عرض مشاركة واحدة
قديم 05-03-07, 10:35 AM   رقم المشاركة : 2
ناصر123
عضو ماسي





ناصر123 غير متصل

ناصر123 is on a distinguished road


الشيعة وأهل البيت

بسم الله الرحمن الرحيم
"و قل جاء الحق و زهق الباطل إن الباطل كان زهوقا"

"بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه"

الحمدلله الذي شيد هذا الدين, و الصلاة و السلام على إمام المرسلين, و على عتـرته الطاهرين , و على صحبه الأراكين, و على تابعيهم بإحسان إلى يوم الدين. السلام على من إتبع الهدى.. و بعد,

فإنا قد أردنا تجنب الإصتدام بالرافضة تجنبا للفتنة , وكفاية لشر الإختلاف, إذ أن الأمة فيها ما فيها. و لكن ما دام الأمر قد وصل إلى استغلال الحوارات للطعن في أئمة الإسلام , و لترويج بدعة الرافضة و أباطيلهم. أقول: أنّا تجنبنا الخوض معهم لما رأيناه من قبح العبارات التي يتبادلونها مع نظرائهم من النواصب و المجسمة, ولكن لا بد من إظهار الحق إذا نطق صوت الباطل في زمان علا فيه صوته. و إنّا و إن كنّا نكره إدارة مثل هذا الحوار على مثل هذه الساحات تجنبا لتشتيت الأمة فوق الشتات الذي قد حل بها. و لكن حديث الرافضي عن الأئمة أوجب علينا تبيين ما يأتي:

أولا: بطلان مزاعم الرافضة حول إتباعهم لأهل البيت.
ثانيا: تبيين قبح ما ذهبوا إليه في نهجهم.
ثالثا: بيان مسلك أهل السنة في إتباع أئمة الهدى.

و ذلك في سلسلة نسأل الله الإعانة على إتمامها. فنقول و بالله التوفيق:


المقصد الأول: بطلان مزاعم الرافضة حول إتباعهم لأهل البيت:

إن الرافضة يزعمون أنهم أتباع لأهل البيت و ينتسبون زورا و بهتانا إليهم وذلك يتضح فيما يأتي :

أولا: أن جميع مرويّاتهم منقطعة الإتصال بسلاسل العتـرة, حيث لم يروي عن الإمام الثاني عشر محمد المهدي ابن الحسن العسكري و هو خاتمة الأئمة بزعمهم, لم يروي عنه رجل واحد من العتـرة!! فجميع الذين يروون عنه من غيـر العتـرة . و وجه الاستغراب ليس في وجود رواة من غير العتـرة, و لكن حيث أن المذهب كما يدّعون هو مذهب العتـرة, فكيف لم يوجد حتى راو واحد من العتـرة عن هذا الإمام؟؟ هل عدمت الثقة في معاصري هذا الإمام من أهل البيت ؟؟ أم انعدمت الكفاءة في الرواية ؟؟ أم عقمت نساء أهل البيت عن ولادة أهل صدق الحرص في الرواية عن أبناء عمومتهم؟؟ كيف و هم الذين قيل فيهم : فهم الكثير الطيب المدعو لهم من جدهم حين الزفاف ألا تعي و لكن المفتـرين كذبا على الإمام محمد المهدي ابن الإمام حسن العسكري , ممن ادعوا الأخذ عنه في غيبته الصغرى يعلمون حق العلم أن سفن النجاة من أهل البيت لن يشاركونهم الكذب على الأئمة. أما نحن أهل السنة, بالرغم من الحرب التي كان يعانيها أهل الحق من قبل الحكام الظلمة, و بالرغم من أن مرويّاتنا كانت معلنة و لم تكن سرية تحاك في ظلمة الإخفاء , فإن لدينا من السلاسل الذهبية ما يروي فيها عدد من المعاصرون من أهل البيت, حسنيون و حسينيون , أحاديث صحاحا بسلاسل ذهبية , كل من فيها هم من العتـرة المطهرة لم يدخل فيهم سواهم. بل لا يزال فينا من الكثيـر الطيب من ذرية المصطفى من يتـرجم له بأنه تأدب بأبيه, و كذلك تأدب أبوه بأبيه, وهكذا دواليك كل واحد منهم يقول أدبني أبي إلى الكرّار أمير المؤمنين علي بن أبي طالب, الذي تأدب بابن عمه سيد المرسلين القائل "أدبني ربي فأحسن تأديبي" على شرط أن يكون جميع من في السلسلة معلومة أخبارهم , مثبتة تراجمهم. ْْ

ْو إني هنا أطلب من الرافضة أن يسردوا لنا سلسلة واحدة من معاصريهم المنتسبين إلى العتـرة متصلة نهايتها إلى الحبيب صلى الله عليه و سلم , كل من فيها من العتـرة.

ثانيا: أن الذين يدّعون الرواية عن أئمة الهدى من أهل البيت في العصور المتقدمة , عند الرجوع إلى تراجمهم و سيـرهم , نجد أن كثيـرا من الغموض يكتنفهم مع شدة من التناقض في ترجمتهم و الإخبار عنهم في كتب الرجال المعتمدة لدى الرافضة. و ليس هذا في المتأخرين منهم , كما هو الحال في سائر كتب الرجال عندهم, و عند كثيـر من الفرق بما فيهم أهل السنة , فإن الإختلاف في تعديل أو جرح الرجال أمر معمول به لدى الجميع, لكن لا يمكن فيمن يروي عن معصوم كما يدعون. حيث أن جميع من يروون عن المعصوم صلى الله عليه و سلم عندنا , هم عدول ثقات , اعتمد أهل السنة روايتهم.

ثالثا: افتقارهم إلى كتاب صحيح واحد يروونه عن الحبيب صلى الله عليه و سلم , و عتـرته المطهرة و هنا يفرض سؤال نفسه: كيف يدعي قوم المحافظة على منهج تلقوه عبر اثني عشرة جيل من أئمة المعصومين , ثم يعجزون عن إثبات كتاب صحيح واحد يروونه عنهم؟؟ أليس هذا يثبت نقلا و عقلا بجميع المقايييس قبح هذا الكذب على أهل البيت؟؟؟ و لا تقل لي أن كتاب الكافي كتاب صحيح عن أهل البيت بزعم أن الإمام الثاني عشر يقول أن "ما في الكافي لشيعتنا كافي" فإن هذه الكلمة أثبت بطلانها علماؤكم قبل غيـرهم حيث ذكروا أن الكافي مليء بالأحاديث الموضوعة على النبي و أهل البيت. و لعلك إذا أردت الإنصاف تقر هذا الأمر إذا وقفت على رواية في الكافي التي يزعم رواتها عن الإمام جعفر الصادق رضي الله عنه بأنه عندماسئل عن زواج أم كلثوم من عمر بن الخطاب رضي الله عنه, فأجاب -و حاشاه من ذلك- بقوله "ذاك فرج غصبناه" !!! لا أدري أي مؤمن يدعي محبة أهل البيت يستطيع أن ينسب مثل هذه القولة إليهم. و لولا خوف الإطالة لسردنا للقاريء شنائع مما ينسبه الروافض لأهل العترة في أمهات كتبهم, و نعود الآن إلى ما كنا بصدده فنقول: كيف تصح نسبة نهجكم إلى أهل البيت و لا يوجد لديكم كتاب واحد ترتضونه في صحة الرواية عنهم و عن من وثّقوه؟؟ و حتى تكون منصفا و صادقا فلا تعتذر بأن الظروف التي مر بها المسلمون, و خصوصا أصحاب العتـرة كانت من الشدة بحيث يتعذر معها ضبط و تدوين كتاب صحيح.. فإن هذا لا يصلح عذرا إلا لمن كان أمره ظاهرا لا خفاء فيه. أما من كان تلقيه يقوم على التكتم و الإخفاء فما الذي يمنعه من ضبط أموره ما دامت محفوظة في أمن الإخفاء ؟ و أيضا يقال كيف يكون المنهج الحق الذي حفظه الله على الأمة عاجزا عن تدوين كتاب صحيح يوثق به في الرواية عن الأئمة؟ و كيف يتـرك الأمر لاجتهادات في كل عصر تتغيـر بل و ينقض بعضها البعض. و من الغريب أنكم تدلسون على الناس في أخذكم بهذه التناقضات و التحريفات التي تتوالى في كل زمن بحجة أن في ذلك مسايرة للعصر و تغيـره و تجدد الأمور و الأحوال فيه. و هذا باطل من وجهين :

الوجه الأول:
أن هناك متغيـرات في العصر تتعلق باكتشافات و اختراعات , بوسائل و أوضاع تتطور بتطور الزمن و هذه لم يغلق أحد باب الإجتهاد دونها, إلا أن الذي نعنيه هنا أن هناك ثوابت و أحكام في الدين لا تتغيـر بتغيـر العصور لعدم تعلقها بالمتغيـرات, و لكن حاجتكم إلى من يجتهد فيها بتجدد العصور يعود إلى أن القواعد التي بنيت عليها لم تكن ثابتة صحيحة اتصالاتها بالحق الذي لا يتبدل و الذي جرى على لسان المعصوم الذي لا ينطق عن الهوى, و لذلك كلما تجدد زمان يظهر عجزها عن مناسبة الزمان الذي تجدد. لأنها باطل لا يستند إلى الدين الذي يصلح لكل زمان و مكان. و شأنها في ذلك شأن المناهج الباطلة التي يحتاج أصحابها إلى تغييـرها في كل زمان حتى تساير حاجات أتباعه. فليس الاعجاز في منهج يكمن في كونه يسمح لأتباعه بأن يبدلوه و يغيـروه في كل زمان بما يناسب الزمان, و إلا لكان النصارى هم أهل الحق لأنهم من المرونة بمكان بحيث لايزال مجتهدوهم إلى هذا الزمان يغيـرون في أحكامهم و قواعدهم ليجاروا متطلبات الزمان ساترين بذلك بطلان ما اعتمدوا عليه من أحكام و قواعد. و لكن الاعجاز الذي يدل على صحة الاستنباط للثوابت و الأحكام التي لا تتعلق بالمتغيـرات المادية في العصر, أنها مهما توالت الأزمان لا تزداد إلا ثبوتا و صحة تبين ملاءمتها للزمن.

الوجه الثاني :
أن منهجا يتلقى على مدى اثني عشر جيلا من المعصومين كما تدّعون, كيف يتأتى أن يتبدل بل و إلى حد التناقض و التعارض؟ فإن منهجا يلقي أسسه معصوم واحد , و يجتهد في قواعده أئمة متعددون , يقبل أن يختلف هؤلاء في الفروع و كلهم على الحق و ذلك لأمرين: الأول: أن معصوما واحدا يلقي منهجا متكامل في 23 سنةمن المعقول أن يكون ما يلقيه أسسا يبنى عليها. الثاني : أن من يبني على هذه الأسس ممن لم يدعي و لم يدعي أحد له العصمة, يمكن أن يحصل بينهم اختلاف في فروع و يجمع بينهم فيها نسق واحد, يثبت توالي الأزمان و تغيـر المتطلبات عظمة ابداعها و تناسقها و تغطيتها لحاجة أمة هي خير أمة أخرجت للناس. و لكن الغريب الذي لا يقبله عاقل منصف أن يعجز اثنا عشر اماما توالوا على مدى القرون, يدّعي من ينسب إليهم عصمتهم, عن وضع منهج متكامل يجمع بين شيعتهم على قلب واحد. هذا و إن ساحة هؤلاء الأئمة منزهة عما ينسب إليهم .

رابعا : شدة التناقضات التي بينا أسبابها في الفقرة الماضية لم تكن بين المجتهدين من مراجع الرافضة فحسب, بل و يا للهول , فقد وصلت إلى حد تناقض ما صح عندهم من مرويّاتهم عن الأئمة الاثني عشر !! بل و الأعظم من ذلك أنها في شؤون أصول المعتقدات!!! بل والأعجب من ذلك أن التناقض يكون بين نصين صحيحين بزعمهم عن إمام واحد في شؤون الإعتقاد والتي لم تختلف فيها شرائع الأنبياء عبـر الأزمان مع اختلاف أديانهم!!! و هذا محال أن يصح صدوره عن عامة أئمة الهدى من أهل البيت, فضلا عن صدوره عن من ينسبون إليهم العصمة!! فهل يقبل عاقل أن يتناقض معصومون في أصول اعتقادهم؟؟ بل أن يناقض معصوم نفسه في أصول اعتقاده؟؟ فمثلا يروي صاحب كتاب "فصل الخطاب في اثبات تحريف كلام رب الأرباب" , روايات يزعم صحتها عن الإمام جعفر الصادق-و حاشاه من ذلك- يريد اثبات أن آيات بل و سور حذقت من القرآن كسورة "الولاية" , وآية " وجعلنا عليا صهرك" بعد "ألم نشرح لك صدرك". و قبل أن يدفع الغضب و الحمية من سيجيب على هذا المقال من الرافضة , إلى الاستشهاد بمرويات أهل السنة عن أفراد من الصحابة الإختلاف في النسخ أو في عدمه في حق بعض الآيات القرآنية لعدم وصول خبـر النسخ اليهم في حين تلفظهم فيما روي عنهم, نقول إن احتجاجنا هنا واضح و جلي في النقاط التالية:

أ- أن هذا الكلام الذي يدعون نسبته إلى الإمام الصادق لم يكن في الجيل الأول المتلقي عن مصدر السنة. فأين هذا الكلام أيام الإمام علي و ابنيه الحسن و الحسين؟ أم أنكم تعتقدون أنهم جبنوا و استخدموا التقية فسكتوا عن أعظم جريمة في الوجود و هي تحريف كلام الله الذي تعهد الله بحفظه و الذي أراده الله أن يكون دستور الوجود و مرجع الدين الذي أخرجه للناس كافة.

ب - أن الأغرب من ذلك , والذي يجعل كل منصف يستقبح هذا النص و يتيقن من بطلانه, أن مسألة حفظ القرآن و تحريفه وهي من أصول العقيدة قد ثبت و صح عند أهل الجرح و التعديل عندكم تناقض بين أقوال الإمام جعفر الصادق فيها. فلو رجعتم إلى أقوال أهل الجرح والتعديل في ترجمتهم لصاحب كتاب فصل الخطاب المذكور لوجدتم أنهم مع تعديلهم و توثيقهم له يشيـرون إلى ما ذكرناه من اختلاف الروايات الصحيحة حسب قواعدهم الى الإمام جغفر الصادق. بل و يصل الأمر إلى حد أن كتب الإعتقاد عند الروافض تقر حصول اختلاف بينهم في اعتقاد تحريف القرآن.

ج - أن المرويات التي يذكرها أهل السنة عن الأفراد الذين ذكرناهم من الصحابة, لم تتجاوز عصرهم, بل حسمت في حياة الصحابة بما أجمع عليه السواد الأعظم منهم و من رؤوسهم في ذلك الإمام علي بن أبي طالب. ثم كتبوه و دونوه على هذا النحو من الإجماع, و لا تزال حتى الآن في المكتبات و المتاحف الاسلامية مصاحف مخطوطة بيد الامام علي بن أبي طالب , و مثلها بيد الخليفة عثمان بن عفان, و كلها على نسق واحد لم تختلف في آية واحدة من آيات القرآن. فلم ينتهي عصر الصحابة إلا و الأمة مجتمعة على مصحف واحد . و استمر ذلك في عصر التابعين و من بعدهم إلى ساعتنا هذه..
و الآن قولوا لي بالله عليكم - ان كنتم من أهل الإنصاف- أليس هذا مظهر الحق الجلي أم أن الحق عند أقوام استمر الخلاف بينهم حول كتاب الله الذي هو أساس الدين , جيلا بعد جيل , حتى انتهى اثناعشر إماما على التوالي جيلا بعد جيل يدّعون عصمتهم و انحصار إمامة أهل البيت فيهم, و لم تحسم مثل هذه القضية الأساسية في الدين بل تناقضت الأقوال المنسوبة الى الواحد منهم في هذا الامر. ثم استمر هذا الخلاف الى عصرنا هذا , حتى نقل أواخرهم الاختلاف في هذا الشأن.

أين هذه النظرة الباطلة لحقيقة الإتصال بالأئمة و الرواية عنهم مما يرويه أهل السنة في كتب التـراجم و السيـر عن هؤلاء و غيـرهم من أهل البيت , عليهم مع جدهم أفضل الصلاة و السلام, من تقوى وورع و حسن هدي و سيرة تجعل الواقف عليها يمتليء اجلالا و محبة لأهل البيت. و لعل هذا القدر من التبين للمقصد الأول فيه الكفاية للمتأمل الواعي على وصف الصدق في طلب الحق.

ولولا خوف الإطالة لسردنا المزيد من النقاط حول هذا المقصد فهي كثيـرة و متشعبة. و لكن نكتفي بهذا القدر الذي يفي ببيان الحق لطالبه . و الله الموفق و المعين.

و كم كنا نود ألا نفتح مثل هذا الباب على الأمة , و لكن الإخوان - أصلحهم الله- اصروا أن يشعلوها فتنة فأبينا.
انتهى المقصد الأول و يليه المقصد الثاني بعون الله تعالى. و آخر دعوانا أن الحمدلله رب العالمين

المقصد الثاني، تبيين قبح ما ذهبوا إليه في نهجهم:-



إن المتأمل لنهج الرافضة بنظرة شمولية تتسم بالخروج عن الانحصار على تفاصيل النقاط التي يخوضون فيها، يخرج بتصور قبيح و باطل لما آل إليه هذا الدين العظيم الذي جعله الله خاتمة للأديان فهو الدين الذي أراده ليكون صالحا للعالم أجمع في كل زمان و مكان و جعل الرسول الكريم الذي جاء به هو خير الرسل و أفضلهم وأيده بكتاب جعله مهيمنا على ماقبله من الكتب ،وفضل أمته، فجعلها خير أمة أخرجت للناس.
ولكي يتضح هذا الأمر نعرض لك أيها المسلم حصيلة مايدل عليه ويتو صل اليه معتقد الرافضة في النقاط التالية:


أولا:فشل النبي صلى الله عليه وآله وسلم-وحاشاه من ذلك-في تبليغ الدين فقد انحرف المسار وهو لايزال في الحياة وما أن توفاه الله حتى أظهر أصحابه بل وأقربهم اليه وأشدهم التصاقا به ومرافقة له وقربا منه انحرافا عن هديه وتبديلا لدينه وبغضا لعترته. وتآمر معهم ووافقهم على ذلك السواد الأعظم من أصحابه فخانوا العهد وضيعوا الأمانة. فنتج عن ذلك أن فسد الدين الذي أراده الله أفضل الأديان في أول مراحله .
ولعمري أن رجلا يصحبه عشرات الآلاف من الرجال فينتج عن هذه الصحبة فشل ذريع وتضييع شنيع فلاشك أن العيب لاحق بالمربي الذي فشل في التربية و ليس في الذين اتصلوا به.
لأن مدرسة تضم ألفا من الطلاب أو عشرة آلاف، ثم لا ينجح منها إلا سبعة أو ستة من الطلاب فلا شك أن العيب في المدرسة لا في الطلاب. فكيف إذا كان الطلاب عشرات الألوف، لم ينجح منهم سوى ستة أو سبعة من الطلبة.

ثانيا: أن الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه و هو ابن عم النبي و زوج ابنته و الذي تولى صلى الله عليه و آله و سلم تربيته، كان -حاشاه من ذلك- جبانا ضعيف الشخصية، عاجزا، تؤخذ الخلافة منه و ينحرف الدين أمام عينيه و هو ساكت ينظر، بل و تضرب زوجته حتى يكسر ضلعها و هي ابنة النبي صلى الله عليه و آله و سلم و هو مع ذلك عاجز عن الدفاع عنها، لائذ بالتقية خوفا من الأعداء. و هو أمر لا يرضى به من كانت فيه أدنى ذرة من رجولة، كيف و هو الإمام علي الكرار قاتل عمرو بن ود و الذي شق مرحبا نصفين، و الذي بات في فراش رسول الله صلى الله عليه و سلم ليلة الهجرة. هل يعقل أن يكون بهذه الشخصية الهزيلة.

ثالثا: تحول السيدة فاطمة الزهراء، بضعة المصطفى صلى الله عليه و آله و سلم، و أم أبيها، إلى لاهثة خلف الدنيا تشتم و تلعن و تسب و تغاضب و تقاطع، و من هؤلاء الذين تواجههم بهذه الأمور؟؟، أقرب الناس إلى أبيها!!!.. كل ذلك من أجل الدنيا!!!. كيف و هي التي رباها أبوها على احتقار الدنيا و لم يرض أن يرى بيدها سلسلة من الذهب.

رابعا: يتحول سبط رسول الله (صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم) و هو الامام الحسن الذي سماه المصطفى سيدا، إلى خائن يبيع الأمة، و يرمي بجهاد أبيه خلف ظهره فيسلم الزمام إلى رجل كافر فاسق ليحكم الأمة و يتصرف فيها كيف يشاء.

خامسا: يأتي خامس أهل الكسى و هو الإمام الحسين فيناقض فعل الحسن و يخرج في نفر قليل إلى قوم يعلم أنهم سيخذلونه، كما خذلوا أباه و أخاه من قبله. و في هذا تناقض بينه و بين أخيه الحسن لا يحتمل الاتفاق مع نظرة الروافض فيما جرى.

سادسا: أن القرآن الذي تكفل الله بحفظه صار مشكوكا في صحته، تتأرجح الأجيال على مدى القرون ، فلا تصل إلى إجماع بين أهل هذا المنهج على توثيقه.

سابعا: سنة النبي صلى الله عليه و سلم التي هي ترجمان القرآن و المبينة لتفاصيل مجمله، تضيع أدراج الرياح بسبب خيانة الصحابة - حاشاهم من ذلك- لرسول الله صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم، و اتباعهم لأهوائهم إيثارا لها على الحق.

ثامنا: أهل البيت الذين هم عترة المصطفى و أمان الأرض و سفن النجا، انحصرت امامتهم في اثني عشرة امام و عقمت نساء أهل البيت عن انجاب سواهم و صار من عداهم من العترة، معتدين مغتصبين للحق، لأنهم خرجوا لتصحيح نهج الأمة مطالبين بإزالة سلطان الظلم، و ليس هذا من حقهم لأنهم لا يعدون أئمة في نظر الروافض. كمثل الإمام زيد بن الإمام علي زين العابدين بن الحسين، الذي خرج في أربعين ألفا ممن يدّعون التشيع لأهل البيت على هشام بن عبدالملك الظالم وعندما قرب وقت المواجهة نكص هؤلاء الذين يدعون التشيع لأهل البيت ورفضوا القتال وخذلوه كما خذل أسلافهم جده الإمام الحسين، و لذلك سماهم الإمام زيد بالروافض بعد أن رفضوا القتال معه و خانوا بيعته، فلم يثبت معه منهم سوى عدد قليل في أحرج المواقف. حتى قتل شهيدا ونبش قبره وقطعت رأسه وعلق جسده على مزبلة من مزابل العراق وطيف برأسه في البلاد حتى دفن بمصر ثم تلاه ولده يحيى بن زيد والامام محمد بن عبدالله بن الحسن بن الحسن بن علي الذي لقبه النبي صلى الله عليه و سلم بالنفس الزكية عندما أخبر بقتله عند أحجار الزيت بالمدينة وأخوه ابراهيم الذي رأسه بمصر وأخوهم ادريس الذي مات مسموما بالمغرب من أرض البربر وغيرهم من أئمة الهدى من العترة كل هؤلاء ليسوا بأئمة.
ولا من نشروا الاسلام في أنحاء المعمورة من السادة آل باعلوي ذرية الامام علي العريضي ابن الامام جعفر الصادق الذين يدين نصف العلم الاسلامي لهم بالفضل في دخول الاسلام بالحكمة والموعظة الحسنة دون طلب لشهرة ومنزلة في قلوب الخلق، ولانجوم الاهتداء وجبال العترة الرواسي من أهل العلم والولاية والدعوة والجهاد في سبيل الله

مثل الامام الجيلاني والامام الرفاعي والامام الشاذلي والامام الدسوقي و الامام أحمد البدوي والامام الحداد وغيرهم من أئمة الهدى من العترة ليسوا بشىء ،بل كل هؤلاء عندهم مخطؤن ضالون.

الحبيب الجفري

موقع فيصل نور