عرض مشاركة واحدة
قديم 26-10-08, 10:41 PM   رقم المشاركة : 1
أبو العلا
مشرف سابق








أبو العلا غير متصل

أبو العلا is on a distinguished road


Thumbs up إقليم بلوشستان يلتهب والنظام الإيراني يرتهب

!





!







!

إقليم بلوشستان يلتهب والنظام الإيراني يرتهب
صباح الموسوي

التاريخ: 23/10/1429

المختصر /
لا يذكر التاريخ أن انفجارا سياسيا أو ثورة جماهيرية حدثت دون أن يكون هناك مسببات وراء حدوثها . فالظلم والقهر والاستبداد كان دائما من أهم المسببات التي تدفع بالمقهورين إلى الثورة ضد الغزاة والحكام الجائرين .

و لعل ما جرى في إيران خلال القرن الماضي خير دليل على ذلك حيث شهدت إيران فيه عدة ثورات و انقلابات، كان آخرها ثورة الشعوب عام 1979 التي انتصرت فيها على نظام البهلوي الذي كان قد جاء إلى السلطة بانقلاب عسكري جرى عام 1926م و أطاح بحكم الأسرة القاجارية فقبل هذا الانقلاب المشئوم كانت إيران ( اسمها بلاد فارس آنذاك) قد شهدت في سنة 1907م حدوث الثورة الدستورية التي أدت ولأول مرة في تاريخ البلاد إلى قيام حكم ملكي دستوري لكن سرعان ما قوض هذا الحكم وأصبح ملكي استبدادي مارس فيه رضا خان أبشع أنواع القهر والاضطهاد، ونتيجة لإعجابه الشديد بهتلر أطيح برضا خان من قبل بريطانيا وحلفائها وجيء بابنه محمد رضا الذي واجه فيما بعد أشرس حركة معارضة سياسية في تاريخ إيران وهذه الحركة قد استطاعت أن تنفذ عام 1953م انقلابا ضده بقيادة زعيم الحركة القومية رئيس الوزراء الدكتور محمد مصدق ولكن هذا الانقلاب لم يدم طويلا حيث وبعد قرار تأميم النفط بأيام استطاعت المخابرات الأمريكية إسقاط حكومة مصدق و إعادة الشاه الذي كان قد فر من البلاد إلى العرش.


لقد مارس النظام البهلوي ظلما و قهرا شديدا ضد القوميات غير الفارسية التي كانت في عهود ما قبل لقد مارس النظام البهلوي ظلما وقهرا شديدا ضد القوميات غير الفارسية التي كانت في عهود ما قبل نظام البهلوي تدير مناطقها بذاتها، وقام بضم إقليم الأحواز إلى الدولة الإيرانية وأطاح بجمهورية الأكراد في مهاباد وضرب جمهورية الآذاريين في تبريز وهاجم البلوش وغيرهم من القوميات الأخرى
و بدأ بتطبيق سياسة فرض اللغة و الثقافة الفارسية على غير الفرس وسلب جميع حقوقهم السياسية والثقافية والاجتماعية .

خمسون عاما كانت مدة حكم النظام البهلوي،كان الفرس وغير الفرس المكتوين بظلمه و جوره يهتفون ضد الشاه ونعم للاستقلال و الحرية والجمهورية، وكان الخميني وأعوانه يرقصون طربا لسماعهم هذا الصوت ويزيدون في دويه من خلال إعطائهم الوعود بأنهم سوف ينصفون الشعوب ويزيلون القهر القومي والمذهبي الذي لحق بها إذا ما انتصرت الثورة واستلموا الحكم .


وبالمقابل كان الشاه يصف حركة الجماهير ضده بأنها مؤامرة، وكان قمع الانتفاضات والثورات في أقاليم القوميات غير الفارسية يتم تحت اسم وأد الانفصال وخطر تهديد وحدة التراب الإيراني، و كان نصب المشانق وقمع المظاهرات الجماهيرية في طهران والمحافظات المركزية يجري باسم مواجهة مروجي المخدرات و إخماد فتنة الرجعية وغيرها من الحجج الأخرى . وبعد الإطاحة بالشاه أصبح نظام الخميني يمارس ذات الأساليب ويستخدم نفس المسوغات التي كان يستخدمها نظام البهلوي في قمع الشعوب الإيرانية .

واجه نظام الخميني مطالب الشعوب والقوميات غير الفارسية بقمع قل نظيره حيث تجاوز فيه كل المعايير الإسلامية والإنسانية وكان نصيب الشعب البلوشي من هذا القمع والظلم هو الأعلى‘ فما لقيه الشعب البلوشي طوال العقود الثلاثة من عمر نظام ولاية الفقيه يفوق كل التصورات، فإن اغتيال شيوخ القبائل وعلماء الدين البلوش أو إعدامهم وتهديم المساجد والمدارس الدينية هي من أبسط الوسائل لإسكات الشعب البلوشي حيث كان هؤلاء العلماء والمشايخ هم صوت الشعب البلوشي المعترض على تجاهل الدولة لمطالبه المشروعة التي لم تكن تتجاوز المطالبة بالخدمات الاجتماعية و إعمار مناطقهم التي كانت ومازالت تشكوا من قلة الخدمات من مرافق صحية و طرق و مراكز تعليمية وغيرها من المرافق الحيوية الأخرى .


ففي بلوشستان الذي يبلغ عدد سكانه أكثر من ثلاثة ملايين نسمة وبحكم وقوع الإقليم في منطقة المثلث الإيراني الباكستاني الأفغاني الذي تحيطه الجبال من الشرق والجنوب والشمال،فإقليم بهذه السعة والجمعية السكانية لا يمتلك سوى 1585معملا ومصنعا صغيرا لا تضم سوى 12080عاملا فقط. فأغلب البلوش يعملون بالمهن الحرة كالزراعة والنسيج وبناء السفن الخشبية وغيرها، و بسبب الفقر المدقع فقد تحول الإقليم ممرا لمافيا المخدرات الدولية التي تعمل بدعم وإسناد من قوى مؤثرة في نظام الخميني . ويؤكد البلوش أن تعمد الأنظمة الإيرانية المتعاقبة على إبقاء هذا الإقليم على ما هو عليه من الأوضاع البائسة يهدف إلي إجبارهم على التعاون مع عصابات المافيا التي تعمل على استغلال حالة الفقر والعوز الشديد الذي يعانون منه .

كان علماء الدين وشيوخ القبائل هم الذين يتصدرون حركة المطالبة بحقوق الشعب البلوشي حيث وإلى ما قبل خمسة وعشرون عاما مضت لم يكن في إقليم بلوشستان حركة سياسية منظمة قادرة على قيادة نضال الشعب البلوشي، إلا أن شدة الظلم والقهر المتواصلة دفعت بالجيل الشاب من البلوش إلى التفكير جديا بتأسيس حركة سياسة منظمة تكون قادرة على مواجهة ما يتعرض له شعبهم من ظلم واضطهاد وتستطيع انتزاع الحقوق المشروعة لهذا الشعب .


وقد توجت هذه الرغبة والتفكير الجاد، بإنشاء منظمة "جند الله " التي استطاعت وخلال فترة قصيرة جدا أن تتحول إلى حركة مقاومة أجبرت السلطات الإيرانية مرات عدة على التفاوض معها لإطلاق عناصرها من القادة العسكريين والمسئولين السياسيين الذين تمكنت المنظمة من أسرهم، وتارة تتفاوض مع جند الله على أمل التوصل معها إلى صفقة توقف هجمات البلوش و تخرج النظام من الأزمة التي وقع بها في الإقليم وحين تفشل المفاوضات يلجئ نظام الملالي إلى الاعتقالات والإعدامات في صفوف علماء الدين والنخب الثقافية البلوشية للضغط على منظمة جند الله التي استطاعت أن تخرج من إطارها البلوشي و تصبح حركة مقاومة شعبية إيرانية بعد أن تحالف معها عرب وأكراد وقوميات أخرى.

كما أن القيادة الدينية الإسلامية في إقليم بلوشستان‘ وبفضل جهودها المستمرة لرفع الظلم والتمييز الذي يمارس ضد أهل السنة وصمودها أمام مختلف أنواع الضغوط التي تعرضت لها من قبل السلطات الإيرانية‘ قد استطاعت أن تصبح مرجعية لجميع أهل السنة في إيران وهذا ما جعل النظام الإيراني يرتهب من هذا الإقليم الذي تحول إلى ما يشبه الكرة النارية التي تسير نحو طهران لتحرق عمائم الشيطان وتزيح الظلم والطغيان .

http://almokhtsar.com/news.php?action=show&id=2966






من مواضيعي في المنتدى
»» إيران بين فرض الحجاب وانتهاك العفة
»» ملخص في أحكام رمضان
»» في إيران الصلاة مصلحة سياسية
»» توجيهات لأعضاء المنتدى الكرام
»» متون علمية وكتب صوتية