عرض مشاركة واحدة
قديم 09-11-09, 02:03 AM   رقم المشاركة : 6
أبو العلا
مشرف سابق








أبو العلا غير متصل

أبو العلا is on a distinguished road


مقدمة الشيخ صالح بن بخيت مولى الدويلة


وقد عمد الشيخ علي بابكر وفقه الله في هذه الرسالة


إلى مجموعة من المخاريق والخرافات والدعاوى


والمنكرات المنسوبة أو المسروقة – كما مر معنا –


أو المذكورة بأسانيد مجهولة،


فأبرزها ولسان حاله فيما اعتقد



قول ابن الجوزي رحمه الله


(فإن كان ذلك صحيحاً عنهم توجب الرد عليهم،

إذ لا محاباة في الحق،

وإن لم يصح عنهم حذرنا من مثل هذا القول،

وذلك المذهب من أي شخص صدر...

والله يعلم أننا لم نقصد ببيان الغلط

إلا تنزيه الشريعة والغيرة عليها من الدخل،

وما علينا من القائل والفاعل،

وإنما نؤدي بذلك أمانة العلم،



وما زال العلماء يبين كل واحد منهم غلط صاحبه

قصداً لبيان الحق لا لإظهار عيب الغالط،

ولا اعتبار بقول جاهل يقول:

كيف يرد على فلان الزاهد...


لأن الانقياد إنما يكون إلى ما جاءت به الشريعة

لا إلى الأشخاص،

وقد يكون الرجل من الأولياء وأهل الجنة

وله غلطات فلا تمنع منزلته بيان زلـله ... اهـ )

[المنتقى النفيس].






وليس إقناع كثير ممن تشربت قلوبهم هذه الضلالة

ضروري عند المؤلف – في ظني –


وإنما قصد كشف زيفهم وتعرية باطلهم

لأهل الفطر السليمة والعقول المستقيمة

ممن غره كلام بعضهم وزخارف قولهم.



أما هم


فكما حكى ابن الجوزي أيضاً عن شيخهم القشيري قوله:


" وحجج الصوفية أظهر من حجج كل أحد،

وقواعد مذهبهم أقوى من قواعد كل مذهب،

لأن الناس إما أصحاب نقل وأثر،

وإما أرباب عقل وفكر،

وشيوخ هذه الطائفة ارتقوا عن هذه الجملة.. "

[المصدر السابق]



فهم بلا عقل ولا نقل،


فكيف يُرجى رشاد من كشف عن حاله بسيئ مقاله،


كفى الله الشريعة شر هذه الطائفة.





" فمن أحب النجاة غداً،

والمصاحبة لأئمة الهدى،

والسلامة من طريق الردى،



فعليه بكتاب الله، فليعمل بما فيه،

وليتبع رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته،


فلينظر ما كانوا عليه، فلا يعدوه بقول ولا فعل،

وليجعل عبادته واجتهاده على سننهم،


وسلوكه في طريقهم، وهمته في اللحاق بهم،


فإن طريقهم هو الصراط المستقيم الذي علمنا الله سبحانه سؤاله،


وجعل صلاتنا موقوفة على الدعاء به فقال سبحانه:


{اهدنا الصراط المستقيم *

صراط الذين أنعمت عليهم

غير المغضوب عليهم ولا الضالين}

آمين.





فمن شك أن النبي صلى الله عليه وسلم كان على الصراط المستقيم


فقد مرق من الدين، وخرج من جملة المسلمين،

ومن عَلِمَ ذلك وصدق به


ورضي بالله رباً وبالإسلام ديناً وبمحمد نبياً،



وعلم أن الله تعالى قد أمرنا باتباع نبيه

بقوله سبحانه:


{واتبعوه لعلكم تهتدون}

الأعراف: 158


وغير ذلك من الآيات،




وقول النبي صلى الله عليه وسلم:

" عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي،

عضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور

فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة "




وقوله صلى الله عليه وسلم:

" خير الهدي هدي محمد وشر الأمور محدثاتها "



فما باله يلتفت عن طريقه يميناً وشمالاً،

وينصرف عنها حالاً فحالآ،

ويطلب الوصول إلى الله سبحانه من سواها،

ويبتغي رضاه فيما عداها ؟



أتراه يجد أهدى منها سبيلاً

ويتبع خيراً من رسول الله صلى الله عليه وسلم دليلاً ؟



كلا لن يجد سوى سبيل الله سبحانه

إلا سبيل الشيطان،

ولن يصل من غيرها إلا إلى سخط الرحمن،



قال الله تعالى:


{وأن هذا صراطي مستقيماً فاتبعوه
ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله

ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون}

الأنعام: 153،



وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم


أنه خط خطاً مستقيماً فقال:


" هذا سبيل الله "


وخط خطوطاً فقال:


" هذه سُبل الشيطان وعلى كل سبيل منها شيطان يدعو إليه


من أجابهم إليها قذفوه في النار "

[رواه أحمد والنسائي]،


أو كما جاء في الخبر،




فأخبر أن ما سوى سبيل الله هي سُبُل الشيطان،

ومن سلكها قُذِفَ به في النار،


وسبيل الله التي مضى عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم

وأولياؤه والسابقون الأولون،


واتبعهم فيها التابعون بإحسان إلى يوم الدين،

رضي الله عنهم ورضوا عنه،


وأعد لهم جنات تجري من تحتها الأنهار

خالدين فيها ذلك الفوز العظيم،



فمن سلكها سَعُد، ومن تركها بَِعُد.




وطريق رسول الله صلى الله عليه وسلم وسنته وأخلاقه


وسيرته وما كان عليه في عبادته، وأحواله

مشهور بين أهل العلم،


ظاهر لمن أحب الاقتداء به واتباعه وسلوك منهجه،


والحق واضح لمن أراد الله هدايته وسلامته


و{من يهد الله فهو المهتد

ومن يُضلل فلن تجد له ولياً مرشدا}

الأعراف: 178



[رسالة في ذم ما عليه أهل التصوف

للإمام عبد الله بن أحمد بن قدامة المقدسي

ص 18 – 20]




وقد استكتب المؤلف – وفقه الله – الفقير هذه المقدمة


على قلة البضاعة حباً لأهل البيت،


وغيرة عليهم أن يروج الباطل والبدع والخرافة باسمهم،


وفصلاً بين الأديان والأقوال والأنساب والأحساب.






اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه،


وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه،


ولا تجعله ملتبساً علينا فنَضِل،


وصلى الله وسلم وبارك وأنعم على الرحمة المهداة،


المنة المسجاة محمد بن عبد الله


وعلى آله وصحبه ومن والاه.




صالح بن بخيت بن سالم مولى الدويلة.



26 / / 1424 هـ






من مواضيعي في المنتدى
»» التوحيد أولاً للعلامة عبد الله بن حميد رحمه الله تعالى
»» انتخابات إيران وعلامات تراع المشروع الإيراني
»» الثورة تأكل أبناءها
»» مواطن سعودي اسمه فيصل يُعلن إسلامه
»» القرآن الكريم في رأي أحد المستشرقين