شبكة الدفاع عن السنة

شبكة الدفاع عن السنة (http://www.dd-sunnah.net/forum/index.php)
-   الــــحــــــــــــوار مع الاثني عشرية (http://www.dd-sunnah.net/forum/forumdisplay.php?f=2)
-   -   عائشة في صحيح البخاري (http://www.dd-sunnah.net/forum/showthread.php?t=77681)

KHODER SAIF 18-02-09 06:49 PM

عائشة في صحيح البخاري
 
السلام عليكم

***********
أنظروا كيف كانت تتعامل عائشة مع اليتامى المساكين وتقول اني لا اضرب احدهم حتى ينبسط
) كتاب المعجم ج1 \ص247
*************
سبحان الله ! لا تحب عائشة حتى أن تذكر اسم علي !! بغض علي بن أبي طالب نفاق يا عائشة !!
صحيح البخاري ج4 \ص27\ باب-22
*****************
النبي (ص) يتمنى موت عائشة ، وعائشة تعرف مدى كره النبي (ص) لها صحيح البخاري ج4 \ص9\10
********************
وكأن النبي صلى الله عليه وآله طفل صغير لا يعي ما هي مصلحته !! صحيح البخاري ج4 \ص21
********************
عائشة وحفصة تتآمران وتتواطآن على الكذب على رسول الله !! هذا وهو حي يرزق ! فكيف بعد وفاته !!! صحيح البخاري ج3 \ص308
***************
عائشة تغضب على رسول الله صلى الله عليه وآله !! ولم تغر كما غارت على سيدة النساء خديجة بن خويلد عليها السلام !! صحيح البخاري ج3 \ص404
***************
عائشة لا تخجل من حكاية كذبها وتآمرها على رسول الله وحثها باقي نساء النبي على أن يكذبوا عليه بل قد أجبرتهن على الكذب !!! صحيح البخاري ج3 \ص415
********************
عائشة تقول إن النبي مات في حضنها !! وأن ريقه اختلط بريقها !! بدل أن يتشهد ويذكر الله يا عائشة !! صحيح البخاري ج3 \ص402
*******************
عائشة تقول إن الله يسارع بإنزال الآيات القرآنية على ما يهواه النبي !! والعياذ بالله ! صحيح البخاري ج3 \ص374
********************
الله عز وجل يهدد عائشة وحفصة بعد أن كشف تآمرهما على رسول الله صحيح البخاري ج3 \ص310
******************
عائشة تدخل المغنيات بيت رسول الله !! ثم يأتي النبي ويسمع غناء المغنيات !! ويأتي أبو بكر وينتهر عائشة
أمزمارة الشيطان في بيت رسول الله
صحيح البخاري ج2 \ص249
********************
يا عائشة !!! إن بغض علي بن أبي طالب عليه السلام نفاق !! صحيح البخاري ج2 \ص153
****************
ساعد الله قلبك يا رسول الله ما لقيت من عائشة !! صحيح البخاري ج1 \ص101
******************
عائشة تكذب الصحابة الذين رووا عن رسول الله أنه قال يقطع الصلاة الحمار والكلب الأسود والمرأة ! وتغضب عائشة من جعلهم المرأة كالكلب والحمار صحيح البخاري ج1 \ص128
*******************
أم المؤمنين تسب أم المؤمنين !!! الطبقات الكبرى المجلد 8 \ص64
*****************
عائشة أحب للنبي من زبد بتمر !! الطبقات الكبرى المجلد 8 \ص63

****


موسى المدني 18-02-09 07:14 PM

ألا لعنة الله على الكاذبين ألا لعنة الله على الظالمين
ألا قبحك الله من امرئ سوء شل الله لسانك يا عدو آل بيت النبي صلى الله عليه و سلم و على آله و صحبه أجمعين
إن الله يفضح المنافقين بكذبهم و يبين للناس جميعا سوء سريرتهم و باطنهم
و أدعو الله أن ينير بصيرتك فترى قبح قولك فتكون من المسلمين المؤمنين
لو تفقه يا هذا ما تقول لما جف لك دمع إن كنت تؤمن بأن خالقك و رازقك الله و أن نبيه المبعوث رحمة للعالمين هو محمد صلى الله عليه و سلم
في الأخير فإني أرى أنه لا كرامة لزنديق منافق فأرجو من الإدارة إلزامه الأدب أو الطرد بلا رجعة

أسد من أسود السنة 18-02-09 08:08 PM

سبحان الله ! لا تحب عائشة حتى أن تذكر اسم علي !! بغض علي بن أبي طالب نفاق يا عائشة !!
صحيح البخاري ج4 \ص27\ باب-22





الرواية صحيحة لا غبار عليها فهي في (صحيح البخاري) ( 6/13-14)، وليس فيها ما يريح هذا الرافضي من الطعن بعائشة لكن وقعت لها زيادة فيها بعض ما يصبو إليه صاحبنا هذا، وقد أخرجها ابن سعد في ( طبقاته ) (2/29) وفيها قول ابن عباس: ( أن عائشة لا تطيب له نفسا بخير ) وعقّب عليها هذا الموسوي في ( الهامش ) ( 3/252) بثلاث مغالطات..

الأولى:

زعمه أن أصحاب السنن أخرجوها، وليس الأمر كذلك فليست هي عند أحد من أصحاب السنن، بل أخرجها ابن سعد في طبقاته، وكذلك الإمام أحمد في (مسنده ) ( 6/34، 228) وأظنها أيضا في ( مصنف عبد الرزاق ) لكني لا أطوله الآن، والمهم أنها ليست عند أحد من أصحاب السنن، ووجودها عند من ذكرنا لا يعني أبدا قبولها فضلا عن تصحيحها كما سنبينه إن شاء الله.

الثانية:

زعمه أن إسنادها صحيح على أساس أن رجالها كلهم حجج، وهذا أمر يحتاج الى تفصيل وبيان، إذ وثاقة رجال الإسناد وعدالتهم لا تكفي لوحدها في تصحيح الإسناد، فهي لا تعدوا كونها شرطا واحدا من شروط التصحيح، وهناك ثلاثة أخرى وهي اتصال الإسناد وانعدام الشذوذ وانعدام العلة، وبمجموع هذه الشروط فقط يمكن أن يصح الإسناد ويحتج به، وهذا أمر يغفل عنه من ليس من أهل هذه الصنعة ويظنون لجهلهم وقصور فهمهم أن مجرد عدالة الرواة تكفي لصحة الإسناد كما فعل المدعو عبد الحسين هذا، بخلاف ما قرره أهل العم بالحديث،

انظر لذلك علم مصطلح الحديث، وهو الذي حققه الشيخ محمد ناصر الدين الألباني في مقدمته لصحيح الترغيب والترهيب ( 1/ 39-41)، ونقله الشيخ حمدي عبد المجيد السلفي في مقدمة الجزء الأول من ( المعجم الكبير ) ( ص5-11) وغير ذلك

وهو أمر لا ينازع فيه من له أدنى معرفة بعلم الحديث. وإذا كان كذلك فإن هذه الزيادة، أعني قول ابن عباس: ( أن عائشة لا تطيب له نفسا بخير ) شاذة غير صحيحة

لتفرد معمر بن راشد ويونس بن يزيد الأيلي بها عن الزهري

ولمخالفتهم لباقي من روى هذا الحديث عن الزهري وهم عقيل بن خالد عند

البخاري (6/14)

و

مسلم (1/312-313)

و

شعيب بن أبي حمزة عند البخاري ( 1/61)

و

سفيان بن عيينة عند الحميدي في (المسند ) (233)

و

الامام أحمد ( 6/38)

و

ابن ماجة (1618)

و

يعقوب بن عتبة عند ابن اسحق في (السيرة ) - (سيرة ابن هشام) ( 4/298)

و

البيهقي في ( الدلائل ) ( 7/174)

و

انظر ( البداية والنهاية ) ( 5/225)


وهؤلاء جميعا لم يذكروا هذه الزيادة.

و للحديث طريق آخر عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة من غير طريق الزهري، رواه عنه موسى بن أبي عائشة وليس فيه هذه الزيادة أيضا، انظر ( صحيح مسلم ) ( 1/311-312)، ( سنن النسائي ) ( 2/101-102)، (سنن الدارمي ) ( 1/287-288)

وأظنه كذلك عند الإمام أحمد لكنّي لم أتمكن من العثور عليه.

ومما يؤكد عدم صحة هذه الزيادة وإنها وهم أن كلا من معمر ويونس قد رويا هذا الحديث أيضا بدون هذه الزيادة أي بما يوافق باقي الرواة عن الزهري، انظر ( صحيح البخاري ) (7/165) من رواية بشر بن محمد أخبرنا عبد الله - يعني ابن مبارك- أخبرنا معمر ويونس، وليس فيه هذه الزيادة، وأخرج مسلم ذلك أيضا بدون الزيادة عن معمر وحده ( 1/312).

فهذه الزيادة إذا غير صحيحة، لا يمكن قبولها واعتبارها زيادة ثقة لأمرين …

أولا

لمخالفة معمر ويونس بروايتها باقي الرواة عن الزهري وفيهم من هو أوثق منهم في الزهري كابن عيينة، مع أن لهما رواية عن الزهري بغير هذه الزيادة أي بموافقة باقي الرواة ولا شك أنها أولى بالقبول من تلك.

ثانيا:

لحال كل من معمر ويونس مقارنة بباقي الرواة عن الزهري، فيونس بن يزيد الأيلي قال عنه الحافظ في ( التقريب ): (ثقة إلا أن في روايته عن الزهري وهما قليلا وفي غير الزهري خطأ ) إ.ه. ولقد استنكر له الإمام أحمد بعض الأحاديث كما في ( الميزان ). أما معمر بن راشد فقد قال فيه الحافظ في ( التقريب ): ( ثقة ثبت فاضل إلا أن في روايته عن ثابت والأعمش وهشام بن عروة شيئا، وكذا فيما حدث به في البصرة ) وقال الذهبي في ( الميزان ): ( له أوهام معروفة ) ونقل قول أبي حاتم عنه: ( صالح الحديث، وما حدث به في البصرة ففيه أغاليط ) إ.ه. قلت: وهذا - والله أعلم - مما حدث به بالبصرة بقرينة أن من الرواة عنه هنا عبد الأعلى بن عبد الأعلى كما في ( المسند ) ( 6/34) وهو من أهل البصرة.


وعلى أية حال فإن مجرد مخالفة معمر لباقي الرواة عن الزهري كاف في ردّ هذه الزيادة خصوصا إذا انضم الى ذلك أن له رواية يوافقهم فيها ولا شك أنها كما قلنا أولى بالقبول وتبين ما وقع من الوهم في الأخرى.

وهذا هو الذي يمليه علينا المنهج الحديثي الدقيق لدراسة الأحاديث والأسانيد واتباع الحجج والبراهين في كل ذلك، وهو العلم الدقيق الذي خفي على مثل المدعو عبد الحسين هذا، فراح يتهم البخاري - رحمه الله - بتعمد تركها واقتطاعها وهو الأمر الذي نعنيه بالمغالطة الآتية:

الثالثة:

وهو هذا الاتهام الباطل للإمام البخاري بتعمد القطع من النص، مع أن هذا المدعو عبد الحسين من أكثر الناس فعلا لذلك كما مرت بنا أمثلة كثيرة جدا من فعله هذا، ولهذا السبب هو يظن بالناس أنهم يفعلون فعله كشأن كل صاحب عيب ونقص.

ولا أظن بعد كل ما بيناه من العلة في تلك الزيادة أن يبقى الغموض في موقف الإمام البخاري وعدم إخراجه لهذه الزيادة، فليس ذلك إلا لشدة تحريه للصحة ولدقة علمه ومعرفته بالعلل الموجبة لضعف الحديث مع وثاقة رواته.

ثم ليعلم أن البخاري إمام من أئمة الحديث، وكتابه عند أهل السنة أصح الكتب بعد القرآن الكريم، فطعن هذا المطعون به عبد الحسين بالإمام البخاري لا يفيد أهل السنة إلا افتضاح بغض هذا الموسوي وشيعته لأئمة السنة، فإن كان يريد إقامة الحجة عليهم فبأئمتهم وكتبهم لا أن يطعن بها لعدم عثوره فيها على ما يؤيد باطله وزعمه، أليس هذا من مقتضى الإنصاف؟

أسد من أسود السنة 18-02-09 08:10 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة KHODER SAIF (المشاركة 632164)
السلام عليكم

***********
أنظروا كيف كانت تتعامل عائشة مع اليتامى المساكين وتقول اني لا اضرب احدهم حتى ينبسط
) كتاب المعجم ج1 \ص247
*************
سبحان الله ! لا تحب عائشة حتى أن تذكر اسم علي !! بغض علي بن أبي طالب نفاق يا عائشة !!
صحيح البخاري ج4 \ص27\ باب-22
*****************
النبي (ص) يتمنى موت عائشة ، وعائشة تعرف مدى كره النبي (ص) لها صحيح البخاري ج4 \ص9\10
********************
وكأن النبي صلى الله عليه وآله طفل صغير لا يعي ما هي مصلحته !! صحيح البخاري ج4 \ص21
********************
عائشة وحفصة تتآمران وتتواطآن على الكذب على رسول الله !! هذا وهو حي يرزق ! فكيف بعد وفاته !!! صحيح البخاري ج3 \ص308
***************
عائشة تغضب على رسول الله صلى الله عليه وآله !! ولم تغر كما غارت على سيدة النساء خديجة بن خويلد عليها السلام !! صحيح البخاري ج3 \ص404
***************
عائشة لا تخجل من حكاية كذبها وتآمرها على رسول الله وحثها باقي نساء النبي على أن يكذبوا عليه بل قد أجبرتهن على الكذب !!! صحيح البخاري ج3 \ص415
********************
عائشة تقول إن النبي مات في حضنها !! وأن ريقه اختلط بريقها !! بدل أن يتشهد ويذكر الله يا عائشة !! صحيح البخاري ج3 \ص402
*******************
عائشة تقول إن الله يسارع بإنزال الآيات القرآنية على ما يهواه النبي !! والعياذ بالله ! صحيح البخاري ج3 \ص374
********************
الله عز وجل يهدد عائشة وحفصة بعد أن كشف تآمرهما على رسول الله صحيح البخاري ج3 \ص310
******************
عائشة تدخل المغنيات بيت رسول الله !! ثم يأتي النبي ويسمع غناء المغنيات !! ويأتي أبو بكر وينتهر عائشة
أمزمارة الشيطان في بيت رسول الله
صحيح البخاري ج2 \ص249
********************
يا عائشة !!! إن بغض علي بن أبي طالب عليه السلام نفاق !! صحيح البخاري ج2 \ص153
****************
ساعد الله قلبك يا رسول الله ما لقيت من عائشة !! صحيح البخاري ج1 \ص101
******************
عائشة تكذب الصحابة الذين رووا عن رسول الله أنه قال يقطع الصلاة الحمار والكلب الأسود والمرأة ! وتغضب عائشة من جعلهم المرأة كالكلب والحمار صحيح البخاري ج1 \ص128
*******************
أم المؤمنين تسب أم المؤمنين !!! الطبقات الكبرى المجلد 8 \ص64
*****************
عائشة أحب للنبي من زبد بتمر !! الطبقات الكبرى المجلد 8 \ص63

****



عموما يامعفن لما لم تنقل الروايات هل لانك ناقل مثل الحمار الناقل للاسفار وننتظر نصوص الروايات مع سندها

أسد من أسود السنة 18-02-09 09:26 PM

***********
أنظروا كيف كانت تتعامل عائشة مع اليتامى المساكين وتقول اني لا اضرب احدهم حتى ينبسط
) كتاب المعجم ج1 \ص247
*************








[align=center]

ـ حدثنا الحسين بن سعيد قال : حدثنا القاسم بن علي عن ابي بصير عن ابي جعفر عليه السلام قال : ان ابى ضرب غلاما له قرعة واحدة بسوط وكان بعثه في حاجة فابطى عليه فبكى الغلام وقال : الله يا علي بن الحسين تبعثني في حاجتك ثم تضربني ؟ قال : فبكى ابي وقال : يا بني اذهب الى قبر رسول الله صلى الله عليه وآله فصل ركعتين ثم قل : اللهم اغفر لعلي بن الحسين خطيئته يوم الدين ثم قال للغلام : اذهب فانت حر لوجه الله قال أبو بصير : فقلت له : جعلت فداك كان العتق كفارة للذنب ؟ فسكت
(123) .
البحار 46 : باب 5 ـ 59.
كتاب الزهد - تاليف الحسين بن سعيد الكوفي الأهوازي
ابي محمد
من اعلام الرواة للقرن الثاني والثالث الهجري
تحقيق وإخراج وتنظيم
ميرزا غلام رضا عرفانيان
7 ـ باب ما جاء في المملوك
من ص 34 ـ 48
كتاب الامام علي بن الحسين عليه السلام
ص 73



120 ـ الحسن بن علي قال : سمعت ابا الحسن عليه السلام يقول : ان علي بن الحسين عليهما السلام ضرب مملوكا ثم دخل الى منزله فاخرج السوط ثم تجرد له ثم قال : اجلد علي بن الحسين فابى عليه فاعطاه خمسين دينارا (127)
(127) أورده البحار في ج 46 | 92 وفيه : قال : قال أبو الحسن عليه السلام وكذا في 74 | 143 وفيه : قال : اجلد . . . . وفي ن 1 وقع هنا سقط وهو من قوله : فاخرج ، الى قوله : علي بن الحسين ، وكذا في ط عن نسخة : ج أقول : الحسن بن علي هنا مشترك بين : ابن علي بن يقطين وابن علي بن فضال وابن علي بن زياد الوشاء والراجح في النظر هو الاخير وان كان الجميع ثقة
كتاب الزهد تاليف الحسين بن سعيد الكوفي الأهوازي
ابي محمد
من اعلام الرواة
للقرن الثاني والثالث الهجري
تحقيق وإخراج وتنظيم
ميرزا غلام رضا عرفانيان
7 ـ باب ما جاء في المملوك
من ص 34 ـ 48



79 ين : الجوهري ، عن البطائني ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر عليه السلام قال :
إن أبي ضرب غلاما له قرعة واحدة بسوط ، وكان بعثه في حاجة فأبطأ عليه ، فبكى
الغلام وقال : الله يا علي بن الحسين تبعثني في حاجتك ثم تضربني قال : فبكى أبي
وقال : يا بني اذهب إلى قبر رسول الله صلى الله عليه وآله فصل ركعتين ثم قل : اللهم اغفر لعلي
ابن الحسين خطيئته يوم الدين ، ثم قال للغلام : اذهب فأنت حر لوجه الله ، قال
أبوبصير : فقلت له : جعلت فداك كأن العتق كفارة الضرب ؟ ! فسكت
(2).
بحار الأنوار ج46
باب مكارم أخلاقه وعلمه ، واقرار المخالف والمؤالف
ص92


80 ين : الحسن بن علي قال : قال أبوالحسين عليه السلام : إن على بن الحسين
عليهما السلام ضرب مملوكا ، ثم دخل إلى منزله فأخرج السوط ثم تجرد له ثم
قال : اجلد علي بن الحسين ! فأبى عليه ، فأعطاه خمسين دينارا(3).
81 ين : النضر ، عن أبي سيار ، عن مروان ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : قال
علي بن الحسين عليهما السلام : ما عرض لي قط أمران أحدهما للدنيا والآخر للآخرة
فآثرت الدنيا إلا رأيت ما أكره قبل أن أمسي(4).
بحار الأنوار ج46
باب مكارم أخلاقه وعلمه ، واقرار المخالف والمؤالف
ص92
[/align]

أسد من أسود السنة 18-02-09 09:34 PM

عائشة تدخل المغنيات بيت رسول الله !! ثم يأتي النبي ويسمع غناء المغنيات !! ويأتي أبو بكر وينتهر عائشة
أمزمارة الشيطان في بيت رسول الله صحيح البخاري ج2 \ص249



ج1 ص 335 باب إذا فاته العيد يصلي ركعتين وكذلك النساء ومن كان في البيوت والقرى الحديث برقم 944 (( حدثنا يحيى بن بكير قال حدثنا الليث عن عقيل عن بن شهاب عن عروة عن عائشة ثم أن أبا بكر رضي الله عنه دخل عليها وعندها جاريتان في أيام منى تدففان وتضربان والنبي صلى الله عليه وسلم متغش بثوبه فانتهرهما أبو بكر فكشف النبي صلى الله عليه وسلم عن وجهه فقال دعهما يا أبا بكر فإنها أيام عيد وتلك الأيام أيام منى وقالت عائشة رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يسترني وأنا أنظر إلى الحبشة وهم يلعبون في المسجد فزجرهم عمر فقال النبي صلى الله عليه وسلم دعهم أمنا بني أرفدة يعني من الأمن ))




انما كانتا تدفقان وتضربان :) ويعني غائهما كان بصوتهما يتبعهما الدف وهذا لا شيء فيه :)

كليم الحق 19-02-09 12:14 PM

ياشيعي ليش ماعندكم الا نفاق شك غيبة منكر كذب

ولا تأخذون دلالكم الى من اناس مشبوهين ومعروفين

بسوء نواياهم

لماذا ما تأخذون الادلة من القرآن

معا العلم بأن دلا الكم مستحدثة

لم تأتي الا من بعد النبوة وخاااتم النبيين محمد صلى الله عليه وسلم

وبعد ان توفي

كل مستحدثة بدعة وكل بدعه ضلاله وكل ضلالة حراااااام


استغفر الله العضيم

خالد المخضبي 19-02-09 01:53 PM

قلت ان علي رضي الله عنه الكرار عندنا والفرار عندكم انه((حار الانوار الجزء25صفحة380رواية33..عن أبي جعفر عليه السلام قال:قال:يا جابر ألك((حمار))يسير بك فيبلغ بك من المشرق إلى المغرب في يوم واحد؟فقلت:جعلت فداك ياباجعفر وأنى لي هذا؟فقال أبوجعفر:ذاك أميرالمؤمنين عليه السلام ألم تسمع قول رسول الله صلى الله عليه وآله في علي عليه السلام:والله لتبلغن الاسباب والله لتركبن السحاب))
وهذا هو الرابط : http://www.yasoob.com/books/htm1/m013/13/no1304.htm
وهذا صورة للرواية : http://www.geocities.com/serdab_shehaap_aldin/8/27.JPG


وقلتم ان علي رضي الله عنه حيدرا عندنا وعنكم الجبان انه ((عن ابي عبد الله عليه السلام ان هذا المثل ضربه الله لامير المؤمنين عليه السلام فالبعوضة امير المؤمنين عليه السلام وما فوقها رسول الله صلى الله عليه وآله .. ص35 وهذا الرابط من كتب الشيعه ))
وهذا الرابط : http://www.yasoob.org/books/htm1/m016/20/no2007.html
وهذه صورة للبعوضة وما فوقها : http://www.alhsa.com/forum/showthread.php?p=905936

قلتم عن علي رضي الله عنه ((كتاب بشارة المصطفى لشيعة المرتضى صفحة33...سيدنا علي اسمه((بوسي))..يا شيعة))
وهذا صورة من الرواية :http://www.geocities.com/serdab_alka...alkazeb/15.JPG

فقال عنكم رضي الله عنه ((الذليل والله من نصرتموه، ومن رمى بكم فقد رُمي بأفق ناصل، وإنكم والله لكثير في الباحات، قليل تحت الرايات…..أضرع الله خدودكم(أي أذل الله وجوهكم) وأتعس جُدُودكم لا تعرفون الحق كمعرفتكم الباطل، ولا تبطلون الباطل كإبطالكم الحق )) نهج البلاغة ص (143 ـ 144).

هذا حالكم يا شيعة مع امامكم

وقد قلتم عن سيد شباب الجنة الحسن بن علي رضي الله عنه ((- كش، ]رجال الكشي[ روي عن علي بن الحسن الطويل عن علي بن النعمان عن عبد الله بن مسكان عن أبي حمزة عن أبي جعفر ع قال جاء رجل من أصحاب الحسن ع يقال له سفيان بن ليلى و هو على راحلة له فدخل على الحسن و هو محتب في فناء داره فقال له السلام عليك يا مذل المؤمنين فقال له الحسن انزل و لا تعجل فنزل فعقل راحلته في الدار و أقبل يمشي حتى انتهى إليه قال فقال له الحسن ما قلت قال قلت السلام عليك يا مذل المؤمنين قال و ما علمك بذلك قال عمدت إلى أمر الأمة فخلعته من عنقك و قلدته هذا الطاغية يحكم بغير ما أنزل الله قال فقال له الحسن ع سأخبرك لم فعلت ذلك قال سمعت أبي ع يقول قال رسول الله ص لن تذهب الأيام و الليالي حتى يلي أمر هذه الأمة رجل واسع البلعوم رحب الصدر يأكل و لا يشبع و هو معاوية فلذلك فعلت ما جاء بك قال حبك قال الله قال الله فقال الحسن ع و الله لا يحبنا عبد أبدا و لو كان أسيرا في الديلم إلا نفعه حبنا و إن حبنا ليساقط الذنوب من بني آدم كما يساقط الريح الورق من الشجر ))
المصدر : بحارالأنوار ج : 44 ص : 24

وكذلك قلتم عنه رضي الله عنه : (( قال أبو جعفر قال لي الصادق ع إن الله جل و عز عير أقواما في القرآن بالإذاعة فقلت له جعلت فداك أين قال قال قوله وَ إِذا جاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذاعُوا بِهِ ثم قال المذيع علينا سرنا كالشاهر بسيفه علينا رحم الله عبدا سمع بمكنون علمنا فدفنه تحت قدميه و الله إني لأعلم بشراركم من البيطار بالدواب شراركم الذين لا يقرءون القرآن إلا هجرا و لا يأتون الصلاة إلا دبرا و لا يحفظون ألسنتهم اعلم أن الحسن بن علي ع لما طعن و اختلف الناس عليه سلم الأمر لمعاوية فسلمت عليه الشيعة عليك السلام يا مذل المؤمنين فقال ع ما أنا بمذل المؤمنين و لكني معز المؤمنين إني لما رأيتكم ليس بكم عليهم قوة سلمت الأمر لأبقى أنا و أنتم بين أظهرهم كما عاب العالم السفينة لتبقى لأصحابها و كذلك نفسي و أنتم لنبقى بينهم يا ابن النعمان ))
المصدر :تحف‏العقول ص : 308
هذا هو منزلة الحسن بن علي رضي الله عنه عندكم

فمن أجل ما صنع الحسن رضي الله عنه قطعوا الامامة عن عقبه وولده

فذكر في بحار الانوار :42 ص : 77
الرواية ((خص، ]منتخب البصائر[ سعد بن عبد الله عن أحمد و عبد الله ابني محمد بن عيسى عن ابن محبوب عن ابن رئاب عن أبي عبيدة و زرارة عن أبي جعفر ع قال لما قتل الحسين بن علي ع أرسل محمد بن حنفية إلى علي بن الحسين ع فخلا به ثم قال يا ابن أخي قد علمت أن رسول الله ص كانت الوصية منه و الإمامة من بعده إلى علي بن أبي طالب ثم إلى الحسن بن علي ثم إلى الحسين ع و قد قتل أبوك و لم يوص و أنا عمك و صنو أبيك و ولادتي من علي ع في سني و قدمتي و أنا أحق بها منك في حداثتك لا تنازعني في الوصية و الإمامة و لا تجانبني فقال له علي بن الحسين ع يا عم اتق الله و لا تدع ما ليس لك بحق إني أعظك أن تكون من الجاهلين إن أبي ع يا عم أوصى إلي في ذلك قبل أن يتوجه إلى العراق و عهد إلي في ذلك قبل أن يستشهد بساعة و هذا سلاح رسول الله ص عندي فلا تتعرض لهذا فإني أخاف عليك نقص العمر و تشتت الحال إن الله تبارك و تعالى لما صنع الحسن مع معاوية أبى أن يجعل الوصية و الإمامة إلا في عقب الحسين ع ))

وكذلك : وفي رواية عند القمي في كتاب الامامة و التبصرة من الحيرة ص 194 " ان الله لما صنع الحسن مع معاوية ما صنع بدا لله فالآن لا يجعل الوصية و الامامة الا في عقب الحسين عليه السلام … "

الاحتجاج ج : 2 ص : 291
((و عن الأعمش عن سالم بن أبي الجعد قال حدثني رجل منا قال أتيت الحسن بن علي ع فقلت يا ابن رسول الله أذللت رقابنا و جعلتنا معشر الشيعة عبيدا ما بقي معك رجل قال و مم ذاك قال قلت بتسليمك الأمر لهذا الطاغية قال و الله ما سلمت الأمر إليه إلا أني لم أجد أنصارا و لو وجدت أنصارا لقاتلته ليلي و نهاري حتى يحكم الله بيني و بينه و لكني عرفت أهل الكوفة و بلوتهم و لا يصلح لي منهم من كان فاسدا إنهم لا وفاء لهم و لا ذمة في قول و لا فعل إنهم لمختلفون و يقولون لنا إن قلوبهم معنا و إن سيوفهم لمشهورة علينا

فهذا هو الحسن بن علي رضي الله عنهما وهذه منزلته عندكم .. فأين دعوى المحبة والقربى؟؟؟!!!

وكذلك قلتم :
- عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن الحكم، عن محمد بن سليمان، عن أبيه قال: خرجت مع أبي الحسن موسى بن جعفر (عليه السلام) إلى بعض أمواله فقام إلى صلاة الظهر فلما فرغ خر لله ساجدا فسمعته يقول بصوت حزين وتغرغر دموعه (1) " رب عصيتك بلساني ولو شئت وعزتك لاخر ستني وعصيتك ببصري ولو شئت وعزتك لا كمهتني وعصيتك بسمعي ولو شئت وعزتك لاصممتني وعصيتك بيدي ولو شئت وعزتك لكنعتني (2) وعصيتك برجلي ولو شئت وعزتك لجذمتني (3) وعصيتك بفرجي ولو شئت وعزتك لعقمتني وعصيتك بجميع جوارحي التي أنعمت بها علي وليس هذا جزاؤك مني " قال: ثم أحصيت له ألف مرة وهو يقول: " العفو العفو " قال: ثم الصق خده الايمن بالارض فسمعته وهو يقول، بصوت حزين " بؤت إليك بذنبي عملت سوءا وظلمت نفسي فاغفر لي فانه لا يغفر الذنوب غيرك يا مولاى " ثلاث مرات ثم الصق خده الايسر بالارض فسمعته يقول: " ارحم من أساء واقترف واستكان واعترف " ثلاث مرات ثم رفع رأسه (3).
(3) أي لقطعتني والاجذم: المقطوع اليد.
كتاب: الفروع من الكافي ج 3
تأليف ثقة الاسلام أبي جعفر محمد بن يعقوب بن اسحاق الكليني الرازي
المتوفي في سنة 328 / 329 ه‍
مع تعليقات نافعة مأخوذة من عدة شروح
صححه وقابله وعلق عليه على اكبر الغفاري
الناشر دار الكتب الاسلامية
في التصحيح الشيخ محمد الآخوندي حقوق الطبع والتقليد بهذه الصورة المزدانة بالتعاليق والحواشي محفوظة للناشر
(باب) * (السجود والتسبيح والدعاء فيه في الفرائض والنوافل وما يقال) * * (بين السجدتين)
[ 319 ][[ 327 ]

خالد المخضبي 19-02-09 01:55 PM

تقرير أفضلية عائشة على سائر نساء النبي صلى الله عليه وسلم سوى خديجة بالأدلة والبراهين، وذكر الاتفاق على ذلك.

عدم إمكانية القطع بالأفضلية بين خديجة وعائشة رضي الله عنهما فإن لكل منهما من الفضائل ما يأبى تأخرها عن الأخرى، والأحسن التوقف في ذلك ورده الى الله عز وجل.

ضعف الحديث الذي استدل به على أفضلية خديجة على عائشة.

أحب الناس الى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو أبو بكر الصديق وابنته الصديقة عائشة أم المؤمنين كما صرّح بذلك النبي صلى الله عليه وسلم حين سُئل: ( أي الناس أحب إليك؟ قال عائشة، قيل من الرجال؟ قال: أبوها، قيل ثم من؟ قال: عمر ) أخرجه الإمام أحمد ( 4/203). والبخاري (5/6، 209-210)، ومسلم (4/1856) وغيرهم.
وتعرض في هذه المراجعة الى المفاضلة بين عائشة وبين خديجة خاصة وبينها وبين باقي أزواج النبي صلى الله عليه وسلم، ورضي الله عنهن عامة، ونحن نبين ذلك بإذن الله فنقول:

لا شك-عند المتبعين لسنة النبي صلى الله عليه وسلم - في أفضلية عائشة على سائر نساء النبي صلى الله عليه وسلم سوى خديجة رضي الله عنهن كلّهن، وقد اتفقوا على ذلك حتى

قال شيخ الإسلام ابن تيميه رحمه الله في ردّه على ابن المطهر - (مختصر المنهاج) (ص217)- ما نصّه:
( أهل السنة مجمعون على تعظيم عائشة ومحبتها، وأن نسائه أمهات المؤمنين اللواتي مات عنهن كانت عائشة أحبهن إليه وأعظمهن حرمة عند المسلمين ) إ.ه.


ومما يستدل به على فضل عائشة رضي الله عنها مما لم يقع لسواها من نساء النبي صلى الله عليه وسلم الحديث المتقدم حين سُئل النبي صلى الله عليه وسلم ( أي الناس أحب إليك؟ قال: عائشة … )

وكذا قوله صلى الله عليه وسلم: ( كمل من الرجال كثير ولم يكمل من النساء إلا مريم بنت عمران وآسية امرأة فرعون وأن فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام )
أخرجه الإمام أحمد (4/409، 394)، والبخاري (4/200، 193) (5/36) ( 7/97)، ومسلم (4/1886-1887)، والترمذي (3/93-94)، والنسائي (7/68) وابن ماجة (3280) وغيرهم من حديث أبي موسى الأشعري وثبت أيضا من حديث أنس بن مالك في الصحيح وغيره.

وكان الناس يتحرون بهداياهم يوم عائشة كما ثبت ذلك في الصحيح عن أم سلمة، فاجتمع نساء النبي صلى الله عليه وسلم في بيت أم سلمة فقالوا: يا أم سلمة إن الناس يتحرون بهداياهم يوم عائشة وإنا نريد الخير كما تريد عائشة فمري رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يأمر الناس أن يهدوا إليه حيثما كان، قالت: فذكرت ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فأعرض عنّي، فلما كان في الثالثة ذكرت له ذلك فقال: ( يا أم سلمة لا تؤذيني في عائشة فإنه والله ما نزل عليّ الوحي وأنا في لحاف امرأة منكن غيرها ) أخرجه الإمام أحمد (6/293)، والبخاري (5/37) والترمذي (4/362-363)، والنسائي (7/68-69).

وهذا صريح كل الصراحة في أفضليتها على سائر نساء النبي صلى الله عليه وسلم وأنه صلى الله عليه وسلم لا يقبل الكلام في عائشة حتى من مثل أم سلمة، فكيف بمن سواها؟ وأخبر أن ذلك يؤذيه نظير قوله تعالى: ( وما كان لكم أن تأذوا رسول الله ولا أن تنكحوا أزواجه من بعده أبدا إن ذلكم كان عند الله عظيما ).
ومرة أخرى حاول نساء النبي صلى الله عليه وسلم التأثير عليه بشأن عائشة ومساواتهن لها فأرسلن له فاطمة ابنته - كما ثبت في الصحيح- فقالت له: يا رسول الله إن أزواجك أرسلنني إليك يسألنك العدل في ابنة أبي قحافة، فقال صلى الله عليه وسلم: ( أي بنية ألست تحبين ما أحب؟ ) فقالت: بلى، قال: ( فأحبي هذه )، فقامت فاطمة حين سمعت ذلك من رسول الله صلى الله عليه وسلم فرجعت إلى أزواج النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرتهن بالذي قالت وبالذي قال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلن لها: ما نراك أغنيت عنّا من شيء فارجعي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقولي له: إن أزواجك ينشدنك العدل في ابنة أبي قحافة، فقالت فاطمة: والله لا أكلمه فيها أبدا، فأرسل أزواج النبي صلى الله عليه وسلم زينب بنت جحش بمثل ذلك أيضا. وهذا الحديث قد أخرجه الإمام أحمد (6/88)، ومسلم (4/1891-1892)، والنسائي (7/65-66) وغيرهم، وليس بعد هذا الفضل من فضل.

وكانت رضي الله عنها مباركة على أمته حتى قال أُسيد بن حضير لمّا أنزل الله آية التميم بسببها: ( ما هي بأول بركتكم يا آل أبي بكر، ما أنزل بكِ أمر تكرهينه إلا جعل الله لك وللمسلمين فيه خيرا ) أخرجه البخاري (1/91، 92) وغيره.
ومن خصائصها رضي الله عنها أنها كان لها في القسم يومان يومها ويوم سودة حين وهبتها ذلك تقربا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم كما ثبت ذلك في (صحيح البخاري) (7/43)،

وأن النبي صلى الله عليه وسلم مات في يومها وفي بيتها وبين سحرها ونحرها وجمع الله بين ريقه وريقها في آخر ساعة من ساعاته في الدنيا وأول ساعة من الآخرة، كما سنفصل ذلك في المراجعات القادمة إن شاء الله، وقد أخرج الإمام أحمد (6/138) أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في مرضه: ( إنه ليهون عليّ أني رأيت بياض كف عائشة في الجنة )


قال الحافظ ابن كثير في ( البداية والنهاية ) (8/92):


( وهذا في غاية ما يكون من المحبة العظيمة أنه يرتاح لأنه رأى بياض كفها أمامه في الجنة ) إ.ه.

ومن خصائصها أنها أعلم نساء النبي صلى الله عليه وسلم، بل هي أعلم النساء على الإطلاق


قال الزهري:


لو جُمِعَ علم عائشة إلى علم جميع أزواجه، وعلم جميع النساء لكان علم عائشة أفضل.


وأخرج الترمذي (4/363-364) بإسناد عن أبي موسى الأشعري أنه قال:


( ما أشكل علينا أصحاب رسول الله صلى الله عليه سلم حديث قط فسألنا عائشة إلا وجدنا عندها منه علما ).


ومن أعظم خصائصها وفضائلها رضي الله عنها أن برأها الله من فوق سبع سماوات، لمّا تكلم فيها أهل الإفك بالزور والبهتان غار الله لها فأنزل براءتها في عشر آيات من القرآن تتلى على تعاقب الزمان.

وقد أجمع العلماء على تكفير من قذفها بعد براءتها، كما قال الحافظ ابن كثير.

ولها غير ذلك من الفضائل الكثير رضي الله عنها، لكنا انتقينا ما فيه من الدلالة الواضحة على أفضليتها على سائر أزواج النبي صلى الله عليه وسلم سوى خديجة، ومنه يعلم كذب هذا المفتري الدجال المدعو عبد الحسين حين


إقتباس
قال: ( والسنن المأثورة والأخبار المسطورة تأبى تفضيلها عليهن كما لا يخفى على أولي الألباب ) ثم لم يكتف بذلك حتى قال: ( وربما كانت ترى أنها أفضل من غيرها فلا يقرها رسول الله صلى الله عليه وسلم على ذلك ) إ.ه.


وهي رضي الله عنها لم تكن ترى لنفسها من الفضل أكثر مما تستحق، بل كانت ترى أنها أقل مما تستحق كما اتضح ذلك جليا بعد حادثة الإفك الذي برأها الله منه وأنزل الآيات في ذلك فقالت رضي الله عنها: ( والله ما كنت أظن أن ينزل في شأني وحي يتلى، ولشأني كان أحقر في نفسي من أن يتكلم الله عز وجل فيّ بأمرٍ يتلى ) أخرجه البخاري (6/131)، ومسلم (4/2135) وغيرهما.

والحديث الذي ذكره بعد ذلك في الحادثة بين صفية بنت حيي وبين عائشة وحفصة، وأن النبي صلى الله عليه وسلم قال لصفية: ( ألا قلت لهن كيف تكنّ خيرا مني وأبي هارون، وعمي موسى، وزوجي محمد ) ضعيف لا يثبت

أخرجه الترمذي (4/3669 من طريق هاشم بن سعيد الكوفي ثنا كنانة مولى صفية عن صفية. وقال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث هاشم الكوفي وليس إسناده بذاك إ.ه.

قلت: وهاشم بن سعيد هذا ضعيف لا يحتج به، وشيخه كنانة مجهول الحال لم يوثقه غير ابن حبّان الذي من عادته توثيق المجاهيل، لذا جعله الحافظ في (التقريب) ضمن المرتبة التي قول عنها: ( مقبول حيث يتابع وإلا فلّين الحديث ) وهو هنا لم يُتابع فهو إذا ليّن الحديث أي ضعيفه. وقد أخرج الحديث أيضا ابن عدي في (الكامل) وساق سنده الحافظ في ترجمة كنانة من (التهذيب) فقال: ( وقال ابن عدي حدثنا إبراهيم بن محمد بن سليمان ثنا عمرو بن علي ثنا يزيد بن مغلس الباهلي - وكان من الثقات - ثنا كنانة بن نبيه مولى صفية، فذكر الحديث الذي أخرجه الترمذي ) انتهى كلام الحافظ، وهذا الإسناد ضعيف أيضا لبقاء علة جهالة حال كنانة مولى صفية أولا، وثانيا يزيد بن مغلس الباهلي هذا لم أرى أحدا وثقه بل قد نقل الذهبي في (الميزان ) عن ابن حبّان أنه قال عنه ( لا تجوز الرواية عنه إلا اعتبارا ) فكيف يمكن أن يكون ثقة ونحن لم نعرف من قال عنه ذلك؟ وشيخ ابن عدي إبراهيم بن محمد بن سليمان لم أعرفه ولم أجد له ترجمة إلا أن يكون هو ابراهيم بن محمد بن سليمان بن بلال بن أبي الدرداء، وهذا ذكره الذهبي في ( الميزان) وقال: فيه جهالة، وقال عنه في ( الضعفاء ) أيضا: لا يعرف.

وهذا الحديث ذكره الحافظ في ترجمة صفية من ( الإصابة ) ( 4/347) وعزاه للترمذي، وكذا ذكره ابن عبد البر في ( الاستيعاب ) ( 4/348) بصيغة التضعيف فقال: ( ويروى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل على صفية … )

ومن ههنا يعلم أن ذكرهما له لا يعد تصحيحا له بل هو بصيغة التضعيف التي تعارف عليها أهل العلم بالحديث دون أهل الجهل من أمثال المدعو عبد الحسين هذا، فلا حجة فيه أبدا ولله الحمد.

-------------------------------------------------------



أما مسألة المفاضلة بين عائشة وخديجة رضي الله عنهما

( فقد وقع النزاع فيها بين العلماء قديما وحديثا

فبعضهم لا يعدل بخديجة أحدا من النساء لسلام الرب عليها وكون ولد النبي صلى الله عليه وسلم جميعهم - إلا إبراهيم - منها وكونه لم يتزوج عليه حتى ماتت إكراما لها وكونها من الصدّيقات ولها مقام الصدق في أول البعثة وبذلت نفسها ومالها لرسول الله صلى الله عليه وسلم

وبعضهم يميل إلى تفضيل عائشة لكونها ابنة الصديق ولكونها أعلم من خديجة فإنه لم يكن في الأمم مثل عائشة في حفظها وعلمها وفصاحتها وعقلها ولم يكن الرسول صلى الله عليه وسلم يحب أحدا من نسائه كمحبته إياها ونزلت براءتها من فوق سبع سماوات وروت بعده عنه صلى الله عليه وسلم علما جما كثيرا طيبا مباركا فيه، والحق أن كلا منهما لها من الفضائل ما لو نظر الناظر فيه لبهره وحيره

والأحسن التوقف في ذلك إلى الله عزّ وجلّ ومن ظهر له دليل يقطع به أو يغلب على ظنه في هذا الباب فذاك الذي يجب عليه أن يقول بما عنده من العلم ومن حصل له توقف في هذه المسألة أو في غيرها فالطريق والمسلك الأسلم أن يقول الله أعلم ) هذا كله من كلام الحافظ ابن كثير رحمه الله في ( البداية والنهاية ) (3/129)

وهذا يدل على علمه وورعه وتثبته فيما يقول، لكنه يمكن أن يستدل على أفضلية خديجة رضي الله عنها بتلك الأحاديث التي ساقها المدعو عبد الحسين في الفقرة الثانية من مراجعته هذه، وأعنى به قوله صلى الله عليه وسلم: ( حسبك من نساء العالمين مريم ابنة عمران وخديجة بنت خويلد وفاطمة ابنة محمد وآسية امرأة فرعون ) وهو حديث صحيح أخرجه الإمام أحمد والترمذي وغيرهما.

وكذا الحديث: ( أفضل نساء أهل الجنة خديجة بنت خويلد وفاطمة بنت محمد ومريم بنت عمران وآسية بنت مزاحم امرأة فرعون ) أخرجه الإمام أحمد والحاكم وغيرهما وهو صحيح، والحديث الآخر: ( خير نساء العالمين أربع … ) وذكرهنّ، وهو صحيح أخرجه الإمام أحمد والطبراني في ( الكبير ) عن أنس.

ولكن من يذهب إلى تفضيل عائشة رضي الله عنها يعارض بذلك الحديث المتقدم عن أبي موسى الأشعري الذي فيه: ( وأن فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام ) وهو في المسند والصحيحين وغيرهما، ولفظه يدخل فيه النساء الثلاث المذكورات وغيرهنّ، فيحتمل أن يكون عاما بالنسبة إلى المذكورات وغيرهنّ ويحتمل أن يكون عاما إلى ما عدا المذكورات، والله اعلم.

أما الحديثان اللذان صدر بهما مراجعته هذه عن ابن عبد البر في ( الاستيعاب) وفيهما قول النبي صلى الله عليه وسلم لعائشة عن خديجة ( ما أبدلني الله خيرا منها ) فليست هذه الزيادة صحيحة فإن في سندها ضعفا إذ قد أخرجه الإمام أحمد ( 6/117-118)، وابن عبد البر في ( الاستيعاب ( 4/286، 287) كلاهما من طريق مجالد عن الشعبي عن مسروق عن عائشة.

وعلتهّ في مجالد هذا، وهو ابن سعيد الهمداني وقد ضعّفه الإمام أحمد وابن معين ويحيى بن سعيد وابن مهدي والدارقطني وابن سعد وابن حبّان، وقال عنه الحافظ في (التقريب ): ( ليس بالقوي وقد تغير في آخر عمره )

وقد ضعّف هذه الزيادة أيضا الحافظ ابن كثير في (البداية والنهاية ) (8/93).

وقد أخرج هذا الحديث - كما قال صاحب المراجعات في هامشه - أيضا البخاري ومسلم لكنه بدون هذه الزيادة التي بينّا ضعفها، فراجع نصّ الحديث في (البخاري) (5/48-49)

ومسلم (4/1889) بل فيه ما يبدو أن النبي صلى الله عليه وسلم قد أقر عائشة رضي الله عنها حين قالت له عن خديجة: ( قد أبدلك الله خيرا منها ) فعاد الحديث إذن من أدلة القائلين بأفضلية عائشة رضى الله عنها وعن خديجة وعن سائر زوجات النبي صلى الله عليه وسلم. ولكن عبد الحسين هذا حاول الإيهام بأن الحديث بهذه الزيادة الضعيفة هو في الصحيحين، وهذا ليس غريبا منه بل هو شأنه دائما، فإنا لله وإنا إليه راجعون.
ونختم كلامنا عن هذه المراجعة بنقل ما قاله شيخ الإسلام ابن تيمية في رده على ابن المطهر فيما يخص موضوعنا هذا، فبعد أن ذكر حجة من يفضل خديجة أو عائشة تكلم على معنى هذه الزيادة على فرض صحتها فقال: - انظر ( مختصر المنهاج ) للذهبي (ص216-217) –

( وهؤلاء يقولون: قوله لخديجة (( ما أبدلني الله خيرا منها )) - إن صح - فمعناه: ما أبدلني خيرا لي منها، فإن خديجة نفعته في أول الإسلام نفعا لم يقم غيرها فيه مقامها فكانت خيرا له من هذا الوجه لكونها نفعته وقت الحاجة، وعائشة صحبته في آخر النبوة وكمال الدين فحصل لها من العلم والإيمان ما لم يحصل لمن لم يدرك إلا أول النبوة، فكانت أفضل لهذه الزيادة، فإن الأمة انتفعت بها أكثر مما انتفعت بغيرها وبلغت من العلم والسننّ ما لم يبلغه غيرها، فخديجة كان خيرها مقصورا على نفس النبي صلى الله عليه وسلم ولم تبلغ عنه شيئا ولم تنتفع بها الأمة كما انتفعت بعائشة، ولأن الدين لم يكن قد كمل حتى تعلمه ويحصل لها منه كمالاته كما حصل لمن علم وآمن به بعد كماله. ومعلوم أن من اجتمع همّه على شيء واحد كان أبلغ ممن تفرق همّه في أمال متنوعة، فخديجة رضي الله عنها خير لها من هذا الوجه، لكن أنواع البر لم تنحصر في ذلك، ألا ترى أن من كان من الصحابة أعظم إيمانا وأكثر جهادا بنفسه وماله - كحمزة وعليّ وسعد بن معاذ وأسيد بن حضير وغيرهم هم أفضل ممن كان يخدم النبي صلى الله عليه وسلم وينفعه في نفسه أكثر منهم - كأبي رافع وأنس بن مالك وغيرهما - ) إ.ه.

والحمد لله أولا وآخرا …

خالد المخضبي 19-02-09 01:59 PM

شبهات حول عائشة وتفنيدها ج1

الحمد لله الذي جعل فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام ، وأعلى فتواها بين الأعلام ، وألبسها حلة الشرف حليلة سيد الأنام ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، شهادة تدخلنا في أبناء أمهات المؤمنين ، وتهدينا إلى سنة نبينا آمنين ، وأشهد أن محمداً سيدنا عبد الله ورسوله أرشد إلى الشريعة الغراء ، وأعلن بفضل عائشة حتى قال :" فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام " رواه الشيخان .




وسأتقرب إلى الله عز وجل بتفنيد بعض الشبهات التي طار بها أهل الزيغ والضلال ضد أمي عائشة بنت الصديق – رضي الله عنهما - ، وإنني إذ أسطر هذه الكلمات لأسأله جل وعلا أن ينفعني بها وأن يثقل بها صحيفة أعمالي يوم أن ألقاه ، إنه ولي ذلك والقادر عليه .



وسأبدأ بذكر أهم الشبهات والرد عليها وأستمد من الله الحول والقوة .



الشبهة الأولى :



· موقف عائشة من مقتل عثمان وأنها تقول اقتلوا نعثلا فقد كفر:



- أولا : الحق أن عاشة أم المؤمنين كانت تكنّ للخليفة عثمان كل احترام وتقدير ، وهي تدرك عظيم منزلته في قلب رسول الله r .



- وقد روت عن النبي – صلى الله عليه وسلم – فضائل ثابتة عن عثمان – رضي الله عنه – ومنها قوله صلى الله عليه وسلم لعائشة :" ألا أستحي من رجل تستحي منه الملائكة " مسلم 2401.



- وأما ما رواه ابن أبي الحديد الشيعي المعتزلي ، من أنها كانت تنادي بقتله وتسميه نعثلا ، فهذا لا أساس له من الصحة ، وهو من فريات السبئية لعنهم الله ، ليوغروا عليه صدور المسلمين ، وليظفروا بمبتغاهم في الطعن على الصحابة ، رضوان الله عليهم . وقد تقدم قريبا أن هذا الكلام المنسوب إلى عائشة ، رضوان الله عنها . ذكره ابن أبي الحديد في شرحه لنهج البلاغة [1] .




- كما أن الرواية التي نحن بصددها (( اقتلوا نعثلاً فقد كفر )) ، فقد جاءت من طريق سيف بن عمر [2] ، قال يحيى بن معين : وابن أبي حاتم : ضعيف الحديث ، وقال النسائي : كذاب ، وقال ابن حبان : يروي الموضوعات عن الأثبات ، قال وقالوا : إنه كان يضع الحديث ، وقال الدارقطني : متروك[3] ، وقال ابن أبي حاتم : مرّة : متروك الحديث ، يشبه حديثه حديث الواقدي[4]، وقال أبوداود : ليس بشيء وقال ابن عدّي : عامّة حديثه منكر [5] .




الشبهة الثانية :

· قالوا بأن الفتنة من بيت عائشة :

قام النبي r خطيباً فأشار نحو مسكن عائشة فقال ( ههنا الفتنة ، ههنا الفتنة ، ههنا الفتنة ، من حيث يطلع قرن الشيطان )) .



- الرد :


- أولاً : وهذا الحديث لا غبار عليه ، وورد في كتاب الوصايا وفرض الخمس من صحيح البخاري ، وليس في هذا الحديث ما يدين عائشة رضي الله عنها .


- ثانياً :مقصود الحديث أن منشأ الفتن من جهة المشرق وكذا وقع كما قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري [6] ( المعتزلة – القدرية – الخوارج – الرفض والتشيع – الجهمية –وغيرهم كثير ).


- والذي يتسنى له زيارة مسجد النبي r يلاحظ أن حجرة عائشة رضي الله عنها ، حيث دفن النبي r تقع شرقي المنبر ، لا تفصله عنها سوى الروضة الشريفة .


- ثالثاً : ويبدو واضحاً من خلال أطراف الحديث ، أن النبي r إنما أراد أهل المشرق ، ولم يقصد عائشة رضي الله عنها بسوء ومن جمع طرق الحديث تبين له ذلك جيدا. والحديث رواه عبد الله بن عمر رضي الله عنهما ، وأطرافه في فرض الخمس رقمه في فتح الباري ( 2873 ) والجمعة ( 979 ) والمناقب ( 3249) والطلاق ( 4885 ) والفتن ( 6563 ) و ( 6564 ) و (6565 ) [7] .


- رابعاً : أما قولهم أشار إلى بيت عائشة فهذا كذب وزور وبهتان ، فلم يرد في طرق الحديث أشار إلى بيت عائشة وإنما نحو بيت عائشة ، وجاء في رواية عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال : " رأيت رسول الله r يشـير إلى المشرق فقال : (( إن الفتنـة هاهنـا ، إن الفتنـة هاهنـا ، من حيث يطلع قرن الشيطان )) أو قال (( قرن الشمس )) [8] .


- وفي رواية أخرى قال : ذكر النبي r : (( اللهم بارك لنا في شامنا ، اللهم بارك لنا في يمننا )) قالوا: يا رسول الله وفي نجدنا ، قال : (( اللهم بارك لنا في شامنا ، اللهم بارك لنا في يمننا )) قالوا : يا رسول الله ، وفي نجدنا ، فأظنه قال في الثالثة : (( هناك الزلازل والفتن وبها يطلع قرن الشيطان )) .


- قال الخطابي :" نجد من جهة المشرق ومن كان بالمدينة كان نجده بادية الفرق ونواحيها وهي مشرق أهل المدينة ، وأصل النجد ما ارتفع من الأرض ، وهو خلاف الغور فإنه ما انخفض منها ، وتهامة كلها من الغور ومكة من تهامة " [9] .



- وعن سالم بن عبد الله بن عمر أنه قال :" يا أهل العراق ! ما أسألكم عن الصغيرة وأركبكم للكبيرة سمعت أبي عبد الله بن عمر يقول :" سمعت رسول الله – صلى الله عليه وسلم – إن الفتنة تجيء من ههنا وأومأ بيده نحو المشرق من حيث يطلع قرنا للشيطان " البخاري 7094.


- خامساً : هذا طعن بالنبي – صلى الله عليه وسلم – فبيت عائشة هو بيت النبي – صلى الله عليه وسلم - وبه دفن .


- اختيار النبي – صلى الله عليه وسلم – أن يمرض في بيتها ، وكانت وفاته بين سحرها ونحرها ، وفي يومها وفي بيتها ، واجتمع ريق رسول الله – صلى الله عليه وسلم – بريقها في آخر أنفاسه :


- قال أبو الوفا بن عقيل رحمه الله :" انظر كيف اختار لمرضه بيت البنت ، واختار لموضعه من الصلاة الأب ، فما هذه الغفلة المستحوذة على قلوب الرافضة ، عن هذا الفضل والمنزلة التي لا تكاد تخفى عن البهيم فضلا عن الناطق " استدراكات عائشة على الصحابة ص 30 .


- مسلم (418) من حديث عائشة – رضي الله عنها – قالت : " أول ما اشتكى رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيت ميمونة ، وكان يقول : أين أنا غداً ؟ فاستأذن أزواجه أن يمرض في بيتها وأذنّ له ، فكان في بيتي حتى مات في اليوم الذي يدور عليّ فيه "


- البخاري :عن عائشة قالت : " إن من نعم الله عليّ أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – توفي في بيتي ، وفي يومي ، وبين سحري ونحري ، وأن جمع بين ريقي وريقه عند الموت دخل عبد الرحمن بن أبي بكر على النبي- صلى الله عليه وسلم - وأنا مسندته إلى صدري ومع عبد الرحمن سواك رطب يستن به فأبده رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بصره فأخذت السواك فقصمته ونفضته وطيبته ثم دفعته إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فاستن به فما رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - استن استنانا قط أحسن منه فما عدا أن فرغ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رفع يده أو إصبعه ثم قال في الرفيق الأعلى ثلاثا ثم قضى وكانت تقول مات بين حاقنتي وذاقنتي " .



· شبهة : قالوا بأن عائشة تبغض عليا :


- وذكروا حديث البخاري – باب مرض النبي ووفاته - :" لما ثقل رسول الله – صلى الله عليه وسلم – واشتد به وجعه خرج وهو بين رجلين تخط رجلاه في الأرض – بين عباس بن عبد المطلب – ورجل آخر – قال الراوي وهو عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود – هل تعرف من الرجل الذي لم تسم عائشة هو علي بن أبي طالب "



- الرد :



- إن ما ذكره أهل الفتنة والهوى حول موقف عائشة أم المؤمنين من صهرها عليّ ، رضي الله عنهما ، لا يصح منه شيء ، ولا يقره عاقل ، ولاسيما أن الصحيح من الأخبار يدل على عظيم التقدير والاحترام الذي كانت تكنّه لعليّ وأبنائه رضي الله عنهم أجمعين .



- كما أخرج أخرج ابن أبي شيبة ، أن عبد الله بن بديل بن ورقاء الخزاعي ، :" سأل عائشة من يبايع ؟ فقالت له : إلزم عليّاً [10].



فهل يعقل بعد هذا أن تخرج عليه وتحاربه ؟! ثمّ تعمد إلى إنكار فضله وفضائله كما زعم المغرضون ؟!



- علاقتها بعلي بن أبي طالب ـ كما سنرى ـ مبنية على المودة والاحترام والتقدير المتبادل ، فعليّ أعرف الناس بمقام السيدة عائشة ، ومنزلتها في قلب رسول الله r ، وقلوب المسلمين ، كما كانت هي الأخرى تعرف لعليّ سابقته في الإسلام ، وفضله وجهاده ، وتضحياته ، ومصاهرته للنبيr .



- وقد روت عدداً من الأحاديث في فضائل عليّ وأهل البيت رضي الله عنهم ، ذكرها أئمة الحديث بأسانيدها ، وهي تدل دلالة واضحة على عظيم احترامها وتقديرها لأمير المؤمنين عليّ وأهل البيت رضي الله عنهم أجمعين .



- وقد روت السيدة عائشة مناقب أهل البيت التي تعتبر شامة في مناقب الإمام عليّ ، رضي الله عنه .



- من ذلك ما أخرجه مسلم ، عن عائشة ، رضي الله عنها قالت : "خرج النبي r غداة وعليه مرطٌ مرحّل [11] من شعر أسود ، فجاء الحسن بن عليّ فأدخله ، ثم جاء الحسين فدخل معه ، ثم جاءت فاطمة فأدخلها ، ثم جاء عليّ فأدخله ، ثم قال : ] إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمْ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا [[12].



- قلت : والذي أدين الله به أنه لا يصح حديث الكساء إلا من طريق عائشة – رضي الله عنها – فقط ، فكيف يدعي من كان له أدنى ذرة عقل أو دين أن يتهمها بنصب العداء لعلي رضي الله عنه .







[1] - ابن أبي الحديد : شرح نهج البلاغة ، 20 / 17 و 22 .


[2] - سيف بن عمر : ذكره الدارقطني في الضعفاء والمتروكين ، ص 104 ، وقال محققه ما نصه : سيف بن عمر الضبي الأسيدي الكوفي ، مصنف الفتوح والردّة وغير ذلك ، كان إخبارياً عارفاً ، عمدة في التاريخ وهو كالواقدي ، أمّا في الحديث فهو ضعيف باتفاق .


[3] - ابن حجر : تهذيب التهذيب ، 4 / 296 ، والذهبي : المغني في الضعفاء ، 1 / 392 ، وميزان الاعتدال ، 2 / 255 .


[4] - ابن أبي حاتم : الجرح والتعديل ، 4 / 278 .


[5] - الذهبي : ميزان الاعتدال ، 2 / 255 .


[6] - ابن حجر : فتح الباري 6 / 420 .


[7] - انظر فتح الباري 6 / 420 وما بعدها و 13 / 58 .


[8] - أخرجه البخاري في بدء الخلق والفتن وأشراط الساعة ، والترمذي في الفتن والمناقب ، واحمد في المسند . قرن الشمس : قال الداودي : للشمس قرن حقيقة ،ويحتمل أن يريد بالقرن قوة الشيطان وما يستعين به على الإضلال ، وقيل إن الشيطان يقرن رأسه بالشمس عند طلوعها ليقع سجود عبدتها له . وقيل : ويحتمل أن يكون للشمس شيطان تطلع الشمس بين قرنيه . ابن حجر : فتح الباري ، 13 / 58 .


[9] -ابن حجر : فتح الباري 13 / 58 .

- ولما بويع عليّ ، رضي الله عنه خليفة للمسلمين ، لم يتغير موقفها منه ولا حملت في قلبها عليه ، وهي التي كانت تدعو إلى بيعته كما رأينا . وكانت تعرف مكانته العلمية والفقهيـة ، لذلك عندما سألها شريح بن هانىء [1] عن المسح على الخفّين ، قالت له : عليك بابن أبي طالب فسله فإنه كان يسافر مع رسول الله r .


- ذكر الحافظ ( ابن حجر ) في فتح الباري قول المهلب : إن أحدا لم ينقل إن عائشة ومن معها نازعوا عليّاً في الخلافة ، ولا دعوا إلى أحد منهم ليولوه الخلافة [2].





شبهة :




- * قاتلت عليا والله يقول { وقرن في بيوتكن } :




- الرد :




- أولاً : إن الكلام عما شجر بين الصحابة ليس هو الأصل ، بل الأصل الاعتقادي عند أهل السنة والجماعة هو الكف والإمساك عما شجر بين الصحابة ، وهذا من قول النبي – صلى الله عليه وسلم - :" وإذا أصحابي فأمسكوا " .



- ثانيا : إذا دعت الحاجة إلى ذكر ما شجر بينهم ، فلابد من التحقيق والتثبت في الروايات المذكورة حول الفتن بين الصحابة ، قال عز وجل : { يا أيها الذين امنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين } . وهذه الآية تأمر المؤمنين بالتثبت في الأخبار المنقولة إليهم عن طريق الفساق ، لكيلا يحكموا بموجبها على الناس فيندموا .

- فوجوب التثبت والتحقيق فيما نقل عن الصحابة ، وهم سادة المؤمنين أولى وأحرى ، خصوصا ونحن نعلم أن هذه الروايات دخلها الكذب والتحريف ، أما من جهة اصل الرواية أو تحريف بالزيادة والنقص يخرج الرواية مخرج الذم واللعن .

- وأكثر المنقول من المطاعن الصريحة هو من هذا الباب ، يرويها الكذابون المعروفون بالكذب ، مثل ابي مخنف لوط بن يحيى ، ومثل هشام بن محمد بن السائب الكلبي ، وأمثالهما . ( منهاج السنة 5 / 72 ، وانظر دراسة نقدية " مرويات ابي مخنف في تاريخ الطبري / عصر الراشدين ، ليحيى اليحيى ) .



- ثالثاً : قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله - :" أما أهل السنة فإنهم في هذا الباب وغيره قائمون بالقسط شهداء لله ، وقولهم عدل لا يتناقض ، وأما الرافضة وغيرهم من أهل البدع ففي أقوالهم من الباطل والتناقض ما ننبه إن شاء الله تعالى على بعضه ، وذلك أن أهل السنة عندهم أن أهل بدر كلهم في الجنة ، وكذلك أمهات المؤمنين : عائشة وغيرها ، وأبو بكر وعمر وعثمان وعلي وطلحة والزبير هم سادات أهل الجنة بعد الأنبياء ".



- رابعاً : أهل السنة يقولون : إن أهل الجنة ليس من شرطه سلامتهم عن الخطأ ، بل ولا عن الذنب ، بل يجوز أن يُذهب الرجل منهم ذنباً صغيراً أو كبيراً ويتوب منه ،وهذا متفق عليه بين المسلمين ، ولو لم يتب منه فالصغائر مغفورة باجتناب الكبائر عند جماهيرهم ، بل وعند الأكثرين منهم أن الكبائر قد تُمحى بالحسنات التي أعظم منها وبالمصائب المكفرة .



- فأهل السنة والجماعة لا يعتقدون أن الصحابي معصوم من كبائر الإثم وصغائره ، بل تجوز عليهم الذنوب في الجملة ، ولهم من السوابق والفضائل ما يوجب مغفرة ما يصدر منهم إن صدر ، ثم إذا كان صدر من أحدهم ذنب فيكون إما قد تاب منه ، أو أتى بحسنات تمحوه ، أو غفر له بسابقته ، أو بشفاعة محمد صلى الله عليه وسلم ، وهم أحق الناس بشفاعته ، أو ابتلي ببلاء في الدنيا كفر به عنه ، فإذا كان هذا في الذنوب المحققة ، فكيف بالأمور التي هم مجتهدون فيها : إن أصابوا فلهم أجران ، وإن أخطئوا فلهم أجر واحد ، والخطأ مغفور .



- ثم إن القدر الذي ينكر من فعل بعضهم قليل نادر ، مغفور في جنب فضائل القوم ومحاسنهم من إيمان وجهاد وهجرة ونصرة وعلم نافع وعمل صالح .

- يقول الذهبي رحمه الله : " فالقوم لهم سوابق وأعمال مكفرة لما وقع بينهم ، وجهاد محّاءٌ ، وعبادة ممحصة ، ولسنا ممن يغلو في أحد منهم، ولا ندعي فيهم العصمة " . ( سير أعلام النبلاء 10 / 93 ، في ترجمة الشافعي ).



- خامساً : من أجل ذلك لا يجوز ان يدفع النقل المتواتر في محاسن الصحابة وفضائلهم بنقول بعضها منقطع وبعضها محرف ، وبعضها يقدح فيما علم ، فإن اليقين لا يزول بالشك ، ونحن تيقنا ما ثبت في فضائلهم ، فلا يقدح في هذا أمور مشكوك فيها ، فكيف إذا علم بطلانها . ( منهاج السنة 6 / 305 ) .



- قال ابن دقيق العيد : " وما نقل عنهم فيما شجر بينهم واختلفوا فيه ، فمنه ما هو باطل وكذب ، فلا يلتفت إليه ، وما كان صحيحا أولناه تأويلا حسنا ، لأن الثناء عليهم من الله سابق ، وما ذكر من الكلام اللاحق محتمل للتأويل ، والمشكوك والموهوم لا يبطل الملحق المعلوم ".



- سادساً : فإن أهل الجمل وصفين لم يقاتلوا على نصب إمام غير علي ، ولا كان معاوية يقول إنه الإمام دون علي ، ولا قال ذلك طلحة والزبير ، وإنما كان القتال فتنة عند كثير من العلماء ، بسبب اجتهادهم في كيفية القصاص من قاتلي عثمان رضي الله عنه ، وهو من باب قتال أهل البغي والعدل ، وهو قتال بتأويل سائغ لطاعة غير الإمام ، لا على قاعدة دينية ، أي ليس بسبب خلاف في أصول الدين .



- ويقول عمر بن شبه : " إن أحدا لم ينقل ان عائشة ومن معها نازعوا عليا في الخلافة ، ولا دعوا أحدا ليولوه الخلافة ، وإنما أنكروا على علي منعه من قتال قتلة عثمان وترك الاقتصاص منهم " . ( أخبار البصرة لعمر بن شبه نقلا عن فتح الباري 13 / 56 ) .



- ويؤيد هذا ما ذكره الذهبي : " أن ابا مسلم الخولاني وأناسا معه ، جاءوا إلى معاوية، وقالوا : أنت تنازع عليا أم أنت مثله ؟ . فقال : لا والله ، إني لأعلم أنه أفضل مني ، وأحق بالأمر مني ، ولكن ألستم تعلمون أن عثمان قتل مظلوما ، وأنا ابن عمته ، والطالب بدمه ، فائتوه فقولوا له ، فليدفع إلي قتلة عثمان ، وأسلم له . فأتوا عليا ، فكلموه ، فلم يدفعهم إليه " . ( سير أعلام النبلاء للذهبي 3 / 140 ، بسند رجاله ثقات كما قال الأرناؤوط ) .



- وأيضا فجمهور الصحابة وجمهور أفاضلهم ما دخلوا في فتنة .



- قال عبد الله بن الإمام أحمد بإسناده إلى : " محمد بن سيرين ، قال : هاجت الفتنة وأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم عشرة آلاف ، فما حضرها منهم مائة ، بل لم يبلغوا ثلاثين " .



- قال ابن تيمية : " وهذا الإسناد من اصح إسناد على وجه الأرض ، ومحمد بن سيرين من أورع الناس في منطقته ، ومراسيله من أصح المراسيل " . ( منهاج السنة 6 / 236 ) .



- سابعاً : ما ينبغي أن يعلمه المسلم حول الفتن التي وقعت بين الصحابة - مع اجتهادهم فيها وتأولهم - حزنهم الشديد وندمهم لما جرى ، بل لم يخطر ببالهم أن الأمر سيصل إلى ما وصل إليه ، وتأثر بعضهم التأثر البالغ حين يبلغه مقتل أخيه ، بل إن البعض لم يتصور أن الأمر سيصل إلى القتال ، وإليك بعض من هذه النصوص :



- وهذا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ، يقول عنه الشعبي : " لما قتل طلحة ورآه علي مقتولا ، جعل يمسح التراب عن وجهه ، ويقول : عزيز علي أبا محمد أن أراك مجدلا تحت نجوم السماء " .. ثم قال :" إلى الله أشكو عجزي وبجري . - أي همومي وأحزاني -وبكى عليه هو واصحابه ، وقال : ياليتني مت قبل هذا اليوم بعشرين سنة ".



- وكان يقول ليالي صفين : " لله در مقام عبد الله بن عمر وسعد بن مالك - وهما ممن اعتزل الفتنة - إن كان برا إن أجره لعظيم ، وإن كان إثما إن خطره ليسير " . ( منهاج السنة 6 / 209 ) فهذا قول أمير المؤمنين ، رغم قول أهل السنة أن عليا ومن معه أقرب إلى الحق .



- وهذا الزبير بن العوام رضي الله عنه - وهو ممن شارك في القتال بجانب أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها - يقول : " إن هذه لهي الفتنة التي كنا نحدث عنها ، فقال مولاه : أتسميها فتنة وتقاتل فيها ؟! قال : " ويحك ، إنا نبصر ولا نبصر ، ماكان أمر قط إلا علمت موضع قدمي فيه ، غير هذا الأمر ، فإني لا أدري أمقبل أنا فيه أم مدبر " . ( فتح الباري 12 / 67 ) .



- هذه عائشة أم المؤمنين ، تقول فيما يروي الزهري عنها : " إنما أريد أن يحجر بين الناس مكاني ، ولم أحسب أن يكون بين الناس قتال ، ولو علمت ذلك لم اقف ذلك الموقف أبدا " . ( مغازي الزهري ) .

- ثامناً : كيف يلام الصحابة بأمور كانت متشابهة عليهم ، فاجتهدوا ، فأصاب بعضهم وأخطأ الآخرون ، وجميعهم بين أجر وأجرين ثم بعد ذلك ندموا على ما حصل وجرى وما حصل بينهم من جنس المصائب التي يكفر الله عز وجل بها ذنوبهم ، ويرفع بها درجاتهم ومنازلهم .



- قال صلى الله عليه وسلم : " لا يزال البلاء بالعبد ، حتى يسير في الأرض وليس عليه خطيئة " .



- وعلى أقل الأحوال ، لو كان ما حصل من بعضهم في ذلك ذنبا محققا ، فإن الله عز وجل يكفره بأسباب كثيرة ، من أعظمها الحسنات الماضية من سوابقهم ومناقبهم وجهادهم ، والمصائب المكفرة ، والاستغفار ، والتوبة التي يبدل بها الله عز وجل السيئات حسنات ، ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم . ( للتوسع راجع منهاج السنة6 / 205 فقد ذكر عشر أسباب مكفرة )



- تاسعاً : فالمرء لا يعاب بزلة يسيرة حصلت منه في من فترات حياته وتاب منها ، فالعبرة بكمال النهاية ، لا ينقص البداية ، سيما وإن كانت له حسنات ومناقب ولو لم يزكه أحد ، فكيف إذا زكاه خالقه العليم بذات الصدور { ربنا أغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم }




--------------------------------------------------------------------------------

[1] - شريح بن هانىء : (… – 78 هـ = … – 697 م ) بن يزيد الحارثي : راجز ، شجاع من مقدمي أصحاب علي ، كان من أمراء جيشه يوم الجمل ، قتل غازيا بسجستان . الزركلي: الأعلام ، 3 / 162 .



[2] - ابن حجر العسقلاني : فتح الباري ، 13 / 70 .

عاشراً : علي – رضي الله عنه – لم يكفر الذين قاتلوه ، وهذا ثابت في كتب السنة وكتب الرافضة ، فأما عند السنة فقد قال شيخ الإسلام إن الصحابة قاتلوا الخوارج بأمر النبي e ، ولدفع شرهم عن المسلمين ، إلا أنهم لم يكفروهم ، بل حرم علي بن أبي طالب أموالهم وسبيهم ، وبرهن شيخ الإسلام على أن علي بن أبي طالب لم يكفر الخوارج بالصريح من أقواله ، فذكر طارق بن شهاب قال : " كنت مع علي حين فرغ من قتال أهل النهروان ، فقيل له : أمشركون هم ؟ قال : من الشرك فروا . قيل : فمنافقون ؟ قال : إن المنافقين لا يذكرون الله إلا قليلا . قيل فما هم ؟ قال : قوم بغوا علينا فقاتلناهم ( رواه ابن أبي شيبة في المصنف 37942) .



- وأما في كتب الرافضة فهو ثابت أيضا وهو كما يلي :


- بحار الأنوار المجلسي ج 23 ص 324 عن ابن طريف عن ابن علوان عن جعفر عن أبيه عليه السلام :" كان يقول لأهل حربه انا لم نقاتلهم على التكفير لهم و لم نقاتلهم على التكفير لنا و لكنا رأينا انا على حق و رأوا أنهم على حق " .



- و سائل الشيعة ج 15 ص 83 عن جعفر ابن محمد عن ابيه عن علي عليه السلام انه قال:" القتل قتلان قتل كفارة و قتل درجة و القتال قتالان قتال الفئة الباغية حتى يفيؤا و قتال الفئة الكافرة حتى يسلموا " .



- وجاء في " جواهر الكلام الشيخ الجواهري " ج12 ص 338 عن جعفر عن ابيه عليه السلام:" أن عليا عليه السلام لم يكن ينسب أحدا من أهل البغي إلى الشرك و لا إلى النفاق و لكن كان يقول إخواننا بغوا علينا " .



- الحادي عشر : حديث النبي وقوله لعائشة :" تقاتلين علياً وأنت ظالمة له " قال شيخ الإسلام ابن تيمية :" فهذا لا يعرف في شيء من كتب العلم المعتمدة ، ولا له إسناد معروف ، وهو بالموضوعات أشبه منه بالأحاديث الصحيحة ، بل هو كذب قطعاً ، فإن عائشة لم تقاتل ولم تخرج لقتال ، وإنما خرجت لقصد الإصلاح ، وظنت أن في خروجها مصلحة للمسلمين ، ثم تبين لها فيما بعد أن ترك الخروج كان أولى ، فكانت إذا ذكرت خروجها تبكي حتى تبلَّ خمارها " .



- الثاني عشر : وليس في ذلك مخالفة لقوله تعالى { وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى } ، فهي رضي الله عنها لم تتبرج تبرج الجاهلية الأولى .



- والمراد بالاستقرار في البيوت لا ينافي الخروج لمصلحة مأمور بها ، كما لو خرجت للعمرة أو للحج .



- فخروج المرأة إن كان لمصلحة شرعية فهو جائز ، بل حتى يجوز للمرأة المتوفى عنها زوجها أن تخرج أثناء عدتها لمصلحة شرعية راجحة .



- فقد صح عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – من حديث جابر بن عبد الله قال :" طُلّقَتْ خَالَتُهُ فَأَرَادَتْ أَنْ تَخْرُجَ إلَى نَخْلٍ لَهَا فَلَقِيَتْ رَجُلاً فَنَهَاهَا فَجَاءَتْ رَسُولَ اللّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: "اخْرُجِي فَجُدّي نَخْلَكِ لَعَلّكِ أَنْ تَصَدّقِي وَتَفْعَلِي مَعْرُوفا".( النسائي 6/210) وقال الألباني صحيح .









شبهة :



· قالوا : إن عائشة أذاعت سر رسول الله – صلى الله عليه وسلم - ، قال تعالى { وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ حَدِيثاً فَلَمَّا نَبَّأَتْ بِهِ وَأَظْهَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَن بَعْضٍ فَلَمَّا نَبَّأَهَا بِهِ قَالَتْ مَنْ أَنبَأَكَ هَذَا قَالَ نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ {3} }



- الرد :



- أولاً : قد ثبت في الصحيح أن المقصود في هذه الآية هما عائشة وحفصة أمهات المؤمنين رضي الله عنهن .



- ففي صحيح البخاري :" عن عائشة رضي الله عنها قالت:
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يشرب عسلا عند زينب بنت جحش، ويمكث عندها، فواطيت أنا وحفصة على: أيتنا دخل عليها فلتقل له: أكلت مغافير، إني أجد منك ريح مغافير، قال: (لا، ولكني كنت أشرب عسلا عند زينب بنت جحش، فلن أعود له، وقد حلفت، لا تخبري بذلك أحدا). "



- وفي رواية :" (بل شربت عسلا عند زينب بنت جحش، ول أعود له) فنزلت: {يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك - إلى - إن تتوبا إلى الله} لعائشة وحفصة: إذ أسر النبي " .



- ثانياً :أهل السنة والجماعة لا يحاولون طمس الحقيقة بل هذه الحادثة مدوّن في أصح كتاب بعد كتاب الله في صحيح البخاري ، والحديث المُسَر هو تحريم رسول الله لجاريته مارية القبطية على نفسه ، أو امتناعه عن أكل العسل عند زوجته زينب بنت جحش رضي الله عنها .



- ثالثا: أما قولهم قوله تعالى { فقد صغت قلوبكما } يدل على كفر عائشة وحفصة – رضي الله عنهما - ، لأن قراءتهم " فقد زاغت قلوبكما " كما ذكرها النوري الطبرسي في فصل الخطاب ص 313 والبياضي في الصراط المستقيم 3/168 ، وقالوا الزيغ هو الكفر .



- وهذه الدعوى باطلة أيضاً لأن الزيغ الميل ، وهذا الميل متعلق بالغيره لا غير ، والزيغ والميل في هذه المسألة والغيرة بين الضرائر ليست زيغاً عن الإسلام إلى الكفر ، فالغيرة من جبلة النساء ولا مؤاخذة على الأمور الجبلية .



- وعائشة وحفصة رضي الله عنهما قد مال قلبيهما إلى محبة اجتناب رسول الله – صلى الله عليه وسلم – جاريته ، وتحريمهما على نفسه أو مالت قلوبهما إلى تحريم الرسول – صلى الله عليه وسلم – لما كان مباحاً له كالعسل مثلاً .



- رابعاً :الغيرة بين أزواج النبي حاصلة في حياة النبي – صلى الله عليه وسلم – وكان يرى ذلك ويبتسم ويقرهن على هذا ، لأن هذا من طبائع النساء ،ولم يغضب رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يغضب من غيرتهن ، كما في البخاري من حديث عن أنس قال: " كان النبي صلى الله عليه وسلم عند بعض نسائه، فأرسلت إحدى أمهات المؤمنين بصحفة فيها طعام، فضربت التي النبي صلى الله عليه وسلم في بيتها يد الخادم، فسقطت الصحفة فانفلقت، فجمع النبي صلى الله عليه وسلم فلق الصفحة ثم جعل يجمع فيها الطعام الذي كان في الصحفة، ويقول: (غارت أمكم) ثم حبس لخادم حتى أتي بصحفة من عند التي هو في بيتها، فدفع الصحفة الصحيحة إلى التي كسرت صحفتها، وأمسك المكسورة في بيت التي كسرت " .


- وكذلك غيرة سارة زوجة إبراهيم عليه السلام من هاجر عليهم السلام .


- خامساً : الله عز وجل دعاهما إلى التوبة بقوله { إن تتوبا إلى الله } ، فهما قد تابتا ورجعا إلى الله عز وجل ، وهذا عتاب من الله لهما كما عاتب الله نبيه وحبيبه وصفيه محمداً – صلى الله عليه وسلم – { يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك تبتغي مرضاة أزواجك } هل يقول قائل نأخذ بمفهوم المخالفة لمن فطرته منكوسة وأفهامه معكوسة ويقول بأن النبي – صلى الله عليه وسلم – لم يبتغي مرضات الله ، وإنما الله يربي نبيه ويربي أزواجه ويؤدبهم ويصطفيهم حتى يعلي قدرهم بين العالمين .


- وهذا نظير قوله تعالى (وَلَوْلاَ أَنْ ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدتَّ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئاً قَلِيلاً * إِذاً لأَذَقْناكَ ضِعْفَ الحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ ثُمَّ لاَتَجِدُ لَكَ عَلَيْنَا نَصِيراً) ونظير قوله تعالى { يا أيها النبي اتق الله ولا تطع الكافرين والمنافقين } هل يقول عاقل بأن الرسول ليس من المتقين أو أنه كان يطيع الكافرين والمنافقين .


- وكقوله تعالى لنوح { إني أعظك أن تكون من الجاهلين } فهل كان نوح من الجاهلين .

- سادساً : عائشة وحفصة رضي الله عنهما ، لو كان منهما ما يوجب الكفر لطلقهما النبي – صلى الله عليه وسلم – فلا يجوز للمسلم فضلاً عن النبي – صلى الله عليه وسلم – أن يمسك الكوافر ،قال تعالى { ولا تمسكوا بعصم الكوافر } وأن يجعل في ذمته الكافرات المشركات لقوله تعالى { لا هن لهن حل لهن ولا هم يحلون لهن } .


- وهذا عند السنة والرافضة قال القمي في تفسيره ( سورة الممتحنة ) عند قوله تعالى { ولا تمسكوا بعصم الكوافر } :" عن أبي جعفر قال : من كانت عنده امرأة كافرة ، يعني على غير ملة الإسلام وهو على ملة الإسلام ، فليعرض عليها الإسلام ، فإن قبلت فهي امرأته ، وإلا فهي بريئة منه ، فنهى الله أن يمسك بعصمتها " . ( 2/344) .


- فكيف يسمحون لأنفسهم بأن يقولوا أن الرسول – صلى الله عليه وسلم – خالف قوله تعالى في هذه الآية ، سبحانك ربي هذا بهتان عظيم .


- سابعاً : عائشة وحفصة مع النبي صلى الله عليه وسلم في الجنة ، فقد أخرج الترمذي وحسنه وصححه الألباني (3/242) أن جبريل قال للنبي – صلى الله عليه وسلم - :" إن هذه زوجتك في الدنيا والآخرة " وكان عمار بن ياسر – رضي الله عنه – يحلف ويقسم بالله :" أن عائشة – رضي الله عنها – زوجة رسول الله في الدنيا والآخرة " ( البخاري 7100) .


- أن الله تعالى أخبر عباده أن ثوابهن على الطاعة والعمل الصالح ضعف أجر غيرهن ، قال تعالى { وَمَن يَقْنُتْ مِنكُنَّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ وَتَعْمَلْ صَالِحاً نُّؤْتِهَا أَجْرَهَا مَرَّتَيْنِ وَأَعْتَدْنَا لَهَا رِزْقاً كَرِيماً } .


- ففي هذه الآية أن التي تطيع الله ورسوله منهن وتعمل صالحاً فإن الله يعطيها ضعف ثواب غيرها من سائر نساء المسلمين ، وأعد الله لها في الآخرة عيشاً هنيئاً في الجنان .


- قال الحافظ ابن كثير :" { نُّؤْتِهَا أَجْرَهَا مَرَّتَيْنِ وَأَعْتَدْنَا لَهَا رِزْقاً كَرِيماً } أي : في الجنة فإنهن في منازل رسول الله – صلى الله عليه وسلم – في أعلى عليين فوق منازل جميع الخلائق في الوسيلة التي هي أقرب منازل الجنة إلى العرش " .


- ثامناً : أهل البدع والزندقة يعمدون إلى نصوص القرآن التي فيها ذكر ذنوب ومعاصي بينة لمن نصت عنه من المتقدمين يتأولون النصوص بأنواع التأويلات ، وأهل السنة يقولون : بل أصحاب الذنوب تابوا منها ورفع الله درجاتهم بالتوبة .


- بتقدير أن يكون هناك ذنب لعائشة وحفصة ، فيكونان قد تابتا منه ، وهذا ظاهر لقوله تعالى { إن تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما } فدعاهما الله تعالى إلى التوبة ، فلا يظن بهما أنهما لم تتوبا ، مع ما ثبت من علو درجتهما ، وأنهما زوجتا نبيه في الدنيا والآخرة .


- تاسعاً : أنهن اخترن الله ورسوله والدار الآخرة إيثاراً منهن لذلك على الدنيا وزينتها فأعد الله لهن على ذلك ثواباً جزيلاً وأجراً عظيما قال تعالى{ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ إِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحاً جَمِيلاً (28) وَإِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآخِرَةَ فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنكُنَّ أَجْراً عَظِيماً }


- ففي البخاري بإسناده إلى عائشة – رضي الله عنها – قالت :" لما أُمر رسول الله بتخيير أزواجه بدأ بي فقال :" إني ذاكر لك أمرا، ولا عليك أن لا تعجلي حتى تستأمري أبويك. قالت: قد أعلم أن أبوي لم يكونا يأمراني بفراقك، ثم قال: " إن الله قال: يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ إِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحاً جَمِيلاً (28) وَإِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآخِرَةَ فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنكُنَّ أَجْراً عَظِيماً } قلت: أفي هذا أستأمر أبوي، فإني أريد الله ورسوله والدار الآخرة، ثم خير نساءه، فقلن مثل ما قالت عائشة " ( البخاري 2336) .


- فأن الله خيرهن بين الحياة الدنيا وزينتها وبين الله ورسوله والدار الآخرة ، فاخترن الله ورسوله والدار الآخرة .


- لذلك مات عنهن النبي وهن أمهات المؤمنين بنص القرآن ، والذنب يغفر ويعفى عنه بالتوبة وبالحسنات الماحيات وبالمصائب المكفرة .


- عاشراً : أما اداعاؤهم بأن عائشة وحفصة قد سقتا السم لرسول الله – صلى الله عليه وسلم – فإت الرد على مثل هذه الترهات عبث وإضاعة للأوقات ، ومع ذلك نقول هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين ، ونطالبهم بإسناد صحيح إلى رسول الله – صلى الله عليه وسلم – بأن عائشة وحفصة قتلتا رسول الله صلى الله عليه وسلم .


- والغريب أن المجلسي يقول بأن سند هذه الرواية معتبرة ( حياة القلوب للمجلسي 2/700) والصراط المستقيم (3/168) والأنوار النعمانية (4/336-337) .


- الحادي عشر : نقول أخيرا أن أهل السنة والجماعة لا يعتقدون أن الصحابي معصوم من كبائر الإثم وصغائره ، بل تجوز عليهم الذنوب في الجملة ، ولهم من السوابق والفضائل ما يوجب مغفرة ما يصدر منهم إن صدر ، ثم إذا كان صدر من أحدهم ذنب فيكون إما قد تاب منه ، أو أتى بحسنات تمحوه ، أو غفر له بسابقته ، أو بشفاعة محمد صلى الله عليه وسلم ، وهم أحق الناس بشفاعته ، أو ابتلي ببلاء في الدنيا كفر به عنه ، فإذا كان هذا في الذنوب المحققة ، فكيف بالأمور التي هم مجتهدون فيها : إن أصابوا فلهم أجران ، وإن أخطئوا فلهم أجر واحد ، والخطأ مغفور .


- ثم إن القدر الذي ينكر من فعل بعضهم قليل نادر ، مغفور في جنب فضائل القوم ومحاسنهم من إيمان وجهاد وهجرة ونصرة وعلم نافع وعمل صالح .

- يقول الذهبي رحمه الله : " فالقوم لهم سوابق وأعمال مكفرة لما وقع بينهم ، وجهاد محّاءٌ ، وعبادة ممحصة ، ولسنا ممن يغلو في أحد منهم، ولا ندعي فيهم العصمة " . ( سير أعلام النبلاء 10 / 93 ، في ترجمة الشافعي ).


الساعة الآن 12:15 AM.

Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "