عرض مشاركة واحدة
قديم 01-03-09, 06:32 PM   رقم المشاركة : 1
أبو العلا
مشرف سابق








أبو العلا غير متصل

أبو العلا is on a distinguished road


Question هل إيران عدوَّة لأمريكا وإسرائيل فعلاً ؟

!


!


!

ماذا تظن : هل إيران عدوَّة لأمريكا وإسرائيل فعلاً ؟

كثيرون يقولون أن إيران وأمريكا وإسرائيل في وئام تام سراً , وأنَّ ما نراه من جعجعة لا طحن لها إنما هو ضحك على الذقون . ويستدلون لرأيهم بما جرى من تنسيق كبير بين أضلاع هذا المثلث وعلى الأخص الأمريكان والإيرانيين أدى إلى احتلال القوات الأمريكية للعراق وأفغانستان بمباركة من الإيرانيين الذين فتحوا مجالهم الجوي للطائرات الأمريكية , بل ويُقال أن لواءً حربياً إيرانياً كاملاً تدخل في أفغانستان لدعم الشيعة في مزار شريف بالتنسيق مع الأمريكان. إضافة إلى اللقاءات الدورية الأمنية بين الطرفين والتي تجري على أرض العراق. أما على الجانب الإسرائيلي الإيراني فصفقات الأسلحة الإسرائيلية لإيران أكثر من أن تحصى بل إن أشهر ما تم من علاقة تنسيق جرت بين الإيرانيين والإسرائيليين هي الصفقة الفضيحة إيران غيت التي حصلت في عهد الخميني نفسه ! كما أن هناك لقاءات سرية بين الطرفين جرت وما زالت تجري في جنيف ودبي وغيرها يقوم بها مكتب الدبلوماسي السابق علي أكبر ولايتي. ويؤكد هذا العرض الذي قدَّمه الإيرانيون للأمريكان مؤخراً وأعلنوا فيه استعدادهم لدعم القوات الأمريكية في أفغانستان من خلال استخدام الأراضي الإيرانية كممر للدعم اللوجستي بعد إغلاق القاعدة الأمريكية في غرغيزستان !
إذاً يظهر جلياً أن هناك وئام تام بين الطرفين , وأننا وحدنا المخدوعون في هذا العالم .



انتظروا قليلاً ...
كثيرون على الضفة الأخرى يقولون أن هناك عداء مستحكماً بين إيران من جهة وأمريكا وإسرائيل من جهة أخرى . ويستدلون لرأيهم بما جرى ويجري على الساحة بين الطرفين . بدءاً من احتلال الثوريين الإيرانيين مبنى السفارة الأمريكية واحتجاز رهائنها مروراً بإسقاط أمريكا في العام 1988 لطائرة مدنية إيرانية على متنها 290 راكباً وانتهاءً بالحصار الأمريكي المستمر على إيران . إضافة إلى العلاقة الملتهبة الإيرانية الإسرائيلية التي لا يكاد يتوقف أوارها فأحمدي نجاد لا يكاد يسقط من لسانه شتم الإسرائيليين والتهديد بحرقهم ومسحهم عن الوجود . وهو قد دخل من خلال ذراعه العسكري اللبناني " حزب الله " في حرب حقيقية مع الإسرائيليين وقع فيها الكثير من الضحايا في حزب الله من بينهم هادي حسن نصر الله.
إذاً يظهر جلياً أن هناك عداء مستحكم بين الطرفين , وأننا وحدنا المصابون بعقدة المؤامرة في هذا العالم .


الجواب على كلا السؤالين الماضيين هو : كلا فليسوا أعداء ولا أصدقاء .
لا يوجد في السياسة وئام تام ولا عداء مستحكم . هناك مصالح ومصالح فقط. دع عنك الشعارات والهرطقات الإيرانية المتمسحة بالإسلام والثورية وعداوة الشيطان الأكبر والصهيونية , فما تلك سوى دعاية باتت مفضوحة ومكشوفة وعرضة للتندر والتسخيف.

هناك ولا شك مد وجزر في العلاقة العدائية بين الإيرانيين من جهة والأمريكان والإسرائيليين من جهة أخرى ولا ينكر هذا سوى السذج والبسطاء . لكن هذا العداء لا يستلزم القطيعة كما يظن بعض العرب . يتعادى الطرفان فيما اختلفا فيه ويتعاونا فيما اتفقا عليه. وطوال فترة العداء بين هذه الأطراف لم يغلق أحد منهم القنوات السرية التي تُغلَّب فيها مصالحهم المشتركة.

العرب فقط هم الوحيدون الذين إنْ تخاصموا مع عدو تدابروا وتقاطعوا مُغلِّبين نزعة المفاصلة والانعزال والعصبية القبليِّة التي هي جينوم طبيعي في العقل السياسي العربي في مناقضة صريحة لأبسط مبادىء وقواعد السياسة التي اختزلتها مقولة وينستون تشرشل " لا يوجد في السياسة أصدقاء دائمون ولا أعداء دائمون , وإنَّما مصالح دائمة ".
إيران بلد يجري وراء مصالحه - ولا يُلام في هذا- ولن يجد أي غضاضة في التعامل مع الأمريكان والصهاينة ولو أدى ذلك إلى لحس كل كلامه الذي أهرقه حول المقاومة والصمود وفلسطين ولبنان وسوريا. منذ متى يهتم أهل العقيدة الإثني عشرية الصفوية ببيت المقدس أو بالمسجد الأقصى وهم الذين يلعنون ويُكفِّرون محرريه التاريخيين الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه والناصر صلاح الدين الأيوبي رحمه الله ؟!


الساسة الإيرانيون لمن لا يعرفهم نصَّابون محترفون من الدرجة الأولى. يعلم هذا العالم كله باستثناء العرب والشعب الإيراني المغلوب على أمره الذي كان يُسيِّر المظاهرات الحاشدة ضد الشيطان الأكبر في الوقت الذي تنسق فيه أجهزة نظامه الاستخباراتية على مستوى عال مع الاستخبارات الأمريكية والإسرائيلية للتخلص من عدو مشترك هو العدو العراقي . ولعله من المفارقات المضحكة أن تخرج مظاهرة حاشدة تندد بالشيطان الأكبر بينما الرئيس الإيراني نجاد يزور العراق تحت حماية الشيطان الأكبر ! ولعل الأكثر إضحاكاً أن تحتل إيران أراض عربية مساحتها تفوق تلك التي تحتلها إسرائيل بل هاهي تزعم بالأمس القريب أنَّ مملكة البحرين محافظة إيرانية ! وإن ظن أحدٌ أن الأمر سيتوقف عند البحرين فهو يُحسن الظن كثيراً بالفرس , فلن تتوقف مطامع إيران الصفوية التوسعية حتى تنقض على الحرمين الشريفين إن استطاعت (وهو حلم إبليس في الجنة ) وستجد الزعم المناسب لأكاذيبها وترهاتها التي لا تمر سوى على الصم البكم الذين لا يعقلون من عبيدها وعبيد عبيدها : ستَّدعي كما ادعى الصهاينة في خيبر أنَّ وجود مراقد الأجداد من الصحابة الكرام (يقصدون خمسة أو ستة فقط من الصحابة رضوان الله عليهم أما الباقون فمرتدون كما في رواية الولي الفقيه المُخرِّف وأدبيات أذنابه ) يجعل تلك الأرض أرضاً لجميع المسلمين وليست حكراً على السنَّة, وإمَّا أنَّهم سيقولون أنَّ مكة والمدينة كان يجب أن تكونا لأهل البيت رضوان الله عليهم ( وأهل البيت من هؤلاء الفرس وأذنابهم براء ) ولذا يجب أن يتم إصلاح هذا الخطأ التاريخي بتحرير الحرمين من القبضة السنيِّة الوهابية الناصبية الكافرة! هل يُصدِّق أحدٌ بعد هذا هراء هؤلاء الفرس وأذنابهم من عبيد الولي الفقيه حين يدعون لتحرير فلسطين والمناطق العربية من الاحتلال الصهيوني ؟!

هل نُصدِّق دعاواهم وشعاراتهم حول الوحدة الإسلامية وهم الذين لم يقتلوا إلا أهل السنة ولم يحتلوا إلا أراضي أهل السنة ؟!
هل يغدو غريباً بعد ذلك أن نقرأ التصريحات الإيرانية التي تطالب قوات الناتو وخصوصاً القوات الأمريكية - قوات الشيطان الأكبر - بالتماسك وعدم الخروج من أفغانستان كي لا تسقط أفغانستان في أحضان طالبان ؟!
دعونا لا ننسى أن شارون بل وكثيراً من الساسة الإسرائيليين يُصرِّحون أن لا عداء لإسرائيل مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية , بل عدائها هو مع الحركات الإسلامية السنيِّة.
إيران تحترف السياسة للوصول إلى أهدافها وتحقيق أطماعها التوسعية في العالم العربي , وكي يحصل هذا فلن توفر ورقة ضغط واحدة . لذا فإيران تستخدم الحمقى والسذج من أتباع الولي الفقيه في الخليج كخلايا نائمة . ولو قرأ الشيعة الخليجيون من أتباع الولي الفقيه الصفوي ما جرى لإخوتهم الذين هاجروا من دول الخليج لإيران حين قامت الثورة الخمينية وما عانوه من أصناف التحقير والاضطهاد والتهميش حتى عادوا يقبِّلون الأرض الخليجية ويعتذرون لولاة أمرها , لو قرأوا ذلك لما صدَّقوا الأكاذيب الإيرانية الصفوية . فهم لا يُهمون إيران في شيء إلا من زاوية مصالحها فقط. وإلا فلماذا تضطهد إيران الشيعة العرب في الأحواز , وهي التي تدَّعي أنها تهتم لأمر شيعة المنطقة الشرقية العرب في السعودية أو في الكويت أو في البحرين ؟!
كيف نُصدِّق أن حسن نصر الله أو حزبه الإلهي يهمه لبنان ؛ البلد الذي يحكمه رئيس نصراني , ورئيس وزراء سني ناصبي مرتد وفق عقيدة نصر الله ومن على شاكلته من أتباع الولي الفقيه الصفوي ؟! كيف والمجرم نصر الله يُصرِّح ليل نهار بأنَّه يفتخر في كونه عضو منتمِ لحزب ولاية الفقيه الإيراني ينطلق في سلمه وحربه من فتوى هذا الولي الفقيه ؟


إيران على استعداد لحرق لبنان والخليج , وقد هددوا بذلك مراراً وآخرها التصريحات التي أطلقها المسؤولون العسكريون بأن لإيران خلايا نائمة في دول مجلس التعاون على استعداد تام للتحرك وقتما شاءت إيران . كل هذا في سبيل مصالحهم التوسعية وليس في سبيل أي شيء آخر. ولو قدَّر الله وتقاطعت مصالح الإسرائيليين والإيرانيين لوجدتم حسن نصر الله قد حلق لحيته على الزيرو ولبس الكرافته وذهب في ضيافة نتانياهو أو يهود باراك يستذكران ماضي العداوات البائد...ولا ننسى التصريح الشهير للخميني إبان فضيحة إيران غيت حين قال : أنا على استعداد للتعاون مع الشيطان ( لم يحدد إن كان أكبر أو أصغر ! ) في سبيل الثورة !!
إيران في سمن وعسل مع الأمريكان والصهاينة لا ينغصه إلا الملف النووي الإيراني الذي تخشى أمريكا وإسرائيل أن يتسبب في اختلال ميزان القوى الاستراتيجية لصالح إيران وعلى حساب إسرائيل ولذا تعملان بكل قوة لمنع وصول إيران لهذا الهدف حتى لو أدى ذلك لتوجيه ضربة عسكرية لإيران .
بعد أن عرفنا أن ما يجري من شد للحبال بين الإيرانيين والأمريكان والإسرائيليين هنا وهناك هو محض الممارسة السياسية , يبقى السؤال : ما هي الأوراق السياسية التي بقيت في يد العرب تسمح لهم بالحفاظ على مصالحهم الاستراتيجية وتمنع أن يتحولوا ليكونوا قرابين على مذبح هذا الثلاثي ؟
هذا سيكون محور مقال قادم إن شاء الله ....


عبدالله الشولاني
[email protected]

http://www.sabq.org/?action=showAuthorMaqal&id=244






من مواضيعي في المنتدى
»» من فضائل أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها
»» أختاه هل تريدين السعادة ؟
»» المحاضرة الشاملة نهاية الصوفية
»» السلام عليك يا أسد الله الغالب
»» التطرف الشيعي تضاعف في عهد أحمدي نجاد