عرض مشاركة واحدة
قديم 15-01-12, 06:39 AM   رقم المشاركة : 4
أبو العلا
مشرف سابق








أبو العلا غير متصل

أبو العلا is on a distinguished road







في الإسلام وحده السمو النفسي !


وهنا نقاطعه.. فقد كان لنا تحفّظ هام

أن الصوفية في رأينا لا تعادي العقل أو العلم بل إن كثيراً من أئمتها

يحملون أرقى المؤهلات العلمية،

وهذا وحده دليل على إيمانهم بالعلم ومعاناتهم في سبيله..

إنما هم فقط يؤمنون بأن العلوم التحصيلية أمور نسبية متغيرة،

بينما الحقائق المطلقة تتجاوز طاقة العقل البشري،

ولا تتاح إلا لمن صفت نفسه، وأشرقت روحه،

وتلقى مدداً إلهياً يعبرون عنه بأنه نور يقذفه الله في القلب،

وهو أمر لا ينكره المؤمنون الذين يوقنون بالغيب.

ومن ناحية أخرى قد يكون هناك ما يبرر وجهة النظر التي تتهم الصوفية بالتواكل والسلبية،

فمما لا شك فيه أن الصوفية قد علقت بها كثير من السلبيات والشوائب

سواء عن جهل أو عن سوء قصد.

ومما لا شك فيه أيضاً أن بعض الفرق قد تجاوزت الحق والصواب

في ممارستها للتجربة الصوفية..

ولكن يبقى السؤال الهام:

إن التصوف في جوهره دعوة لإحياء الروح،

ومنهج لمجاهدة النفس والسمو بها..

أفلا يعتبر ذلك عاملاً إيجابياً يستحق التزكية والإنماء.


وكان للدكتور غازي رأي آخر..


يقول: "إن إحياء الروح، ومجاهدة النفس، والارتقاء بها،

هي أمور من صميم ما يهدف الإسلام ويدعو إليه،

كما أن التخلق بأخلاق القرآن الكريم وسنة الرسول هو الطريق الوحيد لتحقيق ذلك،

فكيف نلتمسه عند الصوفية وهم يتجاوزون أصلاً ما جاء بكتاب الله وسنة رسوله،

ويؤمنون بعقائد تتصادم مع ما يدعو إليه الإسلام".


ومضت أكثر من ثلاث ساعات والحوار يستمر وتتصاعد درجة حرارته

والأستاذ غازي يمضي في إطلاق قذائفه الثقيلة على أفكار الصوفية ومعتقداتها..

ولكن يلح علينا سؤال هام:

"إذا كانت الصوفية -كما يتهمها فضيلته- تتناقض مع الإسلام

وتتجاوز عن السنة الشريفة..

فكيف يمكن تفسير ما نسمعه وما يؤمن به الكثيرون

من كرامات أولياء الصوفية وشفافيتهم؟


ويجيب: "أية كرامات، وأية شفافية..

إن ما يتحدثون به من كرامات ما هي إلا أوهام يخدعون بها البسطاء

لكي تمتلئ صناديق النذور بأموال الضعفاء المخدوعين"،


ويضيف:

"تعالوا بنا نستعرض كراماتهم المزعومة كما يتحدثون عنها بأنفسهم"،

ويفتح كتاب "الطبقات الكبرى" يقرأ لنا ما يرويه الشعراني بلسان أحد أوليائه:

"أشهدني الله ما في العلا وأنا ابن ست سنين،

ونظرت في اللوح المحفوظ وأنا ابن ثمان سنين،

وفككت طلسم السماء وأنا ابن تسع سنين،

ورأيت في السبع المثاني حرفاً معجماً حار فيه الجن والإنس ففهمته

وحمدت الله تعالى على معرفته،

وحركت ما سكن، وسكنت ما تحرك بإذن الله تعالى:

وأنا ابن أربع عشرة سنة".



ثم يقرأ ما يقوله الشعراني عن الشويمي:

"ومرض سيده مدين (رضي الله عنه) مرة أشرف فيها على الموت،

فوهبه من عمره عشر سنين ثم مات في غيبة الشويمي فجاء وهو على المغسل،

فقال: كيف مت؟ وعزة ربي لو كنت حاضرك ما خليتك تموت،

ثم شرب ماء غسله كله".


وفي كتاب "الكواكب الدرية" يقرأ لنا الدكتور جميل غازي

ما يؤكده (المناوي) من أن للصوفيين أنواعاً من الكرامات:



النوع الأول منها: إحياء الموتى وهو أعلاها،

فمن ذلك أن (عبيد اليسرى) غزا ومعه دابة فماتت،

فسأل الله أن يحييها فقامت تنفض أذنيها.

وأن (مفرجا الدماميني) أحضر له فراخ مشوية فقال:

طيري بإذن الله تعالى فطارت.

ووضع (الكيلاني) يده على عظم دجاجة أكلها،

وقال لها: قومي بإذن الله فقامت،

ومات لتلميذ (أبي يوسف الدهماني) ولد فجزع عليه فقال له الشيخ:

قم بإذن الله فقام وعاش طويلاً،

وسقط من سطح (الفارقي) طفل فمات فدعا الله فأحياه".


ثم ينتقل الدكتور غازي إلى كتاب الأبريز ويقرأ:

"وأهل الديوان إذا اجتمعوا فيه اتفقوا على ما يكون من ذلك الوقت

إلى مثله من الغد،

فهم يتكلمون في قضاء الله تعالى في اليوم المستقبل والليلة التي تليه،

ولهم التصرف في العوالم كلها السفلية والعلوية،

وحتى في الحجب السبعين فهم الذين يتصرفون فيه وفي أهله

وفي خواطرهم وما تهجس به ضمائرهم

فلا يهجس في خاطر واحد منهم شيء إلا بإذن أهل التصرف"


ويعقب فضيلته على ذلك متسائلاً:

"أليس هذا هو قمة الشرك بالله جل وعلا؟".



ويعقب د. جميل غازي على ما تراه لنا من كرامات فيقول:

أليست هذه خرافات وضلالاً واستخفافاً بالعقول..

بل وافتراء على الله جل شأنه ؟!


ثم يضيف:


"إن الصوفية يعتبرون أولياءهم أعلى درجة من الأنبياء،

ويتجرءون أشنع الجرأة على رسل الله..


فيقول "البسطامي" في "الكواكب الدرية":

"أخذتم علمكم ميتاً عن ميت وأخذنا علمنا عن الحي الذي لا يموت"


ويقول في جواهر المعاني:

"خضنا بحراً وقف الأنبياء بساحله".



وعند هذا الحد كان لابد للحوار من أن ينتهي

رغم أن د. جميل غازي يقول:

مازال هناك الكثير مما ينبغي أن يقال للتعرف على أهل التصوف.

ذكرهم.. موالدهم..نذورهم.. قبورهم..

عباداتهم.. شيوخهم.. مريديهم..



أ . هـ . باختصار



http://ar.islamway.net/article/1705?ref=search








من مواضيعي في المنتدى
»» المحاضرة الشاملة نهاية الصوفية
»» التصوف الخليجي ... الخصائص والسمات وخريطة الانتشار
»» فضائح الصوفية / للشيخ عبد الرحمن عبد الخالق
»» شعب مورو المسلم مظلوم
»» عمائم الشياطين لا تحارب شيطانها الأكبر