عرض مشاركة واحدة
قديم 28-12-08, 10:48 PM   رقم المشاركة : 1
أبو العلا
مشرف سابق








أبو العلا غير متصل

أبو العلا is on a distinguished road


Lightbulb ما أروع السجود لله تعالى

!



!




!

ما أروع السجود لله



ثروت الخرباوي : بتاريخ 24 - 12 - 2008

كان ذلك منذ سنوات مرت كلمح بالبصر ،ومع ذلك ما فتأ القلب يستعيد ذكراها وما برح الجسد يتجرع ألمها كلما ألمًّ به ريحها ...وسبحان الله الذي يغيّر ولا يتغير .. مابين طرفة عين وانتباهتها يغير الله من حال إلى حال ... كنت أخطو خطواتي رافع الرأس واثقا مترفعا داخل إحدى المحاكم حيث كنت أمارس مهنتي ، وكان بجواري شاب نابه من شباب المحامين هو محمود النادي وهو بالمناسبة أحد أصدقائي الأعزاء الأحباب وكنت ساعتها أشدد به أزري في إحدى القضايا وأشركه معي في تفصيلاتها ، وعلى حين فجأة لم أشعر بقدمي !! وكأنها زالت من مكانها ، ثم إذا بي أسمع صوت فرقعة طفيفة صادرة من ركبتي اليمنى ومن بعد ذلك اعتراني ألم رهيب لم تكن له سابقة في حياتي فكان أن فقدت الوعي من وطأة الألم ، وعندما استعدت وعيي وجدت صديقي محمود النادي وهو يبذل ما وسعه الجهد في إفاقتي ، ثم قام بحملي هو ومجموعة من الزملاء إلى المستشفى حيث مكثت ساعة أو بعض ساعة داخل اسطوانة أشعة الرنين المغناطيسي التي أشعرتني وكأنني أدخل إلى قبر مظلم ـ خاصة بعد أن عصبوا عيني وصموا أذني ـ ذلك القبر الذي سيكون حتما نهاية ذلك الإنسان الذي تشغله الدنيا بزينتها عن حقيقة هي أبعد ما تكون عن خاطره رغم أنها أقرب إليه من حبل الوريد ، وبعد أن أجريت الأشعة أبدى الطبيب عجبه مما حدث وقال لي ( لديك قطع عجيب في عضلة اسمها العضلة الرباعية وموضع هذه العضلة فوق الركبة مباشرة وهي من أقوى أو أقوى ــ على حد ذاكرتي ــ عضلة في جسم الإنسان ومن المستحيل أن تتعرض لقطع دون سبب !! أنا لم أر مثل هذا من قبل ، فهذه لا يمكن قطعها إلا في حادث مريع أو بعد وقوع من مكان مرتفع ينتج عنه أيضا كسر في عظام الساق !! ) وفي غرفة العمليات استشعر فؤادي الموت واختلطت معانيه بحشاشات قلبي فبعد ثانية أو أقل يدخل الواحد في نوم التخدير الذي قد لا يقوم منه إلى حياة ، وقد يذهب منه إلى عالم البرزخ ، عندها تذكرت قولك يا الله يا حي يا قيوم ( كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنتُمْ أَمْوَاتاً فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) وانتهت الساعات الثلاث في غرفة العمليات وعدت من جديد إلى دنيا الناس وقد أحاط الجبس من أخمص القدم إلى أعلى الركبة وظللت حبيس هذا الجبس ما يقرب من ستة أشهر حيث رافقتني عصاي أتوكأ عليها ، وظلت عصاي معي لا أجد لي مندوحة في غيرها حتى أذن الله لي بشفاء من عنده ،

كانت هذه التجربة من أعظم التجارب التي مرت على حياتي وقد أطلقت عليها ( تجربة الافتقاد ) ولم يكن الافتقاد هنا افتقاد وفاء لأصدقاء وأخوة عرفتهم في الله لم أرهم في محنة المرض وقد كنت لهم وجاءً عندما أدار لهم الزمان ظهر المجن ، فما أكثر من طرحني من ذاكرة قلبه ولم يعدني وقتئذ ولكن الذين حملوني في قلوبهم واحتملوني في مرضي أكثر ،ولم يكن الافتقاد هنا افتقاد دنيا ستفنى بزخرفها إن آجلا أو عاجلا ، فلم يهب الله لي من زينة الدنيا ورزقها كما وهب لي في هذه الأيام وكأن الله سبحانه وتعالى يضع آية نصب عيني مفادها أن الرزق يأتي إلى العبد لا محالة سواء كان في صحة أو مرض في قوة أو في ضعف فالحمد لله أن جعل رزقنا بيده لا بيد غيره ، ولكن الافتقاد الذي أعنيه هو افتقاد السجود لله حينما عجزت عن وضع جبهتي على الأرض أثناء الصلاة ، إذ مكثت عدة أشهر لا أصلي إلا قاعدا ، افتقدت حينها تعفير وجهي في الأرض لله رب العالمين في موضع لا يكون إلا لله حيث تكون العزة للعبد حين يُذل لله العلي القدير ، ما أروع تلك السجدة التي افتقدتها في تلك الأيام الكالحة ،،، وحينما حانت تلك اللحظة النورانية التي منّ الله عليّ فيها بالسجود ووضعت جبهتي على الأرض ارتجف جسدي رجفة لم تحدث لي من قبل وارتعشت أناملي وهي تحاذي رأسي على الأرض وانهمرت دموعي تترى بلا حول مني ولا إرادة وقد احتوتني لذة روحية لم تصادفها روحي قبلها قط ونطق قلبي قبل أن ينطق لساني قول الله سبحانه وتعالى ( أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الأرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِّنَ النَّاسِ ) .


عادت ذكرى تلك الأيام الخوالي تتهادى إلى قلبي عندما ألم َّ بركبتي في موضع الداء القديم ألم رهيب بعد رحلة الحج كان من أثره أن منعني من السجود ومن تعفير جبهتي لله رب العالمين ،،، كم للسجود من لذة لا يدركها كثير من الناس ومن كرامة لا يفهمها فريق من الناس ومن محبة لا يصل إليها كل الناس ، سبحانك يا رب الناس وصدقت حين قلت في كتابك الكريم (إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا الَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِهَا خَرُّوا سُجَّداً وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ) نسمع ونطيع لك يا الله نسجد لك وحدك فأنت القائل (وَمِنْ آيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ لا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ ) يا الله كم أشتاق إلى السجود لك

[email protected]

http://www.almesryoon.com/ShowDetails.asp?NewID=57899&Page=7






من مواضيعي في المنتدى
»» فضائح الصوفية / للشيخ عبد الرحمن عبد الخالق
»» هل يمكن التقارب مع من يزعم تحريف القرآن الكريم ؟
»» إيران تحذر الغرب من التفاوض مع طالبان
»» دمعة على الحجاب
»» الأصول الثلاثة وأدلتها / لشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى