عرض مشاركة واحدة
قديم 02-04-09, 10:08 AM   رقم المشاركة : 2
أبو العلا
مشرف سابق








أبو العلا غير متصل

أبو العلا is on a distinguished road


قال العلامة عبد الرحمن السعدي رحمه الله تعالى في القول السديد:

( فأما الشرك الأكبر :

فهو أن يجعل لله نداً يدعوه كما يدعو الله ، أو يخافه أو يرجوه أو يحبه كحبِّ الله ، أو يصرف له نوعاً من أنواع العبادة ، فهذا الشرك لا يبقى مع صاحبه من التوحيد شيء ، وهذا المشرك الذي حرَّم الله عليه الجنة ومأواه النار .
ولا فرق في هذا بين أن يُسمِّي تلك العبادة التي صرفها لغير الله عبادة، أو يسميها توسُّلاً، أو يسميها بغير ذلك من الأسماء فكل ذلك شرك أكبر؛ لأن العبرة بحقائق الأشياء ومعانيها دون ألفاظها وعباراتـها .
فإن حَدَّ الشرك الأكبر وتفسيره الذي يَجمع أنواعه وأفراده: أن يصرف العبد نوعاً أو فرداً من أفراد العبادة لغير الله . فكل اعتقاد أو قول أو عمل ثبت أنه مأمورٌ به من الشارع فصرفه لله وحده توحيد وإيمان وإخلاص، وصرفه لغيره شرك وكفر، فعليك بهذا الضابط للشرك الأكبر الذي لا يشذ عنه شئ.)


وقال أيضا رحمه الله تعالى:

( من براهين التوحيد معرفة أوصاف المخلوقين ومَنْ عُبِدَ مع الله، فإن جميع ما يُعْبَد من دون الله مِنْ مَلَك وبشر ومن شجر وحجر وغيرها كلهم فقراء إلى الله، عاجزون ليس بيدهم من النفع مثقال ذرة، ولا يخلقون شيئاً وهم يُخلقون، ولا يملكون ضراً ولا نفعاً ولا موتاً ولا حياةً ولا نشوراً، والله تعالى هو الخالق لكل مخلوق وهو الرازق لكل مرزوق المدبر للأمور كلها، الضَّارُّ النافع المعطي المانع الذي بيده ملكوت كلِّ شيء وإليه يَرجع كلُّ شيء وله يَقْصِدُ ويَصْمُدُ ويخضَعُ كلُّ شيء .

فأيُّ برهان أعظمُ من هذا البرهان الذي أعاده الله وأبداه في مواضع كثيرة من كتابه وعلى لسان رسوله، فهو دليل عقلي فطريٌّ كما أنه دليل سمعي نقلي على وجوب توحيد الله وأنه الحق، ودليل كذلك على بطلان الشرك .


وإذا كان أشرف الخلق على الإطلاق لا يملك نفعَ أقربِ الخلق إليه وأمسِّهم به رحماً فكيف بغيره ؟

فتَبَّاً لمن أشرك بالله وساوى به أحداً من المخلوقين، لقد سُلِبَ عقلُه بعدما سُلِبَ دينه .
فنعوتُ الباري تعالى وصفاتُ عظمته وتوحده في الكمال المطلق أكبرُ برهانٍ على أنه لا يستحق العبادة إلا هو .
وكذلك صفات المخلوقات كلها وما هي عليه من النقص والحاجة والفقر إلى ربـها في كل شؤونها، وأنه ليس لها من الكمال إلا ما أعطاها ربها من أعظم البراهين على بطلان إلهية شيء منها.

فمَن عرفَ الله وعرفَ الخلقَ اضطرتُه هذه المعرفة إلى عبادة الله وحده وإخلاص الدين له، والثناء عليه وحمده وشكره بلسانه وقلبه وأركانه، وانصرف تَعَلُّقُهُ بالمخلوقين خوفاً ورجاءً وطمعاً والله أعلم .)






من مواضيعي في المنتدى
»» أحد المرجعيات الشيعية يعتبر ولاية الفقيه المطلقة شركاً
»» هل أنت راض عن الله؟
»» ما موقف الإخوان من مأساة سنة إيران ؟
»» تقرير الأموال التي تنفقها حركة التشيع في العراق ميزانيات عملاقة ورائها دولة
»» ما لكم لا ترجون لله وقار؟