عرض مشاركة واحدة
قديم 09-08-08, 05:24 PM   رقم المشاركة : 2
معتمد
عضو ينتظر التفعيل





معتمد غير متصل

معتمد is on a distinguished road


مساعد وزير خارجية ايران يهدد شرعية الانظمة في الخليج

--------------------------------------------------------------------------------

مساعد وزير الخارجية الإيراني منوشهر محمدي «ان الأزمة المقبلة التي ستصيب منطقة الخليج بالشلل قريبا تتعلق بشرعية الأنظمة الملكية والتقليدية التي لن يكون في إمكانها البقاء في ظل الأوضاع الراهنة».

==========

التصريح الفجّ


الحياة اللندنية

داود الشريان

لعلّها المرة الأولى التي تعلن فيها إيران، وفي شكل صريح وفجّ، عداءها لدول الخليج. إذ قال مساعد وزير الخارجية الإيراني منوشهر محمدي «ان الأزمة المقبلة التي ستصيب منطقة الخليج بالشلل قريبا تتعلق بشرعية الأنظمة الملكية والتقليدية التي لن يكون في إمكانها البقاء في ظل الأوضاع الراهنة». التصريح الفجّ قوبل بردّ من الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية عبدالرحمن بن حمد العطية الذي طالب إيران بتوضيح للتصريح العدائي والخطير. فهل رد عبدالرحمن العطية تعبير عن موقف كل دول الخليج؟
لا شك في أن طهران تجرأت على دول الخليج بهذا التصريح، وتجاوزت كل حدود اللياقة السياسية. فكان رد العطية حاسماً ومباشراً وقوياً. وعبّر بشجاعة عن النظام الأساسي لمجلس التعاون لدول الخليج العربية. فإيران كانت بحاجة إلى سماع هذا الكلام من العطية. كانت بحاجة إلى أن تعي أن أطماعها التوسعية وطموحاتها الفارسية غير المشروعة سيكون مآلها الفشل والزوال. لكن تصريح العطية لا يعبّر بالضرورة عن الموقف الفعلي لكل دول الخليج. صحيح أن هذا كلام متناقض، لكن هذا هو الواقع. فبعض دول الخليج يعلن موقفاً رافضاً لأطماع إيران، وسعيها إلى الهيمنة والتوسع، فيقول كلاماً تحت قبّة المجلس، ويمارس عكسه في علاقته مع طهران. وبأسف، يمكن القول إن بعض دول الخليج لا يشارك الآخرين رؤيتهم للخطر الإيراني. ولنا تجربة مع قضية احتلال الكويت، فبعض الكويتيين أفصح صراحة أنه كان يعتقد بأن السعودية هي التي تهدد أمنه، وإذا بها تستنفر قواتها الجوية والبرية والبحرية، وتستقبل قوات دولية على أرضها، وتقدم الشهداء لتحرير الكويت.
الأكيد أن إيران لا تعترف بمجلس التعاون كمنظمة إقليمية. وتصرّ على فارسية الخليج العربي. وتصريح مساعد وزير الخارجية تعبير عن موقف إيران الحقيقي تجاه دول الخليج. لكن المشكلة ليست في انكشاف الموقف الإيراني الساعي إلى إثارة الفتن المذهبية، والتوسع والهيمنة، بل في الموقف الملتبس لبعض دول الخليج من إيران، وسعيه إلى الصمت عن أطماعها، وربما الترويج لمشروعها عبر وسائله، اعتقادا منه أن هذا الموقف سيحميه. ولهذا يجب على بعض دول الخليج تغيير هذا التناقض بين موقفه داخل أروقة مجلس التعاون وخارجه، وتكريس وحدة مجلس التعاون، وتجاوز حساسيات الصغير والكبير، واستشعار المخاطر الإيرانية المحيطة بمنطقة الخليج العربي.