فصلٌ:
من الشِّركِ فِعلُ مَن يتبركُ بشجرٍ أو حجرٍ أو بُقعةٍ أو قبرٍ أو نحوها
يتخذُ ذلك المكانَ عيداً
وبيان ُ أنَّ الزيارةَ تنقسمُ إلى: سُنيةٍ وبدعيةٍ وشركيةٍ
======================
هَذَا ومِنْ أعْمَالِ أهْلِ الشِّرْكِ *** مِنْ غَيْرِ مَا تَرَدُّدٍ أوْ شَكِّ
مَا يَقْصُدُ الجُهَّالُ مِنْ تَعْظِيمِ مَا *** لَمْ يَأذَنِ الله بِأنْ يُعَظَّمَا
كَمَنْ يَلُذْ بِبقعَةٍ أوْ حَجَرِ *** أوْ قَبْرِ مَيْتٍ أوْ بِبَعْض الشَّجَرِ
مُتَّخِذَاً لِذَلِكَ المَكَانِ *** عِيداً كَفِعْلِ عَابِدِي الأوْثَانِ
ثُمَّ الزِّيارَةُ عَلَى أقْسَامِ *** ثَلاثَةٍ يَا أُمَّةَ الإسْلامِ
فإنْ نَوَى الزَّائِرُ فيمَا أضمَرَهُ *** في نَفْسِهِ تَذْكِرَةً بالآخِرَهْ
ثُمَّ الدُّعَا لَهُ ولِلأَمْوَاتِ *** بِالعَفْوِ والصفْحِ عَنِ الزَّلاَّتِ
وَلَمْ يَكُنْ شَدَّ الرِّحَالَ نَحْوَها *** وَلَمْ يقُلْ هُجْراً كَقَوْلِ السُّفَهَا
فَتِلْكَ سُنَّةٌ أتَتْ صَرِيحَهْ *** في السُّنَنِ المُثْبَتَة الصَّحِيحَهْ
أوْ قَصَدَ الدُّعَاءَ وَالتَّوَسّلاَ *** بِهِمْ إلى الرَّحْمَنِ جَلَّ وَعَلاَ
فَبِدْعَةٌ مُحْدَثَةٌ ضَلاَله *** بَعيْدَةٌ عَنْ هَدْيِ ذِي الرِّسَالَهْ
وإنْ دَعا الْمَقبُورَ نَفْسَهُ فَقَدْ *** أشْرَكَ بِالله الْعَظِيْمِ وَجَحَدْ
لَنْ يَقْبَلَ الله تَعَالى مِنْهُ *** صَرْفاً وَلا عَدْلاً فَيَعْفُوا عَنْهُ
إذْ كُلُّ ذَنْبٍ مُوشكُ الغُفْرَانِ *** إلاَّ اتِّخَاذ النِّدِّ للرحْمنِ