عرض مشاركة واحدة
قديم 05-05-10, 06:56 PM   رقم المشاركة : 8
شعيب الاشباني
صوفي






شعيب الاشباني غير متصل

شعيب الاشباني is on a distinguished road


هذه أسئلة غريبة من أصحاب العقول الخفيفة التي تجسم الله و إن لم ينطقوا بالتجسيم و يثبتوه لكن كلامهم و طريقة تفكيرهم في الله و منهاجهم كله تجسيم.

الله ليس داخل مكان و لا خارج مكان, أين الله إذن؟ إذهب و ابحث عنه.
يعني شبهوا الله بالجسم فالجسم إما يكون في مكان أو خارجه, سبحان الله.
إذا كان الجسم تنطبق عليه هذه الحدود في حالتين فقط إما خارج أو داخل فإن الله ليس كمثله شيء و بدون حد كما قال إمامنا الإمام أبو حنيفة رضي الله عنه, ليس هناك حالتين فقط إما خارج و إما داخل, لكن ممكن ما لا نهاية من الجالات الى جانب الحالتين و الله غير مقيد بما تتقيد به الأجسام, و بما أن الله لم يخبرنا عن هذا اللانهاية من الحالات فالوجوب هو التوقف فالله هو الأعلى العلي المتعال بدون كيف و الله سبحانه معنا أينما كنا بدون كيف و الله أقرب إلينا من حبل الوريد بدون كيف و هلم جرا.

تبين إذن بطلان و صنمية هذا السؤال.

أما بطلان و صنمية السؤال عن رؤية الله كله أو جزء منه فهو سؤال كالأول أي أنه مسبوق بالتجسيم و التشبيه فالجسم هو الذي يكون إما كلي أو جزئي أما الله سبحانه فلا تجري عليه هذه القوانين الجسمانية بغض النظر عن تصور الجسم أنه مفرد مؤلف من أجزاء متناهية صغار لا تنقسم أصلاً أي لا كسراً ولا قطعاً ولا وهماً ولا فرضاً، كما قال جمهور المتكلمين.
و لا هو مركب من أجزاء غير متناهية صغار لا تنقسم أصلاً وهو ما التزمه بعض القدماء والنظام كما قال بعض المعتزلة.
و لا هو متصل من نفسه كما هو عند الحس لكنه قابل لانقسامات متناهية كما يقول الاستشراقيون.
و لا متصل من نفسه كما هو عند الحس لكنه قابل لانقسامات غير متناهية كما يقول الفلاسفة المشائين.

تبين إذن بطلان و صنمية السؤال.

و هو في البطلان و الصنمية سواء بسواء كسؤال من خلق الله و هل الله لا يستطيع أن ينام و هل الله يحتاج للعبادة و غيرها من الأسئلة التي تحمل التناقض المنطقي في داخلها فيبطل السؤال.

أسئلة و تصورات فتحت للزنادقة و الملاحدة و الدهريين الأبواب للطعن في الدين فلا حول و لا قوة إلا بالله!!!!


يقول الإمام أبو حنيفة رضي الله عنه:

لا يُشبِهُ شيئاً مِنَ الأشياءِ مِنْ خَلقه، ولا يشبهه شىءٌ مِن خلقِهِ، لم يزلْ ولا يزالُ بأسمائه وصفاته الذاتية والفِعليّة.
وهو شىءٌ لا كالأشياءِ، ومعنى الشىءِ إثباتُهُ بلا جسمٍ ولا جوهرٍ ولا عَرَضٍ، ولا حدَّ لهُ، ولا ضدَّ لهُ، ولا ندَّ له، ولا مِثلَ لهُ. ولهُ يدٌ ووجهٌ ونفسٌ كما ذكرَهُ اللهُ تعالى في القرءانِ، فما ذكرَهُ اللهُ تعالى في القرءانِ، منْ ذكرِ الوجهِ واليدِ والنفسِ فهو لهُ صفةٌ بلا كيفٍ، ولا يقالُ إنّ يدَهُ قدرتُهُ أو نعمتُهُ، لأنَّ فيهِ إبطالُ الصفةِ، وهوَ قولُ أهلِ القَدَرِ والإعتزالِ، ولكنْ يدُهُ صفتُهُ بلا كيفٍ، وغضبُهُ ورضاهُ صفتانِ من صفاتِهِ بلا كيفٍ.


سوف يرى المؤمنون الله: كيف؟ الله أعلم.

إذن نحن نقول فكروا في خلق الله و لا تفكروا في الله تكونوا من المفلحين.