في بلاد الحرمين، فيمكنني تخليصها في النقاط التالية:
أولاً: تغيير طبيعة الخطاب الإسلامي المحلي، الذي يعتمد على الأسلوب المباشر في التوجيه والتحذير من الشيعة والتشيع، فإن هذا الأسلوب ما عاد مقنعاً للكثير من أهل السنة فضلاً عن قبوله في الأوساط الإقليمية والدولية، ولا أشكك في وجود خطر شيعي صفوي، ولكن حشر طائفة بهذا العدد وفي هذا المكان الإستراتيجي في زاوية التجريم والتخوين، دائماً يرفع من أسهم التيارات المتطرفة داخل الطائفة، ويؤكد ويعزز "المظلومية" التي يرفعها بعض المشبوهين، كعلي الأحمد، في المحافل الدولية، والذي يتفق مع "توجهات" و"تيارات" غربية تدفع بالملف الطائفي كتذكرة دخول لاحتلال آبار النفط، أو حتى زيادة الضغوط على البلاد بما لا يخدم المصلحة العامة.

ومن المعلوم لدى كافة العقلاء، أن في حفظ أمن بلاد الحرمين حفظ لبيضة أهل السنة في العالم، مهما اختلفنا في كيفية إصلاح مواطن الخلل في هذا الجانب أو ذاك، وفي تسخين ملف الأقلية الشيعية في البلاد خدمة كبرى للمتطرفين في المعسكر الغربي والصفوي.

ثانياً: على الصعيد الشعبي، ينبغي تعميم الهدي النبوي في التعامل مع المخالفين غير المحاربين القائم على الرفق وحسن التعامل والذي شمل برحمته المشركين في مكة، واليهود في المدينة، وينبغي أن يركز في هذا على قطاعات المتدينين من جمعيات ومؤسسات وهيئات وأفراد، سيما في المناطق المختلطة بين السنة والشيعة لأن تأثير التعامل الحسن من المتدين على الشيعي يكون له مدلول دعوي أكثر من غيره، واحتجاج بعض طلبة العلم بقاعدة "هجر المبتدع" على الغلظة والشدة في التعامل في غير محله، إذ إنه من المقرر لدى المحققين من أهل العلم كشيخ الإسلام وغيره، أن الهجر ليس بالأمر التعبدي المحض الذي يفعل بكل حال، بل إنه يدور حيث دارت المصلحة الشرعية، فإن كانت المصلحة الشرعية تقتضي الإحسان إلى المبتدع.

وكان الهجر لا يزيد صاحب البدعة إلا ضلالاً وضرراً على أهل السنة، فهنا لا يشرع الهجر، وأما افتراض التعارض بين عقيدة البراءة من الكفار أو المبتدعة والإحسان إليهم، فلا يصح، فالنبي صلى الله عليه سلم عامل اليهود وعاد مريضهم وحاورهم وجاورهم، والشريعة عموماً أباحت ألواناً من البر في التعامل مع الكفار غير المحاربين فكيف بالطوائف المنتسبة لهذه الأمة، وعامة أهل السنة في بلاد الحرمين بما فيهم بعض مكاتب الدعوة لا يجدون ضيراً من معاملة العمالة الوافدة من النصارى والبوذيين والهندوس معاملة حسنة لترغيبهم في الإسلام، فلم يؤثر هذا على عقيدتهم في الولاء والبراء فلماذا لا نحاول توعية عموم الناس بأهمية هذا الدور تجاه أصحاب المذاهب المنتسبة للأمة كالشيعة.

ثالثاً: على الصعيد الإعلامي، ينبغي على أهل العلم والدعوة الترحيب بكل خطاب شيعي يدفع باتجاه التسامح وتماسك الجبهة الداخلية للبلاد مهما غلب على ظنهم ضعف مصداقية هذا الخطاب، والترحيب لا يلزم منه قبول كافة مضامينه فالواجب على الإسلاميين موافقة كافة التيارات على مبدأ الحوار، وتحقيق العدل، والتعاون على استقرار البلاد وتنميتها وتطويرها ولكن ليكن ذلك على ضوء دستور هذا البلد المعلن وهو الشريعة الإسلامية.

فالمطالب التي تمس حق المواطن، أيا كان مذهبه، في التعليم والصحة والوظيفة والحياة الكريمة، ينبغي تأييدها ومباركتها، ولا يُجاب على كافة المطالب ذات الصبغة المذهبية، التي تتيح ممارسات وطقوس غير مشروعة، أنها غير مقبولة، ليس بسبب صدورها من طائفة معينة، بل لأن فيها انتهاكاً لدستور البلد المعلن، وهو الشريعة، فهي مرفوضة من أي طرف أيا كان مذهبه أو إقليمه بسبب مخالفتها للدستور.

رابعاً: على الصعيد الثقافي، يحتاج الإسلاميون لحملات توعوية لكافة النخب المثقفة والعلمية، أيا كان توجه أصحابها مذهبياً كان أو ليبرالياً أو وطنياً، لحقيقة الخطر الصفوي، مستخدمين في هذا لغة القواسم المشتركة كوحدة المصير، وبيان كيد العدو الذي لا يستثني أحداً من أهل السنة، مهما كانت هويتهم الفكرية، وما اغتيال الرئيس رفيق الحريري عنا ببعيد، وينبغي ألا تقعدنا غيبوبة بعض الإسلاميين عن الواقع،عن أخذ زمام المبادرة والدفع نحو صنع بعض الفرص في هذه المسارات.]
اهـ مختصرا

المقال كاملا






من مواضيعي في المنتدى
»» 10 سنين سجن للشيخ أيوب كنجي أحد علماء السنة في إيران
»» معلومات سرية عما تخطط له إيران للعراق
»» أبناء إيران ياأبناء الأزهر
»» الفساد العراقي العظيم
»» من يوقف هدير الدم السني في إيران ؟