معلوم لديكم أخواني أن الشفاعة يوم القيامة لا تشمل إلا الموحدين ولو كان الموحد صاحب كبائر .
فـيقول المبتدع أنا الشفاعة تشمل الكافر ودليل (فيأتون آدم صلى الله عليه وسلم فيقولون يا آدم أنت أبو البشر ) إلى آخر الحديث الصحيح ثم ذكر أنهم يأتون محمد عليه السلام فيطلون منه فيشع لهم وفيهم كفار , فهذا دليل واضــــــح على أنهم يدخلون تحت الشفاعة ؟
الجواب : قال الشيخ صالح بن عبدالله العصيمي في شرح إثبات الشفاعة للذهبي ؟
( غير أن هذا التقرير للأصل المذكور يردُّ عليه إشكال , فإذا علم أن الشفاعة لا تكون للكافرين كما في قوله تعالى ( فما تنفعهم شفاعة الشافعين ) يعني الكفار , فما هو الجوابُ عن شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم لأهل الموقف جميعاً بوقوع الحساب مع وجود الكفار فيهم فهذا الحديث المروي في صحيحين وغيرهما فيه الوقوع الشفاعة للكافرين فكيف يقال أن الشفاعة لا تكون للكافرين .
جوابها : أن يقال أن الشفاعة أصلاً قي الموقف إنما وقعت إبتداءٍ للمؤمنين أن يفرج الله عز وجل عنهم كربة ذلك اليوم ثم دخل الكفار فيهم بتبع , فليست هذه الشفاعة للكافرين إبتداءً ولا اختصت بهم بل هي لعموم صح ادخاله فيه تبعاً لأنه يثبت تبعاً ما لا يثبت استقلالاً كما أن هذه الشفاعة لا تنفعهم بل تعجل بهم إلى ما هو أشد مما يجدونه في ذلك الموقف العظيم فحينئذٍ لا تكون الشفاعة الكائنة في الموقف مخالفة لظواهر القرآن الكريم )