الموضوع: الماتريدية
عرض مشاركة واحدة
قديم 18-04-12, 04:17 AM   رقم المشاركة : 3
عساكر التوحيد
عضو فضي






عساكر التوحيد غير متصل

عساكر التوحيد is on a distinguished road


(د) الأصول والمبادئ :

إن أصول الماتريدية ومبادئهم قد وافقوا أهل السنة في بعضها وخالفوهم في البعض الآخر ، وسنحاول بإذن اللَّه استعراض هذه الأصول بغير إسهاب:

أولا: الأصول التي وافقوا فيها أهل السنة والجماعة:

(1) الصحابة: وافق الماتريدية أهل السنة والجماعة في شأن الصحابة -رضي اللَّه عنهم- جميعا ، فهم يرون تفضيل أبي
بكر -رضي اللَّه عنه وأرضاه- ، ثم عمر الفاروق ، ثم عثمان بن عفان ، ثم علي بن أبي طالب -رضي اللَّه عنهم جميعا وأرضاهم- ، وذلك على ترتيبهم في الخلافة ، ويرون أن الحروب التي وقعت بين الصحابة كانت عن اجتهاد ، منهم من أصاب ، ومنهم من أخطأ ، وكلهم مأجور ، ولا يجوز القدح فيهم ، ويجب الكف عنهم ، ويرون أن الطعن في الصحابة إما أن يكون كفرا أو بدعة أو فسقا .

(2) الخلافة والإمامة: وهذا كذلك من الأصول التي وافق الماتريدية فيها أهل السنة والجماعة ، فهم يرون أن الخلافة الراشدة كانت ثلاثين سنة ، ويرون أن الخليفة ينبغي أن يكون من قريش ، ويرون ضرورة تنصيب خليفة على الناس ، وإمام لهم ، يقيم الحدود ، ويسد الثغور ، ويجيش الجيوش ، ويأخذ الصدقات ، ويرد المتسلطة وقطاع الطرق ، ويقطع المنازعات ، وأن يكون ظاهرا لا مختفيا ، ولا يشترط أن يكون معصوما ، ويرون الصلاة خلف كل بر وفاجر من الأئمة ، ويمنعون الخروج على الإمام ولو كان جائرا .

(3) القدر: وافق الماتريدية أهل السنة كذلك في إثبات القدر ، وهم يقولون: إن أفعال العباد كلها من الخير والشر مخلوقة لله تعالى ، وإن اللَّه -عز وجل- هو خالق أفعال الخير والشر وليس كما يزعم المعتزلة أن العبد خالق فعل نفسه . وهم يقولون: إن أفعال العباد خلق لله ، وكسب من العباد واختيار منهم . وهم يرون أن هناك فرقا بين الحركات الاختيارية الإرادية كالبطش ونحوه ، وبين الحركات اللاإرادية كالارتعاش ونحوه ، والعبد يثاب على الطاعات الاختيارية ، ويعاقب على المعاصي الاختيارية كذلك .

(4) النبوات: يرى الماتريدية أن النبوة تثبت للنبي محمد -صلى اللَّه عليه وسلم- بطرق ، منها: (أ) ما تواتر من أحواله -صلى اللَّه عليه وسلم- وسيرته وكرم أخلاقه وبعده عن الشر والظلم مع قدرته عليه ، فكل ذلك يصدقه في دعوى النبوة . (ب) ما ثبت له -صلى اللَّه عليه وسلم- من المعجزات الكثيرة البالغة حد التواتر ، مثل: شق القمر ، ونبع الماء من بين أصابعه ، وتكثير الطعام والشراب ، ونحوها كثير .
(ج) أنه أتى بالقرآن المعجز وتحدى به الفصحاء البلغاء مع أنه كان أميا لا يقرأ ولا يكتب ، وعجزوا على أن يأتوا بمثله ، أو معارضته ولو بأقصر سورة . غير أن الكثيرين منهم يرون أن النبوة لا تثبت إلا بالمعجزة فقط؛ لأنها الدليل اليقيني القاطع الذي لا يقبل الشك . وأكثرهم يقولون بعصمة الأنبياء من الصغائر ، وأن ما صدر منهم كان من قبيل فعل خلاف الأولى .

(5) اليوم الآخر: وافق الماتريدية أهل السنة والجماعة في الإيمان بالآخرة ، وما فيها من الحشر والنشر وأحوال البرزخ والجنة والنار والصراط والميزان والشفاعة وغيرها ، وقالوا: إنها من الأمور الممكنة التي أخبر بها الصادق المصدوق -صلى اللَّه عليه وسلم- ، ونطق بها الكتاب والسنة؟ فتحمل على ظاهرها .







التوقيع :
إن كــان تــابــع أحمـد مــتــوهبــــاً

فــأنــــــا الــمقر بــأننــــي وهابــي

أنفي الشريك عن الإله فليس لي

رب ســــوى الــمتفرد الــوهــــــاب
من مواضيعي في المنتدى
»» مصير كافر النعمة عند الإباضية
»» أبوحنيفة وموقفه من القرآن والرؤية
»» أثر الدعوة الوهابية في الإصلاح الديني والعمراني
»» الإمام مالك وموقفه من الرؤية
»» مصادر الطريقة التجانية ونبذة عن عقيدتهم وحكم الشرع في اعتقادهم