عرض مشاركة واحدة
قديم 09-11-09, 01:58 AM   رقم المشاركة : 3
أبو العلا
مشرف سابق








أبو العلا غير متصل

أبو العلا is on a distinguished road


مقدمة الشيخ

صالح بن بخيت بن سالم مولى الدويلة



الحمد لله الذي هدانا للإسلام


{ وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله }


وعلمنا الحكمة والقرآن ، وجعلنا من خير أمة أخرجت للناس ،


وألبسنا لباس التقوى خير لباس.



أحمده سبحانه وأشكره وأتوب إليه وأستغفره ،


وأشهد أن محمداً عبده ورسوله وخيرته من مخلوقاته ،


خير الناس للناس ،


سراج وهاج ونور ونبراس ، ورحمة وإيناس.


صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله وأصحابه

ومن سار على دربهم واقتفى أثرهم إلى يوم الدين ،


وبـعـــد :



فإن بلاء التصوف قد عـمَّ وطـمَ ،

وشرّق وغرّب في الأمم حتى لا يكاد يخلو منه سهل ولا أكم ،


وهذا وإن كان نذير شؤم ومؤشر انحراف ،


فإنه عند أهل الجهل والغفلة معيار تصحيح واعتراف ،


وليس المقامُ مقام بيان فساد هذا الميزان.



وحسبي ما جـاء في القرآن :

{ وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله }

النساء : 116،


وقوله سبحانه :

{ وما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين } يوسف 103.




كما أنني لا أعني بهذا البلاء تصوف الموالد والحضرات ،


فهو أحقر وأظهر من التصدي لكشف زيفه


وبيان بطلانه وانقطاعه عن دين الله

وهَـدْي رسول الله صلى الله عليه وسلم.




ولا تصوف السلوك والرياضة والأخلاق



[ قال أبو بكر الكتاني :

" التصوف خُـلـق فمن زاد عليك في الخُلق

زاد عليك في التصوف ".

مدارج السالكين 1/ 499 ]،



فهو مشترك بين أمم الأرض ، مطلوب عند عقلاء العالم ،


والناس فيه بين مقصر ومشمَّـر ،


سار فيه الموفقون المهتدون على درب الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ،



الذي أدَّبه ربُّـه فأحسن تأديبه ، وزكّـاه وحلاه :


{ وإنك لعلى خلقٌ عظيم }

القلم :4 ،


وامتطى غيرهم سبلاً ومذاهب


فأساءوا وأحسنوا ، وأصابوا وأخطئوا


{ قل كلٌ يعمل على شاكلته }

الإسراء : 84 .




ولا أعني صوفية الزهد ،


فأهل الزهد أكرم وأتقى وأنقى ،

جاعوا واحتفوا ، وتخلوا واختفوا


" إن كان في الحراسة كان في الحراسة ،

وإن كان في الساقة كان في الساقة ،

إن استأذن لم يُـؤذن له ، وإن شفع لم يُـشَفَّـع "


[ رواه البخاري في صحيحه في عدة مواضع

رقم 6453 ، 2886 ، 2887 ] ،



يعدون الكرامة إنذارً وتخويفاً ،

والحفاوة استدراجاً ،

والثناء بلاءً وفتنة ،

فإن أُوتوا فمن سوء الفهم تارة ،

ومن غلبة الطبع أو الحال الأخرى ،

فكل من أحبهم فإن الحق أحب إليه منهم ،

يؤخذ من قولهم ويُـترك ،

ولا يدّعون لأنفسهم العصمة

ولا تُدعى لهم إلا من مُخرِّف أو مُحرِّف.




إنما أعني صوفية البــلاء والعــنـاء ،

الذين يتـسـتـرون بـما سـبـق من مظاهـر ، ويضمـرون خـلاف الظاهــر


{ ولتعرفنهم في لحن القول }

محمد : 30 ،


{ لِمَ تلبسون الحق بالباطل

وتكتمون الحق وأنتم تعلمون }

آل عمران : 71.



صوفية الوثنية وركام الديانات الشـركية ..


صوفية الحلول والاتحـاد ،

والجـرأة والإلحـاد ..

صوفية الدجـل والخـرافة والخلل ..



عمدوا إلى أديان الناس وعقولهم فطلبوا إلغائها


واجتهدوا في طمس معالمها ،


ثم تنافسوا بعد ذلك إدارة الكون ،


وإعادة التشريع وبناء المشاهد وصرف الناس إليها.


منافسة تبلغ حد الجنون أو تجاوزه ،


لدرجة ادعاء بعضهم القدرة على تغيير ما في اللوح المحفوظ ،


وآخر القدرة على إطفاء النار وإغلاق الجحيم ،


والثالث منادمة رب العالمين ومزاحمته على عرشه العظيم ،



تعالى الله عن ذلك علواً كبيرا ،



في أقوال وأفعال لا يمكن صدورها عن رجل عاقل


فضلاً عن مسلم عالم أو فاضل.




وعن داود بن صبيح قال :

قلت لعبد الرحمن بن مهدي :


يا أبا سعيد إن ببلدنا قوماً من هؤلاء الصوفية ؟


فقال : لا تقرب من هؤلاء ،

فإنا قد رأينا من هؤلاء قوماً

أخرجهم الأمر إلى الجنون ،

وبعضهم إلى الزندقة.


[ المنتقى من تلبيس إبليس للإمام ابن الجوزي

– علي حسن بن عبد الحميد ص 280 ]




وما يزيد الطين بله والمرض علة ،



نسبة أقوالهم الباطلة وأفعالهم العاطلة


إلى من لهم سَـبْـق إلى الدين أو فضيلة اختصهم بها الله رب العالمين ،


كنسبة هذا العبث والتخليط للأئمة من أهل البيت.



وكل ذلك لترويج الباطل وزخرفته ،



وأهل الحق من أهل البيت كغيرهم من طالبيه وقاصديه


على منهج خير القرون متبعين مقتدين لا مبتدعين ولا مخترعين ،


أحرص الناس على السنة ،


وأكثرهم عناية بها ، وهم أولى بها وأهلها ،

فمن دارهم خرجت ، وعلى أيديهم برزت ،


ثم هم بعد ذلك كغيرهم في غير ما اختصهم الله به ،


فيهم العالم والجاهل ، والراشد والضال ،


والمهتدي والمنحرف ، بل المسلم والكافر



( ومن بطأ به عمله لم يسرع به نسبه )




ونسبهم أدنى للتكليف من التشريف ،


وتقصيرهم في نشر السنة والذبِّ عنها


يجلب لهم الذم والتأفيف.




أما الكرامات وهي مدار هذه الرسالة اللطيفة

فهي كغيرها من أبواب العقائد


التي انقسم فيها الخلق إلى غالً ومُجحف ،


ومُشَّـرَّق ومُغَرَّب ، ومُُـثْبت ومُـنكَر


( وكلا طرفي قصدِ الأمور ذميمُ )


والحق دائماً بين الغالي فيه والجافي عنه ،


يتبع........






من مواضيعي في المنتدى
»» المصحف المرتل للقارئ محمد عبدالكريم - 1427 mp3-
»» الأحواز عربية وإن طال ليل اغتصابها
»» النكتة السورية
»» هداية الصوفية / كتب ورسائل
»» شيعة إيران في طريق الانقراض / صباح الموسوي