عرض مشاركة واحدة
قديم 09-11-09, 02:00 AM   رقم المشاركة : 4
أبو العلا
مشرف سابق








أبو العلا غير متصل

أبو العلا is on a distinguished road


مقدمة الشيخ صالح بن بخيت مولى الدويلة



إلا أن النقص دخل على أهل التصوف في هذا الباب


من جهات منها:




أولها:

مباهاتهم بها وادعاءاتهم فيها،



والأصل في أهل العلم والدين الخوف واحتقار النفس،

كما هو غالب على حال السلف الصالح رحمهم الله

كما قال عمر رضي الله عنه:


" والله لو أن لي طلاع الأرض ذهباً

لافتديت به من عذاب الله عز وجل قبل أن أراه "

[رواه البخاري في صحيحه رقم 3692]



أما هؤلاء فلا تكاد تصدق أن المتكلم بها من أهل الإسلام والاستسلام،


والإجلال والاحترام لله رب العالمين،



وتأمل:



عن أبي يزيد البسطامي قال:


وددت أن قد قامت القيامة حتى أنصب خيمتي على جهنم.



فسأله رجل ولم ذاك يا أبا يزيد ؟



قال:

إني أعلم أن جهنم إذا رأتني تخمد

فأكون رحمة للخلق.


[ذكره ابن الجوزي في تلبيس إبليس،
انظر المنتقى النفيس ص 457]




ثانيها:

لعبهم وعبثهم فيها،



حتى عادت في كثير من الأحيان خاضعة للتشهي والتذوق،


وكأن أحدهم في مطعم أو نُزُل يطلب ما يشاء مستخدماً لا مستجدياً،


قال النوري:


كنت بالرقة فجاءني المريدون الذين كانوا بها وقالوا:


نخرج نصطاد السمك،


فقالوا:


يا أبا الحسين هات من عبادتك واجتهادك

وما أنت عليه من الاجتهاد سمكة

يكون فيها ثلاثة أرطال لا تزيد ولا تنقص.



فقلت لمولاي:


إن لم تخرج إليَّ الساعة سمكة فيها ما قد ذكروا

لأرمِيَنَّ بنفسي في الفرات،



فخرجت سمكة فوزنتها

فإذا فيها ثلاثة أرطال لا زيادة ولا نقصان.


[المصدر السابق ص 466]





وإنما دخل عليهم هذا من جهة جهلهم بالحكمة من الكرامات


[أو نفيهم لها كما هي عقيدة الأشاعرة] ،



وأن المقصود بها إنما هو نصرة الدين وإقامة السنة


وتأييد ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم،



لا العبث والتشهي وفرد العضلات وتخويف العامة


وكسب الجاه وترويج السياحة الدينية....





ثالثها:

سرقة الكرامات،



ولك أن تطالع التراث الصوفي في عصور وأماكن مختلفة


لترى كيف تدور كراماتهم حول قضايا متشابهة


تختلف فيها الأسماء والأماكن وتتفق فيها الأحداث والوقائع،


فالحادثتان المتقدمتان تراهما


عند صوفية حضرموت أو السودان أو مصر أو المغرب...


أو عند الجميع.


[انظر أمثلة على ذلك في كتاب أولياء الله بين المفهوم الصوفي والمنهج السلفي

– للشيخ عبد الرحمن دمشقية ص 157]




رابعها:

انتحال الكرامات وتوهمها،



(فمن العباد من يرى ضوءاً أو نوراً في السماء،

فإذا كان في رمضان قال:


رأيت ليلة القدر،

وإن كان في غيره قال:

قد فُتحت لي أبواب السماء.



وقد يتفق له الشيء الذي يطلبه فيظن ذلك كرامة

وربما كان اختباراً، وربما كان من خِدَع إبليس،

والعاقل لا يساكن شيئاً من هذا ولو كان كرامة )

[ المنتقى النفيس ص 517]،



وكل هذا نِتاج العناية الزائدة التي أولاها هؤلاء الصوفية بالكرامات


فجعلوا غاية المريد منهم طلب الكرامة،


وكانت وما زالت عناية الصالحين بطلب الاستقامة لا بطلب الكرامة.




وقال ابن الجوزي رحمه الله:


" وقد لبّس إبليس على قوم من المتأخرين


فوضعوا حكايات في كرامات الأولياء ليشيدوا بزعمهم أمر القوم،


والحق لا يحتاج إلى تشييد بباطل


فكشف الله تعالى أمرهم بعلماء النقل. اهـ


[المنتقى النفيس ص 517]،




بل تمادوا في ذلك
فادّعوا ما لا يصلح إلا لله تعالى،

من معرفة الغيب

والاطلاع على اللوح المحفوظ
وقراءته سطراً سطراً،

وتسيير الكون والتصرف في أفلاكه،

أو
ارتكبوا المحرمات وجعلوها كرامات.




وقال ابن الجوزي رحمه الله أيضاً:


وعن عبد العزيز البغدادي قال:


كنت انظر في حكايات الصوفية فصعدت يوماً إلى السطح


فسمعت قائلاً يقول:

{وهو يتولى الصالحين}



فالتفت فلم أرى شيئاً،

فطرحت نفسي من السطح فوقفت في الهواء.



قلت:

هذا كذب محال، لا يشك فيه عاقل،



فلو قدّرنا صحته فإن طرح نفسِه من السطح حرام،


وظنه أن الله يتولى من فعَلَ المنهي عنه باطل،




فقد قال تعالى:

{ولا تُلقوا بأيديكم إلى التهلكة}



فكيف يكون صالحاً وهو يخالف ربه ؟

وعلى تقدير ذلك من أخبره أنه منهم ؟؟




وقد اندس في الصوفية أقوام تشبّهوا بهم

وشطحوا في الكرامات وادعائها

واظهروا للعوام مخاريق صادوا بها قلوبهم.


[المصدر السابق ص 527]


يتبع........






من مواضيعي في المنتدى
»» قبل يوم مجيد آخر لبيروت تأبيد وزارة الدفاع للسيد
»» شركة إسرائيلية وإيران توقعان صفقة تجارية بملايين الدولارت
»» قراءات في معركة فتيا اللحيدان
»» العرب وإيران حقائق الجغرافيا والتاريخ
»» اعتنقت الإسلام بعد 3 أشهر من قدومها إلى السعودية