الأوَّلُ الْمُبدِي بِلاَ ابْتِدَاءِ *** والآخِرُ الْبَاقِي بِلاَ انْتِهَاءِ
الأحَدُ الفَرْدُ الْقَدِيرُ الأزَليّ *** الصَّمَدُ الْبَرُّ الْمُهَيْمِنُ العَلِيّ
عُلُوَّ قَهرٍ وَعُلُوَّ الشَّانِ *** جَلَّ عَنِ الأضْدَادِ وَالأعْوَانِ
كَذَا لَهُ الْعُلُوُّ والفَوْقِيَّهْ *** عَلَى عِبَادِهِ بِلاَ كَيْفِيَّهْ
وَمَعَ ذَا مُطَّلِعٌ إلَيْهِمُ *** بعلْمِهِ مُهَيْمنٌ عَلَيْهِمُ
وَذِكرُهُ لِلقُرْبِ وَالْمَعِيَّةْ *** لَمْ يَنْفِ لِلْعُلُوِّ وَالْفَوْقِيهْ
فَإِنَّهُ الْعليُّ في دُنُوِّهِ *** وَهُوَ الْقَريِبُ جَلَّ في عُلُوِّهِ
حَيٌّ وَقَيُّومٌ فَلاَ يَنَامُ *** وَجَلَّ أَنْ يُشْبِهُهُ الأنَامُ
لاَ تَبْلُغُ الأوْهَامُ كُنْهَ ذَاتهِ *** وَلاَ يُكَيِّفُ الْحِجَا صِفَاتِهِ
باقٍ فَلاَ يَفْنَي وَلاَ يَبِيدُ *** وَلاَ يَكُونُ غَيْرَ مَا ُيرِيدُ
مُنفَرِدٌ بِالْخَلْقِ وَالإرَادَهْ *** وَحَاكِمٌ جَلَّ بِمَا أرَادَهْ
فَمَنْ يَشَأْ وَفَّقَهُ بِفَضْلِهِ *** وَمن يَشَأْ أضَلَّهُ بِعَدْلِهِ
فَمِنْهُمُ الشَّقِيُّ والسَّعِيدُ *** وَذَا مُقَرَّبٌ وَذَا طَريدُ
لِحِكْمَةٍ بَالِغَةٍ قَضَاهَا *** يَسْتَوْجبُ الْحَمْدَ عَلَى اقتِضَاهَا
وهُوَ الَّذِي يَرَى دَبِيبَ الذَرِّ *** في الظُّلُمَاتِ فَوْقَ صُمِّ الصَّخْرِ
وَسَامِعٌ لِلْجَهْرِ وَالإِخفاتِ *** بِسَمْعِهِ الْوَاسِعِ لِلأَصْوَاتِ
وَعِلْمُهُ بِمَا بَدَا وَمَا خَفِي *** أحَاطَ عِلْما بالْجَليِّ وَالْخَفِي
وَهُوَ الْغَنِيُّ بِذَاتِهِ سُبْحَانَهُ *** جَلَّ ثَنَاؤُهُ تَعَالى شَأنُهُ
وكُلُّ شَيْءٍ رِزْقُهُ عَليْهِ *** وَكُلُّنَا مُفْتَقِرٌ إِلَيْهِ