عرض مشاركة واحدة
قديم 26-10-09, 06:08 AM   رقم المشاركة : 9
أبو العلا
مشرف سابق








أبو العلا غير متصل

أبو العلا is on a distinguished road


عقيدة أهل السنة والجماعة

في آل البيت عليهم السلام



يتهم الاثنا عشرية أهل السنة بأنهم يبغضون أهل البيت؛

لذا يسمونهم بالنواصب أو الخوارج،


ولكن الحق أن مذهب أهل السنة مذهب مستقل،

ومذهب النواصب والخوارج مذهب آخر..


فأهل السنة وسط في حب آل البيت بين المذاهب:



- فالاثنا عشرية يغالون في حب آل البيت،

ومنهم من يطوف على قبورهم،

ويدعوهم بكشف الضر وجلب النفع،

ومنهم من يزعم أنهم يعلمون الغيب... الخ.




- وأما النواصب! فيبغضون آل البيت ويحاربونهم،

والخوارج منهم قتلوا عليًا رضي الله عنه وشنعوا عليه.


- أما أهل السنة فهم متفقون على وجوب محبة أهل البيت

ورعاية حقوقهم وموالاتهم،

وتحريم إيذائهم أو الإساءة إليهم بقول أو فعل،

لكنهم لا يغلون فيهم،

فلا يطوفون حول قبورهم؛


لأن الله أمر بالطواف حول الكعبة فقط،

ولأن الطواف عبادة والعبادة لا تكون إلا لله...



وكذلك لا يدَّعون فيهم أنهم يعلمون الغيب؛



لأن الله يقول:

{ قُلْ لا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ

الْغَيْبَ إِلا اللهُ}
[النمل: 65].


كذلك من البدهيات المعروفة لدى عامة المسلمين فضلاً عن علمائهم،

أن الإنسان لا يجوز له أن يقتل نفسه،

فإذا كان الإمام يعلم الغيب

فهذا يعني أنه يعلم ما يأكل وما يشرب

فكيف يموت مسمومًا؟!


وقد قال تعالى:

{ وَلا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا }

[النساء: 29]


وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم


: «ومن تحسى سمًا فقتل نفسه،

فسمه في يديه يتحساه في نار جهنم،

خالدًا مخلدًا فيها أبدًا» ([1]) ،



وهل يصح الخروج بالأولاد الصغار إلى مصارعهم

وقد قال تعالى:

{ وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ }

[الإسراء: 31]؟!


فكيف يخرج الحسين رضي الله عنه

بأولاده الصغار وهو يعلم قتلهم؟!!




بل هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم


- وهو أفضل خلق الله وأكرمهم عليه –

يقول كما أمره ربه:

{ وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ

لاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ

وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ}

[الأعراف: 188].


وبهذا يُعلم أن القول بأن الأئمة يعلمون الغيب

يترتب عليه إشكالات كثيرة؛

بل طعن في الأئمة عليهم السلام حاشاهم.




وهذه العقيدة – عقيدة أهل السنة في آل البيت رضوان الله عليهم –

موجود في كتبهم: كتب الحديث، وكتب العقائد، وكتب الفقه،

حيث يذكرها كل صاحب مصنف في الموضع الذي يناسبه،

ففي كتب الحديث تجد أبوابًا في فضائلهم،

وفي كتب العقائد تجد أبوابًا في بيان المعتقد فيهم،

وفي كتب الفقه تجد أبوابًا فيما يتعلق بهم من أحكام،

كتحريم الصدقة عليهم، وحكم من سبهم وآذاهم... وغير ذلك.

=================
([1]) البخاري – الطب رقم: 5778، ومسلم – الإيمان رقم: 109.