شبكة الدفاع عن السنة

شبكة الدفاع عن السنة (http://www.dd-sunnah.net/forum/index.php)
-   كتب ووثائق منتدى عقيدة أهل السنة والجماعة (http://www.dd-sunnah.net/forum/forumdisplay.php?f=65)
-   -   منظومة سلم الوصول إلى علم الأصول في توحيد الله واتباع الرسول (http://www.dd-sunnah.net/forum/showthread.php?t=87079)

أبو العلا 15-09-09 07:48 PM

منظومة سلم الوصول إلى علم الأصول في توحيد الله واتباع الرسول
 
منظومة سلم الوصول إلى علم الأصول
في توحيد الله واتباع الرسول

للشيخ حافظ بن أحمد الحكمي

رحمه الله تعالى


بسم الله الرحمن الرحيم

أَبدَأُ بِاسمِ اللهِ مُستَعينَا *** رَاضٍ بِهِ مُدَبِّراً مُعِيناَ
وَالحَمدُ للهِ كَمَا هَدانا *** إِلَى سَبيلِ الحَقِّ وَاْجتَبانا
أَحمَدُهُ سُبحانَهُ وَأَشكُرُهْ *** وَمِن مَسَاوِي عَمَلِي أَستَغفِرُهْ
وَأَستَعينُهُ عَلَى نَيلِ الرِّضَى *** وَأَستَمِدُّ لُطفَهُ فِيمَا قَضَى
وَبَعدُ : إِنِّي بِاليَقينِ أَشهَدُ *** شَهادَةَ الإِخلاصِ أَنْ لا يُعبَدُ
بِالْحَقِّ مَألُوهٌ سِوَى الرَّحمَانِ *** مَنْ جَلَّ عَن عَيبٍ وَعَن نُقصَانِ
وَأَنَّ خَيرَ خَلقِهِ مُحَمَّدَاْ *** مَن جَاءَنَا بِالبَيِّناتِ وَالهُدَى
رَسُولُهُ إِلَى جَميعِ الْخَلقِ *** بِالنُّورِ والهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ
صَلَّى عَلَيهِ رَبُّنَا وَمَجَّدَاْ *** وَالآلِ وَالصَّحبِ دَوَاماً سَرْمَدَاْ
وَبَعدُ هَذَا النّظمُ فِي الأُصولِ *** لِمَنْ أَرادَ مَنهَجَ الرَّسُولِ
سَأَلَنِي إِيَّاهُ مَن لا بُدَّ لِي *** مِنَ اِمتِثالِ سُؤلِهِ الْمُمتَثَلِ
فَقُلتُ مَعْ عَجزِيْ وَمَعْ إِشْفاقِي *** مُعتَمِداً عَلَى القَديرِ البَاقِي


أبو العلا 16-09-09 06:04 AM

مقدمةٌ
تعرِّفُ العبدَ: بماخُلِقَ لهُ، وبأول ما فرض اللهُ تعالى عليه،
وبما أخذ اللهُ عليه به الميثاقَ في ظهر أبيه آدم عليه السلام
وبما هو صائرٌ إليه
======================

اعلَم بِأَنَّ اللهَ جَلَّ وَعَلا *** لَم يَترُكِ الْخَلقَ سُدَىً وَهَمَلا

بَلْ خَلَقَ الخَلْقَ لِيَعبِدُوهُ *** وَبِالإِلهِيَّةِ يُفرِدُوهُ

أَخرَجَ فِيمَا قَد مَضَى مِن ظَهرِ *** آدَمَ ذُرِّيَّتَهُ كَالذَّرِّ

وَأَخَذَ العَهدَ عَلَيهُمْ أَنَّهُ *** لا رَبَّ مَعبودٌ بِحَقٍّ غَيرَهُ

وَبَعدَ هَذا رُسلَهُ قَد أرسَلا *** لَهُم وَبِالحَقِّ الكِتابَ أَنزَلا

لِكَي بِذَا العَهدِ يُذَكِّرُوهُم *** وَيُنذِرُوهُم وَيُبَشِّرُوهُم

كَيْ لا يَكُونَ حُجَّةٌ للنَّاسِ بَلْ *** للهِ أَعلَى حُجَّةٍ عَزَّ وَجَلْ

فَمَن يُصَدِّقْهُم بِلا شِقاقِ *** فَقَد وَفَى بِذَلِكَ الْمِيثاقِ

وَذاكَ ناجٍ مِن عَذابِ النَّارِ *** وَذلِكَ الوَارِثُ عُقبَى الدَّارِ

وَمَن بِهِم وَبِالكِتابِ كَذَّبَا *** وَلازَمَ الإِعراضَ عَنهُ وَالإِبَا

فَذَاكَ ناقِضٌ كِلا العَهدَينِ *** مُستَوجِبٌ لِلخِزيِ فِي الدَّارِينِ

أبو العلا 17-09-09 12:21 AM

فصل
في كونِ التوحيدِ ينقسمُ إلى نوعين
وبيان النوع الأول
وهو توحيدُ المعرفةِ والإثباتِ
======================
أوَّلُ وَاجِبٍ عَلى الْعَبِيد *** مَعْرِفَةُ الرَّحْمَنِ بِالتَّوْحِيدِ

إذْ هُوَ مِن كُلِّ الأَوَامِر أعْظَمُ *** وَهُوَ نَوْعَانِ أيَا مَن يَفْهَمُ

إثْبَاتُ ذَاتِ الرَّبِّ جَلَّ وعَلاَ *** أسْمَائِهِ الْحُسْنَى صِفَاتِهِ العُلَى

وَأنَّهُ الرَّبُّ الْجَلِيلُ الأكْبَرُ *** الْخَالِقُ الْبَارِىءُ وَالْمُصَوِّرُ

بَاري الْبَرَايَا مُنْشِىءُ الْخَلائِقِ *** مُبْدِعُهُمْ بِلاَ مِثالٍ سَابِقِ


الأوَّلُ الْمُبدِي بِلاَ ابْتِدَاءِ *** والآخِرُ الْبَاقِي بِلاَ انْتِهَاءِ

الأحَدُ الفَرْدُ الْقَدِيرُ الأزَليّ *** الصَّمَدُ الْبَرُّ الْمُهَيْمِنُ العَلِيّ

عُلُوَّ قَهرٍ وَعُلُوَّ الشَّانِ *** جَلَّ عَنِ الأضْدَادِ وَالأعْوَانِ

كَذَا لَهُ الْعُلُوُّ والفَوْقِيَّهْ *** عَلَى عِبَادِهِ بِلاَ كَيْفِيَّهْ

وَمَعَ ذَا مُطَّلِعٌ إلَيْهِمُ *** بعلْمِهِ مُهَيْمنٌ عَلَيْهِمُ

وَذِكرُهُ لِلقُرْبِ وَالْمَعِيَّةْ *** لَمْ يَنْفِ لِلْعُلُوِّ وَالْفَوْقِيهْ

فَإِنَّهُ الْعليُّ في دُنُوِّهِ *** وَهُوَ الْقَريِبُ جَلَّ في عُلُوِّهِ

حَيٌّ وَقَيُّومٌ فَلاَ يَنَامُ *** وَجَلَّ أَنْ يُشْبِهُهُ الأنَامُ

لاَ تَبْلُغُ الأوْهَامُ كُنْهَ ذَاتهِ *** وَلاَ يُكَيِّفُ الْحِجَا صِفَاتِهِ

باقٍ فَلاَ يَفْنَي وَلاَ يَبِيدُ *** وَلاَ يَكُونُ غَيْرَ مَا ُيرِيدُ

مُنفَرِدٌ بِالْخَلْقِ وَالإرَادَهْ *** وَحَاكِمٌ جَلَّ بِمَا أرَادَهْ

فَمَنْ يَشَأْ وَفَّقَهُ بِفَضْلِهِ *** وَمن يَشَأْ أضَلَّهُ بِعَدْلِهِ

فَمِنْهُمُ الشَّقِيُّ والسَّعِيدُ *** وَذَا مُقَرَّبٌ وَذَا طَريدُ

لِحِكْمَةٍ بَالِغَةٍ قَضَاهَا *** يَسْتَوْجبُ الْحَمْدَ عَلَى اقتِضَاهَا

وهُوَ الَّذِي يَرَى دَبِيبَ الذَرِّ *** في الظُّلُمَاتِ فَوْقَ صُمِّ الصَّخْرِ

وَسَامِعٌ لِلْجَهْرِ وَالإِخفاتِ *** بِسَمْعِهِ الْوَاسِعِ لِلأَصْوَاتِ

وَعِلْمُهُ بِمَا بَدَا وَمَا خَفِي *** أحَاطَ عِلْما بالْجَليِّ وَالْخَفِي

وَهُوَ الْغَنِيُّ بِذَاتِهِ سُبْحَانَهُ *** جَلَّ ثَنَاؤُهُ تَعَالى شَأنُهُ

وكُلُّ شَيْءٍ رِزْقُهُ عَليْهِ *** وَكُلُّنَا مُفْتَقِرٌ إِلَيْهِ

أبو العلا 17-09-09 12:41 AM

بَيانُ النَّوعِ الأوَّلِ ، وهُوَ تَوحيدُ الْمَعرِفَةِ وَالإِثْباتِ
 
كَلَّمَ مُوسَى عَبْدَهُ تَكْليِمَا *** وَلَمْ يَزَلْ بِخَلْقِهِ عَلِيمَا

كَلاَمُهُ جَلَّ عَنِ الإِحْصَاءِ *** وَالحَصْرِ وَالنَّفَادِ وَالْفَنَاءِ


لَوْ صَارَ أَقلاَماً جَميعُ الشَّجَرِ *** وَالبَحْرُ تُلقَى فِيهِ سَبْعُ أبْحُرِ

وَالْخَلْقُ تَكتُبْهُ بِكُلِّ آنِ *** فَنَتْ وَلَيْسَ القَوْلُ مِنهُ فَانِ

وَالْقَوْلُ في كِتَابِهِ المُفَصَّلْ *** بِأنَّهُ كَلامُهُ الْمُنَزَّلْ

عَلَى الرَسُولِ المُصْطَفَى خَيْرِ الوَرَى *** لَيْسَ بِمَخْلُوقٍ ولا بِمُفْتَرَى

يُحْفَظُ بِالقَلْبِ وَبِاللَّسَانِ *** يُتْلَى كَمَا يُسْمَعُ بالآذَانِ

كَذَا بِالأَبْصَارِ إِلَيْهِ يُنْظَرُ *** وَبِالأيَادِي خَطُّهُ يُسَطَّرُ

وَكُلُّ ذِي مَخلُوقَة حَقِيقَهْ *** دُونَ كَلامِ بَارِيءِ الْخَلِيقَةْ

جَلَّتْ صِفَاتُ رَبِّنَا الرَّحْمنِ *** عَنْ وَصْفِهَا بِالْخَلْقِ وَالْحَدثَانِ

فَالصوْتُ والأَلْحَانُ صَوتُ الْقَارِي *** لكنَّمَا الْمَتلُوُّ قَوْلُ الْبَارِي

مَا قَاَلهُ لاَ يَقبَلُ التَّبْدِيلاَ *** كَلاَّ وَلاَ أصْدَقُ مِنهُ قِيلا

وَقَدْ رَوَى الثِّقَاتُ عَن خَيْرِ المَلاَ *** بِأنَّهُ ّعزَّ وَجَلَّ وَعَلا

في ثُلُثِ اللِّيْلِ الأخِيرِ يَنْزِلُ *** يَقُولُ هَلْ مِن تَائِب فَيُقبِِلُ

هَلْ مَنْ مُسِيءٍ طالِبٍ للْمَغْفِرَهْ *** يَجِدْ كَرِيماً قَابِلاً لِلْمَعْذِرَهْ

يَمُنُّ بِالْخَيْرَاتِ وَالْفَضَائِلْ *** وَيَسْتُرُ العَيْبَ ويُعْطِي السَّائِلْ

وَأنَّهُ يَجِيءُ يَوْمَ الفَصْل *** كَمَا يَشَاءُ لِلْقَضاءِ الْعَدْلِ

وأنَّهُ يَرَى بِلاَ إنْكَارِ *** في جَنَّةِ الفِرْدَوْسٍ بِالأبصَارِ

كلٌّ يَرَاهُ رُؤيَةَ العِيَانِ *** كَمَا أتَى في مُحْكَمِ القُرآنِ

وَفي حَديثِ سَيِّدِ الأنَامِ *** مِنْ غَيْرِ مَا شَكٍّ وَلا إِبْهَامِ

رُؤْيَةَ حَقٍّ لَيْسَ يَمْتَرُونَهَا *** كَالشَّمْسِ صَحْواً لاَ سَحَابَ دُونَهَا

وَخُصَّ بالرُّؤيَةِ أوْلِياؤُهُ *** فَضِيلَةً وَحُجِبُوا أَعْدَاؤُهُ

وَكلُّ مَا لَهُ مِنَ الصِّفَاتِ *** أثْبَتَهَا في مُحْكَمِ الآيَاتِ

أوْ صَحَّ فيمَا قَالَهُ الرَّسُولُ *** فَحَقُّهُ التَّسلِيمُ وَالقَبُولُ

نمِرُّهَا صَرِيحَةً كَمَا أتَتْ *** مَعَ اعْتِقَادِنَا لمَا لَهُ اقْتَضَتْ

مِنْ غَيْرِ تَحْرِيف وَلاَ تَعْطِيلِ *** وغَيْرِ تَكْيِيف وَلاَ تَمْثيلِ

بَلْ قَوْلُنَا قَوْل أئمةِ الهدَى *** طُوبَى لِمَنْ بهَدْيِهِِمْ قَد اهْتدَى

وَسَمِّ ذَا النَّوْعِ مِنَ التَّوحِيد *** تَوْحِيدَ إثْبَاتٍ بِلا تَرْدِيدِ

قَدْ أفْصَحَ الوَحيُ المُبين عَنْهُ *** فَاْلتَمِسِ الْهُدَى الْمُنِيَر منهُ

لاَ تَتَّبِعْ أقوَالَ كلِّ مَارِدِ *** غَاوٍ مُضِلٍّ مَارِق مُعانِدِ

فَلَيْسَ بَعْدَ رَدِّ ذَا التِّبْيَان *** مِثْقَالُ ذَرَّة مِنَ الإيمَان

أبو العلا 17-09-09 03:34 AM

فصل
في بيانِ النوع الثاني

وهو توحيدُ الطلبِ والقصد
وهو معنى ( لا إله إلا الله )
======================
هذا وَثَانِي نَوعَي التوْحِيدِ *** إفْرادُ رَبِّ الْعرْشِ عنْ نَديدِ


أنْ تَعْبُدَ الله إلهاً وَاحِدَا *** مُعْتَرِفاً بِحَقِّهِ لاَ جَاحِدَا

وَهوَ الَّذي به الإله أرْسَلا *** رُسْلَهُ يَدْعُونَ إلَيْهِ أولا

وأنْزَلَ الْكِتَابَ والتِّبْيَانَا *** مِن أجْلِهِ وَفَرَقَ الْفُرْقَانَا

وكَلفَ الله الرَّسُولَ الْمُجْتَبَى *** قِتَالَ مَن عَنْهُ تَوَلَّى وَأبَى

حَتَّى يَكُونَ الدِّينُ خَالِصا لَهُ *** سِرّاً وَجَهْرَاً دِقَّةُ وَجِلَّهُ


وَهَكَذَا أمَّتُهُ قَدْ كُلِّفُوا *** بذَا وَفي نصِّ الْكِتَابِ وُصِفُوا


وَقَدْ حَوَتْهُ لَفْظَةُ الشَّهَادَهْ *** فَهِيَ سَبِيلُ الْفَوْزِ وَالسَّعَادَهْ

مَن قَالَهَا مُعْتَقِداً مَعْنَاها *** وَكَانَ عَامِلاً بِمُقْتَضَاهَا

في القَوْلِ والفِعْلِ ومَاتَ مُؤمِناً *** يُبْعَثُ يَوْمَ الْحَشرِ نَاجٍ آمِنَا

فَإِنَّ مَعْنَاهَا الَّذِي عَلَيْهِ *** دَلتْ يَقِينا وَهَدَتْ إِلَيْهِ

أن لَيْسَ بِالْحَقِّ إِلهٌ يُعْبَدُ *** إلاَّ الإلهُ الوَاحِدُ المُنْفَرِدُ

بِالْخَلقِ وَالرِّزْقِ وَبالتَّدْبِيرِ *** جَلَّ عَنِ الشَّريِكِ وَالنَّظِيرِ

وَبِشُرُوطٍ سَبْعَةٍ قَدْ قُيِّدَتْ *** وَفي نُصُوصِ الوَحْيِ حَقاً وَرَدَتْ

فَإنَّهُ لَمْ يَنتَفِعْ قَائِلُهَا *** بِالنُّطْقِ إلاَّ حَيْثُ يَسْتَكْمِلُهَا

الْعِلمُ وَالْيَقِينُ وَالقَبُولُ *** وَالانْقِيَادُ فَادْرِ مَا أقُولُ

وَالصِّدْقُ وَالإِخْلاَصُ وَالْمَحَبَّة *** وَفَّقَكَ الله لِمَا أحَبَّه

أبو العلا 17-09-09 03:06 PM

فصل
في العبادة ، وذكرِ بعضِ أنواعها

وأنَّ من صرفَ منها شيئاً لغيرِ الله فقد أشركَ

======================


ثُمَّ الْعِبَادَةُ هيَ اسْمٌ جَامِع *** لِكُلِّ مَا يَرضَى الإلهُ السَّامِع


وَفِي الْحَدِيثِ مُخُّهَا الدُعَاءُ *** خَوْفٌ تَوَكُّلٌ كَذَا الرَّجَاءُ


وَرَغْبَة وَرَهْبَةٌ خشوعُ *** وَخَشيَةٌ إنَابَة خضُوعُ


وَالاسْتِعَاذَةُ والاسْتِعَانَهْ *** كَذَا اسْتِغَاثةٌ بهِ سُبْحَانَهْ


وَالذَّبْحُ وَالنَّذْرُ وَغَيْرُ ذَلِكْ *** فَافْهَمْ هُدِيْتَ أوْضَحَ الْمَسَالِكْ

وَصَرْفُ بَعْضِهَا لغَيْرِ اللهِ *** شِرْكٌ وَذَاكَ أقْبَحُ الْمَنَاهِي




أبو العلا 18-09-09 02:56 AM

فصلٌ
في بيانِ ضدِّ التوحيدِ، وهو الشركُ

وأنَّهُ ينقسم إلى قسمينِ: أصغرٌ وأكبرٌ
وبيانُ كلٍّ منهما



======================
وَالشِّرْكُ نَوْعَانِ : فَشِرْكٌ أَكْبَرُ *** بهِ خُلودُ النَّارِ إذْ لاَ يُغْفَرُ

وَهُوَ اتِّخَاذُ الْعَبْدِ غَيْرَ اللهِ *** نِدّاً بهِ مُسَوِّياً مُضَاهِي

يَقْصُدُهُ عِنْدَ نَزَولِ الضُّرِّ *** لِجَلْبِ خَيْرٍ أوْ لِدَفْعِ الشرِّ

أوْ عِنْدَ أيِّ غَرَضٍ لاَ يَقدِرُ *** عَلَيْهِ إلاَّ الْمَالِكُ الْمُقتَدِرُ


مَعْ جَعْلِهِ لِذَلِكَ الْمَدَعُوِّ *** أوِ المُعَظَّمِ أوِ المرْجُوِّ

في الْغَيْبِ سُلْطَاناً بهِ يَطَّلعُ *** عَلَى ضَمِيرِ مَنْ إلَيْهِ يَفْزَعُ

وَالثَّانِ شِركٌ أصْغَرُ وَهْوَ الرِّيَا *** فَسَّرَهُ بِهِ خِتَامُ الأنْبِيَا

وَمِنهُ إقسَامٌ بِغَيْرِ البَاري *** كَمَا أتَى في مُحْكَمِ الأخْبَارِ

أبو العلا 18-09-09 03:57 AM

فصلٌ
في بيانِ أمورٍ يفعلُها العامة؛
منها ما هو شركٌ ومنها ما هو قريبٌ منهُ.

وبيانِ حُكمِ الرُّقَى والتَّمائمِ

======================
وَمَنْ يَثِقْ بوَدْعَةٍ أوْ نَابِ *** أوْ حَلْقَةٍ أوْ أعْيُنِ الذِّئَابِ

أوْ خيْطٍ أوْ عُضْوٍ منَ النُّسُورِ *** أوْ وَتَرٍ أو ترْبَةِ القُبُورِ

لأيِّ أمْرٍ كائِنٍ تَعَلّقَهْ *** وَكَلَهُ الله إلى ما عَلَّقَهْ


ثُم الرُّقَى منْ حُمَةٍ أوْ عَيْنٍ *** فَإنْ تكُنْ مِنْ خَالِصِ الوَحْيَيْنِ

فَذَاكَ مِنْ هَدْيِ النَّبِيِّ وشِرْعَتِهِ *** وَذَاكَ لاَ اخْتِلافَ في سُنِّيَتِهِ

أمَّا الرُّقَى الْمَجْهُولَةُ الْمَعانِي *** فَذَاكَ وِسْوَاسٌ مِنَ الشَّيْطَانِ

وَفِيهِ قَدْ جَاءَ الْحَدِيثُ أنَّهْ *** شِرْكٌ بِلا مِرْيَةٍ فَاحْذَرْنَّهْ

إذْ كُلُّ مَنْ يَقولُهُ لا يَدْرِي *** لَعَلهُ يَكُونُ مَحْضَ الكُفْرِ

أوْ هُو مِنْ سحْرِ الْيَهُودِ مُقْتَبَسْ *** عَلَى العَوامِ لبَّسُوهُ فَالْتَبَسْ

فَحذراً ثمَّ حَذَارِ مِنْهُ *** لا تَعْرِف الْحَقَّ وَتَنْأى عَنْهُ

وفي التَّمَائِمِ الْمُعَلَّقَاتِ *** إن تَكُ آياتٍ مُبَيِّناتِ

فَالاخْتِلاَفُ وَاقِعٌ بَيْنَ السَّلَفْ *** فَبَعْضُهُمْ أجَازَها والْبَعْضُ كَفْ

وإنْ تَكُنْ مِمَّا سوَى الوَحْيَيْنِ *** فإنَّهَا شِرْكٌ بِغَيْرِ مَيْنِ

بَلْ إنَّهَا قَسيْمَةُ الأزْلاَمِ *** في الْبُعدِ عَن سِيمَا أُولي الإِسْلاَمِ


أبو العلا 19-09-09 07:30 PM

فصلٌ:

من الشِّركِ فِعلُ مَن يتبركُ بشجرٍ أو حجرٍ أو بُقعةٍ أو قبرٍ أو نحوها
يتخذُ ذلك المكانَ عيداً

وبيان ُ أنَّ الزيارةَ تنقسمُ إلى: سُنيةٍ وبدعيةٍ وشركيةٍ


======================
هَذَا ومِنْ أعْمَالِ أهْلِ الشِّرْكِ *** مِنْ غَيْرِ مَا تَرَدُّدٍ أوْ شَكِّ


مَا يَقْصُدُ الجُهَّالُ مِنْ تَعْظِيمِ مَا *** لَمْ يَأذَنِ الله بِأنْ يُعَظَّمَا

كَمَنْ يَلُذْ بِبقعَةٍ أوْ حَجَرِ *** أوْ قَبْرِ مَيْتٍ أوْ بِبَعْض الشَّجَرِ


مُتَّخِذَاً لِذَلِكَ المَكَانِ *** عِيداً كَفِعْلِ عَابِدِي الأوْثَانِ



ثُمَّ الزِّيارَةُ عَلَى أقْسَامِ *** ثَلاثَةٍ يَا أُمَّةَ الإسْلامِ

فإنْ نَوَى الزَّائِرُ فيمَا أضمَرَهُ *** في نَفْسِهِ تَذْكِرَةً بالآخِرَهْ

ثُمَّ الدُّعَا لَهُ ولِلأَمْوَاتِ *** بِالعَفْوِ والصفْحِ عَنِ الزَّلاَّتِ


وَلَمْ يَكُنْ شَدَّ الرِّحَالَ نَحْوَها *** وَلَمْ يقُلْ هُجْراً كَقَوْلِ السُّفَهَا


فَتِلْكَ سُنَّةٌ أتَتْ صَرِيحَهْ *** في السُّنَنِ المُثْبَتَة الصَّحِيحَهْ


أوْ قَصَدَ الدُّعَاءَ وَالتَّوَسّلاَ *** بِهِمْ إلى الرَّحْمَنِ جَلَّ وَعَلاَ

فَبِدْعَةٌ مُحْدَثَةٌ ضَلاَله *** بَعيْدَةٌ عَنْ هَدْيِ ذِي الرِّسَالَهْ


وإنْ دَعا الْمَقبُورَ نَفْسَهُ فَقَدْ *** أشْرَكَ بِالله الْعَظِيْمِ وَجَحَدْ

لَنْ يَقْبَلَ الله تَعَالى مِنْهُ *** صَرْفاً وَلا عَدْلاً فَيَعْفُوا عَنْهُ


إذْ كُلُّ ذَنْبٍ مُوشكُ الغُفْرَانِ *** إلاَّ اتِّخَاذ النِّدِّ للرحْمنِ

أبو العلا 20-09-09 05:36 PM

فصلٌ

في بيانِ ما وقع فيه العامةُ اليومَ مما يفعلونَهُ عندَ القبورِ

وما يرتكبونهُ من الشركِ الصريحِ والغلو المفرطِ في الأمواتِ



======================
ومَنْ عَلَى القَبْرِ سِراجاً أوقَدَا *** أوِ ابْتَنى عَلَى الضَّرِيحِ مَسْجِداً

فإنّه مُجَدِّدٌ جِهَارا *** لِسُنَنِ الْيَهُودِ والنصَارَى

كَمْ حَذَّرَ الْمُخْتَارُ عَنْ ذَا وَلَعَنْ *** فَاعِلهُ كَمَا رَوَى أهْلُ السُّنَنْ

بلْ قَدْ نَهَى عَن ارْتِفَاعِ الْقَبْرِ *** وَأَنْ يُزَادَ فِيهِ فَوْقَ الشِّبْر


وَكلُّ قَبْرٍ مُشرِفٍ فَقَدْ أمَرْ *** بِأَنْ يُسَوَّى هَكَذَا صَحَّ الْخَبَرْ


وحذْرَ الأُمَّةَ عَنْ إطْرَائِهِ *** فَغَرَّهُمْ إبْلِيسُ باسْتِجْرائِهِ

فَخَالَفوهُ جَهْرَةً وارْتَكَبُوا *** ما قدْ نَهَى عَنْهُ ولَمْ يَجْتَنِبُوا

فَانْظُرْ إليْهِمْ قَدْ غَلوْا وَزَادُوا *** وَرَفَعُوا بنَاءََهَا وَشَادُوا

بالشِّيدِ والآجُرِّ وَالأحْجَارِ *** لا سيَّمَا في هَذِه الأعْصَارِ

وَلِلْقَنَادِيلِ عَلَيْهَا أوْقَدُوا *** وَكَمْ لِوَاءٍ فَوْقَهَا قَدْ عَقَدُوا

وَنَصَبُوا الأعْلاَمَ وَالرَّايَاتِ *** وَافْتَتَنُوا بِالأعْظمِ الرُّفَاتِ

بَلْ نَحَروا في سُوحِهَا النَّحَائِرْ *** فِعْلَ أُولي التَّسْيِيبِ والْبَحَائِرِ

والْتَمَسُوا الْحَاجَاتِ مِنْ مَوْتَاهُم *** وَاتَّخَذُوا إلَهَهُمْ هَوَاهُمْ

قَدْ صَادَهُمْ إبْليِسُ في فِخَاخِه *** بَلْ بَعْضُهُمْ قَدْ صَارَ منْ أفْرَاخِه

يَدْعو إلى عِبَادَةِ الأوْثَانِ *** بِالْمَالِ والنَّفْسِ وبِاللِّسَانِ

فَلَيْتَ شِعْري مَنْ أبَاحَ ذَلِكْ *** وَأوْرَطَ الأُمَّةَ في المَهَالِكْ

فَيَا شَدِيدَ الطَّوْلِ والإِنْعَامِ *** إلَيْكَ نَشْكُو مِحْنَةَ الإسْلاَمِ


الساعة الآن 12:36 AM.

Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "