عرض مشاركة واحدة
قديم 06-09-08, 03:45 AM   رقم المشاركة : 2
معتمد
عضو ينتظر التفعيل





معتمد غير متصل

معتمد is on a distinguished road


حرب دخلت عامها الرابع فغيرت وجه العراق:
تدخل إيراني للانتقام والنفوذ والتوسع وآلافساد
د. أسامة مهدي
يبدو التدخل الإيراني في الشؤون العراقية بهذا الشكل الواسع الذي يتخذ مناح كثيرة متجهاً نحو الشرعنة من خلال المفاوضات المرتقبة بشأنه بين الإيرانيين والأميركيين في وقت لا تخفي قوى عراقية عدة مخاوفها من هذا التدخل خاصة في مناطق البلاد الجنوبية التي يتدفق عليها الإيرانيون بشكل واسع أصبحت معه أسواقها تتعامل بالتومان الإيراني وتتاجر بالمخدرات وتتحول إلى مركز لنشاطات المخابرات الإيرانية الباحثة عن أعداء الأمس الذين شاركوا في الحرب ضدها للانتقام منهم وخلق مشاكل للأميركيين والاستعداد لإيذائهم في حال توجيههم ضربة لإيران وهو التدخل الذي وصلت الاتهامات نتيجته ذروتها بما تناقلته معلومات عراقية هذا الأسبوع عن وصول تسعة عراقيين مرتبطين بهذه المخابرات إلى مجلس النواب العراقي الجديد والحصول على العضوية فيه.
وفيما تشكل مشكلة التدخل الإيراني في العراق هاجساً خطيراً لقوى عراقية وللأميركان على السواء فإن العراقيين يلقون اللوم على القوات الأميركية بالدرجة الأولى في عدم اتخاذ الإجراءات المطلوبة لمنع هذا التدخل منذ غزوهم العراق وسقوط نظام صدام حسين وحل الجيش العراقي ومن ضمنه تشكيلات حرس الحدود متهمينهم بالتواطؤ مع الإيرانيين لتدمير العراق وإلحاق الضرر بأهله في حلف ثنائي غير معلن إلى أن تجاوز هذا التدخل خطوطه الحمراء وبات وضع حد له من الأمور الصعبة خاصة وأن إيران كرست جهودا لخلق طابور خامس لها في الجار الغربي.
تدخل مبكر مع انفلات الحدود
فبرغم تحذيرات عراقية بعد رحيل نظام صدام من استغلال الاستخبارات الإيرانية الفشل الأميركي في السيطرة على الحدود العراقية فإن حوالي 10000 إيراني قد دخلوا إلى العراق خلال الأشهر الأولى من تغير الأوضاع السياسية فيه حيث بدا المسؤولون في قوات التحالف غير قلقين حيال ذلك مفترضين أن هذه الأعداد المتدفقة إلى العراق تتكون فقط من العراقيين اللاجئين العائدين إلى ديارهم لكن هؤلاء الأميركيين كانوا غير قادرين على معرفة الفرق بين أولئك العائدين الذين يتحدثون اللهجة العراقية وأولئك الذين يتقنون اللغة الفارسية ويتحدثون فقط القليل من العربية أولاً يتكلمون بها على الإطلاق وهم يشكلون أغلبية القادمين. ففي الأشهر الأولى لاحتلال العراق لم تكن هناك أي دوريات حراسة أميركية على امتداد الحدود البالغ طولها ألف و200 كيلومتراً برغم أن المسؤولين الأميركيين كانوا قد وعدوا بحراستها.
مسؤول كبير في وزارة الدفاع العراقية يقود استخباراتها في مناطق جنوب العراق أجاب بعد أن سألناه عن أسباب عدم السيطرة على الحدود مع إيران: إن المشكلة ينطبق عليها المثل المعروف (حاميها حراميها) موضحاً أنه لدى تأسيس الجيش العراقي الجديد قبل عامين فإن قيادة قوات بدر التابعة للمجلس الإسلامي الأعلى للثورة الإسلامية في العراق بقيادة عبد العزيز الحكيم والذين يصل عددهم إلى مائة ألف عنصر تدربوا في إيران في عهد الرئيس المخلوع صدام حسين لقيادة عمليات مسلحة ضد نظامه وجهت عناصرها للانخراط في صفوف هذا الجيش فكلفوا رسمياً بحماية الحدود.. لكنهم وللعلاقات السابقة مع الحرس الثوري الإيراني الذي كان يشرف على تدريبهم فإنهم يتواطؤون مع عناصره الداخلة للعراق مؤكداً أن شاحنات من الأسلحة والبضائع الإيرانية تدخل إلى العراق بمعرفة تلك العناصر.
وكشفت معلومات أدلت بها مصادر عراقية قلقة من هذا التدخل أن كثيراً من حراس الثورة الإيرانيين انتقلوا إلى جنوب العراق خلال الأشهر الأولى من سقوط النظام لتنظيم وتدريب (جيش المهدي) الجناح المسلح التابع لرجل الدين المتشدد مقتدى الصدر وأن إيران تخفي النوايا الحقيقية من وراء هذه العملية بقيامها بأعمال خيرية في كربلاء والنجف والكوفة. ففي البداية كان العراقيون يتداولون الحديث عن الدعم المالي الإيراني الذي يتلقاه رجل دين يرتبط معهم القائم بالأعمال الإيراني في بغداد حسن كاظمي قمي بعلاقة وطيدة.. وهو معروف بأنه ليس دبلوماسياً بل عضواً في حراس الثورة وهي الشبكة الخاصة الإرهابية في إيران التي تهدف إلى تصدير المسلحين إلى الخارج كما أنه كان سابقاً يشكل صلة وصل مع حزب الله اللبناني.
وفي المعلومات الاستخباراتية أن إيران استأجرت واشترت 5700 وحدة سكنية من البيوت والشقق والغرف في مختلف أنحاء العراق وخاصة في النجف وكربلاء ليسكن فيها رجال الاستخبارات الإيرانية ورجال فيلق القدس الاستخباراتي.
وقد أكد لي مستشار سابق في وزارة الدفاع العراقية تحدثت معه حول الموضوع قبل أيام أن عددا من معتقلي التيار الصدري إثر أحداث النجف في آب الماضي والذين تجاوز عددهم 500 معتقلاً قد اعترفوا في التحقيق أنهم تلقوا أموالاً من مكتب علي خامنئي في النجف للقيام بأعمال مسلحة ضد القوات العراقية والأميركية وأنهم كانوا يتلقون إرشادات من العاملين في المكتب وهم بالعشرات ولهم علاقات مع السفارة الإيرانية في بغداد التي يعمل فيها 27 عنصراً من المخابرات الإيرانية (اطلاعات).
وأضاف أن مكتب خامنئي في النجف الذي يترأسه الشيخ محمد مهدي الآصفي يقوم بالإشراف على دخول آلاف الإيرانيين إلى العراق لزيارة العتبات المقدسة في كربلاء والنجف وسامراء والكاظمية في بغداد وبين هؤلاء طبعاً عملاء للنظام الإيراني وأجهزته الأمنية الذين يقومون بنشاطات في معظم المدن الجنوبية للعراق.
والآصفي هو أحد مؤسسي حزب الدعوة الإسلامية في العراق وقاد الجناح المؤيد للثورة الإيرانية ومبادئها وضرورة نشرها خارج إيران ولو بالقوة وكذلك الدعوة والإيمان بولاية الفقيه بعد أن اختلف مع الجناح العروبي في الحزب الذي قاده إبراهيم الجعفري رئيس الحكومة الحالية.. ومن قم استطاع الآصفي نظراً للظروف السياسية والاقتصادية الصعبة التي يعيشها عشرات الآلاف من اللاجئين العراقيين في إيران من كسب عدد منهم واستغلالهم في الدعوة إلى ولاية الفقيه وإغداق الأموال عليهم للقيام بنشاطات بين العراقيين وتثقيفهم حول ولاية الفقيه بدعم مباشر من مكتب خامنئي الذي يرتبط به الآصفي.
فبعد سقوط نظام صدام حسين أرسل خامنئي الشيخ الآصفي إلى النجف ليفتتح هناك مكتباً أطلق عليه (مكتب السيد علي خامنئي) وليصبح الآصفي ممثلاً لخامنئي وناطقاً باسمه.. ونتيجة للأوضاع الأمنية والسياسية المتدهورة في العراق وخاصة في النجف وكربلاء فقد أصبح الآصفي عنصراً فاعلاً ومؤثراً في هذه التطورات بالرغم من عدم تسليط الأضواء الإعلامية والسياسية عليه. وقد قام الآصفي بدعم وتشجيع رجل الدين المتشدد مقتدى الصدر وحركته الدينية والسياسية لرفع السلاح بوجه الأميركان بهدف واضح هو إثارة مشاكل للأميركيين للانتقام من موقفهم المضاد لإيران.. وأغدق الآصفي الأموال على أعضاء وأنصار الصدر وقام بتمويل تأسيس جيش المهدي التابع للصدر وتزويده بالسلاح عن طريق تهريبه من إيران عبر الحدود المشتركة المنفلتة حتى أصبح تعداد جيش المهدي يقارب العشرة آلاف.
استغلال زيارات منظمة
وقفت إيران مع مجلس الحكم العراقي الذي تأسس على أنقاض نظام صدام حسين بدعم من أميركا التي لما تزل عدد من الفعاليات الإيرانية تحبذ التسمية الخمينية لها (الشيطان الأكبر) وأرسلت موفداً رفيعاً بُعيد تشكيل المجلس لبغداد والتقى بكل أعضاء مجلس الحكم كبادرة دعم للعراق الجديد وفي ذات الوقت سعت لمد يد العون الخفي لتيار الصدر الذي وقف بالضد من تأسيس مجلس الحكم.. بالإضافة إلى ضخ أعداد من حراس الثورة الإيرانية مع زوار العتبات المقدسة الشيعية في العراق كعيون وعون لها في الساحة العراقية حيث تقدر أعدادهم حسب إحدى الصحف البغدادية بـ 350 ألفاً في عموم العراق. وقامت إيران من جانب آخر بتنظيم سفرات مجانية انتقائية لأساتذة جامعات ومثقفين عراقيين بحجة الاطلاع على إنجازات الثورة الإيرانية كما يبدو في المخاطبات الرسمية مع الجهات التي يعمل فيها الزوار المنتقين ولمحاولة كسب موالين في مختلف القطاعات العراقية. وقد أبدى عدد من أعضاء تلك الوفود استغرابه من البذخ الذي استقبلهم به الإيرانيون (المتقشفون) في تلك السفرات التي ازدادت قبيل الانتخابات العراقية دون أن يخرج أحد منهم بسبب معقول للدعوات الباذخة تلك للكفاءات العراقية.
ولم تقتصر الدعوات الإيرانية للكوادر التعليمية الشيعية في الجامعات والمؤسسات العراقية بل تتضمن تلك الوفود عدد من أبناء السنة لإبعاد للشكوك المحتملة ولكسب موالين مستقبليين.
وقد لمس مخملية هذه الدعوات عدد من جرحى جيش المهدي الذين كانت مجاميعهم تتوالى على طهران للعلاج والاستجمام وإعادة التنظيم، حسب متابع قريب من تيار الصدر ببغداد خاصة بعد سيطرة الحكومة العراقية المؤقتة على مدينة النجف التي دارت في أحيائها القديمة أشرس وأطول معركة بين جيش المهدي من جهة والحرس الوطني العراقي والجيش الأميركي من جهة أخرى صيف عام 2004 انتهت بانسحاب بقايا جيش المهدي وقبول الصدر بدور المعارضة السلمية بعد تدخل المرجع السيستاني.
نشاطات تخريبية
وقد تحدثت جريدة (الصباح) البغدادية الرسمية في تقرير لها عن النشاط التخريبي للمخابرات الإيرانية في العراق العام الماضي فقالت التحقيقات التي أجرتها دائرة الإصلاح العامة حول هروب سجناء من سجن الحلة (100 كم جنوب بغداد) أثناء أحداث النجف صيف عام 2004 أثبتت قيام عناصر مسلحة إيرانية يبلغ عددها 150 مسلحاً بالهجوم على سجن الحلة مستغلين صلاة الجمعة التي أداها المصلون في الحلة بدلاً من النجف والمظاهرات التي أعقبتها ودعت إليها بعض الأطراف الدينية وكانت غاية هذه المجموعة تنفيذ عملية مسلحة للإطلاق سراح 20 من عملاء المخابرات الإيرانية معتقلين في سجن الحلة.
وأوضح رائد جادر خلف مدير عام دائرة الإصلاح العراقية التابعة إلى وزارة العدل للصحيفة أن تخطيطاً مسبقاً قد تم من قبل بعض الجهات مع المخابرات الإيرانية لأجل الهجوم على سجن الحلة في الثالث عشر من شهر آب بهدف إطلاق سراح 20 إيرانياً معتقلاً فيه حيث هجمت عناصر إيرانية مكونة من أكثر من 150 مسلحاً مدعومين بالقاذفات وبنادق خفيفة على السجن وحاصرته وقامت بفتح النار وكسرت بوابته وأطلقت سراح أكثر من 450 هم جميع النزلاء والمحكومين بجرائم قتل وخطف وتهريب وسرقة وتزوير إضافة إلى 20 إيرانياً كانوا معتقلين داخل السجن. وأضاف أن هذه المجموعة قد دخلت العراق عن طريق منافذ الكوت ودخلت مدينة الحلة وعادت إلى إيران في اليوم نفسه مستغلة ضعف المراقبة وتدهور الحالة الأمنية في العراق.
وتؤكد مصادر عراقية أن نشاط المخابرات الإيرانية يتخذ مسارات عدة لا تقتصر على إنفاق 95 مليون دولار سنوياً رشاوى لعملائها المبثوثين في الأحزاب والمنظمات ذات الواجهات الشيعية ولا يقتصر نشاطها على احتلال نقاط حدودية والاعتداء على مخافر عراقية على الحدود بين البلدين إنما يشمل أيضاً إفساد مؤسسات الحكومة العراقية بزرع عملائها في أجهزة الشرطة والجيش.
وحسب هذه المصادر فإن محافظات البصرة وميسان وواسط وديالى تشهد تدفقاً من الإيرانيين والأفغان الزائرين حيث تضبط قوات الحدود والشرطة بين الحين والآخر على أعداد منهم.. أما عناصر المخابرات الإيرانية فلهم خبرة في الطرق الجبلية والبحرية ولهم تعاملات خاصة مع سكان المناطق الحدودية و لديهم عملاء يسهلون لهم عمليات الإقامة والتنقل وخزن الأسلحة والأجهزة فيما أكد مسؤول مخابراتي عراقي أن أكثر من 1000 متطوع من الحرس الثوري الإيراني دخلوا جنوب العراق بحثاً عن نفوذ وخلق مشكلات للأميركان في العراق.
كما شهدت الحدود الإيرانية مع العراق دخول أعداد كبيرة من المسلحين الذين جلبوا معهم الأسلحة والمتفجرات ممن يطلق عليهم (مجاهدين) عبر الحدود الشمالية مع محافظة السليمانية حيث أكد مسؤول كوردي أن الوافدين فيما يبدو يحصلون على دعم لوجيستي وتدريب من إيران فيما أدلى معتقلون من جماعة (أنصار الإسلام) الكوردية باعترافات تساند هذه الرواية.. بينما قال مسؤول عسكري أميركي أن قوات الأمن في كوردستان العراق عثرت على عشرات من جوازات سفر يمنية ومصرية وسعودية مدفونة تحت الأرض في أحد المقرات الحدودية.. وأضاف: نحن نتحدث عن وجود هذه العناصر في مقار قواعد للحرس الثوري الإيراني.
البصرة.. منفذ كبير للاختراق
شكلت مدينة البصرة (550 كم جنوب بغداد) منفذاً رئيسياً سهلاً للعبور الإيراني إلى العراق وهي ثاني أكبر محافظة بعد العاصمة العراقية ومشكلة تتعلق بالموقع الجغرافي المحاذي لجارتها إيران هذه المشكلة قائمة سواء في زمن الحرب أو السلم.
في سنوات الحرب العراقية الإيرانية الثماني كان أهالي هذه المدينة يتعرضون لقصف المدفعية الإيرانية من الشاطئ الآخر لشط العرب من مدينة عبادان التي لا يفصلها عن البر العراقي سوى مياه شط العرب. هذه المدفعية التي عبثت بالبشر والأبنية من غير أن تفرق بين مدرسة أو مسجد أو مستشفى أو معسكر. ويؤكد عدد من مواطني البصرة أن التدخل الإيراني في المحافظة قد توزع على أكثر من محور.. فإضافة إلى تجارة المخدرات هناك عمليات التهريب وخاصة تهريب النفط الخام ومنتوجاته التي أصبح لها أسواق وعملاء عبر المسالك البرية والبحرية بين الجانبين، واستقبال غنائم السراق واللصوص وخاصة من المواد المعدنية الناتجة عن صهر الكابلات والمحولات الكهربائية والحديد والسيارات والأجهزة وتدفق المتسللين عبر الحدود بحجة زيارة العتبات المقدسة في كربلاء والنجف وتسويق المعلبات النافدة الصلاحية إلى الأسواق المحلية إلى جانب محور إنساني تحاول الجهات الإيرانية تبرير وجودها من خلاله يتمثل بوضع خزانات للماء العذب في عدة مناطق بالمحافظة على اعتبار أن أهل البصرة يعانون من شح المياه وارتفاع نسبة الملوحة فيه.
كما تدعم إيران نفوذها من خلال إقامة معارض للكتب بالاشتراك مع جهات محلية وتضم هذه المعارض مؤلفات وخطباً لآية الله الخميني ورئيس الجمهورية علي خامنئي وكبار المسؤولين الإيرانيين ومباحث في الفقه والتشيع وولاية الفقيه والسير الذاتية لشخصيات سياسية معاصرة مثل كتاب (حياتي) لرفسنجاني وتعلم اللغة الفارسية. ويلاحظ في هذه المعارض غياب الكتب الإبداعية مثل دواوين حافظ شيرازي أو عمر الخيام أو الروايات الفارسية المترجمة للعربية، كما أن أسعار هذه الكتب رمزية وبعضها يوزع مجاناً. ومن ظواهر هذا التدخل أيضاً توزيع المساعدات على دور الأيتام والأرامل والمعوزين في محاولة لكسبهم.. فيما يتركز المحور الرئيسي على الدعم اللوجستي والفكري والسياسي لجماعات وأحزاب وتكتلات شبه سياسية.
يقول رجل دين شيعي مستقل من محلة المشراق في البصرة القديمة أن أقطاب الجمهورية الإسلامية الإيرانية وخاصة مخابراتهم ورجال الدين يريدون ربط شيعة العراق بهم مع أننا نختلف فقهيا عنهم ولا نؤمن بولاية الفقيه ثم إننا عرب ونفخر بعروبتنا وبعلاقاتنا الأخوية مع السنة والأكراد والمسيحيين في العراق مشيراً إلى أن السلطات الإيرانية لها نفوذ واسع في البصرة، فهم يدعمون مالياً وبسخاء أي حركة أو حزب شيعي بحجة تشجيع الديمقراطية لهذا توجد هنا عشرات الأحزاب الشيعية كما أنهم أقاموا ملاجئ للبنات اليتيمات وأجبروهن على ارتداء الحجاب (الشادور) الإيراني وصاروا يعلموهن اللغة الفارسية بدلاً عن العربية. أخشى أننا لن نتحدث العربية في البصرة بل ستكون الفارسية هي لغتنا الرسمية
وأواخر العام الماضي صرح مصدر في غرفة العمليات الأمنية في محافظة البصرة بأن وثائق تم العثور عليها أثناء مداهمة مكاتب منظمة ثأر الله أفضت إلى (معلومات خطيرة) وقال: إن الوثائق والمراسلات أوضحت العلاقة المباشرة للمنظمة بالحرس الثوري الإيراني وتلقي أمينها العام يوسف سناوي رسائل ألكترونية من إيران تحمل عبارات مشفرة تم الاستدلال على أنها تحمل معلومات أمنية. وأضاف قائلاً: كذلك هناك معلومات واسعة عن اجتماعات دارت بين سناوي وعدد من قادة الأحزاب في البصرة وبعض أعضاء مجلس المحافظة تم فيها تدارس هذه التعليمات، كما تم العثور على أقراص مضغوطة تحمل تسجيلات وتصويراً لتنفيذ عدد من عمليات الاغتيال وللتحقيقات مع بعض الذين تم اختطافهم قبل اغتيالهم فضلاً عن التعذيب الجسدي بحق هؤلاء. وأشار المصدر إلى أن محافظ البصرة بصدد الكشف عن مزيد من التفاصيل في هذا الإطار لكنه مازال ينتظر الوقت المناسب. وأكد المصدر أن توقيت العملية على ثأر الله حال دون تنفيذ هذه المنظمة لعدد من العمليات ضد جهات وأشخاص وأن المعتقلين أكدوا ذلك في اعترافاتهم.
تجنيس إيرانيين في العراق
وبدأت ظاهرة تدفق عشرات الآلاف من الإيرانيين إلى العراق وتجنيس أعداد كبيرة منهم بأساليب مزورة تشكل قلقاً للعراقيين بعد أن دفعت بعض الأحزاب السياسية العراقية بمسلحين منها إلى الحدود مع إيران وجعلت منهم شرطة للرقابة عليها يقومون بإدخال هؤلاء الإيرانيين إلى الأراضي العراقية من دون أن يحملوا وثائق سفر وهي أحزاب تتمتع بنفوذ كبير في بعض المدن الجنوبية وخاصة في محافظتي النجف وكربلاء وتقوم بمنح الجنسية العراقية لهؤلاء الإيرانيين باستخدام طرق وأساليب مزورة.
وقد أشار الشخصية السياسية الدينية الشيعية عضو مجلس الحكم السابق محمد بحر العلوم وهو من رجال الدين الشيعة المستقلين في تصريح له العام الماضي إلى خطر هذا التدفق الإيراني وقال في تصريح له إن تدفق عشرات الآلاف من هؤلاء الإيرانيين إلى العراق بدأ يؤثر على أوضاعه السياسية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية. ومن جهته حذر عضو المجلس نصير الجادرجي وهو محامٍ سني من مغبة الاستمرار في منح الجنسية العراقية للإيرانيين بشكل غير شرعي مشيراً إلى أن أكثر من 10 آلاف إيراني تم تجنيسهم وتثبيتهم في سجلات القيد بطريقة مزورة، وبتنسيق مشترك بين عدد من الأحزاب العراقية ذات التوجهات الطائفية والتي دخلت إلى أرض العراق العظيم على متن دبابات الغزاة، وبين السلطات الإيرانية، فقد تدفقت أعداد كبيرة من الإيرانيين إلى العراق عبر الحدود العراقية الإيرانية ولا زال تدفقهم مستمراً حيث بلغ عدد الداخلين إلى الآن مئات الآلاف تم توزيع انتشارهم في مناطق جنوب ووسط العراق ذات الأغلبية الشيعية وقامت تلك الأحزاب بترويج معاملات إصدار هويات الأحوال المدنية وشهادات الجنسية لهؤلاء لدى دوائر الأحوال المدنية والجنسية في المحافظات الجنوبية والوسطى وذلك لتخريب البنية الديموغرافية للمدن العراقية لصالح ذوي الأصول الفارسية.
انتقام من (أعداء الأمس)
لقد دخلت أعداد كبيرة من المتسللين من إيران إلى العراق بعد احتلاله ومارست دوراً في التصفيات الجسدية تحت مختلف الذرائع وعلى سبيل المثال صرح مدير شرطة واسط أواخر عام 2003 أن عناصر من الاستخبارات الإيرانية تسربت إلى داخل الحدود العراقية وأنه تم ضبط سيارات تحمل أسلحة قادمة من إيران إلى داخل الأراضي العراقية تعود لعناصر تريد إحداث البلبلة كما تم القبض على عناصر متسللة من إيران بتهمة ارتكاب جرائم قتل داخل العراق.
وقد عادت إلى الواجهة هذه الأيام قضية التصفيات الجسدية التي يتعرض لها الطيارون العراقيون الذين شاركوا في قصف أهداف عسكرية واقتصادية وحيوية إيرانية خلال الحرب بين البلدين إلى الواجهة باغتيال لواء طيار بمنزله في بغداد الأمر الذي رفع عدد الطيارين الذين تعرضوا للاغتيال منذ سقوط نظام الرئيس العراقي السابق صدام حسين ربيع عام 2003 إلى حوالي 40 طياراً الأمر الذي دفع بالرئيس العراقي جلال طالباني إلى عرض حمايتهم في إقليم كوردستان الشمالي الذي تحكمه الأحزاب الكوردية.
وتقول مصادر عراقية أن عمليات تصفية الطيارين العراقيين هذه تدخل في إطار حملة اغتيالات واسعة يتعرض لها أيضاً الأطباء وأساتذة الجامعات والمهندسين وحملة الشهادات العليا العلمية وبينهم علماء ذرة خاصة والتي راح ضحيتها أكثر من ألف شخص. وأشارت المصادر إلى أن اغتيالات الطيارين السابقين قد طالت إلى الآن حوالي 40 طياراً بشكل يرفضه العراقيون ويشيرون بأصابع الاتهام إلى جهات أجنبية تتعاون معها عناصر عراقية وخاصة المخابرات الإيرانية التي تسعى للانتقام من هؤلاء الطيارين على خلفية الحرب مع العراق فيما يوجه آخرون الاتهام إلى المخابرات الإسرائيلية (الموساد) فيما أثارت قوى سياسية مختلفة أهمية وضع أسس واتخاذ إجراءات أمنية لتعقب الفاعلين واعتقالهم وإحالتهم إلى المحاكم.
وقبيل الانتخابات الأخيرة التي جرت منتصف كانون الأول الماضي أثار رئيس القائمة العراقية رئيس الوزراء السابق إياد علاوي هذه القضية داعياً السلطات العراقية إلى حماية هؤلاء الطيارين الذين خدموا بلدهم الأمر الذي أثار استياء المجلس الأعلى للثورة الإسلامية بزعامة السيد عبد العزيز الحكيم واعتبرها (محاولة لاستعداء الناخبين في عدد من المناطق ضد قائمة الائتلاف العراقي الشيعي الموحد) التي تنضوي فيها منظمة بدر الذراع العسكري للمجلس والتي توجه إليها أصابع الاتهام في هذا الصدد وهي المنظمة التي كانت أنشئت في إيران أواسط ثمانينات القرن الماضي. كما أن مسؤولين في بدر أشاروا إلى أن هذه المنظمة سياسية عملت وتعمل لبناء العراق وإعادة إعماره واتهموا عناصر منظمة الجهاد في بلاد وادي الرافدين بقيادة أبو مصعب الزرقاوي بارتكاب هذه الاغتيالات في محاولة لإشعال الفتنة الطائفية بين السنة والشيعة من خلال إلقاء التهم على منظمة بدر.
وتقول المصادر أن الجهات التي تقوم بهذه الاغتيالات قد وضعت أسماء ألف ضابط كبير سابق على قائمة الاغتيالات وتقوم بتصفيتهم فعلاً بين الحين والآخر بعد جمع معلومات شاملة عن تحركاتهم وأماكن سكنهم.
وكانت النائبة في الجمعية الوطنية العراقية (البرلمان) المنتهية ولايتها عالية الساعدي قد وجهت اتهاماً صريحاً خلال إحدى الجلسات لمنظمة بدر باغتيال الطيارين العراقيين لكن أعضاء آخرين من قائمة الائتلاف نفوا ذلك بشدة واعتبروا هذه الاتهامات باطلة.. وفي إشارة تهديد غير مباشرة للساعدي قال عضو في الائتلاف أنه بدأ يشعر بالخوف على حياتها محذراً من أن الإرهابيين قد ينتقمون منها بالقتل وإلقاء التبعة على منظمة بدر ما دفع النائبة الساعدي إلى اعتبار كلامه هذا تهديداً بالقتل.
ودفعت حملة الاغتيالات الرئيس طالباني إلى التدخل وعرض تقديم ملاذ أمن للطيارين في كوردستان وذلك إثر استقباله في مكتبه مؤخراً أكثر من ألف ضابط في الجيش العراقي السابق من ضمنهم طيارين في محاولة لإقصائهم عن المسلحين الأجانب لكنه أكد في تصريحات صحفية بعد ذلك أنه لا يعرف الجهة التي تقف وراء اغتيال الطيارين وما إذا كان استهدافهم انتقاماً لقصف المدنيين وضرب إيران أو قصف كوردستان مشيراً إلى أن الطيارين (كانوا ينفذون أوامر قادتهم لأن كل من يرفض تنفيذ الأوامر إبان حكم صدام حسين كان مصيره القتل كما أن أياً من هؤلاء الطيارين لم يكن قادراً على الفرار بطائرته إلى لندن أو أي مكان آخر لطلب اللجوء خوفاً من أن يقوم صدام بتصفية عائلته).
كما أعلن مصدر عراقي أن إيران قدمت تسهيلات لتفجير أنابيب النفط العراقية وأعلن عن إلقاء السلطات العراقية القبض على من وصفه بأنه ضابط برتبة نقيب في حزب الله اللبناني دخل عن طريق إيران. وقال المصدر إن السلطات الإيرانية ساعدت في تمرير العشرات من المخربين الذين يقومون بأعمال تخريب داخل العراق وأشار (لقد ألقينا في مدينة الديوانية الجنوبية القبض على نقيب من حزب الله اللبناني وكان يحمل ثلاث هويات بينها هوية عراقية صادرة عن جهة عراقية معروفة تسمح له بالتجوال داخل العراق وقد قام هذا النقيب بإلقاء قنبلة على القوات الإسبانية وتسبب بجرح خمسة من الجنود الإسبان واعترف بأن السلطات الإيرانية هي التي سهلت له الدخول إلى العراق عن طريق إيران وأن هناك الكثير غيره ممن دخلوا إلى العراق عن هذا الطريق.

http://www.truthminber.net/txt/m08042006_drosama.htm







التوقيع :
اذا اردت اجابة على سؤال لك ابحث اولا في هذا الرابط ستجد الجواب ان شاء الله
محرك بحث من قوقول خاص في منتدى الدفاع عن السنة

http://tinyurl.com/55wyu5
من مواضيعي في المنتدى
»» "الازاحة" في الدين الشيعي كتابات - عبد الله الفقير
»» البابا الذي لم يفهم منزلة العقل والعلم في الإسلام
»» احصائية بتحويلات العاملين في دول الخليج و دول اخرى
»» فقاعة المرجعية السيستاني نموذجا
»» ما هي السنة حفظ السنة من المنافقين الايمان و حكم النبي التواتر القطعي الظني