عرض مشاركة واحدة
قديم 10-05-09, 10:58 PM   رقم المشاركة : 1
أبو العلا
مشرف سابق








أبو العلا غير متصل

أبو العلا is on a distinguished road


سعودي في قم: سافر لدراسة الفقه فوجد نفسه عضواً في جبهة تحرير البحرين

سعودي في قم:

سافر لدراسة الفقه فوجد نفسه عضواً في جبهة تحرير البحرين!


التاريخ: 14/5/1430


المختصر/


"رأيتني من حيث لا أعلم أنتسب إلى فصيل الجبهة الإسلامية لتحرير البحرين..

كيف؟ بماذا؟ أين؟ متى؟ لا أعلم"!.




صاحب هذه التساؤلات مواطن سعودي وثـّق خيبة شخصية تقاسمتها ثلاث دول بين عام 1404 و1414، هي: سوريا وإيران والهند، وتوثيق هذه الخيبة التي مُني بها جيل كامل فيما كان يُسمّى بـ "المعارضة السعودية" تمّ في كتاب أثار موجة انتقادات من قبل أعضاء التنظيمات الحركية السابقين للمؤلف عادل اللبـّاد الذي التقته "الوطن"، وناقشته في كتابه الصادر عن "دار الجمال" البيروتية.

مختصر حكاية الشاب اللباد, أنه سافر إلى إيران متخفياً؛ بهدف الانخراط في الدراسة الدينية، لكنه وجد نفسه وآخرين يُساقون إلى معسكر تدريب ليس له علاقة لا بالدراسة الدينية، ولا بالحوزة العلمية، ولا بشيء مما كان يفكـّر فيه وهو يغامر بالسفر مستخدماً جواز سفر مزوّراً.
الأكثر إيلاماً في حكايته, هو تخلّي رجال "الثورة الإيرانية" عنه ورفاقه عام 1986، في توقيت سياسي حرج، ثم طردهم من إيران بعد ذلك بعامين، ليدخلوا في حال تخبّط حركي وسياسي، واستمر ذلك حتى عام 1993، وهو العام نفسه الذي أنهى المعارضون معارضتهم وعادوا إلى البلاد ترتيباً على المصالحة الوطنية التي باركها خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز، رحمه الله.




خيبة جيل


الحكاية حكاية حماسة تفوق المعقول، حملها جيلٌ عريض لتكون جزءاً فاقعاً من خيبة موجعة، دُفعت فاتورتها سنواتٍ طويلة من الشباب في "بيع الوهم على الذات". إنها باختصار قصة طويلة زاوج فيها عادل اللبـّاد بين السيرة الذاتية والعمل الوثائقي لتصدر في وثيقة كاشفة عما فاض في 13 سنة من العمل الحركيّ، متوقفاً أمام وجع خاصّ، وتحديداً عند نكبة من عُرفوا بالمعارضين السعوديين على يد مزاج الثورة الإيرانية، وتقلّباته الداخلية السريعة والمتوحشة، ليكون المؤلف اللبّاد وقائمة طويلة من الشبّان "الرساليين" ضحية بلا قيمة.

اللباد يروي في ستة فصول على لسان شاب في السابعة عشرة "هاجر" إلى "الجمهورية الإسلامية" منتصف الثمانينيات. الكتاب أثار سُخطاً عارماً بين رفقاء الدرب الذين يعتبرون ما حدث بين 1980 و1993 تاريخاً لا بدّ من نسيانه. لكن المؤلف قال لـ "الوطن" إنه "تاريخ فعلاً، ولكن ليس علينا نسيانه،



إنها تجربة جيل باع الوهم على الذات".


عادل/ عارف


قرّر الفتى المراهق أن يتخلـّى عن الدراسة الحكومية، ويتجـه إلى مدينة قمّ في إيران، فكانت الفكرة هي أن يُسافر برفقة شقيق له إلى دمشق، ومن هناك يطير إلى "الجمهورية". الفكرة سهلة، لكن اكتشافه كان أسهل. وحين يتحدث اللباد عن التفاصيل؛ فإنه يوثـّق المرة الأولى التي ركب فيها طائرة، فبعد اكتشاف أمره في منفذ الحديثة، احتجز وشقيقه والسائق الذي أقلـّهما في سيارته بعد اكتشاف محاولتهما تهريب جواز سفر إلى شخص آخر مقيم في سوريا. ونـُقل الثلاثة إلى المنطقة الشرقية جواً.

تجربة السفر الفاشلة لم تثنهِ عن تكرار المحاولة. ويروي اللبـّاد في التفاصيل كيف منحه صديق له جواز سفره كي يزوره، باستبدال الصورة منه، ويُسافر إلى الكويت، ومنها إلى دمشق فطهران. كلّ ذلك في تفصيلات تشير إلى مستوى عالٍ من التنظيم الحركي الذي أغرى الكثير من الشباب ليتجهوا إلى إيران، ومنحهم أسماء حركية ينسون بعدها أسماءهم الحقيقية، ويتصرّفون على أساس جديد كلياً في نظام حياتهم. إنها مرحلة يصفها اللبّاد بـ "غسيل الدماغ".

ويعترف اللباد باسمه الحركي الذي اتخذه لنفسه، وبدلاً من "عادل" صار اسمه "عارف". ومع أن طالب العلوم الدينية لا يحتاج ـ في العادة ـ إلى اسم حركي؛ إلا أنه حاول الانسجام مع "التعليمات" الصارمة التي فـُرضت عليه وعلى غيره.

الذين يسافرون إلى العراق أو إيران لدراسة العلوم الدينية الشيعية لا يحتاجون إلى التخفـّي، إذ لا أحد يحاسبهم على التحصيل العلمي. لكن اللباد، ابن السابعة عشرة، لم يكن يُدرك ذلك. بل لم يسأل نفسه:

هل تحتاج الدراسة الحوزوية إلى كلّ هذه الاحتياطات الأمنية؟.




في أرض الثورة


خضع الشاب اللباد إلى الإملاءات، وحين وصل إلى طهران فرح بوصوله إلى "أرض الثورة" و"بر الأمان"، وظنّ أن الحافلة التي تقله من المطار ستسير نحو حوزة القائم مباشرة. يقول الكتاب "هدأ زفير المحرّك قليلاً أمام بوابة فيلا فارهة.. أخيراً وصلنا حوزة القائم الرسالية الباذخة ثورية ورفاهاً".
لم تكن حوزة ولا مدرسة، كانت قصراً فارهاً من زمن الشاه صادرته الثورة، وقد أطلق عليه اسم "منتظر"، وتمّ تسليمه إلى التنظيم الذي جاء باللبـّاد وعشراتٍ غيره، ليقيموا فيه ثلاثة أشهر ضمن برنامج تمهيدي لما سوف يكون مفاجئاً للبّاد الذي ظنّ أنه دخل حوزة علمية!.
في القصر الذي تحوّل بعد سنوات إلى مقهى "فرشته"، عاش اللباد ضمن فرق، وتمّ ضمه إلى "فرقة الفاتحين"، التي تزاملها فرق بأسماء مماثلة "المغاوير، الصامدين، المجاهدين، الصاعقة"، وكلّ هذه الفرق تقع تحت اسم واحد هو "دورة الرسول الأعظم".

وقد امتدّت الإقامة في القصر الفخم ثلاثة أشهر من التعبئة النفسية، لم يرَ فيها أحدٌ من المقيمين الشارع أو يسمع عن شيء خارج الأسوار. كانت التعبئة النفسية تستهدف "غسيل دماغ" لبناء الشخصية "الرسالية" التي تنطلق من مفهوم "الثورة" إلى مفاهيم اصطلاحية فضفاضة كثيرة. ويسخر الكاتب من أدبيات المرحلة التي كانت تروّج مصطلحات "التفرّغ في سبيل الله" على غرار "التفرغ للإبداع" أو التفرغ للعمل الفني أو التجاري. ويسوق اللبّاد قائمة من مصطلحات غسيل الدماغ ومسمّيات "الدراسة الدينية" و "تلبية نداء الله" و"العمل في سبيل الله"، ويؤكد "استطاعت الحركة جمع العشرات من الأنصار والمؤيدين والموالين وإقناعهم بالهجرة عن الوطن". ويشير إلى أن العمل الحركي "شمل إقناع العديد من الفئات الاجتماعية بالهجرة والتفرغ من شباب وبنات وحتى الأطفال دون الخامسة عشرة، مما أحدث ضجة كبيرة في المجتمع وجدالاً حول المنحى الشرعي والأخلاقي".

وفي موضع آخر يستغرب اللباد من انضمام أميين وأصحاب سوابق في الانحراف والمخدرات إلى حركة تنطلق من مفاهيم دينية!.



برامج.. عسكرتارية!


ويحمل اللبّاد على الخديعة التي لم يصفها في كتابه "كانت البداية في تطبيق هذا الخيار دعوة الشباب للدراسة الدينية والخضوع لبرامج يغلب عليها الطابع الديني مع وجود برامج تنظيمية خاصة".
وفي سياق الحكاية كان اللبـّاد واحداً من ضحايا الخديعة، فـالـ "برامج التنظيمية الخاصة"، هي التي نقلت اللبّاد وعشراتٍ آخرين من ذلك القصر الناعم إلى أحراش غابة "جنكــل"، ومواجهة الحياة العسكرية اليومية بصرامتها وشراستها.. وانضباطها.

في هذا الجوّ تحوّلت الدراسة الدينية إلى مثار سُخرية، لا أحد يُسمح له بالدراسة الدينية التي كانت موعودة قبل الوصول. وقد "اتـُخذت إجراءات وقائية للحؤول دون تفشي فيروس التطلع إلى الدراسة الدينية".

في أحراش جنكل لا مناص من العمل العسكري "فإذا لوحظ أن هناك عنصراً يبثّ سموم التمني أن يدرس العلوم الشرعية فإنه يُحجر عليه بطوق النصائح والإرشادات، وإذا لم تُجدِ النصائح نفعاً يحال إلى القيادات العليا لتفرغ عليه درر الحكم لثنيه عما يرومه.. فإذا عزّ ذلك وبعد عدة محاولات يحال إلى حوزة القائم في ماما زند بطهران"!.


يتبع....






من مواضيعي في المنتدى
»» مشروع استيطان إيراني في الأحواز العربية
»» الصوفيةُ والفهم السقيم للإسلام!
»» إلى الذين يغيظهم بيان الأحكام الشرعية للشيخ صالح بن فوزان الفوزان
»» الشيعة ولعبة تغيير المناهج الدراسية السنية
»» إيران: أزمة برلمانية بعد كشف مقبرة جماعية لضحايا الاحتجاجات