عرض مشاركة واحدة
قديم 14-10-11, 07:39 PM   رقم المشاركة : 2
أبو العلا
مشرف سابق








أبو العلا غير متصل

أبو العلا is on a distinguished road




التصوف الكويتي ... فردي للرجال وطرقي للنساء:


وإذا كان التصوف الكويتي من الناحية التقليدية يطغى عليه الطابع الفردي

على حساب الطابع الطرقي،

فإن ذلك الأمر قد شهد على الجانب النسوي تغيرًا نوعيًّا

نقل التصوف من الحضور الفردي إلى الحضور المؤسسي الطرقي،

وذلك على يد من يطلق عليهن في الكويت "بنات البيادر

نسبة إلى "جمعية بيادر السلام النسائية"

التي أنشأتها الفلسطينية أمينة جبريل لتكون الفرع الكويتي للقبيسيات،

وهي جماعة صوفية نسائية تنتشر بشكل خاص

في كل من سوريا ولبنان والأردن وفلسطين والكويت،

وتنسب إلى امرأة سورية غريبة الأطوار تدعى منيرة القبيسي،

لها تصورات ضالة ومعتقدات بدعية تخالف نصوص الشريعة الإسلامية وصحيح الدين[9].


وقد تأسست "جمعية بيادر السلام النسائية" سنة 1981م،

وتشرف حاليًا على عدد من المؤسسات التربوية الكويتية

مثل مدرسة القطوف الخاصة، وحضانة السلام، وحضانة دار الفرح،

ومركز دار النعيم لتحفيظ القرآن الكريم، ومركز إشراق للفتيات[10]،


وقد جاء إنشاء هذه الجمعية نتيجة جهود كبيرة

بذلها يوسف سيد هاشم الرفاعي وزير الدولة الأسبق لشئون مجلس الوزراء

ورأس الصوفية الكويتية،

بعدما فشل في دعوة الرجال على مستوى الساحة الكويتية،

فلجأ بذكاء إلى الجنس النسائي مستغلًا عاطفتهن وقلة علمهن،

ليكن رأس الحربة للفكر الصوفي الكويتي

لمجابهة الحركات السلفية الناشطة ذات الحضور السياسي الفاعل في الكويت.


ونظرًا لارتباط البيادر الكويتية بالقبيسيات السورية،

فإنه يمكن اعتبار الصوفية في الكويت سورية المنبع،

ويوجد للمتصوفة حضور فردي في بعض المؤسسات التعليمية والحكومية؛

مثل كلية الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة الكويت، ووزارة الأوقاف الكويتية،

لكن رموز المتصوفة في تلك المؤسسات لا يعلنون عن أنفسهم وتوجهاتهم

خشية استهدافهم من جانب التيار السلفي ذي الحضور القوي في الكويت،

ومن ثم خشية الإنكار عليهم من عموم المجتمع الكويتي.


ومن أبرز هؤلاء الرموز المحسوبين على الفكر الصوفي في الكويت؛

الدكتور محمد عبد الغفار الشريف الأمين العام للأمانة العامة للأوقاف

وعميد كلية الشريعة سابقًا،

والدكتور يوسف الشراح الأستاذ بكلية الشريعة،

والشيخ حمد سنان، والدكتور عبد الله المعتوق وزير الأوقاف السابق[11].



وبعد هذا العرض لخريطة وسمات التصوف الخليجي

على امتداد الرقعة الجغرافية للجزيرة العربية،

يمكن القول إن المدارس الصوفية في دول الخليج العربية

ليس لها ارتباطات تنظيمية رسمية ببعضها البعض،

بمعنى أنه ليس ثمة شبكة –أو شبكات مؤسسية- من العلاقات البينية

تجمع بين متصوفة الخليج فيما بينهم،

تقويةً لمركزهم الاجتماعي والسياسي في دولهم،

بل إن العكس هو الصحيح؛

إذ تسعى جل الطرق والرموز الصوفية في دول الخليج العربية

إلى الظهور بمظهر وطني خالص،

يهدف على المستوى الفردي إلى بناء المواطن الصالح،

وعلى المستوى الجماعي إلى تدشين منظمات اجتماعية وطنية

تعمل لصالح الدولة والمجتمع بشكل رئيس[12].


بيد أن وجود تأثير لمدارس وأقطاب التصوف في الدول العربية

على متصوفة الخليج أمر لا يخفى،

وإن كان ذلك يتم بشكل فردي لا تؤطره بنى تنظيمية،

ومن ذلك وجود تأثير لافت للتصوف السوري والأردني

على بعض الطرق الصوفية الخليجية

مثل نموذج جمعية بيادر السلام سالف البيان بالكويت[13]،


ومن ذلك أيضًا وجود تأثير للطرق الصوفية السودانية

ذات النفوذ القبلي والمجتمعي في السودان

على واقع التصوف في بعض دول الخليج عبر البوابة اليمنية[14]،


وكذلك وجود نفوذ صوفي يمني في بعض دول الخليج لاسيما في الإمارات

متمثلاً في الداعية الصوفي المشهور علي الجفري

والذي يحظى بحضور إعلامي

في عدد من البرامج التليفزيونية بفضائيات دبي وأبوظبي[15].









من مواضيعي في المنتدى
»» التفسير الميسر بين يديك
»» بُرْدَةُ اَلتَّوْحِيْد
»» تفاءلوا بالخير تجدوه
»» وداعاً بوش للشيخ عائض القرني
»» بوش غير المأسوف عليه