عرض مشاركة واحدة
قديم 14-10-11, 07:38 PM   رقم المشاركة : 1
أبو العلا
مشرف سابق








أبو العلا غير متصل

أبو العلا is on a distinguished road


Arrow التصوف الخليجي ... الخصائص والسمات وخريطة الانتشار


التصوف الخليجي ...

الخصائص والسمات وخريطة الانتشار





مصطفى شفيق علام*


الثلاثاء 4 أكتوبر 2011




قد يكون من غير المعتاد الحديث عن التصوف والصوفية في منطقة الخليج العربي،

حيث ينظر إلى تلك المنطقة من قلب العالم الإسلامي

بأنها معقل الفكر السلفي التقليدي بصبغته الوهابية،

منذ منتصف القرن التاسع عشر الميلادي

وحتى قيام ما يعرف بالإمارة السعودية الثالثة عام 1932م،

وذلك عندما تم توحيد مناطق نجد والحجاز وتهامة وعسير

تحت حكم ملكي واحد لأول مرة مكونة المملكة العربية السعودية،

ليصبح المذهب الحنبلي ـ وهو مذهب الإمام محمد بن عبد الوهاب ـ

هو المذهب الرسمي للمملكة الوليدة،

وتصبح بذلك المملكة العربية السعودية وجاراتها من الدول الخليجية الأصغر

هي حاملة لواء الفكر السلفي بصبغته الوهابية في العالم الإسلامي.


الوجه السلفي التقليدي المحافظ لدول الخليج العربية

لا يعني بالضرورة نقاء هذه الصورة،

فحينما يغوص الباحث المدقق في مكونات وأطر

البنية الاجتماعية والثقافية للحالة الدينية في الخليج؛ يجد طيفًا واسعًا ـ

وإن لم يكن كبيرًا من الناحية العددية ـ

من الحضور الصوفي في مناطق عدة من الدول الخليجية،

وما بين التصوف الفردي والتصوف الطرقي

تتجذر المسألة الصوفية في النسيج الاجتماعي الخليجي،

على الرغم من تدثره بثوبه السني السلفي المحافظ الذي يبدو للعيان.





التصوف السعودي ... والنزوع نحو الفردية:


وتعد منطقتا الحجاز غربًا والأحساء شرقًا

الموطن التقليدي للوجود الصوفي في المملكة العربية السعودية،

ويمكن القول إن التصوف بصبغته السعودية

يختلف عن غيره من مدارس التصوف في الأقطار الإسلامية الأخرى

نظرًا لطبيعة النظام الحاكم في المملكة وصبغته الدينية السلفية،

ومن ثم فتتسم الصوفية السعودية بالنزعة الفردية،

لاسيما بعد وفاة أحد أبرز شيوخها وهو محمد علوي المالكي عام 2004م[1]،

وذلك بعد عقود من التصعيد الذي قادته المؤسسة الدينية الرسمية في المملكة

ضد المالكي ممثلة في هيئة كبار العلماء

إبان رئاسة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله،


والذي اتهم المالكي بنشر البدع والخرافات،

والدعوة إلى الضلال والوثنية

عبر قيادته لدعوة باطنية منحرفة عن صراط الشريعة المستقيم[2].



والمراقب للموقف السعودي من التصوف

يجد نوعًا من التغاضي والتسامح عن صبغته الفردية،

وتصدي وعدم قبول إذا ما أراد بعض من متصوفة المملكة

أن ينحو بمسلكهم تجاه الصبغة الطرقية ذات الشكل التنظيمي

الذي يقوم على مريدين وأتباع وشيوخ طريقة،

ومن ثم فقد عمدت سلطات المملكة إلى إغلاق مسجدي

عمر بن الخطاب وسلمان الفارسي رضي الله عنهما بالمدينة المنورة،

وهما من المساجد السبعة في الجهة الغربية من جبل سلع التاريخي بالمدينة،

بدعوى الترميم وفقًا للتصريحات الرسمية[3]،

وإن كانت بعض التحليلات تشير إلى كون المسجدين

قد شهدا محاولات بعض المتصوفة في المملكة

لاتخاذهما منطلقًا لبعض المظاهر القبورية الشركية.




صوفية البحرين ... بين القادرية والنقشبندية:



وعلى العكس من الصبغة الفردية للتصوف السعودي،

تتسم الصوفية البحرينية بالصبغة التنظيمية الطرقية،

حيث ينضوي متصوفة البحرين تحت لواء مجموعتين كبيرتين رئيستين؛

الأولى: مجموعة الشيخ ناجي العربي الأستاذ الباحث في الجامعة البحرينية،

والذي ينتمي إلى الطريقة القادرية نسبة إلى الشيخ عبد القادر الجيلاني

المولود في 470 هجريًّا،


والثانية: مجموعة الشيخ راشد إبراهيم المريخي شيخ الطريقة النقشبندية،

ورئيس جمعية الإمام مالك بن أنس،

والذي يعد امتدادًا لسلفه الشيخ محمد بن علي الحجازي

شيخ الطريقة النقشبندية في البحرين والمتوفى في يوليو من العام 1996م[4].


ويتركز الوجود الصوفي في البحرين في مناطق الرفاع والمحرق والحد،

ويقدر عددهم بنحو بضعة آلاف وفقًا لتقديرات الشيخ المريخي النقشبندي،

ونظرًا للطبيعة الديمجرافية لمملكة البحرين من حيث الوجود الشيعي الكبير في التركيبة السكانية،

يرى متصوفة البحرين أنفسهم وسطًا بين طرفين،

بين السلفيين والإخوان وغيرهما من الحركات الإسلامية السنية من جهة،

والتنظيمات الشيعية الأهلية والسياسية في المملكة الخليجية الصغيرة من جهة أخرى[5]،


وإن كانت السلطات الحاكمة في البحرين لا تعتبرهم كذلك،

بل إنها تضيق الخناق عليهم خشية استخدامهم

من قبل التنظيمات الشيعية الفاعلة في المشهد السياسي البحريني،

وقد منعت وزارة الأوقاف البحرينية الشيخ المريخي نفسه من الخطابة

في المساجد منذ العام 1988م،

كما منعته السلطات البحرينية كذلك من الترشح للمجلس النيابي عام 2006م[6].


هذا وترتبط الطرق الصوفية في البحرين بقريناتها في دول الخليج بشكل خاص

والدول العربية الأخرى بشكل عام،

حيث يتنقل المريدون من متصوفة البحرين بين هذه الدول

لأخذ العلم على أيدي مشايخ الصوفية في السعودية والشام ومصر والمغرب العربي[7].




عُمان والإمارات ... الجذور المشتركة للتصوف:


وتشترك كل من سلطنة عمان ودولة الإمارات العربية في جذور التصوف في كل منهما،

والتي تعود إلى ما يقارب الثلاثمائة سنة،

متأثرة بالمتصوفة الحضارمة الذين وفدوا من منطقة تريم إلى ساحل عمان

(الإمارات العربية حاليًا)

يحملون الطريقة العلوية الحدادية،

وفي أواخر القرن التاسع عشر الميلادي ظهرت الطريقة القادرية

في منطقة دبي على يد الصوفي المسمى بالسيد محمد عمر الأفغاني[8].


ويمكن القول إن الطريقة الحدادية لم تعد موجودة بشكل مؤسسي في ساحل عمان،

حيث انتقل لواء التصوف في تلك المنطقة من ساحل الخليج العربي وخليج عمان

إلى الشيخ عبد الرحيم بن الشيخ عبد الله المريد،

من مواليد دبي عام 1902م،

والذي يعد من كبار رواد التصوف في الخليج،

ويقال إنه من نسل الصحابي الجليل جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه.


وقد تلقى متصوفة الإمارات وعمان ضربة قاسية بوفاة الشيخ المريد عام 2007م،

حيث استطاع المريد إحداث نقلة نوعية

في البنية الاجتماعية الانعزالية التقليدية للمتصوفة

نحو مزيد من الانفتاح والمشاركة المجتمعية،

ومن ثم فلا غرو أن تتراجع شبكة العلاقات الاجتماعية الصوفية في الإمارات

وتصاب بحالة من الركود بعد وفاة قطبها الأكبر عبد الرحيم المريد.






من مواضيعي في المنتدى
»» في حق الله تعالى، هل يصح العشق؟ / الشيخ عبد الرحمن بن ناصر البراك
»» فتوى في زيارة القبور والاستنجاد بالمقبور / لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله
»» فضائح الصوفية / للشيخ عبد الرحمن عبد الخالق
»» اللوبي الإيراني في الإعلام العربي
»» الثقافة الصفوية الشعوبية