عرض مشاركة واحدة
قديم 11-12-09, 02:17 PM   رقم المشاركة : 2
أبو العلا
مشرف سابق








أبو العلا غير متصل

أبو العلا is on a distinguished road


فصل

في بيان توحيد الربوبية





أمّا توحيد الربوبية، فقد اعترف به المشركون

الذين بعث فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ،

ولم يُدخلهم في الإسلام،


فهم مُقِرِّون بأن الله هو الخالق الرزاق، المحيي المميت،

المتصرف في هذا العالم بما تقتضيه حكمته وإرادته،

ومجرد الاعتراف بهذا لا يكون به الإنسان مسلمًا




قال تعالى:


{ قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ

أَمْ مَنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ

وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ

وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ

وَمَنْ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ

فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ

فَقُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ }

[يونس: 31].



أي: أفلا تُفردونه بالعبادة، وتتركون عبادة ما سواه.


فقوله تعالى:

{ قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ }

[يونس: 31]،


أي: مَنْ ذا الذي ينزل من السماء ماء المطر،

فيشق الأرض شقًا بقدرته، ومشيئته،

فيخرج منها حبا وعنبا وقضبا وزيتونًا،

ونخلاً وحدائق غلبا، وفاكهة وأبَّا، أإله مع الله؟

فسيقولون الله.



وقوله:


{ أَمْ مَنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ }

[الملك: 23]،

أي الذي وهبكم هذه القوة السامعة والقوة الباصرة،

ولو شاء لذهب بها، ولسلبكم إياها،


كقوله تعالى:

{ قُلْ هُوَ الَّذِي أَنْشَأَكُمْ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ

قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ } .


وقال:

{ قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَخَذَ اللَّهُ سَمْعَكُمْ وَأَبْصَارَكُمْ }

[الأنعام: 46].


وقوله:

{ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ }

[يونس: 31]،


بقدرته العظيمة ومِنَّته العميمة.


وقوله:

{ وَمَنْ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ }

[يونس: 31]،


أي مَْن بيده مَلَكوت كل شيء، وهو يجبر ولا يجار عليه،

وهو المتصرف الحاكم الذي لا معقب لحكمه،

ولا يسأل عما يفعل وهم يسألون.


{ يَسْأَلُهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ

كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ }

[الرحمن: 29]،

فالملك كله العلوي والسفلي،

وما فيهما من ملائكة وإنس وجان،

فقيرون إليه عبيد له، خاضعون لديه



{ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ }

[يونس: 31]،

أي وهم يعلمون ذلك ويعترفون به،


{ فَقُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ }

[يونس: 31]،

أي أفلا تخافون منه أن تعبدوا معه غيره بآرائكم وجهلكم

فكثيرًا مما يحتج سبحانه وتعالى على المشركين،

بما اعترفوا به من توحيد الربوبية

على ما أنكروه من توحيد الألوهية

والآيات في هذا المعنى كثيرة جدًا،








من مواضيعي في المنتدى
»» الاختراق الإسرائيلي لإيران
»» التمويل الشيعي والطابور الخامس
»» الأصول الثلاثة وأدلتها / لشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى
»» صرخة من القطيف انهيار وانتحار / صادق السيهاتي
»» محمد عبده يماني يتبرع بـ 18 مليون ريال لمقبرة حواء بجدة ؟