عرض مشاركة واحدة
قديم 14-12-09, 11:02 PM   رقم المشاركة : 10
أبو العلا
مشرف سابق








أبو العلا غير متصل

أبو العلا is on a distinguished road


قال العلامة ابن القيمرحمه الله -:



« ومن جمع بين سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم في القبور،


وما أمر به ونهى عنه، وما كان عليه أصحابه،


وما عليه أكثر الناس اليوم، رأى أحدهما مضادًا للآخر،


مناقضًا له بحيث لا يجتمعان أبدًا،


فنهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الصلاة إلى القبور،


وهؤلاء يصلون عندها وإليها.


ونهى عن اتخاذها مساجد.


وهؤلاء يبنون عليها المساجد،


ويسمونها مشاهد، مضاهاة لبيوت الله،


ونهى عن إيقاد السروج عليها،


وهؤلاء يوقفون الوقوف على إيقاد القناديل،


ونهى عن أن تتخذ عيدًا،


وهؤلاء يتخذونها أعيادًا ومناسك


ويجتمعون لها كاجتماعهم للعيد أو أكثر،



وأمر بتسويتها



لما روى مسلم في صحيحه عن أبي الهياج الأسدي قال:


قال لي عليٌّ:

«ألا أبعثك على ما بعثني عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم


«أن لا تدع صورة إلا طمستها


ولا قَبْرًا مشرفًا إلا سويته»(1).




وحديث ثُمامة بن شفي وهو عند مسلم أيضًا قال:


«كنّا مع فُضالة بن عبيد بأرض الرُّوم برودس،


فتوفى صاحب لنا، فأمر فضالة بقبره. فَسُوِّي،



ثم قال:


سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمر بتسويتها»(2).





وهؤلاء يبالغون في مخالفة هذين الحديثين



ويرفعونها عن الأرض كالبيت، ويعقدون عليها القباب،



ونهى عن تجصيص القبر والبناء عليه –



لما روى مسلم في صحيحه عن جابر رضي الله عنه : قال:


نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن تجصيص القبر،


وأن يقعد عليه، وأن يبنى عليه »(3)،



ونهى عن الكتابة عليها -


لما روى أبو داود في سننه:


أن رسول الله نهى عن تجصيص القبور،

وأن يكتب عليها.


قال الترمذي: حديث حسن صحيح (4).




وهؤلاء يتخذون عليها الألواح،


ويكتبون عليها القرآن وغيره،



ونهى عن أن يزاد عليها غير ترابها،


كما روى أبو داود عن جابر – أيضًا -:


( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى أن يجصص القبر،


أو يكتب عليه أو يزاد عليها )(5).



وهؤلاء يزيدون عليه الآجر والجص والأحجار.





وقال إبراهيم النخعي:


«كانوا يكرهون الآجر على قبورهم...»




والمقصود أن هؤلاء المعظِّمين للقبور


المتخذينها أعيادًا الموقدين عليها السُّرج،


الذين يبنون عليها المساجد والقباب


المناقضون لما أمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم.


مُحادون لما جاء به،


وأعظم ذلك اتخاذها مساجد،


وإيقاد السرج عليها وهو من الكبائر،


وقد صرح الفقهاء من أصحاب أحمد وغيرهم بتحريمه.




قال أبو محمد المقدسي:


ولو أبيح اتخاذ السرج عليها لم يُلْعن من فعله،


ولأن فيه تضييعًا للمال في غير فائدة،


وإفراطًا في تعظيم القبور أشبه بتعظيم الأصنام.



قال:


ولا يجوز اتخاذ المساجد على القبور لهذا الخبر،



ولأن النبي صلى الله عليه وسلم قال:


«لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد،


يُحذِّر ما صنعوا»

متفق عليه (6).




ولأن تخصيص القبور بالصلاة عندها


يشبه تعظيم الأصنام بالسجود لها، والتقرب إليها،



وقد روينا أن ابتداء عبادة الأصنام تعظيم الأموات


باتخاذ صورهم والتمسح بها والصلاة عندها». انتهى (7).




``````````````````````````````````

([1])رواه مسلم حديث رقم 969.
([2])رواه مسلم حديث رقم 968.
([3])رواه مسلم حديث رقم 970.

([4])رواه أبو داود (3325) والترمذي (1052)،
وصححه الشيخ الألباني في أحكام الجنائز، ص204.

([5])رواه أبو داود (3326) وصححه الألباني لطرقه في أحكام الجنائز، ص204.
([6])رواه البخاري (435) ومسلم (531).
([7])راجع فتح المجيد شرح كتاب التوحيد، ص701-703.








من مواضيعي في المنتدى
»» الذب الأحمد عن زوجة نبينا أحمد صلِّ الله عليه وسلم
»» شاهد صورًا تشاهدها للمرة الأولى عن فلسطين
»» لماذا خسر سيد المقاومة وزعيم الممانعة ؟
»» أنصفوا حزب الله والمقاومة السنية يا قوم
»» المشروع الإيراني الصفوي الفارسي / مقدماته وأخطاره ووسائل التصدي له