فوائد وقواعد في الدعوة:
1 ـ التأكيد على أمور العقيدة من أهم المهمات:
وهذا يتضح من أحاديث الدجال
في التركيز على عدة مهمات عقدية منها:
أ ـ غرس توحيد الأسماء والصفات:
عن أنس بن مالك ـ رضي الله عنه ـ قال:
قال النبي صلى الله عليه وسلم:
"ما بعث نبي إلا أنذر أمته الأعور الكذاب،
ألا إنه أعور، وإن ربكم ليس بأعور"(22)(23).
ب ـ إثبات رؤية الله ـ تعالى ـ في الآخرة
وعدم رؤيته في الدنيا:
روى الإمام أحمد بإسناد صحيح
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال للناس
وهو يحذرهم فتنة الدجال:
"تعلمون أنه لن يرى أحد منكم ربه
ـ عز وجل ـ حتى يموت"(24).
ج ـ حسن الظن بالله ـ جل جلاله ـ:
روى البخاري ومسلم عن المغيرة بن شعبة أنه قال:
ما سأل أحد النبي صلى الله عليه وسلم
عن الدجال ما سألته وإنه قال لي:
"ما يضرك منه؟"
قلت: لأنهم يقولون: إن معه جبلَ خبزٍ ونهر ماء.
قال: "بل هو أهون على الله من ذلك"(25)(26).
قال النووي ـ رحمه الله ـ:
قال القاضي عياض ـ رحمه الله ـ: المعنى:
وهو أهـون على الله من أن يجعل ما خلقه الله تعالى
على يده مضلاً للمؤمنين ومشككاً لقلوبهم؛
بل إنه جعله له ليزداد الذين آمنوا إيماناً،
ويثبت الحجة على الكافرين والمنافقين ونحوهم،
وليس معناه أنه ليس معه شيء من ذلك(27).
د ـ عظم التوكل على الله والالتجاء إليه:
قـال صلى الله عليه وسلم:
"إن من بعدكم الكذاب المضل،
وإن رأسه من بعده حُبُكٌ حُبُكٌ حُبُكٌ(28) ثلاث مرات،
وإنه سيقول: أنا ربكم،
فمن قال: لستَ ربنا؛
لكن ربنا الله عليه توكلنا وإليه أنبنا نعوذ بالله من شرك
لم يكن له عليه سلطان"(29).
``````````````````````````````````````
(22) - رواه البخاري، ح (7131).
(23) - مسلم ، ح (2933).
(24) - المسند (5/433).
(25) - البخاري، ح (7122).
(26) - مسلم، ح (2939).
(27) - شرح مسلم، (5/795).
(28) - متكسر من الجعودة.
(29) - رواه أحمد ، (22648).